المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عراقيُّ الإباء



د. سمير العمري
07-11-2010, 02:37 AM
إهداء إلى الحبيب محمود حمادي ردا على قصيدته دعاء القلب (https://www.rabitat-alwaha.net/threads/42589-دعاء-القلب-إلى-د.-سمير-العمري)

بُرُوجُكَ فِي الفَضِيلَةِ فُقْنَ قَـدْرَا=وَجُزْنَ ذُرَى المَجَرَّةِ نَحْوَ أُخْـرَى
يَمُـرُّ بِهَـا السَّنَـاءُ فَيَجْتَبِيهَـا=وَيَنْشُد هَـا الثَّنَـاءُ فَيَسْتَـقِـرَّا
وَتَأْلَفُهَـا النُّفُـوسُ بِـلا عَنَـاءٍ=وَتَغْبِطُهَا شُمُوسُ الفَخْـرِ غَيـرَى
فَعَرْفُكَ جَـاوَزَ الجَـوزَاءَ عُرْفًـا=وَحَرْفُكَ حَازَ نَشْوَى الشِّعْرِ شِعْرَى
تَكَادُ مِـنَ المَشَاعِـرِ أَنْ تَرَاهَـا=تُطِلُّ عَلَى صُرُوحِ المَجْـدِ فَخْـرَا
مِنَ الفَلُّوجَـةِ امْتَـدْتْ بُرُوقًـا=فَأَينَعَ فِي السُّوِيدِ القَطْـرُ زَهْـرَا
فَمَا بَالُ المُـرُوءَةِ مِثْـل ثَكْلَـى=وَأَخْلَـقُ بِالمُـرُوءَةِ أَنْ تُـسَـرَّا
أَمَا زَالَتْ تَنُـوحُ عَلَـى وَفَـاءٍ=وَتْبكِي لِلعُهُودِ تَلِيـدَ ذِكْـرَى؟
أَمَا عَلِمَتْ بِـأَنَّ الغَـدْرِ أَمْسَـى=سَجِيَّةَ كُلِّ مَنْ يَخْتَـالُ كِبْـرَا؟
أَمَـا عَلِمَـتْ بِـأَنَّ اللهَ أَحْيَـا=إِلَى أَجَلٍ وَأَنَّ المَـوْتَ أَجْـرَى؟
هُوَ القَدَرُ الذِي فِي الدَّهْرِ يَمْضِي=وَيَمْتَحِنُ الوَرَى وَصْـلا وَهَجْـرَا
فَكَمْ نَضَبَتْ رُبُوعٌ مِنْ سَحَـابٍ=فَأَمْطَرَهُنَّ بَعْـدَ الجَـدْبِ وَفْـرَا
وَكَمْ بَكَتِ الحُرُوفُ عَلَى طُرُوسٍ=فَأَبْدَلَهُنَّ بَعْـدَ الطِـرْسِ سِفْـرَا
أَمَا عَرِفَتْ بِمَحْمُـودِ السَّجَايَـا=حَسِيبًـا شَامِخًـا حُـرَّا وَبَـرَّا
أَلُوفًا صَـادِقَ الوَعْدَيـنِ شَهْمًـا=أَخَـا أَدَبِ وَمَكْرمَـةٍ وَبُشْـرَى
إِذَا نَفَشَ النَّـوَالُ أَفَـاءَ زُهْـدًا=وَإِنْ عَطِشَ السُّؤَالُ أَفَاضَ نَهْـرَا
عِرَاقِـيَّ الإِبَـاءِ سَلِيـلَ صِيـدٍ=مَتَى عَصَفَ البَـلاءُ يَشُـدُّ أَزْرَا
لَقَدْ أَوفَيتَ يَـا مَحْمُـودُ عَهْـدًا=وَقَدْ نَقَضَ العُهُودَ القَـومُ تَتْـرَى
عَظِيمَ الفَضْلِ! هَلْ تَلِدُ الأَمَانِـي=لِصَاحِبِهَا سِوَى مَا كَانَ أَقْـرَى؟
وَهَلْ جَنَتِ المَنَاقِبُ مِـنْ خَتُـولٍ=بِمَا أَسْدَى سِوَى مَا جَاءَ إِمْـرَا؟
