د. سمير العمري
17-09-2007, 04:02 AM
عَرِفْتِ مِنِّي لَذِيذَ الوَصْلِ فَاعْتَرِفِي=وَنُلْتِ مِنِّي كَرِيمَ الفَضْلِ فَاغْتَرِفِي
وَطَالَ مِنِّي هَوَاكِ العَهْدَ فَاقْتَسِمِي=وَعَرَّفَ الوُدُّ مِنِّي الوَرْدَ فَاقْتَطِفِي
وَخَالَجَ اسْمُكِ نَبْضَ القَلْبِ فَاقْتَرِبِي=وَحَاكَ حُبُّكِ إِثْمَ الشَّوقِ فَاقْتَرِفِي
يَا مَنْ تُعَرِّضُ بِالذِّكْرَى لِتُخْجِلَنِي=وَتَغْمِزُ القَصْدَ مِنْ طَرْفٍ عَلَيَّ خَفِي
مَا عَادَ يَشْفَعُ عِنْدِي زَيفُ تَذْكِرَةٍ=فِيهَا سُقِيتُ عَذَابَ الجَوْرِ وَالجَنَفِ
لَكَمْ وَقَفْتُ عَلَى أَبْوَابِهَا زَمَنًا=فَإِنْ مَرَرْتِ عَلَى أَطْلالِهَا فَقِفِي
أَحْرَمْتُ بِالحُبِّ مِنْ مِيقَاتِ ذَاتِ نَدَى=فَطَافَ فِيَّ وَلَكِنْ فِيكِ لَمْ يَطُفِ
طَلَبْتُ عَفْوَكِ عَمَّا لَمْ أُلِمُّ بِهِ=مِمَّا اتْهَمْتِ فَلَمْ تَعْفِي وَلَمْ أَعُفِ
وَكَمْ جَعَلْتُ الرِّضَا رُضْوانَ مُبْتَهِلٍ=فَصِبْتِ قَلْبِي بِنَارِ العَذْلِ وَالعَسَفِ
وَعُدْتِ مِنِّي بِمَا قَدْ شِئْتِ مَغْفِرَةً=وَعُدْتُ مِنْكِ بِإِثْمِ البَذْلِ وَالشَّغَفِ
وَقُلْتِ سَاعَةَ غَاضَ القَلْبُ مِنْ عَلَقٍ=أَنْ أَنْتَ فِي طَرَفٍ وَالحُبُّ فِي طَرَفِ
وَقَدْ أَصَبْتِ ، لَقَدْ أَدْرَكْتُ أَنَّ لَنَا=فِي مُعْجَمِ الحُبِّ مَعْنَى جِدَّ مُخْتَلِفِ
الحُبُّ عِنْدِي مَعَانِي العَيْشِ مُعْتَنَقًا=وَالحُبُّ عِنْدَكِ بَعْضُ اللَّهْوِ وَالتَّرَفِ
وَالحُبُّ عِنْدِي رَحِيقُ الرُّوحِ أَسْكُبُهُ= وَالحُبُّ عِنْدَكِ خَمْرُ الأُذْنِ بِالهَرَفِ
وَالحُبُّ عِنْدِي مِنِ المَكْنُونِ فِي صَدَفٍ= وَالحُبُّ عِنْدَكِ بِالبَرَّاقِ مِنْ خَزَفِ
وَالحُبُّ عِنْدِي حُنُوٌّ غَيرُ ذِي كَدَرٍ= وَالحُبُّ عِنْدَكِ هَالاتٌ مِن الصَّلَفِ
غَالَبْتُ فِيكِ ظُنُونِي وَهْيَ مُفْعَمَةٌ=وَعِشْتُ فِيكِ جُنُونِي وَهْوَ ذُو ثَقَفِ
وَمَا عَزِفْتُ عَنِ الآمَالِ مِنْ أَلَمٍ=وَمَا انْقَلَبْتُ عَنِ الإِقْبَالِ مِنْ جَلَفِ
