أيمن العتوم
16-04-2004, 12:41 PM
في القلبِ عزّ الدين
شعر: المهندس أيمن العتوم
مهداة إلى الشهيد عز الدين المصري، بطل عملية القدس التي فجّر فيها نفسه وقتل عشرين يهودياً وجرح أكثر من مائة … إليه ونهر الشهداء ما زال يسيل حاملاً الحياةَ للأمة الميتة …
فَجِّرْ بِهِمْ أَرْضِي وَجَوَّ سَمَائِي=وَانْسِفْهُمُ في البَرِّ، أَوْ في المَاءِ
وَاقْتُلْهُمُ إِمّا ثَقِفْتَ بِهِمْ، وَدَعْ=وَجْهَ الرَّصِيْفِ يَسِيْلُ بِالأَشْلاءِ
وَاشْفِ الصُّدُورَ فَلَيْسَ يُشْـفَى صَدْرُنَا=إِلاَّ بِتَقْتِيْلٍ وَسَفْكِ دِمَاءِ
حِقْدٌ عَلَى جِنْسِ اليَهُودِ يَهُزُّنا=وَيَعِيْشُ في الأَعْمَاقِ وَالأَحْشَاءِ
وَلَوِ اسْتَطَعْتُ لَصُغْتُ شِعْرِيَ كُلَّهُ=لَهَبَاً مِنَ الأَحْقَادِ وَالبَغْضَاءِ
ضِدَّ اليَهُودِ عَلَى المَدَى وَإِلى الرَّدَى=حَتَّى يَبِيْنَ الحَقُّ لِلْجُهَلاءِ
**********
فَجِّرْ بِهِمْ أَرْضِي وَجَوَّ سَمَائِي=وَانْسِفْهُمُ في البَرِّ أَوْ في المَاءِ
شَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ حَتَّى يَذُوقُوا=لَوْعَةَ المَنْكُوبَةِ الثَّكْلاءِ
أَشْعِلْ فَتِيْلَ الحَرْبِ مَا مِنْ مَهْرَبٍ=إِلاَّ لِحَرْبٍ مُرَّةٍ شَعْوَاءِ
وَدَعِ التَّعَقُّلَ جَانِباً وَاضْرِبْ بِهَا=عُرْضَ الجِدَارِ نَصَائِحَ الحُكَمَاءِ
مِنْ كُلِّ مَسْخٍ رَاحَ يَدْعُو رَاجِيَاً=ضَبْطَ النُّفُوسِ بِلَهْجَةِ اسْتِخْذَاءِ
إِنَّا خُلِقْنَا لِلْجِهَادِ فَخُضْ بِنَا=حَرْبَاً، وَخَلِّ السِّلْمَ لِلْكُبَرَاءِ
أَنَا لا أُرِيْدُكَ غَيْرَ أَكْرَمِ مَيِّتٍ=فَإِذَا فَعَلْتَ؛ فَمَا يُفِيْدُ رِثَائِي؟
أَعَلِمْتَ ؟ كِدْتُ أَطِيْرُ مِنْ فَرَحٍ وَهُمْ=مَا بَيْنَ نَدَّابٍ إِلى بَكَّاءِ
أَطْرَبْتَنِي يَا بْنَ الكَتَائِبِ لَوْ تَرَى=مَا يَصْنَعُ التَّفْجِيْرُ بِالشُّعَرَاءِ
وَاللهِ مَا سَكَنَتْ ضُلُوعِيَ فَرْحَةٌ=أَحْلَى، وَقَدْ نُثِرُوا بِكُلِّ فَضَاءِ
وَاللهِ . أَدْرِي وَالحَقِيْقَةُ لَمْ تَعُدْ=تَخْفَى عَلَى أَيٍّ مِنَ العُقَلاءِ
لَوْ كَانَ في وَطَنِ العُرُوبةِ سَيّدٌ=مَا عَاشَ شَعْبٌ في أَتُونِ بَلاءِ
لَكِنَّهُمْ رَكَعُوا لأَمْرِيْكَا، وَدَانُوا=كُلُّهُمْ، وَتَحَوَّلُوا لإِمَاءِ
