تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ديوان الشاعر يحيى السماوي



يحيى السماوى
01-07-2006, 04:12 PM
يا صاحبي

إلى أخي الشاعر أحمد الصالح : صدىً لقصيدته " المغرّبِ المشرّق"
يحيى الســـماوي



داويتُ جُرحي والزمـــــــانُ طبيبُ =بالصبرِ أطحنُ صَخرَهُ وأُذيــــــــبُ
لا أدّعي جَلَداً ..ولكــــــــــنْ للهوى =حُكُمٌ يُطاعُ بشرعِهِ المحبــــــــــوبُ
أسلَمتُهُ أمــــــــــــــري وأعلَمُ أنني =حطَبٌ .. وأما دربُـــــــــهُ فلَهيبُ
أحببتُهُ حتْمــــــاً علــــــــــيَّ لأنهُ =كُلّي : صِباً وطفولةً ومَشيــــــــبُ
جرَّبتُ أن لا أستجيب فعابنـــــــــي =شَرفي .. وهَدّدَ بالخِصامِ نســــيبُ
هو من غصوني المورقاتِ جذورُها =هل للغصونِ من الجذورِ هروبُ ؟
حيناً يُنيبُ ضُحايَ عن دَيجــــورِهِ =غمّاً وحيناً عن ضُحاهُ أنــــــــوبُ
عاندْتهُ يوماً فعانَدَ مِعزَفـــــــــــي =لحْني وجفَّ على فمي التطْريبُ
ورأيتُ أن العاشقينَ تعاضدوا =ضدي وقالت بالجفاءِ عَـــــروب
كُتِبَ الوفاءُ عليَّ دونَ إرادتـــــــــي =فاللوحُ قبلَ ولادتي مكتــــــــــــــوبُ !
قدْ ثاب لو أنَّ الجنونَ يثـــــــــــوبُ =وأجابَ لو أنَّ القتيل يُجيـــــــــــــبُ
صبٌّ ولا كالآخرينَ: ضلــــــــوعُهُ =نخلٌ ..وأما قلبُـــــــهُ فشــــــــــعوبُ
قدْ كان أقسمَ أن يموتَ على هوىً =وإن استخفَّ بعشقهِ المحبـــــــــوبُ
ضاقتْ بهِ – قبل الديـــارِ- هواجسٌ =وتَقاذَفَتْهُ ملاجــــــــــــيءٌ ودروبُ
ما أنْ يُكحّلَ بالشروقِ جفــــــــونَهُ =حتى يخيطُ المقلتيــــــــــنِ غروبُ
يمشي بهِ الوَجَعُ المُذِلُّ ويرتــــعي =دمَهُ اشتياقٌ أنْ يُطِلَّ حبيـــــــــبُ
تلهو بزورقهِ الرياحُ وتَستبـــــــي=أيامَهُ أنّى أقـــــــــــامَ خطــــوبُ
"ليلاهُ" في حضنِ الغُزاةِ سبيـــئَـةٌ =أما العشيرُ فسيفُهُ معضــــــــوبُ (1)
أجَل .. البلادُ نجيبةٌ يا صاحبـــــي =والنخلُ والنهرُ الجريحُ نجيـــــــــبُ
لكنَّ بعضَ "رؤوسِنا" يا صاحبــــــي =جُبِلتْ على فَسَدٍ فليسَ تثـــــــــــــوبُ
غرسوا بنا سُلَّ الشـــــــــقـــاقِ فلَيْلُنا=مُتَأبِدٌ … وصباحُنا مَعصــــــــــوبُ
بتْنا لفأسِ الطائفيــــــــــــــةِ مَحطباً =فلكلِّ حقلٍ "سادنٌ" و"نقيــــــــــبُ"
عِللُ العراقِ كثيرةٌ … وأضـــــرُّها =أنَّ الجهادَ "الذبـــــــحُ" و"التسليبُ" (2)
وطنٌ ولكنْ للفجيــــــــعةِ … ماؤهُ =قيحٌ… وأمّا خبزُهُ فنَحيــــــــــــــــبُ
مسلولةٌ أنهــــــــــــــــارُهُ … ومَهيضَةٌ =أطيارُهُ … ونخيـــــــــــــلهُ مصلوبُ
" قومي هموُ قتلوا أُميمَ أخـــــــي" ولا(3)=ذنبٌ سوى أنَّ القتيـــــــــــــــلَ قريبُ
أُكذوبةٌ تحريرنا يا صاحبــــــــــــــــي =والشاهدان: الظلمُ والتعذيـــــــــــــــبُ
أُكذوبةٌ حرّية الإنســـــــــــــــــانِ في =وطنٍ يسوسُ بهِ الجميعَ "غريـــــبُ"
مُدُنٌ تُبادُ بزعمِ أنّ "مُخــــــــــــرّباً" =فيها … وطبع " محرري" التخريبُ (4)
وحشيّةٌ تندى لقســـــــــــــــــوةِ نابِها =خَجَلاً ضباعُ قفارِهِ والذيــــــــــــــبُ
أكذوبةٌ أن يستحيـــــــــــــــلَ غزالةً =ذئبٌ … وحقلاً للأمانِ حــــــروبُ
مالي أبثّكَ يا نديــــــــــــــمَ قريحتي =شجَني وفيكَ من الهُمومِ سُــــهُوبُ ؟
هل نحن إلا أمةٌ مغلوبــــــــــــــــةٌ =رأتِ المَشورةَ ما يقــــــولُ مُريبُ ؟
ما نفعُ توحيدِ اللســـــــــــــانِ لأمةٍ =إنْ لمْ تُوحّـــــــــــــدْ أذْرعٌ وقلوبُ ؟
هي أمةٌ أعداؤها منـــــــــــــها ... متى=طارَ الجناحُ وبعضُهُ معطـــــــــوبُ ؟
من أين يأتينا الأمانُ و "بعضنـــــــــــا "=لِعدوّنا والطامعينَ ربيــــــــــــــــــبُ ؟
ومُدَجّجٍ بالحقدِ ينْخـــــــــــــــــرُ قلبهُ =ضَغَنٌ إذا قادَ الجموعَ لبيـــــــــــبُ (5)
حازَ العيوبَ جميعها فكــــــــــأنه =مأوىً رأتْ فيهِ الكمالَ عيــــــــوبُ
أعمى البصيرةِ فيهِ من خُيلائِـــــــهِ =مسٌ ومن صدأ الظنونِ رسيـــــبُ
إنْ قامَ يخطبُ فهو "عنترةُ" الفتــى=و" الحارسُ القوميُّ" و "الرعبــوبُ"
أمّا إذا شَهَرَ الحســـــــــــــامَ عدوَُهُ =عندَ النزالِ فإنهُ "شيبـــــــــــــوبُ" !
وهو "الأديب الفيلسوف " وفكرُهُ =فلسٌ بسوقِ حماقةٍ مضـــــــــروبُ
هل نحن إلا أمـــــــــــــــةٌ مغلوبةٌ =فإلى مَ يشكو العاشقُ المغلـــوبُ ؟
لا بدّ من غَرَقِ السفينِ إذا انبـــرى =لقيادها " المنبوذُ" و" المجــــذوبُ" (6)
يا "صالحاً" في الدنييــــــــنِ أرحمةٌ =هذا الهوى ؟ أم لعنةٌ وذنــــــــــوبُ ؟
أجفو نعيمَ المارقيـــــــــنَ وإنْ سعى =لي منهُ صحنٌ بالقطــــــافِ خضيبُ
لو كنتُ خبّاً لأغترفـــــــــــتُ وإنّما=كفّي – كقلبي- زاهدٌ وقشيــــــــــبُ (7)
باقٍ على هذا الهوى ولــــو انـّـــــــه=سببٌ بهِ عاشَ الشــــــــــقاءَ تَروبُ (8)
ثلثا دمي ماءُ الفــــــــــــــــراتِ وثلثُهُ =طينٌ بدمعِ المتعبيــــــــــــــنَ مَذوبُ
شكراً تقي العشقِ باسم صبـــــــابتي =" والشكرُ موصولٌ بهِ الترحيـــــبُ"


****

(1) المعضوب : من لا ناصر له . ومن معانيه الضعيف
(2) إشارة الى الجرائم التي شوهت الوجه الناصع للمقاومة الوطنية المشروعة
(3) تضمين من البيت الشهير
قومي همو قتلوا أميم أخي
فأذا رميت اصابني سهمي
البيت اشارة الى جريمة احتلال الكويت من قبل صدام
(4)إشارة الى جريمة دك المدن العراقية بساكنيها والتي تقوم بها قوات الأحتلال تحت ذريعة البحث عن بعض الأرهابيين
(5)في البيت وما بعده إشارة الى زعيم عربي مفرط النرجسية وضع خطة ارهابية لأغتيال قائد عربي
(6) كثيرا ما تكون بعض القيادات العربية السبب الجوهري لدمار شعوبها وأحتلال أوطانها
(7) الخب : المخادع ، المراوغ ، الأنتهازي
(8) ما بين الأقواس تضمين من قصيدة الشاعر أحمد الصالح [/size][/size]

يحيى السماوى
14-07-2006, 11:37 AM
يحيى السماوي

بـهـمومنا لا بـالخمور سـكارى = ولـيـأسنا لا لـلـعداة أُسـارى
نـمتار سُـهداً حـين يقربنا الدجى = ونـفرّ مـن ضـوء الشموس نهارا
نـلقي عـلى الـينبوع زلّـة نارنا = أن لـيس يـطفىء لـو غفونا نارا
ونـقـيم بـين قـلوبنا ويـقيننا = لـلشك سـدّاً مـانعاً وجـداراً!
نـعدو وراء الـسافحين دمـاءنا = أن يـمـنحوا بـسـتاننا أمـطارا
كـم مـبدلٍ بـالمكرمات خطيئة = واخـتار فـي وضـح النهار عِثارا
يـمـضي نـميراً لـلمبيح نـجيعه = ويـدكّ فـوق الأقـربين ديـارا
زمـن! رأيـنا فـيه كـلّ رزيـئة = ضِـعنا بـه فـوق الدروب نِثارا
فـكأننا لـسنا عـشير الـمصطفى = هـذا الـذي رفـع الجهاد شعارا
وكـأنما «الـصديق» لم يغرس لنا = شـجراً أفـاء بـظله الأمـصارا
وكـأنما «الـفاروق» ما صلّى بنا = فـي «الـقدس» لمّا فرّق الأشرارا
وكـأنما «عـثمان» لـم يسرح لنا = مـن مـقلتيه عـلى دجـى أنوارا
وكـأن «خـيبر» لـم يقوّض بابها = يـوماً «عـليٌّ» حـين كـرّ وثارا
وكـأنـنا.. وكـأننا.. وكـأننا = صـرنا عـلى دين اليهود غيارى!
مـدّ الـقريب يداً لغاصب أرضه = أمّـا الـبعيد فـقد حـباه مزارا!
زمـن! يـنيب بـه الكبار صغارا = كـي يُـرجعوا شـرفاً لنا وذمارا!
أمّـا الأسـنة والـسيوف وخيلنا = فـلقد أنـابت في الوغى أحجارا!
زمـن! يـصير الـجبن فيه بطولة = والـعار مـجداً والـكرامة عـارا!
زمـن! تـبيع بـه الـسياسة أمّة = والـقيد يـصبح في الخنوع سوارا
تـخشى مـن الموت الجميل شهادة = ونـكاد نـحسب شوك ذلّ غارا!
نـعدو لنرتشف السراب ونستقي = ضـرع الـهجير ونـأنف الأنهارا!
فـعلام هاتيك الجموع استشهدت = إن كـان قـائدها أقـام حوارا؟
سـقط القناع عن القناع فلم تعدْ = تـلك الـبيارق تـلفتُ الأنظارا
ربّـاه قـد شـلّ الـيسار يـميننا = ويـمـيننا ربّـاه شـلّ يـسارا!
عَـطُلَتْ سـواعدنا وأوهن عزمنا = خـدرٌ وأدمـنت الـخيول خوارا
ولـقد نـمجّد فـي السياسة فاجراً = بـاسم الـنضال ونشتم الأبرارا!
حـتّام نـلقي الـلوم فـي أعدائنا = إن كـان صـرح جهادنا منهارا؟
ياقدس قد رخص النضال وأرخصت = شـهب المناصب باسمك الأسعارا!
يـاقدس قـد بـاعوك سرّاً فاسألي = طـابا» عـساها تكشف الأسرارا!
يـاقدس مـا خـان الجهاد.. وإنما = خـان الـذي باسم الجهاد تبارى!
أسرى به «الكرسيّ» نحو «كنيست = سـرّاً وبـايع بـاسمنا الأحـبارا!
لا تـأمـلي بـالـلائمين عـدوّنا = نـصـراً، ولا بـعـدونا إيـثارا

يحيى السماوى
01-08-2006, 03:22 AM
قانــــــــــا

يحيى السماوي

تلــــك الدمـــــاءُ المُســــــْتباةُ مِـــــدادُ=كتبـــــتْ بــه تأريخَهـــا الأمجــــــــادُ

كتَبتْــــهُ فـــوق الطيـــنِ حيــن تلوَّثَتْ=أوراقُنــــا ، ورثى النيـــــــامَ رقـــــــادُ

كتَبَتْـــــهُ بالأضـــــلاعِ لا بأنــــــامِــلٍ=هي للـــــــيراعِ وطِرْسِــــهِ أصفـــــــادُ

تبقيــــــن قانـــــــا شــــــاهداً وشهيدةً=تحيــــــا .. وأمّا الميــــتُ فالجــــــلاّدُ

من طينِكِ المغســـولِ بالدمِ واللظى=لا بـــدَّ يبــــــدأ يومـــَهُ الميــــــــــلادُ

هـذا هـو العصـــرُ الرديءُ .. تأَسـدَتْ* =فيـــه التِيـــــُوسُ .. وتُيِّســَتْ* آســــــادُ

سِيـــْطَ الخنـــوعُ مع الشهامةِ فاستوى=نـــورٌ بأحْــــداقِ الضحى وسَـــــــوادُ

أعــدادُنـــــا ؟ لا نفــــعَ في أعـدادِنــا=إنْ لـــمْ تُوحَــــدْ شَمْلَها الأعـــــــــدادُ

أضـحى "رباطُ الخيلِ " يربطنــا الى=رعبٍ أقـــــامَ كهـــــــــوفَهُ "الأسْيادُ "

تنّورُنــــا "القوميُّ" يسجـــرُهُ الأسى=لهــم الرغيــــفُ وللجموعِ رمــــــادُ

مُتَناطحـــونَ ..فَذا يُريدُ زِعـــــــامةً=باسم النضــــالِ وطبعُـهُ استبــــــدادُ

ومقيــــمُ وحــــدةِ "أُمـــةٍ عربيــــةٍ"=بالسيـــفِ حتى ضُرِّجَتْ أعـــــــوادُ

وَدَعيُّ تحــــــريرٍ وأصْلُ كتـــــــابهِ=قــَدْ حَرَّرَتْ صَفَحـــــــاتِهِ "الموسادُ"

جَزَّتْ نواصِيها الكرامــــةُ واستحى=من مُسْتــــَذْلٍّ بالسلام "إيـــــــــــادُ"

كذِبَتْ بلاغَتُنــــــا وكــــــاد يفرُّ من=أقلامِنــــا ومن اللسانِ الضّــــــــــادُ

ومن الكُمــــــــاةِ خيولُنا .. وتفرُّ من=أيامنــا – فَرْط الأسى – الأعيــــــادُ

ما هَـــزَّتِ الريحُ المُريبةُ خيمـــــةً=لو لم تقاتـــِلْ بعضَها الأوتــــــــــادُ

سادَ اليقينُ الأقدمينَ فَســـــــــــادوا=ولقد خُذِلنــــا حين ســــــــــادَ فَسادُ

يا أُمــــــةَ القرآنِ زاحَمَ صُبْحَنـــــا=ليـــــلٌ وأوشكَ أنْ يتيهَ عبــــــــــادُ

كم رِدَّةٍ ســـــوداء باسم حنيفِنــــــا=وكم استجــــار مـــــن اللظى وُرّادُ

يا أمــــــــةَ القرآنِ أيُّ غِشـــــــاوةٍ=حلّتْ فَعَزَّ على الرشيــــــــدِ رشادُ؟

يا أمـــــةَ القرآنِ أخزى يومَنــــــــا=هذا القنـــــــوطُ وهذه الأحقـــــــــادُ

كم قائدٍ فينــــــــا وأحرى أنــــــــــهُ=من أُذنِـــــهِ والمنخرينِ يُقـــــــــادُ !

مُدُنٌ تُشــــادُ على جماجمِ أهلِهـــــــا=بطشــــاً وأخرى تُستبى وتُبــــــــــادُ

غرسوا الرَّزايـــا فالتعسفُ مِنْجـــــلٌ=و رؤوس أبرارِ الشعوبِ حصـــــــادُ

مِضمـــارُهم أجسادُنا ورغيفُنـــــــــا=والمُرخ صونَ ندى الضميرِ جِيــــــادُ

قانــــــــــــا وهل من نخوةٍ وجموعُنا=يمشي على أضلاعِها "أفـــــــــرادُ"؟

آحـــــــــادُهُمْ عند الهُتــــــافِ مجامعٌ=وجمــــوعُهُمْ عند الوغى آحـــــــادُ!

الراكضـــون الى ســـلام "مناصبٍ"=ركض الطَّريدةِ راعَهـــــــــــا الطُرّادُ

كذِبَتْ أناشيــــد النضــــــالِ ، وكَذَّبَتْ=زعمَ المناضــــلِ آلــــةٌ وعتـــــــــــادُ

قَصُرَتْ يدُ الأحــــــــرارِ فهيَ رسيفةٌ=وَتَنَكرَتْ لسيوفِهـــــا الأغْمــــــــــــادُ

ولقدْ يَؤُمُّ بنا الصــــــــلاةَ مُخَلــــــــعٌ=نَبَضَ الخنـــــــا بِدِمـــــــــاهُ والإلْحادُ

يا أمـــــــةَ القرآنِ صار جهادُنـــــــــا=خُطبــــ ـاً بها يتسابقُ الأنــــــــــــــدادُ

"لا يسلمُ الشرف الرفيــــع من الاذى"=حتى يعيــــــدَ لنا البــــــــــــلادَ جهادُ

كم سالَ من دمِنـــــــا ولم يسلم لنــــــا=شرفٌ نديُّ أمسُــــــــــــهُ وبــــــــــلادُ

وإذا الســــــرائرُ في النفوسِ تَصَدَّعَتْ=فالحتمُ أن تتصـــــــدَّعَ الأجســــــــــادُ

أَنردُّ كيـــــــدَ الطامعينَ بأرضِنـــــــــا=يومـــــ ــاً ونحنُ لبعضِنا أضــــــــدادُ؟

العارُ بالمرصـــــــــــادِ ..أين هروبنا؟=ضِعْنا ..وليس لحــــــــالِنا حُسّـــــــادُ

تأسدت: أصبحت أسوداً.

تيست: أصبحت تيوساً.

يحيى السماوى
08-08-2006, 03:41 PM
يحيى الســـماوي



أما لبعيدِ هودَجِــــــــــــــكم قدومُ ؟=يتيمٌ بَعدكم قلبي … يتيــــــــــــــمُ

تقادَمَتِ الوعودُ ولا لقـــــــــــــاءٌ=يُنادم ُ فيه معموداً نديــــــــــــمُ

وغادرنا الربيعُ فلا هَــــــــــزارٌ=شدا بضحىً .. ولا نضجتْ كرومُ

فأنْجدْنا… ولكن لا "عَـــــــرارٌ" =أفاءَ لنا … ولا نَفَحَ "الشَّميمُ" (1)

طرقنا بابكم سبعاً… فألقــــــى=علينا شوكَ وحشتهِ الرَّنيــــــــمُ

أعدْنا طرقنا … فأجابَ صمتٌ :=لقد رحلوا… فَشَيَّعنا الوجــــومُ

وكدنا نسألُ الجيرانَ لـــــــــولا=حَياءُ "السينِ" حين يظنُّ " جيمُ"

وقفنا بُرهةً فتنـــــــــــــازعتنا=" ثَرَمداءٌ" و"أبلج " و" القصيمُ" (2)

تشابكتِ الدروبُ على غريبٍ =كما يتشابك الليـــــــــــــلُ البهيمُ

فيا أحبابنا هل من جديـــــــــــدٍ=يعانقُ صحوَهُ حلمٌ قديــــــــــــمُ

ويا أحبابنا ما طــــــــــــــــولُ عمرٍ=لنفسٍ لا تُرامُ ولا تـــــــــــــــــَرومُ ؟

ويا أحبابنـــــــــــــــا هل كان يذكو=بغير حريقهِ الرّنــــــــــدُ السليمُ؟ (3)

تمكَّنتِ الصَبابةُ من صبــــــــــورٍ=على ما ليس تحملهُ الجســـــــــومُ

فأضحى يستغيثُ بطيـــــفِ جفنٍ=وقد مَطَلَتهُ فاتنــــــــــــةٌ ظَلومُ (4)

رأى فيها بـ"بندَةَ" خلفَ ستـــــرٍ=صبــــاحاً تحتَ داجيـــــــــــةٍ يُقيمُ(5)

تَبَعثـــــــرَ جمعُهُ … واحتارَ قلبٌ =وغادرَ ثغرَهُ الصوتُ الرخيــــــــمُ

وكاد يشدُّ عن وجـــــــــــهٍ " نقاباً "=ليشرقَ مُشمِساً صبحٌ كريــــــمُ

فـ" بَنْدَةَُ" حيـــــــــــن قابلها نعيمٌ =و"بَنْدةُ" حيـــــــــن فارقها جحيمُ

وعاتبني فمي : أيجـــــوزُ قتلي=على عطشٍ .. وفي عيدٍ أصومُ؟

فدعْني أستقي من نبـــــــع شهْدٍ =ليَعسُلَ في دمي صابٌ صميــمُ(6)

وكدتُ أقول : لا نُسكاً ولكــــــنْ =مخافةَ أنْ يُقال فمٌ ذَميــــــــــــــمُ

وخشيةَ أن تعيشَ فمــــــاً طريداً =كـ" آدمَ" حين أغواهُ الرَجْيـــــــمُ

ويا أحبابَنا لو كانَ يُجـــــــــــدي =عتابٌ لانبرى قلبٌ هضيـــــــمُ

تَحَصَّنَ بالجنـــــونِ لدرءِ نصحٍ =يقولُ بهِ المُجرّبُ والحكيــــــــمُ

يغصُّ يراعُهُ لو خطَّ ســــــطراً-=لغيركُمُ ويجفوه النعيـــــــــــــمُ

أتُغْني الطيرَ عن غُصنٍ نقوشٌ =لتغنينا عن الوصلِِ " الرسومُ"؟

فجائِعنا ولُوداتٌ … وأمّــــــا=مسرتُنا فغانيــــــــــــــــةٌ عقيمُ

إذا اصطبحَ الفؤادُ بكأس سعدٍ =فقد زخّتْ بمغتبقٍ همـــــــــومُ

أخافُ عليَّ مني … إنّ قلبي =غريمي في السَكينةِ والخصيمُ

تَهَيّمَكم ويعلمُ أنّ عشــــــــقاً =عصيُّ الوصلِِ "مرتعُهُ وخيمُ"

وأقنعني "ابن غدرةَ" أن حُبّاً (8)=بلا جمر الصبابةِ لا يـــــــدومُ

فصحتُ بهِ : ألا يا جمرُ زدْ بي =حريقكَ واستبــــــــــدي يا كُلومُ

أذودُ عن الهوى بنزيــــفِ روحٍ =يُناصبُ وردَها شوكٌ أثيــــــــــمُ

وقلّدني عصا الترحالِِ رمــــلٌ=له عشقانِِ: طهرُ هوىً و"ريمُ"

فيا أحبــــــــابَ باقي العمرِ هلاّ=تُضاحِكُ ليلَنا منكم نجــــــــــومُ

أقيلوا عثرةَ الأمــــــــــــواجِ ألقتْ =بنا عنكم فمجدافي هشيــــــــــــــمُ

(1) انجدنا: اتجهنا صوب نجد . وفي البيت اشارة الى البيت الشهير :
تمتع من شميم عرار نجد فما بعد العشية من عرار
(2) ثرمداء، أملج ، القصيم : من مدن المملكة العربية السعودية
(3) الرند: نبات طيب الرائحة ، تفوح رائحته عند حرقه
(4) المطل: التسويف بالوعد ، عدم الوفاء بالعهد
(5) بندة: من الأسواق الشهيرة في الرياض
(6) الصاب : نبت شديد المرارة. الصميم : الخالص والمحض من كل شيء
(7) تهيمكم : اصابه الهيام بكم
(8) ابن عذرة: المقصود به قيس بن الملوح

يحيى السماوى
10-08-2006, 02:13 PM
"إلى بيروت .. والفئة القليلة الذائدة عن شرف الأمة"

كُفِّي صراخَكِ يا "دليلَهْ" .....

"شمشون" ..؟
دَجَّنَه ُ البساطُ الأحمرُ المفروشُ ..
صار اليومَ نخّاساً بأسواقِ الرقيق ِ !
وفارس ُ الفرسان ِ ... حامينا ... أبو زيد الهلالي ..باعَ صهوتَهُ
وأَوْدَعَ سيفَهُ في متحف ِ الآثار ِ
أصبح نادلا ً في "حانة الدولار ِ ...
يسجد ُ للذي يعطي المزيد َ
من العمولَه ْ ..!

و "الحارس ُ القوميّ "
أمسى حارسا ً للمعبد ِ الوثنيِّ
مَخْصِيّ الإرادة ِ و الرجولَه ْ

و "اليعربيُّ الشيخ ُ ... حلاّل المشاكل ِ ..
صار "عِبْريّا ً ..
وسادن َ حرمة ِ التلمود ِ
والجسر َ الذي يَصِل ُ المكارم َ بالرذيلَه ْ !

قال : التوسُّل ُ للطغاة ِ هو الوسيلَه ْ !

فتواه ُ ؟
إنَّ الجبنَ عند الحربِ حيله ْ !

فمن المغيثُ وقد تشابكتِ الدروب ُ ؟
النخل ُ يصرخ ُ ...
والأَرِزُّ الطفل ُ يصرخ ُ
والمآذن ُ والصليب ُ !
والليل ُ يصرخ ُ .. والنهار ُ ..
ولا مجيب ُ !
******
الحُرّة العربية السمراء "هندٌ" تستغيث ُ
ولا مجيب ٌ من رجالات القبيله ْ !

غير ُ البيانات ِ الخجوله ْ

دخل َ الغزاة ُ الدار َ في وضح ِ النهار ِ
مُدَجَّجين بآلة ِ الحقد ِ المُدَنِّسِ
شاهرين على المروءة والفَضيلَه ْ

سيف الخطيئة ِ ..
والرجال ُ "الصِّيد ُ" منشغلون
في تخصيب "مزرعة الفحولهْ ..

وبعقدِ مؤتمر ٍ جديد ٍ
يُجْهِزون َ به على أعداء ِ وادي الضاد ِ
بالخطب الطويله ْ !

نَشَرَ الخراب ُ على حبال ِ بيوتنا الثكلى
غسيلَهْ !

الجوع ُ في الماعون ِ ...
والطاعون ُ في الأنهار ِ
والديجور ُ في المُقَلِ الذليلَهْ

مرَّت خيول ُ الفاتح ِ الهمَجِيِّ في زهو ٍ
على جسد ِ الطفوله ْ

وخيول نخوتنا قتيله ْ !
الحُرّة العربية السمراء "هندٌ" تستغيث ُ
ولا مجيب ٌ
غير ُ أطفال ِ الملاجيء ِ
والحفاة ِ الجائعين ْ
المؤمنين َ بآية ِ "الفئة القليلهْ"
******
كُفِّي صراخَكِ يا "دليلَهْ" .....

كُفِّي الصراخَ َ
فليس في هذا الزمان ِ المسخ ِ "معتصم ٌ"
يذود ُ عن العقيدة ِ والتراب ِ
وعن عفاف ِ التين ِ والزيتون ِ
عن شَرَف ِ الخميله ْ

إلا الجياع المؤمنون
بآية ِ "الفئة القليلهْ"

يحيى السماوى
17-08-2006, 11:39 AM
-1-
سيكتب ُ التاريخ ُ
أَنَّ جَنَّة ً أرضيِّة ً
مياهُها محبَّة ٌ
وَطيْنُها ياقوت ْ

تَفَرَّدَت ْ بين َ حسان ِ جيلِها ...
فَمَرَّة ً يدعونها "بيروْت" ...