آمَنْتُ حَتَّى سَقَانِي الحُبُّ كَأْسَ رَدَى=وَهَا كَفَرْتُ بِهَذَا الحُبِّ فَانْصَرِفِي
مَا عَنْ قِلَى قَبَضَتْ نَفْسِي مَحَبَّتَهَا=لَكِنَّ هَذَا انْتِصَارُ العَاشِقِ الأَنِفِ
كَمْ مِنْ مَنَاقِبَ قَدْ أَغْرَتْ بِصَاحِبِهَا =قَومًا ، وَكَمْ شَغَفٍ أَفْضَى إِلَى تَلَفِ
وَقَدْ تَلِفْتُ وَفَتَّ الوَجْدُ مِنْ عَضُدِي=حَتَّى شُغِلْتُ بِهَذَا الوَجْدِ عَنْ هَدَفِي
أَنَا المُعَنَّى بِهَمِّ الأُمَّةِ انْكَفَأَتْ=عَلَى هَوَاهَا انْكِفَاءَ البهْمِ فِي العَلَفِ
نَامَتْ عَلَى ذُلِّهَا وَالذُّلُّ شَرُّ رَدَى=تُمْسِي وَتُصْبِحُ تَرْجُو الأَمْنَ فِي الغُرَفِ
وَبَاتَ لِلقَوْمِ فِي التِّلْفَازِ قُدْوَتُهُمْ=وَأَصْبَحَ العِلْمُ بِالمَنْشُورِ فِي الصُّحُفِ
إِذَا تَغَنَّتْ بِوَصْفِ القَدِّ رَاقِصَةٌ=فَالأَبْجَدِيَّ ُ لا تَكْفِي لِكُلِّ حَفِي
وَإِنْ تَحَدَّثَ فِيهُمْ صَوتُ مَكْرُمَةٍ=فَلَيسَ تَسْمَعُ غَيرَ اللامِ وَالأَلِفِ
كَأَنَّهُمْ بِاقْتِفَاءِ الضَّبِّ قَدْ سَعِدُوا=إِنْ كَانَ فِي الجُحْرِ مَا يَرْجُونَ مِنْ تَرَفِ
الصِّينُ تَصْنَعُ سِجَّادَ الصَّلاةِ لَهُمْ=وَالهِنْدُ تَطْبَعُ حَرْفَ الضَّادِ فِي التُّحَفِ
وَالشَّرْقُ يَنْسِجُ مِنْ رِبْحٍ عَمَامَتَهُمْ=وَالغَرْبُ يُنْتِجُ مَا شَاؤُوا مِنِ الحِرَفِ
غَارَتْ عَلَيهِمْ شِرَارُ الأَرْضِ فَاتِكَةً=فَأَطْرَقُوا الرَّأْسَ ذُلًّا خِشْيَةَ الحَسَفِ
القُدْسُ فِي قَبْضَةِ الأَنْذَالِ رَاسِفَةً=تَرْجُو النَّصِيرَ فَعَزَّ النّصْرُ ثُمَّ جُفِي
وَتِلْكَ غَزَّةُ تَجْتَرَّ الحِصَارَ دَمًا=تُجَاهِدُ البَأْسَ بَينَ القَصْفِ وَالشَّظَفِ
جَنَى القَرِيبُ عَلَيهَا وَالغَرِيبُ مَعًا= يَومَ اسْتَقَامَتْ لِدَرْبِ العِزِّ وَالشَّرَفِ
وَفِي السَّمَاوَةِ فِي بَغْدَاد مَهْلَكَةٌ=تُجْرِي النُّفُوسَ دَمًا فِي كُلِّ مُنْعَطَفِ
لا الكَرْخُ أَعْفَتْ حِرَابُ المَوْتِ قَاطِنَهَا=وَلا اسْتَتَبَّ سَرَابُ الأَمْنِ فِي النَجَفِ