مَا حَارَبُوا يَوْمَاً لأَجْلِ قَضِيَّتِي=أَبَدَاً، ولا هَزَّتْهُمُ أَرْزَائِي
وَطَنِي الكَبِيْرُ تَوَزَّعَتْهُ عِصَابَةٌ=وَلَقَدْ يَغُصُّ اليَوْمَ بِالشُّرَكَاءِ
كُلٌّ بِدَوْلَتِهِ يَرَى كُرْسِيَّهُ=رَبَّاً، وَيَرْكَبُنَا بِلا اسْتِحْيَاءِ
فَإِذا اسْتُثِيْرَ بِنَا فَأَقْصَى جُهْدِهِ=جَيْشٌ مِنَ التَّنْدِيْدِ وَالوُسَطَاءِ
فَاسْمَعْ نَهِيْقَ حَمِيْرِنَا إِنْ كَانَ في=نَهْقِ الحَمِيْرِ إِخَافَةُ الأَعْدَاءِ
**********
وَاللهِ يَا عِزَّاً أَعَادَ لأُمَّةٍ=مَهْزُوْمَةٍ نَصْرَاً، وَفَخْرَ إِبَاءِ
بِكَ تَسْتَعِيْدُ الطَّيْرُ نَغْمَةَ عِشْقِهَا=وَتَطِيْرُ نَشْوَى الرُّوْحِ في الأَجْوَاءِ
بِكَ يَطْرَبُ الشَّادِي، وَيَفْتَرُّ المَدَى=عَنْ ثَغْرِ هَذِي الأَنْجُمِ الزَّهْرَاءِ
بِكَ يَفْرَحُ القَلْبُ الكَئِيْبُ، وَتَنْتَشِي=أُمَمٌ أُذِيْقَتْ ذِلَّةَ التُّعَسَاءِ
بِكَ يُخْصِبُ الجَدْبُ العَقِيْمُ لَوَ انَّهُ=مَسَّتْهُ رُوحُكَ فَاضَ بِالأَنْدَاءِ
فَابْعَثْ بِنَا عَصَبَ الحَيَاةِ فَإِنَّمَا=أَحْيَاؤُنا لَيْسُوا مِنَ الأَحْيَاءِ
وَاحْمِلْ عَلَى كَفِّ الرَّدَى أَرْوَاحَنَا=وَأَنِرْ بِهَا لُجَجَاً مِنَ الظَّلْمَاءِ
وَاعْبُرْ بِنَا نَهْرَ الشَّهَادَةِ عَالِيَاً=لِلنَّصْرِ أَوْ لِلْعِزَّةِ القَعْسَاءِ
وَاتْرُكْ وَرَاءَكَ مِنْ شُعُوبِكَ أُمَّةً=قَدْ خَلَّفَتْهَا عُصْبَةُ الخُلَفَاءِ
وَاسْأَلْ لِمَنْ هَذِي الجُيُوشُ جَمِيْعُهَا=وَلِمَنْ تُقَادُ بِأَلْفِ أَلْفِ لِوَاءِ ؟
مَا جَيَّشُوهَا لِلْجِهَادِ وَإِنَّمَا=لِحِمَايَةِ العُمَلاءِ بِالعُمَلاءِ
سَمَّوْهُمُ فُرْسَانَ جَيْشٍ ضَارِبٍ=لَكِنَّهُمْ صَدِئُوا مِنَ الإِغْفَاءِ
لَمْ تُسْرَجِ الخَيْلُ العِتَاقُ بِأَرْضِنَا=أَبَدَاً، وَمَا سُنَّتْ سُيُوفُ مَضَاءِ
يَا بْنَ الوَلِيْدِ أُعِيْذُ خَيْلَكَ أَنْ تُرَى=اعْتُلِيَتْ بِقَافِلَةٍ مِنَ الجُبَنَاءِ
يَا بْنَ الوَلِيْدَ وَهَلْ بِمُؤْتَةَ فَارِسٌ=يَمْشِي إِلى اليَرْمُوكِ في خُيَلاءِ؟
أَمْ أَنَّها عَقِمَتْ فَوَارِسُ أُمَّتِي=عَنْ أَنْ تَصُدَّ شَرَاذِمَ اللُّقَطَاءِ
مَاتَتْ خُيُولُكَ مُذْ رَحَلْتَ وَلَمْ تَعُدْ=فَبِمَنْ تَعُودُ اليَوْمَ لِلْهَيْجَاءِ؟!
