المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ديوان الشاعر يحيى الشعبي



يحيى الشعبي
05-05-2006, 09:56 PM
غرامك لا غرامهن


غرامُك ليْس مثْلَ غرامِهِنَّهْ=وحبُّكِ لا يُقاسُ بِحُبِّهِنَّهْ
لئنْ صَدَقَ الخيالُ فأنْتِ فَيْضٌ=سماوِيٌ وبَذْلُ الوَصْلِ مِنَّةْ
يُجَلِّلُنِيْ الحُبورُ على وِصالٍ=ويُمْتِعُنِيْ التَّأَوُّهُ في الدُّجُنَّةْ
فيُغْرينيْ بِهَتْكِ النَّأْيِ صيفٌ=منَ الآهاتِ أسْفَرَ أوْ كأنَّهْ
أراهُ اليومَ يعْبَثُ في ظِلاليْ=وقدْ كانَ اللذيذَ و ما أحَنَّهْ
أَفِيْضِيْ في الفؤادِ وفي الحنايا=منَ السحْرِ الحلالِ، مَلَكْتِ فَنَّهْ
مَلَكْتِ معارِجَ النَّجْوى بِرَسْمٍ=على الشفتينِ كمْ يحْلُو بِغُنَّةْ
وكمْ يَحْلُو بذاكَ الرسْمِ رسمٌ=على الكلماتِ كمْ أتْرَعْتِ دَنَّهْ
فَحُبُّكِ كامِنٌ في الروحِ إنَّا=على وعْدٍ وقدْ كنَّا أَجِنَّةْ
أَلَذُّ إذا تَحَدَّثَتِ المَرَافِيْ=عنِ الآتِيْنَ مِنْ رَحِمِ المَظِنَّةْ
فَأُشْعِلُ نارَ أفكاري وأبْقى=رهِيْنَ الظَّنِّ والأحلامُ جُنَّةْ
أُحِبُّ الحُبَّ مِنْكِ وإنْ تعزى=ملأتُ إليكِ دنيانا أعِنَّةْ
ويُوقِظُ حُبَّيَ الغافِيْ عِتَابٌ=بِهِ يَنْصَبُّ غَيْضُكِ كالأَسِنَّةْ
أُحِبُّ الوجْدَ مِنْكِ بلا حدودٍ=وأسْتغْنِي به عنْ فَيْءِ جَنَّةْ
أراقِبُ مِنْكِ ما يسْمو بحُبِّيْ=فأضْحَى طَيْفُكِ الأخَّاذُ سُنَّةْ
وما لِيْ في الهوى إلا خيالٌ=يُخَفِّفُ مِنْ هُمُومِي المُسْتَكِنَّةْ

يحيى الشعبي
14-05-2006, 11:19 PM
الـــــحـــــمــــــى

رحماك يا ربِّ من حُمَّى على مَهَلِ=تطوفُ بالجسمِ تُوهِيْ هِمَّـةَ الرجُـلِ
تُهيضُهُ تجعـلُ الأنفـاسَ لاهبـةً=وتُشْعِلُ الجسم َويحَ الجسم من شُعَلِ
كأنها وظَّفَتْ كـلَّ المعـاولِ فـي=جسم المريض ِفبات العظمُ في فَلَـلِ
رحماكَ يا ربِّ من صفْعاتِ سطوتِها=كم أسْكَبَتْ دمْعَ صبَّارٍ علـى عَجَـلِ
دمعٌ سخينٌ له من نـار مَوقِدِهـا=مـدٌّ وجـزرٌ وتنكيـسٌ لكـل عَـلِ
يسعِّر العين إذْ ما جـاء منسـدلاً=ويُتْـرِعُ القلـبَ بالأكـدارِ والعِلَـلِ

وكلمـا آنَـسَ المسكيـنُ هدْأَتَهـا=كرَّتْ عليـه ككـرِّ الفـارس ِالبطـلِ
وأنشبتْ فيـه أظفـاراً وأسلحـةً=وصيَّرتْـه إلـى الإجهـادِ والكسَـلِ
وكل ُّعظمٍ غدا في الحربِ ساحتها=ما أسْوأَ الحالَ إنّ البأسَ في الحُلَـلِ
الكرٌّ والفرُّ والنيـرانُ فـي جسـدٍ=وصفُّ جندٍ وتحريضٌ وأنـت خَلِـي
ماذا تريدينَ ؟أخْذَ الثأرِ في صَلَـفٍ=ما كنتُ واترَ مَنْ في سَطْوةِ الأجَـلِ

ما ذا أقـولُ عـن الآلامِ توسعُهـا=جسمَ العليلِ فباتَ الجسمُ فـي ثِقَـلِ
وكلَّمـا بـدَّل المسكيـنُ رِقْـدّتَـهُ=أوحى إليها بأنْ زيديْ مـن الخَطَـلِ
يرومُ راحتَـهُ فـي كـل سانِحَـةٍ=فيكتـوي ويكـونُ السَّعـيُ كالزلَـلِ
وكلَّما فرْقَـعَ المسكيـنُ إصْبَعَـهٌ=أو حرَّك الصُّلبَ ويْحَ العظمِ والعَضَلِ
أما الصُّداعُ فيعنـى أنهـا أخَـذتْ=بقبضتَيْها علـى هـامٍ بـلا وجَـلِ
تفُتُّـهُ تعصـرُ الأمْخـاخَ عابثـةً=وتُتْبِعُ العصرَ غرزَ النبـلِ والأسَـلِ
ما عاد في زحمةِ الألام ِ من أمـل ٍ=أضحى القريبُ بعيداً في رُبا زُحَلِ
كمْ ذللتْنِيْ بناتُ الغَمِّ واسْتبقتْ=نحوي الهمومُ فما أبقتْ على رَجُلِ
تَهَدَّمَ الرَّجُلُ الطَّمَّاحُ واحْتَلَكَتْ=رُؤَاهُ حتَّى أبَانَ الصُّبْحُ عَنْ فَشِلِ
ما ذا أقولُ وفي بُرْدَيَّ معْرَكةٌ =ما عُدْتُ آملُ في العَلْيَاءِ والطِّيَلِ
أينَ الحياةُ كَفافاً قدْ رَضِيْتُ بها=أينَ المسراتُ؟ غاضتْ وانْتَهَتْ حِيَلِيْ!
وأينَ أصبحَ تأميلـي ليـوم ِغـدٍ=وأين أنـتَ مـن التأميـلِ والأمـلِ!!

