المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صهوة الأحلام



د. سمير العمري
26-05-2004, 05:34 AM
قُلْتِ: هَاتِ الكَأْسَ خَمْرًا ، قُلْتُ: كَلا=إِنَّ كَأْسَ الخَمْرِ مِنْ عَيْنَيِكِ أَحْلَى
إِسْقِنِيهَا بِافْتِرَارِ الثَّغْرِ هَمْسًا=كُلَّمَا أَثْمَلَتِ القَلْبَ اسْتَهَلا
وَامْزِجِينَا فِي حُمَيَّا الشَّوْقِ إِنِّي=لا أُبَالِي أَيُّنَا فِينَا اضْمَحَلا
وَاقْطِفِينَا مِنْ خَرِيفِ العُمْرِ زَهْرًا=وَاغْرِسِينَا فِي رَبِيعِ الطُّهْرِ فُلا
وَامْسَحِي الأَحْزَانَ عَنْ عَيْنَيْكِ عِنْدِي=سَوْفَ يَزْهُو السَّعْدُ فِي عَيْنَيْكِ كُحْلا
سَوْفَ أَرْوِي القَلْبَ مِنْ هَاتِي السَّوَاقِي=نَبْعُهَا دَمْعٌ لِمَاضٍ قَدْ تَوَلَّى
وَأُنَاجِي الفَجْرَ فِي ثَغْرِ اللَيَالِي=وَأُحِيْلُ القَفْرَ بُسْتَانًا وَظِلا
نَسْتَشِفُّ العِطْرَ مِنْ بَوْحِ الرَّوَابِي=وَنُغَنِّي التَّوْقَ نَجْوَى لَيْسَ إِلا
لَسْتِ مِنِّي غَيْرَ طَيْفٍ بَاتَ رُوحًا=وَحَبِيْبَاً فِي شِغَافِ القَلْبِ حَلا
وَخَدِينَاً لأَمَانٍ قَدْ جَفَتْنِي=وَضِيَاءً بَاتَ مِنْ عَيْنَيَّ أَغْلَى
وَمَلاذًا مِنْ سِنِيْنٍ أَرْهَقَتْنِي=أَوْدَعَتْن ي كَفَّ حُزْنٍ لَيْسَ يَبْلَى
كَمْ سَقَتْنِي مِنْ ضَنَى الأَيَامِ كَأْسِي=فَكَسَرْتُ الكَأْسَ لا أَرْضَاهُ ذُلا
وَابْتَلَتْنِي الغُرْبَةٌ الحَدْبَاءُ حَتَّى=كَلَّ مَتْنِي فَرَفَعْتُ الرَّأْسَ أَعْلَى
جِئْتِ لِي غَيْثًا يُعِيدُ القَلْبَ خَصْبًا=بِرَحِيقٍ مِنْ فُصُولٍ سَوْفَ تُتْلَى
إِذْ شَرِبْنَا مِنْ لَذِيذِ الوَصْلِ نَخْبًا=وَامْتَطَيْنَا صَهْوَةَ الأَحْلامِ جَذْلَى
وَصَبَبْنَا الشَّوْقَ فِي رَحْمِ الأَمَانِي=فَوَجَدْنَاهَا بِطَيْفِ السَّعْدِ حُبْلَى
لَيْتَ أَنِّي يَا حَبِيْبَ العُمْرِ طَيْرٌ=كَي أَطِيْرَ اليَوْمَ حُرًّا مَسْتَقِلا
وَأَفِيْكَ العَهْدَ إِنَّ العَهْدَ عِنْدِي=لا يَفِي بِالغَدْرِ مَنْ يَنْسَى وَيَقْلَى