مشاهدة النسخة كاملة : ديوان الشاعر محمود فرحان حمادي
محمود فرحان حمادي
02-04-2009, 05:32 PM
على جدران أحلام الطغات=دفنت بمعولي وجهَ الحياةِ
ومن رحم الليالي وسطَ بحرٍ=كتبت مدامعي والموجُ عاتِ
وسافر قاربُ الحرف المعنّى=إلى شطآن مملكة السبات
يدورُ تألقي بجنان ورد=ويسري فوق ظهر الراسيات
وتزدحم المعاني فوق شوكٍ=له عرشٌ بكثبان الفلاة
وتُحبس دونما خجلٍ حروفٌ=بجبِّ العاهرات الخائنات
يؤرّق أحرفي الابداعُ حتى=تمازج لونها بدم الجناة
وتهفو كلُّ أفئدة الرزايا=لضوء قد سكبت به دواتي
على أحلام مملكة رسمنا=قبورًا للفراعنة العتاة
ولم يجد الرحيلُ لنا مقامًا=على ماضٍ من البلوى وآت
تصحَّر شوقنا واخضرَّ يأسٌ=به الأولادُ تثأر للبنات
فصار اللحنُ بالكلمات نوحٌ=تُقبّلهُ ثغورُ المومسات
محمود فرحان حمادي
04-04-2009, 09:47 AM
أبدًا تُسعّرُ في الفؤاد غراما
عينٌ هجرت جمالها أعواما
عينٌ يُعادُ الشيخُ في تذكارها
حين التعلل باللقاء غلاما
عينٌ تعشّقنا هواها رضّعًا
والشوقُ يأبى في الوصال فطاما
عين بها الأيامُ أينع عودها
والليلُ عاد بوصلها بسّاما
طرّزت أحلامي بسحر لحاظها
ولَكم هويت بليلتي الأحلاما
هاجت بقلبي الذكريات فجئتها
صبّا أطارحها الغرامَ كلاما
أجثوا على الركب الضعاف معفرًا
خدًّا مسحت بصدقه الأوهاما
أرنو لها والدمع سحَّ مكحلاً
جفنًا بكى لفراقها أياما
اليوم تنتقم النواهدُ من فتىً
أمسى يُردّدُ حولها الأنغاما
ويُكرّرُ الشكوى حيال أميرةٍ
قسرًا أماطت للعيون لثاما
وتنفّس الصُعداءَ منها خافقٌ
ليزيحَ عن صدرٍ له الآثاما
أنا في هواها والغرامُ يلفّني
فردٌ تعلّق بالسعود فهاما
يشدو القريضَ بحبّ أجمل غادة
من نبلها تخذ الزمان وساما
من ألف ليلتها وحلو حديثها
نبذ الأنامُ عداوة وخصاما
الشعرُ يحلو بالمديح لغادة
أحيت بطيب كلامها الأفهاما
هي غادةُ الدنيا وتاج عروشها
ومنارةٌ منها الفخارُ تسامى
خودٌ إليها المكرمات تعاقبت
فبمائها الظمآنُ بلَّ أواما
أحببت منها الوجه حين تبلّجت
أنواره ليُبدّد الإظلاما
وهويت عينًا في سويداء لها
نورًا يُجدّد للحياة نظاما
هي بنت (هارون الرشيد) مدينة
قد مزّقت برجالها الأوهاما
تاهت بها الدنيا وطاب لأهلها
عيشٌ أذاق المعتدين حماما
وتعطرت شفةُ الزمان بمدحها
عامًا يجدد في المفاخر عاما
تعبت بسطوتها الجيوشُ فأسكتت
أبواقها وتقطّعت أقساما
واليوم إذ عاث الدخيلُ بأرضها
وأذاقها من خزيه الآلاما
عارٌ علينا أن تظلَّ أسودنا
والعلجُ يعبث في الديار نياما
يا شامةَ الأقطار تلك قلوبنا
تهوى (الرشيدَ) وتعشقُ (الخيّاما)
تهوى (الرصافة) إذ يهبُّ نسيمها
وتذوب في (الكرخ) العزيز هياما
فتحية للرافدين نصوغها
ولماء (دجلة والفرات) سلاما
محمود فرحان حمادي
05-04-2009, 06:48 PM
تبقى الأروعا
ناديتُ أسيانًا هواك لتسمعا=وتركتُ قلبي في رباك موزّعا
ورحلت أجترُّ الحنينَ بخافقٍ=من هول ما لاقيت بات مُصدَّعا
ليلُ الصبابةِ والأنين مسربلٌ=بصباحك الولهانِ عشتهما معا
ماذقت حلوَ العيشِ بعد فراقكم=ولَكَم هجرت مع البعاد المضجعا
أفكلّما هاجَ الحنينُ بخاطري=أمسيتُ للروض الجميل مودّعا؟!
ياورد أيامي تجاذبني الأسى=والروضُ أضحى مذ هجرتك بلقعا
لولا أمانٍ في الفؤاد كتمتها=وقصائدٌ للشوق جئنَ تتبعا
لتركت أحلامي تنوءُ بحملها=وشربت كأسًا للقطيعة مُترعا
جبلٌ من الكلمات في بحر النَّوى=صاغت هواك، فما عسى أن تنفعا؟!
فإذا بكيت نزفت كلَّ مواجعي=وإذا هجعت جعلت عشقي المهجعا
ناديت ـ لو يُجدي الصراخُ ـ مواطنًا=كان السبيلُ بها مهيبًا مهيعا
قضّيت فيها العيشَ دهري آمنًا=أهبُ الفؤادَ صرامةً، وتمنُّعا
وشدوت ألحانَ الخلودِ بمهجةٍ=منها الشعورُ على البطاح تطلّعا
أرضٌ يطيرُ القلبُ نحو ربوعها=غَرِدًا إذا داعي الجهادِ بها دعا
يمّمت شطرَ الحسنِ في جنباتها=ولثمتُ روضًا في الديار، ومَربعا
وظلّلت ملآنَ الفؤاد من الهوى=وبخافقي كلّ الحنينِ تجمّعا
إنْ غاب مجدُ الأمس عن أسحاره=والعزُّ عن تلك الخمائلِ ضُيّعا
فرياضُه جذلى تظلُّ، ووجههُ=يبقى برُغمِ الحادثاتِ الأروعا
محمود فرحان حمادي
11-04-2009, 06:11 PM
خيال حائر
--------------------------------------------------------------------------------
ضحكةُ الأمسِ بميلاد الغدِ
صبغت بالشفق الدامي يدي
وتوالت في خيالي صورةٌ
في زواياها جمالُ المشهدِ
يتثنى هائمًا في وجهها
عبقُ اللون وسحرُ العسجدِ
أتوارى عن خيالي عندها
لفضاء أرحبيّ سرمدي
فتنةٌ باكرها ذوبُ الحيا
وأحاطتها عيون الخرّدِ
تشتكي الحاظها من غيمة
وشموسٍ في عيون الأرمدِ
تعبت روحي وصمتي بائنٌ
فوق سوط الماردِ المستعبِدِ
ويثورُ الموجُ في أوردتي
حول شطآنٍ لقلب مسهدِ
جاورته في صداها غيمةٌ
مزّقت في راحتيها كبدي
محمود فرحان حمادي
14-04-2009, 05:21 PM
بكرت تشدُّ على أليم مصابي
وتُديفُ سمًّا ناقعًا بشرابي
وتعيدُ لي ذكرى حبيبٍ أرّقت
ليلي وهيضت عندها أعصابي
وتمزّق الصبرَ الوليدَ بخافقي
ليعاد لهو جهالتي بثيابي
وأنا الذي ودّعت كلَّ رغائبي
وتركتُ فيها جَيئتي وذهابي
ودعتها كي لا أعودَ لنزوة
كانت إهابي إن نزعتُ إهابي
أسري فيأخذني الجمالُ بسوحها
لنمارق مصفوفة وخوابِ
وأجوب أروقة الغرام كأنني
لصٌّ يذوب بلجّة وسراب
وتمدُّ لي كأسَ الوصالِ أناملٌ
مخضوبةٌ من أدمعي بخضابِ
خلّفتُ أوراقي على قيثارةٍ
بخيوطها قد زغردت أترابي
وهجرت في تلك الخمائل روضةً
زهت العقولُ بحسنها الخلاّبِ
إن تذرف الدمع السخينَ محاجري
وتكلَّ من ألم النوى أهدابي
ويضمّني الوجعُ الممضُّ بوحدة
تبدي جراحاتي لتعلم ما بي
وأظلّ مقرورَ الفؤاد من الضنى
ليسوؤني في الحالكات عتابي
فبرغم ذا وبرغم كلّ متاعبي
جلدٌ على الأيام والأحقابِ
فدع الهواجسَ للزمان فإنّني
فارقت كلَّ هواجسي وعذابي
محمود فرحان حمادي
16-04-2009, 05:05 PM
إلى شعراء الواحة مهداة من "المَجْمَع الثقافي والأدبي في الفلوجة"
شعر المهندس محمود فرحان حمادي
ضحكاتُ سمّارٍ وضوءُ بريقِ=ورمال صحراءٍ بلون شروق
وقصائدٌ للشوق جدّد لحنها=ألمٌ لماضي العمر في إبريقي
جاءتك يتبعها الحنين بخافق=فيه الصبابة من شذى البلطيق
ألم السنين السالفات معفّرٌ=بالحبِّ بالتحنان بالتشويقِ
وبكلِّ حرف من رؤاها دمعةٌ=تحكي جمالَ حضارة الإغريق
ما للمعاهد وصّدت أبوابها=وبكت بدمع معاتب وصديقِ
تشكوك أوزان الخليل بحسرةٍ=ما حلَّ فيها من أسى التمزيق
تشكوك من جيل على عتباته=نسجوا قريضًا زائفًا بعقوقِ
شروى السرابِ بقيعة أوزانهم=كلّ أجال خياله بطريق
نسبوا إلى التقليد كلَّ خريدة=كُتبت بفنّ صادق وعريق
فأعِد لنامجد القريض فإننا=قوم رضعنا من حليب النوقِ
كلماتنا غبشُ الصباح وصوتنا=وجه الأصيل معطّر بغبوق
يتربع العلياء نور حروفنا=في راحتيه سطوة التحديق
فيه الأصالة كالربيع بهية=وبه الجمال مهذّب التزويق
وبه على مرِّ العصور علائمٌ=تزهو على أترابها بسموق
وبه الجزالة في الحروف ولفظة=تزري بقولٍ خائف مسروقِ
ياعليةَ القلم المصون براعة=في قولكم خليت من التشديق
أنتم بهاليل القريض وحسبكم=أن الجمالَ مميّز بالضيق
محمود فرحان حمادي
17-04-2009, 05:01 PM
يصعّر خدَّه
شعر المهندس محمود فرحان حمادي
يُصعّرُ خدَّهُ نحوي زماني
كأنّا في الهوى فرسا رهانِ
يسابقُ بعضُنا بعضًا ويرمي
كلانا صنوه فيما يعاني
يسابقني زماني باقتدارٍ
فواعجبي على غدر الزمانِ
يُسدّدُ في سويدا القلبِ سهمًا
ويرميني بلا خجل بثانِ
وما أنا كارهٌ وِردَ المنايا
ولا في الحرب يومًا بالجبانِ
إذا ما الليلُ أدلج وادلهمّت
خطوبٌ ارَّقت ثبتَ الجنانِ
رأيت عجاجةً في راحتيها
نجيعٌ أحمر القسمات قانِ
يذوبُ فؤادي المكلوم شوقًا
لتقبيل المراهفِ والسنانِ
وأشدو في المعارك مستحرًّا
إذا ما الجرح خضّب لي بناني
وما أنا بالمعلّل فيه نفسًا
وهل مثل التعلّل من هوانِ
ولكني أذوبُ أسىً لأنّي
أحاورُ ذا الزمان بترجمانِ
محمود فرحان حمادي
29-04-2009, 06:15 PM
أسرجتُ خيلي
المهندس محمود فرحان حمادي
أسرجتُ خيلي للمآبِ=ونأيتُ من ألمِ العتابِ
أرنو فيحبسني الهوى=ويغصُّ في جوفي جوابي
وأظلُّ موهونَ الشكيمةِ=في الذهابِ وفي الإيابِ
لملمتُ كلَّ حقائبي=لتبوء مثلي بالغيابِ
وهزئت بالعيش الذي=يخفي نكايات العذابِ
ويُبيحُ قتلي للدخيل=كأنّني رهنُ اغترابي
عجبُا لأيامٍ بها الـ=غربانُ تهزأ بالعُقابِ
ولسطوة البطلِ الجسور=يخاف غاشيةَ العِقابِ
ولصولة الأسد الهصور=تخاف من ظفر ونابِ
ودّعتُ كلَّ حكاية =قيلت بأيام الشبابِ
ونسيت في درب المتاهة=مسكني وشموخَ بابي
ورحلتُ أجترُّ السنين=أبثُّ للأيام ما بي
وتركت قبل النأي=أحلامي على وتر الربابِ
ومشيت أقتل وحدتي=جهرًا بفاتحة الكتابِ
خلّفتُ يا وطني صباي=على ربوعك والهضابِ
وتركت فيك قصائد=الحبِّ الجميلات العِذاب
وحملت يأسي بعد أن=ذقت المرارةَ من صحابي
ولبست عجلانًا بيوم=النأي أسمال اغترابي
أقتات عشق محبتي=وحنينُ أوردتي شرابي
وأبثُّ في سفري=الحزينُ من الشعور المستطابِ
يلهو بقافلتي جنونُ=البعدِ في كل الروابي
ويضجُّ ان جدَّ السرى=ألمي ويزداد ارتيابي
فأضمُّ رأسي حالمًا=بين الحقيقة والسرابِ
وأظلُّ مشدودَ الفؤادِ=بخيط قافلة الإيابِ
وطّنتُ نفسي للرحيل=وعفت ليلَ الإكتئابِ
وحملت فوق حقائبي=همَّ القصيدات الغضابِ
أرنو بعين طرفها=ما انفكَّ يؤذن بانسكابِ
ترنو إلى الوطن الجريح=وقد تسربل بالضبابِ
وتموجُ فيه المبكيات=تعجُّ بالعجب العجابِ
يُمسي الحليمُ بليلها=حيرانَ من وقع المصابِ
ودّعت يا وطني رباك=مفارقًا عهدَ التصابي
قد الهبت ظهري السياطُ=ومزقت وجهي حرابي
فرحلت يحدوني الحنين=ينام في كفي كتابِ
محمود فرحان حمادي
09-05-2009, 06:07 PM
إذا ما خانني الجلدُ
المهندس محمود فرحان حمادي
ــــــــــــــــــــــــ
إذا ما خانني الجلدُ
ورحتُ أبثُّ ما أجدُ
فإنّك مرتعي الريان
أطويه وأبتردُ
وانك بردُ أيامي
إذا أضناني الكمدُ
وإنك لحنُ أوتاري
وأنت الطائرُ الغرِدُ
أخي ما زالت الآهات
في جنبيَّ تحتشدُ
وما زالت بها الأوهامُ
كلَّ عجيبةٍ تلدُ
هناك تركت أُلّافًا
بقلبي كلُّهم رقدوا
يناغيني لهم طيفٌ
وذكرٌ عُودُهُ خضدُ
ويُبكيني إذا ما مرَّ
من أرجائهم أحدُ
وأسعدُ إن همُ يوما
بحلو حكاية سعدوا
ويتعبني إذا قاموا
لهم عيشٌ وإن قعدوا
أحنُّ حنينَ ولهانٍ
لأرضٍ فوقها سجدوا
وذا يا صاحبي بلدٌ
يذوبُ لحزنه الكبدُ
له يا صاحبي وقعٌ
غريبٌ حين يُفتقدُ
كبيرٌ حبّه في القلب
لا يرقى له بلدُ
تُبادُ حضارةُ الدنيا
ويضحكُ فوقه الأبدُ
إليك أبثها نجوى
يضيقُ بحملها الجسدُ
يظلُّ بها ضياءُ العين
مثل الشمس يتّقدُ
تُعيدُ لحاضر الأيامِ
ما قامت به الأسدُ
بهاليلٌ لهم ذكرٌ
جميلٌ فيه قد خلدوا
وتفضحُ كلَّ ما فعلت
بأرضي القادةُ الجددُ
حثالاتٌ كأنَّ الأرضَ
ضاقت حينما ولدوا
فلن يؤويهمُ رمسٌ
إذا ماتوا وإن لُحدوا
ولن تبكيهمُ الأيامُ
إن هم في الوغى خمدوا