ومرة ً يدعونَها
سيدة َ الجمال ِ والدهشة ِ
"عشتروْت"

صَبَّ عليها حقدَه ُ الطاغوت ْ

فأضرم َ النيران َ في حقولِها
دك َّ على أطفالِها البيوت ْ

صَيَّرَ من جبالِها شاهدة
ومن قُراها كفنا ً
وسَهْلِها تابوت ْ

وكلما أَوْغَلَ في قسوتِهِ
تنهضُ كالعنقاءِ من رمادِها
ترفض ان تموت

-2-
شكراً لجندِ اللهْ
شكراً لمن أعاد للأرزِ كبرياءَهْ
والشمسَ للصباحِ
والنجومَ للمساء
والضحكةَ للشفاهْ

شكراً لِمَنْ أزال عن وجوهِنا
الذل الذي
قد كان مثل الوشم في الجباه

شكراً لمن أكمل في جهادِهِ
فريضةَ الصلاهْ

شكراً
لحزب اللهْ

-3-
مولايَ ربَّ الجُنْدِ
في مدينتي المذبوحة الوديانِ ِ
والسهوبِ

الغرباءُ اقتحموا خِدْري ...
استباحوا جسدي ...
وأطلقوا النارَ على حبيبي

مولايَ ربَّ الجُنْدِ
هل أََغَثْتَني
لِمَنْ إذّنْ جيوشُكُمْ
إنْ لم تَذُدْ في الموقفِ العصيبِ ؟
..........
..........
..........
يا أَمَةَ اللهِ احذري
جيوشُنا واجبُها
حراسةُ الكرسيِّ من معاولِ الشعوبِ

يحيى السماوى
12-10-2006, 05:21 AM
يحيى السمــاوي
جـلالة ُ" الـدولارْ "
حـاكـمُـنـا الجـديــدُ ...
ظـلُّ اللهِ فـوقَ الأرض ِ...
مـبـعـوثُ إلـهِ الحـربِ والتـحـريــر ِ
والـبـنـاءِ والـدََّمـارْ !
لـه يُـقـامُ الـذِكْـرُ ...
تـُنـّحـَرُ الـقرابيـنُ ...
وتـُقـْرَعُ الـطـبـولُ ...
تـُرْفـَعُ الأستــارْ !
وبـاسـمِـهِ تـكـشـفُ عـن أسـرارِهـا الأسـرارْ
وباسمِـهِ تـمـتـلـئ الـحـقـولُ بـالـسـنـبـل ِ
أو يـُصـادَرُ الـرغـيـفُ
فـهـو صـاحـبُ الـعِـزَّةِ فـي الـمـدائـن ِالـمـذبـوحـةِ الـنـهـارْ
جـلالـة ُ" الـدولارْ "
مـنـقـذُنـــا ...
و الـمرشــدُ الـفـقـيـــهُ ...
يُـفـتــي فـَيُـطـــاعُ
لا كـمـا كـانـت فـتـاوى الـسـيـد " الـديـنــارْ " !
لِـحْـيَـتـُُهُ الـخـضـراءُ صـهـوةُ الـمـضـاربـيـنَ
فـي مـصــارف " الـحــــوارْ "
فـَتـَسْـتـَحـيـل جَـنـََّةُ اللهِ الـى جـهـنـََّم
و تـسـتـحـيـلُ الـنـــــارْ
حـديـقـةً قـدسـيَّـةَ الأزهـــارْ
٭٭٭٭٭
جـلالــة ُ" الـدولارْ "
فـي سـاعـة " الـحـسـابِ " يـبـقـى وحــدَهُ
الـصـانـعَ لـلـقـــرارْ ...
" يـجـمـعُ " مـن يـشـــاءْ
" يـقـســم " مَـنْ يـشـــاءْ
" يـطـــرح "
أو " يـضـربُ " مـا يـوصـي بـه " الأحـبــارْ " !
يـنـوبُ عـن فـضـيـلـةِ الـقـاضــي
و عـن بـنـادق ِالـثـــوّارْ
الـعــارضـيـن عُـدَّةَ الـنـضـال ِلـلإيـجــارْ !
طـلْـعَـتـُـهُ ؟
تـُغـوي عـلـى ذبــح شـقـيــق ٍ
و اجـتـيـاح جـــارْ ...
تـُسْـتـَسْـهَـلُ الـصــعـابُ دون وِدِهِ
و يـكـبـرُ " الـصـغـارْ "
تـحـت سـنـا بـريـقـِهِ الـمُـعـارْ
٭٭٭٭٭
سـمـاحـة ُ" الـدولارْ "
صـار إمـامـاً ... إنـمـا
يـؤمُّ كـل تـابـعـي بـريـقِـهِ
نـحـو الـخـنـا و الـعـارْ !
عـدالـة " الـدولارْ "
تـُطـالـبُ الـمـذبـوح
أنْ يـُقـَدَّمَ الـفِـديــةَ لـلـجـــــزّارْ

يحيى السماوى
21-10-2006, 01:31 PM
نقوش على جذع نخلة (1)
يحيى السماوي
(1)
الكونُ مرآةُ ...
كلُّ النهايات بداياتٌ
إذَنْ ؟
كلُّ البداياتِ نهاياتُ ...
وتلك آياتُ
(2)
ما قيمةُ التحرير
إنْ كان الذي هَبَّ إلى نجدتِنا
حرَّرنا
و اعتقل الوطن ؟
.............
.............
ما شَرَفُ اليدِ التي
تُبْعِدُ عن أعناقنا القيدَ
وعن محرابِنا الوثنْ
حين يكونُ الوطنُ الثمنْ ؟
(3)
لا ماءَ في النهرِ ...
ولا أمانْ
في الدارِ ...
والبستانْ
مُكَبَّلُ الظلالِ والأغصانْ
.............
.............
جريمةُ المُثْلَةِ بالأوطانْ
ليستْ أَقَلَّ في كتابِ اللهِ
من جريمةُ المُثْلَةِ بالإنسانْ
******
(4)
تَعَفَرَّتْ بِذُلِّها الجباهْ ...
فطاعنٌ يبحث عن دوائهِ
وجائعٌ يبحث عن طعامهِ
وخائفٌ يبحث عن مأواهْ
وعاشقٌ يبحثُ في "مستودعاتِ الذبحِ"
عن "ليلاه"
في الوطنِ المحكومِ بالمأساهْ
متى تزول الـ "آهْ"
والدمُ في مدينتي
يمتدُّ من بستاننا
حتى بيوتِ اللهْ ؟
(5)
يا زمنَ الخوذةِ والدفنِ الجماعيِّ
وقانونِ وحوش الغابْ
متى ...
متى يخترعون طلقةً
تُمَيِّزُ الطفلَ عن الجنديِّ
أو قذيفةً
تُمَيِّزُ الحانةَ والمبغى عن المحرابْ ؟
و "شنطةَ" التلميذِ
عن حقيبة الإرهابْ
متى ...
متى يغادر الأغرابْ
بستاننا
فيستعيدُ النخلُ كبرياءَهُ
ويستعيدُ طهرَهُ الترابْ ؟
******
(6)
طفلٌ بلا ساقينِ ...
وطفلةٌ مشطورةٌ نصفينْ ...
وطاعنٌ دونَ يدٍ ...
وامرأةٌ مقطوعة النهدينْ ...
وكوَّةٌ في قُبّةِ "الحسينْ" ...
جميعها :
حصادُ طلقتينِ من دبّابةٍ
مرَّتْ بـ "كربلاءْ"
تحيّةً ليوم "عاشوراءْ"
******
(7)
السُرفاتُ دكّتِ القبورَ
واستباحتِ الرُفاتْ ...
أضاقتِ الأرضُ فلم تجدْ لها مسارباً ؟
أم أنها
تخافُ أنْ ينتفضَ الأمواتْ
تضامناً مع الجماهير التي ترفض
أنْ تُهادن الغزاةْ
(*)- السُرفاتُ: جنازير الدبابات

يحيى السماوى
22-10-2006, 12:25 PM
يحيى السماوي
-8-
النبضُ في أغصانِنا
والموتُ في الجذورْ ...
كأننا الناعورْ :
ندورُ حول نفسنا ...
وحولنا يدورْ
بسوطِهِ المحتلُّ ... والقاتلُ ... والمأجورْ !
كأننا التنّورْ :
نقنَعُ بالرمادِ من وجاقِنا
وخبزنا ؟
بأكله المحتلُّ ... والقاتلُ ... والمأجورْ
******
-9-
ذكيةٌ قنابلُ التحريرِ
لا تصيبُ إلا الهدفَ المرسومَ
من قبل ابتداءِ نزهةِ القتالْ ...
ذكيةٌ
تُمَيِّزُ الوحلَ من الزُلالْ
ونغمةَ القيثارِ من حشرجةِ السُعالْ
ذكيةٌ ... ذكيةٌ
لا تُخطئُ الشيوخَ والنساءَ والأطفالْ
ولا بيوتَ الطينِ ... لا أماكنَ الصلاةِ
أو
مشاغل العمّالْ
******
-10-
أخطرُ ما يُهَدِّدُ الأوطانْ :
القادةُ الإماءُ
والحاشيةُ الغلمانْ
وفاتحو الأبواب نصفَ الليلِ
للدخيلِ ... والمنبوذِ ... والجبانْ
..............
..............
اخطرُ ما يُهَدِّدُ الإنسانْ
عمامةٌ
تكتب فَتواها على مائدةِ السلطان !
تُجيزُ للرعيَّةِ الجوعَ
وللخليفةِ التُخْمَةَ ...
أو
تُفَسِّرُ القرآنْ
على مزاجِ صاحبِ الخراجِ في "الديوانْ"
-11-
خُرافَهْ
كلُّ الذي أدلى به الناطقُ باسم القصرِ
عن تسابق الجموعِ في "الكرخِ" وفي "الرصافَهْ"
للرقصِ في مأدبةِ اللئامِ
تعبيراً عن الضيافهْ ...
...........
...........
خُرافةٌ أنْ تصبحً المسافَهْ
بينَ العراقيِّ وبين القاتل المحتلِّ
بين الجرحِ والسكينِ "دولارًا" من الفضّةِ
أو كأسًا من السلافَهْ
خُرافةٌ
أن يعرفَ الحريةُ العبدَ الذي
يركع للمحتلِّ كي يدخله منتجعَ الخلافََهْ
******
-12-
كان يشدُّ الليلَ بالنهارْ
مُنَقِباً في مدنِ الريبةِ عن ياقوتةِ الحكمةِ
تستفزُّهُ الريحُ فيستهزئُ بالإعصارْ
وبالمماليكِ الذين بايعوا التتارْ
يحملُ في فؤادِهِ اللهَ
وفي مقلتهِ السنبلَ والأزهارْ ...
يُبَشِّر التنّورَ بالدخانِ
والصحراءَ بالعشبِ وبالأمطارْ ...
والطفلَ بالدُمْيَةِ ...
والظلمةَ بالأنوارْ ...
لكنما "الأغرابُ" باغتوه في المحرابْ
يقرأ في الكتابْ :
"وفضَّلَ اللهُ المجا ..." *
وقبل أنْ يُكملَ
كرَّ البشرُ الذئابْ
عليه بالرصاص والحِرابْ
بتهمة الإرهابْ !
* من سورة النساء.

يحيى السماوى
24-10-2006, 03:22 PM
ستسافرينَ غداً ؟
إذن ما نفعُ حنجرتي ؟
سأدخلُ كهفَ صمتي
ريثما تخضرُّ صحرائي
بوقع ِ خُطى إيابِكْ
لأعودَ ثانيةً سؤالاً حائراً :
كيفَ الوصولُ الى سحابِكْ
إنْ قد عجزتُ
عن الوصولِِ الى ترابكْ؟
سأُنيمُ حنجرتي
فما معنى الغناءِ
بلا رَبابِكْ ؟
*****
لا بدَّ من حلمٍ
لأعرفَ أنني قد نمتُ ليلي
في غيابكْ…
الآن يكتملُ انتصاري
باندحار غرورِ أشجاري
أمام ظِلالِِ غابكْ
الآن أرفع رايةَ استسلامِ قلبي
جهّزي قيدي ..
خذي بِغَدي
لأختتم التشرّدَ بالإقامةِ
خلف بابكْ
جفناً تأبََّدَهُ الظلامُ
فجاءَ ينهلُ من شهابكْ …
وفماً توضأَ بالدُعاءِ
لعلَّ ثغركِ سوف يهتفُ لي
" هلا بكْ "
لا زالَ في البستانِِ متّسَعٌ لناركِ
فاحطبي شَجَري
عسى جمري يُذيبُ جليدَ ظَنّكِ
وارتيابِكْ
إني لَيُغنيني قليلُكِ عن كثيرِ الأُخرياتِ
فلا تلومي ظامئاً هَجَرَ النميرَ
وجاءَ يستجديكِ كأساً من سرابِكْ ..
فإذا سَقَطتُ
مُضَرّجاً بلظى اشتياقي
كفّنيني حينَ تأتلِقُ النجومُ
بثوبِ عرسٍٍ من ثيابِكْ …
واسْتَمْطري لي في صلاتِكِ
ماءَ مغفرةٍ
فَقَد كتم الفؤادُ السرَّ
لولا أنَّ شِعري
قد وشى بِكْ *!
*****

يحيى السماوى
29-10-2006, 05:33 AM
في آخر العمر
يحيى الســـماوي

في آخر العمرِ
اكتشفتُ أنني غَريرُ…
وأنني
يمكنني المسيرَ وسطَ النار
دون أن يطالَ بُردَتي السعيرُ…
في آخر العمر اكتشفتُ
أنني الزاهدُ..
والمسرفُ …
والصعلوكُ …
والأميرُ..
وأنني الحكيمُ.. والمجنونُ
واكتشفتُ أنَّ زورقي
أكبر من أنْ
تستطيعَ حملَهُ البحورُ…
وأنني يمكنُ أن تطيرَ بيْ وسادتي
الى فضاءٍ خارج الفضاءِ..
أن يرحل بي السريرُ
نحو حقولٍ
طينُها الياقوتُ والمرجانُ والحريرُ ..
وأنني نهرٌ خُرافيٌّ
إذا مرَّ على القفار قامت واحةٌ
وأعشبتْ صخورُ..
وأنني عصفورُ
فضاؤهُ قصيدةٌ مطلعُها عيناكِ
واكتشفتُ أنني بلا حبِّكِ يا حبيبتي
فقيرُ..
في آخر العمر اكتشفتُ
أنَّ كلَّ وردةٍ حديقةٌ كاملةٌ
وكل كوخٍ وطنٌ
وتحتَ كلِّ صخرةٍ غديرُ …
والناسَ – كلَّ الناسِِ- ما دمتِ معي
عشيرُ..
في آخرِ العمرِ اكتشفتُ
أنَّ قلباً دونما حبيبةٍ
مبخرةٌ ليسَ بها بخورُ …
في آخر العمر اكتشفتُ
أنَّ لي طفولة ضائعةٌ
جاءَ بها حبُّكِ
فاستعدْتُ ما أضاعهُ المنفى
وما خبّأهُ عن زمني الدَّيجورُ…
في آخر العمر اكتشفتُ
أنني سادِنُكِ الناسكُ .. والخفيرُ…
أركض في روضِكِ
أصطادُ الفراشاتِ التي
أثمَلها في ثَغركِ العبيرُ..
أحرس يا حبيبتي حمامتي صدركِ
حين تقربُ الصقورُ …
في آخر العمر اكتشفتُ
أنني طفلُكِ يا سيدتي الطفلةُ
طفلٌ عاشقٌ ..
دميتُهُ ربابةٌ ..
ملعبُهُ الحصيرُ..
فلا تلومي الطفلَ
حين يستفزُّ شَوكَهُ الحريرُ
*****

يحيى السماوى
01-11-2006, 06:55 AM
يحيى السماوي

ما عُدْتِ سراً … كلهم عرفوكِ
واكتشفوا التي شدَّتْ الى جسدِ الغريقِِ
صخرَ الهوى
في موجِ مُزْبِدِكِ العميقِ
فدعي احترازِكِ من رعودِ صبابتي
ومن احتمالِ تمددِ النيرانِِ ينشرُها حريقي
فلقدْ خُلقتُ سحابةً
حبلى بأمطار البروقِِ
ما عدتِ سراً … فاستفيقي ..
هم يبصرونَكِ في عيوني غيمةً خضراءَ..
في شفتيَّ قافيةً …
ونبضاً في عروقي !
هم يسمعونَكِ في صدى صمتي ذهولاً..
واصطخاباً تحت موجِ سَكينتي ..
وهديلَ فاختةٍ على شَجَري ..
وشمساً في طريقي !
ويرونَ أنكِ آخر الأخبارِ
في كتبِ الهوى…
وأنا؟
أراني فيكِ زنبقةً مُقيّدةَ الرحيقِِ !
وقصيدةً مذبوحةً
نَزَفَتْ بخورَ العشق ِ
في أجواءِ مكتبكِ الأنيق ِ..
وربابةً خرساءَ – للذكرى- مُحنّطةَ الرنينِ
وقصَّةً شرقيّةً
عن آخر العشاق ِ في عصرِ الرقيق ِ !
ما عدت سراً ..
أنهم يتساءلون الآن عن سرِّ المشوق ِ
*****
من حقِ شمسِكِ أنْ تُبكّرَ بالغروبِ
وأن تماطلَ بالشروق ِ..
من حقّ صدركِ أن يُصعّرَ دفئَهُ
إن جئتُ ألتمسَ الملاذَ
إذا عوى ذئبُ الشتاءِ
مُكشّراً عن بردِهِ
فأتيتُ مرتجفَ العروقِ..
من حق وردكِ
أن يسدَّ أمام نحلِِ فمي
شبابيكَ الرحيقِ ..
من حقِّ نهرِكِ أن يمُرَّ
بغير بستاني …
وحقكِ أن تصدي عن حرير الخصرِ
شوكَ يدي …
وعن ياقوتِ جيدكِ
طينَ عاطفتي ..
وعن فمِكِ الوريقِِ
جمري …. ولكنْ
ما حقوقي ؟
*****

يحيى السماوى
04-11-2006, 04:18 AM
يحيى السماوي
تَعافَيْتُ من داءِ يأسي ..
ومن ظَنِّ أمسي ..
فَجِئْتُ إليكِ أقودُ سفينةَ عمري
فلا تخسريني ..
أنا مُتْرَفٌ .. مُتْرَفٌ ... فاغنميني
وكوني ضفاف اليقينْ
أنا أول الحالمينْ
بكوخٍ على هُدْبِ نَبْعٍ تَوَسَّطَ بُستانَ تينْ
فلا تخسريني ..
ساُهديكِ ثوباً من الوردِ
فَيْئاً نَدِيّاً كجفنٍ تَنَدّى بدمعِ الحنينْ
وأسقيكِ راحاً من النبعِ في كوزِ طينْ
وخبزاً نَقِيّاً كماءِ الجبينْ
سأُمطِرُ بَرْدَكِ دفئاً
وَصَيْفَكِ بَرْدا ...
أجود إذا -أصْحَرَ الشوقُ- وَجْدا
فماذا تُريدينَ أكثَرَ من أنْ
أصوغَ لك الوردَ عِقدا ؟
وأغسلَ باللثمِ جيداً وخدّا ؟
وماذا تريدينَ
أكثر من أنْ يكونَ الهوى الطائعَ المستبدا ؟
أنا آخرُ الفاتحينْ
حصاني حصيرٌ من الخوصِ
سيفي يراعٌ
وَدِرْعيَ غصنٌ من الياسمينْ
فماذا تُريدينَ أكثرَ من أنْ تكوني المليكةَ
في واحةِ العاشقينْ ؟
جَواريكِ بَطٌّ ... وحُراسُكِ النخلُ والياسمينْ
وماذا تُريدينَ أكثرَ من أنْ
تسيلَ على قدميكِ الجداولْ
وتأكل من راحتيكِ البلابلْ ؟
أكثرَ من أنْ تنامي
يُغََطّيكِ عشبٌ
ويحرسُ عينيكِ صَبٌّ أمينْ
تَحطُّ على شَفَتيكِ الفراشاتُ ...
يغتاظُ ثغري ... فأضحكُ ...
أضحكُ من غَيْرَةِ المُسْتكينْ
فَتَسْتَيقظينْ
على كركراتِ فتاكِ الطليقِ السجينْ ؟
وماذا تُريدينَ أكثرَ من أكونَ
سفيرَ هواكِ لدى الأزمنهْ
أمَثَّلُ طُُهْرَكِ في حضرةِ المئذنهْ
وأنقل للسوسنَهْ
تفاصيلَ أشذائِكِ المُزْمِنَهْ ؟
وماذا تُريدينَ
أكثرَ من أكونَ صريعَ هواكِ
فأُورِثُ عينيكِ دمعي ...
و أُورِثُ خَدَيكِ رَوْعي ...
وأُورِثُ لَيلَكِ مفتاحَ بابِ الأَرَقْ ...
وَصُبْحَكِ ما كان لي من قلقْ ...
وأُورِثُ جيدَكِ ياقوتةَ الصبرِ
عندي من الصبرِ فيضٌ ...
وكنزُ جنونٍ دفينْ
وأُورِثُ صدركِ همّاً كثيراً
لديَّ من الهمِّ ما سوف يكفيكِ عمراً طويلاً
ويُغْنيكِ عن أنْ تمدي يديكِ
لساعِة حزنٍ من العالمينْ
فماذا تُريدينَ
أكثرَ من أنْ تكوني
وريثةَ هذا الشقيّ الحزين ؟
*****

يحيى السماوى
06-11-2006, 07:23 AM
هَيّأتُ من زمــــــــــــنٍ وقودي =للظاكِ من رَنـْـــــــــــــــدٍ وَ عودِ (1)
لستُ البخيــــــــــــــلَ وإنْ رثى =جمرُ الضنى بستــــــــانَ جودي
ثرٌّ وما ملكتْ يـــــــــــــــــــداي =سوى جُفاءٍ مـــــــــــــــن حصيدِ (2)
تَرَكَ الزمـــــــــــــــانُ بمفرقي =زَبَدَ السِنينِِ .. وفوقَ فـــــُودي (3)
ما للسنيــــــــــــــــــــ ن تَمُرُّ بي =ثَكلى بميــــــــلادٍ وعيـــــــــــدِ ؟
فإذا شـــــــدوتُ وَجــــــــــدْتُني =مُدمى الحشاشةِ في نشيــــــدي
وإذا اصطبحتُ فمن صـــــدىً =وإذا اغتبقتُ فمن وعـــــــــودِ
عجباً عليَّ ! بَـــــــــــرَدْتُ في =جمري .. وأحرقني جليــدي
أفكلما كتَمَ الفـــــــــــــؤادُ الـ =سرَّ يفضحهُ قصيـــــــــــدي ؟
عريان الا من ثيـــــــــابِ الـ =شوكِ بستانُ الشــــــــــــــريدِ
لو تستريهِ ببُــــــــــــــــرْدَةٍ =من عُشبِ واحتِكِ النضيـــدِ
عَهَدتْ اليـــــــــكِ بضوئها =مُقلي … فصونـــاً للعهودِ
دربي اليـــــكِ مُعَبــــــــــَّدٌ =لكنْ بأحجارِ الصــــــــدودِ
وبداجيـــــــاتٍ لم تُنـــَـــرْ =الا ببرقٍ من رعــــــــــودِ
فإذا مشيــــــــــــتُ فرِحلَةٌ =أخرى الى منفىً جديــــــدِ
وإذا وقفتُ فقـــــــــــدْ غدا =من دونما معنى وجودي
سيفانِ .. أيهما سأتـــركُ =تحت شفرتِهِ وريــــدي ؟ (4)
**
وحزمتُ أمتعةََ الطريقِ:=حُطامُ مغتربٍ وَقيـــــدِ (5)
ما نفعُ سيفِ " ابن الوليد" ؟=بغيرِ حزمِ " ابن الوليــدِ "
دعني .. متى منع المَلامُ=رحيلَ بحّارٍ عنيــــــــــدِ ؟
الأرضُ ضيّقةٌ فأيـــــــــــــنَ=أفرُّ من عَسَفِ القيـــــــــــودِ ؟
وطَّنتُ قلبي في هــــــــــــواهُ =مهاجراً عن كلِّ غيــــــــــــدِ
مُترقباً عسلَ الوعـــــــــــــودِ=فَصب َ لي صابَ الوعيـــــــدِ
قلبي أنا وطـــــــــنُ الهوى =ووجوهُ أحبابي حـــــدودي
لستُ المُعنّى بالعيــــــــــــو=ن الضاحكــــــــاتِ وبالنهودِ
ومباسمٍ ضَجَّ العبيــــــــــــــرُ =بها وفاضَ على الخـــــــدودِ
ونعاسِ جفــــــــــــــنٍ يستفزُّ الـ=صحوَ في أوتار عـــــــــودي
وسوادِ ليلِ المقلتيــــــــــــــنِ =وهدبِها وبياضِ جيـــــــــــدِ
لكنهُ حتْمُ المَشـــــــــــــــوقِ =لوصلِ فاتنةٍ نَجــــــــــــــودِ (6)
وسناءِ قنديل ِ الوفــــــــــاءِ=يضيءُ في زمنِ الجحــودِ
أنا والهوى ضفتـــــــــانِ من =نهرٍ يضاحِكُ رملَ بيـــــــــدِ
كنتُ القريبَ ومـــــا وصلتِ =فكيفَ وصلُكِ للبعيــــــــــدِ ؟*****

الرند: نبت طيب الرائحة ، كذلك العود
(2) جفاء: ما يلقيه السيل من الجانبين والذي لا نفع فيه
(3) الفود: جانب الرأس الذي يلي الأذنين
(4) الشفرة: حد السيف
(5) الوقيد: المشتعل
(6) نجود: المرأة العاقلة الكريمة الأصل

يحيى السماوى
09-11-2006, 02:24 PM
يحيى السماوي
صوتكِ مزماري . . .
دجَّنَ أفعى الحزنِ في حديقتي
فأغتسلتْ بالعطرِ أزهاري . .
صوتُكِ يا أنيستي
حَبْلٌ من النور
نشرت فوقه قميصَ أسراري . . .
وصفحةٌ ضوئيةٌ
كتبتُ في سطورها أَعَفَّ أشعاري . . .
وبُرْدَةٌ عشبيةٌ
تَدَثَّر القلبُ بها
فلم يَعُدْ يخافُ من بردٍ وإعصارِ . .
صوتُك صار ملمحاً مني
فما سمعتُهُ
إلا وأضْحَتْ غيمةً من ألقٍ داري
يُثْملني من دونما خطيئةٍ
فيسكرُ الصحو على نافذتي
يزرعني ترتيلةً في حقلِ قيثاري . . .
صوتك كان أوَّلَ الماشينَ
في جنازة اليأسِ الذي
أَثْكلَ مشواري . . .
وأوّلُ المسافرين بيْ إلى
ممالكِ الريحانِ والغارِ. . .
هَذَّبَني . . .
أقامَ جِسرَ أُلفةٍ بين فراشاتي
وبين الريحِ والنارِ . . .
زُخّي على مسامعي لحونك العذراءَ
كي تنبضَ أوتاري . . .
عشرةُ أعوامٍ
وما زلتُ على بابِ هواكِ صائماً
متى إذن موعدُ إفطاري؟
عشرةُ أعوامٍ
وما زلتُ على تلَّةِ عمري ساهراً
مرتقباً
هلال وجهِكِ الذي لوَّنَ أفكاري . . .
بالماءِ والنارِ . .
عشرةُ أعوامٍ
وما مرَّ على بَريَّتي موسمُ أمطارِ . .
وها أنا
أحفر بالأضلاع وادي الشوقِ
علَّ صخرةً تزفُّ ليْ
بشارة النبعِ لأشجاري
♣♣♣

يحيى السماوى
10-11-2006, 02:12 PM
يحيى السماوي
فَتَّشْتُ في قاموسِ ذاكرتي . .
نَخَلْتُ الأبجديةَ . . .
غُصْتُ في كتبِ البلاغةِ والبيانِ . . .
بحثتُ في دُرَرِ الكلامِ . . .
فما رجعتُ بغيرِ يأسي من طريفي والتليدْ !
ماذا أُسَمّي هندْ؟
هندٌ ضحكةٌ عذراءُ ما مرَّتْ على شفةٍ . . .
وقافيةٌ مُخَضَّبَةٌ بدمعِ الوجدِ . . .
أغنيةٌ تُرتِّلُها الحمامةُ . . .
وردةٌ كانت بمفردِها الحديقةَ . . .
صولجانُ العشقِ في الزمنِ الجديدْ
وأنا الشهيدُ الحيُّ . . .
سادنُها
وحارسُ بابِ حجرتِها العنيدْ
وأنا طريدُ الجنةِ المحكومُ بالعَطَشِ المؤبَّدِ
والمكوثِ وراءَ سورِ الوصلِ
أحمل صخرةَ الحرمانِ في الوادي السعيدْ
وأنا أريدُ . . . .
ولا أُريدْ
موتاً يليقُ بدمعِ هندٍ . . .
أنْ أخُرَّ مُضَرَّجاً بالوجدِ
بين هديلِ مبسمِها
ووردِ فمٍ وجيدْ
هندٌ زفيرُ الياسمينَ . . .
شهيقُ جنّاتٍ . .
بخورُ صباحِ عيدْ
ويمامةٌ ضوئيَّةٌ
حَطَّتْ على شبّاكِ قافيتي
فَزَغْرَدَتِ السطورُ
وفاضَ دمعُ الشعرِ من مُقَلِ القصيدْ
وأنا أريدُ . . . .
ولا أُريدْ
بحراً " خليليّاً "
يليقُ بِلَهْوِ أشرعةِ الحريرِ الأسودِ الغَجَريِّ . . .
بحراً هادئاً يهفو لزورقِها . .
أريدُ . . . ولا أريدْ
جُرْحاً يليقُ بدفءِ راحتها . .
تُمَسِّدني فأشفى . .
ثمَّ أجرحني
فتمسح بالوشاحِ دمي
فأَرْحَقُ عطرَ بيدرِها النهيدْ
وأنا أريدُ . . . .
ولا أُريدْ
عشقاً أُجَنُّ بهِ . . فَتَعْقِلُني . .
ضَياعاً في حقولِ المَنِّ والسلوى
يُريحُ بها حقيبة عمرِهِ
الصبُّ الشريدْ
ماذا أُسّميها؟
الخرافَةُ؟
مرةً ضحكتْ
فأمطرتِ السماءُ الفُلَّ والنعناعَ
صارَ الشوكُ ورداً . . .
عدتُ طفلاً
تَسْتحثُّ خطايَ أسرابُ العصافيرِ . .
الفراشاتُ . .
المدينةُ كلها ركضتْ معي . .
حتى الرصيفُ الصخرُ شاركنا النشيدْ
وأنا أريدُ . . . .
ولا أُريدْ
جرحاً أموتُ به . .
لأُولدَ في هواها من جديدْ !
ماذا أُسِّميها؟
الحقيقةُ؟
عاتَبَتْني مرةً
فاغْتاظت الأنهارُ من حقلي . .
وخاصَمَ ليلتي القنديلُ . . .
أصْحَرَتِ البساتينُ . .
استحالَ العشبُ في عينيَّ دَغْلاً . .
نَكَّسَتْ أغصانَها الأشجارُ . .
واكتهل الندى . .
فأنا أريدُ . . ولا أريدْ
عَطَشاً يجِفُّ دمي بهِ
لِتَزِقَّ لي نَسَغاً
فَيَلْبَسُ حُلَّةَ النبضِ الوريدْ
وأنا أريدُ . .
ولا أريدْ
كوخاً على سَعَةِ الهوى
لا كنزَ "ٌقارونٍ"
ولا أملاكَ " هرون الرشيدْ"