ما أطولَ الليلَ إن ْجاءتـكَ زائـرةً!=تكاد تَجْـزمُ أنَّ الوقـتَ فـي خَلَـلِ
أظنُّها النَّارَ في الشرْيـانِ ساعيـةً=تَهُـدُّ كـلَّ بـنـاءٍ وارفِ الظُّـلَـلِ
وإنْ تُفارقْ أحالـتْ كـلَّ مُلْهِبَـةٍ=ماءً مُراقـاً أَيَغْـدو الجمـرُ كالَبَلـلِ؟!
ماذا التناقضُ ؟!-يا ويلاه- ما عٌرِفَتْ=ماهِيَّةُ الداءِ بـات الصِّْبـر كالعسـلِ

ما أنْصَفَ الطبُّ بالأضدادِ دافَعَهـا=يَظنُّها الضِّدَّ أضْحى الصـدُّ بالقُبَـلِ
ظنَّ الأٌسـاةُ بـأنَّ الـداءَ فارقَنـا=وقـدْ بُليْنـا بـداءِ الضـدِّ والكَلَـلِ
وبات مَـنْ ظنَّـهُ العُـوادُ منقِذَنـا=يُغْرِيْ كُرَيَّاتِنـا يَفْـرِيْ علـى مَهَـل

المقصود بالأضداد المضادات الحيوية

يحيى الشعبي
04-06-2006, 04:40 PM
تَجَلِّيَات



تَرَجَّلَتِ المَنونُ عَنِ الصُّرُوفِ= وأبْدَلَتِ التَّجَهُّمَ بالعُزُوفِ
وفاجأتِ النُّفُوسَ على اغْتِرارٍ = فَأَشْعَلَتِ الهُمُومَ على صُنُوْفِ
يَطُوْلُ النَّأْيُ عنْ بَطْشِ المنَايا= فَنُوْغِلُ في الرَّخاءِ وفي الْعُكُوفِ
وفِي سِفْرِ القضاءِ لنا مُسُوحٌ = مِنَ الأَرْزاءِ تُنْسَجُ في كُهُوفِ
لَبِسْنا الأَمْنَ والإِفْضَالَ حَتَّى= تَطايَرَتِ المَنُونُ مِنَ الكُفُوفِ
وَأَقْبَلَ هادِمُ اللَّذاتِ يَبْنِيْ = صُرُوحَ أَساهُ مِنْ دَمْعِ الأُلُوْفِ
فَإِذْ بالْخالِياتِ غِطاءُ وَهْمٍ= تَكَشَّفَ فانْجَلَى وَجْهُ الْحُتُوفِ
غَشانا في الرَّبيعِ هَجِيْرُ صَيْفٍ= وأَصْبَحْنا على بُسُطِ الخَرِيْفِ




عَجِبْتُ مِنَ التَفَاؤُلِ والأمانِيْ = وَمِنْ مَسْتُورِها الغافِي الْمُخِيْفِ
فَمِنْ رَوْضِ المَفاتِنِ كَمْ قَطَفْنا= وَمَقْبَرَة ُ الأَمانِ على الْكُتُوفِ
تَمُدُّ الرُّوْحَ بالآمالِ تَتْرَى= وَتُلْهِيْنا بِنِسْيانِ الصُّرُوفِ
وَتَصْرَعُنا وفي الأَبْصَارِ طَيْفٌ= مِنَ الأَحْلامِ كالظِّلِّ الوَرِيْفِ
أَأَفْقِدُ كُلَّ مَحْمُوْدِ اللَّيالِيْ =وَنَجْوايَ الْمُحَبَّبَةِ الطُّيُوْفِ؟!!!!!




أَلا يا مَوْتُ يا كَهْفَ الثَّكالَى= وَيَا مُسْتَوْدَعَ الْهَمِّ الْكَفِيْفِ
تَرَفَّقْ إِنْ عَلَوْتَ نِيَاطَ قَلْبِيْ = فَمَا أَوْهَاهُ فِيْ يَوْمِ الْكُسُوْفِ
أَرَى الْباقِي مِنَ الأيَّامِ حُمَّى= سَتَأْكُلُ مَا تَبَقَّىْ مِنْ رَفِيْفِ

يحيى الشعبي
13-08-2006, 01:10 AM
شاشةُ عرضٍ أخرى

يظنونَ أنَّ المشاعرَ ماتتْ
وأنَّ المَشَاهِدَ في معْزِلٍ عنْ نِياطِ القلوبْ
وأنَّا رسمْنا مساراً مُغايرْ
أَرَحْنا بهِ ... مِنْ عِثارِ البصائرْ
يظنُّونَ أنَّا أَلِفْنا المشاهِدْ
فما عادَ منها المُقَزِّزُ
ما عادَ منها بِساط ُالدموعْ
وطَعْنُ الخناجِرْ
وما عادَ مِنْها سبيلُ الجحيمْ
يظنُّونَ ما عادَ منها فسائلُ كُرْهِ الكواسِرْ
يظُنُّونَ أنَّا أَلِفْنا الركوعْ
وما مِنْ صلاةٍ وما مِنْ خشوعْ
سيجتمعُ القطْرُ حيناً
سيصبحُ سيلاً
ويطوي الترابَ الكسيحْ
ويُنْبِتُ صرحَ القدرْ
بكفِّ الضعيف ِالمسيحْ


يظنُّونَ أنَّا بدونِ قلوبْ
بدونِ دماءٍ
بدونِ جوانحَ يغتالها ما تراهْ
وفيها منَ الجمْرِ ما يُهْلِكُ الطارئِيْنْ
ويكْفَلُ للعصرِ نوراً مبينْ
بكفِّ اليقينْ
بكفِّ الإرادةْ
ويمحو غبارَ السنينْ