أضاعوا مجدَ حاضرةٍ
بها أجدادنا رقدوا
وديست (أور) واندرست
بخزي فعالهم (أكدُ)
فلا نامت عيونُ القوم
إن طالت لهم عمدُ
أبعد نقاوة التوحيد
يُعصى الواحدُ الأحدُ
ألا يا أيها البلدُ
رعاك الواحدُ الصمدُ
رعاك اللهُ إن كادوك
في ذلٍّ وإن حسدوا
جموعُ الخير قاطبةً
لفكِّ رموزك اتحدوا
سيقطعُ منهم الأعناقَ
قرمٌ أينما وجدوا
ويُجدعُ للعدا أنفٌ
وتُقطعُ للخؤون يدُ
وتُنصبُ ثمَّ راياتٌ
بها أبطالنا وفدوا
محمود فرحان حمادي
26-05-2009, 05:54 PM
قَريضُك
إلى صاحبِ القلمِ المُعافى
قريضُكَ جاءَ منضُودَ اللآلي
بهِ تزدانُ ربّاتُ الحجالِ
تتيهُ إلى البقاءِ بهِ عيونٌ
ليمضي حاسدُوكَ إلى الزوالِ
وكم شنَّفتَ سمعي في قصيدٍ
جميلٍ ذابَ كالسحرِ الحلالِ
يُحاكي لحنَهُ وترٌ حزينٌ
به يسمو على صورِ الخيالِ
تُجسّدُ فيه للإبداعِ صرحًا
يُضاهي المبدعات من الطوالِ
وكم أرخيت للذكرى عنانًا
تطوفُ به الرؤى في كلِّ حالِ
تجيءُ الذكرياتُ إليك تترى
ولستُ لوقعها يومًا بقالِ
ودربُ الذكريات وإن تناءى
قريبٌ في مُخيّلةِ الرجالِ
ولن ترقى لسدّتهِ شكوكٌ
إذا ما مرَّ طائرُهُ ببالِ
فُتنتُ بواحةٍ خضراءَ يومًا
أحنُ لها بشوقٍ واعتلالِ
تركتُ رياضَها قسرًا وظلّت
هناكَ الروحُ ترفلُ بالدلالِ
ولولا تربةٌ كنّا صِغارًا
نُقبّلُ وجهَها قبلَ الكمالِ
لقضّيتُ السنينَ هناك كهلاً
وإنْ كان الهوى صعب المنالِ
ولستُ بتاركٍ لسواي أرضًا
رضعتُ حنانَها تحتَ الظلالِ
إذا غمزَ الغريبُ بها قناةً
شهرتُ له الأسنَّةَ للقتالِ
بلادٌ حبُّها لي فرضُ عينٌ
أُجدّدُ في محبتِها ابتهالي
وأبقى ما حييتُ بها صبيًّا
وإنْ ناهزتُ سنَّ الاكتهالِ
إذا حنَّ الغرامُ إلى سِواها
فما كان الفؤادُ لها بسالِ
أخي يا صاحبَ القلم المُعافى
سألتُكَ أنْ ترقَّ جوىً لحالي
فلستُ من الأُلى عشقوا الأماني
بقيلٍ يُفتنونَ ضحىً وقالِ
ولا من معشرٍ يُغريه مَيْنٌ
على ما كان في العُصُرِ الخوالي
ولكنّي الفتى إنْ جدَّ خطبٌ
صبورٌ إن دُعيتُ إلى النّزالِ
أقضُّ مضاجعَ الأبطالِ عزمًا
إذا ما اشتدَّ بي بأسُ القتالِ
أبثُّكَ يا رفيقَ الحرفِ همًّا
يجيشُ بخاطري في كلِّ حالِ
تداعى المبطلونَ على حمانا
فعاثَ بها الأسافلُ بالأعالي
ومن عجبٍ إذا وافى دعيٌّ
لتربتِها يُكلّلُ بالنضالِ
فبات الأكرمونَ بحيصِ بيصٍ
تهاوت عندهُ قممُ الجبالِ
ومن هول المصائبِ في حمانا
تقهقرَ خائرًا عزمُ الرجالِ
وأبناءُ العروبةِ من معدٍّ
تقاذفَ فكرَهم لوثُ الخبالِ
ومَن يرجو السعادةَ من شقيٍّ
كمن يرجو الصوابَ من الضلالِ
ومَنْ يمتاحُ ريًّا من سرابٍ
فقد طلبَ الضياءَ من الزوالِ
إذا أدلفتَ للخمسينَ ترجو
ثوابَ المبتلينَ فلا تبالي
وإنْ خفتَ الإقامةَ في بلادٍ
على دينٍ تنحَّ للاعتزال
فإنَّ الأرضَ واسعةٌ وفيها
يُعادُ الأمرُ من حالٍ لحالِ
محمود فرحان حمادي
31-05-2009, 05:15 PM
الـــــــــــزّبدانــــــ ــي
جبل يطل على وادي بلدوان يبعد قرابة (40) كم عن دمشق،
كل ما فيه يتكلم حتى الحجارة والبناء .. على حدود لبنان
المهندس: محمود فرحان حمادي
أجنانًا رأيتُ في (الزبدانــــي)=أم جمالاً من ريشة الفنَّانِ
أم نبوغًا على المدى طرَّزتهُ =قدرةُ اللهِ في يد الإنسانِ
حارَ فكري وتاهَ فيما رآهُ =بجبالٍ تموُجُ بالبنيانِ
شاهقاتٌ من الجبال تراءت =حين أرنو لها كعِقدِ الجُمانِ
أرتقيها والبردُ يلفحُ وجهي =بشهورٍ تموجُ بالنِّيرانِ
حين ترنو إلى السماء تراها =قد أحيطت بأجملِ الألوانِ
وإذا جُلتَ ناظريكَ بأرضٍ =تستبيكَ الآياتُ بالوديانِ
كلُّ ما في الطبيعة البكرِ يحكي =عن شعورٍ ورقَّةٍ في المعاني
فيأَتنا أغصانُهُ بحبورٍ =من جبال بجلمدٍ صوَّانِ
عربيٌّ به اللسانُ جميلٌ =لهفَ نفسي على جمالِ اللّسانِ
يشتهيهُ الغريبُ حين يراهُ =شاخصًا ضاحكًا بتلكَ الحسانِ
يتجلَّى الحبورُ في كلِّ شبرٍ =من رباهُ بغصنهِ الفتَّانِ
تتهادى فيه الثكالى بأُنسٍ=ضاحكاتٍ في روضةِ النّسيانِ
ساعةٌ من نهارِ يومٍ جميلٍ =فيه ضاهت تعاقُبَ الأزمانِ
بين لبنانَ والشآمَ يُحاكي =غادةَ الشامِ في ربى لبنانِ
قد رمتني الحسانُ فيه بنبلٍ =ظلَّ للآنَ وقعُهُ في الجَنانِ
فاتناتٌ لا يعرفُ القبحُ شكلاً =حولَ عينٍ في جفنها الوسنانِ
زينةُ السّهلِ بالحسان تغنَّتْ =والجبالُ الشمّاءُ بالأغصانِ
غالبت عينيَ النعاسَ بشِعبٍ =لا يضاهيِهِ صبحُ شِعبِ بَوانِ
تحتَ طودٍ من الصخور مهيبٍ =فيه تزهو الحياةُ للإنسانِ
يا زمانَ الأحلامِ عُدتَ كريمًا =تتراءى ما بينَ أُنسٍ وجانِ
عُدتَ حرًّا وكنتَ قبلُ سجينًا =كلَّ يومٍ ترتادُ وكرَ الأماني
عدت للناس تحت لونٍ قشيبٍ =فيه ماست عروسةُ (بلُودانِ)
محمود فرحان حمادي
02-06-2009, 10:18 AM
العرش
المهندس
محمود فرحان حمادي
لاقى الفؤادُ بصدّكم ما لاقى=فعلامَ نُذكي فرقةً وشقاقا
وعلامَ نشحذُ للخصومة السنًا=فيها يكون صراعُنا سبَّاقا
والعرشُ لو صفتِ السرائرُ حائطٌ=فيه الحبورُ، وعيشُهُ قد راقا
العرشُ ليس لمدّع قد وطّدت=أركانُهُ بل مدَّ ثمَّ رواقا
يدعو الجميعَ إلى فناء ربُوعِهِ=ليُقيمَ صرحًا خالدًا برَّاقا
بالأمسِ كنّا في التعايش أخوةً=حقدًا تركنا خلفَنا ونفاقا
فدعوا التنابزَ بالعيوب فإنَّنا=قلبٌ يظلَُ لأهلهِ توَاقا
لمُّوا الصفوفَ ووحّدوا أشلاءَكم=إنَّ التشرذمَ يجلبُ الإملاقا
ماذا جنينا من قتالِ أحبَّةٍ=قد ضيَّعوا في ذا الخصامِ وِفاقا
أو ما كفتنا يا أحبَّةُ فرقةٌ=يبقى بها ماءُ الودادِ مُراقا
أينَ الأخوَّةُ؟ هل نسينا عهدَها=أم قد أضعنا بيننا الأخلاقا؟
هذي يدي لأخي الحبيبِ أضمُّها=لنقيمَ صرحًا سامقًا خلاّقا
لتظلَّ ساريةُ الإخاءِ عزيزةً=ويظلُّ بيرقُ صبحها خفّاقا
سنعيدُ بالإيثارِ حلوَ تسامحٍ=نبني به للمبدعينَ "عراقا
محمود فرحان حمادي
06-06-2009, 07:31 PM
يا مُلهمَ الأجيال
المهندس: محمود فرحان حمادي
تبرُ القريضِ على يديكَ يُذابُ
فلمن سواكَ سيكتبُ الكتّابُ
ولمن سواك نصوغها أنشودةً
يرنو لها العشّاقُ والأحبابُ
صنَاجةَ الأدبِ الرفيعِ تحيّرت
منّا العقولُ وهامت الألبابُ
قد حُزت بالعلم الشريفِ شمائلاً
يُغرى بهنَّ ويُسعدً الأصحابُ
(الموصليُّ) وقد تقادم عهدُهُ
يهفو إليك وبعده (زريابُ)
كالطّودِ يشمخُ في السماءِ مُحلّقًا
والمجدُ حولَ سفوحِهِ ينسابُ
يا كعبةَ الشعراءِ فرعُكَ قائمٌ
فوقَ السِّماكِ تحفّهُ الطلابُ
يتسابقونَ إلى هواكَ بلهفةٍ
شعريّةٍ ذابتْ هناكَ وذابوا
يتساقطون كما الفراش لضوئكم
إذ أنت في لغة القريضِ شهابُ
من أين أبتدأُ الكلامَ وصوتُنا
قد مزّقته خناجرٌ وحرابُ
والبلبلُ الغرّيدُ أصبحَ ناعبًا
وعلى الحروفِ الناعماتِ غرابُ
ضاعت قواميسُ الكلامِ فما بكى
أسفًا عليها بيننا الأعرابُ
وجهُ القصيدةِ قد تغيّر شكلُهُ
فقصائد الجيل الجديدِ خرابُ
وأدوا حروفَ الضادِ تحت هُرائهم
فكأنَّ قائدَ جمعهم قصّابُ
كتبوا الحروفَ على الحراب فشاعرٌ
مسخ القريضَ وشاعرٌ كذّابُ
فبشعرهم مات (الخليلُ) و (جرولٌ)
وبغدرهم قد أُحرقَ (السيّابُ)
عفوًا أميرَ الحرفِ كأسي مترعٌ
ولأجل عينك تُشربُ الأنخابُ
من فيض بحرك نستعيدُ حروفَنا
إن ضاع من وجه الزمان كتابُ
ماتت قصائدُ شانئيكَ وأنت ذا
فيما يُقالُ مدى الزمان شبابُ
قد صُغتَ في جِيد الزمانِ قلائدًا
يحلو بهنَّ النحو والإعرابُ
كلُّ القصائدِ عند بابك خُشّعٌ
فكأنَّ بابك عندها محرابُ
فالشعرُ عنوانُ الرجالِ ولن ترى
شعرًا يضمُّ جمالَهُ سردابُ
إن كنت أحييت العلومَ فطالما
جاءت تُقبّلُ كفَّك الآدابُ
محمود فرحان حمادي
09-06-2009, 07:29 PM
باقٍ غرامك
المهندس: محمود فرحان حمادي
باقٍ غرامُكَ في قلبي وفي كبدي
يا خيرَ مَن صافحتهُ في الأنام يدي
باقٍ غرامك يا روضًا تعشّقهُ
مني الفؤاد برغم الأهلِ والولدِ
باقٍ كما كنت جذلانًا ومبتسمًا
وفارسًا سطَّرَ الأمجادَ للبلدِ
باقٍ غرامك في أمسٍ يؤرقني
حبَّا وفي حاضرٍ أصبو له وغدِ
أشكو إليك تباريحًا مؤجّجةً
وما شكوتُ الهوى يومًا إلى أحدِ
أشكوك نارَ بعادٍ أحرقت جسدي
قد بتُّ أشكو لظاها داخلَ الجسدِ
أكلّما ذاب قلبُ الصبِّ من دنفٍ
يموتُ تحت ضلوعي القلبُ بالكمدِ
محمود فرحان حمادي
13-06-2009, 10:35 AM
إلامَ يغرُّك الأمل
محمود فرحان حمادي
إلام يغرّك الأملُ ................ وجرحُك ليس يندملُ
وتدري أنَّ للأيا .........................م بدرًا سوف يكتملُ
فتزهق ثمَّ أرواحٌ ..................... يجرُّ نعوشها الأجلُ
ويصبحُ معلمًا في الأر .................ض من ذكراكم طللُ
ينوحُ بجنبه طفلٌ ...................... بدمع ليس يُحتملُ
أخا الإسلامِ كم قامت ................ لوأد حضارتي دولُ
سماسرةٌ لهم يا صاح ................ من أبنائنا خولُ
ونحن برقدة التضليل ................. والأوهام ننتقلُ
يُمزّقُ جمعنا الموهوم ............... في إسفافه الجدلُ
تموت بأرضنا الآيات ................... تُ والراياتُ والرسلُ
ويبقى الظلمُ جذلانًا ................. ويُقبرُ عندنا البطلُ
أبعد اللات والعزّى ................... يُمجّد فوقنا هبلُ
وقد دانت لنا الأ ...................... يامُ والأمصارُ والمِللُ
ألا يا رخصَ أيامٍ ..................... يمزّق نورها الزلل
بلى طوبى لمن في الليل .......... بالأسحار يبتهلُ
يُزيّن وجهَه زهدٌ .................... ويصدق قوله العملُ
له بالفتية الأفذاذ .................... من أسلافنا مُثلُ
يقطّعُ وقته ذكرًا ...................... على اسم الله يتكلُ
بحمد الله والتسبيح .................. غطت روضه الحللُ
حروف نشيجه طابت ................. كما طابت بها الجملُ
جوادٌ في تأنقه ....................... يحاكي وجهه النّهلُ
ويبعث في حنايا الروح .............. نبراسًا لمن سألوا
طريق عبادة فاضت ..................على جنباته المقلُ
ويحيي أنفسًا عنها ................. كرام الناس قد رحلوا
أخي في الله قم .................. بالله فالأشجان تعتملُ
بلادٌ غالها غولٌ ...................... وهدَّ صروحها السَّفلُ
يتقوى الله والأيمان ................ نصلح كلَّ ما فعلوا
سيهزم في الورى جمعٌ ........... يقود زمامه الخطلُ
إذا ما همنا خطبٌ ................. وضاقت حولنا السبلُ
ومات بشاطئ الأحزان ............. شيخٌ هدّه الكللُ
وتاهت رايةٌ كنا ..................... بها في السعد نحتفلُ
فإنَّ لنا بحبل الله ................... ركنًا ما له بدلُ
وإنّ لنا بفتيتنا ...................... حياةً كلها عملُ
بهم ستُعاد في فخر ................لنا أيامنا الأولُ
محمود فرحان حمادي
19-06-2009, 04:37 PM
خلجاتٌ صادقة
إلى الدكتور ماجد قارووط
المهندس محمود فرحان حمادي
تُزيّنُ وجهَها الدُررُ
ويُصلحُ لحنَهُ الوترُ
ويطلعُ ضاحكًا فينا
نَ في أنواره القمرُ
وترفلُ في تغنّجها
عيونٌ زانها الخفرُ
وتُشربُ ثَمَّ أنخابٌ
بها يتبخترُ السمرُ