يحيى السماوى
21-11-2006, 12:35 PM
يحيى السماوي

هَيَّأْتُ غُسْلي والنُعاةَ .. فَهَيّـا .... =تَعِبَ الهوى ..والصَّبْرُ باتَ عَصِيّا
ما دُمْتِ عازمةً على وأْدِ الــمنى=فَلْتُجْهزي قبلَ الفراقِ عَلَيّـــــا
أَشْهَدْتُ رَبّي لن أقولَ قَتَلْتِنـــي=يومَ الحـسابِ غداةَ أبْعَثُ حَيّــا
مَرْضِيَّةٌ .. لن تشتكيكٍ لِرَبِّهـا =نفسي إذا أَغْمَضــْتِ لي عَيْنَيّا
وَنَثَرْتِ كافوراً عليَّ .. وَشَيَّعَتْ=عيناكِ صَبّاً فـــي هواهُ تَقِيّا
وأَنَبْتِ عني شِرْبَةً مـن "زمْزَمٍ"=وَبَسَطْتِ كفاً بالدعـــاءِ عَشِيّا
وَسَعَيْتِ لي ما بينَ "مروةَ والصَّفا"=سبعاً ..وَزرتِ عــن القتيلِ نَبِيّا
مـعذورةٌ إنْ تقتلــــي مُتَأبِّداً=فــي الغُرْبَتَينِ عن العراقِ شَقِيّا
أَبَتِ المَسَرَّةُ أَنْ تُضاحِـكَ مُقْلــَةً=مني وَقَدْ بَلَغَ الــوئامُ عـــتيّا
أوْصَدْتِ دوني مُقْلَتَيْكِ ..وأَطبٌَقَتْ =شفةٌ أَلِفْتُ بها الصـــداح شَجِيّا
طَحَنَتْ رُحاكِ غَدي وما أَقْرَيتْني =في صَحْنِ يومي من قِراكِ شَهِيّـا
ما زلتِ غاضبةً؟ أنا ابنكِ يا ابنتي=ولقد أتيتكِ شــــاكياً مَشْكِيـّا
ما سِرُّ خِنْجَرِكِ اصطفى صدري له=غِمداً وَقَدْ شَـــلَّ الجفاءُ يَدَيــّا؟
حَرَّضْتِني ضِدّي .. فكم من غـادةٍ=أغْمَضْتُ عن ياقوتِها جَفْنَيّــــا
ولذاذةٍ قَرُبَتْ فَصِحْتُ بها: ابعدي=ومناحةٍ بَعُدَتْ فَصِحْتُ: إليّـــا
فَرَشَتْ لك الأحداقُ عُشْبَ حقولِها=أَمّا الفؤاد فقد أتاكِ حَفِيّـــــا
عَطِشَ الهوى فأبى سواكِ لقلبِهِ=نبضاً وَدِفْئاً للضلوعِ وَرِيّـــا
دَجَّنْتِ في جسدي ذئابَ رغائبـي=وأَحَلْتِ جنَّ متاهتي أُنْسِيــــّا
وَجَعَلْتِ من كهفي بمغتربِ الثرى=بضياءِ صوتِكِ – لا النجومِ - ثُرَيّا
هَرِمَتْ قناديلي ..وشاخَتْ جبهتـي=لكــنَّ قلبي مـــا يـزالُ فَتِيّا
لا زلتُ أذكرُ سكرةً صوفيَّـــةً=أَلْفَيْـتُني بـرحيقِهــــا مَغْشِيّا
فَتَوَضّأتْ روحي وَيَمَّمَ نبضَـــهُ=قلبي وفاض الذِكـــرُ من شَفَتيّا
مَحَضَتْكِ رِقَّتَها الورودُ وأوْدَعَتْ =شفتيكِ سِرَّ الياسمين شَذِيّــــا
حَضَرِيَّةُ الديباجِ لكنْ في الـهوى=بَدَوِيَّةُ الأشواقِ تــــأْنَفُ غَيّا
يا قلب عشتُ الفاجعاتِ جميعهـا=وَخَبَرْتُ منها شاخِصاً وَقَصِيّــا
لـــكنَّ أَثْقَلَها علـــيَّ شماتَةٌ=مِمَّنْ تَخَيَّرَهُ الــفؤادُ صـــَفِيّا
لا تنفِني من حقلِ قلبِكِ .. إنني=عشتُ الحياةَ مُشَـــرَّداً مَنْفِيّا
أُوصِيكِ بيْ شَرّاً إذا خنتُ الهوى=وَنَكَثْتُ عهــدَ محبةٍ عُــذْرِيّا
٭٭٭

الغُسل : ماء غسل الميت
2 اشارة إلى قوله تعالى : أيتها النفس المطمئنة أرجعي إلى ربك راضية مرضية
3 أقريتني : أطعمتني ، القرى : الزاد
4 المحض : الخالص من الشئ

يحيى السماوى
24-11-2006, 02:01 PM
يحيى السماوي

لم يكنْ يضمُر ليْ شَرّاً خَفِيّــــــا=عندمــــا أعلن هـــجــراً أبَدِيّـــــا
كان يـــدري أنني من دونِـــــــهِ=لا أرى في العيشِ ما يُغري فَتِيّا
لا تَلُمْني إنْ تعــــلَّقـــــْتُ بــــــه=يا عذولي ... فلقد كان وَفِيّــــــا
شـــاءَ قتلي لا جحوداً إنمّـــــــا=ليؤاسى بيْ ...وكي يبكي عليّــا
****
***
غاضبُ مني ؟ وهل يغضبُ وردُ؟=صُدَّ إنْ شِئْتَ ...فبعض الصدِّ وِدُّ !
أنا أغْضَبْتـــــُكَ عمـــــداً كي أرى=كيف يغــــدو مشرق الإزهـــارِ خَدُّ !
وأنـــا أبكيـــتُ عينيـــــــــكَ لكي=أمسحَ الخَدّينِ حين الدمعُ يعــــــدو
ليس بحـــــراً حين لا يركبُــــــهُ=غَضَبُ الموجِ ولا جَزْرٌ وَمَــــــــــدُّ
****
***
في يدي وردٌ ... وفي روحيˉ جرحُ=فالنقيضانِ أنـــا: ليــــــــلٌ وصبحً
والصديقانِ أنا : شمــــسٌ وظـــــلٌّ=والعدوّانِ أنـــــا : ثــــــأْرٌ وصفحُ
لا أنا الصاحي فأغفــــــو عن قذىً=أو أنـــا النـــــــائمُ جذلانَ فأصحو
لم تزل صفحــــةُ عمري زَبـــــــَداً=تكتبُ الأحلامُ ... واليَقظةُ تمحو !
****
***
هَتَفَتْ لــــكَ الأمــــواجُ والأُفــــُقُ=أبْحِرْ ... علامَ الخوفُ والقَلَقُ ؟
فانْشرْ شراعَـــــكَ لا تَخَفْ غَرَقأً=يا مَنْ بحزنِكَ يغرقُ الغَـــــرَقُ !
وارْتقْ بخيــــطِ الصبرِ أمنيـــــةً=تصبــــو إلى مرآتِها الحَــــــدَقُ
إنْ كان غــــــــــادَرَ مقلةً شَفَقٌ=فلسوف يلثـــــــمُ جفنَها الغَسَقُ
****
***
هذا مصيرُكَ ... فاقْبَلِ الغَرَقـــا=ما دُمْتَ تركبُ زورقاً وَرَقــــــــا
هل كنــــت ترجو من مُعَتّــــَقَةٍ=شهداً ... وعتمةِ كهفِها أَلَقـــــا ؟
كلُّ اللــــــــــذائذِ غَيرُ باقيـــــةٍ=إلاّ لــــــــــذاذةُ عِفّـــــــــَةٍ وتُقى
يا ويحَ نفسي ... كيف أَرْكَبَني=نَزَقُ الصِبا لغوايةٍ طُرُقــــــــا ؟!
****
***

يحيى السماوى
28-01-2007, 06:00 PM
ـ1 ـ
ها أنا أفرشُ أحداقي مياها ً
ومواويل َ...وآس ْ
أرِق ٌ
أرتقب ُ الليلة َ طيفا ً لحبيبي
ما الذي يصطاد ُ ليْ طير َ النعاس ْ ؟
ـ2ـ
بين عينيك وبيني
غابة ٌ من شجر ِ الرعب ٍ
وصحراءُ البكا ءْ
ولصوصُ المطر ِ...
الساطورُ ...
مابيني وعينيك فتاوى الأدعياءْ
فلماذا يستحمُّ الغرباءْ
في بلادي
برذاذ الفُلّ والزنبق ِِ؟
والطينُ الفراتيُّ بقيح ٍ ودماءْ ؟
ولماذا نحن لا نملك من بستاننا
غير رغيف التبن ِوالزاد الجُفاءْ ؟
ـ 3 ـ
من الذي يجتازُ سورَ الليل ِ والمسافة ْ
فيمسحُ الدموعَ من عيوننا
والذل َّ في جبيننا
ويُرجع الخضرةَ للعشب ِ
وللنهر ِ يُعيدُ الماءَ
والأمانَ للكرخ ِ وللرصافة ْ
من دون أنْ يطمح بالخلافة ْ ؟
ـ 4 ـ
يا زمن َ البكاءْ
إنّ الوطن ْ
متّسع ٌ كالسماءْ
وضيّقٌ كالكفنْ
***

يحيى السماوى
30-01-2007, 08:32 PM
سيدة النساءِ يا مسرفةَ الدلالِ
لا تأخذي بما يقول عاشقٌ
في لحظةِ انفعالِ…
قلبي – وأن خذلتِهِ – لمّا يزلْ
طفلا بريء القوس والنبالِ
لستُ الذي يمكن أن ينتهرَ النهرَ
وأن يغضب من تشبثِ الجبالِ …
هل يزعلُ العصفورُ من سماحةِ البيدر ؟
والزهرُ من الربيعِ؟
والنسرُ من الأعالي ؟
لا تأخذي بما يقولُ عاشقٌ
أغضبَهُ أن التي هامَ بها
عصيَّةُ الوصالِ …
يحدث أن أشيّدَ في خيالي
منارةً فرعاءَ مثلَ جيدكِ النائمِ
خلف برقعٍ وشالِِ
يحدثُ أن أجعل من عينيك ِ
قنديلينِ في معتكفِ ابتهالي
يحدث أن أزرعَ في خيالي
حديقةً فوق سهولِ الخصرِ يا حبيبتي
يحيطها بستان برتقال ِ …
يحدث أن أنسجَ في خيالي
ثوباً من العشبِ ..
ومنديلاً من الهدبِ …
وشالاً مزهراً من ورقِ الدوالي ..
يحدث أن أجعل من يديكِ في خيالي
سوراً
يقيني من ذئاب وحشةَ الليالي
يحدثُ أن اسوقَ نحو بيتكِ
النّوقَ العصافيريّة … الغزلانَ ..
والهوادجَ التي تنوء تحتها جمالي …
يحدث أن تسافري يومين عني
فأحطمَ الكؤوسَ كلّها
وأعلن الإضراب عن كتابة الشعرِ
وعزف العودِ
والجلوسِ في حديقتي الوارفة الظلالِ …
يحدثُ أن تزفّكِ البحارُ لي
حوريّةً يرمي بها الموجُ الى رمالي …
يحدثُ في خيالي
أن تزعلي مني لأني لم اقبلكِ مساءً
غير ألفِ قبلةٍ …
يحدث أن أكتبَ في خيالي
قصيدةً
تعجزُ أوراقي وأبجديتي عن نقلها
من مرجلِ اشتعالي …
يحدث أن يُجلسَني خيالي
عرشَ المنى
يجلس عن يمينيَ الأطفالُ والطيورُ
والملوكُ عن شمالي
وكلما صَفَقتُ كفي
يقف الماردُ ما بين يدي
مُلبياً سؤالي …
يحدثُ في خيالي
أن أهزمَ الطُغاة والعتاة والأباطرةْْ
وكلُّ ما في الأرضِ من جبابرةْْ
يحدث أن أطهّرَ الحقول من كلِّ الجرادِ البشري
في بساتين الفراتين
وفي "الجليل"… "يافا" … ورياض " الناصرة" ..
واسرجَ الخضرةَ في القفار ِ
حتى تستحيلَ جنّةً أرضيّةً
ضاحكةَ السِلالِِ ..
يحدث أن أقيمَ جسرَ الودِّ
بين الشاةِ والذئب ِ
وبين الصقرِ والعصفورِ
بين الضبْعِ والغزالِِ
يحدث في خيالي
أن الطواويسَ التي تسلقتْ سقيفةَ النضالِ
تخرج من كهفِ التنازلاتِ
نحو شُرفةِ النزالِ ؟!
يحدثُ أن أموتَ في خيالي
لكي أرى دمعكِ
حين يحفرُ الرفاقُ لي
حفيرةَ الزوالِِ…
يحدثُ أن أفيقَ من خيالي
على صياحِ ديكِ جوعي
وصدى سُعالي
أو عَطَشي لمائكِ الزلال ِ *
يحدثُ في خيالي
أن أستحي منّي لأنني اضعتُ العمرَ
في بريّةِ الخيالِ !
* *
سيدة النساء يا مسرفةَ الظنونِِ
سيدة النساءْ
بين ضفافِ الأرضِِ والسماءِ
جسرٌ من اليقين …
وبيننا نهران من ضحكٍ
ومن بكاءْ
وحقل ياسمين
تشكو سواقيهِ احتراقَ الماءْ
* *

يحيى السماوى
12-03-2007, 03:20 PM
عاتَبْتُ لو سمعَ القريبُ عتابي=وكتبتُ لو قرأ البعيـدُ كتابي !
وسألتُ لو أنَّ الذين مَحَضْتُهُم=وِدّي أضـاؤوا حيرتي بجوابِ !
وَعَصَرْتُ ماءَ العينِ لو أنَّ الأسى=أبقى بحقلِ العمرِ عُشْبَ شبابِ
وَأنَبْتُ عني لو يُنابُ أخو الهوى=بسخينِ أحداقٍ ونزفِ إهـابِ
وَتَرَنَّمتْ لــو لم تكن مشلـولةً=شفتي ... ومصلوبَ اللحونِ ربابي
كيف الغناءُ؟ حدائقي مذبــوحةٌ=أزهــــارُها ... ويبيسةٌ أعنابي
شجري بلا ظِلٍّ .. وكلُّ فصولـهِ=قيظٌ .. وظمــآنُ الغيومِ سحابي
طَرَقَ الهوى قلبي .. وحين فَتَحْتُهُ=ألقى به عصـــفاً وعودَ ثقابِ
حتى إذا كشَفَ الضحى عن شمسهِ=ألفيتُني ميتـــاً بنبضِ ثيــابِ
يتقاتل الضِـــدّان بين أضالعي :=عَزْمُ اليقــــينِ وحيرةُ المرتابِ
صُبْحي بلا شمــسِ .. وأما أنجمي=فَبَريقُ بارودٍ وومــــضُ حرابِ
روحي تمصُّ لظى الهجــيرِ وَتَسْتَقي=شفتاي من دمـــعٍ ووهجِ سرابِ
أرفو بخيطِ الذكرياتِ حشـــاشةً=خَرَمَتْ ملاءَتَها نِصــــالُ غيابِ
الدارُ بالأحبابِ .. ما أفياؤُهـــا=إنْ أَقْفَرَتْ داري من الأحبــاب؟
عابوا على قلبي قنــــاعةَ نَبْضِهِ=أنَّ الردى في العشــقِ ليس بِعابِ
أنا سادنُ الوَجَـــعِ الجليلِ خَبَرْتُهُ=طفــلاً .. وها قـارَبْتُ يومَ ذهابي
****
صـــوفيَّةَ النـــيرانِ لا تترفَّقي=بيْ لو أتيتُكِ حامـــــلاً أحطابي
قـد جئتُ أستجدي لظاكِ .. لتحرقي=ما أَبْقَتِ الأيـــــامُ من أعشابي
أنا طِفْلُكِ الشيـخُ ... ابتدأتُ كهولتي=من قبــلِ بـــدءِ طفولتي وشبابي
لَعِبَتْ بي الأيـــــامُ حتى أَدْمَنَتْ=وَجَعي .. وَخَـــرَّزَتِ العثارُ شِعابي
يحدو بقافلتي الضَـــــياعُ كأنني=للـحـزنِ راحٌ والهمـــومِ خوابي1
إنْ تفتحي بــابَ العتـــابِ فإنني=أَغْلَقْتُ في وجـــــهِ الملامةِ بابي
أهواكِ ؟ لا أدري .. أَضَعـْتُ بداهتي=وأَضــاعني في ليــــلهِ تِغْرابي
كلُّ الــذي أدريـــهِ أني بَذْرَةٌ=أَمّا هــواكِ فجـــدولي وتُرابي
نَزَقي عفيفٌ كالطـــفولةِ فاهدئي=أنا طفلكِ المفـــطومُ .. لا ترتابي
الشيبُ ؟ ذا زَبَــدُ السنين رمى به=موجُ الحيــــاةِ على فتىً متصابي
"ستٌ وخمسون" انتهين وليــس من=فرحٍ أُخيــــطُ به فتوقَ عذابي !
الدغل والزُقّــــومُ فوق موائدي=والقيـــــحُ والغِسلينُ في أكوابي2
أحبيبة الوجــــع الجليل مصيبتي=أن العــــراق اليومَ غاب ذئابِ
لو كـــــان يفتح للمشردِ بابه=لأتيتُهُ زحــفــــاً على أهدابي
وطويتُ خيمةَ غربتي لو أنهــــا=عَرَفَتْ أمانــاً في العراق روابـي
أوقفتُ ناعـوري على بستانِـــهِ =وعلى دجــــاهُ المستريب شهابي
****
عانَقْتُها فتوضَّأتْ بزفيرِهـــــا=روحي..وعطَّـ ـرني شميمُ خضابِ
كادت تَفرُّ إلى زنابقِ خصرهـــا=شفتي فـــــرارَ ظميئةٍ لشرابِ
سكرتْ يدي لمّــا مَرَرْتُ براحتي=ما بينَ موجِ جــــدائلٍ وقِبابِ
وحقولِ نعناعٍ تَفَتَّحَ وردهــــا=وسهولِ ريحـــانٍ وَطَلِّ حُبابِ3
لُذْنا بثوبِ الليلِ نَسْترُ شوقنـــا=من عين مُلتصٍّ ومن مرتــــابِ
فشربتُ أعـــذبَ ما تمنّى ظامئٌ :=شهدٌ غَسَلتُ بهِ مُضاغَ الصّــابِ4
يا أيها المجنونُ – صاحَتْ- دَعْكَ من=تُفـــــاحِ بُستاني وَزِقٍّ رضابي
جَرَّحْتَ فستــاني فكيف بزنبقي ؟=فَأَعِــــدْ عليَّ عباءتي وحِجابي
حتى إذا نَهَضَ المُكِّبرُّ .....والدجى=فَرَكَ العيونَ ولاحَ خيـطُ شِهابِ
وتثاءَبَ القنديلُ ... وابتدأ السنـا=عريانَ مُلْتَفّــاً بثــوبِ ضَبابِ
صَلَّتْ وصلَّيتُ النوافلَ مثلَهــا=وبسطتُ صَحْنَ الروحِ للوهّـابِ
****
خوفي عليَّ – وقد تَلَبَّسَني الهـوى-=مني ...ومنكِ عليكِ يومَ حسـابِ
إنْ كنتِ جاحـدةً هوايَ فهاتِـني=قلبي وتِبْرَ عواطـفي وصــوابي
نَمْ يا طريدَ الجَّنتينِ معـــانقـاً=خالاًً يشعُّ سناهُ بين هضـــابِ
عَرَفَتْكَ مخبولاً تُقايضُ بالنـــدى=جمراً وكهفَ فجيعــةٍ برحـابِ
****
اصحــابَنا في دار دجلةَ عذرَكمْ=إنْ غَرَّبَتْ قدمـــاي يا أصحابي
جَفَّتْ ينابيعُ الوئــامِ وأّصْحَرَتْ=بدءَ الربيعِ حـدائق اللبــلابِ
أحبابَنـا ...واسْتَوْحَشَتْ أجفانَها=مُقَلي وشاكسَني طريقُ إيابــي
أحبابَنا عَزَّ اللقــــاءُ وآذَنَتْ=شمسي قُبيـلَ شروقِهـا بغيـابِ
أحبابَنا في الدجـــلتين تَعَطَّلَتْ=أعيــادُنا من بعــدكم أحبابي
ندعو ونجهل أَنَّ جُلَّ دُعائِنـــا=منذ احترفنـا الحقـدَ غيرُ مُجابِ
نَخَرَ الوباءُ الطائفيُّ عظامنـــا=واسْتَفْحلَ الطاعونُ بالأربــابِ
عشنا بديجورٍ فلمــا أَشْمَسَتْ=كشفَ الضحى عن قاتلٍ ومرابي
ومُسَبِّحينَ تكــاد حين دخولهم=تشكو الإلهَ حجارةُ المحــرابِ
ومُخَنَّثين يرون دكَّ مــــآذنٍ=مجداً ... وأنَّ النصرَ حزُّ رقـابِ
وطنَ اللصوصِ المـارقين ألا كفى=صبراً على الدُخــلاءِ والأذنابِ
****
1 الخوابي : دنان الخمر وما شابه ذلك
2 الغسلين : ما يسيل من أجسام أهل النار.
3 الطل : اللذيذ من الروائح والنعم.
4 الحباب : بضم الحاء : الحب والود . وبفتح الحاء: ما يعلو الماء أو الخمر من فقاقيع. الصاب : نبت شديد المرارة.

يحيى السماوى
29-03-2007, 07:52 AM
جرحٌ على سعة الأفق
شعر : يحيى السماوي

قالتْ وفي دمها من لوعة ٍ لهب ُ :=علامَ وجهُكَ يرسو فوقه التَعَب ُ ؟
ولِمْ قناديلك َ الخضراءُ مطفأة ٌ=كأنّما لمْ تزُرْ أجفانها الشهُب ُ ؟
ولِمْ جوادُك َ جرح ٌ رحت َ تركبه ُ=فما يضمّك بيت ٌ حيث ُ تغترِب ُ ؟
فبئست ِ الشمسُ إنْ لم تُسْقِنا ألقا ً=وبئست الأرضُ لا ماءٌ ولا خَصَبُ
وبئس عمركَ في الآفاق تنفقُهُ"1"=نديمُكَ الشوقُ والحرمانُ والوصَبُ
فقلتُ : عفوَك ِبيْ من كلّ ناحية ٍ=جرح ٌيؤرّق أجفاني ويحتطب ُ
أنا المسيح ُ الذي عُلقت ُ أزمنة ً=على الدروب ِولكنْ قومي َ العَرَبُ
نذرْتُ للوطن ِ المذبوحِ ِقافلة=من السنين عليها من منى ً ذَهَبُ
وللتي خبّأتْ ليْ تحتَ بردتِها=خالا ً توسّدَ سفحا طيبُهُ العَجَبُ
كلاهما شاء قتلي دونما سببٍ"2"=إلآ لأنّ فؤادي الناصحُ الحَدِبُ
أقسى المواجع:جرحٌ لا يسيل دما ً=وأعمقُ الحزن ِ:حزنٌ ما له سببُ
رضعتُ حزنا من الثديين في صغري=وإذ ْ كبرتُ فحزني أخوة ٌ وأب ُ
أسامرُ الكأس َأخفي تحت نشوتها =ذلي وأزعمُ أني صادحٌ طرِبُ
أخيط جرحي َ بالسكين .. يحرقني=مائي ويُثْلِجني في جمره اللهب ُ
عريانُ تُلبِسُني الذكرى عباءتها=وفي بحيرة حزني يغرقُ الخشَبُ
أما عبرتُ بحارا ًدون أشرعة ٍ=وفي حقول فؤادي أتمَرَ القصب ُ ؟ "3"
فكيف يثكلني عشقي ويذبحني=عشبي فيفرع في بستانيَ الجدب ُ ؟
*..* ..*
فيم َالعتاب ُ؟ وماذا ينفع العَتَبُ ؟=أنا دخاني وناري ، بلْ أنا الحطب ُ !
فكيف أطلبُ من بستانها عِنَبا ً=تلك التي عزّ منها الدّغلُ والكرَبُ ؟
يا عاشقا ً لمْ تسامرْ قلبه امرأة ٌ=وسامرتْه دواة ُ الحبر ِ والكتُبُ
أكلّ مطلع فجر ٍ ثمّ مذبحة ٌ =وكلّ مهجعِ ليل ٍ ثمّ مُضطرَب ُ ؟
مُريبة ٌ هذه الدنيا فلا عجب ٌ=أنْ يكذبَ الصدقُ أو أنْ يصدق الكذِبُ
***
بي للأحبة ِوجد ٌ ما عرفت له=صبرا ً ودون مناي الضّيمُ والرّعُبُ
للواقفات ـ حياءً ـ خلف نافذة ٍ=يشدّهنّ الى مُستظرَف ٍ شَغَبُ
لعازف ٍ تبعث ُ السلوى ربابتُه =وناسك ٍ ببخور ِالروح يختضِبُ
آهٍ على وطن ٍ كاد النخيل به ِ=يكبو ويبرأ من أعذاقه الرُطَبُ
وكاد يهرب حتى من كواكبه=ليلٌ ويخجلُ من أجفانه الهُدُبُ
وربّ ظلمة كهفٍ بعد فاجعة ٍ=أضاءها حُلُمٌ أو شفّها أرَبُ
ولسعة ٍ من سياط القهر تجلدنا=تشدّنا للمنى والفجر يقترب ُ
*..*..*
"1" الوصب : المرض من صبابة وعشق .
"2" الحدب : الحنين والعطوف .
"3" أتمر : أعطى التمر قطوفا .
[/QUOTE]

يحيى السماوى
25-04-2007, 04:13 PM
فيمَ اعتذارُك ِ ؟ ما أبقيْت ِ ليْ مُتَعا=تغْوي العيونَ بنجم ٍ ضاحك ٍ سَطعا
هبي المسرّةُ عادتْ .. وانتهى زَعَل ٌ =وأشمستْ ظلمة ..ٌ والودُّ قد رجعا
فهلْ يعيدُ لمذبوح ٍ صدى أسَـف ٍ= نبضاً ويُعْشِبُ صخرا ً مائج ٌ خدعا ؟ (1)
أتيْتُ حقلك ِ ... أستجدي خمائله ُ=بعضا من الظل ّ لا الأعناب ِ فامتنعا
دخلته ُ ُ وأنا نهــران ِ من فرح =تَماهيا فــــي فؤاد ٍ أدْمَنَ الوَرَعا
حتى إذا خذَلَ الإعصارُ أشرعتي =وفــــزّ نزْف ٌ غفا بالأمسِ وانقطعا
رجعْتُ أحمل ُ جثماني ... يُشيّعُني=جفنٌ إذا ذكروا أهلَ الهوى دَمَعــا
مُقرّحُ الهدب ِلا من جمر ِ أدمُعِهِ=ولا السّهاد ِ ... ولكنّ الذي سمعا..؟
وكان يمكنــــهُ لولا خلائقــــــهُ =قطفَ الزهورِ ورشفَ الشهدِ لو طمعا
كبَتْ على شفتي مذبوحة ً لغتي =وأجْهشتْ ضحكة ٌ تسْتعْطفُ الهلعا
هدمْت ِ كعبة أحلامي ولا سبب ٌ=إلا لأنّ فؤادي عندهــــا خشعا
طعنْت ِ بدءَ هيامي طفل َ عاطفـتي=لا توقظي جرحَهُ الغافي فقد هجعا
تركتِني في دروب العشق ِ أغنية ً=شهيدة ً وهزاري بعــد ُ ما يفعا (2)
مُخضّبٌ بالأسى ما إنْ يُضاحكهُ =حقل ُ المسرّة ِ حتى يصطلي وَجَعا
سلي ثراك ِ أمثلي نازفٌ مطــرا ؟=وناهديك ِ أمثلي مبسم ٌ رضعـا ؟
ومقلتيــك ِ أكحْــل ٌ زانَ هدبَهمـا=كما فمي؟ وكصدري كان مُنتجعا ؟
وساحليكِ ... أمثلي مَرْفأ رَفــِِه ٌ (3)=إذا تمرّدَ موج ُ الشوق ِ واندفعـا ؟
أطالبٌ إثـرَ وحشـيّ العذاب ِ ردىً =فجئتَ تطلـبُ بعد الودّ مصطـــرعا ؟
أجلْ سعيتُ إلى حتفي ولا عجـــبٌ=فابنُ الملوّح ِ قبلي و"الطريدُ" سعى (4)
لثمتُ من شغفي جرحي لأنّ بــــه ِ=من ورد ِ كفكِ دفئا في دمي ضَوَعا (5)
وما أسفتُ على نزفي ووأد ِ غدي=ولا على كبرياء المطمح افتُرِعا (6)
لكنْ على نُصْح صدّيقٍ رأى شططا =فما أصَخت ِ لقول ٍ يأمـنُ الفَـزَعـا (7)
خدعتني؟ لا وربي .. خادعي حلمٌ=مُضبّبٌ لامَسَتْه الشمسُ فانقشعا
نصحْته ـ لا تبُحْ وجـدا ً لفاتـنـة ٍ=قلبي.. فكنت ُ لهيبي والوقود َ معـا
تمخّضتْ عن بكاء ٍضحكة ٌ وغدتْ=رزيئة ً نشــوة ٌقدْ أمطرتْْ مُتَعا
حجبت شمسكِ عني حين حاصرني=بردٌ وأطبـَقَ َدرب ٌ كان مُتّسِعـا
ضحيّـــة ٌ أنت ِ ! إلأ أنّ قاتـلها=غرورُها ... وأخو الدنيا بما طُبِعا
فجهّزي للهـوى غُسْلا ً ومرثية ً ً(8)=أمّا أنا ؟ فضياعي جهّزَ الجزعا
***
(1)مائج خادع : السراب
(2) يفع : اصبح يافعا
(3) رفه : لان عيشه وطاب
(4) ابن الملوح قيس العامري والطريد هو توبة الحميري عاشق ليلى الاخيلية
(5) ضوع : فاح وانتشر عطره
(6) افترع : أهين
(7) الشطط : مجانبة الصواب
(8) الغسل : ماء تغسيل الميت