كفى الناسَ ما اجْتاحَهمْ
وبدَّدَ آمالهمْ
وأتْرَعَ بالويلِ أبصارهمْ
فما عادَ للصبرِ لفظْ
ولا عادَ في القلْبِ أرضٌ لوعظْ


يظنُّونَ أنَّا ألفنَا
يظنُّونَ أنَّا ألفْنا
كفانا سُقامٌ كفانا انهزامْ
كفانا التبَرُّجُ عبْرَ الكلامْ
ألا أوقفوا عرْضَ شاشاتِكمْ
ألا أوْقفوا كلَّ إعْلامِكمْ
كفانا ضرامْ

سأخْبِركمْ أيْنَ أفْضَلُ شاشةِ عرضٍ
لهذا الدَّمارْ
لقتلِ الصِّغارِ ومحْوِ النَّهارْ
وإجْهاضِ حُلْمِ السلامْ

سأخْبِركمْ أيْنَ أفْضلُ شاشةِ عرضٍ
لهذا الحُطامْ
لقانا لغزةْ
لبيتِ الأعزةْ
لبيروتَ أرضِ الجِنانْ
لأرضِ الجنوبْ
أأخبركمْ أيْنَ أيْنْ ؟
بعينِ القرارِ بعينِ الجيوشْ
بساحِ القنابلِ والطائراتْ
رؤوسِ الصواريخِ والماخراتْ
هنالكَ شاشةُ عرضٍ كبيرةْ
ستحوي الألمْ
وتنسى الدمارَ بُعَيْدَ العروضْ
وأمَّا الشعوبُ قلوبٌ ودمْ
وهَمٌ وغَمْ
ألا أطْفِئِوا نارَ شاشاتِكمْ
ألا أطْفِئِوا نارَ شاشاتِكمْ

يحيى الشعبي
05-09-2006, 10:31 PM
يحتويكَ الهمُّ يستشري بفكرِكْ= يغْزِلُ الشَّجْوَ جراحاتٍ بصدْرِكْ
ويُغَطِيْ النُّورَ بالأوهامِِ حتى = يُبصرَ الويلاتِ في ساحاتِ نحْرِكْ
عَبَثَاً تسلو وفي القلبِ أَزِيْزٌ= كأزيزِ المِرْجَلِ الطَّاهِي لأَمْرِكْ
وعُتُوُّ الليَّلِ كَفٌ تَجْتَلِيْ الــ= غُصَصَ الحَرَّى وتَذْرُوها بثَغْرِكْ
تَغْتَلِيْ فيكَ التراتيلُ وتَنْأى = فالمدى المنهوكُ والفوضى بوعْرِكْ
كلُّ مأمولٍ تردَّى وارْتضى الـْـ= مُعْتِمَ الجاثيْ على أنْقاضِ فِكْرِكْ
يَصْطَلِيْكَ الجَرْحُ ما لِلْجرْحِ أمسى= يَخْنُقُ النبْضَ ويطْويْ خَيْطَ فَجْرِكْ
يُلْبِسُ الأكْوانَ قِطْراناً ويمحوْ= أثَرَ النورِ ويَسْتَعْلِيْ بأسْرِكْ
أصْبَحَ الميْسورُ منْثوراً وأمْسى= بارقُ الحظِّ يُجَارِي حَيْفَ دَهْرِكْ
وخبايا النَّفْسِ أسْواطٌ وجَمْرٌ= يُحْرِقُ الخيْرَ ويَبْنِيْ قَصْرَ شَرِّكْ
أنتَ كالتَّنورِ مسْجُوراً لماذا؟= أَنْتَ لنْ تُحْرِقَ إلاَّ حقلََ زهْرِكْ
مَنْ سقاكَ الغيْظَ ؟ والغاياتُ نُوْرٌ= يَرْسُمُ الأفْلاكَ في مِضْمارِ عُمْرِكْ
يَغْزِلُ الفجْرَ ويَسْقِيْكَ تَرَاتِيْـ = لاً تُزَكِّيْ غَرْسَ مَكْتُوبٍ بِسِفْرِكْ
وَتُرَبِيْكَ على هامات ِشَدْوٍ= ينَقْضُ ُالهَمَّ وَيُعْلِيْ ضَوْءَ طُهْرِكْ
مَنْ أناخَ الهَمَّ في واحاتِ طُهْرٍ = وابْتَنَى كَهْفَ المتاهاتِ بِقَصْرِكْ ؟!
23/7/1427هـ
[/POEM]

يحيى الشعبي
07-10-2006, 06:54 PM
رَفْرفِيْ فوقَ مساحاتِي وظِلِّيْ = واقطفِي زهْرَ مراياي َوفُلِّيْ
وتَثَنَّيْ بينَ أفياءِ الهوى= وارشُفي شَهْدَ خبايايَ وَعُلِّيْ
لَكِ منِّي كُلُّ محمودِ المُنى= لَكِ قلبي لَكِ رُوْحِي ْلك كُلِّيْ
يزْدَهِيْ نبضِيْ برؤياكِ كما = في التفاتاتِي وإخْبَاتِيْ وظِلِّيْ
راقبيْ بوحِي فأشْتاتِي هُنا= تَرْسُمُ اللُّقْيا بألوانِ التَّجَلِّي
ها أنا أرْنُو إلى الدَّرْبِ فَهَلْ = لَكِ أنْ تَهْدِيْ طريقيْ وتُجَلِّيْ
هذهِ دنيايَ تزْهُو أَلَقاً = بِتَرَاتِيْلِ مُنانا فأَطِلِّيْ
أنْتِ للوقْتِ ميادينُ رؤىً= يُزْهِرُ الوقْتُ على كَفِّ الأَجَلِّ
هاكِ كَفِّيْ فلْتُعِيْدِيْ رَسْمَها = واقْرئِيْ الأوْرادَ فيْها واسْتَحِلِّيْ
هاكِ كَفِّيْ شَكِّلِيْ خارِطَتِيْ= لتَضارِيْسِيْ أَبِيْدِيْ واسْتَهِلِّيْ
رتِّلِيْ الحُبَّ بأنْغَام ِالرِّضا= وبِرَوْضِ القَلْبِ تِيْهِيْ واسْتَظِلِّيْ
إنَّنِيْ ظِلٌ ظليلٌ قَيْظُهُ = مِنْكِ صَدٌ ودَلالٌ فَأَقِلِّيْ
وامْنَحِيْنِيْ لَذَّةً باقيةً = واصْرِفِيْ عنِّيْ أباطِيْلَ التَّوَلِّيْ
أنا مُشْتاقٌ فصونِي أضْلُعِيْ= وذراعَاْكِ ربِيْعِيْ فَأَهِلِّيْ
باذِلٌ رُوحِيْ لأطْيافِ الهوى = إنْ تكُنْ رَهْنَ مَداكِ المُسْتَزِلِّ