ويُكتبُ للورى قرضٌ
به تُستعذبُ الصورُ
ويرحلُ صاغرًا أسيا
نَ في أسماله الكدرُ
ويشدو زيدُ مفتخرًا
بما قد خطّهُ عمرُ
ويُحيي واحةَ الإبدا
عِ في تسكابه المطرُ
إذا ما مرَّ قارووطٌ
بحسن القولِ يفتخرُ
محمود فرحان حمادي
25-06-2009, 10:51 AM
هل تراها؟
قالها دون اكتراثٍ
لصديق كان يرنو لسماها
هل تراها؟
كيف أُدمت في الرزايا مقلتاها
ولياليها العجيبات الحيارى
وأماسيها التي أمست مع البلوى ثكالى
ونواديها التي كنَّ منارًا
يهتدي الساري بها أنّى رآها
هل تراها؟
غادةٌ تشتاقها الأيامُ ترنو
نحوها الدنيا وتبكي
عينُ مَن يومًا جفاها
من شذاها
فاح عطرُ الأرض طابَ الزهرُ ضاع الوردُ مسكًا
من شذاها
كم بكاها عاشقٌ ظلَّ يواسي
كلَّ صبٍّ في بكاها
وفداها فارسُ الأحلامِ قرمٌ
في ميادين الوغى والحربِ إن صال عدوٌّ
بحماها
غادةٌ كلّلها الغارُ
وصاغتها الليالي
برؤاها
واحتواها المجدُ لحنًا
تنحني الدنيا على وقع صداها
كم تُذابُ الروحُ شوقًا
ويُميتُ العينَ دمعٌ
ويظلُّ الطرفُ محسورًا إذا مات فتاها
زهرةٌ لا تنحني أرضٌ ولا سهلٌ ولا حَزنٌ ولا جاهٌ ـ وإن
تاه زمانًا ـ
لسواها
ويموتُ الشعرُ إن خطبٌ بذي الدنيا عراها
تلك أرضٌ رُتّل القرآنُ فيها
وتغنّى كلُّ وزنٍ من بحور الشعرِ في
سعفة نخلٍ
ضاهت الجوزاءَ في حسن علاها
وشدا الماضون والآتون للدنيا غرامًا
من شذاها
تلك أرضٌ
كلّ أحقابِ الدنا من نزر شيء
من عطاها تتباهى
هل تراها؟
محمود فرحان حمادي
02-07-2009, 09:51 AM
دموع الألم
ما زلتُ أرخصُ للمصاب دموعا
وأجيل طرفي في الفضاء سريعا
وأبثُّ أشجاني لليل بتّهُ
أرعى هنالك للهموم قطيعا
وأظلُّ أرنو في نشيجٍ حائر
وأشدُّ قومي للجهاد جميعا
وأبيت مكتوفَ اليدين بعاجز
أمسى يُكيل اللومَ والتقريعا
يا أيها الجيلُ الجديد وليتكم
تسدون للوطن الجريحِ صنيعا
فلقد تناوشت الخطوبُ ديارنا
وغدا بها صوتُ العدا مسموعا
يا شبلَ سعد يا سليلَ أشاوس
حاشا لمثلك أن يكون جزوعا
أدرك بغزة والخليل صغيرةً
وأنر ببغداد السلام شموعا
تدعوك في الأقصى الشريف أراملٌ
لتريك جرحًا في البلاد فضيعا
لتريك كيف المجرمون تسابقوا
ليُصدّعوا أوطاننا تصديعا
لتريك أفعال اليهود بطفلةٍ
قد قطّعوا أوصالها تقطيعا
لله تشكو من أليم مصابها
بنتٌ بها فعل الهوى ما اسطيعا
بنت بأرضِ المسلمين يقودها
علجٌ ومنها سعدها قد بيعا
يا أيها الجيل الجديد جهادكم
يبقى عزيزًا شامخًا ومنيعا
بجهادكم تبقى الديار مصونة
ونعيد مجدًا للبلاد أُضيعا
محمود فرحان حمادي
09-07-2009, 10:26 AM
نشيدُ القيام
قومي فديتك لا تنامي=يا رميةً من خير رامي
قومي فقد طلع النها=ر وأدبرت سحبُ الظلامِ
قومي فقد كاد المؤذّ=نُ أن يؤذّنَ للقيامِ
قومي فإنَّ الليلَ كلَّ=الليل آّذن بانصرامِ
قومي فتلك حمامة=تدعوك شوقًا للسلامِ
قومي بزوبعة الجهاد=كما سرت من الف عامِ
فالعيش أصبح علقمًا=والداء ينخر بالعظامِ
والهمُّ بات مجسّدًا=بالطفل أيام الفطامِ
قومي فانَّ الصدقَ ما=قد صوّرته لنا (حذامِ)
والجهلُ ليس بعاذر=مهجًا تنوح على الدوامِ
ماذا جنينا من بكاء الأ=مس في زمن الصيامِ
ماذا جنينا من كلا=مٍ قد تكسّر بالكلامِ
ماذا جنينا من خلا=فات ومن مهج دوامي
ماذا نؤمّلُ في زمان الص=مت من قول الإمامِ
قومي فقد شرع الذي=نخشاه دومًا بالقيامِ
قد حشّدوا للحرب ما اسطا=عوا هنالك من سهامِ
جاءوا لكي يستعمروا=عربَ الجزيرة والشآمِ
جاءوا بكلّ حشودهم=زحفًا إلى دار السلامِ
قومي فديتك لا تنامي=فالنارُ تُوقد باضطرامِ
حربُ الصليب على الهلالِ=تجبّرت بين الأنامِ
حربٌ على الإسلام قد=فُرضت عليه بانتظامِ
زمرُ اليهود تقودها=والويلُ في زمر اللئامِ
قومي فديتك كي نص=دَّ الشرَّ عن كلّ الأنامِ
قومي فقد أزف القيا=مُ لكي نسيرَ إلى الأمامِ
لنعيدَ مجدًا ضاع با=لأوهام في زمر الطغامِ
ونُزيل ما قد علّقوا=بالحقّ من خزيٍ وذامِ
محمود فرحان حمادي
15-07-2009, 11:10 AM
تسائلني واعترفُ
المهندس: محمود فرحان حمادي
تسائلني واعترفُ
وقلبي مغرمٌ دنفُ
تسائلني التي طرفي
بحسن لحاظِها كلفُ
تسائلني على مرأى
ومسمع كلِّ مَن وقفوا
فأخشى أن أبوحَ بما
تضمُّ بجوفها الصدفُ
وأخشى عشقَ أوردتي
وأنفاسي فأنصرفُ
بلى أحببتُ فاتنتي
وأدمى مقلتي الشغفُ
وكحّلَ حاجبي في الحبّ
بدرٌ ليس ينكسفُ
وباتت كلُّ حورا
ءٍ من الآهات ترتشفُ
بلى أحببتُ والأيا
مُ تشهدُ لي وتعترفُ
وتلك تجاربي في الحبِّ
منها الناسُ تغترفُ
ولكنَّ الهوى العذري
يبكي زهوه الشظفُ
يناديني هواك ضحىً
ويمنعُ ردّي الشرفُ
سؤالك بات يؤلمني
وتؤلمني به النتفُ
تخذتك واحةً للشعر
تحنو نحوها الصحفُ
وترنو نحوها شمسٌ
تموت بضوئها السدفُ
رويدك إنَّ هذا الشوق
شوقٌ ما به كلفُ
وهذا مبدئي في الحبِّ
يروي حسنه الخلفُ
ولي سرٌّ مع الأيام
باقٍ ليس ينكشفُ
محمود فرحان حمادي
26-07-2009, 05:26 PM
المعاني الحسان جياع
المهندس محمود فرحان حمادي
وامتطينا أيامَنا للنزوحِ
تحت جنحٍ من الظلامِ فسيحِ
غادر الوردُ أيكَهُ وتثنى
لرصيفٍ من الحياة فسيحِ
وتعالى بنا الخيالُ بعيدًا
كالمرايا على بساط الريحِ
بامتعاضٍ نستافُ عطرَ الليالي
واصطبارٍ نضمُّ جرحَ المسيحِ
باع وجهَ الشموخ منا إباءٌ
واحتوى الذلُّ كلَّ وجهٍ قبيحِ
***********
وعدونا في راحتينا شراعُ
بعدما خفَّ للرحيل ضياعُ
لذّةُ الحرفِ واشتهاء المعاني
حول أسوارها أشيدت قلاعُ
سادةُ الحرفِ في المنافي عبيدٌ
والبهاليلُ في الحداء رعاعُ
أقفرت زهرةُ القريضِ وديست
والتجاويفُ في الكلام جياعُ
في زوايا النسيانِ ماس هراءٌ
والمعاني الحسانِ فيها جياعُ
غارقٌ في الصراع بيتُ قصيدي
ليت شعري متى يكفُّ الصراع؟
*************
وأضعنا كما يشاءُ الرحيلُ
حلمَنا بعدما عراهُ الذبولُ
وعلى دكّة الوداع تهاوى
أمل الأمسِ والغرامُ الطويلُ
وانزوت في مجاهل اليأس روحٌ
عن مداها سربُ الحمامِ يميلُ
وتلاشى في الراحلين هديلٌ
خافت اللحن كان نعم الهديلُ
وعلى أدمع الشداة تشظى
ألق نبعُ ورده سلسبيلُ
واكتوت يوم نأيها حانيات
أسطرٌ للهوى وغاب الدليلُ
*************
وأفقنا على انتشار الصباحِ
بجراحٍ قد ضُمّدت بجراحِ
ينبتُ الشوكُ في العيون ويأسٌ
يتلوّى في غمرة الأتراحِ
غابت الأنجمُ الحسانُ وبدرٌ
يشتهيها ومدمعي بعد صاحِ
بانتشاءٍ يعبُّ كأسًا قراحًا
صاحب الدربِ والهموم براحي
كم أداوي كلومَ قلبي وعيني
تسكبُ الشوقَ للدنا بافتضاحِ
جدَّ يومي فلم أعد أتقيه
بصبوحٍ أو غنوة أو مزاحِ
*************
وانتبهنا على أنين الحيارى
كيف تحت الرغام حلمٌ توارى
كيف مَن عانق الشموخَ افتخارًا
بات بالدرهمين يهوى الصَغارا
كيف يحلو بمربعِ الذلِّ عيشٌ
لكبير يبغي النفوسَ كبارا
قُلّبٌ أوجه الحياة فوجهٌ
يتحدى وأوجهٌ كالحيارى
هكذا أزمع الرحيلَ قريضٌ
باقتدارٍ وعزّة لاتُجارى
لا تسل عن حروفه كيف أمست
(فالليالي تُعانقُ الأقمارا)
محمود فرحان حمادي
12-08-2009, 09:19 PM
تيهي على مهج القلوب
محمود فرحان حمادي
تيهي على مهج القلوبِ
وتطرّبي بلظى النحيبِ
تيهي بليل المبكيـــــــــــــــات
ورنّمـــــــــي لحني الطروبِ
تيهي فديتك لن يغيـــــــــبَ
البـــــــــدر في الزمن الكـــــذوبِ
تيهي أمـيرة أحرفــي
وتنسمـــــــي عطــــــــــــــر النعـــــيبِ
يا واحة القلب السليــــــــم
ومبسم الخـــــود اللعــــوبِ
يا عطر أيام الصــــــبا
ياوجه فاتنـــــــــة الــــــــــــــدروبِ
يا ضحكة الآهـــات في سجـــن
البهاليــــــــــــــــــ ـــل العصيـــــــبِ
تيهي بحســـن خميلـــة
غنّاء في الوطــــــــــن السليـــبِ
بل ردّدي لحـــن البقــاء
بوجــــــــــه غاشيــــــــــة الخطــــــــــوبِ
أهواك في الأمـــــل البعيـد
وفي شذى أمــــلي القريـــبِ
أهواكِ في ألـــــق الحروف
وبســــــــــــــــمة الضـــاد العجيــــــــبِ
أهواك في البحـــــر الطــــــــــــــــويل
وفي متـــــــاهات الغــــــريـــبِ
أهواك في دمع اليتــــــــــــــم
بــــــذلّ مشـــــــــــــــــــــــ رقنا العروبي
أهواك في ألــــــــــــم الريـــــــــــاح
الجاريــــــــــات إلى الجنــــــــوبِ
أهواك ضحــــــــــكة مــــــــــولــــع
بالحـــــــــب في عيــــــــــــــن الحبيـــــبِ
تيهي بكـــــــــــلِّ مــــــــــواجعـــــي
تيهــــــــــي بلــــــحن العنــــــدليـــبِ
محمود فرحان حمادي
22-09-2009, 11:41 AM
سلاف الكأس
مهداة إلى الأستاذ الشاعر علي حسين العبيدي
سلاف الكأس طافحة الشرابِ=معتّقةُ السرائرِ والإهابِ
يُُزينها حبابٌ لست تدري=أمسكٌ ذاك أم لون الرضابِ
نعبُّ رحيقها ونذوب شوقًا=لأيام الصبابةِ والشبابِ
ويأخذنا الحنينُ ليوم سعدٍ=به ذقنا حلاوات التصابي
نُشنّفُ مسمعَ الدنيا بسؤلِ=تذوبُ به النفوس على الجوابِ
حنانك يارفيقَ الحرف مما=يؤرّقُ مضجعي ويدقُّ بابي
فحلمُ الذكريات وإن تراءى=بأحلام وأخيلة عِذابِ
ففيه لفرط ما سكبت شجونٌ=عتابٌ لا يملُّ من العتابِ
به الشكوى تطير بخافقيها=لترسم حزنَها فوق السحابِ
وفه ترائبُ اللذات فاقت=بشهد سرورها حلو الشرابِ
تعجّل روضَتي غيثٌ هتونٌ=رأيتُ به الملاحةَ من صحابي
ووافى مقلتيَّ بحسن سبكٍ=قريضٌ للسعادة قد سرى بي
جمالٌ فيه هّيج لي شجونًا=فخلت به الحقيقةَ كالسرابِ
أبا سيفٍ وأنت قرينُ مجدٍ=تهادى خيرهُ فوق الروابي
معطّرةٌ بك الأنفاسُ لما=يحرّك صبحَها حلو الخطابِ
أضأت لنا سبيلَ العلم حتى=ملكنا الفخرَ بالهمم الصلابِ
سلمت أبا الحسين ودمت ذخرًا=بقول من رفيقك مستجابِ
سكبت به الدعاءً كلّ حرفٍ=به الآياتُ من أمِّ الكتابِ
محمود فرحان حمادي
07-10-2009, 08:54 AM
مقتولةٌ عين المها
المهندس: محمود فرحان حمادي
مُكرهًا جئتُ إليكم
وحديثي ذو شجون
مُكرهًا أمشي الهوينا
وعلى عينيَّ بانت كلُّ آلام الجفون
ثورةٌ في وسط قلبي
وحرابٌ تشتهي ألا أكون
يبس الشريانُ حتى
بتُّ لا أدري بماذا يكتبون
وأنا والشعرُ سيّان
فإن مات قصيدي
فأنا مَن تدفنون
فبماذا أُطرب الأسماعَ منكم
وأُسلّي عطرَ هذا الجمع
والأفكارُ باتت في غيابات السجون
شابت الأحرفُ مني
وعلى وجه قريضي طلعت تلك الغضون
فاسمحوا لي سادتي
أن أُرسل الدمعَ
وأُبدي كلَّ ما تُخفي العيون
وطنٌ كنا نغني لرباه
وعلى سعفة نخلٍ منه قد تاهت لحون
يُطربُ الأسماعَ منه نغمٌ
فيه غنينا الفيافي والقفارا والحجون
فيه تاريخٌ ودين وحضارات
وأبطالٌ غيارى
تنحني الدنيا لهم حدَّ الجنون
فيه سامراء ترنو نحوها الحدباء
إن لاحت من الفيحا قرون
فيه أجدادٌ بهاليل
تغنّت باسمهم كلُّ الفنون
وطن أخفيت في قلبي شعارات
له منذ قرون
كم تسامرنا به والنجم قنديلٌ
يضئ الليلَ منا
والحواشي والمتون
جئتُه أمسِ وقد فارقته شهرًا
لكي أكتبَ شعرًا في ابتسامات العيون
فإذا عينُ المها مقتولةٌ
وإذا الجسرُ حزين
لا كما كان صحابي يدّعون
وإذا الجرحُ عميقٌ
وإذا ما يكتب الناسُ
ويلقى لعبٌ فوق الذقون
