د.جمال مرسي
20-08-2004, 12:18 AM
رسالة إلى سمير العمري
من : د. جمال مرسي
أما و قد طال الغياب .. فقد كانت هذه القصيدة
أَسَمِيرُ: عَيْنِي بالدمُوعِ تَرَقْرَقُ=و طيورُ قلبي بالوفاءِ تُشَقْشِقُ
و مشاعري نهرٌ يفيضُ عذوبةً=و من الحنايا سائباً يَتَدَفَّقُ
عُقِدَتْ على طَرَفِ اللسانِ حقيقةٌ=هِيَ في قواميسِ اللغاتِ الأصدَقُ
و تَلَعْثَمَتْ شَفَتي ، فلم تنطِقْ بها=في حينِ قلبي لم يخُنهُ المَنْطِقُ
سَلْ نبضَهُ تجِدِ الإجابَة َعِنْدَهُ=نَهْرُ المشاعِرِ في فؤادي يفْهَقُ
شَرَّفْتَني ، و كَسَوْتَنِي فضلاً بِهِ=أرقى إلى قُلَلِ الجِبالِ ، أُحَلِّقُ
و كأنَّني كالنَّسْرِ ، لا يرضى سِوى=نَجْمَ السَّما ، و لغيْرِهِ لا يُخْلَقُ
لمَّا ذَهَبْتُ لوادي عبْقَرَ سائِلاً=إيّاهُ شِعراً للحبيبِ أُنَمِّقُ
قالَ : القريضُ غدا لَهُ حِكْراً ، فما=أبْقى لنا شِعراً بِهِ نَتَصَدَّقُ
فَهُوَ الأمينُ على القوافي ، أَمْرُها=بِيَمِينِهِ ، و هُوَ الحَرِيُّ الأَخْلَقُ
و هوَ الذي أرسى قواعِدَ دولةِ الـ..=شعرِ الأصيلِ بِواحَةٍ تَتَأَلَّقُ
هَمَّشْتُ كُلَّ دفاتِري ، أبعَدْتُها=و كَتَبْتُ ما يُمْليهِ قلبٌ يَعْشَقُ
إِيهٍ سميرُ ، إليْكَ يَهْفو خافِقي=فَأَدُقُّ أبوابَ السؤالِ و أَطْرُقُ
و أجوبُ واحَتَكَ الجميلةُ ، و المُنى=تحدو خيولي ، و اْشتياقي يسبِقُ
أرنو إلى الأغصانِ أسألُ نَوْرَهَا=و أُرَىَ و عيْنِي في الزهورِ تُحَدِّقُ
و الطيْرَ أسألُ أين غابَ سميرُنا=فإذا بها بالدمعِ مِثلي تَشْرَقُ
قُلْ يا نسيمَ الصُّبحِ ما أخبارُهُ=لا تُخْفِ عَنِّي ، إنَّني مُتَشَوِّقُ
ما بالُ " غَزَّةَ " لم يَجِئْ مِرْسَالُها=برِسالةٍ مِنْ حُسْنِهِ تَتَأَنَّقُ
أخشى عليهِ من الأذى ، إنَّ الأذى=بِربوعِ " غَزَّةَ " و الضواحي مُحْدِقُ
فَهُناكَ أعداءٌ .. سَلِمْتَ لنا .. هُمو=شَرُّ البريَّةِ حِقْدُهُمْ لا يَنْفَقُ
هُم دَمَّروا ، هُمْ أفسَدوا ، هُمْ قَتَّلوا=هُمْ أتلَفوا ، هُمْ أرْجَفوا ، هُمْ أحرقوا
هُمْ دَنَّسوا الأقصى و لم يتَوَرَّعُوا=و تَحَصًّنوا مِنْ جُبنِهمْ و تَخَنْدَقُوا
أطماعُهُمْ فينا رَبَتْ ، و تَجاوَزَتْ=حَدَّ الخيالِ و أوْشَكَتْ تَتَحَقَّقُ
لولا رِجالٌ أخلَصوا و تَدَرَّعوا=بالصَّبْر يا "عُمَرِيُّ " كدتُ أُصَدِّقُ
وَهَبوا الحياةَ رخيصةً ، لم يبخلوا=بطريفِ مالٍ أو تليدٍ يُنْفَقُ
صِنفانِ فيهِمْ قد عَرَفْتُ ، فواحدٌ=بِسِلاحِهِ مُتَدَرِّعٌ مُتَمَنْطِقُ
و رأيْتُ فيكَ مُجاهداً بِلِسانِهِ=و الشِّعرُ مثلُ السيفِ موتٌ يَصْعَقُ
إيهٍ سميرُ أَما رجعْتَ ،فإنَّني=يا اْبنَ الأكارِمِ من غيابِكَ مُشفِقُ
تمضى السنونُ فلا تَدَعْ أَيّامَنَا=من بينِ أيدينا تَفِرُّ و تَزْهَقُ
عُدْ يا رعاكَ اللهُ ، إنِّي آَمِلٌ=عَوْداً ، و لسنا بَعْدَهُ نَتَفَرَّقُ
و عوداً حميداَ إن شاء الله