يحيى الشعبي
29-10-2006, 03:43 PM
مقبرة الأوهام

أضغاثُ أحلامِـكِ المشبوهـة النَّسَـبِ=تُكَبِّـلُ الأمْـسَ بالأوْهـامِ والـرِّيَـبِ
وترسـمُ القـادمَ الوضَّـاحَ معـركـةً=شعارُهـا الهتْـكُ للنِّيَّـاتِ فانسَحِبـيْ
ودثِّـريْ عُمْـرَكِ البـاقِـيْ بأمنـيـةٍ=أنْ تمَّحِي منْ خيالاتـيْ ومِـنْ كُتُبِـي
ومِنْ تراتيْلِ أسْمـاريْ فقـدْ رَجَحَـتْ=بِكِ الظُّنـونُ وأزْرى الدهـرُ فانْتَحِبِـيْ
ولْيَهْنِكِ الويلُ بـات الويـلُ مرْحَمـةً=تُسْقِيكِ من كفها صابـاً علـى نَصَـبِ
حَفَـرْتُ عينيـكِ للأوْهـامِ مقـبـرةً=صَقلتِ فيها مرايـا الزَّيْـفِ فانْتَسِبِـيْ
هـذي مرايـاكِ عَـرَّتْ كـلَّ شامخـةٍ=تَكَشَّفَـتْ وانْجلـى المَطْلِـي بالذَّهَـبِ
حَسِبـتُ عينيـكِ للأحـلامِ مثـمـرةً=فأصبـحَ التيـنُ زقُومـاً بعيـنِ أَبِـيْ
فلْيَهْنِكِ الأكلُ مِـنْ أوصـابِ مَرْحَلـةٍ=شربتُ فيها زُعافـاً والمـدى سُحُبِـيْ
كمْ نِلْتُ مِنْ برْقِهـا اللَّهَّـابِ صاعقـةً=كمْ نِلْتُ مِنْ رَعْدِها الصخَّابِ رَوْعَ صَبِيْ
وِلَمْ أَنَلْ مِنْكِ إلا الوعْـدَ مـا بَرِحَـتْ=رُؤاكِ تَشْتَـطُّ حتـى عِشْـتُ للنُّـوَبِ
أُعانق الوَهْـمَ والأغْـوالُ تَصْرَعُنِـيْ=وأنْتِ تَمْشينَ فـي زَهْـوٍ ولـمْ أَتُـبِ
كـمْ قُلـتُ لبيـكِ والآمـالُ تُمْطِرُنِـي=شوقاً إليكِ وفي عِطْفَـيَّ حُـبُّ غَبِـيْ
لا يَرْعَـوِيْ عـنْ مُناجـاةٍ وتَمْتمَـةَ ٍ=تُنْبِيْكِ عنْ حُبِّـهِ الفيَّـاضِ والرَّحَبِـيْ
تُنْبِيْكِ عنْ جِسْمِهِ الرَّعَّـاشِ إذْ لَمَحَـتْ=عَيْنَاك عَيْنَيْهِ يرْعَـى رَعْشَـةَ الهُـدُبِ
تُنْبِيْكِ عن شوقِهِ الوقَّـادِ عـنْ رَجُـلٍ=أفْنى الحياةَ بصـومٍ غيـرِ مُحَتَسـبِ
أَتَذْكُـرِيْـنَ تراتيْـلـي وأغْنـيـتـيْ=عنْ الهُيامِ وعـنْ إغرائِـكِ الذَّهَبِـي؟
أَتَذْكُرِيْنَ كـمِ اسْتغرقـتُ مـن زَمَـنٍ=أرجو رضاكِ وكمْ أفنيْتُ مـن سبـبِ؟
أترَعْتُ كفيكِ من ماءِ الهوى وشَكَـتْ=كفَّايَ منْ جدْبِهـا الموعودِ..فانْسَكِبِـيْ
أَتَذْكُرِيْنَ ؟ يظلُّ العيـشُ- مسْغَبـةً -=خيراً منَ العيْشِ فـي جنَّاتِـكِ الغُلُـبِ
آنَ الآوانُ تَجَلَّـى الزيـفُ وانصرفـتْ=عنكِ الشياطينُ باتَ السحرُ فـي تَبَـبِ
ها أنـتِ مملوكـةٌ للوهـمِ يُمْطِرُهـا=مستقبـلُ العمـرِ بالآهـاتِ واللَّهـبِ
فغادريْنِـيْ إلـى الأمْـواتِ لا حُمِـدَتْ=تلكَ المسـاءاتُ أو أبْقَـتْ علـى أَرَبِ
وسلِّمِـي عندمـا تأتيـنَ مقبـرةَ الـ=غيِّ الوبـيءِ علـى أربابِـكِ النُّجُـبِ
ومَنْ أضاعُوْكِ فـي أدْغـالِ غايَتِهِـم=وأنْبتـوكِ بـأرْضِ الزيْـفِ والكَـذِبِ
قوليْ لهمْ كانَ يهوانـيْ فعثـت بـه!=واليومَ أهـواهُ والنِّسيـانُ إرْثُ أَبِـيْ!
صنَعْتُ منـهُ عُـرَى قلْبِـيْ فَقَطَّعَهـا=كما فعلـت وليـس النصـر كالغلـب
باتتْ سَجايايَ رَهْنَ الموتِ مُذْ نَسَجَـتْ=فيَّ الأكاذيبُ نَسْـجَ الوهْـنِ والعَطَـبِ
أنا المـواتُ وغيـريْ الحَـيُّ تَمْنَحُـهُ=رُؤاهُ بَلْسَمَهـا الوضَّـاءَ كالشُّـهُـبِ
يا مَوْطِنَ الوهْمِ عَرَّى الصُّبْحُ موطِننـا=واغْتالنا اللَّيْلُ بالأضْـواءِ والصَّخَـبِ
وغَرَّنـا أنَّنـا نَبْنِـي الكـلامَ بــلا=وعْيٍ وفيْنـا عَمَـى صَنَاجـةِ العَـرَبِ