اليَوْمَ تَبْعَثُها (حَمَاسُ) جَدِيْدَةً=بِكَتَائِبِ القَسَّامِ، بِالشُّهَدَاءِ
فَتَقَدّمِيْنَا يَا (حَمَاسُ) وَأَنْشِدِي=لَحْنَ الكِفَاحِ، وَأَكْرِمِي بِعَطَاءِ
يَا قَلْبَ عِزِّ الدِّيْنِ يَا أَشْلاءَهُ=لَوْ كُنْتَ تُفْدَى كَان خَيْرُ فِدَاءِ
أَوْ كُنْتَ تَرْجِعُ شَاهِدَاً وَمُبَشِّرَاً=لِلاَّحِقِي نَ بِجَنَّةٍ وَجَزَاءِ
مَا أَنْتَ وَالقُرْآَنُ في يُمْنَاكَ=وَالرَّشَّاشُ في يُسْرَاكَ .. حَتْفُ قَضَاءِ
في كَفَّةِ المِيْزَانِ أَنْتَ وَأُمَّتِي=فَإِذَا وُزِنْتَ، فَلَسْتُمَا بِسَوَاءِ
بِكَ وَاحِدَاً عَزَّتْ مَلايِيْنُ الوَرَى=لَمْ تَبْدُ مُنْذُ وُلِدْتَ غَيْرَ غُثَاءِ
يَا ثَوْرَةَ القَسَّامِ في عَيْنَيْكَ في=نُورَيْهِما، في وَجْهِكَ الوَضَّاءِ
مَا مَاتَ جِيْلُكَ يَا أَخَا أَحْزَانِنَا=بَلْ صَارَ زَهْرَ الدَّوْحَةِ الغَرَّاءِ
عِـزَّانِ وَالزَّمَـنُ الـمُخَبَّأُ فِــيْهِمَا =يَمْضِي مِنَ الآَبَاءِ لِلأَبْنَاءِ
أَشْبَالُكَ الْـ زَأَرَتْ وَدَوَّى صَـوْتُهَا:=اللهُ أَكْبَرُ، وَارْتَقَتْ بِنِدَاءِ
رَوَّتْ تُرَابَ القُدْسِ حَتَّى أَزْهَرَتْ=أَرْجَاؤُهَا بِالوَرْدِ وِالحِنَّاءِ
وَنَمَتْ إِلَيْنَا العَهْدَ أَلاَّ تَلْتَقُوا=يَوْمَاً، بِشَعْبِ الذِّلَّةِ الرَّعْنَاءِ
**********
يَا وَجْهَ عِـزِّ الدِّيْنَ مَـاذَا ظَـلَّ مِنْ =وَجْهٍ لَنَا في الأُمَّةِ الخَرْسَاءِ؟
شَعْبٌ يُجَوَّعُ أَوْ يُحَاصَرُ أَوْ يُبَادُ=وَنَحْنُ مِنْ دَاءٍ إِلى أَدْوَاءِ
خَمْسُونَ عَامَاً أَوْ تَزِيْدُ وَلَمْ نَزَلْ=نُصْغِي لِنَعْقٍ مَرَّةً وَرُغَاءِ
وَالثَّائِرُونَ عَلَى العُدَاةِ تَرَاجَعُوا=وَاسْتَبْدَلُ هُ بَعْدَهَا بِثَرَاءِ
أَرَأَيْتَ قَوْمَاً مِنْ بَنِي جِلْدَاتِنَا=خُدِعُوا بِوَعْدِ الحَيَّةِ الرَّقْطَاءِ؟
خِرْفَانُهُمْ تَثْغُو فَإِنْ هِيَ أُنْهِكَتْ=رَدَّ الذِّئَابُ ثُغَاءَهُمْ بِعُوَاءِ
**********
يَا وَجْهَ عِزِّ الدِّيْنِ قُمْ فَاحْفَظْ لَنَا=وَجْهَاً، فَإِنَّا فِرْقَةُ الفُرَقَاءِ
يَا وَجْهَ عِزِّ الدِّيْنِ إِنَّا أُمَّةٌ=مَا عَلَّمَتْهَا كَثْرَةُ الأَخْطَاءِ