فَمَاذَا الحُبُّ مَهْمَا طَابَ وَصْـلا=إِذَا اتَّخَذَ الحَبِيبُ عَلَيـهِ أَجْـرَا؟
وَمَا صِفَةُ التَّشَكُّلِ فِـي انْزِيَـاحٍ=لِذِي غَرَضٍ يَرَى فِي الفُجْرِ فَجْرَا
لَكَمْ عَاشَرْتُ ظَاهِرَ ذِي حَرِيـرٍ=وَخَيشُ ضَمِيـرِهِ بِالحِقْـدِ أَزْرَى
وَكَمْ جَرَّبْـتُ ذَا شَمَـمٍ وَرَأْيٍ=بِأَبْخَسِ لَفْظَةٍ فِي المَدْحِ يُشْـرَى
هِيَ الأَهْـوَاءُ تُشْقِـي عَابِدِيهَـا=فَتَقْضِي مِنْ ظُنُونِ السُّوءِ وَطْـرَا
إِذَا رَجَتِ النُّفُوسُ غـرَاسَ مَكْـرٍ=سَتَحْصُدُ سُنْبُلاتِ المَكْرِ حَسْـرَى
وَمَهْمَا كَالَ ذُو الوَجْهَينِ مَدْحًـا=تَخَبَّـطَ رَأْيُـهُ وَارْتَـدَّ خُسْـرَا
وَمَا يُجْدِى الحَسُودَ كَثِيرُ نُصْـحٍ=مَتَى اسْتَمْرَا الضَّغِينَـةَ وَاسْتَمَـرَّا
وَمَا يُبْرِي الدَّوَاءُ نُهَـى صَفِيـقٍ=يَظُنُّ بِأَنَّهُ فِـي القَـومِ كِسْـرَى
وَمَا سُـرُجٌ تُفِيـدُ وَلا سُـرُوجٌ=لأَحْمَقَ يَحْسَبُ الضِّرْغَـامَ هِـرَّا
فَكَيفَ يُوَافِقُ الإِنْصَـافُ فِكْـرًا=إِذَا الأَنْصَافُ قَدْ سَامَتْـهُ كُفْـرَا
وَكَيفَ يَشِتُّ مَنْ عَلِمُـوا يَقِينًـا=بِــأَنَّ اللهَ بِالـنِّـيَّـاتِ أَدْرَى
وَمَـا العُمَـرِيُّ إِلا ذُو فُــؤَادٍ=وَدُودٍ يَرْتَجِـي لِلنَّـاسِ خَـيْـرَا
أَخِي مَحْمُودُ قَـدْ أَغْدَقْـتَ وُدَّا=يَرُفُّ شَذَى بِشِعْرٍ مِنْكَ أَطْـرَى
كَأَنَّ حُرُوفَهُ قَـدْ سِلْـنَ شَهْـدًا=وَأَنَّ سُطُورَهُ قَـدْ فُحْـنَ عِطْـرَا
وَقَدْ رَشَفَ البَيَانُ مِـنَ المَعَانِـي=كُؤُوسَ بَلاغَةِ الإِبْـدَاعِ سِحْـرَا
بِهِ نَضَحَ الشَّعُورُ عَبِيـرَ صِـدْقٍ=يُلامِسُ فِي عَمِيقِ الحِـسِّ طُهْـرَا
وَفِي حَرَجِ المَوَاقِفِ كُنْـتَ لَيثًـا=يَذُودُ عَنِ الهُـدَى نَابَـا وَظُفْـرَا
كَأَنَّـكَ آخِـرُ النُبَـلاءِ عَهْـدًا=وَأَوَّلُ صَفِّهِمْ فِي الفَضْـلِ ذِكْـرَا
وَأَكْرَمُ فِي خُطُوبِ الدَّهْرِ بَـذْلا=وَأَوْسَعُ فِي العَنَا كَفَّـا وَصَـدْرَا
لَقَدْ صَدَّقْتَ فِيكَ القَـولَ فِعْـلا=يُوَافِقُ مَا اقْتَضَـى حُلـوًا وَمُـرَّا
أَتَيتُـكَ وَالمَدِيـحَ عَلَـى حَيَـاءٍ=وَمَا أَجِدُ المَدِيحَ يَفِيـكَ شُكْـرَا
فَدَعْ بَيتَ القَصِيدِ وَسَـعْ فُـؤَادًا=بَنَى لَكَ فِي شِغَافِ الحَمْدِ قَصْـرَا