12/5/1427هـ

يحيى الشعبي
19-11-2006, 09:24 PM
يا دَفَّةَ الدَّهْرِ ما أشْقى تَبارِيْحِي= وما أحَرَّ لَظَى هَمِّيْ وتَجْرِيْحي
باتتْ مساعِيَّ قَيْدَ الوهْمِ ما نَجَحَتْ= وما أَظُنُّ بِخافٍ عَنْكِ تَطْويْحِيْ
وما أظُنُّ لَهِيْبَ الرُّوحِ تَصْرِفُهُ = عَنِّي التَّناهِيدُ أوْ رُقْيا تَرَاويْحِيْ
وَسِرُّ مأْساةِ ميْنائِيْ وَمُنْقَلَبِيْ = إلى المتاهاتِ أضْحَى رَمْزَ تَرْوِيْحِ
يَخُوْنُنِي البَوْحُ حِيْناً والْمدى لُغَتِيْ = غاياتُها تَعْتَلِيْ صَمْتِي وتَصْرِيحِي
مَرِاكِبِيْ لمْ تَعُدْ تَقْوى على غُصَصِي = أضْحى العِثارُ رفيْقَ الدَّرْبِ والرُّوْحِ
أَجُوْبُ كُلَّ بحار الفكرمُنْتَضِياً = سَيْفَ الصَّوابِ فألهو عن مصابيحي
وتغْرُبُ الشَّمْسُ واللُّقْيا بِخاتِمَتِي = تَنْأى وينأى المَدى عنْ شَطِّ تَلْويْحِي
ويصْبِحُ الصُّبْحُ والمَرْسَاةُ قدْ ضَجِرَتْ = مِنَ المُكُوْثِ فخانَتْنِيْ مَعَ الرِّيْحِ
أَبِيْتُ أَذْرَعُ بِيْدَ الهَمِّ ما نَبَتَتْ= بِها مُنايَ ولا جَفَّتْ تَبَارِيْحِيْ
ماذا جَرَى والهوى المَحْمُوْمُ يَنْسُجُنِيْ= حُلْماً شَفِيْفاً كَلَأْلاءِ التَّسابِيْحِ

يحيى الشعبي
28-11-2006, 10:42 PM
رصيف البين
تَرِبَتْ يدُ البينِ المشيِّدِ للضَّنى= الملْبِسِ الأحياءَ ثوبَ مماتِ
المُسْدِلِ الظلماتِ في أرْواحِنا =والمنْبِتِ الأشْواكَ في الخلجات
المُتْرِعِ النَّجوى بزيفِ مظنَّةٍ = قَطَعَتْ أَكُفَّ الصَّفْحِ بالهَفَوَاتِ
واسْتَنْبَتَتْ غُصَصَ الفِراقِ ومَازَجَتْ= زَقُّومَ أعدائيْ بِطْلْعِ لِدَاتِي
حتى ظننا منْ نُحِبُّ مُخاتلاً= يسعى لِهَتْكِ سَريْرَةٍ وعَبَاةِ
حتى ارتَمَيْنا في سرابِ مُعَتَّقٍ = بالحقْدِ يَبْنِيْ قصرَه بِرُفَاتِي
أنَخِيْطُ مِنْ صَلَفِ الظُّنُونِ إزارَنا؟!= شفَّ الإزارُ فمَنْ لِسِتْرِ عُرَاةِ
ما للحياةِ تسومُنا سكراتُها؟! = وتُحِيْلُنا صخْرا مَعَ الأوْقاتِ
نحيا على شَظَفٍ ونذكرُ أمْسنا = بالمكْرُمات ِونَتَّقِيْ بِبَتَاتِ
...
ما لِلْغُوايةِ تَسْتَظِلُّ بِصَمْتِنَا ؟!= وتُقِيْمُ في كَنَفِيْ بِرَغْمِ أَذَاتِي
وتَبيتُ تَعْتَرِشُ الفؤادَ وتَسْتَقِيْ = مِنْ ماءِ أوْصابِي وحُلْمِ غَدَاتِي
طالَ الصدودُ وطالَ صَمْتُ ملالَتِي= والبيْنُ يأْكُلُ سلْوَتِيْ وأَنَاتِيْ
والعاصفاتُ تروْمُ مَحْوَ يَقِيْنِنا= وأرَى لها صرْحاً مِنْ الأمْواتِ
وأنا أُقَبِّلُ كَفَّ سَطْرِ حَقِيْقَةٍ = خُطَّتْ بِحَرْف ٍغَصَّ بالحَسَرَاتِ
أصْبو إلى لَمِّ الشَّتاتِ وغايَتِي ْ= -رَهْنَ الملامِ- أُعُيْذُها بِشَتاتِي
ما زِلْتُ أَرْتَقِبُ الإيابَ وأَبْتَنِيْ = قَصْرَ الودادِ بِلُحْمَتِيْ وَسَدَاتِي*
25/10/1427هـ