قُلْ لِي: إِذَا مِلْيُونُ مُؤْتَمَرٍ لَنَا=عَقَدُوهُ، وَاجْتَمَعُوا بِأَلْفِ لِقَاءِ
وَتَشَاوَرُوا في جَلْسَةٍ سِرِّيَّةٍ=وَتَقَابَلَ الرُّؤَسَاءُ بِالرُّؤَسَاءِ
هَلْ كَانَ يُرْعِبُهُمْ وَيُرْجِعُ حَقَّنَا=أَمْ زَادَهُمْ ضَحِكَاً عَلَى اسْتِهْزَاءِ
الحَقُّ يَأْخُذُهُ القَوِيُّ بِسَيْفِهِ=لا يَرْجِعُ المَغْصُوبُ بِاسْتِجْدَاءِ
**********
في القَلْبِ عِزُّ الدِّينِ، في أَنْفَاسِنَا=في الرُّوحِ، في البَاقِي مِنَ الأُمَنَاءِ
يا فَادِيَاً قُدْسَ العُرُوبَةِ بِالدِّمَا=يَا وَافِيَاً بِالعَهْدِ خَيْرَ وَفَاءِ
عَلَّمْتَنَا أَنَّ الجِهَادَ حَيَاتُنَا=وَبِهِ يَعُودُ الحَقُّ لِلضُّعَفَاءِ
وَاللهِ مَا هُنَّا وَفِيْنَا مِثْلُكُمْ=يَا شُعْلَةَ الأَحْرَارِ وَالشُّرَفَاءِ
وَاللهِ مِنْ عِزٍّ لِعِزٍّ أُمَّتِي=مَا دَامَ تَتْلُو سُوْرَةَ الإِسْرَاءِ
عمان
16/8/2001م
شعر: المهندس أيمن العتوم
مهداة إلى الشهيد عز الدين المصري، بطل عملية القدس التي فجّر فيها نفسه وقتل عشرين يهودياً وجرح أكثر من مائة … إليه ونهر الشهداء ما زال يسيل حاملاً الحياةَ للأمة الميتة …
فَجِّرْ بِهِمْ أَرْضِي وَجَوَّ سَمَائِي=وَانْسِفْهُمُ في البَرِّ، أَوْ في المَاءِ
وَاقْتُلْهُمُ إِمّا ثَقِفْتَ بِهِمْ، وَدَعْ=وَجْهَ الرَّصِيْفِ يَسِيْلُ بِالأَشْلاءِ
وَاشْفِ الصُّدُورَ فَلَيْسَ يُشْـفَى صَدْرُنَا=إِلاَّ بِتَقْتِيْلٍ وَسَفْكِ دِمَاءِ
حِقْدٌ عَلَى جِنْسِ اليَهُودِ يَهُزُّنا=وَيَعِيْشُ في الأَعْمَاقِ وَالأَحْشَاءِ
وَلَوِ اسْتَطَعْتُ لَصُغْتُ شِعْرِيَ كُلَّهُ=لَهَبَاً مِنَ الأَحْقَادِ وَالبَغْضَاءِ
ضِدَّ اليَهُودِ عَلَى المَدَى وَإِلى الرَّدَى=حَتَّى يَبِيْنَ الحَقُّ لِلْجُهَلاءِ
**********
فَجِّرْ بِهِمْ أَرْضِي وَجَوَّ سَمَائِي=وَانْسِفْهُمُ في البَرِّ أَوْ في المَاءِ
شَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ حَتَّى يَذُوقُوا=لَوْعَةَ المَنْكُوبَةِ الثَّكْلاءِ
أَشْعِلْ فَتِيْلَ الحَرْبِ مَا مِنْ مَهْرَبٍ=إِلاَّ لِحَرْبٍ مُرَّةٍ شَعْوَاءِ