يحيى السماوى
29-05-2007, 04:21 PM
بَـــدَدٌ على بــــددِ

فتشتُ في قلبي فلم أجِــد ِ=إلآك ِ قنديلا يُضيءُ غدي
وفحـصت ذاكرتي : أفاتنة ٌ=أخرى يُنادِمُ طيفَها خَلَدي ؟
ونخلتُ حنجرتي لعلّ بها =بعضَ الصدى من هندَ أو دَعَـدِ
فوجدْتها تشدو لِيُثمِلها=ما فيكِ من طيبٍ .. ومن غَيَد ِ(1)
ووجدْتني من دونها شفة ً=خرساءَ .. أو جفناً الى رَمَــد ِ!
فكأنما الأرحام ُ قدْ عقُمت ْ=من بعدِ مَنْ أهوى .. فلمْ تَلِد ِ!
ما أنت ِ؟ قوليها علانية ً=هـلآ أجَبْت ِ ســـؤالَ مُــفـتأد ِ؟ (3)
أنساك؟ حاشى!عهدَ مُحْتنِفٍ=أهواك ما عمّرتُ مــن أمَـــدِ (3)
تبقينَ ما ظــلّ الفــؤادُ على =دين ِ العظيم ِ الواحـد ِ الأحـدِ
جسدي؟ رميتُ به إلى جَدَث ٍ=يمشي معي.. لا تحذري جسدي
فأنـا بخورُك ِ يا مُبَشـــــرة ً=بعَـفـاف ِ مسنود ٍ إلى عَـمَــــد ِ
وأنا صـداك ِ كتمتُ حشرجتي =وغدوت ُ رَجْعَ صُداحِكِ الغرِدِ
شُـلـّتْ إذا مَــدّت ْ لفاتـــــنة ٍ=أخرى مناديلَ الهيـــام ِ يــدي
وتهشمــتْ مرآةُ مــقلــتِهــا=عيني إذا تُغْوى بِمـُـنتهِـــــد ِ (4)
ما حُجّتي يومَ الحساب ِ إذا=شهَدَتْ علي ّ بنكثِهـــا عُـهُدي ؟
أوَلسْتُ مَـنْ أدّى يمينَ هدىً=جَهْـرا ً وأشهَدَ عِـزّةَ الصَــمَد ِ؟
أنْ لا يُبايعَ غيـر َ مُـفطِـمهِ =وســرابِهِ وِرْدا ً لثغر ِ صدي ؟
ولقد ظمِئتُ وكنتُ في غُـدُر ٍ=فشربـتُ نـيراني ولم أرِد ِ (5)
قنَعتْ بصابك ِ غـيرَ آسفة ٍ =كأسي .. فيا صابَ الحبيب ِ زِد (6)ِ
ورضيتُ من بحرٍ صبوتُ إلى =ياقــوتِهِ بالرمل ِ والزَبَــــد ِ..!
ما حيلتي ؟ فلقد خُلِقت ُ إلى=سوط ِ العذاب ِ ومِـدية ِ النَكد ِ..!
للموحشات ِ أكنتُ مُغتـربـاً=دامي الخطى أو كنتُ في بلدي !
للمـوت ِ يجفوني فأتــبَعُه ُ=أملا ً بعطفــِك ِ يوم َ مـُلتَحَـدي (7)
أنا "قيسُكِ "المطرودُ خيمتهُ=بين الخيــام ِ يتيــمةُ الوتَــــد ِ !
***
يا حزنَ ماضي العمر يا أبتي=يا صبرَ باقي العمر ِ يا ولــدي
رِفقاً بعكازي .. فقـد وهُـنَـتْ=ساقي .. وأحداقي بلا مَـــدَد ِ
أسْـرَفتَ في إذلالِه ِ عَــسَـفاً=فارْفِقْ به ِ يا حزنُ واقـتَصِـدِ
جِئني بها صَحْوا ًلِتوقِظَ بيْ=طفلَ المنى فيَشدّ من عَضُدي
عطفا ً عليّ ورحمة ً.. فلكمْ=نادى الرسيفُ وليس من أحد ِ(8)
يا مَنْ أسَرْتَ غدي أغِث أملي=إيّاكَ تـُرخي لحـظـة ً صَفَدي (9)
سَيَضيعُ لو أطلقتَ مُختبِلا ً=طارتُ حمامتهُ ولم تَـــعُـد ِ
نثرَتْ عليه ِ هديلها فـغـفـا =طفلا ً تهدهِدُهُ يـــدُ الرّغـَـــدِ
ونأتْ.. فعاد نزيل َوحشتِهِ=يمتارُ من جمر ٍ ومن كمَــد ِ(10)
يبُسَ الضياءُ على نوافذِه ِ=أمّـا ظلام ُ دروبــهِ ؟ فَـنَدي !!
فاحكم ْ عليه ِ وِثاقهُ حَرَداً=لمزيد ِ تِرحال ٍ بلا سَــنَد ِ (11)
أنا أنتَ ، حَدِّق ْبيْ تجدْكَ على=شفتيَّ مكــتوبا ً وفي كبَدي
أنا أنتَ.. فتّشني تجِدْ بدمي =ما فيكَ من جمر ٍ ومن بَرَدِ
تجد "الفراتَ" يسيلُ من مُقلي=دمعــاً فأشربهُ على جَلـدِ
تجِدِ الخرابَ "البابليّ" على =وجهي وذعرَالعاشقِ"الأكدي"
أنا "بابـــلٌ" وأنا حرائقهــا=ورمادُها .. وشريدُها الأبدي
و"السومريّ" الطفلُ أنسج من =عشبِ الضفاف وزهرها بُرَدي
وأنا "الرصافةُ"بات يُوحِشها=جسرُ الهوى حيث الزمانُ رَدِي
وأنا "السماوة"حيث نخلتها=سعفٌ وعِذقٌ غيرُ مُنتضِــدِ (12)
والمستجيرُ ببئر ِ غـــربتِه ِ=هلا مــددت ِ إليه من مَسَـدِ(13)
إنْ قد عُدِمتِ الحبل َ ينقذهُ=مدّي لــه ُ طوقا ً من الرَشـَد ِ
هل تسألين َ الان كيف أنا؟=أنا في الهوى : بدَدٌ على بدَد
ً ***

(1)الغَيَد : اسم بمعنى الغنج والرقة
(2) المفتأد : المصاب بفؤاده
(3)المحتنف : الصحيح اسلامه
(4) المنتهد : الالمنتصب النهد
(5)غدر : جمع غدير . لم أرد : لم أشرب
(6)الصاب : العلقم
(7) يوم الملتحد : يوم الفن في لحد
(8)السيف : السجين المقيد
(9) الصفد : القيد
(10)يمتار : يتزود
(11) الحرد : المنع
(12) تضمين للأغنية الشعبية العراقية :
نخل السماوة يكول طرتني سمره
سعف وكرب ظليت ما بيّ تمره
(13)عذق غير منتضد : يخلو من نضيد التمر
(14) المسد : الحبل القوي المفتول من الليف او القنب

يحيى السماوى
08-06-2007, 06:29 AM
طِماحي ؟ أنْ تماثلني الطِماحـا=فيغدو حبّـنـا للــــراح ِ راحــــا
تضيء غدي بوجهكَ حين يرثي=سُهادي عُشـبَ عيني والصّباحـا
وتفطمـني من الأحزان ِ ...إنـي =رَضَعْتُ الدّمْعَ لا الماءَ القـــراحـا
فلست ُ بسائل ٍـ إلآكَ ـ جـاهــــــا ً=ولا بسواك َ أنتهِــلُ ارتياحـــــــا
ولم أعـــرفْ لقافــلـتي غُـــدوّا=إلى بستان ِ غيـركَ أو رُواحـــــا
فهلْ من رادم ٍ ـ للطيش ِ ـ بئــرا ً=سِواكَ إذا أردْت َ لي َ الصَلاحـا ؟
إذا جئـتُ النَجاحَ فأنتَ عــزمــي=وشيطاني إذا جئـت ُ الجُـناحـــا(1)
وحسبُكَ أنْ وجــدتَ بيَ المعنّى =وحسبي أنْ وجدتُ بك الفلاحــا
تشــدُّ حقولـُكَ الزهراءُ نـبْـعــي=لجدولِها وتحرِمُني الأقاحــــا
فيـا مُتعَـسِّّفا ً حســــنـاً وصــدّا ً=ترفّقْ بالأسير ِ.. كفى اجْـتِراحا
أتحْرِمُـني رحيقَك ثـمّ تــرجــو =لقلـبـي من هــواجسِهِ ارتياحــا ؟
تعال َ فإنّ جمرَكَ خـيـرُ بـَـرْد ٍ=لمُرتشِف ٍ ضرامَ هوىً صُراحا (2)
تعال َ اســترْ بقايــا كـبريائي=فإني قد خشيــت ُ الإفتضاحـا
تعال نُشيدُ من مرَح ٍ صروحـا ً=فقد لا نستطيعُ غـدا ً مَـــراحـــا
تعال نُخـيـطُ عمرا ً كاد يَبْـلى =وننسِـجُ من لذائـذِنـا وِشاحـــا
فأطلِقْ مِعـزَفي من قيْـد ِ صمتٍ=وأيْقِظْ بالهديلِ بي َ الصُداحــــا
ألسْتَ يمامتي السمراء َ مــدّتْ=على عمري ومطمحه ِ جَناحــا ؟
فلا تُطلِقْ سراحي .. إنّ قلبي=يضيعُ غداةَ تُطلِقه ُ السّــراحــا
وعلمني التجـلدَ حين تُرســي =إليّ لظى صـدودِكَ والجراحــا
وشيْـتُ بفوح ِ ثغرك للأقاحي=فناصَبَكَ الشذا حَسَـدا ً جِماحـا
شبيهَ الياسمين يــدا ً وخــدّا ً =وجيــدا ً.. إنما زاد امتِياحـــا
أسَرْتَ بزهرِ ثغرِكَ نحلَ ثغري=وفي مُقلي تحـدّيْتَ المِلاحــــا
خسرْتُ سفائني وضفافَ نهري=وبستانَ المنى ... فكن ِ الرِباحــا
فما نفعُ الشِــراع ِ بغــير بَــحــر ٍ =وريـح ٍ ؟ كنْ بحاري والرياحــا
وصاهرني يدا ً..قلباَ .. وجفــنا ً=فماً صوتاً صدىً خطوا ً وساحا
وحاذِرْ من جنون فمي .. فإني =ظميء شذاكَ من شفتيكَ فاحــا
أخافُ على ربيعكَ من خريفي=ومن شوق ٍ تملّكني اجتياحـا
فضرّجْ بالرحيق يبيسَ ثغري=ونادِمني غبوقـا ً واصطباحــا
وصُبّ فيوضَ بوحكَ في قصيدي=فما شعري إذا ألِـفَ النواحـــا ؟
عرفتكَ للهوى وطنــا ً ... فوَطّنْ=بقلبك َ ذا الغريبَ المُسْــتباحـــا
وأمْهِِِـــلني البقيّة َ مــن حيــاتي =أريح ُ بها فؤادا ً مـا استراحـــا
فعروةُ لا يزالُ يفيض ُ وجــدا ً=وإنْ ركبَ المفاوزَ والبِطاحـــا(3)
وما سألَ النجاحَ يداً ... ولـكـنْ =بحبّــك يسـألُ اللهَ النجـاحـــا

***

(1) الجناح : بضم الجيم ، الإثم او الخطيئة
(2)الصراح : الخالص من كل شيء
(3)المفازة : الفلاة لا ماء فيها.. وعروة : هو امير الصعاليك عروة بن الورد

يحيى السماوى
09-06-2007, 12:36 AM
مَنْ أنتِ يا مَجْهولـة َ المـطــر ِ
زَخّــتْ فأزْهَرَ ماؤها شجري ؟
أيْقــظــت ِ قـنديــلا ً وقــافيــة ً
وأضأت ِكهــفَ مـشـرّدٍ حَصِرِ(1)
أيكــون طــيفا ً ؟ أيّ زائـــرة ٍ
من قبـــل ِ هذا الـلـيل ِ لم تزُر ِ ؟
أمْ تلك يقظــة ُ عاشــق ٍ تعِبَتْ
أجفانه ُ مـن مِــرْوَدِ الضجَـر ِ؟(2)
قــد كان أيقـظ بـين أضلعِــهِ
وطـنـاً وداعـب َ هودج َ السَفَرِ
يستعطِفُ الماضي لعـلّ رؤىً
خـضراءَ تُعْـشِبُ جثة َ الحَجَر ِ
وأطـالَ تحديــقــا ً بنــافِــــذة ٍ
شــلّـتْ سِــتارَتَها يـــَدُ القــَدَرِ
وأنــا وأوراقي : يُحاصِرُنــا
ليـــلٌ عـقيمُ النجم ِ والقمَــــــر ِ
مُــتلازمان ِِ رؤىً فمـا افـترقا
إلآ ليلتقيــا عــلى كِـبَــــــــر ِ
ورثا عن "الضــليل ِ" محبرة ً(3)
ومكارمَ الأخـلاق ِ عن "مُضَرِ"
واسْـتنطـقا شـفة َالهوى لغــــة ً
تشدو بحـبّ البــدو ِ والحَـضَر ِ
مَنْ أنت ِ؟قــد أتعَــبْت ِ ذاكرتي
لا تـحرمـيني نشـــوة َ الخــدَر ِ
طـحنتْ رُحى الأيام ِأشــرعتي
مــُدّي حــبـالَ يـَــد ٍ لمُحتَضــر ِ
إنْ تسْــتري الأزهارَ عن مُقـلي
فعـبـيرُ زهـرِك ِ غــيـرُ مُستَتــِر ِ
***
أخطأتُ ـ قالتْ ـ رقـــمَ مـنزِلِنا
عــفوا ً.... تقـبـّلْ عُــذرَ مُعْـتَذِر ِ
فأجَبْتُها : لا.. لـسـتِ مُخطِــئة ً
لا تُغلِقي الأبــوابَ فانتظــري
لـكِ منــزِلٌ عندي ومـنزِلـــة ٌ
ونديــمُ صوت ٍ ساحـر ٍعَـطِر ِ
فـيمَ اعْـتذارُك؟ واصلي نَغَـماً
ليطــيبَ عـند ضفافـه ِ سَهَـري
منْ أنتَ؟قلتُ:صداكِ! فارتبكتْ
قـــيثـارةُ الأشــذاءِ والخَفَـــــــر ِ
قالتْ: أراكَ ـ إذا رغــبْتَ ـ غدا ً
في الطـيفِ أو ترنــيمة ِ الوَتَــر ِ
نجـمي بعـيد ٌ.. فالتَمِـسْ لهـوى ً
غيري..أخــافُ عليكَ مـن خُسُرِ
فأجَـبـْتُها والكأسُ يومئ لـــــيْ
شغَـفَا ً بكوثــرِ نهـرها الخَصِر ِ(4)
ماذا سـأخسرُ؟قد أضعْتُ غــدي
ومشتْ بيَ الأحزان من صِغَري
وخسـرتُ بـدءَ يفاعــتي وطـنا ً
قدْ كـنتُ فـيه ِ مُجَنـّحَ الفِكََــــر ِ
وُشِـمـَتْ بِسَعْـفِ نخـيــله ِ مُقـلي
ونقـشــتُ فـوق جذوعِـه ِ أثـري
إنْ كــنتُ في العـشـاق ِ مُــبـْتَدَأ ً
فهــواه ُ يا أختَ الهوى خَـبَـري
ويُقــالُ إنّ ميــــــاه َ " ساوتِه ِ "(5)
غسلتْ جبينَ الأرضِ من كـدَر ِ
حتى أتــاهُ الغـيُّ فانـطــفأتْ
شمسُ الحبور ِ وأنجمُ السَـــمَر ِ
قُـدّتْ به ِ الأعــيادُ من قِــبَـل ٍ
كيدا ً وخـبزُ القــوم ِ مـن دُبُـر ِ
فِنجانه ُ جــرح ٌ... وقهـوتُـــه ُ
دمعٌ هــتونٌ غــيــرُ مُنــحـدِر ِ
أصحرْتُ حتى جـفّ في شفتي
صوتي .. فكوني شهقة َ المطر ِ
صَدَقَ"البصيرُ" عسى مُحَدثتي
تأتي ليصدقَ هاجــسُ البـَـصَر ِ (2)
الصّمْت ُ كاد يُـشِـلّ حــنجرتي
لولا رنيــنٌ غـيـرُ مُـــنتَظـَــر ِ
ليـكادُ يرقصُ هاتــفي طرَبـا ً
بهــديل ِ صوتِك ِ مطلعَ السَـحَر ِ
***
ضحِكتْ وفاض عبيرُها نغما ً
وتنهّـدتْ لكــنْ عــلى حــذر !
قالتْ : عرفتكَ.. فاستحيتُ وقدْ
فضحَ الهوى سِــرّي على كِبَر ِ
***
(1) الحصر : الذي يشكو حبسة في الكلام .
(2)المرود : ما يكحل به الجفن او العين
(3) الضليل : امرؤ القيس
(4) الخصر : البارد
(5) ساوة : بحيرة في صحراء السماوة ورد في كتب الاقدمين
انها فاضت قبل الاف السنين فاغرقت الارض
(6) البصير هو بشار بن برد .. اشارة الى قوله ( والاذن تعشق قبل العين احيانا )

يحيى السماوى
15-07-2007, 04:49 PM
تأمّـــلني طويلا ً ... ثــمّ قـــالا=أظـنـّك تـشـتـكي داءً عُـضـالا
شـحوبٌ وارتجافُ يدٍ وخطـوٌ=لـِثِقـل ِ هـمومِـهِ إنْ سـارَ مالا
دواؤكَ في العـراقِ فإنْ تعافى=وغادَرَهُ الغـزاةُ حسُـنتَ حـالا
ولسـْتَ بـذي خيولٍ ضامراتٍ=تـصدُّ بهـا عن الوطن ِ الـوَبالا
فيا ابنَ الغربتينِ أطِــلْ دُعـاءً=بـِنِـيّـة ِ مُـسْـتغـيث ٍ .. وابـْتِهالا
ويا ابنَ الغـربتين ِ وكـلّ عـاة ٍ=يُطالُ وإنْ تحَصّــنَ واسْـتمالا
فيا ابْنَ الغربتيـن ِ أمـِنْ فِراق ٍ=جزعْتَ وأنتَ لم تعرفْ وصالا؟
كأنـكَ قـدْ خُلِقـتَ الى شِــراع ٍ=وريـح ٍ واحْـترَفتَ الارْتِحالا
تَبَـلـّدْ يا عـليلُ .. فرُبّ عـقـل ٍ=يُزِيدُ لدى العـليل ِ الإعـتلالا
فـلا تأمـلْ من القاصي نصيرا ً=إذا الـدّاني يُـريدُ لـك الزّوالا
مضى زمنُ الشهامةِ واستكانتْ=ضوامـِرُهُ فأدْمَـنتِ الـظِـلالا
" تأمْرَكتِ" العَراقةُ في نفوس ٍ=تبيعُ بنصف ِدولار ٍ " عِقالا "
تبارِكُ للـغـزاة ِ منىً ورأيـا ً=وتشحَـذُ لـلمُغيرينَ الـنّـِصالا
تـبَدّلـت ِ النفـوسُ وعَـفـّّرَتها=مـطامِعُهـا فغـيّرَتِ الخِـصالا
ولـُوّنتِ الوجوهُ فـلستَ تدري=أ"معتصما" تُحَدّثُ أمْ"رُغالا"(1)
لـُعِـنْتَ أبا رُغال ٍ بئسَ جاها ً=كـسبْتَ وبئسَ منزِلة ًومـالا
فـتـبّا ً لـلـدليـلِ يـقـودُ زحفـا ً=على أهـليهِ غـيّـا ً أو حَـلالا
عَجِبْتُ على الخيانة أنْ تسمّى=وقـدْ فاحتْ عـفونتها نضالا !
وتبّا "للمهيبِ" أبى انتِصاحا ً=فـلمْ يسْـمَعْ لذي نُـصْـح ٍ مقالا (2)
ولـمْ يرفعْ عن الأعناق سيفا ً=مُـسَلطة ً.. ولا أرخى حِبالا
وتـبّا ً لـلقـويّ يـشــنّ حـربا ً=على وطن الأراملِ والثكالى
تكاملت ِ النقائصُ فيه ِ حتى=غـدا لكمال ِ نِقـصان ٍ مـثـالا
ويا ابن الغربتين ِ سلِ الرمالا=إذا غضِبَ ابنُ دجلة َ والجبالا
يظلّ ثرى العراق ثرىً وَلودا ً=وإنْ عَـقـُمَ الزمانُ أو اسـتحالا
فما خذلتْ مفاوِزُهُ " المثنى "=ولا نسِيَتْ مـآذنـُهُ " بِلالا "
لـيالـينا عـقـيمات ٌ... ولكن ْ=سَـتـَقفوها صباحاتٌ حُبالى (3)
فلا تقنط ْ هي الأرحامُ حتما=سَـتُنجِبُ للمُـلمّات ِ الرّجالا
يشنـّون الضياءَ على ظلام ٍ=ليغدوَ قـيحُ دجـلـتـِنا زُلالا
***

(1) ابو رغال : هو العربي الملعون الذي كان الدليل لأبرهة الحبشي في حملته لهدم الكعبة .
(2) : اشارة الى خطيئة صدام حسين برفضه فكرة التنحي عن السلطة لتجنيب العراق الحرب الكارثية والاحتلال .
(3) ستقفوها : ستتبعها

يحيى السماوى
17-07-2007, 08:45 AM
ليْل ٌ حِجابُك ِ.. حولَ وجْهِكِ قدْ سَجا=فعَجِبْتُ إذ ْ جُمِعَ الضيـاءُ مع الدُّجى

جَـلسا معـا ً : لـيلٌ وصُبْحٌ مُشـمـِسٌ=فكأن ّ بَدْرا ً بـالـظلام ِ تـبَــرَّجــــا..!

ومَشـَتْ.. فقلت ُ: ربابَة ٌ تمشي على=صدري .. فحُقّ لخافقي أنْ يَهـْزِجا..!

وتـَثاقَلتْ في الخطو ِ تفتعِل ُ الضَّنى=فودَدْتُ لو كانتْ ضلوعي هَـوْدَجــا

لاصَقتها خطوي ... وأجْـلسَـنا معـا ً=حظـٌّ مكانا ً في " الشبيكة" مُسْرَجا (1)

فاسْـتـنـْفَرَتْ مني بـقـايـا عـاشــق ٍ=قدْ كان يـومـا ً بالهُــيـام ِ مُضرَّجــا

واسـْتـَنْطقـتـْني فِـتـْنـَة ٌ وحْـشــِـيّـة ٌ=ألفـَيْـتُ قلبي نحْــوَهــا مُـسْـتـَدْرَجا

نشـَرَتْ سَحابَة َ عِـطـْرِها فتنفـّسَتْ=روحي عبيرا ً يسْتبيحُ ذوي الحِجا (2)

مـرّتْ لـُحَيْظات ٌ .. وكلٌّ يـَرْتجي=مِنْ صَمْتِه ِ نحوَ التحَدُّث ِ مَخـْرَجا

حَيّـيْـتـُها ... وزَعـَمـْتُ أني تائـِه ٌ=ضلَّ الطريقَ وقدْ أضاعَ المُرتجى

ردّتْ بـمِـثـْلِ تحـيّـتي ... لـكـنـّها=زادَتْ علــيهـا رِقـّـة ً وتـغـَنـُّجـــا

ضَحِكتْ وشعّ العُشبُ في أحداقِها=حتى ظننـْتُ اللـيـلَ حقلا ً مـُبْهِـجا

واسْتـَظـْرفَتْ آهـا ً يُخالِط ُجَمْرَها=مـاءٌ وهَـمـْسا ً كـادَ أنْ يتَهَـدَّجــا

سألَ الغريبُ غريبة ًـ قالتْ ـ وقدْ=لثغَتْ بـ " راءِ " فم ٍ أذابَ وأثلجا:

جئنا إلى حجّ ٍ.. وأوشـكَ جَمْـعُـنا =عَوْدا ً... فقدْ شدَّ الركابَ وأرْتجـا

أزِفَ الرّحيلُ إلى "الشآم ِ" فأهلنا=قـدْ هيّأوا زادا ً لـنا وبـنَـفـْسَـجـا

فأجَـبْتُها ـ وفـمي يـكادُ يَفِـرُّ مـنْ=وجهي ليسْـكنَ ثغرَها المـُتأرِّجـا (3)

شاميّة ٌ ؟ مَلـَكَ القلوبَ جـمالـُكم=وكم اسْـتذلّ مُكابـِرا ً ومُـدَجَّجا

ما بيننا قـُربى الفرات ِ وجـيرَة ٌ=وجذورُ أنْساب وغُرْبَة ُمَنْ شجا

للجار ِ حق ٌّ لو عَلِمْت ِ ومثلـُه ُ=حقُّ القرابة ِ فلتصوني المنهجا

فـّتـَوَهّجَ التـُفـّاحُ فـي وَجَناتِـهـا =خجّلا ًفزادَ من الجمال توهُّجا

واهْتزّ عصفوران تحتَ عباءةٍ=عبثتْ بها ريحُ الصَّبا فترَجْرَجا

وعلى مرايا الجيدِ ـ فرْطَ نعومةٍـ=نظري إلى النَحْرالمضيء تدحرجا

زَمّتْ عباءتها ... وأحسبُ أنها=زَمّتْ على عينيَّ جفنا ً أهْوَجـا

واسْتَحْكمَتْ شِقَّ القميصِ وأسْدلتْ=شالا ً بلون المقـلـتين ِ مُـزجَّجا (4)

قالت ـ وكان الفجرُ بِدْءَ طلوعِه ِ:=بغـد ٍسنرحلُ قبل ميعاد ِ الـدُُّجى

فاطـْرقْ بلادَ الشام ِحيث ُ عشيرتي=وأبي إذا كنتُ المُنى والمُرتجى

عَـرِّجْ عـلينا لـيلـة ً وصـبيحة ً=وارجعْ بقلبي ـ لا يديّ ـ مُتوَّجا

أو كنت تلهو فاعْلمَنَّ : قرُنـْفلي=يغدو إذا شِئتَ الغِواية َ عَوْسَجا

ويصيرُ لفحا ً نفحُ ورد ِ حديقتي=ونسـيمُ شطآني لـظىً مُـتأجِّجا

عَرِّجْ تجِـدْ أهلا ً وبيتَ محبّـة ٍ=قدْ فازَ مَنْ رامَ الحبيبَ فعَرّجا
***

مكة المكرمة
(1) الشبيكة : حي من أحياء مدينة مكة المكرمة .
(2) الحجا : سداد الرأي
(3) المتأرج : الذي به أريج ـ عطر ذكي .
(4) مزجج : الخالي من الزوائد ... (المعنى مأخوذ من تزجيج الحواجب بإزالة الشعر الزائد وتقويمها ).

يحيى السماوى
22-07-2007, 12:29 AM
دَعـيني مِـنْ أماسـيك ِ العِـذاب ِ=فما أبْقى التغـرّبُ من شــبابي
قلبْتُ موائدي ورمَيْتُ كأسـي=وشيّعْتُ الهوى ورتجْتُ بابي
خَـبَـرْتُ لذائذ َ الدنيا فــكانتْ=أمَرَّ عليَّ من سَـمّ ٍ وصـاب ِ (1)
وجَدْتُ حَلاوةَ الإيمان أشهى=وأبْقى من لماكِ ومن إهابي (2)
أنا جُرْحٌ يسـيرُ عـلى دروب ٍ=يتوه بها المُصيبُ عن الصواب
سُـلِبْتُ مسرّتي واسْـتفرَدَتني=بِدار ِ الغربتين ِمِدى ارتيابي
وحاصَرَتِ الكهولة َ بعدَ وَهْن ٍ=يـَدُ النكبات ِ جائعَة َ الحِـراب ِ
ومـا أبْـقـتْ ليَ الأيّــــام ُ إلآ=حُـثالـتها بإبْــريق ٍ خَــراب ِ
ترشفتُ اللظى حين اصطباحي=وأكمَلتُ اغتِباقي بالضـباب ِ
تحَرِّضُني على جرحي طيوفٌ=فأنْـبِـِشُــهـا بسـكِـيـني ونابي
ورُبَّ لذاذة ٍ أوْدَتْ بِـنـَفـس ٍ=وحِرمان ٍ يقودُ إلى الطِلاب ِ
أنا البَدَويّ .. لا يُغري نياقي=رُخامُ رُبىً وناطِحة ُالسحاب
ولا يُغوي صُداحَ فمي وقلبي=سوى عزفِ السّواني والرَّبابِ(3)
ودلـّةِ قهوة ٍ ووجاق ِ جَـمْـر ٍِ(4)=تحلـّقَ حولهُ لـيلا ً صحابي
وبيْ شوق ٌ إلى خبز ٍ وتمْـر ٍ=كما شوق الضرير إلى شهاب ِ
وللبَن ِِ الخضيض ِوماء كوز ٍ(5)=وظلّ حصيرة ٍ في حـَرِّ آب ِ
فـُطِرْنا قانعين بِفـَقـر ِ حال ٍ=قناعة َ ثغر ِ زِقّ ٍ بالحباب ِ(6)
أبٌ صلى وصام وحجّ خمسا ً=وأمٌّ لا تـقوم عـن " الكتاب ِ "
وأطـفـالٌ ثـمانية ٌ... أنابــوا=عن الدنيا فراشات ِ الرّوابي
ألا يا أمس : أين اليومَ مني=صباحات ٌ مُشعْشِعَة ُ القِباب ِ؟
وفانوسٌ خجولُ الضوء تخبو=ذبالـتـُهُ فـيُسْـرجُها عِـتابي ؟
وأين شقاوتي طفلا ً عـنيدا ً=أبى إلآ مُـراكضة َ السّراب ِ ؟
أُشاكِسُ رِفقتي زهوا ً بريئا ً=ومن "خيشٍ وجنفاصٍ" ثيابي(7)
ألوذ بحضن ِ أمي خوفَ ذئب ٍ=عوى ليلا ً ورعبا من عُقاب ِِ؟
كبرتُ وما يزال الخوفُ طفلا ً=وقد صار الفراقُ إلى ذِئاب ِ !!
يُشاكسُ خطوتي دربٌ طويل ٌ=فـعَـزَّ عـليَّ يــا أمـي إيابي
وعـزَّ على يديك ِ تمسُّ وجهي=لتمسَحَ عـنه ذلَّ الإغـتِراب ِ
وعاقبني الزمان ُ! وهل كنأي ٍ=بعيد ٍ عن بلادي من عِقاب ِ ؟؟
تقاسَمَتِ المنافي بعضَ صحبي=وبعـضٌ ألحَدَتـْهُ يـدُ الغـياب (8)
عشقت ُ ديارَ ليلى قبل َ ليلى=فمِن ْ رَحِمِ الصِّبا وُلِدَ التصابي
ولسـتُ بـِمُبْدِل ٍ كأسا ً بكوز ٍ=ولا لهوا ً بعِفـّة ِ" ذي نِقاب ِ "
ولكـن شاءتِ الأيــامُ مـني=وشاء جنونُ طيشي من لُبابي
ولولا خشيتي من سوء ِ ظن ّ ٍ=وما سيُقالُ عن فقدي صَوابي
لقلت ُ : أحِـنُّ يا بغـدادُ حتى=ولو لصدى طنين ٍ من ذبابِ
لطين ٍفي الفرات وضُنك عيش ٍ=جوارَ أبي المـُدَثر ِ بالتـراب ِ
جـوارَِ أُخـيَّـة ِ.. وأخ ..ٍ وأمّ ٍ=وأحْباب ٍ يُعَـذبُهـم عــذابـي
أظلُّ العاشق البدويّ.. أهـفـو=إلى نخل ٍ وللأرض ِ الرَّغاب ِ(9)
إذا كان العراقُ رغيفَ روحي=فإنّ ندى مـحبتكم شــرابــي !!