يحيى الشعبي
29-12-2006, 08:29 AM
سلاااااااااااااام عليك
عجيبٌ مضاؤكَ نحْوَ الحنايا
بعَصْفٍ ورعْدٍ وبرْقْ
وهمْزٍ ولَمْزْ
وفيْ كَفِّكَ الكَيْدُ كُلُّهْ
تُؤَجِّجُ ناريْ
وَتُرْخِيْ سِتاريْ
أتَبْنِي الألمْ؟!
وتغرسُ فيَّ السَّقَمْ؟!
لماذا جَنَحْتَ إلى كلِّ هذا؟!
.
أكيد...
صدودُكَ عنِّي
وتعْلَمُ أنِّيْ أُقَلِّمُ أظْفَارَ سُخْطِيْ
وأَغْمِضُ عَيْنِيْ على جَمْرِ صَدِّكْ
أقُولُ يَلِينْ
وأنْتَ تَكِيْدْ
وَتُبْدِيْ تُعِيدْ
وتَقْتُلُ في كُلِّ يومٍ مَزِيْداً مِنَ الأمنياتْ
أَتَمْحُو البياضَ الذي ظِلْتَ دهْراً تُسَقِّي غِراسَهْ
أَتَقْتُلُ فيَّ النقاءْ
أَمَا كانَ يكفيْ العِتابُ نهاراً
أمَا كان يكفيْ اختطافُ الهناءْ
ورَمْيُ الحقائقِ في سَلَّةِ المُهْمَلاتْ
أَمَا كانَ يكفيْ؟!
أَمَا كانَ يكفيْ؟!
.
وَرَبِّكَ ما عادَ في الْقَلْبِ إلاَّ اللَّهيب ْ
وأخْشى احتراقْ ....
فما عادَ للصبْرِ ساحة ْ
جُنُونُكَ فلَّ الحُسام ْ
وأَوْهَى الْعزائِمَ
أدْمَى سَنَابِكَ خَيْليْ
وأَذْكَى انْطِفائِيْ ْ
سلامٌ على مَرْتَعِ الوِدِّ فينا
سَلامٌ عليْك ْ
بِرَغْمِ اسْتِبَاقاتِ عَقْلِيْ إليكْ
وَكُلِّ اشْتِهاءاتِ قَلْبِيْ
سلااااااااااااااامٌ عَلَيْكْ
7/ 12 /1427هـ

يحيى الشعبي
27-01-2007, 10:11 PM
موت المواجع
شعر يحيى بن إبراهيم الشعبي
7/1/1428هـ

على أعْذبِ الذكْرى تموتُ المواجعُ = ويسْتَبْرِدُ الآهاتِ فَيْءٌ وراتِعُ
أُبادِرُ صفْوَ الوقْتِ إنْ حُمَّ سانِحٌ= ويلهثُ خلفَ الحُزْنِ صادٍ وجائعُ
أمانيَّ ما شاختْ وما شِخْتُ إنَّما = توارتْ فعزَّانيْ قَنُوْطٌ وجازِعُ
وليْ أَمَلٌ أنْ يَعْقُبَ الجَدْبَ هاطلٌ= به ترتوي الأرواحُ.. تزهو المرابِعُ
ولي مُجْتَنَى حُلْوُ العطاءاتِ يغَتْلَِيْ= متى عادَنِي طَيْفٌ مِنَ الحُبِّ ساطِعُ
صَحِبْتُ رَغِيْدَ الوقْتِ والسعْدِ والمُنى= وَلِيْ خَلْفَ أسْرارِ التراتيْلِ رابِعُ
أُؤَثِّثُ روحي بالحُبُورِ وأَجْتَلِيْ = خَوَالِيَّ والأيامُ جافٍ وماتِعُ
صُدُودِي عنْ الأنَّات لا بُدَّ غالبٌ = إذا صافَحَتْني بالسُّلُوِّ المراجعُ

يحيى الشعبي
03-02-2007, 09:18 PM
لم يكترث
شعر يحيى بن إبراهيم الشعبي
6/1/1428هـ

لمْ يكْتَرِثْ يومـاً بِـدَلِّ المُلْهَمـةْ=خَطَرَاتِها نَظَراتِهـا والحَمْحَمَـةْ
وَجَنَاتِها والغُنْجِ والوَهَجِ الـذيْ=أَزْرَى بِكُـلِّ مُزَيِّـنٍ وَتَسَنَّـمَـهْ
أشْيائِها اللاتِيْ تُوَسْوِسُ كَالْحُلَـى=وَتَطِيْشُ أَحْياناً فَتُحْدِثُ هَمْهَمَـةْ
وَتَطِيْرُ حِيْناً مِـنْ يَدَيْهـا خِلْسةً =وَهُوَ السَّحابُ طَهَارَةً ما أعْظَمَـةْ
ضَحِكَاتُها وهَزِيْمُ سُقْيَاها يَشِـيْ=بالدِّفْءِ والفوْضَى ورُوْحٍ مُضْرَمَةْ
وعُيونُها الخَطِرَاتُ في شَزَرَاتِهـا=تَهْوِيْ بِكُلِّ فَضِيْلَـةٍ مُسْتَعْصِمَـةْ
والْجَوُّ والأَتْرابُ والطُّرُقُ التـيْ=جاءتْ بِهِمْ تُغْرِيْ وتَنْصِبُ سُلَّمَهْ
لمْ يكْتَرِثْ حتـى بِعِطْـرٍ واعِـدٍ=صاغَ المشاعِرَ للمشاعِرِ أَوْسِمَـةْ
وَيُحَرِّضُ النَّجْوى ويَمْخُـرُ لُبَّـهُ=فَيَصُدُّ عَنْ دَعْوى الرُّجُولَةِ كالأَمَةْ
لمْ يكترثْ بمعارِجِ الجَـوَّال لَـمْ=يَرْمِ الشَّباكَ إلـى غَـوِيٍ كَلَّمَـهْ
لمْ يَسْعَ للَّهْـوِ الخَصِيْـمِ كأنَّـهُ=بالطُّهْرِ صِيْغَ ونَفْسُهُ مُسْتَعْظِمَـةْ
لم يكترثْ لم يكترثْ لم يكتـرثْ=واليومَ يرْزَحُ في حَبَائِلِ مُجْرِمَـةْ