وَدَعِ التَّعَقُّلَ جَانِباً وَاضْرِبْ بِهَا=عُرْضَ الجِدَارِ نَصَائِحَ الحُكَمَاءِ
مِنْ كُلِّ مَسْخٍ رَاحَ يَدْعُو رَاجِيَاً=ضَبْطَ النُّفُوسِ بِلَهْجَةِ اسْتِخْذَاءِ
إِنَّا خُلِقْنَا لِلْجِهَادِ فَخُضْ بِنَا=حَرْبَاً، وَخَلِّ السِّلْمَ لِلْكُبَرَاءِ
أَنَا لا أُرِيْدُكَ غَيْرَ أَكْرَمِ مَيِّتٍ=فَإِذَا فَعَلْتَ؛ فَمَا يُفِيْدُ رِثَائِي؟
أَعَلِمْتَ ؟ كِدْتُ أَطِيْرُ مِنْ فَرَحٍ وَهُمْ=مَا بَيْنَ نَدَّابٍ إِلى بَكَّاءِ
أَطْرَبْتَنِي يَا بْنَ الكَتَائِبِ لَوْ تَرَى=مَا يَصْنَعُ التَّفْجِيْرُ بِالشُّعَرَاءِ
وَاللهِ مَا سَكَنَتْ ضُلُوعِيَ فَرْحَةٌ=أَحْلَى، وَقَدْ نُثِرُوا بِكُلِّ فَضَاءِ
وَاللهِ . أَدْرِي وَالحَقِيْقَةُ لَمْ تَعُدْ=تَخْفَى عَلَى أَيٍّ مِنَ العُقَلاءِ
لَوْ كَانَ في وَطَنِ العُرُوبةِ سَيّدٌ=مَا عَاشَ شَعْبٌ في أَتُونِ بَلاءِ
لَكِنَّهُمْ رَكَعُوا لأَمْرِيْكَا، وَدَانُوا=كُلُّهُمْ، وَتَحَوَّلُوا لإِمَاءِ
مَا حَارَبُوا يَوْمَاً لأَجْلِ قَضِيَّتِي=أَبَدَاً، ولا هَزَّتْهُمُ أَرْزَائِي
وَطَنِي الكَبِيْرُ تَوَزَّعَتْهُ عِصَابَةٌ=وَلَقَدْ يَغُصُّ اليَوْمَ بِالشُّرَكَاءِ
كُلٌّ بِدَوْلَتِهِ يَرَى كُرْسِيَّهُ=رَبَّاً، وَيَرْكَبُنَا بِلا اسْتِحْيَاءِ
فَإِذا اسْتُثِيْرَ بِنَا فَأَقْصَى جُهْدِهِ=جَيْشٌ مِنَ التَّنْدِيْدِ وَالوُسَطَاءِ
فَاسْمَعْ نَهِيْقَ حَمِيْرِنَا إِنْ كَانَ في=نَهْقِ الحَمِيْرِ إِخَافَةُ الأَعْدَاءِ
**********
وَاللهِ يَا عِزَّاً أَعَادَ لأُمَّةٍ=مَهْزُوْمَةٍ نَصْرَاً، وَفَخْرَ إِبَاءِ
بِكَ تَسْتَعِيْدُ الطَّيْرُ نَغْمَةَ عِشْقِهَا=وَتَطِيْرُ نَشْوَى الرُّوْحِ في الأَجْوَاءِ
بِكَ يَطْرَبُ الشَّادِي، وَيَفْتَرُّ المَدَى=عَنْ ثَغْرِ هَذِي الأَنْجُمِ الزَّهْرَاءِ
بِكَ يَفْرَحُ القَلْبُ الكَئِيْبُ، وَتَنْتَشِي=أُمَمٌ أُذِيْقَتْ ذِلَّةَ التُّعَسَاءِ
بِكَ يُخْصِبُ الجَدْبُ العَقِيْمُ لَوَ انَّهُ=مَسَّتْهُ رُوحُكَ فَاضَ بِالأَنْدَاءِ
فَابْعَثْ بِنَا عَصَبَ الحَيَاةِ فَإِنَّمَا=أَحْيَاؤُنا لَيْسُوا مِنَ الأَحْيَاءِ