**
(1) الصاب :نبت شديد المرارة
(2) الإهاب : الجلد لم يدبغ بعد
(3) السواني : جمع سانية : لآلة بدائية لرفع الماء من البئر
(4) الوجاق :موقد الحطب
(5)اللبن الخضيض : اللبن الذي تستخلص زبدته بواسطة الخض في قربة .
(6) الحباب : الفقاقيع التي تعلو الماء
(7) الخيش والجنفاص : نسيج خشن من الكتان شاع استعماله في العراق قبل عقود
(8) ألحدته : دفنته في اللحد
(9)الرغاب : الارض التي تشرب تشرب الكثير من ماء المطر فلا تسيل " كناية عن البادية "

يحيى السماوى
25-07-2007, 07:59 PM
رُوَيْدَك ِ ... لا الملامُ ... ولا العِتابُ=يُعادُ بِهِ ـ إذا سُــكِب َ ـ الـشـَّــرابُ

فـليسَ بـِِمُزْهِـر ٍ صَـخـرا ً نـمــيـرٌ=ولـيسَ بـِِمُعْـشِـــبٍ رَمْـلا ً سَــرابُ

عَقَدْتُ على اليَبابِ طِماحَ صَحْـني=فـَجـادَ عـَليَّ بـالـسّــغَــبِ الـيَـبـابُ

وجَـيـّشْــتُ الأماني دون خـَطـْو ٍ=فـشـاخ َ الدَّرْبُ واكـْـتَهَـلَ الإيابُ

ولـمّـا شـَـكَّ بيْ جَـسَـدي وكادت ْ=تـُعَـيِّـرُني اللــذائِـذ ُ والـرِّغـابُ

عَـزَمْتُ على المجونِِ وَرَغَّبَتني=بهِ أنثى ... ودانِـيَـة ٌ رِطـابُ

صَرَخـْتُ بها : ألا يا نفسُ تـبّـا ً=أتالي العُمر ِ فاحـِشة ٌ وعـاب ًُ؟(1)

وكنتُ خَبَرْتُ بِدْءَ صِبا ً جنوحا ً=إلى فـَـرَح ٍ نِـهـايَـتـُه ُُ اكـتِـئـاب ُ

وجَـرَّبـْْتُ اللذاذة َ في كـؤوس ٍ=تَدُورُ بهـا الغـواني والكِعـابُ(2)

وأوْتار ٍ إذا عُزِفـَتْ تـناسّــتْ=رَزانـتـَها الأصابِعُ والـرِّقـاب ُ

فما طرَدَتْ همومَ الروح ِ راحٌ=ولا روّى ظميءَ هوىً رُضابُ

حَرَثتُ بأضلعي بستانَ طـيْش ٍ=تَماهى فيه لي ْنـَفـَرٌ صَحاب ُ

فلمْ تنبُتْ سوى أشجار ِ وهْم ٍ=دَوالـيهــا مُـخادِعَـة ٌ كِـذابُ

أفقتُ على قصور الحلم ِأقوتْ=فمملكتي النَدامَة ُ والخـَرابُ(3)

وقـرَّبَ مِنْ سلاسِلِهِ عـِقابٌ=وباعَـدَ مِـنْ جَنائِنِه ِ ثـَوابُ

فجئتكِ مسْتميحا ً عفوَ قـلب ٍ=لهُ في الحُبِّ صِدْق ٌ لا يُشابُ(4)

كفى عَتـَبا ً فإنَّ كثيرَ عُتبى=وطولَ ملامَة ٍ ظـُفـُرٌ ونابُ

صَبَرْتُ على قذى الأيام ألويْ=بها حيْنا ً... وتلويني الصِّعابُ

أُناطِحُ مُسْـتبِدَّ الدَّهْـر ِ.. حتى=تحَطـَّمَ فوق صخرَتِهِ الشبابُ

رُوَيْدَك ما لزهرائي استحمّتْ=بنهر ظنونها وأنا الصّوابُ ؟

كلانا فيهِ من حُزن ٍ سهــولٌ=وأوْدية ٌ ومن ضجَر ٍ هضابُ

فإنَّ المرءَ راع ٍ ... والأماني=ظِباءٌ ... والمقاديــرَ الذئابُ

***

* ابيات من قصيدة طويلة بعنوان " جبل الوقار "
(1) تالي العمر : أواخره ... العاب : العيب
(2)الكعاب : جمع كاعب : المرأة شمخ نهدها وانتصب
(3)أقوت : هوت ، إندرست
(4) لا يشاب : لا يقربه الشك

يحيى السماوى
30-07-2007, 04:07 PM
في يدي ورْدٌ .. وفي روحيَ جُرْحُ=فـالـنقيـضـان ِ أنا : لـيـل ٌ وصُـبْحُ
والصَّّديقان ِ أنا : شـمـس ٌ وظِـلٌّ=والـعَـدُوّان ِ أنـا : ثأر ٌ وصَـفـْح ُ
لا أنـا الصّاحي فأغـْفو عن أسى ً=أو أنــا النائمُ جـذلانَ فـأصْحـو
لمْ تـزلْ صفحة ُ عـمري زَبَدا ً:=تكتبُ الأحلامُ ... والأقـدارُ تمحو
***
حاربْتُ نفسي قبلَ حرب ِ عُداتي=فـنصَرْتُ حِــرْماني عـلى لـَذاتـي
حرّرْتُ روحي من قيود ِ رغائبي=كي لا تـكون أسـيـرة َ النـَزَوات ِ
ونسجتُ من وَبَر ِ الفضيلة خيمتي=وجعـلتُ أحداقَ الـورى مـِرْآتي
كم من حروب ٍ خضتـُها .. وأشدُّها=كانـت مُـحاربـتي نـوازعَ ذاتــي
***
ما حِـيلـتي ... والـليلُ يا قـلقي=يُغري عيونَ الصـبّ ِ بالأرَق ِ ؟
نـَعِـسَ الكلامُ فـنام في شـفـتي=فاسْـتـَنـْطـَقـَت ْهُ صبابة ً حَدَقي
فإذا أطـلَّ النجمُ يـركضُ بيْ=قـلمي لِيَـلثمَ وجْـنة َ الوَرَق ِ
لولا ظلامُ الليلِ ما ارْتقبَتْ=روحي النهارَ ومُقلـة َ الألق ِ
***
لا تيْأسَـنَّ وإنْ دجا الأُفـُق ُ=فغدا ً سـيلثمُ جفـنك ِ الألـقُ
فارْكبْ ولو أنَّ الطريقَ لظىً=واصبرْ ولو أنّ الضنى فِرَق ُ
هـيهاتَ يأتي قـبلَ موعِــدِه =غسَق ٌ وبعدَ الموعد ِ الشفقُ
صبْرا ً على البلوى فأمّـتـُنا=وُعِدَتْ بما تصبو له ُ الحَدَق ُ
***
هذا مصيرُك َ! فاقبل ِ الغرََقا=ما دُمْتَ تركبُ زورقا ً ورقا
هل كنت تـرجو من مُعَـتـَّقـة ٍ=شهدا .. وعتمة ِ حانِها ألـَقا ؟
كـلُّ الـلـذائذ ِ غـيـرُ بـاقـِيَـة ٍ=إلآ لــذاذة ُُ عِـفـَّة ٍ .. وتـُقىِ
يا ويحَ نفسي كيف أرْكبَني=نَزَق ُ الصِّبا لِغِوايَة ٍ طـُرُقا !
***
قلتُ : ما حالـُك ِ؟ قالتْ حالِكُ=هَلك الأمـسُ .. ويومي هالِـكُ
كلـُّنا يـسْـلـكُ يومـَيْه ِ .. وقـدْ=بقيَ الدَّرْبُ .. وغابَ السّـالِكُ
خـَسِــرَ السّاهي وقـد كان لـه=ألـَقُ الدنيا .. وفـاز النـّـاسـِكُ
ولقدْ يضحـك ُ باك ٍ في غــد ٍ=لم يَحِنْ بعد ُ ويبكي ضاحِكُ

يحيى السماوى
01-08-2007, 06:59 PM
لا تـُسْـرفــي باللــوم ِ والعَــتـَبِ=فأنا ـ وإنْ جزتُ الشبابَ ـ صبي

قـلـبي بـه ِ للحـب ِ ألـفُ مــدىً=رَحْـب ٍ وِغاباتٌ من الـوَصَـب ِ(*)

إنْ أغـْضَبَتـْك ِ صـبابـتي فـأنـا=أطـْفَأتُ فـي نيـرانها غـَضَبي

قـدْ أوْرَثـَتـْني عِـفـَّة ً بـهـوى ً=أمّـي .. وأوْرَثني الوفـاءَ أبـي

**
قالـتْ : رأيتكَ ذابـِلَ الـمُـقَــَل ِ=أمِنَ الدُّجى ؟ أمْ كثرة ِالشـُّعَل ِ؟

فأجَـبْـتُ : إنَّ كـليهـما هَـتـَكــا=عـَيْـنيَّ يا صــوفِـيَّة َ الـقـُبَـل ِ

بصباحِ وجْهِك وهو نهرُ سـنا ً=وبليل ِ شعرِك ِ هـائِمِ الخـُصَل ِ

بعضُ الجنون ِ ضرورة ٌ لفتىً=خَبَرَ الهوى طفلا ً.. ولمْ يَـزَل ِ

**
خِلـْتُ الجفونَ تـَفـُرُّ من حَدَقي=لِـتضُمَّ زنبقَ وجْـهِِـك ِ العَـبِـق ِ

وَثـَقَ الـربيعُ بنا .. فـأوْدَعَـنا=سِــرَّ اتـِّحـاد ِ الـوَرد ِ بالـعَـبَـق ِ

غَـسََلَ الأصيل ُوقد رآك ِ معي=منك ِ الخدودَ بِحُمْرَة ِ الشـَّـفـق ِ

وأنا غداة َ رحلتِ عـن مُـقـَلي=غـَسَلتْ عيوني وحشة ُالغـَسَق ِ

**
حاولتُ مـرّات ٍ .. ولمْ أُصِب ِ=رسْمَ الرحيق ِِ بِـثغرِك ِ العَذِب

يا أنت ِ .. ما أقساكِ في شفتي=بَوْحا ً وما أشجاك ِ في عَتَبي !

زَخَّ الفؤادُ عـليك ِ من شـَغَـف ٍ=نبْضَ الهوى فاعشوشبتْ كتبي

وضحكت ِ لي يوما ً فضاحكني=قـَمَرٌ جـَفاني مـنذ كنتُ صـَبي

**
إنْ تـسألي شـفـتي فلنْ تجـِدي=ماءَ الجواب ِ المرتجى لِصَدي

فاسْـتنطقي عـَيْنا ً يـُحاصِرُهـا=شــوق ٌ به ِ يـومي أذلَّ غـدي

واسْـتحْـلِفي قـلبي : أفـارَقـَهُ=شـَغَفٌ الى الأحباب ِ والبَلد ِ؟

مـنذ ارتمـيـتُ بغـربـة ٍ وأنا=مَـيْتٌ .. ولكنْ نابضُ الجَـسَد ِ**
*) ) الوصب : شدة الوله

يحيى السماوى
03-08-2007, 06:33 PM
أغمَضتُ عـن شجر ِ الهوى أحداقي=فاسكبْ طِلاكَ عـلى الثرى يا سـاقي
ورمَـيْـتُ عــني بُــرْدَة ً أبـْلـَيْـتـُهــا=في حَـرْب ِ أشـجاني على أشــواقي
وبِصَخْـر ِ صَبْر ٍما التحفـت ُ بغيرِهِ=وأنــا أجــوبُ مـتاهــة َ الآفـــــــاق ِ
مـا عُـدْتُ تــنـُّورا ً لـخبـز ِ صـبابةٍ=سُــفـُـنُ الـمَـسـَرَّة ِ آذنـتْ بِــفِــراق ِ
جفَّ الصُّداحُ عـلى فمي وتخثـَّرتْ=لغتي ... وفـَرَّ الحرفُ من أوراقي
وتعـبْـتُ مــن صوتي أُنادي لاهِـثـاً=وطـني ونخـلَ طـفولــتي ورفــاقي
وأحِـبَّة ً مــرّتْ عــلى بـسـتانِهـِـمْ=خـيْـلُ الغـُزاة ِ فأصْحَرَت ْ أعـماقي
وأنينَ نـاعـور ٍ وضحـكة َ جَـدْوَلٍ=ورذاذ َ فانــوس ٍ وجَـمْــرَ وِجــاقِ(1)
أشفقتُ ـ من خوفي ـ عليَّ فأحْرَقتْ=نــارُ الفـؤاد ِ سُــلافــة َ الإشــفـــاق ِ
أدْمَـنتُ خـُسـرا ً منذ فجـر ِ يفاعـتي=وهْـمُ المُـنى ضرْبٌ مـن الإخـفـاق ِ
غـرَسوا الظلامَ بمُقلتي .. فتعطـَّلتْ=شَـمْـسـي ونافـذتي عــن الإشــراق ِ
المُـطلِقـونَ حمائمي مــن أســـرِهـا=شـــدُّوا الـتـُرابَ ومـاءَهُ بِـوِثـاق ِ
فـإذا بــتحريـرِ العِــراق ِ ولــيْـمَـة ٌ=حـفلتْ بما في الأرض ِ من سُـرّاق ِ
ما العُجْبُ لـو خانَ الفؤادُ ضلوعَهُ؟=إنَّ الذي خـانَ العــراق َ عِـراقي ..!!
المُـسْـتغيـث ُ مـن الظلام ِ بِظـُلمَةٍ=أدْجـى .. ومـن مُسْـتـنقع ٍ بِذعــاق ِ(2)
فإذا النـضـالُ نِخاسـة ٌ مفـضوحـةٌ=فـاحَتْ عـفـونتـُها بـســوق ِ نِـفــاق ِ
وإذا الـطِماح ُ مـناصِـبٌ مـأجـورةٌ=يُـسْعى لها زحْـفــا ً على الأعـناق ِ
ولقـدْ رأيْتُ النخـلَ يلطِـمُ ســعْـفـَهُ=خـَجَلا ً مـن الماشيـنَ مـشيَ نِـياق ِ(3)
هل هذه ِ بغدادُ ؟ كـنتُ عـرفـتـُهـا=تأبى مُـهـادَنَـة َ الـدّخـيـل ِ الـعـاق ِ
تأبى مُسـاوَمَة ًعلى شـرفِ الثرى=وتجـودُ ـ قـبل الـمـال ِـ بالأرْماق ِ
ورثتْ عن "الحُرِّ"الحُسامَ وعزمَهُ(4)=وعن " الحسين" مـكارمَ الأخـلاق ِ
هل هــذه بغــداد ؟ تـأكـلُ ثـدْيَـهـا=فـإذا بِـهـا وعَــدوَّهــا بِـوِفــاقِ؟
لو أنّ ليْ أمْـرا ً على قلبي فقـد=عَجَّـلتُ مـن تِهْـيامِـهــا بِـطـَلاق ِ
عَقـَدَتْ على طينِ العراق ِقِرانَها=نفسي فمَهْري ـ خافقي ـ وصِداقي
أخفقتُ في عشقي فكنتُ غــريبَهُ=إنَّ الـتـَغـَرُّبَ مُـنتهى الإخْـفــاق ِ
هذا دمي يا نخلُ .. مُـصَّ رفـيفهُ=فلقـد رأيـْتـُك َ ظـامئ الأعْــذاق ِ
أسْـعِـفْ خريفي بالربيع ِ لينتشي=وردُ المُنى في روضة ِ المُشتاق ِ
واكـنـسْ ظلامَ الطائفيّة ِ بالسَّـنا=وأعِدْ لِدِجلة َ زورقَ العـشــاق ِ
فعسايَ أبتدئ الحياةَ ..فلا أرى=وطـني ذبيحا ً والدماءَ سـواقي
***
يا أنت يا قلبي أمثلك في الهوى=يشـكو مواجعَ غـُرْبَة ٍ وفِـراقِ؟
أوَلسْتَ مَنْ صامَ الشبابَ مُكابراً=عن ماء ِ أعْناب ٍ وخبز ِ عِناقِ؟
والمُـثـْمِلات ِ لــذاذة ً بِمَـبـاســمٍ=والمُـمْـطِ رات ِ عذوبـة ً بـمآقي؟
يا مَنْ أضَـعْـتَ طـفـولة ً وفـتـوَّةً=ماذا سـتَخْسَـرُ لو أضَعْتَ الباقي؟
هل في جِرارِ العُمْرِ غيرُ حُثالةٍ؟=أطبِقْ كتابَـكَ .. لاتَ وقتَ تلاقي!
***
(1) الوجاق : موقد الحطب
(2) الذعاق : المرّ
(3) إشارة الى اشخاص بعينهم ذكرهم بول بريمر في كتاب مذكراته
"عام في العراق "
(4) الحر : هو الحر الرياحي

يحيى السماوى
10-08-2007, 05:40 AM
ختمَ الذهولُ فمي وشلَّ صَوابي=لـمّـا نـزلــتُ الحيَّ بعـد غـياب ِ

لـَعِبَ الهيامُ بِمِعْزَفي فـتناغـَمَتْ=قـُبَلُ اللقاء ِ ولـَوْعَة ُ الـتـِّغـْراب ِ

فـَبِمَـنْ سأبـْتـَدئُ العِناقَ مُُـقـَبِّـلا ً=أحْـداقـَه ُ... وجـميعُهُـم أحبابي ؟

وبأيِّ دار ٍ أسْـتريحُ ... وكلـُّهـا =فاءَتْ عـليَّ بأعْـذب ِ الأطـياب ِ ؟

نامتْ بأحداقي زهورُ رياضِهـا=وتـَكحَّـلــَتْ بـِتـُرابـِهـا أهْــدابي

أهلوك ِأهلي ياديارُ وإنْ مـضتْ=بسفينتي عـنهم ضِفافُ ســَراب ِ

أهلوك أهلي يا ديارُ .. فماؤهـم=خمري ..وكفُّ ودادِهِـمْ أكوابي

لا ضاحَكتـْني ما حَيَيْتُ مَـسـَرَّة ٌ=لــو كنتُ أنـسى لـيلة ً أصْحابي

ولقد أفيءُ الى الطيوف ِ مُقـَبِّلا ً=خيرَ البيوت ِـ قداسَـةـ ً وتـراب ِ(1)

ويَمَسُّني ـ لو مـسَّ هودَجَ حُـرَّة ٍ=فـي آخـر الدنيا رَذاذ ُ مــصاب ِ

فعـسى يساري لا تـُذِلُّ مروءتي=وعـسى يميني تـَزْدَهي بـكـتابي

جالـتْ بـ "حيِّ الفيصليَّة"مقلتي=وتـَنصّـَتـَتْ لِحَـفـيفِـه ِ أعصابي(2)

إنْ كــان للمجـنون ِ في أشـواقِه ِ=سـبَبٌ ـ ولا لومٌ ـ فـليْ أسْــبابي

من ها هنا مـرَّتْ عـليَّ سـحابَـة ٌ=يومـا ً فـطـَرَّزَتِ الـورودُ يـََبابي

وهنا اصْطبحْتُ بضحكةٍ قزحـيَّةٍ=وهنا اغـتَبَقتُ بسَلسَـبيل ِ رضاب ِ

وهناكَ في حيِّ الشبيكة ِراقصَتْ=" شاميَّة ٌ" شـقـراءُ بَوْحَ ربـابي (3)

لا زالَ مِـلءَ دمي شـَذا أنفاسِـهـا=تندى بِهِ ـ رغمَ اللظى ـ أحْطابي

لا زلتُ أثمـَلُ مـن تـَذكـُّر ِ ليلة ٍ=شـتـويَّة ٍ مـَزْحـومـَة ٍ بِضـَباب ِ

زخـَّتْ وأطلقتِ الهديلَ حمامة ٌ=ورقـاءُ بـين خمائــل ِ الـلبلاب ِ

فهَمَسْتُ في مكر ٍ: خذيني أيْكة ً=لهـديلِك ِ الشـاميِّ فهـو طِلابي

فاحْمَرَّ تـُفـّاحُ الخدودِ وداعـَبَـتْ=بمياسم ِ الشفـتين طـرْفَ حِجاب ِ

وتعَثـَّرَتْ بيْ فارتبكتُ وراعَني=خـَطـْوٌ ونظـرَةُ عابـِر ٍ مُـرتاب ٍِ

يوم ٌ وأسبوعٌ ... وآذنَ ركْـبُهـا =بالسّيْر فاحتطبَ اللظى أعشابي

فاسْـتودعَتني من حرير ِ جديلة ٍ=خُصَلا ً ومنديلا ًوعطرَ روابي

واسْتحْلفتني أنْ أنوبَ بـ"عمرة"=عـنهـا إذا عَـزَّتْ دروبُ إيـاب ِ

أدَّيْـتها عنها .. وقـُمْتُ بـِمِثـْلِهـا=عني .. ونافلتين ِ عـن أتـرابي

**
يا جَمْرُ لا تشمـتْ لأنّ حدائـقي=يـَبــسَـتْ وقد أبلى الـزمانُ ثيابي

لازلت في عزِّ الهيام وفي غـدي=بسـتانُ أقـمــار ٍ.. ونهـرُ شــباب ِ

صنتُ الكثيرَ.. فهـل أذِلُّ قـليلـه ُ=عـمري .. فأبدِلُ لعْـنة ً بـثواب ِ؟

زعَـمَتْ موائـِدُ لــذة ٍ وحـشـِيّـَة ٍ=أنْ سوف تدخِلني جنانَ تصابي

لكنني ـ والصّابُ خبزُ أحِـبَّـتي ـ(4)=لستُ الذي يجفو مُضاغَ الصّابِ

شبّتْ على ماءِ الجبين ِأزاهـري=وعلى الندى لا رغـوة ِ الأنخابِ

أحسو اللهيبَ المُرَّ مُـبتردا ً بـما=في القلب من حُلم ٍ بحسـْن ِمَثاب ِ

جيلٌ وثمنُ الجيل ِ: دون أحبّـَتي=ليلي وما طرقَ الضحى أبـوابي

أصبو لـليلى في العـراق أذلـَّهـا=قيْدٌ وسـوطُ الجوع ِ والإرهـاب ِ

مسْـلولة ٌ ليلى لـِسُــلِّ تـُرابِـهــا =والماء ِ والأشجار ِ والمحراب ِ

ليلاي في حضن الغزاةِ وأهلها=ما بين لصٍّ فاسـق ٍ ومُـرابــي

ومُخنـَّث ٍ حسِـبَ الجهادَ أتاوة ً=من جائع ٍ عـار ٍ وحَـزَّ رقاب ِ

يا للحنين ! قد اكتهلتُ ولم يزلْ=طـفلا ًعـنيدَ الطبع ِلـيسَ يحابي

لولا اشــتياقي للديار وأهـلِـهــا=ما كان مذبوحَ السطور ِ كتابي

فأحِنُّ للخبز ِ الفطير ِ ورشـفة ٍ=من جدول ٍغافٍ بحضن روابي

للـمـَوْقِد ِالطينيِّ يُرْقِصُ جـمْـرَهُ=غنجُ" الدِلالِ" بقهوة ِ الترحاب ِ

وغِناءِ فلاح ٍ.. وشكوى عاشق ٍ=و"ثريد" أمي بالحِساء ِ الكابي(5)

وإلى مشاكسة الخليل لرغـبتي=من نهره الصافي بكأس ِ عتاب ِ

أمسيتُ منذ نأيتُ عـن أفـيائهـم=مـَيْْـتا ولكنْ : في حـياة ِ ثـِياب ِ **
(1) إشارة الى مكة المكرمة .
(2)من أحياء مدينة جدة حيث أقام الشاعر أكثر من ست سنوات .
(3) الشبيكة : من أحياء مدينة مكة المكرمة .
(4) الصاب : نبت شديد المرارة .
(5)الحساء الكابي : حساء من عصيد البصل والبهار يُثرد به الخبز
كطعام في البيوت الفقيرة .

يحيى السماوى
10-08-2007, 01:53 PM
ليْ ما يُبَرِّرُ وحْـشـتي هذا الصباحَ
كأنْ أغـضُّ الطـَرْفَ عن ورد ِ الحديقة ِ
وابْـتِهاج ِ بُُنـَيَّـتي الصغرى بأفـْـراخ ِ الحَمام ِ
*
ليْ ما يُبَرِّرُها ..
فأمِّـي تشتكي صَمَما ً وقدْ عَـشِـيَتْ ..
لماذا لا أكـفُّ عن اتـِّصالي الهاتفيِّ بها
وإرسالي المزيدَ من التصاوير ِ الحديثة ِ
هلْ يرى الأعمى من القنديل ِ أكثرَ من ظلام ِ ؟
*
ليْ ما يُبَرِّرُ وحشتي هذا الصباحَ
فإنَّ جارتنا "حسيبة َ" باعت ِ الثورَ الهزيلَ
وقايَضَتْ ثوبين ِ بالمحراث ِ
وابنتها ـ التي فـُُسِـخَتْ خطوبتها ـ اشـترتْ نولا ً
ولكنَّ الخِرافَ شحيحة ٌ..
كادتْ تـُزَفُّ إلى ثريٍّ جاوزَ السبعينَ
لولا أنَّ داءَ السُّكريِّ قضى عليه ِ
ولمْ يكنْ كتبَ " الكتابَ "
فلمْ تـَرِث غـيرَ العباءة ِ والسـُّوار ِ
ووَهْم ِ بيت ٍ من رُخام ِ
*
ليْ ما يبرِّرُ وحشتي هذا الصباحَ
كأنْ أُصيخُ السَـمْعَ
للماضي الذي لم يأت ِ بَعْـدُ ..
وأنْ أُعـيدَ صياغة َ النصِّ الذي أهْمَلته ُ عامين ِ..
لا أدري لماذا لا أكـُفُّ عن التلفـُّت ِ للوراء ِ
ولا أملُّ من التطلـُّع ِ في حطامي ؟
*
ليْ ما يُبَرِّرُ وحشتي حدَّ البكاء ِ
فإنَّ " نهلة َ" جاءها طفلٌ له رأسـان ِ..
"نهلة ُ" كانت القنديلَ في ليل ِ الطفولة ِ
ضاحَكـتـْني مرَّة ً .. فكبرْتُ !
أذكرُ أنني في ذات ِ عـشق ٍ
قد كتبتُ قصيدة ً عنها ..
وحينَ قرأتـُها في الصفِّ
صفـَّقَ ليْ المعلمُ
غير أنَّ بقيَّة َ الطلاب ِ أضحكـهم هيامي
*
ويقولُ " رفعتُ " في رسالته ِ الأخيرة ِ:
إنَّ " محمودَ بنَ كاظمَ " بات حُـرّا ً
(كان مُـتـَّهَـما ً وقد ثبتَتْ براءتهُ ) ولكنْ
صارَ يُطـنِبُ في الحديث ِ
عن التقدُّم ِ للوراء ِ
أو
التراجع ِ للأمام ِ
*
ويقولُ:
لا تبْلِغْ سلامي ...
أحدا ً..
إلى أنْ تكنِسَ الأنوارُ
أرصفة َ الظلام ِ
*
ليْ ما يبررُ وحشتي ..
مَـنْ لي ْ بـمِـصباح ٍ
يُضيءُ دجى السؤال ِ المُسْـتـَريب ِ..
يُـزيلُ عن جَـسَـد ِ الجواب ِ
مَـلاءَة َ الدَّم ِ خاطـها نـَصْـلُ الحُسـام ِ ؟
*
الناطِق ُ الرَّسْـمِيُّ باسم ِ القصْـر ِ
يُطـْنِبُ في الحديث ِ عن الربيع ِ ..
ونشـرَة ُ الأخبار ِ تـُنـْبِئُ عن خـَريف ٍ
قدْ يدوم ُ بحـقـل ِ دجلة َ ألف َ عام ِ ..
*
ورسائِلُ الأصحاب ِ
تسـألُ عن جوازات ٍ مُـزَوَّرَة ٍ
وعن سُـفـُن ٍ مُـهَـيّأة ٍ لِشـَحْـن ِ الهاربينَ
إلى جنائن ِ كـَهْـف ِ مُـغْـتـَرَب ٍ
وفِرْدوس ِ المنافي حيث أفياءُ الخِـيام ِ
*
مَنْ ذا أُصَـدِّق ُ ؟
ما يقولُ الناطق ُ الرسـميُّ باسم ِ القصر ِ ؟
أو
ما قالـه ُ الكوخ ُ المُـهَـدَّدُ بالضـَّرام ِ ؟
*
وأنا ورائي جُثـَّة ٌ تمشي ..
ومـَقـبرَة ٌ أمامي !
*
ليْ ما يُـبَـرِّرُ وحْـشـتي هذا الصباح َ
وما سَـيَذبَحُ في رياض ِ فـمي
أزاهيرَ ابْـتِسـامي
*
فـ " حَـمادة ُ الحَمّالُ " مات حِمارُهُ ..
وأنا أُرَجِّحُ أنْ يكون َ " حمادة ُ الحَـمّالُ "
قد قتلَ الحِمارَ
تَـدَبُّـرا ً لـ " بِـطاقـة ِ التموين ِ "
والـسُّـوق ِ التي كـَسُـدَتْ
وللحـَقـل ِ الذي ما عادَ يعرفُ خضرة َ الأعشاب ِ..
كان " حمادة ُ الحمالُ " مُخـتصّـا ً بنقل ِ الخضروات ِ
وكان أشـْهَـرَ في " السماوة ِ " من وزيـر ِ الخارجيَّـة ِ
غـيْر أنَّ حكومة َ البطل ِ المُـجاهد ِ عاقـَبَـتـْهُ
لأنه ُ :
تـَرَك َ الحمارَ يَـبـولُ تحتَ منـصَّـة ٍ
رُفِعَتْ عليها صورة ُ البطل ِ الحـبيبْ
و" حمادة الحمالُ " يجهلُ في السياسة ِ
لمْ يُشـارِكْ في انتِخـاب ِ البرلمان ِ..
وحينَ يُسـألُ لا يُجيبْ
ويُقالُ :
إنَّ كبيرَ مسـؤولي الحكومة ِ في " السماوة ِ "
كان يَـخـْطبُ في اجتماع ٍ حـاشِـد ٍ
في عيد ِ مـيلاد ِ الرئيس ِ
وكان صادَفَ أنْ يـَمُـرَّ " حمادة ُالحمالُ " ..
فارتبك الحمارُ
( وربما احتفل الحمارُ )
فكان أنْ غـطـّى النهيق ُ على الخـطيبْ
ولذا
أُرَجِّـحُ أنْ يكون " حمادة الحمالُ "
قد قـَتـَلَ الحمارَ
أو الحكومة ُ أرْغـَمَـتـْه ُ بأمْـر ِ قائِدِها اللبيبْ
فـ " حمادة الحمالُ " مُـتـَّهَـمٌ
بتأليب ِ الحمار ِ على الحكومـة ِ والنظام ِ
*
ويُقالُ :
إنَّ " حمادة َالحمالَ "
حاولَ أنْ يبيعَ حماره ُ غـيرَ المُـهَذب ِ
بَيْدَ أنَّ السـوقَ كاسِـدَة ٌ
ومات حمارُهُ من بعد ِ عام ِ
*
وأنا أُرَجِّـحُ أن يكون " حمادة ُ الحمالُ "
قد قـتـلَ الحمارَ
تَخـَلـُّصـا ً من تـُهْـمَة ٍ أُخـرى بمملكة ِ الـنـِّعام ِ
*
ليْ ما يُـبَـرِّرُ وحشتي هذا الصباحَ
وما يُـفـسِّـرُ خـشـْيَتي
من فتح ِ صندوق البريد ِ..
وغـلق ِ نافـذة ِ الكلام ِ
*
سـألوذ ُ من صَحْـو ِ الحقول ِ
برمل ِ صحراء ِ المنام ِ...
فأنا ورائي جثة ٌ تمشي
ومقبرة ٌ أمامي !!
***
(*) القصيدة لا تعدو كونها قراءة في رسائل من داخل الوطن . ..
ثمة ملاحظة ألفت اليها انتباه الأفاضل مشرفي الواحة الغراء ، وهي : إن تعليمات النشر في هذا المنتدى الثر لا تجيز نشر اكثر من مادتين للعضو اسبوعيا ـ وحسنا فعلت بغية إتاحة المجال للأعضاء الاخرين ... أما لماذا نشرت قصيدتين في يوم واحد ، فذلك لأنني سيتعذر عليّ النشر اسابيع عديدة لاعتزامي السفر ـ وللادارة رفع القصيدة ومن ثم نشرها في وقت آخرإن رغبت ، ولها الشكر من قبل ومن بعد .
• ( حمادة الحمال ) من أهالي مدينة السماوة يعمل حمالا بعربة يجرها حمار ،
تعرض للضرب المبرح في مديرية أمن البلدة لأن حماره تبول تحت أحد النصب .

