د. سمير العمري
21-03-2007, 03:24 PM
مِنْ وَاحَةٍ صَدَحَتْ بَلابِلُهَا تَدَلَّهْ=تَسْتَرْجِعُ الشَّدْوَ المَدَى كَي تَسْتَهِلَّهْ
مِنْ نَفْحَةِ الأَشْعَارِ يَعْبقُ زَهْرُهَا=فَيُطِيبُ للأَذْوَاقِ نَرْجِسَهُ وَفُلَّهْ
مِنْ شَهْقَةِ الرُّوحِ الشَّفِيفَةِ حَزَّهَا=سِكِّينُ عُذْرِ الغَدْرِ فِي ذَبْحٍ أَحَلَّهْ
مِنْ عَبْرَةِ الأَحْدَاقِ رَقْرَقَهَا الأَسَى=فِي جَفْنِ مَنْ عَابَ الغَلِيلُ عَلَيهِ عَقْلَهْ
مَلَّ الزَّمَانُ المُّرُّ خِسَّتَهُ وَمَا=مَلَّ المُؤَمِّلُ مِنْ عَسَاهُ وَمِنْ لَعَلَّهْ
مَحَّصْتُ بِالحُبِّ القُلُوبَ لِكَي أَرَى=مَعْنَى الوَفَاءِ فَكَانَ أَكْثَرُهُ أَقَلَّهْ
وَبَلَوتُ أَخْلاقَ الرِّجَالِ فَهَالَنِي=أَنَّ النَّقِيصَةَ أَصْبَحَتْ فِي الطَّبْعِ أَصْلَهْ
وَعَرَكْتُ مَا اغْتَرَفَ الزَّمَانُ وَأَهْلُهُ=فَأَخَذْتُ مِنْهُ قَلِيلَهُ وَتَرَكْتُ جُلَّهْ
هِيَ حِكْمَةُ الأَيَّامِ تَكْتُبُ أَحْرُفِي=بِخُطُوبِهَا وَالشِّعْرُ قَالَ وَلَمْ أَقُلْ لَهْ
كَمْ أَخْرَقِ امْتَلكَ الحَرِيرَ فَإِنْ عَدَا=فَتَلَ الخُيُوطَ تَخَرُّصًا وَأَسَاءَ نَوْلَهْ
وَمُجَرِّبٍ نَسَجَ الخُيُوطَ بِحِرْفَةٍ=مِنْ خَيشِهِ فَإِذَا الحَرِيرُ كَأَنَّ غَزْلَهْ
صِنْفَانِ قَدْ بَرَأَ الإِلَهُ وَثَالِثٌ=بِالبَيْنَ بَيْنَ أَتَى التَّذَبْذُبَ أَيْنَ حَلَّهْ
قَلْبٌ أَلَدَّ بِهِ القِلَى إِبَرَ الأَذَى=وَعَلَى اللِسَانِ أَكَدَّ بِالمَعْسُولِ نَحْلَهْ
أَبِزَعْمِ نُسَّاكٍ وَدَعْوَى رَاهِبٍ=وَقَرِينُهُ فِي آثِمِ النَّجْوَى أَضَلَّهْ
يَسْعَى بِهِ المَدْحُ الرَّخِيصُ رَهِينَةً=حَتَّى وَإِنْ رَشَّ المُخَاتِلُ مِنْهُ طَلَّهْ
وَمُنَاوِئٍ لِلخَيرِ أَبْدَلَ طَيْرَهُ=بُومَ الخَرَابِ إِذَا أَضَاعَ الدَّرْبَ دَلَّهْ
مِنْ كُلِّ مَنْ رَكبَ البِغَالَ يُظُنُّهَا=تِلْكَ الخُيُولَ السَّابِحَاتِ إِلَيهِ قَبْلَهْ
أَوْ مُدَّعٍ صِدْقَ الإِخَاءِ وَكُلَّمَا=عَقَدَ التَّوَدُّدُ عُقْدَةَ المِيثَاقِ حَلَّهْ
إِنْ أَغْمَدَ الغَيْظَ الكَرِيمُ بِحِلْمِهِ=حَاضَتْ إِنَاثُ غُرُورِهِ جَهْلاً فَسَلَّهْ
وَإِذَا أَرَادَ مِنَ المَحِيضِ تَطَهُّرًا=تَرَكَ الفُرَاتَ وَمَاءَهُ وَاخْتَارَ بَوْلَهْ
هِيَ هَكَذَا نَفْسُ اللَئِيمِ ذُبَابَةٌ=حَطَّتْ عَلَى قَذَرِ الرُّبَى وَالوَرْدُ حَوْلَهْ
لَكِنَّ نَفْسَ الحُرِّ مِثْلُ فَرَاشَةٍ=حَامَتْ تُعَانِقُ عِطْرَهُ وَتَضُمُّ شَكْلَهْ
أَوْ أَنَّهَا فِي وَاحَةِ الإِنْسَانِ قَدْ=وَهَبَ الثِّمَارَ غِرَاسُهَا وَأَمَدَّ ظِلَّهْ
هِيَ لِلنَّقَاءِ السَّمْتُ لِلأَمَلِ النَّدَى=لِلخَيرِ يَنْبُوعُ الوَفَاءِ أَفَاضَ بَذْلَهْ
هِيَ نَفْسُ كُلِّ مُكَرَّمٍ قَصَدَ الذُّرَى=أَبْدَى جَبِينَ فُرُوضِهِ وَأَسَرَّ نَفْلَهْ
فَمِنَ الحَصِيفِ إِلَى الشَّرِيفِ إِلَى الذِي=جَعَلَ السَّمَاحَةَ كَفَّهُ وَالعَزْمَ خَيْلَهْ
وَمِنَ الحَلِيمِ إِلَى الحَكِيمِ إِلَى الذِي=حَسُنَتْ سِمَاتُ وَقَارِهِ وَأَبَرَّ قَوْلَهْ
وَالأَرْيَحِيُّ الأَلْمَعِيُّ وَكُلُّ مَنْ= أَقْرَى المُرُوءَةَ جُهْدَهُ وَأَقَلَّ عَذْلَهْ
السَّابِقُونَ إِلَى الفَضَيلَةِ فِي الوَرَى=الوَاثِقُونَ بِنَفْحَةِ التَّوفِيقِ بِاللهْ
السَّامِقُونَ تَفَضُّلاً وَتَرَفُّعًا=الوَامِقُونَ لِكُلِّ ذِي أَرَبٍ أَبَاً لَهْ
يَا صُحْبَةَ الدَّرِبِ الرَّشِيدِ عَلَى المَدَى=فِي رِحْلَةِ الطَّيرِ المُهَاجِرِ عَافَ ذُلَّهْ
قَدْ طِرْتُ فَرْدَاً يَوْمَ أَنْ نَكَصَ الوَرَى=وَاليَوْمَ طَارَ السِّرْبُ فِي أُفُقٍ أَجَلَّهْ
يَا صُحْبَةً سَمَتِ النُّفُوسُ بِقُرْبِهَا=مِنْ كُلِّ فَذِّ القَدْرِ حَازَ الفَخْرَ كُلَّهْ
اللَيلُ طَالَ وَفَجْرُهُ فِي أَعْيُنٍ=حَلَمَت بِمِرْوَدِ عِزِّهَا تَشْتَاقُ كُحْلَهْ
وَالنَّفْسُ أَرْهَقَهَا الحَنِينُ لِدَولَةٍ=أَسْمَى مَبَادِئِهَا وَفَاءُ الخِلِّ خِلَّهْ
هَيَّا نُحَلِّقُ فِي الفَضَاءِ وَنَجْتَبِي= عَهْدَاً يَرَاكُمْ لاجْتِبَاءِ الفَضْلِ أَهْلَهْ
هَيَّا فَقَدْ قَهَرَ التَّخَاذُلُ مَجْدَنَا=إِنْ لَمْ يَكُنْ أَنْتُمْ لِنُصْرَتِهِ فَمَنْ لَهْ
مِنْ نَفْحَةِ الأَشْعَارِ يَعْبقُ زَهْرُهَا=فَيُطِيبُ للأَذْوَاقِ نَرْجِسَهُ وَفُلَّهْ
مِنْ شَهْقَةِ الرُّوحِ الشَّفِيفَةِ حَزَّهَا=سِكِّينُ عُذْرِ الغَدْرِ فِي ذَبْحٍ أَحَلَّهْ
مِنْ عَبْرَةِ الأَحْدَاقِ رَقْرَقَهَا الأَسَى=فِي جَفْنِ مَنْ عَابَ الغَلِيلُ عَلَيهِ عَقْلَهْ
مَلَّ الزَّمَانُ المُّرُّ خِسَّتَهُ وَمَا=مَلَّ المُؤَمِّلُ مِنْ عَسَاهُ وَمِنْ لَعَلَّهْ
مَحَّصْتُ بِالحُبِّ القُلُوبَ لِكَي أَرَى=مَعْنَى الوَفَاءِ فَكَانَ أَكْثَرُهُ أَقَلَّهْ
وَبَلَوتُ أَخْلاقَ الرِّجَالِ فَهَالَنِي=أَنَّ النَّقِيصَةَ أَصْبَحَتْ فِي الطَّبْعِ أَصْلَهْ
وَعَرَكْتُ مَا اغْتَرَفَ الزَّمَانُ وَأَهْلُهُ=فَأَخَذْتُ مِنْهُ قَلِيلَهُ وَتَرَكْتُ جُلَّهْ
هِيَ حِكْمَةُ الأَيَّامِ تَكْتُبُ أَحْرُفِي=بِخُطُوبِهَا وَالشِّعْرُ قَالَ وَلَمْ أَقُلْ لَهْ
كَمْ أَخْرَقِ امْتَلكَ الحَرِيرَ فَإِنْ عَدَا=فَتَلَ الخُيُوطَ تَخَرُّصًا وَأَسَاءَ نَوْلَهْ
وَمُجَرِّبٍ نَسَجَ الخُيُوطَ بِحِرْفَةٍ=مِنْ خَيشِهِ فَإِذَا الحَرِيرُ كَأَنَّ غَزْلَهْ
صِنْفَانِ قَدْ بَرَأَ الإِلَهُ وَثَالِثٌ=بِالبَيْنَ بَيْنَ أَتَى التَّذَبْذُبَ أَيْنَ حَلَّهْ
قَلْبٌ أَلَدَّ بِهِ القِلَى إِبَرَ الأَذَى=وَعَلَى اللِسَانِ أَكَدَّ بِالمَعْسُولِ نَحْلَهْ
أَبِزَعْمِ نُسَّاكٍ وَدَعْوَى رَاهِبٍ=وَقَرِينُهُ فِي آثِمِ النَّجْوَى أَضَلَّهْ
يَسْعَى بِهِ المَدْحُ الرَّخِيصُ رَهِينَةً=حَتَّى وَإِنْ رَشَّ المُخَاتِلُ مِنْهُ طَلَّهْ
وَمُنَاوِئٍ لِلخَيرِ أَبْدَلَ طَيْرَهُ=بُومَ الخَرَابِ إِذَا أَضَاعَ الدَّرْبَ دَلَّهْ
مِنْ كُلِّ مَنْ رَكبَ البِغَالَ يُظُنُّهَا=تِلْكَ الخُيُولَ السَّابِحَاتِ إِلَيهِ قَبْلَهْ
أَوْ مُدَّعٍ صِدْقَ الإِخَاءِ وَكُلَّمَا=عَقَدَ التَّوَدُّدُ عُقْدَةَ المِيثَاقِ حَلَّهْ
إِنْ أَغْمَدَ الغَيْظَ الكَرِيمُ بِحِلْمِهِ=حَاضَتْ إِنَاثُ غُرُورِهِ جَهْلاً فَسَلَّهْ
وَإِذَا أَرَادَ مِنَ المَحِيضِ تَطَهُّرًا=تَرَكَ الفُرَاتَ وَمَاءَهُ وَاخْتَارَ بَوْلَهْ
هِيَ هَكَذَا نَفْسُ اللَئِيمِ ذُبَابَةٌ=حَطَّتْ عَلَى قَذَرِ الرُّبَى وَالوَرْدُ حَوْلَهْ
لَكِنَّ نَفْسَ الحُرِّ مِثْلُ فَرَاشَةٍ=حَامَتْ تُعَانِقُ عِطْرَهُ وَتَضُمُّ شَكْلَهْ
أَوْ أَنَّهَا فِي وَاحَةِ الإِنْسَانِ قَدْ=وَهَبَ الثِّمَارَ غِرَاسُهَا وَأَمَدَّ ظِلَّهْ
هِيَ لِلنَّقَاءِ السَّمْتُ لِلأَمَلِ النَّدَى=لِلخَيرِ يَنْبُوعُ الوَفَاءِ أَفَاضَ بَذْلَهْ
هِيَ نَفْسُ كُلِّ مُكَرَّمٍ قَصَدَ الذُّرَى=أَبْدَى جَبِينَ فُرُوضِهِ وَأَسَرَّ نَفْلَهْ
فَمِنَ الحَصِيفِ إِلَى الشَّرِيفِ إِلَى الذِي=جَعَلَ السَّمَاحَةَ كَفَّهُ وَالعَزْمَ خَيْلَهْ
وَمِنَ الحَلِيمِ إِلَى الحَكِيمِ إِلَى الذِي=حَسُنَتْ سِمَاتُ وَقَارِهِ وَأَبَرَّ قَوْلَهْ
وَالأَرْيَحِيُّ الأَلْمَعِيُّ وَكُلُّ مَنْ= أَقْرَى المُرُوءَةَ جُهْدَهُ وَأَقَلَّ عَذْلَهْ
السَّابِقُونَ إِلَى الفَضَيلَةِ فِي الوَرَى=الوَاثِقُونَ بِنَفْحَةِ التَّوفِيقِ بِاللهْ
السَّامِقُونَ تَفَضُّلاً وَتَرَفُّعًا=الوَامِقُونَ لِكُلِّ ذِي أَرَبٍ أَبَاً لَهْ
يَا صُحْبَةَ الدَّرِبِ الرَّشِيدِ عَلَى المَدَى=فِي رِحْلَةِ الطَّيرِ المُهَاجِرِ عَافَ ذُلَّهْ
قَدْ طِرْتُ فَرْدَاً يَوْمَ أَنْ نَكَصَ الوَرَى=وَاليَوْمَ طَارَ السِّرْبُ فِي أُفُقٍ أَجَلَّهْ
يَا صُحْبَةً سَمَتِ النُّفُوسُ بِقُرْبِهَا=مِنْ كُلِّ فَذِّ القَدْرِ حَازَ الفَخْرَ كُلَّهْ
اللَيلُ طَالَ وَفَجْرُهُ فِي أَعْيُنٍ=حَلَمَت بِمِرْوَدِ عِزِّهَا تَشْتَاقُ كُحْلَهْ
وَالنَّفْسُ أَرْهَقَهَا الحَنِينُ لِدَولَةٍ=أَسْمَى مَبَادِئِهَا وَفَاءُ الخِلِّ خِلَّهْ
هَيَّا نُحَلِّقُ فِي الفَضَاءِ وَنَجْتَبِي= عَهْدَاً يَرَاكُمْ لاجْتِبَاءِ الفَضْلِ أَهْلَهْ
هَيَّا فَقَدْ قَهَرَ التَّخَاذُلُ مَجْدَنَا=إِنْ لَمْ يَكُنْ أَنْتُمْ لِنُصْرَتِهِ فَمَنْ لَهْ