وَاحْمِلْ عَلَى كَفِّ الرَّدَى أَرْوَاحَنَا=وَأَنِرْ بِهَا لُجَجَاً مِنَ الظَّلْمَاءِ
وَاعْبُرْ بِنَا نَهْرَ الشَّهَادَةِ عَالِيَاً=لِلنَّصْرِ أَوْ لِلْعِزَّةِ القَعْسَاءِ
وَاتْرُكْ وَرَاءَكَ مِنْ شُعُوبِكَ أُمَّةً=قَدْ خَلَّفَتْهَا عُصْبَةُ الخُلَفَاءِ
وَاسْأَلْ لِمَنْ هَذِي الجُيُوشُ جَمِيْعُهَا=وَلِمَنْ تُقَادُ بِأَلْفِ أَلْفِ لِوَاءِ ؟
مَا جَيَّشُوهَا لِلْجِهَادِ وَإِنَّمَا=لِحِمَايَةِ العُمَلاءِ بِالعُمَلاءِ
سَمَّوْهُمُ فُرْسَانَ جَيْشٍ ضَارِبٍ=لَكِنَّهُمْ صَدِئُوا مِنَ الإِغْفَاءِ
لَمْ تُسْرَجِ الخَيْلُ العِتَاقُ بِأَرْضِنَا=أَبَدَاً، وَمَا سُنَّتْ سُيُوفُ مَضَاءِ
يَا بْنَ الوَلِيْدِ أُعِيْذُ خَيْلَكَ أَنْ تُرَى=اعْتُلِيَتْ بِقَافِلَةٍ مِنَ الجُبَنَاءِ
يَا بْنَ الوَلِيْدَ وَهَلْ بِمُؤْتَةَ فَارِسٌ=يَمْشِي إِلى اليَرْمُوكِ في خُيَلاءِ؟
أَمْ أَنَّها عَقِمَتْ فَوَارِسُ أُمَّتِي=عَنْ أَنْ تَصُدَّ شَرَاذِمَ اللُّقَطَاءِ
مَاتَتْ خُيُولُكَ مُذْ رَحَلْتَ وَلَمْ تَعُدْ=فَبِمَنْ تَعُودُ اليَوْمَ لِلْهَيْجَاءِ؟!
اليَوْمَ تَبْعَثُها (حَمَاسُ) جَدِيْدَةً=بِكَتَائِبِ القَسَّامِ، بِالشُّهَدَاءِ
فَتَقَدّمِيْنَا يَا (حَمَاسُ) وَأَنْشِدِي=لَحْنَ الكِفَاحِ، وَأَكْرِمِي بِعَطَاءِ
يَا قَلْبَ عِزِّ الدِّيْنِ يَا أَشْلاءَهُ=لَوْ كُنْتَ تُفْدَى كَان خَيْرُ فِدَاءِ
أَوْ كُنْتَ تَرْجِعُ شَاهِدَاً وَمُبَشِّرَاً=لِلاَّحِقِي نَ بِجَنَّةٍ وَجَزَاءِ
مَا أَنْتَ وَالقُرْآَنُ في يُمْنَاكَ=وَالرَّشَّاشُ في يُسْرَاكَ .. حَتْفُ قَضَاءِ
في كَفَّةِ المِيْزَانِ أَنْتَ وَأُمَّتِي=فَإِذَا وُزِنْتَ، فَلَسْتُمَا بِسَوَاءِ
بِكَ وَاحِدَاً عَزَّتْ مَلايِيْنُ الوَرَى=لَمْ تَبْدُ مُنْذُ وُلِدْتَ غَيْرَ غُثَاءِ
يَا ثَوْرَةَ القَسَّامِ في عَيْنَيْكَ في=نُورَيْهِما، في وَجْهِكَ الوَضَّاءِ
مَا مَاتَ جِيْلُكَ يَا أَخَا أَحْزَانِنَا=بَلْ صَارَ زَهْرَ الدَّوْحَةِ الغَرَّاءِ
عِـزَّانِ وَالزَّمَـنُ الـمُخَبَّأُ فِــيْهِمَا =يَمْضِي مِنَ الآَبَاءِ لِلأَبْنَاءِ