يحيى السماوى
19-10-2007, 06:29 PM
طاوي الديار
مَـدَّتْ لمحزون ٍ يَـدا ً .. فاسْـتـَرْجَعا=ما كانَ أهْـرَقَ من صِباهُ .. وضَـيَّعا
يمشي بـه ِ غـَدُهُ .. ويـركضُ خـلفـَهُ=ماض ٍ تحَـسَّـرَ إذ رآك ِ فـــأَدْمَـعـا
فـَوَدَدْتُ لو مَـدَّتْ لذي عَطـَش ٍ فـَما ً=ليـَبُـلَّ منهُ الأصغرين ِ .. وأضـلـُعا(1)
قد كان عادَ إلى الديار ِ ... فـَراعَـهُ=أنْ قدْ رأى حقلَ المُـنى مُـسْـتـَنقـعـا
فأتـاك ِ يـلتمِــسُ الـملاذ َ لــروحـِه ِ=أوَلـيسَ ( للإنسان ِ إلآ ما سـعى )؟
حُلـُمٌ ولا أحلى .. فَـَمَـنْ لِـمُـشــَيِّع ٍ =في الغـُرْبتين ِ شـَبابَـه ُ لو شـُيِّعـا ؟
هل يارعاك ِاللهُ مثلي في الهـوى=صَـبٌّ توَسَّـلَ في هواهُ المَصْرَعا ؟
عَـفُّ السَريرة ِ والسرير ِ فـَقلبُـهُ=لم يَتـَّخِذ غـيرَ المـوَدَّة ِ مـَنـْزَعـا(2)
هَتَفَتْ لهُ شـَفة ُ المجون ِوأوْمأتْ=مُـقـَلٌ لكأسِ خـطيئَـة ٍ فـَتـَـرَفـَّعـا
نكثتْ به ِ " ليلاه ُ" حين تمَكـَّنتْ=من قـلبـِه ِ كيما يفيض تـَضـَرُّعـا
خبَزَتْ له السلوى رغيفا ً فارتدى=من دِفئِها ثوبـا ً وقـدْ رَجَـفا مَـعا
فـَغـَفـا يُـدَثـِّرُهُ حـريـرُ جـديـلــة ٍ=طفلا ً يُناغي مُسْـتبيه ِالمُرْضِعا
نسَجَتْ لهُ من أقحوان ِ هَـديلِـها=ثوبا ً وألـْبَسَها القصائدَ بُـرْقـعـا
وَعَدَتْ دُجاهُ بصُبحِـها وحقولـَهُ=بقِـراح ِ عـَذبِ نميرِها فتطلـَّعـا
حتى إذا بلغَ الفِطامَ مـن الأسى=وحَبا على دربِ الهيام ِ مُمَتـَّعا
واختارَها دون الحِسان ِ لـقلبـِه ِ=قلبا ً وللمُقل ِ السَـنا والمَطمَـعـا
كفرَتْ بنبْض ِ فـؤاده ِواسْتبْدَلتْ=بالـراحِ جمرا ًوالأزاهر مِبضَعا
ونديمة ٍ في الغـُربتين ِ رأتْ بـه ِ=فـَرَسا ً لمُهْرَتِها الجموح ومَرتعا
فرَشَتْ لهُ بالوردِ دَغـْلَ فِـراشِـه ِ=طمَعا ً بِـشَـهْـدِ لـذاذة ٍ فـَتـَمَـنـَّعـا
بَعَـثتْ إليهِ قلائــِدَ النعمى وقــد=كان المُقيمَ على الكفافِ فأرْجَعا
وتـلاقيا يوما ً بـواحـة ِ خـلـوَة ٍ:=حقلا ً من العُشبِ النديِّ وبلقعا
ما كان ذا فحْش ٍ ولكن لم يكـنْ=مُتَعَـبِّدا ً نبَذ الرحيقَ ولا ادَّعى
فأبى مخافة َ أنْ يكونَ مُـوَدِّعـَا ً =شرفَ المروءةِ أويكون مُوَدَّعا
ولربَّما غـَمَـزَ الهديلُ لأيـْكـتي=فأغضُّ عنهُ ربابتي والمَسْـمعا
سبعٌ وخمسون انتهين وهـا أنـا=أتوَسَّـلُ الندمَ الصَدوقَ ليَشـْفـَعا
أسَفي على زهرالشباب ِطحَنتهُ=برُحى غروري فانتهيتُ مُصَدَّعا
أتَعَكـَّزُ الأضلاعَ خوفَ شماتتي=بيْ لو سـقطتُ بخيبتي مُـتـَلفـِّعـا
أغوى الشبابُ فسائلي يا ليتني=لم أتـَّخذهُ لحقل ِأُنـس ٍ مـَوضِعا
لو تـُعْـشِبُ الأيامُ حقلَ كهولتي=لسقيتُ عشبَ الأمنيات الأدمعا
بَعُدَالطريقُ فلا المكانُ يفرُّ من =زمني ولا جمعَ الزمانُ الأرْبُعا
إلآ الصدى والذكريات وكلـُّهــا=زادتْ على وجَعِ الفراق ِتوَجُّعا
ما للهموم ِأبَتْ سـوايَ لنارِهــا=حَطـَبا وقلبي للأسى مُسْتودَعا ؟
ألأنني لا أشـتـكي إنْ مَــسَّـني =ضرٌّ ولستُ بمُسْـتحِث ٍ أدمُـعا ؟
أمْ أنه ُ حـظـُّ ابن ِ دجلة َ يومُـهُ=دهرٌمن البلوى يقضُّ المضجعا؟
ستون إلآ بضعة ً... أمـضيتها=طاوي الديارعلى الدروب مُوَزَّعا
مدّي ـ رعاكِ الله ـ من رفق ٍ يَـدا ً=للمُسـتغيث ِ.. فقد أتاك ِ مُـرَوَّعـا
***
============
(1) يبل : يروي الغليل
(2) المنزع : الغاية

يحيى السماوى
22-10-2007, 04:32 PM
جئتك ِ الآنَ أُواسـيك ِ بموتي ..
ألحِديني صدرَك ِالطفلَ
انـْسِـجي ليْ من مناديل ِ المراثي
كـَفـَنا ..
فكـِّري أن تجدي إسـما ً جديدا ً
للذي كان أنا ..
فأنا ـ الواقفَ ما بين يديك ِ الآنَ ـ
ما عـُدتُ هنا ..
جَسَدي حيٌّ
ولكنَّ رفيفَ القلب ِ
في صحراء يومي دُفِـنا ..
ربما وجهي كما كان قديما ً ..
ومكاني نفسُ ما كان قديما ً
غيرُ أنَّ الـزَّمَـنا ..
غيرُهُ الآنَ :
الصباحاتُ يتيماتُ السَّــنا ..
والمساءاتُ ؟
ثـُكالى تسْـتحِث ُّ الشـَجَـنا ..
والمشاويرُ ضنى ..
فأنا لستُ أنا ..
هَـزُلَ الجسمُ
وجُـرحي سَـمُـنا ..
فتـِّشـي تحت رُكام ِ القهر ِ عني
في الذي كان يُسَـمَّى
وطـَنـا ..
قبلَ أنْ يَـنسَـجـِنا ..
في أضابير ِ السـفارات ِ
الدهاليز ِ
سَـراديب ِ الخـَنا ..
والخِطابات ِ التي تـُكـتـََبُ في وجهين ِ :
وجه ٌ يَتـَهَـجّاهُ الدراويش ُ علينا
كلما أوشـَكت ِ الأرضُ على الرعد ِ
ووجه ٌ في رحاب ِ " المعبد ِ الأبيض ِ "
تـُرْضي " الـوَثـَنا " ..
سَـلـَّموا للغرَباء الرَّسَـنا ..!
ومشى خلفَ الخيول ِ السـادة ُ الأعيانُ جَـهْـرا ً
مُـتـَحَنـِّينَ بـ " روثِ الجاه ِ "
طـُلأّبَ كراس ٍ .. وغِنى ..
نَضُبُ الينبوع ُ ..
والحـَتـْفُ دنا ..!
للمُــرائينَ المـرايـا .. والتوابيتُ لنا !
ولهم شـَهْـدُ العناقيد ِ
وأشـواكُ البساتين ِ لنا ..!
ولهم ـ باسم ِ إله ِ الحرب ِ ـ
ما يفضُـلُ من مائدة ِ الجنـَّـة ِ
والنارُ لنا ..!
ولهم ما تكنزُ الأرضُ من النفط ِ ..
وعَـفـْط ُ العَـنـْز ِ والزفتُ لنا ..!
كلُّ عصر ٍ ولـَه ُ " ربٌّ " و " هولاكو "جديدٌ ..
فـَلِمَنْ جَـيَّشـَت ِ الخوذة َ والمدفعَ أمريكا
وأرْسَـتْ سُـفـُـنا ؟
ألكيْ يُصْـبـِحُ " حُـرّا ً " بيتـُنا ؟
و " سَـعيدا ً " غـدُنا ؟
**
يا أبا ذرِّ الغِفاريِّ الا قـُمْتَ بنا ؟
إفـْتِنا ـ
ما عاد خيط ٌ أبيضٌ بين حجاب ِ الليل ِ
والصبح ِ ..
ولا بين نمير ٍ وصديد ٍ
وجُـفـاء ٍ وجَنـَى .... ! (*)
**
بتُّ لا أعرفني الانَ ..
أشـَوكا ً ما تراهُ العين ُ في بستاننا
أمْ سَـوسَـنا ؟
فأعيديني إلى نهديك ِ طفلا ً
واغْـلقي يا طفلتي الأمَّ
شـبابيكَ المنى ..
حَـرِّكي في شـَفـَتي القيثار َ
لـَحْـنَ " الميْجَـنا "
فكـِّري أن تجدي إسْـما ً جديدا ً
للذي كان أنا ..
وأعيديني كما كنتُ قديما ً :
عاشقا ًيحلمُ يوما ً أنْ يكونْ
سـادِنَ الأزهار ِ
في روض ِ الجنونْ
مُـبْـحِرا ً بينَ ضفاف ِ الـفـُلِّ والريحان ِ
في ثغرك ِ ..
والشـَهْـد ِ المُـصلـّي
في محاريب ِ العيون ْ
***
(8) النمير : الماء الزلال . الصديد :قيح الجرح .
الجفاء : ما يلقيه السيل من الجانبين ... ومن معانيه : الباطل .
الجَنى : ما يُجنى من ثمر ، أو من عسل وذهب .
21ـ !0 2007
استراليا

يحيى السماوى
26-11-2007, 02:50 PM
أجّـَلـتُ مـيـلادي
.

أجّـَلـتُ مـيـلادي لـيـوم ِ مَـمـاتـي=عِـشـقا ً.. لأبْـدأ في هـواك ِحياتي
سأرشُّ بالورد ِ الرصيفَ لتنسجي=بخُـطاك ِ مِـنـديــلا ً من النـَغـَمات ِ
مجنونة ٌ إنْ تأخـُذي بـِـنـصــيحَـة ٍ=تـُنجيك ِمن جمري ومن صَبَواتي
عهَدَ الهوى ليْ أنْ أحِبَّك ِ فاشهَدي=أني وفــَيْـتُ الـعَـهْـدَ يا مـــولاتي
أسَـفي لأني لسْـتُ أملكُ غـيرَ ما=أعْطـى الإلهُ الطينَ من نـَبَـضات
أمشي فـتنهرُني خطايَ .. وتـتـقي=عينايَ من ظِلـِّي على الـطـُـرُقات ِ
حينا ً تـُحاصِرُني ذئـابُ هواجـسي=وَيـَـشِـلــُّني حـينا ً صَـدى نـَـزَواتي
حَيْرانُ بين غدي وأمسي حاضريوخطايَ بـيـنَ تــَــرَنـُّـح ٍ وثــَـبـات ِ
حُـقــَّـتْ عـلــيَّ الـنـازلاتُ لأنـنـي=أبْـدَلـتُ باليـاقـوت ِ فـُصَّ حَـصـاة ِ (1)
أمّــا عـن الــدنـيا ؟ فأعـلـمُ أنــنيِ=ضَـيْـفٌ ولسْـتُ بمالـِك ٍ واحـاتي
لكـنَّ عـندي مـن هـمـوم ٍ أنـهـــرا ً=أمّـا الـجـِـراحُ فإنهـا شـُــرُفـاتـي
إنْ تصدقي وعدا ًغَدوتِ وريثتي=وخليفـتي في الحزن ِ والـمأســاة
هيَ فرصَة ٌ .. فـلتـَغـْـنميها قبلمـا=أغـفـو ولم أكـتبْ كـتابَ وَصَاتي (2)
لاتخسري عرشَ الجنون ِورثتـُهُ=عـن " مُسْـتباح ٍ" لاذ بالـفـَلـَوات (3)
والتائهِ " الضِلــّيلِ " باعَ بـِنشـوَة ٍ=مُلـْكا ً .. وأنعاما ً بــنـاي ِ رُعــاة (4)
أنا جـَنتي وأنا جحيمي .. جَـرِّبي=وَجَعي لتكـتشـفي غـَـرابـَة َ ذاتي
تصبو إلى نخل" السماوة " مُـقلتي=فمتى يُـطـهَّـرُ من وُحـول ِ غـُـزاة ِ ؟
لي صبرُ باديةِ العراقِ على اللظى=ولقد صبرتُ وفات يومُ جُـنـاتــي(5)
وعَـنادُ مَخـْـبولِ الفؤادِ .. طِباعُهُ=نشرُ الشِراع ِ إذا الرياحُ عَـواتي
حَيرانُ مــا بيني وبيني .. أيُّـهُـمْ=أُوصي ليَحْملَ في الأسى راياتي ؟
بالأمسِ متُّ وأيْقـَظتْ بيْ خافقـا ً=شَـهَـقاتُ أمي في دُعـاء ِ صَــلاة ِ
الغاوياتُ ؟ مَشـيْنَ خلفَ جنازتي=وشَقـَقـْنَ ثوبَ الحرف ِفي أبياتي
وحَمَـلنَ تابوتَ الـقـصيد ِ يُزينـُـهُ=خمسـون إكـلـيـلا ً مـن الآهـــات
والعاشقون وكنتُ حُجَّـة َعِشـقِهم=نثروا رمادَ الصًّـبْر ِ فوقَ رُفاتي
إلآ التي أرْخصْـتُ دون حقولِـهـا=نهري ودون شِـراعِـها مَـرساتي
شَـمَتـَتْ بقنديلي تـَخثــَّـرَ ضَـوءُهُ=وبيابسِ الأغصانِ من شـَـجَراتي
قرأوا على روحي سلامَ أُخـَيّـَتى=وأبي وأمي فاسْــتعَـدْتُ حـيــاتي
إلآ التي أوقـَفـتُ ناعـوري عـلى=بُـسْـتانِـهــا فـَـرَّتْ فـَـرارَ مَـهــاة
يا أنت ِما يُغري رماحَكِ بامرئ ٍ=مَيْت ٍ لِـنبشِ حُـشـاهُ بالطـَعَـنـات ِ ؟
دعـوى قـتيل ٍ لايُــريـدُ بغـيـرِه=ضـَـرّا ً: وقـاك ِ الـلهُ شـَـرَّ رُمـاةِ
ورعاك من حيف الزمان وأهله=وسَـقاك ِ كوثـرَ دجـلة ٍ وفــرات ِ

***
(1) فصّ ( بضم الفاء أو فتحها أو كسرها ) : ما يُرَكـّب على الخاتم من حجر كريم وسواه .
(2)وصاتي " بفتح الواو " : ما يكتبه المرء من توصية قبل وفاته .
(3)مستباح لاذ بالفلوات : هوقيس بن الملوح .
(4) الضليل : امرؤ القيس .. وفي البيت اشارة الى قوله الشهير : اليوم خمرٌ وغدا أمرُ .
(5)جناتي ( بضم الواو ) : ما يُجنى من ثمر الشجرة .

يحيى السماوى
17-02-2008, 04:41 AM
(1)

سألوك ِ عن عمري وعن عَمـَلي ؟=حسنا ً .. أجـيـبيهـم بــلا خـَجَـل ِ :
عـمري مـن الأعــوام ِ فــاتـِِنـتي =عـدَد ُ ارتشـافي منك ِ من قـُـبـَـل ِ
وصِـناعـتي : صَـيـّـاد ُ قـافـــيـة ٍ=نـَصَـبَ الفـؤادَ بـِرَوضَة ِ الغـََزَل ِِ
شـاخ الجبينُ.. ولا يـــزالُ فــتى ً=قـلــبي .. وحَـقـل َصَـبابة ٍ مُـقـلي

**
(2)

مَـدَّتْ يَـــدا ً مـنها تـَجـِسُّ جَـبـيـني=حين ارتختْ فوق العيون ِ جفـوني
قالت ولا حُمّى!فـقـلتُ لها اصبري=الآنَ قد بَــدأ احْـتـِراق ُ غـصـونـي
أوقـَدْتـِني بـِيَـد ٍ .. فـَهـلْ مـن قـُبلـة ٍ=بلذيذ ِ خمر ِ رحـيـقِـها تـُطـفـيـني؟
كفرَتْ بماء التين ِ مائدتي ..فهل=من عذب ثغرك َ رشفة ً تسقيني ؟


**
(3)

غاضِبٌ مني ؟ وهل يغضبُ وَرْد ُ ؟=صُدَّ إنْ شِـئـتَ .. فبعضُ الصَدّ ِ ودُّ
أنـا أغـضَـبْـتـُـك َ عَـمْـدا ً كيْ أرى=كـيف يغـدو أحمـرَ الأزهـار ِ خـَـدُّ
وأنـا أبْـكــيْـتُ عــيـنـيــكَ لــكـي=أمْـسَـحَ الخـدّين حين الدمعُ يَعـدو
لـيـسَ بَـحـرا ً حـيـن لا يَـقـْـرَبُــه ُ=غـَضـَبُ الموج ِ ولا جَـزْرٌ ومَــد ُّ***

يحيى السماوى
19-02-2008, 03:45 PM
أضيـئـيـني


ظميئـُكِ .. فاطفِـئـي شـَـرََري=بكـوثــَـَرِ نـَبْـعِـكِ الـخـَصِـر ِ(1)
.
بـِنـَفـْحٍ من رحيـقِ الـروحِ=لا مــن كــأسِ مُـعـْـتـَصَــرِ (2)
.
أضـيـئـي لـيـلَ مُـغـْـتـَـرِبٍ=عَـقـيـمَ الـنـَجْـمِ والـــقــَمَـرِ
.
وَلُــودَ الـهَـمِّ والأحـــزانِ=أضـحى بـائــسَ الـــوَطـَـرِ
.
أضـيـئـيـني بدِفْءٍ مـنـك ِ=أو بـِلـَهــيـبِ مُـجْـتــَمـِــرِ(3)
.
ونـُـصْـحٍ أسْــتعـيـنُ بــهِ=عـلى مُـسْــتـَذئِـبٍ أشـِـرِِ
.
عسى بُسـْـتانيَ المـذبوحُ=يغدو ضاحِـكَ الـشـَـجَـرِ
.
أضـيـئـيني لـعَـلَّ الـلـيـلَ=يُـفـْـضي بيْ إلى سَــحَـرِ
.
ويَكْسـرُ صمتهُ الوحشيَّ=فـي تــرنـيــمَـة ٍ وَتـَـري
.
ظمـيـئـاتٌ إلى قـَدَمَـيْـكِ=يا أختَ الهَـوى غـُدُري (4)
.
فـيا نهـرًا من الصلواتِ=يا حَـقـلاً مـن الـخـَفـَـرِ
.
رأتـْـك ِبصيرتي حُلـُمًا=يُكـَحِّـلُ بالندى بَصَري
.
ونـــافِــذة ً تـُطِـلُّ عـلى =غـد ٍفي لـيل مُحْـتـَضـَرِ
.
وقــنـديـلا ً أنـش ُّ بـــهِ=دُجى مُسْتـَوْحَش ٍ خـَطِرِ
.
فـما ربحي مـن الـدنـيـا=وقلبي منك ِ في خـُـسُـرِ؟
.
فصُـبّي في دمي نـَسَـغـًا =لِـتورقَ وردة ُ الـسَّــمَـرِ
.
وماءَ الضـوء ِفي مُـقلي=ليغدو َ مُـعْشِـبًا حَجَـري
.
ومُـرِّي فـي مَـفـازاتـي=سَـحاباً نازفَ المَـطـَـرِ
.
أعينيني عليَّ .. عليك =إنَّ الـقـلـبَ في ذعُــــرِ
.
أغـيثـيني فقد هُـزِمَـتْ=خـيولي دون مُشـْتـَجَـرِ
.
ويا نهرًا من الصَبَواتِ=لا تـشْــمـتْ بـِمُـنـْـدَحِـرِ
.
فإنَّ سواحِلَ " الخمسين"=مُـشـْـرِفـَة ٌ عـلى جَـزَرِ(5)
.
خـَلِـيُّ القـلب ِ إلآ مـنـكَ=في طاحـونـة ِ الـسَّـهـَـرِ
.
على عَثـَرٍ مَشيْتُ العمرَ=دربــًا غـيـرَ ذي عَـثـَر

أضيعُ فـَيُـسْـتـَدَلُّ عَـليَّ=بين الناسِ من ضَجَري
.
فكوني لـلغـريب ِ الدارَ=كوني غـايــة َ الـسَّـفـَرِ
***
يُـماطِـلُ وجهُها عـَيـنيَّ=في صَحْــوٍ وفي خـَدَرِ(6)
.
ولولا عطر وردِ الصوتِ=مـا لـوَّنـْتُ مــن صُـوَر

فلا أذني التي عَـشِقـتْ(7)=حَـدائـقـَها ولا نـَظـَري
.
ولكن ْ شـاءت ِ الأقدارُ=مـن قـلبي عـلى كِـبَـرِ!
.
مقاديـرٌ .. وهل لِـلمَـرءِ=مَـنجًى من يَـد ِ القـَدَرِ ؟

(1) الخصر :البارد
(2) المعتصر : كناية عن الخمرة
(3) المجتمر : مكان الجمر ـ الموقد
(4) الغدر : جمع غدير
(5) الجزر : بفتح الزاي : الأرض التي تنكشف عنها المياه فتصحر
(6) يماطل : يسوّف بالوعد
(7) إشارة إلى قول بشار بن برد : "والأذن تعشق قبل العين أحيانا"

يحيى السماوى
27-02-2008, 11:05 AM
( الى نادلة مقهى " ........." )

وَلـَدي أنـت َ ـ وإنْ كـنـت َ أبـا
وأنا لازلـتُ في وهـج ِ الصِّـبا
حَدَّثـتـْني عـنكَ عيناك َ .. وقـد
تـفـضـَحُ العـَينُ فـؤادا ً وُصِـبا (*)
سِـرُّكَ المفضوحُ أغوى زينتي
ومَـرايــايَ وقِــنـديــلا ً خـَـبـا
وفـَمـًاً لـمّـا تـَــزَلْ روضـَتـُه ُ
باكِـرَ الورد ِضَحوكا ً خـَضِـبا
هـذه ِ قـَهْـوَتـُك ُ المُـرَّة ُ .. لـم
تـَرْتشِـفـْها .. وأعَـدْت َالطـلـَبـا
كوبُـكَ الخامسُ والصبحُ على
بـِدئِه ِ يسـألُ شـمـسـا ً شـُهُــبا !
أيـُّهــا الضـائـعُ بـيْ عَـذبَـنـي
أنـني كـنـتُ لِـتِـيْــه ٍ سـَـــبَـبـا
مـا الــذي يُـغـريكَ في نادِلـة ٍ
تـرتـَدي ثوبَ سـرور ٍ كـَذِبـا ؟
دثـَّـرَتـْني منـكَ عـينان ِ هُـمـا
عَـطـَش ٌ يرمقُ نـَبْـعـا ً طـَيِّـبـا
تــََتـَملــّى مـشــْيَـتي فـي حَـذر ٍ
كاشِـفـا ً عن مُـسْـتهام ٍ نـَصَـبا
جِزتَ "خمسيناً"ولا زلتَ فتى ً
أخضـَرَ القلب ِ تـَرودُ الـشـَّغـَبا
كمْ تساءلتُ عن"الكهْـلِ" الذي
كــلـمـا يـَبْـعُــدُ عـني قـَـــرُبــا !
خـَتـَمَ الصيفَ بـ" مقهايَ" فما
غــادَرَ الــمَـقـعَـــدَ إلآ تـَعِــبــا
دعْكَ من زَيْفِ وَقار ٍهل دجىً
فـاحِمُ الظـلـمة ِ يُخـفي لـَـهَــبـا ؟
كـُنْ لأحطابي لهيبا ً.. أو: فكنْ
لِـلـَهـيبي يا "غريبُ"الـحَطـَبـا
كلُّ ما فيكَ مـَرايا .. فـَضـَحَـتْ
قـلـبَـكَ الطِـفل َ ومـا قـد رَغِـبـا
حَجَـبَـتْ عـنك َ عـيوني مُـقـَلا
وثـغـورا ً تـَسْـتـَفِـز ُّ الـطـَرَبـا
وعـصـافيرَ صـدور ٍ نـَفـَرَتْ
من روابيها فـَشـَقـَّـتْ حُـجُـبـا
أزِفَ الـبوحُ إذن : بيْ مـثـلما
بـِكَ .. لكني خـشـيْتُ الـرِّيَـبـا
لـكَ عـندي بُـرْدَة ٌ مـن فـَرَح ٍ
وندى ً يُـعْـشِـبُ حَقلا ً جَـدِبـا
قـُصَّ ليْ عنكَ هموما ًومُنى ً
وتـباريــحَ وأهـــلا ً ورُبــى
**
أنا يـا سـائـلـتي كـأسُ هـوى ً
باتَ يَسْـتَجـدي الأماني حَبـَبا
وشِـراعٌ كـَبَـت ِ الــريـحُ بـِه ِ
فارتضى عن وطـَن ٍ مُغترَبا
وأنا الصُبْحُ وقـد حاصَـرَني
ليليَ المُـمْـتـَدُّ قـَهْــرا ًحِـقـَبـا
منذ عـشــرينَ ربـيعا ً وأنـا
أزرعُ القـَمْحَ فأجني قـَصَـبا
ولقد شاخ َ جبـيـني .. إنـَّـمـا
لم يَزلْ ريشُ فؤادي زُغـُبـا
كلُّ ما أعرفُ عـني : أنني
بتُّ في الخمسينَ ناعورَ صِبا
قِصَّـتي تـبـدأ من آخِـرِها..
أكمِلي قِصَّة َ نـَهْـر ٍنـَضـُبا
مَنْ أنا ؟ قالت وقد طوَّقني
ساعِدٌ بضٌّ وأرْخَتْ هُـدُبا:
دَعْـكَ من قهوتِكَ المُـرَّة ِ قد
نـَضِجَ العنقودُ فاقطفْ عِـنَبا
فمشى بيْ من رحيق ٍ خـَدَرٌ
خلتُ طينَ العمرأضحى ذهَبا
ساعة ٌ مَـرَّتْ وأخرى .. وأنا
ألثمُ الوردَ وأحْـسـو الشـُهُـبا
****
(*) وُصِبَ: أصيب بالوصب ـ المرض من صبابة أو عشق

يحيى السماوى
05-04-2008, 03:36 PM
يطولُ بنا العِـتابُ ولا وصولُ=إلى ضِفة ِ التصافي يا جمـيـل ُ
كلانا يَـدَّعي في الرأي ِنـُجْـعا ً=فــيأخـذهُ الـغـرورُ بـما يـقـولُ
تخالفـت ِ الطباعُ فأنتَ صخـرٌ=يشجُّ منى ً وطبعي سـلسـبيـلُ
تـَراني في الهوى حطبا.. ونارا =أراكَ .. فكيف تجتمعُ الفصول ُ؟
وتـزعَـمُ أنـني بَـطِــرٌ طـَموعٌ=وأزعـمُ أنـك َ الغـَلِـقُ البخـيــل ُ(*)
يُـباعِـدُ بـيـنـنا كــأسٌ ويُـدنـي=فـؤادينا الفراتُ الـمـسـتحـيــلُ
ولـيْ مـني عليَّ رقـيـبُ دربٍ=ومنكَ عـليـكَ واش ٍ أو عـذولُ
وطبعُكَ جدولٌ في حضنِ سَهْـل ٍ=وطبعي من على جَـبَل ٍ سـيولُ
وأقصى مطمحي كـوخٌ بحقـل ٍ=وأدنى ما طمحتَ هي الحقولُ
فكيف أنادِمُ السـلوى ودهـري=يُعانِـدُني .. وحظي والخـليل ُ ؟
تـنكـَّرَتِ المـرايا من جَـبيني=وخاصَمَني شروقي والأصيلُ
ذلـيلـُكَ يا فراتُ ..أغِثْ ذليلا ً=وأشـْمِسني بسعـفـك يا نخيلُ



(*) الغلق : المنغلق على نفسه من بخل أو ضجر .