فاسمحوا لي مكرهًا
أن أقتلَ الحرفَ
وأُخفي كلَّ شجوٍ
ثمَّ ظنّوا بعدها فيَّ الظنون
كيف يبقى الحرفُ حرفًا
وشموسُ الأرضِ ماتت
والليالي دمعها فينا هتون
محمود فرحان حمادي
13-10-2009, 05:27 PM
أبكار المعاني
مهداة إلى الاستاذ عبد الستار درويش البغدادي
المهندس: محمود فرحان حمادي
إليك تُزفُّ أبكارُ المعاني
ويرحلُ نحوكم جذلاً بياني
إليك أصوغُ في شوقٍ قوافٍ
مدى الأيامِ يذكرها لساني
إليك تحيّةً من قلب صبٍّ
تُضاهي أعينَ الغيدِ الحسانِ
إليك خريدةً عصماءَ جاءت
مضمّخةً بأثواب الحنانِ
لستار الأنامِ عرفتُ عبدًا
يُشارُ إليه دومًا بالبنانِ
وفي نظم القريضِ تراه شيخًا
جليلاً ما له في الشعر ثانِ
يُعطّرُ مسمعَ الدنيا بشعرٍ
له سجد (المعرّي)و(ابن هاني)
يصوغُ الشعرَ في نسقٍ فريدٍ
لنا يحلو كحبّات الجُمانِ
فيالك سيّدًا فرّجتَ عنّا
بما سطّرتَ أعباءَ الزمان
سكرنا من علومك وانتشينا
بما لم تأته بنتُ الدنانِ
فأنت لحالنا ركنٌ يمانٍ
وكلُّ الخيرِ في الركن اليماني
كشفت حقيقةً كنا جميعًا
بكلِّ ضراوةٍ منها نعاني
جزاك اللهُ عنا كلَّ خيرٍ
وأسكنك الفسيحَ من الجنانِ
محمود فرحان حمادي
13-11-2009, 04:17 PM
ياعذبةَ الصوت
المهندس: محمود فرحان حمادي
أبعد فقدك يحلو العيشُ والسَّمرُ
يا عذبةَ الصوتِ مات اللحنُ والوترُ
أمّاهُ كلُّ دعائي جئتُ أسكبُه
في هجعة الليلِ والآلآمُ تستعرُ
أمّاهُ شوقٌ إلى لقياك يؤلمني
ويشتكي من لظاهُ القلبُ والبصرُ
أماه والعين قد باتت مسهّدةً
إذ مسّها لجلال الحادث القترُ
هل تعذريني إذا ما جئت متشحًا
ثوبَ الرثاءِ وبالآهات أأتزرُ
هل تعذريني إذا أدميتُ قافيتي
أو ملّني مكرهًا من حالتي الضجرُ
وهل سيبكيك شعرٌ مثل قافيتي
تلك التي بشغاف القلب تأتمرُ
أمسى لفقدك صبري وهو منخرقٌ
ومَن لفقدك بعد اليوم يصطبرُ
وبات شعري حزينًا كلما طلعت
للشعر قافيةٌ تذوي وتحتضرُ
وأحزنتني القوافي في مطالعها
والشعرُ مني إذا ما التاع ينتحرُ
فجئت بابَك ولهانًا وأوردتي
بالحب تنبض والأشواقُ تنتشرُ
يعينني الشعرُ في توديع راحلةٍ
في كلّ ما صاغه الباكون وادّخروا
ما كان في الظنّ أنَّ العمرَ لو وسعت
أيامُه مثل غصن سوف ينعصرُ
وكم تمنيّت لو تبقي لنائبتي
لعلني بدعاء منك أنتصرُ
لعلني أشتكي لله من ألمٍ
فيحتويني الرضا والعفو والظفرُ
لعلَّ أن يغفرَ الرحمنُ زلّتنا
وفي رضا الله يزهو الجمعُ والنفرُ
ودّعت دنياك في صمت بلا ضجرٍ
فلن يروعَك في قبر لك الضجرُ
ودّعت دنياك نحو اللهِ باسمةً
يحوطك الأمنُ والإحسانُ والزهرُ
ودعت دنياك في روح منعمةٍ
لم تخش ضيمًا ولا ينتابها ضررُ
ودعت دنياك كالأطيار راضيةً
مرضية عنك كل الهمِّ ينحسرُ
ودعت دنياك في عرس نضارته
للآن في حسنه الأخّاذ نفتخرُ
وكنت في النعش مثل البدر تحمله
نجومنا الزهر لكنّ الورى بشرُ
وكنت في الركب لسناءَ المقام وقد
سرّت نواظرنا من أمرك العبرُ
خلّفت في الناس ذكرًا لا نضير له
ولاتشابهه شمسٌ ولاقمرُ
محمود فرحان حمادي
03-12-2009, 09:59 AM
وهو حرفي
المهندس: محمود فرحان حمادي
راق للنفس في هواه القفولُ=شادن ساحرٌ وروضٌ جميلُ
تتهادى فيه الحياةُ ويسمو=عاليًا مجدُه الرحيبُ الأثيلُ
ضاحكت وجهَهه الأنيسَ شموسٌ=صاغها للأنام ربٌّ جليلُ
يفتر الحسنُ عن محيّاه وردًا=سمةُ العطرِ فوقه لا الخمولُ
طيبٌ ريحُه العليلُ وزاهٍ=مرتقاهُ ما غيّرته الفصولُ
كنت نشوان في رباهُ مُجيلاً=طرفَ عينٍ قد أثقلته الشَّمولُ
ونداماي في الحبور نشاوى=وفراقُ الصحب الكرامِ ثقيلُ
مائسٌ ركنه كأنَّ شموخًا=فيه يُمسي وفي هواهُ يُقيلُ
جاذبتني الغرامَ فيه طيورٌ=تركت وكنَها فطاب الهديلُ
تتغنى بلحنها في سماء=وشموس قد غاب عنها الأفولُ
بلدٌ صرت لحنَه إذ يُغنّى=ففؤادي في حبه متبولُ
وهو حرفي إذا انتجعت قريضًا=يستبيني به الغرامُ الطويلُ
لهف نفسي على ليالٍ تقضّت=من علاها لونُ الصفاء يسيلُ
روضةٌ إن أتيت أخفي شجونًا=من رؤاها فدمعُ عيني همولُ
أشتهيها في باكر الصبح لحنًا=شاعريًّا أحلامُه لا تزولُ
كم شجاني طيفُ الحنين لنبعٍ=طيّب الماء وردهُ سلسبيلُ
رفرف الحسنُ حوله بغصون=عذبة الصوت يحتويها النخيلُ
ذاك حصني إذا عدتني خطوبٌ=سامقٌ ما لنا سواهُ بديلُ
فيه بغدادُ معلمٌ لقلوب=عن هداها مرَّ المدى لا تميلُ
قلعةٌ شيد إرثها باتئادٍ=فهضابٌ مبسوطةٌ وسهولُ
وجبال بتيهها شامخات=كلُّ صقعٍ من حولهنَّ ضئيلُ
عبهري بها الجمالُ يضاهي=كلَّ حسنٍ يحويه قدٌّ أسيلُ
بلدةٌ يعشقُ الخلودُ مناها=فخفيفي في وجنتيها طويلُ
ما تمثّلت في هواها سعادًا=يوم سعدي ولا اشتهتني القتولُ
راضعًا حبَّها صغيرًا أناجي=وجهَها والجمالُ لحنٌ أصيلُ
دَجلةُ الخيرِ في رباها مليكٌ=وخريرُ الفراتِ سحرٌ خميلُ
غيمةُ الخيرِ إن تخطّت رباها=فلها البِرُّ عائدٌ والجميلُ
كم تلظّى مني الفؤادُ بهجرٍ=بيد أنّي في النائبات حَمولُ
كلّما ملت عن هواها سلوًّا=مرَّ عرفٌ من روضها فأميلُ
هكذا حبّها ارتيادٌ وبعدٌ=إنَّ قلبي في هجرها لبخيلُ
محمود فرحان حمادي
12-12-2009, 06:10 AM
كــــرم الجـــــــــــــدود
المهندس: محمود فرحان حمادي
صورُ القريضِ تمرُّ بالوجدانِ=فتثيرُ عندي لوعة الأشجانِ
فأبيتُ من ألم الفراقِ مُتيَّمًا=أصبو وقلبي دائم الخفقانِ
أرنو وبحرُ الشوقِ تحت جوانحي=فيه الهوى يجري بلا ربّانِ
فتقودني غررُ الشريفِ بنسمةٍ=روحيّة ـ طربًا ـ إلى حسّانِ
فأروحُ والدررُ الحسانُ بخافقي=تحكي رؤىً عن سالف الأزمانِ
عن فتيةٍ نسجوا برودَ حضارةٍ=يبقى صداها في أعزِّ مكانِ
عن فتية وقف الزمانُ مهللاً=ومُكبِّرًا للفتية الشجعانِ
عن فتية جعلوا الشهادةَ بلسمًا=عند الوغى في حومة الميدانِ
شرُفت بقاعُ الأرضِ تحت نجيعِهم=وتكلُمت فخرًا بكلِّ لسانِ
سيكونُ شعري قاصرًا في مدح مَن=جادوا لصوت الحقِّ بالأبدانِ
ولمن أصوغُ الشعرَ حسبي أنَّني=شرَّفتُ شعري في ألذِّ معاني
شرَّفتُهُ في مدح آل مًحمَّدٍ=مَن فيهمُ رُفعت عرى الإيمانِ
صيدٌ بهاليلٌ كرامُ أرومةٍ=نالوا علوَّ الشأن بالعدنانِي
مَن كان جدَّهمُ النبيُّ مُحمَّدٌ=قد سُربلوا بالعفو والغفرانِ
كالنَّجم في وسط السماءِ تناثرت=أعلامُهم في حلبة الفُرسانِ
مَن مثلُ حيدرةٍ بكلِّ شموخِهِ=إذ صال في الهيجاء كالبُركانِ
قد كُرِّم الوجهُ الشريفُ لماجدٍ=لم يُحنِ رأسًا طابَ للأوثانِ
ربُّ الفصاحةِ وابنُ عمِّ مُحمَّدٍ=هو ذا لعَمري فارسُ الميدانِ
شهدت له بدرٌ بذلك فارسًا=متمرِّسًا يومَ التقى الجَمعانِ
هم فتيةٌ قد آمنوا فمديحُهمِ=قد جاءنا في مُحكم القرآنِ
سأظلُّ ألهجُ بالثناء لمعشرٍ=طابوا فطابَ بمدحهم تبياني
قد زيّنوا الدنيا بحلوِ صنائعٍ=للآنَ يحلو ذكرُها بلساني
سَلْ عنهُمُ الأيامَ كيف تعطّرت=مِسْكًا يفوحُ بما أتى السِبطانِ
سبطُ النبوّةِ والحسينُ أخٌ لهُ=أكرمْ بذاكَ الغصنِ في الأغصانِ
حسنٌ مدى الأيامِ تجثو عندَهُ=ذُلاً ملوكُ الأرضِ والتيجانِ
هم سيّدا كلِّ الشبابِ فواحدٌ=فوقَ الرؤوسِ وفي العيونِ الثاني
أكرمْ بسادات الأنامِ ومَن بهم=تتوسّدُ الأحفادُ خيرَ مكانِ
إنّا بحبلهمُ المتينُ تعلّقتْ=أنسابُنا في دورةِ الأزمانِ
للأعرجيّة دوحةٌ في ظلِّها=يمشي السنا والعزُّ للإنسانِ
تبقى الفروعُ كريمةً بأُصولها=كالليثِ يحضنُ شبلَهُ بحنانِ
من دوحة النسبِ الشريفِ جذورُنا=بل من صميم جحافلِ الإيمانِ
يا سيّدَ الشهداءِ خابت زمرةٌ=رمتِ النقاءَ بوابل النيرانِ
الغدرُ من شيم اللئامِ وفعلُهم=يبقى لصيقَ مذلَةٍ وهوانِ
إن كنت فضّلت الشهادةَ بينهم=فلقد هدمت شواخصَ الطغيانِ
ووقفت كالأسد الهصورِ مزمجرًا=بالحقِّ تدفعُ زمرةَ الشيطانِ
وبنيت صرحًا للكرامة شاخصًا=ترنو له الدنيا بكلِّ أوانِ
محمود فرحان حمادي
21-12-2009, 02:02 PM
حاشا أَبا الزهراء
حاشا لمثلك أن يُعابَ مقامُ
يا مَنْ تطيبُ بذكرِهِ الأَعوامُ
حاشا أبا الزهراءِ كيف ينالُكمْ
وغدٌ وتُرمى للعدوِّ سهامُ
يا مُلهمَ الأجيالِ سِرَّ نهوضِها
تفديك في أرواحها الأقوامُ
فينا تجبَّرَ ظالمونَ، بخزيهمْ
رُدّت على أعقابها الأيامُ
وتطاولَ القذرُ الدعيُّ بأُمةٍ
كانت ترفرف فوقها الأعلامُ
ليلُ الجهالةِ قد اساءَ لصحبها
فخبا بعزمِ رجالِها الأَقدامُ
وتقطعت منه الرووسُ وأسكتتْ
أفواهُها واستفحلَ الإجرامُ
وتداعتِ الأُمم اللعينةُ حولَها
فتمزّقت جثثٌ هناكَ وهامُ
واقتيدَ في حبل الطغاةِ أشاوشٌ
يرنو لهم في المكرماتِ سنامُ
صيدٌ بهاليلٌ يُهدُّ لفقدِهمْ
(رضوى) ويندبُ حظَّه (الصَّمصامُ)
فإلام نبغي من عدانا عزةً
والعزُّ ثوبٌ خاطه الإسلامُ
يا أيها المبعوثُ فينا رحمةً
كلّت بوصفك سيدي الأحلامُ
والمدحُ إلافيك يُصبحُ جثةً
تمشي على أوصالها الأقدامُ
قد خصك الله العظيم بشرعةٍ
ولَّت بها الأوثانُ والأصنامُ
وتنورت فيها القلوب لأُمةٍ
كانت تُقطَّع عندها الأرحامُ
وقضى بها الطاغوتُ بعد شموخِهِ
وهوى الصليبُ هناك والحاخامُ
واليومَ في رسم الزنيمِ سفاهةً
يُرمى الرسولُ وتُنشرُ الأوهامُ
ويُسيءُ للإسلام منهم جاهلٌ
والمسلمون على الهوان نيامُ
يا ويلَ مملكةِ الضلالِ ومَن بها
إن قام يثأر للهدى الأعلامُ
أو ما درى أهلُ الصليبِ بأنَّ في
أرواحنا تتفجَّرُ الألغامُ
ستُذَلُّ حاضرةُ الصليبِ وعرشها
ولسوف يُقبرُ عندها الرسّامُ
يا سيدي المختارِ تلك عوالمٌ
يُعلى بها الأذنابُ والأقزامُ
زمرٌ تقاذفها الضلالُ لشاطيءٍ
حتى الصباح يعبُّ فيه مدامُ
لقطاءُ في درب الضلالةِ جُمِّعوا
تحدُوهمُ بعُقارها الآثامُ
يتسابقون إلى الفساد كأنَّهم
فيما جنت أيديهمُ أنعامُ
والكفرُ جمعٌ في العداوة واحدٌ
وبذاك يشهدُ مرسلٌ وإمامُ
ستَقَرُّ عينُ المؤمنينُ بنصرنا
ويُبلُّ من حمرِ الدماءِ أوامُ
وسيثأر الجيل الجديد لأحمد
وسينجلي عن أرضنا الإظلامُ
ولّت بلا عودٍ خرافةُ مبطلٍ
كانت تعربدُ حولها الحكّامُ
وسيبزغُ الفجرُ الجديدُ بفتيةٍ
ويُهانُ سبَّابٌ لنا شتَّامُ
محمود فرحان حمادي
24-12-2009, 04:08 PM
أنا والليالي
المهندس: محمود فرحان حمادي
تسائلني الليالي عن مصابي
وتبكي في محاسنها لما بي
وما بي غيرَ آهاتٍ ثقالٍ
على عيشٍ تقضّى باغترابِ
على وطنٍ عشقناهُ بشوقٍ
فجرّعنا السمومَ من الشرابِ
كتبنا حبَّهُ في القلبِ حتى
نسينا القلبَ من فرط التصابي
تخذناهُ دليلاً في خطانا
نعيشُ به إلى يوم الحسابِ
إلى أن مسَّنا منه اضطرابٌ
شربنا الذلَّ منه باضطرابِ
هوت شمُّ الجبالِ به فأمسى
يجرُّ ذيولَهُ تحت الهضابِ
وقد فقد السكينةَ من رباهُ
فقاد المبتلينَ بشرع غابِ
فكشَّر نابَهُ لبنيه حتى
رمى الأبناءَ في ظفرٍ ونابِ
وصال ببطشه حتى كسانا
ثيابَ الذلِّ في سوطِ العذابِ
وقد غطّى الذهولُ الفكرَ منا
فضاع الحقُّ من أمِّ الكتابِ
فجئنا نشتكي ألمَ الليالي
وضيقَ العيشِ في شرع المُرابي
ومن عجب الليالي أنَّ فيها
جمالَ الفكرِ يُدفن بالترابِ
محمود فرحان حمادي
30-12-2009, 05:19 AM
:001:
فدى لعيْنَيْكِ
المهندس: محمود فرحان حمادي