أَشْبَالُكَ الْـ زَأَرَتْ وَدَوَّى صَـوْتُهَا:=اللهُ أَكْبَرُ، وَارْتَقَتْ بِنِدَاءِ
رَوَّتْ تُرَابَ القُدْسِ حَتَّى أَزْهَرَتْ=أَرْجَاؤُهَا بِالوَرْدِ وِالحِنَّاءِ
وَنَمَتْ إِلَيْنَا العَهْدَ أَلاَّ تَلْتَقُوا=يَوْمَاً، بِشَعْبِ الذِّلَّةِ الرَّعْنَاءِ
**********
يَا وَجْهَ عِـزِّ الدِّيْنَ مَـاذَا ظَـلَّ مِنْ =وَجْهٍ لَنَا في الأُمَّةِ الخَرْسَاءِ؟
شَعْبٌ يُجَوَّعُ أَوْ يُحَاصَرُ أَوْ يُبَادُ=وَنَحْنُ مِنْ دَاءٍ إِلى أَدْوَاءِ
خَمْسُونَ عَامَاً أَوْ تَزِيْدُ وَلَمْ نَزَلْ=نُصْغِي لِنَعْقٍ مَرَّةً وَرُغَاءِ
وَالثَّائِرُونَ عَلَى العُدَاةِ تَرَاجَعُوا=وَاسْتَبْدَلُ هُ بَعْدَهَا بِثَرَاءِ
أَرَأَيْتَ قَوْمَاً مِنْ بَنِي جِلْدَاتِنَا=خُدِعُوا بِوَعْدِ الحَيَّةِ الرَّقْطَاءِ؟
خِرْفَانُهُمْ تَثْغُو فَإِنْ هِيَ أُنْهِكَتْ=رَدَّ الذِّئَابُ ثُغَاءَهُمْ بِعُوَاءِ
**********
يَا وَجْهَ عِزِّ الدِّيْنِ قُمْ فَاحْفَظْ لَنَا=وَجْهَاً، فَإِنَّا فِرْقَةُ الفُرَقَاءِ
يَا وَجْهَ عِزِّ الدِّيْنِ إِنَّا أُمَّةٌ=مَا عَلَّمَتْهَا كَثْرَةُ الأَخْطَاءِ
قُلْ لِي: إِذَا مِلْيُونُ مُؤْتَمَرٍ لَنَا=عَقَدُوهُ، وَاجْتَمَعُوا بِأَلْفِ لِقَاءِ
وَتَشَاوَرُوا في جَلْسَةٍ سِرِّيَّةٍ=وَتَقَابَلَ الرُّؤَسَاءُ بِالرُّؤَسَاءِ
هَلْ كَانَ يُرْعِبُهُمْ وَيُرْجِعُ حَقَّنَا=أَمْ زَادَهُمْ ضَحِكَاً عَلَى اسْتِهْزَاءِ
الحَقُّ يَأْخُذُهُ القَوِيُّ بِسَيْفِهِ=لا يَرْجِعُ المَغْصُوبُ بِاسْتِجْدَاءِ
**********
في القَلْبِ عِزُّ الدِّينِ، في أَنْفَاسِنَا=في الرُّوحِ، في البَاقِي مِنَ الأُمَنَاءِ
يا فَادِيَاً قُدْسَ العُرُوبَةِ بِالدِّمَا=يَا وَافِيَاً بِالعَهْدِ خَيْرَ وَفَاءِ
عَلَّمْتَنَا أَنَّ الجِهَادَ حَيَاتُنَا=وَبِهِ يَعُودُ الحَقُّ لِلضُّعَفَاءِ
وَاللهِ مَا هُنَّا وَفِيْنَا مِثْلُكُمْ=يَا شُعْلَةَ الأَحْرَارِ وَالشُّرَفَاءِ
وَاللهِ مِنْ عِزٍّ لِعِزٍّ أُمَّتِي=مَا دَامَ تَتْلُو سُوْرَةَ الإِسْرَاءِ
عمان
16/8/2001م