يحيى السماوى
23-04-2008, 02:27 PM
أسَـكـنـتَ عــمـري أيُّهـا الـتـَّعَـبُ =فاللـيـلُ سـُهْــدٌ والـضحى كـُـرَبُ؟
تـمـشي معي ظلا ً وتـُشـْـرِكـُني =حـقـلي فـيُـدمي غـَرْسَـهُ الجَـدَبُ
مـا لـلــدروبِ عـليَّ مُـغــْـلـَـقـَـة ٌ =إلآ الــتـي أفـيـاؤهـا الــلـهَـــبُ ؟
شـفـة ُ الهوى عطشـى ومقـلتها=رمـداءُ لم تـضحـك لـهـا شـُهُـبُ
عَـقـُمَ الــزمانُ فـليـس من فـَـرَح ٍ=يـأتي .. ولا الأحـزانُ تحْـتـَجـِبُ
شـاخَ الهوى طفلا ً وقد هَـرِمَـتْ=أحـلامُـهُ ... وأحِـبـَّـتي ذهَــبــوا
لا العـشقُ يـنأى عـن فـؤاد فـتى ً=مثلي .. ولا المعـشـوقُ يـقـتـربُ
تـغـفـو جـراحـاتي فـيـوقـِـظـُهــا =وجدٌ له في الـقـلب ِ مُـصْطـَخـَبُ
مـا إنْ يـزور الـلـيـلُ نــافــذتــي=إلآ ويـَـلـطــمُ جـــفــنـَهُ الـهُــدُبُ
هـَـرَبَ الصـبـاحُ فـمـا تـَرِفُّ بـه ِ=شـمـسٌ وليلُ الصَبِّ مُـنـصَـلـِبُ
مُــتـَســانِـدان ِ عـلـيَّ مـن زمَــن ٍ(1)=قـلـبي وهــذا الـمُـفـْصِـحُ الـذرِبُ
لهــمــا عـليَّ يـَـدٌ مُـشـــاكِـسَـــة ٌ=وعلى النعـيم ِالسَّـحْـت ِ مُـنقـَلـَبُ
**
يا نخلُ : كيفَ الـحـالُ في وطني ؟=كيف الضِـفافُ ونهرُها الـعَـذِبُ ؟
كيف( السماوةُ )؟ كيف( قِشلتها )(2)=وهـل الضحى ما زال يـنـتحـبُ ؟
وهل ( الجديدة ُ) ما تـزالُ على (3)=عهدي بها ؟ أم راعهـا الرُّعُـبُ ؟
والعاشــقـونَ ؟ أمـا يـزالُ بـهـم=خلفَ الحِسان ِالدربُ يصطخبُ ؟
بين الـقـلـوب ِ مَـوَدَّة ٌ .. وعـلى =أحـداقِـهـم يَـتـَراقَـصُ الـشـَّغـَبُ
يَـتـبـادلـونَ بطـَرف ِ أعْـيـنِـهم=غَـمْـزا ً .. وتلك رسائلٌ عَجَـبُ
يا نخلُ والناعورُ ؟ هل طفحتْ =أكــوابُــهُ ؟ أم أهــلـُهُ هـَــربــوا ؟
ضاق العراق على بَـنـيـه ِ فـلا =عَجَـبٌ إذا حَـمََـلـوهُ واغـتـَرَبـوا
والفـاتِـنات ُ ؟ أما يــزالُ عــلى=شط ِّ الفرات ِ لهـنَّ مُصطـَحَبُ ؟
يَضـفـرنَ سَـعـفَ النخل ِ آنـِيَـة ً=يزهـو بها الـرمّـانُ والـعِـنـَـبُ
يا نخلُ : أيـنَ الحَـدُّ في وطـني ؟=فـلـقـد تسـاوى الجـِدُّ والـلـعِـبُ !
إنّ الـســيـوف الــيـومَ كـاذِبــة ٌ=أخـبـارُهـا يا نخـلُ .. والكـُتـُبُ
يـا نخـلُ : ما أبـقـاكَ في وطـن ٍ=كـادتْ تـفـرُّ سـهـولـُهُ الـنـُّجُـبُ ؟
جُرحي عـلى سَـعة ِالعراق ِ فـما=أقـســاهُ حـيـنَ تـَعَــذرَ الـطــَبَــبُ
**

(1) الذرب : اللسان المفوّه ، اللسِن الحادّ ..
(2) القشلة : من مناطق مدينة السماوة ـ وتسمى أيضا " الصوب الصغير "
(3) الجديدة : من أحياء مدينة السماوة ،حيث كان بيت الشاعر .

يحيى السماوى
07-07-2008, 01:52 PM
( كانت ليلة مرعبة العواصف والمطر ، حملت مسافرين كثيرين على عدم مواصلة الرحلة من مدينة بالي الإندونيسية إلى أستراليا ... لكنه لم يأبه ، فواصل رحلته ـ لا شجاعة منه ... ولكن ...)

هَـتـَفـَتْ لـكَ الــشــطـــآنُ والأفـُـق ُ=فارْكـَبْ .. علامَ الخـوفُ والـقـَلـَقُ ؟
أتـَـخـافُ أمــواجــا ً وعــاصِــفــة ً=يـا مَـنْ بـحُـزنِـكَ يَـغـرَقُ الـغـَـرَقُ ؟
إركــبْ . . فـلـيـس بـِرادِع ٍ قـَدَرا ً=حِـرْصٌ . . ولـيـس بـنـافِــع ٍ حَـذق ُ(1)
هَـبْـكَ انـتهــيـتَ صــريــعَ لـُجَّـتِــه ِ=أو جَـفَّ بـيـن عــروقِـك َ الـعَــلـَـقُ (2)
مــا خـُسْــرُهُ من بـعـد عــاصِـفــة ٍ =نـَـثــَرَتْ طـفيءَ رمـــادِهِ الـوَجَــق ُ ؟ (3)
ألأهــلُ ؟ بـاتــوا بــيـن مُـلـتـَحِــف ٍ=رمــلا ً .. ومــاش ٍ دربُـه ُ طـَـبـِـق ُ(4)
ألـدارُ ؟ بـاتـت رهْــنَ مُـغـتـَصِـب ٍ=نــا طــورُهـا : لــصٌّ ومُـرتـَـزِقُ
أمّـا الـتي تـهــوى فــقـد كــفــَرَتْ=بـهــواك .. وارتـابَـتْ بــمـا تـَثِـق ُ
لـك َ مـن وجـاق ِ سَـمـائـهـا شـرَرٌ=ولــغــيــرك َ الأقــمـــارُ والــوَدَقُ (5)
شـُــدَّ الـشِـراعَ ... فـرُبَّ داجـيَـة ٍ=دكـْــنــاءَ يـغــفـو خـلـفـَهــا الألـَـقُ
فـارتِـقْ بـِخـَيـط ِ الصَّـبـر ِ أمـنـيـة ً=تـصـبـو إلـى أفـيــائـِهـــا الـحَــدَق ُ
يـا حـامـلا ً فـي جُـرحِـه ِ وطــنــا ً=أضـنـاهُ سَــوط ُالـقـهـر ِ والحَـمـَق ُ
إنْ كــان غـادَرَ مُـقـلــة ً شـَـــفــَقٌ=فغـدا ً سَــيَـلـثـمُ جَـفـنـَهـا الـغَـسَـق ُ
في لـيـل ِ عُـمـركَ لـم يـزلْ قـَمَـرٌ=طفـلُ الضـِّيـاء ِ ولـلضحى رَمَـقُ
أتـَعِــبْـتَ يـا مَـنْ يُـسْــرُهُ تـَـعَــبٌ =مُـضـن ٍ وعـطرُ جَبـينِـه ِالعـَـرَقُ ؟
أهْـرَقـتَ نصفَ الـعمر ِ مُغـتـَرِبا ً=تطـوي صَحائفَ يومِـكَ الـطـُرُقُ
جـَمْـرُ العَـنـاء ِ الـمُـرِّ مُـصْـطـَبَحٌ=وحُــثـالـة ُ الأحــلام ِ مُـغـْـتـَـبَــق ُ
فاركــْب ـ ولو أنَّ الـطريقَ لـظى ً=واصْـبـرْ ـ ولـو أنَّ الضَـنى فِـرَقُ
واصْرَخْ بوجه الدهـر: ذا قـَدَري=أيُــصــارعُ الأقـــدارَ مُـرتــَبـِـقُ ؟ (6)
حَـتـْمٌ عـليكَ العـيـشُ وهـو ردى ً=في الغربتين : الخـَلـْقُ والـخـُلـُق ُ
طـَمَعَـتْ بك الأحزانُ فـأتـَسَـرَتْ =مـنـكَ الـفـؤادَ فـلـسْــتَ تـَنـْـعَـتِـق ُ
قـَسَـت ِ الـديارُ عـلى فـتى ً دَنـِف ٍ=مُــتـَغـَرِّب ٍ .. وتـَرَفـّـَقَ الــوَرَق ُ
إركبْ فما أقـسى الوقـوفَ على =جُـرْف ٍ وأنتَ المُـبْـحِـرُ الطـَّـلِـقُ
مـاذا سَــتـَخـسَــرُ وهـيَ مَـيِّـتـَة ٌ=دُنـيـاك َ مـنذ ُ تـَغـَـرَّبَ الـعُـشـُق ؟
أوحَـشـْتَ قـلـبَـكَ فهو مُـعْــتَكِـف ٌ=خلفَ السـطور يُريـشـُهُ الـرَّهَـقُ
تـَسْـتـَحْطِبُ الأحداقَ فهْـيَ عـلى =جَـمْـر ٍ يُـشِــلُّ جـفـونـَهـا الأرَقُ
أدْمَـنـْتَ هـذاالـنزف َ من صِـغـَر ٍ=واسْـتـَفـْرَدَتـكَ بلـَسْـعِـهـا الحُـرَقُ
دعْ للـشـراع ِالأمرَ لـو غـضِـبَتْ=سُــودُ الـريـاح ِ وعَـرْبَـدَ الـفـَرَقُ (7)
أمْ كــان زعـمـا ً كــاذبـا ً حـُلـُـمٌ =في أنْ تـمـوتَ وأنـتَ مُـنـطـَلِـق ُ ؟
هـيـهـاتَ يـأتي قــبْــلَ مـوعِـــدِه ِ=غـَسَــق ٌ وبـعـدَ الموعـد ِالشــَفـَقُ
مـا لـَـذة ُ الــدنـيـا وقــد ثـَكــُلـَـتْ=في صِدقِهـا واسْــتـُعْـذِبَ المَـلـَقُ ؟ (8)
واغتالَ روضَ العشق ِ من زمن ٍ=نـَــزَقٌ فـَـشَـــيَّـعَ وردَهُ الـعَــبَــق ُ ؟
فـاركـبْ .. ولا تـأبَـهْ لـفـاجـِعــة ٍ=فـلقـد تـَسـاوى الـشـوكُ والحَـبَـقُ (9)
حَـتـْمُ الزهـور ِ ـ وإنْ تـَعَـهَّـدَهــا=عَـذبُ النميرِ : الـيَـبْـسُ والخـَلـَق ُ(10)

***
(1) الحذق : الفطنة ... الذكاء ..
(2) العلق : الدم
(3) الوجق : الموقد ... الوجاق ..
(4) الطـَبـِق : الشديد الضيق ..عكس المنبسط
(5) الودق : المطر
(6) المرتبق : المقيّد .. الأسير ..
(7) الفرَق : الخوف
(8) الملق : الرياء
(9) الحبق : نبت زهري ذكي الرائحة ، ومن أسمائه الريحان
(10) الخـَلـَق : البلى .. التلف

يحيى السماوى
07-09-2008, 04:51 PM
في وطنِ النخيلْ
الناسُ صنفانِ .. فأمّا قاتلٌ مُسْتَأْجَرٌ
أو
نازفٌ قتيلْ

في وطنِ النخيلْ
يحقُّ للقائدِ – باسم الأمنِ والسيادة ْ
أَنْ يمنعَ العبادَة ْ
إلاّ إذا تَعَهَّدَ "الإمامُ" أن يَخْتَتِمَ الصلاةَ
بالحديثِ عن مكارمِ "القيادة ْ"

في وطنِ النخيلْ
يحقُّ للمحتلِ أنْ يُصادرَ الإرادة ْ
ما دامَ أنَّ التابعَ الذليلْ
ينوبُ عن كل الملايين التي
تبحث عن خَلاصِها
من عَسَفِ الدخيلْ

في وطنِ النخيلْ
يحقُّ للخنزيرِ أنْ يحصدَ بالرصاصِ
عشبَ اللهِ في المحرابْ
يحقُّ للمدفع أنْ يطرقَ كلَّ بابْ
ما دام أَنَّ العصرَ عصرُ غابْ
ما دام أنَّ "صاحبَ السعادَهْ"
الناطقَ الرسميَّ باسم "مسلخ التحريرِ"
والقائمَ بالأعمالِ في "طاحونةِ الإبادة ْ"
يريد للقانتِ أنْ يستبدلَ:
الخنوعَ بالإباءِ
والدولارَ بالشهادة ْ !


يحيى السماوى
24-09-2008, 03:42 AM
( إلى روح الصديق الشهيد المناضل كامل شـياع ) *
ما مات " كاملُ " ..
" كاملُ " انـتـَدَبَـتـْه ُ دجلة ُ للخلود ِ
مُـمَـثــِّـلا ً نـخـلَ العـراق ِ
ونـاطِـقـا ً باسم ِ الـطـفـولـة ِ
باسم ِ حُـلـم ِالـكـادحـيـنْ
*
والنـاهِضـيـن َ إلى الصّـباح ِ
وناسِـجـي ثوب ِ المـحَـبَّـة ِ
من حـرير ِ الياسـمـيـنْ
*
في مهـرجان ِ الأمر ِ بالأنوار ِ
في فـردوس ِ ربِّ الـعـالـمـيـنْ
*
ما مات َ " كاملُ " ..
" كاملُ " اختـَصَـرَ الـطريق َ
إلى السـماءْ
*
من كـُوَّة ٍ في رأسـه ِ الضوئيِّ
والجَـسَـد ِ المُخـَضـَّـب ِ بالـدمـاءْ
*
ما ماتَ " كاملُ "
إنَّ " كاملَ " لا يموتْ !
*
مادارََ دولابٌ وغـَنـّى مِـنـْجَـلٌ
وتوضـَّـأتْ بالشـمـس ِ أبوابُ البيوتْ
*
قـدْ كان يـدري :
أنّ " هولاكو الجديدَ "
أتى
لـيَـحْـرث َ حـقـلَ دجلة َ بالـقـنابـلْ
*
ويَـدُكَّ أعـشـاشَ الحَـمـام ِ ..
وأنْ يُطـيلَ الـلـيـلَ
في وطـن ِ الـثـكالى والأرامِـلْ
*
طـَمَـعـا ً بـتِـبْـر ِ الرافدين ِ
ونقـمَـة ً من " سَـبْـي ِ بابـلْ "
*
لـكـنَّ " كامـلَ " كان كامـلْ
*
فأبى الـوقـوفَ على رصيف الإنـتـظـار ِ
أبى الـتـَخـاذلْ
*
فاخـتـارَ " كامـلُ " أنْ يُـقـاتِـلْ :
*
بالـنـور ِ لا بالسّـيْـف ِ ..
بالمـنـديل ِ والـريحان ِِ ..
بالـحَرفِ المـناضِـلْ ..
*
وبـعُـشـب ِ فـلاح ٍ ..
وريش ِ حَـمـامة ٍ..
وبصَـبـر ِ عامـلْ
*
ذودا ً عن الـوطن المخـضَّـب ِ بالدموع ِ
وعن أراجيح ِ الطـفـولة ِ
والـحـدائق ِ والسـنابـلْ
*
ولأنَّ " كاملَ " كان كاملْ :
*
فـَزِعَـتْ جـموعُ " الـنـاقِـصـيـنَ "
وأسْـرَجَـتْ خـيـلَ الضـَغـيـنـة ِ
عُـصـبـَة ُ الـلـيل ِ المُـخـاتِـل ْ
*
لكنّ " كاملَ "
سـوف يـطـلع ُ من ضـلوع ِ الأرض ِ زيتونا ً
ونورا ً من شـبـابـيـك ِ الـمـعـامِـلْ
*
ومن المـحـابـِر ِ والـدفاتـر ِ
والحـدائق ِ والجـداولْ :
*
شـجـرا ً جـديدا ً
تـَسْـتـَظِـلُّ بـه ِ الـطـفـولـة ُ
والـبـلابِـلْ
*
سـيعـودُ " كاملُ " مرة ً أخرى ..
يـعـودُ ..
تـقـودُ مـوكـبَـه ُ الحمامة ُ
والـقـُرُنـفـلُ
والـنـخـيـلْ ..
*
سيـعـودُ " كاملُ "
كالطيور العائدات مع الأصيلْ ..
*
سـيـعودُ حَتـْمـا ً
فالمحبة ُ سـوف تـفـتحُ
قـفـل باب ِ المسـتحيلْ !!
*
نـَمْ يا صـديقي هـانِـئـا ً
واصْـبـِحْ على جَـنـّات ِ ربِّـك َ
أيها الموعـودُ بالـفـردوس ِ منذ ُ اخترتَ
دربَ الـذائـديـنَ عن المَـحَبَّـة ِ
شـاهِـرا ً قـنديـلـَكَ الصـوفـيَّ
في وجـه ِ الـظـلام ِ
ووجـه ِ أعـداء البـنـفـسَـج ِ والنخيلْ
*
نـَمْ يا صـديـقـي ..
آنَ ليْ أنْ أطـفـئ المصـباحَ
أدري أنَّ جـفـنـَكَ مُـتـْعَـبٌ ..
أزفَ الـوداعُ
إلى الـلـقـاء ِ غـدا ً على شـُرُفـات ِ
مَـطـمَـحِـك َ الجميلْ
***
20/9/2008
( كامل شياع مثقف كبير ومفكر وعضو هيئة تحرير مجلة " الثقافة الجديدة " عاد إلى العراق بعد غربة دامت نحو ربع قرن .. عمل من أجل إرساء مشروع ثقافي تنويري عماده ثقافة المحبة والتسامح بعيدا عن الطائفية والتعصب القومي والمذهبي والأيديولوجي ، وهو المشروع الذي عمل عليه خلال وبعد استكمال تحصيله العالي في دراسة الفلسفة ... غير أن الظلاميين وأعداء المحبة إستهدفوه بمسدساتهم كاتمة الصوت فسقط مضرّجا بحب العراق )
أعتذر لوضعي نجيمات بين المقاطع ، وذلك لأنني فشلت في وضع فراغات بين المقاطع ، فبدت لي القصيدة قبل وضع النجيمات متشابكة السطور مثل قطيع ماعز يهبط من سفح جبل عبر مسرب ضيّق ..

يحيى السماوى
12-01-2009, 05:27 PM
( إلى غزة وهي تتعـرض إلى هولوكوست على مرأى الجيوش العربية وقادة مايسمى بالعالم الحر وحراس وثيقة الإعلان العالمي لحقوق الانسان )

مَـنْ تـُسْـمِـعـيـنَ ؟ جـمـيـعُـهُـمْ أمـواتُ !!
أيُـصـيـخُ سَــمْـعـا ً لـلـجـهـاد ِ رُفـات ُ ؟

مَـنْ تـُسْـمِـعـيـنَ ؟ وهل تـُعـيـدُ لـِجـيـفـة ٍ
نـبـضـا ً وكِــبْـرَ كــرامـة ٍ أصـــوات ُ ؟

أمْ أنـت ِ صَـدَّقـْت ِ الخـطـابات ِ الـتي
فـَقـَدَتْ مـعـانـيـهـا بـهــا الكـلــمــات ُ ؟

عَـرَبٌ إذا نـَطـَقـوا ..وإنْ فـَعَـلـوا فما
لهمو سوى خبث ِ الـلئام ِ سِـمــات ُ !!

ولبعضِـهـم طبعُ الخِـراف ِ: إذا رأتْ
عـَلـَفـا ً تميل ُ بهـا لـهُ الـخـَطـَوات ُ !!

باعَ العـقيدة َ والمـروءة َ واشترى
دِيْـنـا ً رسـولُ هُــداهُ " دولارات ُ " !!

هُـمْ والخطـيئة ُ تـَوْأم ٌ لضـَلالـة ٍ
أيَـجيء ُمِنْ رَحِـم ِالضلال ِ تـُقـاة ٌ ؟

قد أوغلوا في المخزيات ِ فخُضِّبَتْ
بـدمائـنا ولـظى الجـحـيـم ِ حـيـاة ُ !

لا غـروَ لو أنَّ العروبة َ نـَكـَّسَـتْ
رأسا ًـ بهم ـ واسْـتشرتِ الظلمات ُ

هُـمْ صانعو مأسـاتنا .. فـبَـقاؤهـمْ
مـا طــال لـولا هــذه الـمـأســـاة ُ !

ما زال عصرُ الجاهليّة ِ ماثـلا ً :
فالمالُ " عُزّى " والمناصبُ " لات ُ "

نذروا لأجـلِهما الشعـوبَ رخيصة ً..
لهـما يُـقـامُ الذِكــرُ والـصَـلـَوات ُ !!

مابـيـنهـم والطـيِّـبـيــنَ قـطـيعـة ٌ
وثـنـيَّـة ٌ .. والمارقـيـنَ صِـلاتُ

أبطالُ لكنْ في الخِطابة ِ! جيشهم
قـَلـَمٌ بساح ِ "ولـيمة ٍ" .. ودواة ُ !!

هم في الوعود ِ أإمَّـة ٌ .. لكنهـم
إنْ حان وقتُ العزم ِ " حاخاماتُ " !!

خـُصِيَتْ كرامتهم فلم يُعْرَفْ لهم
ثـأرٌ إذا ما ديـسَـت ِ الحُـرُمات ُ !!

فهمو إذا تـُغـزى الـبلادُ أرانـبٌ
وإذا تحـرَّكت ِ الشعوب ُ طـغـاة ُ!!

لِمَـن الجيوشُ تـناسلـتْ أعدادُهـا
حتى لقد ضاقـتْ بها الثـكـَنات ُ ؟

يـقـتات ُ من خبزِالجياع ِ حديدُها
ومن الأباة ِ رصاصُـهـا يـقـتات ُ ؟

(لا يسلمُ الشرفُ الرفيعُ من الأذى )*
حتى يُـطاحَ القادة ُ الـشـُّـبُـهـات ُ !!

**
• تضمين من بيت المتنبي الشهير

يحيى السماوى
14-02-2009, 05:51 PM
(1) سـمـرقـنـد
المـاءُ أودَعَـهـا سَـريرتـَـه ُ ..
وأوْدَعَـتِ الـطـفـولـة ُ جـيـدَهـا
عِـقـد َ الـبـراءة ِ ..
والأمـومـة ُ ؟
أودَعَـتْهـا رِقـَّـة َ الـقـلـب ِ الـجـلـيـل ْ
*
والـروض ُ ؟
أودَعَ ثـغـرَهـا
وَهَـجَ الـقـرُنـفـل ِ
في الأصـيـلْ
*
والـليـلُ ؟
أودَعَ شـامَـتـَيْـهـا
جـفـن َ
مُـقـلـتِـه ِ الـكـحـيـلْ
*
وأنـا ؟
أنا أوْدَعْـتُ كـوثـرَ نـَهـرهـا
جُـثـمـان َ بُـسـتـانـي القـتـيـل ْ
*
يُـحـيـي رمـادَ الـنـخـل ِ كـوثـرُهـا
فـيُـبْـعَـث ُ مـن جـديـد ٍ
مُـثـقـَل َ الأعـذاق ِ بالذهَـب ِ الـنـضـيـد ِ
وبالـهـديـلْ
*
نـَسَـجَـتْ لـهـا الأشـذاءُ بُـرْدَتـَهـا ..
يـكـادُ يـصـيـرُ عُـشـبـا ً
تحـتَ خـطـوتِـهـا الـحَـجَـرْ
*
ويـصـيـرُ " قـنـدا ً " حَنـظـل ٌ ..
وسُـهـادُ مـهـمـوم ٍ " سَـمَـرْ " !
*
تـمـشـي فـيَـحْـتـفِـل ُ الـرصـيـف ُ ..
ويَـنـتـشـي
لـرنـيـم ِ خـطـوتِـهـا
الـوَتـرْ
*
تـُدنـي " سَـمَـرْقـنـدُ " :
الـفـراديسَ الـبـعـيـدة َ من عـيـونـي ..
والـرصـافـة َ من سـفـيـنـي ..
والـربـيـع َ الـثـرَّ من حـقـلـي ..
ومـن صـحـراء ِ قـافـيـتـي المـطـرْ
*
وتـَـنـش ُّ ذئـبَ الـحـزن ِ
عن غـزلان ِ روحـي ..
تـوقِـظ ُ الأوتـارَ في قـيـثـار حـنـجـرتي ..
يُـضـاحِـكـنـي الـنـدى
فـأعـودُ ـ في الخـمـسـيـن ـ طـفـلا ً
بـيـتـه ُ الـدنـيـا ..
ودُمْـيَـتـُـه ُ الـقـمـر ْ !
*
وأعـود ُ من سَـفـر ٍ خـُرافـي ٍّ
لأبـدأ
فـي سَـفـر ْ
*
تـُدني " سَـمَـرْقـنـدُ " الـمـآذِن َ من خـطـيـئـاتي
فـيـغـدو مـأثـمـي نـُسْـكـا ً
ووحـلـي سَـلـسَـبـيـل ْ
*
وأُعـيـد ُ تـرتـيـب َ الأمـانـي في كـتـاب ِ الـعـمـر ِ ..
أجـثـو راعِـفـا ً
مُـسْـتـَجْـديـا ً غـَرَقـي بـكـوثـر نـهـرهـا الصـوفـي ِّ ..
أرمـيْ بـيْ إلى بـئـر ٍ
لـتأتـيـنـي بـحَـبْـل ٍ مـن جـدائـلِـهـا ..
" سَـمَـرقـنـدُ " اخـتِـصـارٌ للـخـرافـة ِ
في كـتـاب ِ الـمُـسـتـحـيـلْ
*
وأنا اخـتِصـارٌ لـلـغـد ِ الـمـجـهـول ِ
والأمـس ِ الـقـتيـلْ
**
ضـوئـيَّـة َ الشـامـات ِ :
" عشـقـائـيـلُ " أوْكـل َ لـيْ
رسـالـة َ أن ْ أبَـشـِّـرَ بـاسْـمِـك ِ
الـوطـن َ الـعـلـيـلْ
*
أنَّ الـهـوى
سـيُـعـيـد ُ لـلـبـسـتـان ِ
عـافـيـة َ الـنـخـيـلْ
*
فـأنـا :
رسـولُ هـواك ِ
لـلـزمـن ِ الـجـمـيـلْ !
**
(2) ضوئية الشامات
ليس اتـِّـهـاما ً :
أنت ِ ما أبقيت ِ لامرأة ٍ بقلبي فسحة ً ..
ومسحت ِ من مرآة ِعينيَّ الوجوه َ
فلستُ أذكرُ مَنْ تكون ُ " مَهـا " ..
ومَنْ " ليلى " ..
و" سلمى " ..
مَنْ أكون ُ أنا ؟
أضعت ُ الذاكرة ْ ..!
*
وحكمتِني بهواك ِ ماعشتُ الحياة َ
وأن يكون كتابُ حبك ِ
في يميني
حين أبعث ُ من رماد ِ العشـق ِ
يومَ الآخرة ْ
*
وسرقتِني مني !
أعيديني إليَّ ..
فليس ما بيني وبيني ألفة ٌ تـُرجى ..
ولا مابين أغصاني وجذري آصِرة ْ
*
ليس ادِّعـاء ً :
لم أكن أدري بأنك ِ
سـاحرة ْ !
*
غيّرت ِ ميلادي ..
وعاطفتي ..
وشكلَ ملامحي ..
وجميعَ عاداتي القديمة ِ !
لم أعـدْ أغوي الحمائمَ لارتياد ِ حديقتي ..
ماعادَ يُسـكرني مرورُ يدي على خدٍّ
وتمسيدُ النهود ِ
ولثمُ ورد ِ الخاصرة ْ !
*
ونسيتُ كأسا ً
كنت قبل شذا رحيقِـك ِ
لا أملُّ مُسـامِرَه ْ
*
تسْـتكـثرين َ عليَّ حـزني ؟
أخرجيني منك ِ ..
أين البابُ ؟
مُـغـلـقـة ٌ عليَّ الدائرة ْ !
*
ليس انحيازا ً لانتِصاح ِ اللائمين َ ..
وليس من طول ِ المسافة ِ
بين أشرعة ِ السؤال ِ
وبين ميناء ِ الجوابْ :
*
قررتُ إسدال َ الستارة ِ حول نافذتي ..
وتهشيمَ الكؤوس ِ ..
ورميَ ما أبقتْ لي َ الأيامُ
في كوز ِ الصَّـبابة ِ
من شرابْ !
*
ذبُـل َ القرُنفلُ ..
جفَّ ضرعُ النهر ِ ..
حانَ ترجُّـلي من صهوة ِ الأحلام ِ ..
آنَ ليَ التدثـُّرُ بالترابْ
*
البردُ وحشـيٌّ ..
وأوصَـدَ دفئك الصوفيُّ دوني كلَّ نافذة ٍ
وبابْ ..
*
ليس انتظارا ً للقصيدة ِ :
مَـدَّ من ورق ٍ بساطا ً
تحت شرفته الكسيرة ْ
*
لكن ْ :
ليكتبَ قبل َ رحلتِه ِ
وصِـيَّـتـه ُ الأخيرة ْ !
*
ليس احتجاجا ً ضـدَّ دجلة َ والفراتْ :
حطـّمتُ مجدافي ..
وصاريتي ..
وأيقظتُ الزلازل َ
والأعاصيرَ السُّـباتْ
*
ضوئية َ الشامات ِ :
آن َ لسندبادك ِ
نشر أشرعة ِ الجنون ِ
فلا تمدّي للغريق ِ ـ إذا استغاث َ ـ الحبل َ
أو
طوق َ النجاة ْ
*
ليس انتقاما ً منك ِ :
قررتُ الرحيلْ
*
ليجفَّ من عطش ٍ دمي ..
فأجيئ نهرَك ِ مُـطـفِـئـا ً جـمـري
بأعذب ِ سلسبيل ْ
****

يحيى السماوى
24-04-2009, 10:53 AM
تقولُ التي صَيّرتْـني أنـيـسـا ً



وكـنتُ الـعَـنـيـدَ ..