فدىً لعينيك ما نخفي وما نهبُ
وما ستُمليه عن أمجادنا الحقبُ
فدىً لعينيك يا لحناً نردِّدُهُ
في كلِّ يومٍ إذا ما اشتدت الكُربُ
فدىً لعينيك أرواح لنا زهقت
بالغدر من طهرها الآمالُ تكتتبُ
فدىً لعينيك (يا بغداد) كوكبةٌ
كأنها والضحايا جحفلٌ لجبُ
فذا (العراق) وقد ديست مرابعُهُ
وصالَ في رافديه اليومَ مغتصبُ
يُصارعُ الموتَ في صمصامة كُسرتْ
منها الجيوشُ وفيها الثأر يلتهبُ
يبقى عصيًّا على الأعداء ما فتئت
فيه الملايينُ من أرواحنا تثبُ
جحاجحٌ فيه صاغوا النصرَ ملحمةً
تشدو بألحانها الآياتُ والكتبُ
يبقى (العراق) بهياً في عروبته
(تِطوانُ) أختٌ له و(الشامُ) و(النقبُ)
لو ضيم (مغربُنا الأقصى) بنائبةٍ
وافته (بغداد) في خطواتها الغضبُ
بنى الحضارات في ماضٍ له عبقٍ
لِلآن ترنو لها الدنيا وتنتسبُ
وسالت الأرض أنهاراً مباركةً
عيونها الحبُّ والإخلاصُ والحدبُ
كتائبُ المجدِ من صحرائهِِ انطلقتْ
ما آدَ كاهلَ جنديٍّ لها التعبُ
إنَّ (العراقَ) مسارُ الكونِ مختزلٌ
في مقلتيه، وسحرُ الأرضِ منتصبُ
من يوم (ذي قار) هذي الأرضُ باسمةٌ
يزهو بأمجادِ أجدادٍٍ لها العقِبُ
إذ ضمَّرُ الخيلِ في فرسانها اندفعتْ
كالأُسد في ساحة الهيجاءِ إذ نُدبوا
يقودها في ربى (اليرموكِ) كوكبةٌ
من الرجال لهم في إرثنا نسبُ
ياابنَ العروبةِ جدِّد مجدَ أُمتنا
فجحفلُ الكفرِ يشكو ويلَه العربُ
يبقى بك العزُّ يا (بغدادُ) مبتهجًا
مهما تعاقبت الويلاتُ والنوبُ
غدًا تُسجَّلُ في (الفيحاء) ملحمةٌ
في سطوةٍ من لظاها يعجبُ العجبُ
أرضٌ تضجُّ سماءُ الله باكيةً
إنْ بات طفلٌ بها يبكي وينتحبُ
ويل العلوجِ إذا ما نارُها اتقدتْ
وأُجّجَ الصخرُ واجتاحتهم الشهبُ
وبات ينشدُ في (ذي قارَ) فارسُها
لحنًا بهيًّا تجلى حوله الغلبُ
سيكتب النخلُ أشعارًا يُردِّدها
هناك في (قائم الأنبار) من وثبوا
يبقى (العراق) نسيجًا في تلاحمه
يُطرِّز الودَّ أبناءٌ له نُجُبُ
أوطانُنا الرأسُ والأيامُ شاهدةٌ
والغربُ لولا تراثُ العربِ هم نخبُ
سينجلي الليلُ مهما طالَ عن بلدٍ
من مائهِ أنبياءُ اللهِ قد شربوا
سينجلي الليلُ عن (بغدادَ) مندحرًا
فلا عداءٌ بها يبقى ولا صخبُ
غدًا سيبعث نخلُ (الفاو) سعفتَه
لكلِّ طودٍ له أكرادُنا نُسبوا
سيعلمُ العربُ أنْ بغدادَ قلبُهمُ
بل إنَّ (بغدادَ) أُمٌ فيهمُ وأَبُ
وأنّ أنسابَنا ترقى لمنزلةٍ
بها يُردُ على الأعقابِ من كذبوا
مَن بات نشوانَ في كرسيِّه جذلاً
يقودُهُ الهالكانِ: الذلُّ والشغبُ
تبت يدا حانقٍ قد باع تربتَهُ
وراح في بؤرة الأذنابِ يضطربُ
يبيعُ في أنجسِ الأثمانِ أمتَّه
كما يباعُ بفلسٍ أصفرٍ ذهبُ
غدًا نُحقِّق آمالاً لها سُكبت
هذي الدماء وديست دونها الرتبُ
حتى نرى شعبَنا الجبارَ ممتطيًا
جيادَ مَن للعلا أشبالُهم ركبوا
لو فتشوا في شعوب الأرض عن بطلٍ
مثل (العراق) فما في الأرض منتخبُ[/gasida]
محمود فرحان حمادي
05-01-2010, 01:14 PM
بجماجم الشهداء
بجماجمِ الشهداءِ والثوّارِ
يبقى العراقُ كمارجٍ من نارِ
وتظلُّ عاصمةُ الرشيدِ عصيَّةً
في كلِّ منعطفٍ على الأشرارِ
يبقى العراقُ على المدى بسواعدٍ
سمرٍ شدادٍ قبلةَ الأنظارِ
أرضٌ إليها المكرمات تسابقت
فتكلّلت ساحاتها بالغارِ
فيها البطولةُ يُستطابُ رحيقُها
وبها الجهادُ يتيهُ بالإيثارِ
وبها رؤوسُ الغاصبينَ تفجَّرت
بلظى جحيمِ الفتية الأخيارِ
يا أرضَ بغداد السلام أيزدهي
وردٌ وروضكِ ميّتَ الأزهارِ
أيطيبُ عيشٌ في الزمانِ ودجلةٌ
يشكو الضّياعَ بلجّةِ التيارِ
هذي صروحُك والسنينُ شواهدٌ
لن تستكينَ لماردٍ جبّارِ
تحلو الشهادةُ في رباكِ وسرُّها
أضحى لنا وطرًا من الأوطارِ
وسبيلُ جلادِ الشعوب تحوطهُ
أسدٌ لنيلِ المكرمات ضواري
للآن صوت الفاتحين مجلجلٌ
يحيي النفوسَ بأصدقِ الأخبارِ
لن ينحني نخلُ العراقِ وفرعُهُ
يبقى منيفًا كالسنا الموّارِ
وتظلُّ بغداد السلامِ كعهدِها
فوق البسيطة زهرةَ الأقطارِ
ويظلُّ فيها النّصرُ سرٌّ كامنٌ
فانظر فُديتَ جميلَ صنعِ الباري
محمود فرحان حمادي
08-01-2010, 11:27 AM
مثقف
يُخفي بكأسٍ في يديه شعورا
وحيالُه يلد السكوتُ بحورا
ويضمُّ عشق الريحِ بين نجومه
جذلاً يُغالبُه السرورُ سرورا
يُخفي على ضفة الربيعِ جداولاً
تركت على وجه المياهِ خريرا
ويداعبُ الشفقَ الغريبَ بلمسةٍ
جعلت تعابيرَ الضياءِ سطورا
وجهٌ يُداعبُهُ المكان وغفلةٌ
جارى بها ألقَ الدهورِ أسيرا
ما بين ماضٍ للحروف يشدُّها
ألمٌ وسِفرٌ أشبعوه حبورا
طارت بأجنحة النوى كلماتُنا
لتصوغَ من رحم البعادِ بدورا
جميلةَ الخيالِ
جميلةَ الخيالِ في خيالِ
لستُ بناسٍ طيفَكم أو سالي
يعودني منفاي في حروفٍ
يحارُ في تسآلها سؤالي
على غصون العشقِ أحتسيها
قهوةَ شوقٍ عذبةَ المنالِ
كماردٍ هيّجَ لي شجونًا
أهواك في حلّي وفي ترحالي
عذريّةَ النطقِ بلا جوابٍ
أخفيتُ في أقوالها أقوالي
محمود فرحان حمادي
14-01-2010, 06:47 PM
من أجل عينك
إن كنت مطّلعًا على الأسرارِ
يا بدرُ فاحفظ عزّتي ووقاري
ما كنت أخشى أن أبوحَ بنزوةٍ
ولَكَم عشقتُ بمطلعِ الأقمارِ
صبّرتُ نفسي للغرام وطالما
أطلقت كلَّ قوايَ في التيارِ
طابت بأشعاري السماءُ وبعدها
تاهت فجاجُ الأرضِ في أشعاري
أسمعتُ كلَّ العالمينَ قصائدي
وعزفتُ لحنَ الحبِّ للأطيارِ
ورحلتُ في طُرقِ الغرامِ مصعّرًا
خدي فجئت بأصدقِ الأخبارِ
وفرشت للحبِّ الجميلِ مخادعًا
يُؤتى بها من أطيبِ الأعمارِ
وغرست في غبشِ الصباحِ حديقةً
روحيّةَ الأشجارِ والأزهارِ
حتى عرفتكِ فاستبدَّ بي الهوى
ومحوتُ من كلِّ النساءِ شعاري
وأتيتُ بابَ الذكرياتِ كأنّني
لصٌّ يخافُ عقوبةَ الإنكارِ
فكأنّني ما ذقت ثغرَ جميلةٍ
وكأنّني ما عشت بين جواري
نظراتُ عينِكِ لا يُعادلُ سحرَها
إلا عيونُ الخرّدِ الأبرارِ
لو خيّروني بالرياض محاسنًا
لطلبتُ خدّك في لهيب النارِ
إن كنت ليلى العامريّةَ فارحمي
قيسًا تململ فوق جرفٍ هارِ
أو كنت عزّةَ تبتغينَ منازلاً
فخذي جوارَك في أديم جواري
أو كنت راهبةَ المسيح فإنّني
متبتّلٌ في كعبةِ الأحبارِ
أو كنت فينوسَ الجمالِ فحبّنا
حبٌّ تقدّس في جمالِ الباري
والحبُّ أحسنُ ما يكونُ مرصَّعًا
بجواهر الآياتِ والأذكارِ
ما شاقني سكنُ الرياض لأنّهُ
ما غيرُ دارَكِ في الهوى من دارِ
إن جئت في تموز جئنا زمرةً
وجماعةً إن جئت في آذارِ
محمود فرحان حمادي
20-01-2010, 08:24 PM
صحبَ الفراقَ
المهندس: محمود فرحان حمادي
صحبَ الفراقَ وزارها إلماما
وأذاب في سيل الدموع سلاما
وتبخترت رجلاه في ترنيمة
تحكي جمالاً متعبًا وغراما
صحب الفراقَ بخافقٍ معلولة
دقاته يترقّب الأسقاما
شزرًا لها يرنو بكل شموخه
ليعانق الأشجانَ والأوهاما
تبكي مشاعرُه الحسان بلهفة
لتميط عن وجه الرحيل لثاما
وتُميته في اللحن أنّةُ صابرٍ
عشق الهيامَ فمات فيه هياما
يُذريه لحنُ السافيات برحلة
أمست تعانق للمقام مقاما
وينوشه لحنُ العذول بحنكة
كالريح تحمل في الرحيل ضراما
يمشي ويُرخص للعيون مدامعًا
وافته تترى والحنينُ تسامى
ويُعللُ الروحَ الحزينَ بضحكة
ماتت بقافلة الفراقِ كلاما
محمود فرحان حمادي
28-01-2010, 08:01 PM
طلعةُ الأسدِ
شوقٌ قطعتُ له في حرقةٍ كبدي
ورحت أكتبُ ما تملي عليَّ يدي
وبتُّ ليلي ولهانًا على مضضٍ
أُسامرُ النجمَ والأشواق في كمدِ
أرنو لدنياي في عينٍ مؤرقةٍ
أصابها الدمعُ والأحزانُ بالرمدِ
أعالجُ النومَ والأحلامُ تقلقني
مسّهدٌ من رؤاها خائرُ الجسدِ
يقودني الشوقُ للعلياء منتجعًا
مَن شطَّ فيه النوى يومًا عن البلدِ
يجود كالبحر فياضًا وقد بخلت
شتى الروافد ما جادت على أَحدِ
إن كان قد غاب يومًا عن مواطننا
فلم تغب عن حمانا طلعةُ الأسدِ
ذاك الفتى الشهمُ مَن تشتاق رؤيتَهُ
عيني وتشتاقُه الأيامُ للأبدِ
أمدُّ كفي له كيما تصافحَهُ
إذ طالما صافحت ذاك النديّ يدي
فردٌ حوى المجدََ والعلياءََ أجمعَها
فلم يضاهيه جمعٌ تاه بالعددِ
خمائل الأرض ماست في مناقبه
وعطّرَ الجودُ فيها سائرَ الجسدِ
يا أيُّها الشيخُ إنّا امةٌ صبرٌ
تذوب في راحتينا صخرةُ الجلدِ
هذا التتارُ غزا بغدادَ ثانيةً
فضجّت الأرضُ مما حلَّ بالولدِ
لكنّما الصبرُّ والبأساء إن جُمعا
ففيهما الموجُ يُخفي رغوةَ الزبدِ
لن نستكينَ على ضيمٍ فما بخلت
فينا المروءاتُ بالإسنادِ والمددِ
دُمْ سالمًا في رباك العذب تكلؤُكم
عنايةُ اللهِ من غدرٍٍ ومن حسدِ
محمود فرحان حمادي
31-01-2010, 09:53 AM
أخي الحبيب الغالي د. خليل لقد آلمنا خبر مرضك أسأل الله تعالى أن يمن عليك بالشفاء العاجل تقبل تحيات اخوتك في أفياء واحة الخير
أيّها الحالم عذرا إن تماديت وصبرا
فإليك القول يهدى حلوه لو جاء مرّا
لو تمنيت لقولي ذهبًا لاحتجت أجرا
إنما جئت بقول يبتنى شفعًا ووترا
مازج الأنفاس مني وأهاج القلب جهرا
يتثنى بقريض بزّ للماضين شعرا
باسم الطلعة أهدى الناس ياقوتً ودرّا
حكمة تحكي شعورًا وبيان صاغ سحرا
ليت شعري أيّ لونيك بما أخفيت أدرى
فلقد والله أحدثت بما قد جئت أمرا
يا خليل الشعر قد فقت الورى نظمًا ونثرا
إن تكن أخفيت فيما قلته للناس سرّا
فجميل منك هذا لو تغنيت بأخرى
فلقد طاف بك الحسن كما شئت وأسرى
ولك الإبداع أضفى في الهوى عشرًا وعشرا
أنت أشبعت ميادين النهى كرًّا وفرا
فأتاك الشعر يحبو قاصدًا في الليل بدرا
فبدا فجر جميل حوله الألحان تترى
أيها الحالم عذرا أنا ما وفيت شكرا
أسأل الرحمن أن يلهمنا في الخطب صبرا
دمت بصحة وعافية
محمود فرحان حمادي
02-02-2010, 09:47 PM
يا فخرَ هذا الجيل
بكمُ الحقيقةُ للأنام تُعادُ
وبكم يُقامُ لما يُشادُ عمادُ
وبكم تُنارُ الأرضُ بعد حلوكها
ليخطَّ نصرَ الصابرين مدادُ
تاقت لجمعكمُ الكريمُ قلوبُنا
وهفت له الأحفادُ والأجدادُ
ترنو لكم يومَ النّزالِ فوارسٌ
شوسٌ لمقدمهم يلزُّ جوادُ
مَنْ للبلاد وقد تداعى صرحُها
أَتُباعُ يومًا بالمزاد بلادُ
مَنْ لليتيم إذا اشتكى بمدامعٍ
حرّى لها تتفتَّت الأكبادُ
مَنْ للأرامل إن بكين بحسرةٍ
بمنازل غابت بها الأعيادُ
مَن للرجال وقد علتهم ذلّةٌ
يرغو ويُزبدُ فوقها الجلادُ
مَنْ للرسول وقد أساء لشخصهِ
لهواننا الأقزامُ والأوغادُ
يا فخرَ هذا الجيلِ يا أهلَ النهى
أنتم لجرح المسلمينَ ضمادُ
يا أيُّها الجمعُ الكريمُ أما ترى
ماذا بأهل المسلمينَ يُرادُ
لم يكتب التاريخُ مثل مصابنا
في يوم أن ديست لنا بغدادُ
لمّوا صفوفَ المسلمين ووحِّدوا
أشلاءهم إنَّ الوفاقَ جهادُ
كلُّ المصائبِ قد تهونُ وتنجلي
أخطارُها إن ولّت الأحقادُ
كونوا جميعًا إن عرى خطبٌ فكم
قد مزَّقتنا في الهوى الآحادُ
وتجشَّموا للصلح كلَّ كريهةٍ
إنَّ التبصَّرَ في الأمور رشادُ
ألقت مقاليدَ الأمورِ لجمعكم
ليعادَ سالف عهدِها الأمجادُ
ما عادَ ينفعنا الكلامُ وجمعُنا
قد مزّقته بخبثها الأضدادُ
فدعوا التنابزَ بالعيوب فإنَّنا
شعبٌ لكلِّ فضيلةٍ ينقادُ
قد وحّدتنا سنَّةٌ نبويةٌ
فيها يُجلجلُ طارقٌ وزيادُ