مع أطيب تمنياتي و دمتم
د. جمال
من : د. جمال مرسي
أما و قد طال الغياب .. فقد كانت هذه القصيدة
أَسَمِيرُ: عَيْنِي بالدمُوعِ تَرَقْرَقُ=و طيورُ قلبي بالوفاءِ تُشَقْشِقُ
و مشاعري نهرٌ يفيضُ عذوبةً=و من الحنايا سائباً يَتَدَفَّقُ
عُقِدَتْ على طَرَفِ اللسانِ حقيقةٌ=هِيَ في قواميسِ اللغاتِ الأصدَقُ
و تَلَعْثَمَتْ شَفَتي ، فلم تنطِقْ بها=في حينِ قلبي لم يخُنهُ المَنْطِقُ
سَلْ نبضَهُ تجِدِ الإجابَة َعِنْدَهُ=نَهْرُ المشاعِرِ في فؤادي يفْهَقُ
شَرَّفْتَني ، و كَسَوْتَنِي فضلاً بِهِ=أرقى إلى قُلَلِ الجِبالِ ، أُحَلِّقُ
و كأنَّني كالنَّسْرِ ، لا يرضى سِوى=نَجْمَ السَّما ، و لغيْرِهِ لا يُخْلَقُ
لمَّا ذَهَبْتُ لوادي عبْقَرَ سائِلاً=إيّاهُ شِعراً للحبيبِ أُنَمِّقُ
قالَ : القريضُ غدا لَهُ حِكْراً ، فما=أبْقى لنا شِعراً بِهِ نَتَصَدَّقُ
فَهُوَ الأمينُ على القوافي ، أَمْرُها=بِيَمِينِهِ ، و هُوَ الحَرِيُّ الأَخْلَقُ
و هوَ الذي أرسى قواعِدَ دولةِ الـ..=شعرِ الأصيلِ بِواحَةٍ تَتَأَلَّقُ
هَمَّشْتُ كُلَّ دفاتِري ، أبعَدْتُها=و كَتَبْتُ ما يُمْليهِ قلبٌ يَعْشَقُ
إِيهٍ سميرُ ، إليْكَ يَهْفو خافِقي=فَأَدُقُّ أبوابَ السؤالِ و أَطْرُقُ
و أجوبُ واحَتَكَ الجميلةُ ، و المُنى=تحدو خيولي ، و اْشتياقي يسبِقُ
أرنو إلى الأغصانِ أسألُ نَوْرَهَا=و أُرَىَ و عيْنِي في الزهورِ تُحَدِّقُ
و الطيْرَ أسألُ أين غابَ سميرُنا=فإذا بها بالدمعِ مِثلي تَشْرَقُ
قُلْ يا نسيمَ الصُّبحِ ما أخبارُهُ=لا تُخْفِ عَنِّي ، إنَّني مُتَشَوِّقُ
ما بالُ " غَزَّةَ " لم يَجِئْ مِرْسَالُها=برِسالةٍ مِنْ حُسْنِهِ تَتَأَنَّقُ
أخشى عليهِ من الأذى ، إنَّ الأذى=بِربوعِ " غَزَّةَ " و الضواحي مُحْدِقُ
فَهُناكَ أعداءٌ .. سَلِمْتَ لنا .. هُمو=شَرُّ البريَّةِ حِقْدُهُمْ لا يَنْفَقُ
هُم دَمَّروا ، هُمْ أفسَدوا ، هُمْ قَتَّلوا=هُمْ أتلَفوا ، هُمْ أرْجَفوا ، هُمْ أحرقوا
هُمْ دَنَّسوا الأقصى و لم يتَوَرَّعُوا=و تَحَصًّنوا مِنْ جُبنِهمْ و تَخَنْدَقُوا
أطماعُهُمْ فينا رَبَتْ ، و تَجاوَزَتْ=حَدَّ الخيالِ و أوْشَكَتْ تَتَحَقَّقُ
لولا رِجالٌ أخلَصوا و تَدَرَّعوا=بالصَّبْر يا "عُمَرِيُّ " كدتُ أُصَدِّقُ
وَهَبوا الحياةَ رخيصةً ، لم يبخلوا=بطريفِ مالٍ أو تليدٍ يُنْفَقُ
صِنفانِ فيهِمْ قد عَرَفْتُ ، فواحدٌ=بِسِلاحِهِ مُتَدَرِّعٌ مُتَمَنْطِقُ
و رأيْتُ فيكَ مُجاهداً بِلِسانِهِ=و الشِّعرُ مثلُ السيفِ موتٌ يَصْعَقُ
إيهٍ سميرُ أَما رجعْتَ ،فإنَّني=يا اْبنَ الأكارِمِ من غيابِكَ مُشفِقُ
تمضى السنونُ فلا تَدَعْ أَيّامَنَا=من بينِ أيدينا تَفِرُّ و تَزْهَقُ
عُدْ يا رعاكَ اللهُ ، إنِّي آَمِلٌ=عَوْداً ، و لسنا بَعْدَهُ نَتَفَرَّقُ
و عوداً حميداَ إن شاء الله
مع أطيب تمنياتي و دمتم
د. جمال