الـغَـضـوبَ ..



الـعَـصِـيّـا :




*




أما مِـنْ إيـاب ٍ



إلى حيث ُ كان النخـيـل ُ



مـآذِنَـك َ الـبـاسِـقـات ..



وكان الـحَـمـامُ " بِـلالا ً " ..



وكان الـهَـديـل ُ الأذان َ الـشـجـيّـا ؟




*




وأنتَ عـلـى السّـطـح ِ : طـفـل ٌ



يُـغـازِلُ عـنـد َ المـسـاء ِ الـنجـوم َ



ويـغـفـو يُـغـطِّـيـه ِ ضوءُ الـثُـرَيّـا ؟




*




لـقـد عـدتُ لـو كان سَـعْـفُ النخيل ِ



كـمـا الأمس ِ ..



لـو أنَّ لـيْ سـطـحَ دار ٍ ..



وأنَّ الـحَـمـامَ يُـجـيـدُ الـهـديـل َ ..



ولـكـنَّـه ُ الـقـحْـط ُ :



لا الخـبْـزُ في الـصَّـحْـن ..



لا الـتَّـمْـرُ في الـعِـذقِ ..



والمـاءُ في الـنهـر ِ لمَـا يَـعُـدْ



يـمـلأ الكـأسَ رِيّـا




*




أبي عاشَ سـبـعـينَ عـامـا ً ونـيـفـا ً



عـلى الـخـبـز ِ والـتـمـرِ



مـا زارَ يـومـا ً طـبـيـبـا ً ..



وأمـي ـ إذا جـعْـتُ ـ تـشـوي لـيَ الـمـاءَ



أو تـنـسـجُ الـصـوفَ ثـوبـا ً



فيغدو حـريـرا ً بَهـيّـا !




*




لـمـاذا إذن ْ



أصبـحَ الـماءُ في عـصـرِنـا ظـامِـئـا ً



والـرَّغـيـفُ كـمـا الـتِّـبْـنِ



والـعِـشـقُ في يـومِـنـا تُـهْـمـة ً



والـمـواويـلُ غَـيّـا ؟




*



أتـدعـيـنـني بـعـدمـا شـاصَ تـمْـري ؟



لـمـاذا تـأخَّـرْت ِ دهـرا ً عَـلـيّـا ؟




*




وكـنـتُ الـمُـقِـيـمَ



عـلى بُـعـدِ نـهـديـكِ من ثـوبِـكِ الـمُـسْـتَفَـزِّ ..



عـلى بُـعـدِ كـفِّـك ِ



مِـنْ شـذرة ِ الـخـاتَـم ِ الـسـومَـريِّ ..



لمـاذا اخـتـبـأت ِ



لأهـرقَ في شـاطـئـيْـك ِ بـقـايـا وقـاري ؟




*



وأطـفـئ َ نـاري ؟




*




جميعُ الـغـزالاتِ مـرّتْ عـلى واحـتي ..



والـظِـبـاء ِ ..



الـفـراشـات ِ ..



إلآكِ أنت ِ !



تـأخَّـرْت ِ أكـثـرَ مِمـا يُـطـيـقُ اصْـطِـبـاري !




*




لـمـاذا أتَـيْـتِ



أوان َ احْـتِضـاري ؟




*




وبِدءَ احْـتِـفـاء ِ الـدُّجـى



بـانطِـفـاء نـهـاري ؟




*



وقـد كـنـتِ من مُـقـلـتـيْ



قـابَ جـفـنيْ ..



ومن مـوقـدي



قـابَ جـمـري



ونـاري !!




*





لـمـاذا أتـيْـتِ أوان َ الـخريـف ِ



وكنت ِ عـلى بُـعْـدِ ضِـلـعَـيـن ِ



مـنْ أصـغـرَيّـا ؟




*




لـماذا تـأخَّـرت ِ دهـرا ً عَـلَـيّـا ؟




*




فشـرّقْـتُ .. غَـرَّبْـتُ ..



غـرّبْـتُ .. شـرَّقـتُ :



طِفـلا ً عَـجـوزا ً



وكـهْـلا ً صَـبـيّـا !!




*




توهّمتُ أنَّ الـتـغـرُّبَ



يُـنـسي الفتى السـومريَّ هـمـوم َ المشـاحيفِ



يُـدني نـزيـلَ الـمـفـازات ِ من



سـدرة ِ المُـنـتـهـى والـثـريّـا ..



*





وها مـرَّ جـيـلان ِ..



جـيـلان ِ مَـرّا عـلى نـخـلـة ٍ غـادرتْ طـيـنـهـا !



تـمـرُهـا شـاصَ ..



والـسَّـعْـفُ لـمّـا يَـعُـدْ يـنـسـجُ الفيءَ غـضّـا ً نـديّـا ..




*




جميعُ المـواعيـد ِ فـاتتْ



ومَـرَّ قـطـارُ الـقـرنـفـل ِ والـيـاسـمـيـن ..



الـعـصـافـيـرُ عـادتْ إلى دفءِ أعشـاشِـهـا



وأنـا واقـفٌ ..



غَصَّـة ٌ في فـمي



والـلـظى في يَـدَيّـا ..




*




توهّـمْـتُ أنَّ الـطريـق َ إلى الأقـحـوان ِ



الـمـنـافي ..



فـنـفَّـضْـتُ طـيـنَ الـفـراتـيـن ِ



مِـنْ راحَـتـيّـا !




*




ودَرَّبْـتُ عـصـيـان َ هـدبـي



عـلى مُـقـلـتـيّـا !




*



غـريـبـا ً ذلـيـلا ً..



فـحـيـنـا ً أفـتِّـشُ عـنْ دجـلـتيَّ



وحـيـنـا ً لأهـربَ مـنْ دجـلـتـيّـا !




*




فلا كـنـتُ مَـيْـتـا ً



ولا كـنتُ حَـيّـا !




*




ولا كـنـتُ في مـوكـبـي بـابـلـيّـا ً



ولا كـنـتُ في زورقـي سَـومَـريّـا !!




*




لـماذا تـأخَّـرت ِ دهـرا ً علـيّـا ؟




*




وكنت ِ على بُـعـدِ " حاءٍ " من " الباءِ "



نـامـا عـلى تـخـت ِ سـطـر ٍ سَـوِيّـا !!




*




لـمـاذا تـركـتُ الـسـمـاوة َ خـلـفـي



ويَـمَّـمْـتُ نـحـوَ المـقـاديـر ِ خـطـوي



فـكـنتُ الـشـقِـيّـا ؟




*




أمـا كان لـيْ



أنْ أُخـبِّـئـنـي لـيـلـة ً في " الـصـريـفـة ِ " .. *



أو لـيـلـتـيـن ِ بـسـرداب ِ قـبـر ٍ



وعـامـا ً بـبَـرِيَّـة ٍ



نصـفَ عِـقـد ٍ بـ " هـور الـجـبـايـش ِ " **



عِـقـدا ً مـع الـلـوز ِ والـجـوز ِ في غـابـة ٍ في الشـمـال ِ



وعـامـا ً بـكـهـف ٍ أُلـمْـلِـمُ بـعـضـي إلـيّـا ؟




*




أبي عـاش سـبـعـيـنَ عـامـا ً ونـيـفـا ً



عـلى الـخـبـز والـتـمـر ِ



ما قـالَ أفّ ٍ ...



ولا صـاحَ بـالـخـوف ِ تـبّـا ً ..



ولم يـتَّـخـذْ غـيـرَ نـخـل ِ السـمـاوة ِ



خِـلّا ً وفِـيّـا !!




*




لـمـاذا هـرقـتُ شـبابـي



شـريـدا ً ..



غـريـبـا ً ..



ذلـيـلا ً ..



شـقـيّـا ؟




*




لمـاذا تـأخَّـرْت ِ دهـرا ً عَـلـيّـا ؟




*




وقـد كنـتُ مـنـك ِ



الـقـريـبَ الـقـصِـيّـا ؟




*




بـلى



كـان يُـمـكـنُ لـيْ



أن أعـيـشَ طـويـلا ..




*




وأن ْ أهـزم َ



الـمـارِدَ الـمـسْـتحيـلا




*




فـأعْـقِـد بـيـن الـثـرى



والـثـريّـا




*




قِـران َ الـتـراب ِ عـلـى الـنـجـم ِ



لـكـن ْ :



تـأخـرت ِ دهـرا ً



فـجـاز شِـراعُ الـمُـنـى شـاطِـئـيّـا




*




أقـيـمـي عَـزاءَ الـهـوى ..



إنـنـي :



مُـتُّ حَـيّـا !!




*




فلا يُـغـويَـنَّـك ِ ظِـلّـي ..



ولا يُـغـريَـنّـك ِ



نـبـضُ الـمُـحَـيّـا !!




*




لـمـاذا تـأخَّـرت ِ دهـرا ً



عَـلـيّـا ؟




***




( أعتذر لوضعي نجيمات بين المقاطع ، وذلك لفشلي في وضع فراغات بين المقاطع حين أدخلت القصيدة ـ ربما بسبب قلة خبرتي في التعامل مع الحاسوب )




* الصريفة : بيت من الطين وجذوع الاشجار يستخدمه أهالي قرى وأرياف الوسط والجنوب العراقي للماشية وما شابه ذلك.




** هور الجبايش : أحد أكبر أهوار العراق ، وأكثرها كثافة بغابات قصب البردي التي تصل مساحاتها الاف الكيلومترات المربعة .. كان الهاربون من أنظمة الحكم يتخذونه ملاذا آمنا لاستحالة وصول قوات السلطة إليهم .

يحيى السماوى
25-08-2009, 12:14 PM
يا ناسجا كفني بمغـزل غدره

لــو كـنـتُ أدري مـا رَويْـتُ غـلــيـلا =مـن كأسِ عِـشْـقِـكَ فـانتَهَـيْـتُ قـتـيـلا
نصَـبَـتْ لـماكَ ليَ الفِـخاخَ فـصادني=عَـسَـلُ المَـوَدَّة ِ في الصِحافِ الأولى
حــتـى إذا بَـلـغَ الــهُــيــــامُ أشـــــدَّهُ=وخَـبَـرْت َ قـلـبي حـاسِــرا ً مـتـبـولا
وأقَـمْـتُ فـي صحراء وجْدي ناسـكا ً=دَنِـفـا ً .. وأرسَـلـتُ الـفـؤادَ رســولا
وغـدوتَ منْ جَفـني خُلاصةَ حُلـمِـهِ=ومنَ الـخـشـوعِ الـذِكـرَ والـتـرتـيـلا
ألـحَـدْتَـنـي حـيّـا ً وكـلُّ جَـريــرتـي (1)=أنـي جـعـلــتُــكَ لـلـجِـنـان ِ بَــديـــلا
يـا ناسِـجـا ً كـفَـني بِـمِغـزل ِ غـدره ِ=ومُــشَـمِّــتـا ً بـيْ حـاسِــدا ً وعَـذولا
صَعَّـرْتَ قلبَكَ لا الخدودَ وصَعَّرَتْ (2)=عـيـنـاكَ جـفـنـا ً ناعِـسـا ً مـكـحـولا
وجعلـتَ من ظهري لخنجر ِ غِـيـلة ٍ=غِـمـدا ً وأبْـدَلـتَ الـوِصـالَ رحـيــلا
يا ناسِـجـا ً كـفـن َ الـهـوى بـجحـوده ِ=عَـتَـبـي عـلـيَّ .. حَـسِـبْـتُـه مِــنـديـلا
خـوفي عـليـكَ وقـد عُـدِمْـتَ مَـثـيـلا=في الـغـدر ِ لـو جـئـتَ الإلـه َ ذلـيـلا
جُـرحي خُـرافـيُّ الـنـزيـف ِ ولا دمٌ !(3)=أقسى الجـراحِ : الغامضاتُ مَـسـيلا !
لو يُحْـسِـنُ السيفُ الهروبَ لـَفـرَّ منْ=كـفّ ٍ تُـطـاعِـنُ صاحِــبـا ً وخـلـيـلا
المَـيْتُ أنتَ وإنْ مشـيتَ على الثرى=غَـنِجـا ً.. وريقَ الوجـنتين ِ .. أسـيلا(4)
بعضُ الحياة ِ كما الـردى .. ولربما=عاشَ الـقـتـيـلُ مع الـدهــور طويلا
من ألفِ عـام ٍ و " المُلوَّحُ " بـينـنـا =حَيٌّ يُجالـسُ "عـروة ً" و"جـمـيــلا"(5)
إنْ كنتَ فـردا ً في الجحـود ِ فإنـني=أمسَـيْـتُ في نَسَـبِ الـوفـاء ِ قـبـيـلا
لستُ الأسيفَ على وفائي َ .. إنـني=عاهـدتُ ربي أنْ أعـيـش فـضـيـلا
سنة وضِعْفُ الضِعْفِ أغرسُ لؤلؤاً=صِـرْفـا ً.. وأجني الشوكَ والعاقولا
مَحَضَـتْـكَ أنهاري النميرَ وأوْقَـفَـتْ=شـفـتي عـلـيـك الـلـثـمَ والـتـقـبـيـلا
واسْـتـفْـرَدَتـكَ ربـابـتـي لـلـحـونـهـا=نَـغَـمـا ً وكنت بـمـعـبـدي إنـجـيــلا
ولـقـد شـكـوتُ إلـيـكَ لـولا أنــنــي=أدريــكَ تـأبــى أنْ تـكــون عَــدولا
أغـفـو فتُـلحِفـني الهواجسُ جَمرَها(6)=وأفـيـقُ مـذبـوحَ الـمُـنى مـذهـــولا
فـأبَـيْـتُ إلآ أن أُصـــارعَ مُـزْبـِـدا ً=وأبَــيـتَ إلآ أنْ تُـــزيــد َ ســـيـولا
فـيـمَ اعـتِـذارُكَ ؟هل أعـادَ قـتـيـلا=عـذرٌ ؟ كـفـاني من هـواك وبـيـلا !(7)
هَـبْـني َعفوتُ فهل يُـنـيـلـكَ عـفـوَهُ=شَـرفُ الـهـوى لمّا طعنتَ عـلـيـلا ؟
لا تـنـتـظرْ مـني شِـراعـا ً قـادمــا ً=فـلـقـدْ غـدوتُ مُـضـرّجـا ً مشـلولا
جِـدْ غـيرَ أحْـطابي لـنـاركَ واتَّـخـذ=غـيري لخنجـركَ الـغـدور ِ غَـفـولا
واتركْ مناجلـك َ الصديـئـة َتـرتـعي=بـحـقـول ِ أيـامـي ضُـحىً وأصـيـلا
لاتخشَ مـن غـضبي فـإني كــاظـمٌ=غـيـظـا ً.. كفاني بالـسكوت ِ سـبيلا
ما كنتَ مـسـؤولا ً عن العمر الذي =أهـرقـتُ أو كــان الهـوى مـسـؤولا
أنا قـاتلي لا أنت َ .. كنتُ ضحيّتي=لـمّـا ظـنـنـتُـك َ صــادِقـا ً وبَـتـولا
سَـيّجْتُ دربَـك بالضلوع ِ وسيّجَتْ=دربــي يـَــداكَ أسِــنَّـة ً ونـصــولا(8)
أمَـخـالبٌ لـلـورد ِ ؟ أمْ أنَّ الـنـدى=أضـحى لهـيـبـا ً والحمامة ُ غُـولا ؟
الـماءُ بين يـدي فـكيـف جَـفـوتُـه ُ=وأتـيـتُ أنـهَـلُ من هـواكَ وُحُـولا ؟
الصبحُ أعـمى .. والنجومُ كـفـيفـة ٌ=وأنــا ضـريرٌ .. فاطـفئِ الـقـنـديـلا
أمضيـتُ جيلا ً في الهموم ِ وجـيلا =جَـلِدا ًلصخـر ِ الـفاجعـات ِ حَـمـولا
خُذِلتْ طِماحي؟ ما جديدُكَ لامـرئ ٍ=عـاش الحـيـاةَ مُـطـارَدا ً مـخـذولا ؟
سـتونَ ـ أو كادتْ ـ ولا زلتُ الـفتى=وخيولُ عـشـقي لا تكـفُّ صَـهـيـلا
سـتون ـ أو كادتْ ـ ولم أعرفْ بها=لـلغـدر ِ خـطـوا ً والـريـاء ِ مَـقـولا
عفُّ السَّـريرة ِ والسـرير ِ وبُردتي=بـيـضـاءُ ردنـا ً حـاســرا ً وذيــولا
تُغـوي فِـراشاتِ الـربيع ِ أزاهـري=ويُـغـيـظُ كأسـي سـائغا ً مـعـسـولا
يا ناسَجا ً كفـني بـمِغـزل ِ غـدره ِ:=بَـعَـث َ الهـوى قـلـبي فـعاد بـلـولا (9)
أنا مُـبْـدِل ٌ بجحـيم ِ عـشقِـك جـنـة ً=وبشـوك ِ حقـلِك َ سـنـبلا ً ونخيـلا
بالـلؤلؤ المغـشـوش ِ طينَ مروءة ٍ=وبـكهـفِ ودِّكَ روضـة ً وحـقـولا
وبـسـوطِكَ الوحشـيِّ هدبَ ربـابـة ٍ=وبـرعـد ِ موسِمِكَ الكذوب ِ هَـديلا
***

9/7/2009 السماوة / أديلايد
* أعتذر من الأحبة الأفاضل لوضع نجيمات بين الأبيات وذلك لأن القصيدة بدت متداخلة الأبيات حين أدخلتها بدون نجيمات
(1) ألحدتني : دفنتني
(2) تضمين من قوله تعالى " ولا تصعّر خدك للناس ... "
(3) المعنى مأخوذ من بيت لي من قصيدة قديمة هو:
أقسى الجراحات جرحٌ لا يسيلُ دما ً
وأصعبُ الحزن ِ حزنٌ ما له ُ سببُ
(4) أسيل : مليس
(5) الملوح عاشق ليلى ..وعروة عاشق عفراء ..جميل : عاشق بثينة
(6) تٌلحِفني : تُغطيني
(7) الوبيل : كل ما يتبعه سوء عاقبة .( الكلمة أصلا تعني : خشبة يُضرب بها الناقوس ، أو المدقّة أو العصا الغليظة التي تُضرب بها الملابس بعد غسلها )
(8) نصول : جمع نصل ـ رأس السهم
(9) بلول: شفي وتعافى

يحيى السماوى
06-11-2009, 02:28 PM
على مشارف الستين
( كتبت عشية تشييعي جثمان الشجرة التاسعة والخمسين من أشجار بستان العمر )



http://thumbs.bc.jncdn.com/4d717320df8c546e6fee9c3f2e242545_lm.jpg
سـتـون .. في ركض ٍ ولـمْ أصِـل ِ=نـهـرَ الأمــان ِ.. وواحـة َ الأمَـــل ِ
سـتون َ .. أحسَـبُ يـومَـهـا سـنـة ً =ضـوئـيَّـة ً.. مــوؤودة َ الـشُّــعَـل ِ
عـشـرون مـنهـا : خـيـمـتي قـلـق ٌ =بـيـن الـمـنـافـي عـاثـرُ الـسُّـــبُـل ِ
والـباقـياتُ ؟ رهـيـنُ مَـسْـغَـبَـة ٍ=حينا ً .. وحينا ً رهـن مُـعْـتَـقَـل ِ
شـاخ َ الطريقُ وخطوتي اكتهلتْ=ودَجَتْ شموسُ الصبح ِ في مُقلي
يعـدو المكان ُ مُـفارقــا ً قـدمـي=أمّـا الـزمان ُ فخـطوُ ذي كـسَــل ِ
مــا إنْ أُصـادِح شــدوَ فـاخِـتَـة ٍ =حـتى أُنـاوِح َ دمـع َ مُـنْـثـَــكِـل ِ
حَـيـرانُ .. لا أدري أمِنْ بَـطَـر ٍ=غـادرتُ أرض الـنخلِ أم ْ خَـبَـل ِ ؟
تـلـك الـديـارُ علام َ أعــبـدُهـا ؟=لا نـاقَـتي فـيهـا .. ولا جَـمَـلي !
أما الـطـيـورُ فـغـيـرُ سـابِـحـة ٍ=فـكـأنَّـهـا شُـــدَّت ْ إلــى جَـبَـل ِ !
لـطـمَـتْ نـوافِـذُهـا سـتائِـرَهــا=جَزَعـا ً من الأسْحارِ والأصُـل ِ !
سـتون َ .. حينا ً لـهْـوُ ذي نَـزَق ٍ=عـاة ٍ .. وحينا ً صَمْتُ مُـعْـتـَزِل ِ !
بعـضي يُـريـدُ الـدّهْـرَ يـلـبَـسُـه ُ=ثـوباً .. وبعضي يشتهي أجَـلي !
سـتون .. مَـرّتْ غـيـرَ مُـمطِرة ٍ=مـرَّ الـطيـوفِ بجـفـن ِ مُـكـتَحِـل ِ
ســتون .. لا أهــلا ً بــقـافِــلــة ٍ=تُـدْني ذِئابَ الحَتْف ِ من حَمَـلي !
سـتون َ بـيـن الـجِلـف ِ والجَـفَـل ِ=مُـسْـتَوحَـشُ الإشـراق ِ والـطَفَـل ِ !(1)
جيشان ِ يـشتَـجـران ِ في جسدي :=نَـزَق ُ الـشباب ِ وهَـدْيُ مُـبْـتَهِـل ِ !
قَـدَّ الـحَـبـيـبُ الـقـلـبَ مـن دُبُـر ٍ=والأصـدقـاءُ الـزّورُ مـنْ قِـبَـل ِ !(2)
يا صَـبْـرُ: كم أطْـمَـعْـتَ فاجـعـة ً=بتجَـلُّـدي وسَـخَـرت َ من حِـيَـلي ؟
دالـتْ بيَ الأشـواقُ واحتَـطـبَـتْ=صـرحي فما أبقَـتْ سـوى طـلـل ِ
أفـأشْــتـكـي غـدرَ الـهـوى وأنـا =سـوطي وجـلّادي ومُـعْـتَـقـلــي ؟
ســتـون عـامــا ً فـي مـجَـرَّتِـه ِ=لـيـلـي .. وبدري غـيرُ مُـكْـتَمِـل ِ !
خمري نـزيفُ دمي .. ومائـدتي=كهـفُ الهموم ِ..وعلقَم ٌ عَـسَـلي !
جسدي طريدةُ خنجري.. ويـدي=ما اسْـتَجْلبَتْ غـيرَ الرزيئة ِ ليْ !
لـم يَـبـق َ في بـسـتان ِ عـافـيـتي=إلآ هـشـيـمُ العـشـب ِ والـدَّغَــل ِ !
جَـفَّـتْ يـنابـيـعـي ســوى ثَـمَـد ٍ (3)=أمــتـارُهُ مـن غَـيْـمَـة ِ الـمَــلــل ِ
لـم أدّخِـرْ جـمـرا ً لـخـبـزِ مُـنى ً=في العِشـق ِأو صبرا ًعلى عِـلل ِ
وشربْـتُ ـ لا كالشاربين ـ طلىً =مـن دمع ِ أعـنـاب ٍ ومـن قُـبَـل ِ (4)
الخمرُ ؟ أشـربُـهُ فـيسـكـرُ من =شفـتي ويُـثـمِلُ كأسَـهُ ثَـمَـلي !(5)
نَـدَمي بحجم رفات ِ أزمـنـتـيِ=ويحيْ عليَّ غـفـوتُ عنْ زلـلي !
ستون .. لا صُلحي ولا زَعَـلـي=أدنى نَـزيل َ الـقلـب ِ من مُـقـلي !
إن َّ الـتي بـالأمــس ِ تُـلـحِـفـنـي=دفءَ الـنهود ِ وبُرْدَة َ الخُـصَـل ِ
جَحَـدَتْ شِـراعـاتي مَـرافِـئـهـا=واسْـتذأبَت نـسْـرا ًعـلى حَجَـل ِ !
هيَ" قسمة ٌضيزى "لها مطري=وبيادري .. وأنا العواصِفُ ليْ !(6)
أشْـركتُ حتى خِـلـتُ مبسَـمَـهـا=لاتي .. وناهِـدَ صَـدرِهـا هُـبَـلي !
يا حـرقـة َ الـصحـراءِ مـعـذرة ً =ما عادَ في كوزي سوى وشَـل ِ
ضوئـيّـةَ الـ .. ماعادَ يجـمـعـنـا=خـيط ٌ من السلوى فلا تَصِـلي
قـد يـسْـتَـفِـزُّ مـخـاوفـي فـرَحي=ويـسـيـرُ بيْ لـمـسَـرَّة ٍ وجَـلـي !
سـتون .. لا جِـدّي ولا هَـزلــي=قـد أغْــوَيـا بيْ هُـدهُـدَ الـجَـذل ِ !
يا مُـرْدِفـا ً شـمسـا ً إلـى قَـمَـر ٍ=طاوي الطِماح ِ مُـشَـيَّـعَ الأمَـل ِ
آنَ الـتَـرَجّـلُ عن ثـراكَ .. فهلْ=جـهَّـَـزتَ زادَ غــد ٍ لـمُـرتـحِـل ِ ؟
الـجـاهــلـيّـة ُ مــا يـزالُ لـهـــا=في دار ِ نخـلـة َ ألفُ مُـشـتَغِـل ِ!
مـن طـائـفـيّ ٍ لـيـس يُـشـغِـلـهُ=إلآ تــسَـيّـدهُ عـلى " الـمِـلـل "
ومُـكبّرينَ وتحـتَ عِـمَّـتِـهِـم=مليونُ (شِمر ٍ) أو( أبو جَهَل ِ)
الآمـرون بـنسـف ِ أضرحـة ٍ =وبذبـحِ مُـرضِـعـة ٍ ومـكـتهِـل ِ
ومن اللصوص البائعين قِرى=أجـيالِـنـا في ألـف ِ مُحْـتَـفـل ِ
مَـنْ ذا تعـاتـبُـهُ ولــيـس بـهــمْ =مْنْ صادق ٍ ديـنـا ً ومن رجُـل ِ ؟
مُـتـلـوّنـون َ... فـكـلَّ آونــة ٍ=لـون ٌ ورأيٌ غـيـرُ مُـتـَّـصِـل ِ
المُـظـهرون هوى " مُـعـاوية ٍ "=جَـهـرا ً ولكن في الخفاء ِ" علي"
مـولايَ ـ يانخل الفرات ِـ أما =للعـدل ِ في واديـك مـن أمـل ِ ؟
من أين يُـرجى لـلعـراق غـدٌ=و"الأجنـبيُّ" أبٌ لـهُ و" وليْ "؟
أحلـى الأماني أنْ أرى وطني=حُـرّا ً وقَـومـي دونما كـلـل ِ

****
الجلف : الغليظ الطبع .. والجفل : الخوف .. الطفل : قبيل غروب الشمس أو قبيل شروقها .. .والظلمة بشكل عام .
2 ـ إشارة إلى صديق استودعته بيتي وبستاني ومكتبتي فخان الأمانة ( والأنكى أن ابنه سرق مخطوطة ديواني وراح يقرأ قصائدي في السماوة قبل افتضاح أمره ) .
3ـ الثمد : الماء القليل الذي يتجمع في الشتاء نتيجة المطر وينضب صيفا . أمتاره : أتزوّد به .
4 ـ الطلى : بفتح الطاء اللذة والهوى .. وبضمها : الشربة من اللبن ونحوه .
5ـ البيت أخذت معناه من أحد أبيات قصيدة قديمة لي نشرتها عام 1970وغنى بعضها آنذاك المطرب فاضل عواد .
6ـ قسمة ضيزى : قسمة غير عادلة ..قال تعالى: تلك إذا قسمة ضيزى [النجم/