وبها نُعيد إلى القلوبِ تسامحًا
صاغته في نهج لها الأحفادُ
محمود فرحان حمادي
02-02-2010, 09:49 PM
يا فخرَ هذا الجيل
بكمُ الحقيقةُ للأنام تُعادُ
وبكم يُقامُ لما يُشادُ عمادُ
وبكم تُنارُ الأرضُ بعد حلوكها
ليخطَّ نصرَ الصابرين مدادُ
تاقت لجمعكمُ الكريمُ قلوبُنا
وهفت له الأحفادُ والأجدادُ
ترنو لكم يومَ النّزالِ فوارسٌ
شوسٌ لمقدمهم يلزُّ جوادُ
مَنْ للبلاد وقد تداعى صرحُها
أَتُباعُ يومًا بالمزاد بلادُ
مَنْ لليتيم إذا اشتكى بمدامعٍ
حرّى لها تتفتَّت الأكبادُ
مَنْ للأرامل إن بكين بحسرةٍ
بمنازل غابت بها الأعيادُ
مَن للرجال وقد علتهم ذلّةٌ
يرغو ويُزبدُ فوقها الجلادُ
مَنْ للرسول وقد أساء لشخصهِ
لهواننا الأقزامُ والأوغادُ
يا فخرَ هذا الجيلِ يا أهلَ النهى
أنتم لجرح المسلمينَ ضمادُ
يا أيُّها الجمعُ الكريمُ أما ترى
ماذا بأهل المسلمينَ يُرادُ
لم يكتب التاريخُ مثل مصابنا
في يوم أن ديست لنا بغدادُ
لمّوا صفوفَ المسلمين ووحِّدوا
أشلاءهم إنَّ الوفاقَ جهادُ
كلُّ المصائبِ قد تهونُ وتنجلي
أخطارُها إن ولّت الأحقادُ
كونوا جميعًا إن عرى خطبٌ فكم
قد مزَّقتنا في الهوى الآحادُ
وتجشَّموا للصلح كلَّ كريهةٍ
إنَّ التبصَّرَ في الأمور رشادُ
ألقت مقاليدَ الأمورِ لجمعكم
ليعادَ سالف عهدِها الأمجادُ
ما عادَ ينفعنا الكلامُ وجمعُنا
قد مزّقته بخبثها الأضدادُ
فدعوا التنابزَ بالعيوب فإنَّنا
شعبٌ لكلِّ فضيلةٍ ينقادُ
قد وحّدتنا سنَّةٌ نبويةٌ
فيها يُجلجلُ طارقٌ وزيادُ
وبها نُعيد إلى القلوبِ تسامحًا
صاغته في نهج لها الأحفادُ
محمود فرحان حمادي
03-02-2010, 10:28 PM
حسنٌ في روضٍ يتكلم
حسنٌ في روضٍ يتكلمْ
وجميلٌ روضُك لو تعلمْ
والعينُ بوجهِك منظرُها
كالبدرِ بليلٍ يتجسَّمْ
فالعاشقُ يرنو في ولهٍ
والحبُّ أميرٌ لا يرحمْ
وخيالُك شوقي يخطفُه
بودادِ المُغرمِ كي يحلمْ
يمتصُّ هواكَ معذبُه
ويتيه بلحنِك من يفهمْ
شطآنُ العاشقِ ساحرةٌ
إن مرَّ خيالُكَ أو سلَّمْ
يا قلبًا تحسبُه الدنيا
إن جئتَ هواه تتظلَّمْ
وحنينًا مجَّ بأوردتي
ألوانًا من طيفٍ مغرمْ
شاهدتُ الليلَ وأنجُمَه
وعشقتُ بليلكَ ما يُبهمْ
وشربتُ الجهلَ على مضضٍ
كي تعلمَ أني لا أعلمْ
وإذا ما احتجتُ لآهاتي
وافاك زفيرٌ لا يُكظمْ
فهزارُ اللوعةِ ما برحت
آهاتُ البعدِ له مبسمْ
لو كدَّر صفوَك لي عضوٌ
لقطعتُ لعينيكَ المعصمْ
يا وطنًا أيقضَ في نفسي
حبًا ما ضاعَ له معْلمْ
جسّدتُك شمسًا لنهاري
إن أدلج يومًا أو أظلمْ
طمعٌ في حبِّك يُغريني
وصريعُ جمالِك لا يسأمْ
مطبوعٌ حبُّكَ في قلبي
وقريضي النخلُ له ألهمْ
وسأندمُ قالوا في حبي
والعرسُ يُحالُ إلى مأتمْ
إنِّي في أرضك يا وطني
لو ضاق العيشُ فلن أندمْ
محمود فرحان حمادي
06-02-2010, 08:05 PM
تولّى مجدُكِ
تولى مجدُك الذهبي
غريبًا في يد النوبِ
وراح يميسُ جذلانًا
على مغناك كلُّ غبي
نظرتُ إليك أسيانًا
بعين المُتعبِ الوصِبِ
فراعَ فؤاديَ المكلومَ
ما شاهدتُ من عجبِ
حثالاتٌ بلا فكرٍ
ولا أدبٍ ولا حسبِ
تصولُ ببهرجِ السلطانِ
في أثوابِ مغتصبِ
وتزحفُ للرياض الخض
رِ في خزيٍ لها لجِبِ
يقودُ جموعَهُم خزيانَ
في ذلٍّ أبو لهبِ
وتُسدي اللحنَ ممجوجًا
لهمْ حمّالةُ الحطبِ
أجالوا قِدْحَهم في الليل
بحثًا فيه عن ذَنَبِ
فوافاهُم غثاءُ السيلِ
من أبنائنا العربِ
كلابٌ ينبحونَ الضيفَ
جهرًا دونما سببِ
لهم بالأعور الدجّالِ
أصلٌ واضحُ النسبِ
خفافيشٌ تصكُّ السمعَ
بالتهريج والصخبِ
محمود فرحان حمادي
17-02-2010, 12:44 PM
نعمَ الرحيلُ
إلى الشهيد فلاح
نعمَ الرحيلُ ونعمَ عقبى الدارِ
يا طيَّبَ الأخلاقِ والآثارِ
يا طيَّبَ الأخلاقِ رحت مضمَّخًا
بدمِ الشهادةِ وهو خيرُ دثارِ
ودّعتَ أدرانَ الحياةِ مجاورًا
ربًّا كريمًا في اعزِّ جوارِ
طافت بنعشك يومَ غبت أحبَّةٌ
وكذاكَ نعشُ الفتيةِ الأبرارِ
لم تطلبِ الدنيا وكنتَ أميرَها
وطلبتَ عيشَ الخلَّصِ الأخيارِ
جللٌ مصابُك قد بكته بحسرةٍ
عينُ الزمانِ بدمعِها المدرارِ
وبكته منا يا فلاحُ محاجرٌ
بمدامعٍ تحكي لهيبَ النّارِ
وبكاك صحبُك في نشيج حائرٍ
بروائِع الأورادِ والأشعارِ
أمست بلادُك يا (فلاحُ) أسيرةً
تشكو المصائبَ فوق جرفٍ هارِ
تلك الرياضُ الضاحكات تجهَّمتْ
وتقطَّعت أوصالُها بشرارِ
كنتَ المحبَّ لمائِها ونخيلِها
ولكلِّ نهرٍ في الخميلةِ جارِ
ودّعتها وتركت ذكرًا خالدًا
بين الأنامِ مُكلّلاً بالغارِ
يتنادمُ الأصحابُ في أنغامِهِ
عند اللقاءِ بأجملِ الأوتارِ
ما جئتُ في شعري لبابك راثيًا
بل جئتُ أُزجي الفخرَ للأبرارِ
طبْ في رحيلِك حيثُ طابَ مقامُكمْ
بجوارِ صحبٍ فتيةٍ أخيارِ
واهنأ برضوانِ الإلهِ وجنَّةٍ
تحيى بها الشهداءُ كالأقمارِ
محمود فرحان حمادي
27-02-2010, 06:40 PM
وافيتَ تِرْياقًا
شنّفتُ سمعَ الدهرِ بالإنشادِ
بصباح ميلادِ النبيِّ الهادي
وطَفقتُ أُزجي للرِّياضِ خمائلاً
قدسيّةَ الأزهارِ والأورادِ
يا سيدَ الفُصحاءِ أيَّةُ نفحةٍ
ساقت نِزارَ ملوِّحًا لإيادِ
وافى ربيعُك والعقولُ حبيسةٌ
ما بين أحجارٍ وكومِ رمادِ
تلهو سياطُ الجهلِ فوقَ ظهورِها
لتموتَ فيها نِقمةُ الأسيادِ
تعبت عيونُ الدهرِ وهي شواخصٌ
ترنو بإسهامٍ إلى الميلادِ
وتعطشت سحبُ السماءِ لوابلٍ
فيه الحياةُ نديّةُ الإرعادِ
جفّت ضروعُ الصبحِ وهي غزيرةٌ
بالبؤس والحرمانِ والأَنكادِ
وافيت ترياقًا لكلِّ صغيرةٍ
حُرمت جميلَ العيشِ بالتوآدِ
وافيتَ بشرًا للنفوس ورحمةً
بالخير أحيت كلَّ قلبٍ صادِ
وافيتَ للكون الفسيحِ محمّدًا
وبُعثت وجهًا مشرقًا للضادِ
يا سيدَ الرُّحماءِ فتّتَ جمعَنا
ذلُّ العبيدِ وسطوةُ الجلادِ
ضدّان قد جُمعا بوجهٍ كالحٍ
ما أغربَ الأيامَ بالأضدادِ
الحاكمونَ وقد تجذَّرَ خبثُهم
والمبتلونَ بقسوةِ الأصفادِ
نبذوا رسالاتِ السماءِ وغرَّهم
ما يكتبُ القرطاسُ للأوغادِ
خاطَ الدخيلُ لهم برودَ عروشِهِمْ
فتفاخرَ الجُهّالُ بالأبرادِ
كانت شموسُك للأنامِ منارةً
فتلفَّعتْ شهبُ السما بسوادِ
وتغيََّرَ الوجهُ الجميلُ لأمةٍ
كانت تميسُ بحلّةِ الأجدادِ
فمشى الدخيلُ على الرياض مدنِّسًا
تلكَ الرياضِ بخسَّةٍ وتمادي
أرضٌ تضجُّ بها الرجالُ وتشتكي
للهِ من جَور ومن إلحادِ
وكذا البلادُ إذا أُديلت ريحُها
وتناوشتها زمرةُ الإفسادِ
حلَت جوانبَها قشورُ حضارةٍ
غرثى فماتت وثبةُ الآسادِ
شمختْ بمبعثك الكريمِ معالمٌ
منها الفخارُ بكلِّ عصرٍ بادِ
تتنوّرُ الدنيا بكلِّ مقالةٍ
ألقيتَها في مسمع الأشهادِ
خسئَ القرودُ وكلُّ وغدٍ قد رمى
ذاك الجنابَ بلوثة الحُسَّادِ
طوّقت جيدَ الدهرِ أكرمَ حُلةٍ
يزهو بمرآها مدى الآبادِ
وأنرتَ حالكةَ الدروبِ فشُيِّدتْ
أركانُ مجدٍ ثابتُ الأوتادِ
نُسخت من التأريخ كلُّ حضارةٍ
برسالةٍ بَرئتْ من الأحقادِ
يا سيّدي ذكراكَ نبضُ وجودِنا
للآنَ يسطعُ نورُها بفؤادِ
حطَّمتَ بالتوحيد كلَّ حجارةٍ
شمخت بجهلٍ فوقَ سفحِ الوادي
فتطاولَ الصَّرحُ المنيفُ لأمةٍ
خطّت بعزٍّ صفحةَ الأمجادِ
من كلِّ وضَّاحِ الجبينِ وليدُها
يحدو بزيد الخيرِ والمقدادِ
في كلِّ يومٍ يلبسونَ مكارمًا
من أرض تِطوانٍ إلى بغدادِ
واليومَ نُعلنُ حبَّنا لمحمّدٍ
وبرغم كلِّ الحقدِ في الميلادِ
محمود فرحان حمادي
14-03-2010, 09:22 PM
دموعُ الكبرياءِ
أمامَ قبرِ "صلاح الدين الأيوبي" قربَ الجامعِ الأمويِّ ... في دمشق
صَدَحَتْ بمدحِكَ ألسنُ الشعراءِ
يا رافعًا للمجد خيرَ لواءِ
يا فارسَ الهيجاءِ، لولا أمةٌ
لهتفتُ أنَّك واحدُ الغبراءِ
ماذا عساني أنْ أقولَ، وأنت ذا
طودٌ يطاول أعينَ الجوزاءِ
كم ذا يُتيِّمُني اللقاءُ، وقد زهتْ
من حول رمسِكَ أعظمُ الشُّهداءِ
أهلُ العراقِ وهل وجدتَ أشاوسًا
في الحرب مثل الفتيةِ النُّجَباءِ؟!
يا أيَّها البطلُ الكبيرُ عزاؤُنا
في وقع سيفك، وهو خيرُ عزاءِ
"بغدادُ" تقرؤك السلامَ، و"دجلةٌ"
ترنو إليك بهمَّةٍ قَعْساءِ
يا أيَّها الثاوي، و"جلقَ" دارُهُ
قد هاجمتنا عصبةُ الجبناءِ
حلّتْ بأرضك بعد خزيٍ نالها
زمرٌ بكلِّ حضارةٍ رعناءِ
عاد الصليبُ بخزيه متجبِّرًا
كالذئب يبطشُ في القطيع النائي
أخفيتُ دمعي حولَ رمسِكَ عنوةً
كي لا ترى دمعي عيونُ الرائي
ومشيتُ أحمل فوق ظهري هاجسًا
وتركتُ كلَّ الكبرياءِ ورائي
محمود فرحان حمادي
28-03-2010, 11:03 PM
أخا النّدى
أترقَّبُ الكلماتِ من أفواهِكُمْ =لأصوغَ منها بلسمًا لجراحي
وأشدُّ حبلاً للفَخَارِ بجمْعِكُمْ =بعراهُ تمسحُ نشوتي أتراحي
وأطيرُ مرفوعَ الجناحِ بخافقٍ =يحكي جمالَ البلبلِ الصدّاحِ
يا سادةَ القلمِ الرهيفِ، وحسبُكم =أنَّ السعادةَ خُضِّبتْ بالرَّاحِ
خذها ورودًا للكرام ـ أخا الندى ـ =خذها زهورًا بضّةً يا صاحِ
واستمطرِ الأحبابَ علَّ سحابَهم =يغشى الديارَ بعطره الفوّاحِ
واسأل هنالك بالربوع جحاجحًا =ما فعلُ عينِ الريمِ بالجحجاحِ؟!
عاشرتُ بالدرب الطويلِ تغرُّبي =وسقيتُهُ من مدمعي النضّاحِ
ومشيتُ أختزلُ الزمانَ بمهجةٍ =أودى البعادُ بغصنها الميّاحِ
يتقاذفُ الليلُ البهيمُ كوامني =ليموتَ في وهَجِ الصباحِ صباحي
فأبيتُ أشكو الطالعاتِ لواعجي =بمتاهةٍ بعُدتْ عن الأفراحِ
ترنو لنيل المكرماتِ مدامعي =فأصوغَ منها ثورةً لنجاحي
يا تربةَ الوطنِ الحبيبِ، تعطّرتْ =كلماتُنا في وجهك الوضّاحِ
بربيعك الفينانِ حلّق طائرًا =جذلانَ مرفوعَ الجبين جناحي
سيظلُّ طيفُك في الحياة مؤانسي =ويظلُّ صوتُك في الخطوب سلاحي
http://i46.servimg.com/u/f46/11/76/02/79/6610.gif (http://www.servimg.com/image_preview.php?i=48&u=11760279)
محمود فرحان حمادي
06-04-2010, 11:43 AM
بلدةٌ ضمَّ ثراها الأولياءَ
من التأريخ القريب يوم أن سجّل الأبطال في حربهم الضروس دروسًا خالدة وكُتبت أسماؤهم في سجل الشهداء
بلدةٌ طيّبةٌ لبَّت نداءَ
وانتضت للحرب عزمًا وإباءَ
جاءها السيلُ عظيمًا جارفًا
بجيوش الكفرِ يمشي خُيلاءَ
باركته لندنٌ في ملكِها
وله واشنطنٌ هزَّت لواءَ
و (أبو زيدٍ) على عرشٍ له
يحتسي الخمرةَ صُبحًا ومساءَ
و (كميت) الشومِ وافى عاجلاً
ولهُ غربانُهم كانت غطاءَ
كلُّهم أقبل جذلانًا وقد
ملؤُا الدنيا عتوًّا وازدهاءَ
فإذا ما الصبحُ هلّت نارُهُ
وجبينُ الشمسِ للدنيا تراءى
وهوى العنقودُ في ذلٍّ على
طفلةٍ كانت تناغي العظماءَ
كلّل الغارُ هنا أبطالَنا
ومشوا نحو المعالي سُعداءَ
يا خنازيرُ هنا فلوجةٌ
بلدةٌ ضمَّ ثراها الأولياءَ
بلدةٌ هام بها عشّاقُها
والملايينُ لها ماتت فداءَ
ويلَكم من جند سوءٍ غرّكم
جهلُكمْ فينا فجئتمْ أُجراءَ
في ربى نزال كانت صولةٌ
وعلى الجولان أرخصنا الدماءَ
فتركنا جثثًا صرعى لكم
وحملنا للجنان الشهداءَ
أيَّها الباغون ظلمًا بيننا
والمعيدونَ لنا الشركَ غباءَ
دُنِّست أوطانُنا في خزيكم
ولقى الأهلونَ ذلاً وعناءَ
واستغاث الناسُ من أفعالكم
يومَ قُدتمْ للسجون الأبرياءَ
هكذا أنتم وباءٌ قاتلٌ
وكرهنا نحن في الأرض الوباءَ
شرُّكم عمَّ البرايا وانثنى