يحيى الشعبي
28-02-2007, 02:45 PM
تراتيْلُ الهوى
شعر يحيى بن إبراهيم الشعبي
8/2/1428هـ


لَمَّا دَلَقْتُ مَواهَبِيْ = في لَحْظَةٍ كاللائِحةْ
وَسَبَحْتُ في لُجَجِ الهوى= أُذْكِيْ هُيامَ السَّائِحةْ
أَتَفَيَّأُ القَلْبَ الذي= دَهْراً مَلَكْتُ مَسارِحَةْ
فَسَكَبْتُ عِطْرَ غِوِايَتِيْ= وَأَهَضْتُ حِلْمَ الرَّاجِحَةْ
لَمَّا دَلَقْتُ مَوَاهِبَيْ = في رَوْعِها كَالفاتِحَةْ
هَرَعَتْ تُقَبِّلُ راحَتِيْ = وَتَقُوْلُ إِنِّيْ جامِحَةْ
كاللحْظَةِ الأبْهى هُنا = كالوَرْدِ أفشى الرَّائِحَةْ
أَزِحِ السِّتارَ عَنِ الجَوى = إِنِّيْ لضَوْئِكَ طامِحَةْ
فَأَرِحْ جَوَادَكَ سَيِّدِي = فَالْقَلْبُ مِلْكُكَ طارِحَهْ
وَأَضِئْ حَنايا غِبْطَتِيْ= آ سِ الفُؤادَ وَمانِحَةْ
رَدِّدْ تراتيْلَ الهوى = واصْدَحْ فروحِي صادِحَةْ
مَعَكَ الحياةُ لَذِيْذَةٌ = ولها طُيُوبٌ فائِحَةْ
لِمَ لا تَكُوْنُ كما أرَى ؟ ! = فِي لَحْظَتِيْ والسَّانِحَةْ
لِمَ لا تَكُوْنُ كَسَابِحٍ = بِالعِشْقِ إِنِّيْ سابِحَةْ
أَرْنُوْ إليْكَ بِلَهْفَتِيْ = أَهْفُوْ إليْكَ مُسامِحَةْ
لِمَ لا أَكُوْنُ ؟! نَكَأْتِ ما= سَامَ الفُؤادَ لَوافِحَةْ
سُبُلُ المشاعِرِ كُلُّها = بالْهَمِّ باتَتْ طَافِحَةْ
ما ذا؟! نَبَشْتِ مَقابِرِيْ = -حُمْقاً- فَكُوْنِي النَّائِحَةْ
نَضبَتْ رَوَافِدُ بَهْجَتِيْ =أَفْنَيْتِها يا ناصِحَةْ !
قَلْبِيْ تَلَهَّى بُرْهَةً = فَأَهَجْتِ مِنْهُ الَّلافِحَةْ
جُرْحُ الكرامةِ نازِفٌ= غَطَّى الهوانُ جَوَارِحةْ
كيْفَ السَّعادةُ والرَّدى = يَبْنِي المآسِيْ الكالِحَةْ
فَحَرَمْتِ نَفْسَكِ مِنْحَةً= وَظَنَنْتِ أَنَّكِ رَابِحَةْ!

يحيى الشعبي
03-05-2007, 01:58 PM
مرارات ...
مَراراتٌ ... مَراراتُ = وَقَيْدٌ وَانْقِيَادَاتٌ
وَغاياتٌ مُبَعْثَرةٌ = تُعَرِّيْها البِدَاياتُ
وَأَكْوامٌٌ مِنَ الصَّيْحا= تِ تَذْرُوها المسَاءاتُ
وَتُثْبِتُ أنَّها رُؤْيا= تَبَنَّتْها التَّفاهاتُ
بَهِيْمُ الوَهْمِ يَعْمُرُها = وَتَملَؤُها السَّخافاتُ
أَلِفْنا مَرْتَعَ الفَوْضى = وَسامَتْنا المُحاباةُ
فُغَابَ الصِّدْقُ مَغْبُوناً= وَغَطَّى الوجْهَ زَلاَّتُ
وَأَدْمَى غَايةَ الأَنْقَى = جَلِيْسٌ عاشَ يَقْتَاتُ
وَيَسْعى نَحْوَ غَايَتِهِ= تُغَذِّيْهِ الخَساراتُ
وَيَزْعُمُ أنَّه نَجْمٌ=لَهُ كالصِّيْدِ صَوْلاَّتُ
فَذُبْنا فِي غِيابِ الوقْـ=تِ غَرَّتْنا الحِكاياتُ
وَأَسْكَتْنا صَهِيْلَ العقْـ=لِ ما لِلْعَقْلِ مِصْماتُ
شَرِبْنا خَمْرَ شِقْوَتِنا= فَخَانَتْنا القراراتُ
أَنِسْنا بالمرايا الزَّيْــ=فِ وَيْلَ الزَّيْفِ يَفْتاتُ
لنا التَّاريْخُ مُرْتَهَناً = بِهِ تَسْمُو الحَضَاراتُ
وَلَكِنْ للرَّدى وَعْدٌ = وَلَلأوهامِ مِيْقاتُ
تُغَطِّيْنا مَذَلَّتُنا = وَتَنْحَرُنا الخلافاتُ
فكيفَ نَصُونُ عالَمَنا = وَنَحْنُ اليْومَ أَمْواتُ

يحيى الشعبي
07-06-2007, 02:01 PM
بقداس!!!

ذابتْ على كِفِّ العَذَابـاتِ الرِّغـابْ= فَتَسَرْبَلَتْ نَفْسُ الكَظِيْمِ بِكُـلِّ صَـابْ
آمالُنـا غاضَـتْ برمـل شقاقـنـا=وَنَبَتْ عَنِ الحَقِّ اشْتِهاءَاتُ الصَّوَابْ
وَغََدَا يَحُفُّ مسَارَنا شَـرَكُ الْهـَوَى=فَتَشَبَّثَتْ أَرْوَاحُنا بِـسَنا السَّـرَابْ
ِمنْ نَسْجِ مـاضِيْنَـا نُرَقِّـعُ واقِعـًا=مُـرًّا تُعَرْبِـدُ فِـيْ أَزِقَّتِـهِ الكِـلاَبْ
نَهَـبُ الغَرِيْـبَ قُلُوبَنـا لِيَسُومَهـا=خَسْفاً وَنَفْـرَحُ بِاقْتِراحـاتِ الذِّئَـابْ
نَهْفُو إلى النَّصْرِ العَزِيْـزِ وَخَطْوُنـا=نَحْوَ الْهَزِيْمَـةِ مُسْتَحَـثٌ مُسْتَطـابْ
مـاذا جَـرَى ِللْيَعْـرُبِـيِّ تَـقُـودُهُ=أَهْـوَاؤُهُ نَحْـوَ المَهَانَـةِ كالذُّبـَابْ
مـاذا جَـرَى ِللْيَعْـرُبِـيِّ تَــؤُزُّهُ=نَجْوَى الضَّلالةِ نَحْوَ تَبْرِيْرِ العِقَـابْ
كَيْفَ الوصُولُ إلى مَرَافِئِ غَايـَــةٍ = جَنَحَتْ عَنِ التَّقْوى وَعَنْ فَهْمِ الكِتَابْ
قَابِيْلُ يَعْبَـثُ فِيْ مَرَافِـئِ فِكْرِنـا=فَنَطِيْشُ والصَّيْحاتُ تَصْطَخِبُ اصْطِخابْ
مِنْ أَيْنَ جاءَ وكَيْفَ صـارَ مُدَجَّجـًا=بالوَهْمِ تَمْنَحُهُ الضَلاَلَةُ مـا نَهَـابْ
إِقْصاؤُنـا ِللْعَقْـلِ يَمْنَحُنـا الـرَّدَى=وَصِياحُنا جازَ البَسِيْطَـةَ والسَّحَـابْ
وَنَقُـولُ كَـلاَّ والهَـوانُ مَقِيْلـنـا=وَمَبِيْتُنا اللَّوْعاتُ أَمْسَـتْ كَالإِهـابْ
بَغْدَادُ بَلْ يـا قُـدْسُ بَـلْ بَغْـدادُ لا=أَدْرِيْ ِلأَيِّهِمـا أُنَـادِي بِانْتِـحـابْ
أَوَّاهُ يـا( بَقْـدَاسُ) أَحْرَقَ مُهْجَتِـيْ=حَـرُّ التَّـأَوُّهِ واغْتِيـالاتُ الجَـوابْ
يَصْطَكُّ بينَ أَضَالِعِيْ رَجْعُ الصَّـدَى=وَتَصُبُّ فِيْ عَيْنَـيَّ أَوْدِيـةُ العَـذابْ
وَيَؤُزُّنِـيْ صَـوْتُ النَّعِـيِّ فَأَرْتَمِـيْ=فِيْ مَهْمَهِ الحَسَرَاتِ يَعْصِرُنِيْ الخَرَابْ
يَنْداحُ بينَ جَوَانِحِيْ جُـرْحُ الـمدى=يَغْتَالُنِيْ سَيْلُ الدِّمـاءِ بِـلا حِسَـابْ
مَنْ لِـيْ بِقَلْـبٍ لا يُحِـسُّ فَرُبَّمـا=حُمَّى المَشاعِرِ أَوْرَثتْنِيْ مـا أَهَـابْ
ماذا جَرَى يا دَهْرُ أَلْبَسَنـا الهَـوَى=ثَوْبًا جَحِيْمًا يا لًبُؤْسِيَ فِـي الثِّيـابْ

يحيى الشعبي
01-10-2008, 12:12 AM
لا لا تَغِبْ .
الذكرياتُ رِضاً وَغَمْ
تأتيكَ مثلَ غَمَامَةٍ
تأتيكَ وَجْهَ جَهامةٍ
تأتيْكَ في الثوبِ القَشِيْبِ
عليْهِ لألاءٌ وَدَمْ.
***
تُؤويْكَ في جنَّاتِها
تَحْويْكَ في صُندوقِها الخَشَبِيِّ
بينَ أطايبِ الكافُورِ والرَّيْحانِ
بينَ نَفَائِسِ الأحْجارِ والمَرْجانِ
بينَ الحُلوِ والأحْلى
مَعَ الأحْبابِ إذْ كانُوا ...
مَعَ اللَّذاتِ واللَّذا....
***
الذكرياتُ مَطاوِحٌ
أَلْقَتْكَ فيها النَّائِباتْ
تُصْليكَ في لأْوائِها
تَرْميْكَ في تابُوتِها الحَجَرِيِّ
تَحْتَ قَذائِفِ الآلامِ والنِّيرانِ
بينَ مطارقِ الأقْدارِ والسِّنْدانِ
فاشْرَبْ مُرَّها قَسْراً
وعاقِرْ أدْمُعاً حُمْراً
مَعَ الأحْبابِ إذْ كانُوا ....
مَعَ الآهاتِ والآها...
***
أَتُراكَ تَعْبُرُ نَحْوَ أيِّهما ؟!
أَجِبْ .!
للضَّوْءِ أمْ للحُزْنِ أمْ للحَسْرَةِ الأَبْقَى !
أَجِبْ !
هَذِي الطَّريقُ بِشَوْكِها
هَذِي الطَّريْقُ بِوَرْدِها
لا تَضْطَرِبْ .
عِشْ لَحْظَتَيْكَ بِمُرِّها وَبِحُلْوِها
عَبِّئْ مَكانَكَ بالحُضُورِ ولا تَغِبْ .
فَلَرُبَّما فَاضَ الجَمالُ وأَنْ عَسَى
اعْبُرْ ...
جِرِاحُكَ ليْسَ يُبْرِئُها الأَسَى
لا لا تَغِبْ .