حَتَّى الرَّسُول أَصَابُوا لَيسَ يَرْدَعُهُمْ=عَنِ السَّفَاهَةِ مَا لاقُوا مِن الخَرَفِ
فَمَا يُرَامُ رِضَا الأَجْلافِ إِنْ حَقَدُوا=وَلا تُرَدُّ يَدُ الإِسْفَافِ بِالأَسَفِ
وَمَا يُقَلَّمُ ظُفْرُ الجَهْلِ فِي لَعِبٍ= وَمَا يُقَوَّمُ عُسْرُ الحَالِ بِالطُرَفِ
تَسْتَنْجِدُ الكَلِمَاتُ الثَّائِرَاتُ أَسَىً=بِالشِّعْرِ يُطْلِقُهَا وَالشِّعْرُ لَيسَ يَفِي
كَأَنَّهَا بِعَويلِ النَّزْفِ مَا اتَّصَفَتْ=أَوْ أَنَّهَا بِجَلِيلِ الوَصْفِ لَمْ تَصِفِ
وَيْحَ العُرُوبَة إِنْ بَاتَ الأَمِيرُ بِهَا=مَنْ لا يُفَرِّقُ بَينَ التَّمْرِ وَالحَشَفِ
أَوْ أَفْسَدَ الدِّينَ جَهْلًا بَعْضُ شِرْذِمَةٍ=مَا بَينَ مُخْتَلِفٍ رَأْيًا وَمُؤْتَلِفِ
يَا لَلرِّجَالِ إِلَى كَمْ لا يُحَرِّكُكُمْ=شِعْرِي وَلا يُجْتَبَى نُصْحِي وَلا لَهَفِي
لَو كُنْتُ أَخْطُبُ فِي صَخْرٍ أَجَابَ ، فَمَا=أَقْسَى قُلُوبكُمُ فِي الرَّغْدِ وَالعَجَفِ
يَا لَيتَ شِعْرِي لَقَاحُ العِزِّ تَغْرزُهُ=كَفُّ الكَرَامَةِ فِي الأَصْلابِ وَالنُّطَفِ
مَنْ لَمْ يَكُنْ بَاذِلًا لِلمَجْدِ هِمَّتَهُ=وَعَاشَ يَخْشَى المَعَالِي فَهْوَ فِي الجِيَفِ
مَا قِيمَةُ النَّخْلِ يَزْهُو لِلعُلا صَلَفًا=إِنْ كَانَ جُرِّدَ مِنْ تَمْرٍ وَمِنْ سَعَفِ
فَالْزَمْ مَنَاهِجَ أَهْلِ الصِّدْقِ فِي سُبُلٍ=وَاكْشِفْ حِجَابَ دَعَاوَى العَجْزِ يَنْكَشِفِ
وَاتْبَعْ دُرُوبَ رِجَالِ الحَقِّ إِنَّهُمُ=أَقْرَانُ خَيرٍ وَهُمْ كَالنُّورِ فِي السُّدَفِ
وَإِنْ وَجَدْتَ مِن المَعْرُوفِ فَضْلَكَ جُدْ=وَإِنْ وَعَدْتَ وَلَو غَيرَ الحَلِيفِ فَفِ
وَعِشْ كَمَا الصَّقْر حُرًّا فَوقَ كُلِّ خَنَا=وَلا تُجَانِفْ إِلَى إِثْمٍ وَلا تَخَفِ
وَقُمْ إِلَى الجِدِّ لا تَرْكَنْ إِلَى دَعَةٍ=وَاصْبِرْ عَلَى المَجْدِ إِنَّ المَجْدَ بِالكَلَفِ
هِيَ الحَيَاةُ عَلَى الدَّوْلاتِ دَائِرَةٌ=فَاليَومَ فِي كَنَفٍ وَالصُّبْحُ فِي كَنَفٍ
وَالنَّصْرُ فِي نُصْرَةِ الدَّيَّانِ نَطْلُبُهُ=إِنْ عَزَّ فِي سَلَفٍ فَالخَيرُ فِي الخَلَفِ
وَطَالَ مِنِّي هَوَاكِ العَهْدَ فَاقْتَسِمِي=وَعَرَّفَ الوُدُّ مِنِّي الوَرْدَ فَاقْتَطِفِي
وَخَالَجَ اسْمُكِ نَبْضَ القَلْبِ فَاقْتَرِبِي=وَحَاكَ حُبُّكِ إِثْمَ الشَّوقِ فَاقْتَرِفِي
يَا مَنْ تُعَرِّضُ بِالذِّكْرَى لِتُخْجِلَنِي=وَتَغْمِزُ القَصْدَ مِنْ طَرْفٍ عَلَيَّ خَفِي
مَا عَادَ يَشْفَعُ عِنْدِي زَيفُ تَذْكِرَةٍ=فِيهَا سُقِيتُ عَذَابَ الجَوْرِ وَالجَنَفِ
لَكَمْ وَقَفْتُ عَلَى أَبْوَابِهَا زَمَنًا=فَإِنْ مَرَرْتِ عَلَى أَطْلالِهَا فَقِفِي
أَحْرَمْتُ بِالحُبِّ مِنْ مِيقَاتِ ذَاتِ نَدَى=فَطَافَ فِيَّ وَلَكِنْ فِيكِ لَمْ يَطُفِ
طَلَبْتُ عَفْوَكِ عَمَّا لَمْ أُلِمُّ بِهِ=مِمَّا اتْهَمْتِ فَلَمْ تَعْفِي وَلَمْ أَعُفِ
وَكَمْ جَعَلْتُ الرِّضَا رُضْوانَ مُبْتَهِلٍ=فَصِبْتِ قَلْبِي بِنَارِ العَذْلِ وَالعَسَفِ
وَعُدْتِ مِنِّي بِمَا قَدْ شِئْتِ مَغْفِرَةً=وَعُدْتُ مِنْكِ بِإِثْمِ البَذْلِ وَالشَّغَفِ
وَقُلْتِ سَاعَةَ غَاضَ القَلْبُ مِنْ عَلَقٍ=أَنْ أَنْتَ فِي طَرَفٍ وَالحُبُّ فِي طَرَفِ
وَقَدْ أَصَبْتِ ، لَقَدْ أَدْرَكْتُ أَنَّ لَنَا=فِي مُعْجَمِ الحُبِّ مَعْنَى جِدَّ مُخْتَلِفِ
الحُبُّ عِنْدِي مَعَانِي العَيْشِ مُعْتَنَقًا=وَالحُبُّ عِنْدَكِ بَعْضُ اللَّهْوِ وَالتَّرَفِ
وَالحُبُّ عِنْدِي رَحِيقُ الرُّوحِ أَسْكُبُهُ= وَالحُبُّ عِنْدَكِ خَمْرُ الأُذْنِ بِالهَرَفِ
وَالحُبُّ عِنْدِي مِنِ المَكْنُونِ فِي صَدَفٍ= وَالحُبُّ عِنْدَكِ بِالبَرَّاقِ مِنْ خَزَفِ
وَالحُبُّ عِنْدِي حُنُوٌّ غَيرُ ذِي كَدَرٍ= وَالحُبُّ عِنْدَكِ هَالاتٌ مِن الصَّلَفِ
غَالَبْتُ فِيكِ ظُنُونِي وَهْيَ مُفْعَمَةٌ=وَعِشْتُ فِيكِ جُنُونِي وَهْوَ ذُو ثَقَفِ
وَمَا عَزِفْتُ عَنِ الآمَالِ مِنْ أَلَمٍ=وَمَا انْقَلَبْتُ عَنِ الإِقْبَالِ مِنْ جَلَفِ
آمَنْتُ حَتَّى سَقَانِي الحُبُّ كَأْسَ رَدَى=وَهَا كَفَرْتُ بِهَذَا الحُبِّ فَانْصَرِفِي
مَا عَنْ قِلَى قَبَضَتْ نَفْسِي مَحَبَّتَهَا=لَكِنَّ هَذَا انْتِصَارُ العَاشِقِ الأَنِفِ
كَمْ مِنْ مَنَاقِبَ قَدْ أَغْرَتْ بِصَاحِبِهَا =قَومًا ، وَكَمْ شَغَفٍ أَفْضَى إِلَى تَلَفِ
وَقَدْ تَلِفْتُ وَفَتَّ الوَجْدُ مِنْ عَضُدِي=حَتَّى شُغِلْتُ بِهَذَا الوَجْدِ عَنْ هَدَفِي
أَنَا المُعَنَّى بِهَمِّ الأُمَّةِ انْكَفَأَتْ=عَلَى هَوَاهَا انْكِفَاءَ البهْمِ فِي العَلَفِ
نَامَتْ عَلَى ذُلِّهَا وَالذُّلُّ شَرُّ رَدَى=تُمْسِي وَتُصْبِحُ تَرْجُو الأَمْنَ فِي الغُرَفِ
وَبَاتَ لِلقَوْمِ فِي التِّلْفَازِ قُدْوَتُهُمْ=وَأَصْبَحَ العِلْمُ بِالمَنْشُورِ فِي الصُّحُفِ
إِذَا تَغَنَّتْ بِوَصْفِ القَدِّ رَاقِصَةٌ=فَالأَبْجَدِيَّ ُ لا تَكْفِي لِكُلِّ حَفِي
وَإِنْ تَحَدَّثَ فِيهُمْ صَوتُ مَكْرُمَةٍ=فَلَيسَ تَسْمَعُ غَيرَ اللامِ وَالأَلِفِ
كَأَنَّهُمْ بِاقْتِفَاءِ الضَّبِّ قَدْ سَعِدُوا=إِنْ كَانَ فِي الجُحْرِ مَا يَرْجُونَ مِنْ تَرَفِ
الصِّينُ تَصْنَعُ سِجَّادَ الصَّلاةِ لَهُمْ=وَالهِنْدُ تَطْبَعُ حَرْفَ الضَّادِ فِي التُّحَفِ
وَالشَّرْقُ يَنْسِجُ مِنْ رِبْحٍ عَمَامَتَهُمْ=وَالغَرْبُ يُنْتِجُ مَا شَاؤُوا مِنِ الحِرَفِ
غَارَتْ عَلَيهِمْ شِرَارُ الأَرْضِ فَاتِكَةً=فَأَطْرَقُوا الرَّأْسَ ذُلًّا خِشْيَةَ الحَسَفِ
القُدْسُ فِي قَبْضَةِ الأَنْذَالِ رَاسِفَةً=تَرْجُو النَّصِيرَ فَعَزَّ النّصْرُ ثُمَّ جُفِي
وَتِلْكَ غَزَّةُ تَجْتَرَّ الحِصَارَ دَمًا=تُجَاهِدُ البَأْسَ بَينَ القَصْفِ وَالشَّظَفِ
جَنَى القَرِيبُ عَلَيهَا وَالغَرِيبُ مَعًا= يَومَ اسْتَقَامَتْ لِدَرْبِ العِزِّ وَالشَّرَفِ
وَفِي السَّمَاوَةِ فِي بَغْدَاد مَهْلَكَةٌ=تُجْرِي النُّفُوسَ دَمًا فِي كُلِّ مُنْعَطَفِ
لا الكَرْخُ أَعْفَتْ حِرَابُ المَوْتِ قَاطِنَهَا=وَلا اسْتَتَبَّ سَرَابُ الأَمْنِ فِي النَجَفِ
حَتَّى الرَّسُول أَصَابُوا لَيسَ يَرْدَعُهُمْ=عَنِ السَّفَاهَةِ مَا لاقُوا مِن الخَرَفِ
فَمَا يُرَامُ رِضَا الأَجْلافِ إِنْ حَقَدُوا=وَلا تُرَدُّ يَدُ الإِسْفَافِ بِالأَسَفِ
وَمَا يُقَلَّمُ ظُفْرُ الجَهْلِ فِي لَعِبٍ= وَمَا يُقَوَّمُ عُسْرُ الحَالِ بِالطُرَفِ
تَسْتَنْجِدُ الكَلِمَاتُ الثَّائِرَاتُ أَسَىً=بِالشِّعْرِ يُطْلِقُهَا وَالشِّعْرُ لَيسَ يَفِي
كَأَنَّهَا بِعَويلِ النَّزْفِ مَا اتَّصَفَتْ=أَوْ أَنَّهَا بِجَلِيلِ الوَصْفِ لَمْ تَصِفِ
وَيْحَ العُرُوبَة إِنْ بَاتَ الأَمِيرُ بِهَا=مَنْ لا يُفَرِّقُ بَينَ التَّمْرِ وَالحَشَفِ
أَوْ أَفْسَدَ الدِّينَ جَهْلًا بَعْضُ شِرْذِمَةٍ=مَا بَينَ مُخْتَلِفٍ رَأْيًا وَمُؤْتَلِفِ
يَا لَلرِّجَالِ إِلَى كَمْ لا يُحَرِّكُكُمْ=شِعْرِي وَلا يُجْتَبَى نُصْحِي وَلا لَهَفِي
لَو كُنْتُ أَخْطُبُ فِي صَخْرٍ أَجَابَ ، فَمَا=أَقْسَى قُلُوبكُمُ فِي الرَّغْدِ وَالعَجَفِ
يَا لَيتَ شِعْرِي لَقَاحُ العِزِّ تَغْرزُهُ=كَفُّ الكَرَامَةِ فِي الأَصْلابِ وَالنُّطَفِ
مَنْ لَمْ يَكُنْ بَاذِلًا لِلمَجْدِ هِمَّتَهُ=وَعَاشَ يَخْشَى المَعَالِي فَهْوَ فِي الجِيَفِ
مَا قِيمَةُ النَّخْلِ يَزْهُو لِلعُلا صَلَفًا=إِنْ كَانَ جُرِّدَ مِنْ تَمْرٍ وَمِنْ سَعَفِ
فَالْزَمْ مَنَاهِجَ أَهْلِ الصِّدْقِ فِي سُبُلٍ=وَاكْشِفْ حِجَابَ دَعَاوَى العَجْزِ يَنْكَشِفِ
وَاتْبَعْ دُرُوبَ رِجَالِ الحَقِّ إِنَّهُمُ=أَقْرَانُ خَيرٍ وَهُمْ كَالنُّورِ فِي السُّدَفِ
وَإِنْ وَجَدْتَ مِن المَعْرُوفِ فَضْلَكَ جُدْ=وَإِنْ وَعَدْتَ وَلَو غَيرَ الحَلِيفِ فَفِ
وَعِشْ كَمَا الصَّقْر حُرًّا فَوقَ كُلِّ خَنَا=وَلا تُجَانِفْ إِلَى إِثْمٍ وَلا تَخَفِ
وَقُمْ إِلَى الجِدِّ لا تَرْكَنْ إِلَى دَعَةٍ=وَاصْبِرْ عَلَى المَجْدِ إِنَّ المَجْدَ بِالكَلَفِ
هِيَ الحَيَاةُ عَلَى الدَّوْلاتِ دَائِرَةٌ=فَاليَومَ فِي كَنَفٍ وَالصُّبْحُ فِي كَنَفٍ
وَالنَّصْرُ فِي نُصْرَةِ الدَّيَّانِ نَطْلُبُهُ=إِنْ عَزَّ فِي سَلَفٍ فَالخَيرُ فِي الخَلَفِ