ليُميتَ الحقَّ فينا والرّجاءَ
الهنودُ الحمرُ كانوا أمَّةً
وبكم عاشوا دهورًا فقراءَ
فيكمُ التاريخُ لا أصلَ لهُ
ولنا التاريخُ يعني الإنتماءَ
نحن في الهيجاء آسادُ الشَرى
وبيوم الروعِ جئتُمْ جبناءَ
الحضاراتُ التي عاشت بنا
لم تزلْ تُنجبُ منّا الصلحاءَ
وغدًا في الأرض يبقى شاخصًا
معلمًا منّا وتُمسون غثاءَ
أيَّها التاريخُ ها هم فتيةٌ
بجوار اللهِ عاشوا رحماءَ
ما استكانوا لعدوٍّ ساعةً
لم يخوضوا حربَهُمْ فينا رياءَ
جاهدوا في الله حتى أثخنوا
زمرَ الكفّارِ ضربًا ودهاءَ
ها هو المارينزُ ولّى خاسئًا
يلعقُ الذلَّ ويُخفي الكبرياءَ
والأساطيلُ التي ناءت بها
المحيطاتُ بهم عادت هباءَ
ومشاةُ البحرِ جاءوا ركّعًا
من لظى النارِ عبيدًا وإماءَ
كلُّ ما صاغوهُ عن أمجادِهِمْ
في ربى جولانِنا أمسى هراءَ
حيُّ نزالٍ به أبطالُنا
عانقت في راحتيها الشهداءَ
يومَ جيشُ الكفرِ ولّى هاربًا
إذ كشفنا عن مخازيه الغطاءَ
يطلبُ النجدةَ من أسيادِهِ
ويرى في أمِّ عينيهِ الفناءَ
ضحك المجدُ لنا في نصره
وكسانا الدّهرُ حمدًا وثناءَ
محمود فرحان حمادي
14-04-2010, 07:25 PM
ذاكَ الشهيد
لِمَنِ السِّراجُ ضياؤهُ وقّادُ
ولِمَن يُصاغُ الشعرُ، والإنشادُ
ولِمن أُقيمتْ في الديار محافلٌ
تُتلى بها الأذكارُ، والأورادُ
مَن ذلك الجبلُ المُنيفُ مُبرَّزًا
والناسُ حولَ سفوحِهِ تنقادُ؟
ذاك الشهيدُ الفذُّ مَن أنوارُهُ
تُزهى بها الأثوابُ، والأبرادُ
يُزهى بها وجهُ الزمانِ، وتنتشي
بجمالها الأحقابُ، والآبادُ
نالَ الشهادةَ في علوِّ مكانهِِِ
يومَ انبرت لقتالهِ الأحقادُ
نال الشهادةَ كالهلال وحولَهُ
كالنَّجمِ في يومِ الوغى آسادُ
طافتْ به وسطَ السماءِ ملائكٌ
وسمتْ به في نُبلها الأمجادُ
بجهاده تاهَ الوجودُ مهلّلاً
وعلا وجوهَ المرجفين حدادُ
طوبى لمَنْ جعل الشهادةَ مغنمًا
مثل اليراعِ له الدماءُ مدادُ
بك يا شهيدَ الحقِّ يُبنى طارفٌ
من مجدنا وتُقامُ فيك تِلادُ
العالمُ العلويُّ سبَّح باسمكم
وله الملائكُ حضَّرٌ أشهادُ
بكَ والجهادُ الحرُّ يُكتبُ مجدُنا
والنصرُ للأوطان فيك يُعادُ
أرضٌ بكى هذا الترابُ بسوحِها
وبكتْ سهولٌ حولها ووهادُ
عاث الدخيلُ بها فماتتْ نخوةٌ
للمبتلينَ، وحُطِّمت أوتادُ
فكأنَّ جرحَك بلسمٌ لمصابنا
ودماءُ نعشِكَ للقلوب ضمادُ
أحييت سعدًا في البلاد وخالدًا
وإليك قام بجرحهِ المقدادُ
فاهنأ برضوان الإله وجنّةٍ
فيها المكاسبُ جمّةٌ تزدادُ
وإليك من كلِّ الشعوب تحيّةٌ
ووسامُ فخرٍ طرَّزتهُ الضّادُ
محمود فرحان حمادي
22-04-2010, 10:03 AM
الليـــــــل إذا عسعس
دخلتُ إليكِ فاتنتي
وليلُ الأرضِ قد عسعس
دخلتُ إليكِ في عجلٍ
وقلبي مضرمٌ بالشوق
تحملُني صبابته
لترميني ببحرٍ هائجِ الأمواجِ
أدخلُ لجَّةً كبرى
لأخرجَ للعراءِ الغضِّ
أنزفُ عشقَ أوردتي
دخلتُ إليكِ في ليلٍ
وقد خلَّفتُ أفئدةً
تطيرُ لمنظري في الصبح
تعشقُ ذلك المنظر
وما عوّدتها بخلاً
بألا أحملَ الأنغام
عند الصبحِ في وتري
نسيتُ شريعتي في الحبِّ
حين تمايلَ المخدع
وعفتُ فؤادي الولهانَ
في جناته يرتع
وحين خرجتُ كان الليلُ
ليلُ الأرضِ قد عسعس
محمود فرحان حمادي
24-04-2010, 07:51 PM
من طيف ذكراك
إلى الشهيد الصابر المحتسب المؤذن (أبو أُمامة) رحمه الله تعالى
من طيفِ ذكراكَ الشموخُ يُعارُ
وبمثل يومِك تُكتبُ الأشعارُ
علّمتنا معنى الخلودِ برحلةٍ
فيها ملائكةُ السما حُضَّارُ
طوي الرثاءُ، فلا مجيبَ لنادبٍ
بخميلةٍ فيها الثناءُ شعارُ
تاهتْ معالمُها وزُيّن وجهُها
بجميل ذكرٍ خطَّهُ الأبرارُ
الذاكرينَ اللهَ في بحبوحة
طابت بها الآياتُ، والأذكارُ
أنضاءُ ليلٍ في عباءة فارسٍ
ما غابَ يومًا سيفُهُ البتارُ
ليلٌ تُنارُ سدوفُهُ بتضرّعٍ
يُحيي القلوبَ، ويستقيمُ نهارُ
همْ فتيةُ الدينِ الحنيفِ تعطّرتْ
من فيضِ جودِهمُ السَّكوبِ ديارُ
يتدابرون الذكرَ حولَ موائدٍ
الخيرُ فيها عاطرٌ موّارُ
شهدتْ لهم سوحُ الجهادِ غطارفًا
وبكتهمُ يومَ النوى الأسحارُ
رَوحٌ وريحانٌ يضوعُ خباؤهم
فكأنَّهُ الأورادُ، والأزهارُ
تحلو بذكرهمُ الكريمُ مجالسٌ
وتُمازُ فيها هيبةٌ، ووقارُ
وتشدُّ حبلا للوداد سعادةٌ
من نبلهمْ، ويُمجّدُ الإيثارُ
حسبُ الكرامِ الطيبينَ نضارةٌ
أنَّ الخمائلَ تحتهم أنهارُ
أَأَبا أُمامةَ والقلوبُ ثواكلٌ
تبكي نداكَ، ودمعُها مدرارُ
أبكلِّ يومٍ في الرحيلِ مواجعٌ
بكؤوسِ ليلِ المبتلينَ تُدارُ
يتصارعُ السمَّارُ حول حديثها
بنيوبِ خوفٍ ما لهنَّ قرارُ
مهجٌ تؤرَّقُ للعبادِ وسطوةٌ
حيرى لسبر شخوصها أغوارُ
سرٌّ يُبدَّدُ من عصارة صبرِنا
وبه تُشتَّتُ في الورى أفكارُ
أَأَبا أُمامةَ ماثلٌ بديارنا
ذكرٌ لكم، وتطلّعٌ، وفخارُ
قدرٌ رحيلكَ، والديارُ بحالةٍ
يُرثى لها، ولنعمتِ الأقدارُ
لا يُرتجى العيشُ الكريمُ بموطنٍ
ديست بساسة حكمهِِ الأخيارُ
خلَّفتَ فينا يا أُخيَّ هواجسًا
الصبرُ في نتفٍ لهنَّ يحارُ
وتركتَ من ألمِ المصابِ مآذنًا
ترنو إليك وكلّها استعبارُ
ما جئتُ أنشدُ في نداك مراثيًا
للصَّحب في يوم العزاءِ تُدارُ
بل جئتُ أبكي في مصابك أمَّةً
أزرى بماضيها الأثيلِ صَغارُ
وأزورُ قبرَك والدموعُ سواجمٌ
تبكي السماحةَ والحبيبُ يُزارُ
محمود فرحان حمادي
16-05-2010, 03:34 PM
شهيد العلم
الشيخ الدكتور (عبد الجليل) الذي نال الشهادةَ صابرًا محتسبا قبل أيام
على شَفة النوى يُدمى السؤالُ
وتحيا في شهادتها الرجالُ
وقلنا والتثبُّتُ محضُ كذبٍ
بأنَّ الغدرَ يا بلدي محالُ
وأنَّ السيفَ تكلؤهُ أكفٌّ
بصدق فعالها يسمو القتالُ
صبرنا والنوائبُ فيك تترى
إلى أنْ ضامنا عمٌّ، وخالُ
فيا بلدَ الجراحِ وذاك أمرٌ
على ما قلتُ من ضيمٍ مثالُ
ويا عبدّ الجليلِ تركتَ جرحًا
يُثارُ بنزفه قيلٌ وقالُ
تمزَّق حائرًا يشكو جنوبٌ
وبات يئنُّ من أسفٍ شمالُ
تأبَّطتِ النجومُ هوانَ ليلٍ
على أنّاته حزنَ الهلالُ
وأُبنا والخلاصُ نذيرُ شؤمٍ
به فُقد التقدُّم والنضالُ
وأُسقط تحت أرجلِنا شموخٌ
على أوحالِه دُرس الجمالُ
وتلك مرابعُ الأبطالِ ثكلى
على عرصاتها يبكي الدلالُ
أبثُّك يا شهيدَ العلمِ همَّا
يطولُ على مرارته المقالُ
تبدّدَ مجمعُ الآمالِ فينا
وسايرنا التفكّكُ والزوالُ
يلوكُ بلحمنا المسمومِ جمعٌ
لهم في كلِّ مخزيةٍ فعالُ
تركنا خلف أظهرنا اقتدارًا
وجئنا يسحبُ الركبَ اتكالُ
نُعطِّرُ مسمعَ الدنيا بقولٍ
تناوشه من الغرب احتيالُ
نُصفّقُ جاهدين لكلِّ غرٍّ
ونسعى كي تُشدَّ له الرحالُ
إذا ما سالتِ الوديانُ غيثًا
فمنا الغدرُ عن جهلٍ يُسالُ
بلى أزرى بطلعتنا خؤونٌ
ومنه أصابّنا داءٌ عضالُ
ونضحكُ هازئين بكل فخرٍ
على أمجاده غنّى الرجالُ
فلا سيفٌ لسعد في حمانا
ولا الاذانُ يرفعه بلالُ
على ذمم الكرامِ رحلت شيخًا
بما خلفته طاب النوالُ
لقد تعبت قصائدُنا وهذي
فعائلنا تموت بما يُقالُ
نُقطّع ساعةَ التوديع شعرًا
وقولاً فيه يُمتدحُ الخيالُ
ونُغضي الطّرفَ من وجلٍ خنوعًا
وفيما آل يقتلنا المآلُ
ونرقبُ للغد الآتي شهيدًا
يطولُ بحزنه منا السؤالُ
محمود فرحان حمادي
28-05-2010, 12:03 PM
صرخةُ الأبطال
يُذوِّبُني على نأيٍ هواها
كأنّي لم أكن يومًا فتاها
تُذوِّبني إلى اللقيا شموسٌ
على أعتابنا ألقتْ رؤاها
تباريحٌ ـ ولو أخفيتُ شوقًا ـ
يُجدِّدُهُا مع اللقيا سناها
وما عهدي بقلبٍ ذاق وجدًا
بأنْ يسلو المغانيَ، أو رباها
تجاذَبَنا الفراقُ بكلِّ صقعٍ
وتهنا يومَ أنَّ الشّوقَ تاها
وبتنا نقرأُ "الحجراتِ" جهرًا
و"ياسينًا"، و"عمرانًا"، و"طه"
إلى أنْ ضمَّنا جمعٌ كريمٌ
به الأمجاد قلنا: مَن بناها؟
تملَّكنا الهوى، فهفتْ قلوبٌ
على أطلالنا تشكو جَواها
نفتِّشُ عن بقايانا، ونرجو
بأنْ نبني من الماضين جاها
تركنا الأرضَ تضحكُ في ليالٍ
بها ازدانتْ نجومٌ في سماها
وشُدنا للمعالي كلَّ صرحٍ
به تحلو العلومُ، ومَنْ حواها
فيا أهلَ النهى، بكمُ الليالي
تُنارُ، وينجلي فيكم دُجاها
خطوبٌ ما رأيتُ لها مثيلاً
حوالكُ مثلما تجري نراها
طواها ليلُنا الداجي بخبثٍ
فبانتْ مثلما يومًا طواها
وها هي ذي النيوبُ براحَتيْها
تُحطِّمُ كلَّ شهمٍ قد أتاها
ولكنّا مشيناها أباةً
(ومَنْ كُتبت عليه خطًا مشاها)
وتلك براعمُ الإبداعِ لاحتْ
وردَّدتِ النفوسُ هوًى صداها
روافدُ بحرِنا الهادي أماطتْ
لثامَ الجهلِ عن مدن غشاها
تعلَّقها الفؤادُ بكلِّ فكرٍ
وأجلى ليلَها فبدا ضُحاها
فأضحت منبرَ القلمِ المعافى
إليها الحقُّ في الدنيا تناهى
وشوقًا للكتاب به انتهجنا
سبيلاً شدَّ للفكر انتباها
ومن أمسيَّةٍ تحلو لأُخرى
"حديثُ الأربعاءِ" بها تباهى
بنينا للصَّحافةِ خيرَ دارٍ
به اخضلَّتْ، ونالت مُبتغاها
وللفنِّ العريقِ زهتْ رياضٌ
تلاقى المبدعونَ على حِماها
وتاهت واحةُ الأمجادِ فخرًا
بماضٍ زانها، وحمى قُراها
ومن حبٍّ لماضينا تغنَّتْ
تباريحٌ به شدّت عُراها
وللشعراءِ سِفرٌ سوف يرقى
بكلِّ قصيدة تحكي مُناها
وبيتٌ للكتاب غدا زهورًا
يضوعُ بكلِّ ناحيةٍ شذاها
وكم من مهرجانٍ قد أقمنا
به الشعراءُ قد صدّحَتْ رؤاها
فيا أهلَ النُهى، هذا حمانا
برغم الحاسدينَ علا، وباها
وهذي صرخةُ الأبطالِ تبقى
وتُخرَسُ كلُّ جوفاءٍ سواها
محمود فرحان حمادي
27-06-2010, 07:49 PM
دعاء القلب
إلى الأديب الأريب والشاعر المفلق د. سمير العمري
حبًا وعرفانا
سألتُ اللهَ أن يُبقيك ذخرا=وأن يسقي عداك السمَّ مرّا
سألتُ اللهَ أن يُبقيك فينا=فنسمع منك آدابًا وشعرا
دعوتُ فكلُّ مَن في الأرض لبّى=فصار دعاؤنا لله جهرا
وإنّي أُشهد المولى بصدقٍ=بأنّي كنت فيما قلت حرّا
دعوتُ تواضعًا ربًّا عليًّا=فجاءت بابي الأشعارُ تترى
فصدّقت الرؤى إذ خالجتني=ورحتُ أبثُّ بين الناسِ سرّا
بأنَّ اللهَ خصَّك في أمورٍ=ستُبقي فيك طولَ العمرِ ذكرا
إلى لغة الكتابِ أتيت فردًا=ورحت وأنت في الإبداع عشرا
فقد حسَّنت للألفاظ وجهًا=وللقول الغريبِ حفرت قبرا
ورحت بكلِّ ما أُوتيت تبني=صروحًا للقريض تفوحُ عطرا
لقد توّجت للباقين ملكًا=كذاك سبرت للماضينَ غورا
تمطّر عارضٌ فحباك غيثًا=به أجريت للتاريخ نهرا
وقدت زمامَ أهل العلمِ حتى=ركبت لسالف الأزمانِ نسرا
شمخت بواحة الأبطال طودًا=وألبستَ القريضَ الحرَّ تبرا
ورحت مُنقّبًا في كلِّ ليلٍ=لتكشفَ سرَّ ما نقّبتَ فجرا
فمن مجد إلى مجدٍ أثيلٍ=تجيء لبابك الشعراءُ أسرى
فقافلةٌ تروحُ وقد كساها=شعورُك رونقًا لتمرَّ أخرى
وأنت بواحة الشرفاء فذٌّ=من الكلمات قد شيّدت قصرا
وفي بحبوحة للعيش طابت=كطعم الزنجبيلِ قضيت عمرا
أخي العمري طابت فيك نفسي=فجئت أبتُّك الإخلاصَ شعرا
محمود فرحان حمادي
18-07-2010, 12:18 PM
حَنِيْنٌ خَفِيْ ـ لِدِمَشْق ـ
بِقَلْبِي مِنْ صَداكِ العَذْبِ خَفْقُ=يُذَكِّرُنِي جَمالَكِ يا دِمَشْقُ
تَرِقُّ جَوانِحي طَرَبًا، وَتَحْنُو =صَباباتِي إلَيْكِ، وَلا يَرِقُّ
فَجِئْتُ رِياضَكِ الغَنَّاءَ صَبًّا =يَعُجُّ بِجَنْبِهِ المَكْلُومِ شَوْقُ
وَيَسْبِقُهُ إلى اللقْيا حَنِيْنٌ =تَجذَّرَ فِيْهِ - يا حَسْناءُ - عِشْقُ
دَخَلْتُ بِرَبْعِكِ المأنُوسِ فَرْدًا =وأَجْراسُ الغَرامِ هَوًى تَدُقُّ
وأَخْفَيْتُ الدُّمُوْعَ هُناكَ لَمّا =تَجاذَبَنِي إلى مَغْناكِ صِدْقُ
وَبِتُّ أُطارِحُ الأَشْواقَ شِعْرًا =أَصاخَ لَهُ مِنَ الأَفْلاكِ بَرْقُ
يَذُوبُ بِسِحْرِهِ غَرْبٌ، وَيَجْثُو =على عَتَباتِهِ فِي الحُبِّ شَرْقُ
وَيَشْتاقُ النَّسِيْمُ العَذْبُ لَحْنًا =بِهِ الأَصْحابُ بالأَوْزانِ دَقُّوا
حَنَانَكِ مِنْ عَنا سَفَرٍ طَوِيْلٍ =تَمَلَّكَنِي بِهِ حُبٌّ، وَصِدْقُ
محمود فرحان حمادي
25-07-2010, 11:11 PM
رَمَضانُ وافى
قُمْ حيِّ شَهْرًا نوْرُهُ وَضّاءُ= بِجَلالِهِ عَمَّ الوجوْدَ سَناءُ
رَمَضانُ وافى وَالنُّفوْسُ يَهُزُّها=طَرَبٌ لِيوْمِ قُدومِهِ، وَضياءُ
وَتَزيَّنَتْ شُهُبُ السَّماءِ بِحُلّةٍ=بَرّاقَةٍ، وَاهْتَزّتِ الغَبْراءُ
وَمَشَتْ جُموْعُ المَسْلِميْنَ لَمَسْجِدٍ =الشَّيْخُ تَحْضُنُ عَطْفَهُ الأَبْناءُ
طوْبى لِمَنْ قَدْ صامَهُ مُتَبَتِلاً=للهِ فيْهِ بِذِكْرِهِ سيْماءُ
رَمَضانُ جِئْتَ مُنوِّرًا أَيّامَنا=فانْجابَ عَنّا الليْلُ، وَالظَلْماءُ
وَتَقَطّعَتْ سُحُبُ الضَّلالِ، وَمُزّقَتْ=ما بَيْنَنا الشَّحْناءُ، وَالبَغْضَاءُ
فيْهِ مَلائِكَةُ السَّماءِ تَسابَقَتْ=لِتُنيْرَ ما جاءَتْ بِهِ الأَحْياءُ
تاللهِ ما خابَ الذي قَدْ صامَهُ=بَلْ خابَ فيْهِ البَغْيُ، وَالفَحْشاءُ
وَبِهِ تُصَفَّدُ في البَسيْطَةِ زُمْرَةٌ=إِبْليْسُ بَيْنَ صُفوفِها مَشّاءُ
يا صائِمي شَهْرِ الصّيامِ سَقَتْكُمُ=غَيْثَ السَّماءِ وَخيْرَهُ الأَنْواءُ
في أَوّلِ الشَّهْرِ المُبارَكِ رَحْمَةٌ=فيْها لِكُلِّ موحّدٍ نَعْماءُ
وَتَجيء مَغْفِرَةُ الإِلهِ بِوَسْطِهِ=فالكُلُّ في عَفْوِ الإلهِ سَواءُ
وَالعِتْقُ مِنْ نارِ الجَحيْمِ بِآخرِ الـ=شَهْرِ الجَليْلِ كَما النُفوسُ تَشاءُ
شَهْرٌ بِهِ صَوْتُ السَّماءِ تَماوَجَتْ=أَصْداؤهُ، وَانْساحَ مِنْهُ نِداءُ
في لَيْلَةْ القَدْرِ التي ساعاتُها=مُثْلى، وَوابِلُ غَيْثِها مِعْطاءُ
رَمَضَانُ فيْكَ اللهُ خَصَّ عِبادَهُ=بالخيْرِ إنْ هُمْ لِلحَقيْقَةِ جَاءوا
في تَوْبَةٍ وَتَضَرّعٍ وَنَدامَةٍ=إِذْ ذاكَ يُسْعَدُ مُذْنِبٌ خَطّاءُ
وَيَظَلُّ جَيْشُ المَسْلِمينَ على المَدى= تَخْشاهُ في ساحاتِها الأَعْداءُ
محمود فرحان حمادي
04-08-2010, 10:12 PM
عُذْرِيَّةَ النُطْق
إلى الشّاعِرِ الكَبيْرِ العَزيْزِ "ماجد الغامدي" مَعَ الودِّ والتحيّة
وافَيْتَ مُنْتَجِعًا أَمْجادَ بَغْدادِ=فَهَلْ تَغَشَّتْكَ مِنْها وَحْشَةُ النّادي
وَهَلْ رَأَيْتَ عيونًا للمَها فُقِئَتْ =لَوْنُ الهَوانِ على أحْداقِها بادِ
يَفُورُ غيْضًا مِنَ الآهاتِ مِرْجَلُها=وَتَشْتَكي مِنْ لَظاها فِتْيَةُ الضّادِ
تَقاسَمَ الظُّلْمُ ـ يا لَلظُّلْمِ ـ رَوْضَتَها =وَتِلْكَ ظَبْيَتُها في كفِّ صَيّادِ
دَعْني أَبُثُّكَ ما نَلْقاهُ مِنْ عَنَتٍ=وَمِنْ ضَياعٍ، وَمِنْ ذُلٍّ، وَإِلْحادِ
نَحْنُ الضَّحيَّةُ والجَلادُ أَرَّقَنا=ما أَقْبَحَ العيْشَ في أَحْضانِ جلادِ
سَبْعٌ عِجافٌ شَرِبْنا مِنْ مَرارَتِها=ذُلاً تَجاذَبّنا في لَيْلِها الصّادي
هذي بِشارَةُ خيْرٍ مِنْ مَحَبَّتِكُمْ=وافَتْ مُهَفْهَفَةً في خيْرِ أَبْرادِ
عُذْريَّةَ النُّطْقِ مِنْ أَمْجادِ دَوْحَتِكُمْ=تَزْهو رُؤاها بِأَحْلامِ ابنِ عبَّادِ
طَوَّقْتَ جيْدَ حُرُوفي مِنْ نُضارَتِها=قَلائِدًا عِفْتُ في تَرْديْدِها زادي
هذي مَقالَةُ حالي فيْكَ أَعْجَزَها=زَهْوٌ تَعَلّقَني مِنْ غيْرِ ميْعادِ
تَسْمو بَواطِنُها مِنْ "غامدٍ" شَرَفًا =وَيَزْدَهي وَجْهُها نوْرًا بِأَمْجادِ
جَدَّدتَ فيْنا نَميْرَ الشِّعْرِ فانْبَجَسَتْ=عيْنُ الأَصالةِ في سَهْلٍ وَأَنْجادِ
وَظَلّتِ الرُّوحُ نشْوى في تَغَنُّجِها=تَميْسُ ما بيْنَ إصْدارٍ، وإيْرادِ
تَبُثُّكَ الوَجْدَ، وَالودَّ الذي صَدَحَتْ=فيهِ الشَّجاعَةُ مِنْ أَشْبالِ آسادِ
إليْكَ يا ابْنَ الكِرامِ الصيْدِ وارِفَةٌ=جَذْلى تَحِيَّتُنا في صوْتِها الشَّادي
تَطوفُ في رَبْعِكَ المأنوسِ بَهْجَتُها=حبٍّا يَمُوتُ بِهِ كيْدٌ لِحُسّادِ
محمود فرحان حمادي
16-08-2010, 07:02 PM
تَوَسَّدُوا الحَرْف
تَوَسَّدوا الحَرْفَ جَهْلاً يَسْتَبيْهِ فَمُ=للهِ ما فَعَلَتْ ـ يا صاحِبي ـ البُهُمُ
يَسْتَنْطِقونَ صَغارًا كُلَّ قافيةٍ=باتَتْ تُمَجّدها في صُبْحِها الأُمَمُ
أَذْنابُ قَوْمٍ تَولّى حيْنَ طَلْعَتِهِمْ=يَبْكي على مَجْدِهِ القِرْطاسُ، وَالقَلَمُ
أَصالَةُ الحَرْفِ باتَتْ في تَلَوّنِهِمْ=سَوْداءَ تَضْحَكُ في مِرآتِها الظُّلَمُ
بِخِزْيهِمْ يُبْتَدا حَرْفٌ إذا نَطَقوا=وَفيْهِمُ الحَرْفُ بالويْلاتِ يُخْتَتَمُ
لا أَكْذِبُ اللهَ إنَّي حيْنَ أَسْمَعُهُمْ=يَباتُ في أُذُني مِنْ خِزْيهِمَ صَمَمُ
لَهْفي على أُمَّةٍ باتَتْ أَصاغِرُها=تَخوْضُ بالنّارِ، وَالأَبْطالُ تُتَّهَمُ
مِنْ كُلِّ غِرٍّ تَمادى في سَفاهَتِهِ=يَهْوى الحَضيْضَ، وَتُهْجَى عَنْدَهُ القِمَمُ
أَصالَةُ الحَرْفِ يَبْقى سِرُّها غَرِدًا=بِما يُسَطِّرُهُ في زَهْوهِ الكَلِمُ
سَيُكْتَبُ الحَرْفُ مَيّاسًا تُرَدِّدُهُ=خَمائِلٌ مِنْ شَذاها يُوْرِقُ العَنَمُ
يَظَلُّ جَذْلانَ في تَرْنيْمِهِ قَلَمٌ=تَحْلو بِألْوانِهِ الأَشْواقُ، وَالحِكَمُ
تَباتُ تَرْقَبُهُ الجَوْزاءُ طالِعَةً=وَتَحْتوي نَبْعَهُ في ظِلِّها الشِّيَمُ
محمود فرحان حمادي
26-08-2010, 10:36 PM
طَلَل
واهِمٌ مَنْ قالَ لا تَكْتُبْ قَصيْدًا لِلطَّلَلْ
ذُبِحَ الشِّعْرُ عّليْهِ
وَاسْتَوَتْ في قِمَّةِ الصَّخْرِ قَصيْداتُ الغَزَلْ
وَجَمالٌ لِلْحَداثَهْ
نَوَّرَ الحَرْفَ وَأَلْغى
عَصْرَ ذُبْيانٍ، وَعَبْسٍ
وَقوانيْنَ الورَاثَهْ
وَبَنى عَرْشَ قَصيْدٍ
حَوْلَهُ تاهَتْ سَلاطيْنُ الدّولْ
واهِمٌ يا صاحِبي إنَّ بِلادي
أَصْبَحَتْ في جَبَروْتِ المُعْتَدي
مَحْضَ رَمادِ
مابِها غَيْرُ بَقايا لِطَلَلْ
محمود فرحان حمادي
26-09-2010, 09:40 PM
بديل
أَزِفَـتْ سُويْعـــاتُ الرَّحيْــــــلِ
لِلأهْــــلِ للبَلَــــــدِ الجَميْـــــــلِ
طـــالَ التَغَــرُّبُ، وَالحَنـــــــيـْ
ــــنُ يَضُــجُّ بالليْــلِ الطَّويْـــلِ
والصَّبـــرُ فَــرَّ مِــنَ العُيــــــو
نِ، فَدَمْعُـــــها مِثْــلُ السّيـــوْلِ
لَــوْ يُشْتـــرى زَمَــنُ الفِــــــرا
قِ لَبِعْــتُ حــوْلاً بالقَليْـــــــــلِ
وَلَعِفْـــتُ ناصيَــــةَ الخُلـــــــوْ
دِ بِغُرْبَتـــي لابْــنِ السَّبيْــــــلِ
إنّــي إلــى وَطَنـــي أحُـــــــــ
ـنُّ حَنيْـنَ "قيْـسٍ" أوْ "جَميْلِ"
وأبـــاتُ أفْتَـــرِشُ الهُمــــــــوْ
مَ، وِسَادَتــي طيْــفُ الخَليْــــلِ
أزِفَ الرَّحيْـــلُ وزادَ تَحْــــــ
ـــــنانـــي إلى الظِـلِّ الظّليْــلِ
لا تَبْـــكِ ـ يا ليْـــلَ التَــــغَـــــ
ــرُّبِ ـ إنْ لَمَسْتَ غَدًا رَحيْلي
حـانَ الإيــــــــابُ كمـــا تَرى
=فابْحَــثْ لِنَفْسِــكَ عَــنْ بَديلِ
محمود فرحان حمادي
06-11-2010, 01:16 AM
خُيلاء
تَمُرُّ بي وَأنا بِالرَّكْبِ مُلْتَحِقُ
غَضارَةٌ مِنْ هَواها يوْلَدُ الأرَقُ
تَمُرُّ بي بَسْمَةً يَجْتاحُ قافِيَتي
نَشيْدُها العَذْبُ وَالأحْلامُ تَأْتَلِقُ
تَمُرُّ وَالخافِقُ المَكْلوْمُ يَجْهَلُني
حَتّى تَحَيَّرْتُ مِمَّنْ فيْهِما أثِقُ
يُسافِرُ الوَجْدُ حيْرانًا وَأزْمِنَتي
على بَقايا نِداءِ الموْجِ تَحْتَرِقُ
فَتارَةً يَحْتَوي أرْجاءَ مَمْلَكَتي
هَمٌّ بِهِ قاطِعاتُ اليأْسِ تُمتَشَقُ
وَتارَةً يَسْتَبيْني للرِّضا أمَلٌ
يَحْلو بِأنْسامِهِ في زَهْوِهِ الألَقُ
حَتّى تَحَيَّرْتُ مِمَّنْ باتَ يَجْهَلُني
وَحارَ فيْما تُعَاني مُهْجَتي القَلَقُ
سَألْتُ نَفْسِي وَعَنْها كُنْتُ في دَعَةٍ
أميْسُ في راحَةِ الدّنيا وَأسْتَبِقُ
يَضُمُّني البَحْرُ في أحْشائِهِ جَذَلاً
وَمِنْ لآليْهِ حُبًّا تُفْرَشُ الطُّرُقُ
وَمِنْ جَمالِ عُيوْنِ الشَّوْقِ يَتْبَعُني
ظِلٌّ بأحْلامِهِ قَدْ أيْنَعَ الألَقُ
جَمالُ دُنْيايَ بالآمالِ مُرْتَهَنٌ
فما عليَّ إذا لمْ يَطْلعِ الفَلَقُ
محمود فرحان حمادي
18-12-2010, 07:16 PM
مِنْ أيِّ حَرْفٍ
إلى الشاعر المُجيد محمد البياسي
مِنْ أيِّ حَرْفٍ في قَريْضِكَ أُبْحِرُ
لأقوْلَ ما يُسْبي القُلوْبَ، وَيُبْهِرُ
يا صاحِبَ القَلَمِ الرَّهيْفِ، تَحيَّةً
مِنْ خافِقٍ فيْهِ الهَوى يَتَبَخْتَرُ
مِنْ خافِقٍ جَعَلَ العُروْبَةَ عَيْنَهُ
يَرْنو لِمَحْتِدِها الكَريْمِ، وَيَنْظُرُ
والشِّعْرُ إمَّا أحْرُفٌ مَهْجوْرَةٌ
فيْها الرُّعاعُ بِكُلِّ يَوْمٍ تَجْهَرُ
أوْ رَوْضَةٌ بِجَمالِها مَحْبوْكَةٌ
يَحْلوْ بِها وَرْدٌ جَميْلٌ أزْهَرُ
حُيِّيتَ مِنْ ألِقٍ كَأنَّ حُروْفَهُ
سِفْرٌ بِهِ كُلُّ الإباءِ مُسَطَّرُ
وَكَذاكَ ـ يا ابْنَ الأكْرَميْنَ ـ حُروْفُنا
قَلْبٌ يَموْتُ، وَمُهْجَةٌ تَتَفَطَّرُ
ما شَاقَنا فِيْهِ الغَرامُ، وَكَمْ بَكى
بِسُفوْحِهِ جُرْحٌ حَبيْبٌ أحْمَرُ!
حَرْفٌ تَعَطَّرَ بِالشُّموْخِ، فَلَيْلُهُ
زاهٍ، وَوَجْهُ نَهارِهِ مُتَنَوِّرُ
لا لَنْ تَضيْعَ حُروْفُنا بِسَفاهَةٍ
فالْحَقُّ مِنْ تِلْكَ السَّفاهَةِ أكْبَرُ
لا لَنْ يَضيْعَ الحَرْفُ في أُكْذوْبَةٍ
يَتَرَبَّعُ العَلْياءَ مِنْها الأخْسَرُ
مِنْ كُلِّ أفّاكٍ تَقادَمَ زَيْغُهُ
يَرْغو، وَيُزْبِدُ في رُؤاهُ الأصْفَرُ
محمود فرحان حمادي
05-01-2011, 10:32 PM
جَدِّدوا حِطّيْنَ
جَدِّدوا حِطّيْنَ بَيْنَ العَرَبِ=يا أُباةَ الضّيْمِ، يا جُنْدَ النَّبي
جَدِّدوْها شُعْلَةً وَقّادَةً=تَدْحَرُ الشَرَّ بِقَعْرِ الغَيْهَبِ
جَدِّدُوا ذِكْرَ "صلاحٍ" بَيْنَنا =فَلَياليْهِ بِنا لَمْ تَشِبِ
وَ"العِراقُ" اليوْمَ أمْسى صارِمًا=يَقْطَعُ البَغْيَ بِجَيْشٍ لَجِبِ
هي ذي الأحْزابُ جاءَتْ أرْضَهُ=فاسْتوى شَرْقٌ لَهُ بالمَغْرِبِ
وَغَدَتْ راياتُهُ خَفّاقَةً=تَمْلأُ الأرْضَ بِأحْلى مَوْكِبِ
قَدْ أعادَ الجَيْشُ في صَوْلاتِهِ=يوْمَ بَدْرٍ في ضَواحي يَثْرِبِ
يا جُيوْشَ الشَّرِّ، إنَّا أُمَّةٌ=تَعْشَقُ الضَّرْبَ بِوَجْهِ الأجْنَبي
هيَ ذي البَصْرَةُ كَمْ مِنْ غادِرٍ=مَزَّقَتْهُ فَوْقَ شَطِّ العَرَبِ
والرِّمالُ السُّمْرُ في صَحْرائِها=ألْفُ نَصْرٍ فَوْقَها لَمْ يُكْتَبِ
وَطَنٌ نَهْواهُ مِنْ أعْماقِنا=هذِهِ أنْوارُهُ لَمْ تَغْرُبِ
قَدْ رَضَعْنا حُبَّهُ لَمْ تُلْهِنا=نَزْوَةٌ في مَأْكَلٍ، أوْ مَشْرَبِ
فَعلامَ البَغْيُ في أوْطانِنا=يَمْلأُ الأرْضَ بِبَرْقٍ خُلَّبِ؟!
قَدْ خَبَرْنا جَيْشَهُ في أرْضِنا=وَتَرَكْناهُ بِخِزْيٍ مُرْعِبِ
إنْ يَكُنْ قَدْ جاءَنا مُسْتَأسِدًا=فَلَقَدْ سُقْناهُ مِثْلَ الأرْنَبِ
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir