تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ديوان الشاعر رفعت زيتون



رفعت زيتون
06-08-2008, 07:20 PM
من منا لا يعرف بنت العجرم
وليس هذا السؤال !!!!!!!!!!!!!!!!!!!
السؤال العجيب هو من منا يعرف شيئا عن ابن الأدهم
هذه رسالة عتاب ليذهب من يقرأ هذه الأبيات للبحث عن ابن الأدهم !!!
رحم الله علماءنا



إرْحلْ عنِ الأذهان يا بـْنَ الأدْهم ِ = هذا الزّمانُ زمانُ بنتِ العجرم ِ
بلغتْ منَ الأمجــــاد ِ حتـّــى أنـّها = لمعتْ كــبرق ٍفي سحابٍ مـُظْـلِمِ
ألفٌ منَ الأحداق ِ صرعى لحظـِها= والإسم ُ محفور ٌ كوشم ٍ في الفم ِ
يا سيّدي ليستْ تميمُ كســــــابق ِ ال = عهد ِ القريب ِ وإنـّها في مأزم ِ
يا سيّدي ولـّى زمـان العلم ِ وال = أقلام ِ وانتحرتْ حروف المعجم ِ
عجـّتْ رياحُ الفاســـــــدين بقوّة ٍ = وتكاثفتْ سحبُ الضـّلال المجرم ِ
هاؤمْ زبانية الهـــــلاكِ تعاظمــوا = واستنفروا فيها سـلاحَ الغيْـهَمِ
سلبوا بهاءكَ فانتهى بظلامـــــهم= زجـّوا لــــواءك في وعاء ٍ مُحكم ِ
ورموا علومك َ بالنّبال وأتبعوا = بالرّجم ِ صرحك َ في زمان ٍ مظلم ِ
لملم ْ جراحك َ وانطلقْ لا تنتظرْ = فاليوم أنتَ كما الغريبِ الأعجمي
وارحلْ الى حيث الممالك ِ تنتهي = والى الذبول ِ .. الى اندثار الأنجم ِ
هــــذا مصير العالِمينَ وعلمهـِم ْ = في أمـّة ٍ ألفت ْ حيـــــــاة َ المأثم ِ
ماذا أقولُ وقـــدْ تردّى ذوقنــــــا = مثــــل الذّباب على رديئ الأطعم ِ
كلّ المحــــــامد ِ بالمقابح بـُدّلت ْ = واستأشفتْ قيــــحاً فهلْ منْ مرهَـمِ ِ
كمْ عالـــم ٍ بالفقه ِ لم ْ يُذكر ْ وكمْ = بلغَ المنى عيُّ الكلام وأعجميِ
أوْ كـــمْ بأنثى إغتنتْ بجمــــــالها = ومحدِّث ٍ في الفـقر ِ عاش َ بقـُمقم ِ
أطلقتُُ آهــــاً للعــــنان فأخرستْ = كيفَ التأوّه ُ والمقـــامعُ في فمي
وبكيْتُ دهــــــراًً كانَ فيه أكابـــرٌ = وذرفتُ دمعــــاً منْ فحيحِ جهنم ِ

بقلم :
رفعت زيتون

رفعت زيتون
08-08-2008, 03:45 PM
أختنا زاهية تأخرت في طرح الموضوع
" في ذكرى الإسار والمعراج " الذي طرحتهِ أنتِ بارك الله في عمرك
وذلك إلتزاما في قوانين القسم



أسرى بكَ اللهُ



أسـْرى بكَ اللهُ للأقصى منَ الحرم ِ = يا سيّـدَ الخلقِ يا مـُهدىً إلى الأمَمِ
في داجيَ اللّـيلِ بعدَ الكربِ والكمدِ = منْ جاهلِ القومِ تبكي جارحَ الكَلِمِ
ما أنْ دعوْتَ إلهَ الكونِ في حزَنٍ = منْ غيرِ شكوى تعاني منتهى السَّـدَمِ
حتّى أتاكَ بأمر ٍ منهُ في عجَلٍ =أنْ لستُ أتركُ أحبابي الى الضِّـيَمِ
جاء الأمينُ ببشرى ذاتِ مكْرُمَةٍ = فيها دُعيتَ إلى الرحمان ذي النِّـعَمِ
هذا البراقُ بكلِّ الحبِّ قدْ خضعَ = فاركبْ براقاً مسجىً ليسَ كالبَـهَمِ
سمْـكُ السّماءُ وكلُّ الكونِ مؤْتـلقٌ = أهلاً بسارٍ ومرحى موطئَ القَـدَمِ
في كلِّ خطْـوكَ كانَ النورُ منبعثاً = تأتي المكانَ فيـُمحى حالكُ الظُّـلـَمِ
نورٌ منَ اللهِ هذا النورُ خصَّ بهِ = بالفضلِ وجهكَ دونَ العُـرْبِ والعجَـمِ
خيرُ اللـّيائلِ بعدَ (القدرِ ) منزلةً = فيها رأيتَ منَ الإبداعِ والنُّـظُـمِ
منْ خيرِ أرضٍ إلى قدسِ البلادِ وقدْ = كانَ اللّـقاءُ برُسلِ اللهِ ذي الكرَمِ
صلـّـيتَ في أنبياءِ اللهِ كلـِّـهِم =كنتَ الإمامَ وبينَ القومِ كالعلـَمِ
ثمَّ انطلقتَ إلى الباري لموعدهِ = في مقعدِ الصِّـدْقِ لا يحصى منَ العِظـَمِ
قالَ الأمينُ تقدّم دونما أحدٍ = في غابِ حجبٍ كثيفِ الغُـصنِ كالأجـُـمِ
ها قدْ وصلنا إلى ما ليسَ في خلـَدٍ= فادخلْ إلى روْضة الأنوار ِِ وابـْتـَسِـمِ
هذا مـُقامكَ قربَ العرشِ منتظرٌ= لا ينبغي أبداً إلاّ لذي الشِّـيَمِ
ما أنْ دنوتَ إلى المولى وحضرتهِ = حتـّى تدلـّيتَ في روْحٍ منَ النـّسَم
قابٌ لقوسينِ أو أدنى فلا عجبٌ = فضلٌ منَ الله فضلٌ غيرُ منعدِمِ
ماذا سمعتَ وماذا قدْ رأيتَ بها = عينَ اليقين وما كانتْ منَ الحُـلـُمِ
منْ آي ربّـكَ سواها بلا وصبٍ = فهوَ المُـعظـَّمُ باريها من العدَمِ
معراجُ أحمدَ والإسراءُ مجتمعاً = ذكرى ستـُذكرُ في الأمثالِ والحكـَمِ
لا مثلها حدثٌ يأتي فيـُشبهها = ما هبـّتْ الريحُ أو ما جاء من دِيـَمِ
هذي حروفي إلى الهادي أقدمها = حبّـاً وإنّـي بحبلِ الله مُـعْـتـَصَمي
فيها الرجاءُ فهلْ تشفعْ لذي خطأ = منْ سيّئِ القولِ والأفعالِ واللـَّمَـمِ
إنَّ الشَّفاعةَ ترجى منكَ في خجلٍ = فاشفعْ بحقِّ إلهِ اللـّوحِ والقلمِ


أخوكم:
رفعت زيتون

رفعت زيتون
11-08-2008, 06:01 PM
كتبتها في عجالة من أمري بعد نبأ رحيله فعدتُ الى بعض قصائده رحمه الله بالأمس
وكتبت واقتبست بعض كلماته وبعض الأسماء التي استخدمها في القصائد وكذلك بعض أسماء القصائد ووضعتها بين قوسين .http://i54.servimg.com/u/f54/11/94/05/07/aeligi10.jpg


تبكي الحروفُ بهذا اليوم فارسَها = ترثي ( خديجةُ ) مولاها وراعيها
منْ للمعاني بـُعيدَ اليوم ِ ينصفها = منْ للقوافي إذا ما ماتَ يـُحييها
هذي السطورُ على محمودها انكفأتْ = واليتمُ أغطشَ يا ( ليلى) لياليها
خارتْ سقوفُ بيوتِ الشّعر ِ وانهدمتْ = تنعى العمادَ وتبكي حالَ بانيها
جاءتْ ( جداريّـةُ ) الأموات ِ تتبعها = كلُّ القصائدِ والألفاظ ُ تبكيها
سرابك ( الآن في المنفى) ببرزخهِ = (قصيدةُ الأرضِ ) منْ يا أرضُ يحكيها
يا حاملَ الهمِّ والأجفانُ نازفةٌ = هلْ تهدأ الآنَ يا ويلي مآقيها
فاحملْ مدادكَ وابحرْ تاركاً حلـُماً = ذكرى ستـُكتبُ منْ دمعٍ قوافيها
سافرتَ ( خلفَ غيومٍ ) قالَ قائدها = لا ترجعي أبداً .. فاحذرْ أياديها
لا ينفع الحذرُ الإنسانَ منْ قدَرٍ = سهمُ المنايا يصيبُ العينَ يُـدميها
فارقدْ بصمتٍ هناك الآن متـّسعٌ = منَ الزّمانِ لكي تقفو معانيها
هذا ( الرّحيلُ الأخيرُ ) الآنَ كمْ سُـفناً = ركبتَ في بحرِ عمرٍ لستَ تحصيها
ماذا ستكتبُ في ( أرضِ القيامة) عنْ = دنيا مضتْ ..هلْ ستنسى أرض ماضيها
(في آخر اللـّيل ِ ) والأحلام ِ آخرها = ( بيتُ المجاز ِ الأخيرِ ) اليومَ يحويها
غادرتَ وحدكَ للمجهولِ تعبرُهُ = طيراً ( كتجربةٍ أخرى ) تعانيها
لا البدرُ بدرٌ ولا في العمرِ أغنيةٌ = للحبِّ تـُهدى ولا نفساً تـُمنـّيها
الموتُ حقٌ ولكنْ موتَ منْ عشقَ ال = أزهارَ مختلفٌ ... منْ ذا سيرويها
يا موتُ ( لا تعتذرْ عمـّا فعلتَ ) فإنّ = الحيّ ميْـتٌ بذي بدءٍ وتاليها
كمْ منْ جيوشٍ قدْ اجتاحتـْكَ في سقمٍ = سلاحها القهرُ ليس الجرح يكفيها
حتـّى هـُزمتَ وكان الموتُ منتصراً = سبحانَ من قهرَ الدنيا ومنْ فيها



بقلم :
رفعت زيتون
10/8/2008

رفعت زيتون
14-08-2008, 10:43 PM
( قصيدة الى صاحبة العفاف )
تتحدث عمن تستحق أن يودعها الرجل قلبه
*****


ماري ..... صاحبة ُ الخمارِ
*
ماري ...
أما تدرينَ عنْ شغفي وناري
قابعاً في أسر ِ شوق ٍ
لستُ أدري ليلتي منْ فرط ِ حُـبٍّ
وإنشغال ٍ منْ نهاري
*
ويْحَ قلبــــــي
لو تعُـدينَ الدقائقَ لاهباتٍ
أو تـُعانينَ اصْطباري
*
لو عرفتِ السهدَ ليلاً
منْ هجيرِ البــــــعد ِ حتماً
كنتِ تبكينَ انصهاري
*
فالمنى والروحُ أنتِ
وكلُّ ما في الكون ِ أنت ِ
وأنت ِ جرحـــــي
وانتصاري
*
قدْ سباني منــك ِ طهرٌ
عفـّة ٌ فوقَ احتمــــــــــالي
واصطفاءٌ في صفــــاتٍ
كـُنَّ مدعاةَ افتخاري
*
قدْ حباك ِ اللهُ وجهاً
كانبلاجِ ِ الصّـبح ِ نوراً
خصّني بالدّفءِ وحدي
دونَ سدٍّ أوحجابٍ
أو ستارِ ِ
*
في بحارِ الشوق ِ أبْـحِرُ
باحــثاً عنْ طيفِ مــــــاري
تاركــــــاً أرضي فأرضي
حيثُ صاحبةُ الخمار ِ
*
لا تلوميني فإنّي
قدْ دخلتُ اليــومَ بحراً
مــاؤهُ عــــذبٌ فراتٌ
ليسَ غثاً كالبحار ِ
*
إنَّ حبّي
كانَ حبّـاً طاهراً
لمْ يبْـغ ِ جـــسماً فانيـــاً
بلْ كانَ يرنو كوكـــباً
في الحسن ِ جاري
*
والهوى
ما كانَ عيباً
أو حراماً للبرايا
إنْ سعى قلبٌ لقلبٍ
أوْ هــوتْ روحٌ لروح ٍ
دون َخبثٍ لا تحاري
*
منذُ غابَ الهمسُ عنّي
فارقتني بسمةُ الأزهــار ِ
حتى زادَ حـــــزني
وانكساري
*
منذُ أنْ أفلتْ
نجومي باحتباسك ِ
عنْ عيــــوني عيَّ شعري
والحروفُ على شفاهي
آثرتْ موتاً ومـــالتْ
للرضى بالإندثار ِ
*
أيّ مريـّةُ أنصفيني
واوصلينــي وارحمي
قلبي فإنـّي بعدَ هجــر ٍقدْ
غدوتُ كنبتة ٍ من غير ِ
زهر ٍ أو غصون ٍ
أو ثمار ِ
*
فلتعودي يا ماريا
قبلَ أنْ تنهـــارَ قهـــراً
قلعتي , حِصـــني , وبيتي
قبلَ موتي وانهياري
****
رفعت زيتون
" بعد لحظة شوق "
*

رفعت زيتون
28-04-2010, 07:43 PM
لا شيءَ أهديهِ إليكِ حبيبتي



النــّـهرُ أحمرُ
والضـّـفافُ مواجعٌ
والزّهرُ يذبلُ في سريرِ الموتِ
فاقتربي

أحتاجُ دفأكِ
في صراعِ البردِ
حتـّى أستردَّ الفجرَ في
لغتي الحزينةِ
كيْ أفيقَ اليومَ
منْ كـُـرَبي

فالحزنُ أصبحَ دولةً
مهووســــةً فيها الخُــطى
والهمُّ كالسُّحـُـبِ

وأنا ترسبتِ الصّـخورُ
سريعةً في قلبِ أمالي
غدوتُ كصخرةٍ مدفونةٍ
في أسفلِ التـُـرُبِ

وأنتِ أنتِ حبيبتي
قدْ جئتِ في زمنِ التـّـراجعِ
وانكسارات المرايا في العيونِ
وحقبةِ الحـَــزَبِ



وأتيتِ في فصلِ
اشتباكِ الرّيحِ معْ وجهِ السَنابلِ
في قفار البؤسِ والحرمانِ
وآأسفي على وجهِ السـّنابلِ
في مهبّ الخوفِ تصفعهُ الرّياحُ
فكانَ كالحطَــبِ

مسكينةٌ واللهِ أنــّـكِ
قدْ مررتِ بدفتري عندَ الخسوفِ
حبيبتي والله هـــــذا
منتهى العجبِ

لا تعذليني اليومَ
إنْ صرخَ النــهارُ
منَ الأسى في مقلتي
كفــّــي كلام اللومِ
والعتبِ

لا شيءَ
أهديهِ إليكِ حبيبتي
لا شيءَ في هذا التـّـهاوي
والخيانةِ للسماءِ منَ النـّجومِ
فأصبحتْ في الحبّ
كالشــُّــهُبِ

لا تحلمي
برسالةٍ في العشقِ
تكتبها الثــّـريا ليلةً
لا تحلمي في الشـّمسِ ترقصُ
في يديكِ * وأغلقي كلَ النـّوافذِ
في حصونِ الفقدِ
واحتجبي

هذا زمانُ الموتِ
للآمالِ تاريخٌ بلا ظلٍّ
يلازمُ جبهةَ العربِ

هذا زمانُ الفرِّ
لا كرٌّ تجودُ بهِ صحائفنا
فرّتْ جموعُ الخيلِ من أحلامنا
وتبعثرتْ في صفحةِ
الكتبِ
.
بقلم : رفعت زيتون
20 \4 \2010



http://betsafafa.com/vb/gitexteam-turath/misc/progress.gif

رفعت زيتون
30-04-2010, 09:47 PM
متـى يا نجمتي يومُ التـّـلاقي





عظيمُ النـّـارِ يكبرهُ احتراقي = وسهدُ الليلِ يأتي فـي السّـياقِ
وإنَّ الوجدَ والأشواقَ تهمي = على العشـّـاقِ دوما في استباقِ
أراني في كثيرِ الشّـوقِ أمسي = كريشٍ قدْ تناثرَ في رُواق
فبعضي ضاع في صحراءِ نجدٍ = وبعضي قدْ تشتــّت في العراقِ
وضقتُ منَ الدّموعِ ومنْ عيوني = وما ضاقتْ بما فيها المآقي
وبتُّ ملاصقا للآهِ دهراً = إلى أنْ عافتِ الآهُ التصاقي
ألاقي في بعادكِ كلّ كربٍ = وحتى الكربُ أصغرُ ما ألاقي
وكانَ الهمُّ مندحقَ النـّـوايا = تخالسَ جاهدا يصبو اختناقي
تصاولَ غيلةً وربيعَ عمري = ويحدوني إلى شرِّ المساقِ
وإنـّـي اليومَ مكلومٌ وحيدٌ = ألوذُ منَ اغترابٍ بانغلاقِ
وأرجو كأسَ ودّ منْ حبيبٍ = وإني للهوى قدْ كنتُ ساقي
فكيف الصـّـبرُ والأوجاعُ تترا = وأسقامٌ على قدمٍ وساقٍ
وكيفَ ليَ التـّـحرُرُ منْ قيودي = متى يا همُّ تأذنُ بالطـّلاقِ
أبقتُ عنِ الغرامِ وعنكِ جهلاً = ولمـّـا عُدْتُ أنكرني رفاقي
هجرتُكِ والعنادُ لسانُ حالي = فماذا قدْ جنيتُ من الإباقِ
سوى الحسراتِ أجرعها وإنـّي = كما الأقمارِ تُطفؤ بالمحاقِ
وماذا غيرُ حربٍ في خيالي = فؤادي والحنايا في شقاقِ
فعودي بالذي قدْ كانَ منـّـا = قبيلَ بلوغِ روحيَ للتراقي
وهاتي منْ شرابكِ ألفَ كأسٍ = زلالا سائغا عذبَ المذاقِ
وجودي الآن قبل ذهاب حسنٍ = وفي حبلِ الهوى شدّي وثاقي
فلا حســنٌ سيفلتُ منْ هـلاكٍ = ولـيسَ لهُ منَ الأقــدارِ واقٍ
ولنْ يبـقى شبابٌ دونَ شيبٍ = وحتـّى الشّـيبُ ماضٍ ليسَ باقٍ
فجودي يا ثريــةُ إنْ تجودي = ببعضِ الوصلِ منْ بعدِ الفراقِ
وكوني غيمةً في الحبِّ تسري = وحطّي فوقَ أسوارِ اشتياقي
فأنتِ الـرّوحُ بل تفديكِ روحي = ولستُ براغبٍ منكِ انعتاقي
وإنـّي سـائلٌ فـــي كـُـلِّ ليلٍ = متى يا نجمتي يومُ التـّـلاقي


بقلم : رفعت زيتون

رفعت زيتون
02-05-2010, 03:17 PM
صباحكِ أجمل ( قصيدة للقدس)


http://www.palestineremembered.com/Jerusalem/GeoPoint/Jerusalem-10184.jpg



صباحكِ قدسي
أرقّ وأجملْ
.
ومثلُ اكتمالِ
البدورِ وأكملْ
.
صباحكِ أندى العيون اللواتي
نظرنَ إليكِ إلى قدميكِ
فصرنَ كفجرٍ بجفنٍ جميلٍ
وهدبٍ رقيقٍ
وطرفٍ مـُـكحـّلْ
.
فكيفَ بمنْ كانَ بينَ يديكِ
يـُـقبـّـلُ في كلّ صبحٍ ثراكِ
ويرجو رضاكِ
وفي ثوبكِ السندسي
تسربلْ
.
صباحكِ أجملْ
وليلكِ مهدٌ لحلمِ عيوني
تنامُ جفوني
على كتفيهِ
وتغفو كطفلٍ ينامُ قريراً
على صدرِ أمّ
فليلكِ قدسي منَ الشـّهدِ أصفى
وأحلى وأشهى
كخمرِ الجـّـنانِ لذلكَ أثملْ
.
وإنّ القداسة
ملكُ يمينكِ
والطـّـهرُ شيـّـدَ قصرا بوجهكِ
يا أختَ مريمَ في الإصطفاءِ
ونورُ التـــّـجلي فيكِ تغلغلْ
.
أليسَ إليكِ
تـُـشدّ الرّحالُ
ونقرأ بين سطوركِ عزّاً عظيما
وعهدا نفاخرُ فيهِ البرايا
ومجداً قديماً
ونصراً مكلـّـلْ
.
وأرضكِ معراجُ
أهلِ السـّماء
كأنّ على كل بابٍ ملاكٌ
وآثار خطوٍ لكلّ عظيمٍ
وآياتُ ملكٍ وعلمُ إمامٍ
وفي كلّ دربٍ نبيّ ومرسلْ
.
هنالك مهوى
فؤادي وعيني
وقلبي الذي في هواكِ مـُـكبـّـلْ
.
هنالك بيتٌ
صغيرٌ قديمٌ
يصلـّـي لربٍّ كريمٍ عظيمٍ
بمحرابٍ ذكرٍ
يسبّح ليلا ويسجدُ طوعاً
قبيلَ الشـّـروقِ
ويرفعُ نحوَ السّـماءِ يديهِ
فيدنو منَ الملكوتِ
ويسألْ
.
هنالكَ أمــّي
تزيلُ الغبارَ عنِ الصـّبحِ فجرا
وتدعو الغيومَ لتغسلَ وجهي
فتأتي الغيومُ
هناكَ وتهطلْ
.
وأسمعُ صوتَ البلابلِ تشدو
بـُـعيدَ الأذانِ
فيبدأ دفؤكِ يسري بروحي
فأشعرُ أنــّي ملكتُ النـّـجومَ
وأنَّ ثريـّا السّـما تتوسلْ
.
ويخفقُ قلبي
باسمكِ دوماً
ونبضي يردّدُ خلفَ البلابلِ
صباحكِ قدسي
أرقّ وأجملْ
.
أتدرينَ قدسي
لماذا هيامي
لانـّـكِ أنتِ بعيني عروسٌ
وما لكِ مهرٌ كأيّ عروسٍ
سوى الرّوحِ منـّـا
ومنْ يا حبيبةَ قلبي
ســـــيبخلْ
.
فحبــّكِ فرضٌ
على كلِّ حرٍّ أبيّ أصيلٍ
وعنديَ حبــّـكِ يا قدسُ أكبرْ
وحبــّــكِ حتـّى كتابٌ
منزّلْ
.
حبيبة قلبي
خذي الدّمَ منـّـي
مقدّمَ عشقٍ بدونِ شروطٍ
وأكتبُ روحي ونفسي وعمري
لأجلكِ يا قدسُ مهراً
مؤجــّــلْ
..
.
بقلم : رفعت زيتون
16\10\2009

رفعت زيتون
14-05-2010, 03:51 PM
تمضي بكَ الأيامُ نحوَ بعــيدها ..=.. تغريكَ بالأوهامِ في أرضٍ بوارْ
بلْ لستَ تدري أينَ تصبحُ أين تـُمــسي ..=.. ما النهايةُ لستَ تملكُ منْ خيارْ

وتظنُّ أنـَّـكَ خيرُ خلقِ اللهِ منْ..=.. أهلِ اليمينِ موقراً فوقَ الوقارْ
ولربـّما في الأصلِ تلفظـُكَ البعوضـةُ ..=..مثلما تأباكَ أحذيةُ اليسارْ

للمالِ تجمعُ كيْ يفوزَ بها غريــبٌ ..=.. ربـّـما يأتي بعيدكَ في نهارْ
متورثا حتـّى السّريرَ وثغرَ زوجكَ ..=.. بعدما ضمتكَ أحضانُ الجِفارْ

فانظرْ إلى موج البحارِ فكمْ سعى ..=.. في كلِّ يومٍ ألفَ مدٍ وانحسارْ
ماذا جنى منْ سعيهِ غيرَ العناءِ ..=.. مضاعفا , هلْ قدْ أتى بالإزدهارْ

يا سائرا فوقَ الثّرى كمْ ماكثٍ ..=..تحتَ الثّرى ما بينَ فردوسٍ ونارْ
قدْ كانَ قبلكَ سيـّدا بينَ الورى ..=.. واليومَ أغلى منهُ ذرّاتُ الغبارْ

عشْ ما تشاءُ فإنَّ رزقكَ واحدٌ ..=.. منْ ثمّ تمضي تاركا أرضَ الدّيارْ
وإلى ترابٍ آخرٍ إنْ كنتَ عبدا..=.. دونَ مالٍ أوْ عظيما ذا اغترارْ

وكذلكَ الأعمارُ ليستْ تشترى ..=.. كيْ تشتريها بالدّراهمِ والعقارْ
ولكلِّ نفسٍ وقتـُها وزمانـُها ..=.. والعمرُ كلُّ العمرِ لحظاتُ انتظارْ

والمالُ ليسَ بثوبِ طهرٍ أو تقى ..=.. ما كانتِ الأخلاقُ منْ صنعِ الخمارْ
ما نفعُ ثوبٍ أبيضٍ متعطّرٍ ..=.. إنْ كانَ يخفي تحتهُ جسدَ العـُـوارْ

لا تعتلي في التّيهِ إنـّـكَ ميـّـتٌ ..=.. والميـْـتُ قبلكَ فلتسلهُ عنِ الجـَــوارْ
ما الفرقُ في الأجداثِ بينَ عظيمةٍ ..=.. لمفكـّـرٍ أوْ بينَ أضلاعِ الحمارْ

فالكبرَ دعهُ فإنـّـهُ لكَ مهلكٌ ..=.. مهما بلغتَ ولا تملْ نحوَ الفخارْ
ومنَ الخطايا والكبائرِ فاحترسْ ..=.. والعُجبُ يلقي أهلهُ في الإنكسارْ

كنْ في حياتكَ كالرّحيقِ معطّرا..=.. كنْ مثلَ غصنٍ غارقٍ بالإخضرارْ
كالدّرِّ بينَ النـّـاسِ يلمعُ برقهُ ..=.. متلألئاً كنْ كالنـُّـضارِ منَ السّوارْ

والعلمُ يرفعُ منْ مقامكَ للعلا ..=.. والجهلُ يأتي بالمهانةَ والصِّغارْ
فاطلبْ جليسَ العلمِ واتبعْ ظلـَّـهُ ..=.. منْ يقتربْ للزهرِ يجنِ منَ الثمارْ

يا حائراً كلُّ الخلائقِ فـُـصّـلتْ ..=.. في الكونِ منْ ربٍّ حكيمٍ ذي اقتدارْ
فانظرْ عظيمَ الصُّـنعِ إذْ لمْ تمتزجْ ..=.. فيهِ مياهُ النـَّـهرِ معْ ماءِ البحارْ

يا حاملاً همّ الحياةِ وناسيا ..=.. أنّ الذي رفعَ السّـماءَ بلا جدارْ
وقضاؤهُ في الكافِ ثمَّ بنونهِ ..=.. إنْ شاءَ ينمُ الزرعُ منْ دونِ البذارْ

فاقنعْ بكلِّ قضائهِ أينَ المفرُّ ..=.. منَ القضاءِ وهلْ ستملكُ منْ قرارْ
واخضعْ لحكمِ جلالهِ طوعا وإيّـاكَ..=.. الصّدودَ حذارِ منْ هذا حذارْ

واسمعْ لنصحي فالحياةُ تجاربٌ ..=.. ما زلتَ تملكُ منْ حقوقِ الإختيارْ
وتجاربُ الأيامِ أفقهُ واعظٍ ..=.. فيها منَ العبراتِ أعظمُ مستشارْ

هذي الحياةُ إذا علمتَ فإنـّها ..=.. حسناءُ في وجهٍ شديدِ الإحمرارْ
لا بدّ يوما أنْ يغادرَ حسنُها ..=.. ويؤولُ لونُ الوجهِ نحوَ الاصفرارْ

لا شيئ يبقى والنـّعيمُ مودّعٌ ..=.. كلَّ الأنامِ إلى فناءٍ واندثارْ
لا طبَّ ينفعُ والطّبيبُ مفارقٌ ..=..عندَ المنيّةِ لا نجاةَ منَ البـَـوارْ

والمالُ يفنى مثلُ صاحبهِ الذي ..=.. خاضَ الملاحمَ حالما بالإنتصارْ
ظنَّ انتصارا والحقيقةُ أنـّـهُ ..=.. ما جاءَ إلاّ بالقليلِ منَ الغِـرارْ

منْ ظنّ يوما أنّ ظهرَ الأرضِ لا ..=.. يكفيهِ منْ تيهٍ ومنْ فرطِ افتخارْ
فلسوفَ تكفيهِ بقايا حفرةٍ ..=.. ولسوفَ يرضى مرغما بطنَ القفارْ

كمْ سائرٍ نحوَ الهلاكِ برجلهِ ..=.. كمْ طارقٍ بجهالةٍ باب الدّمارْ
منْ غيرِ علمٍ أنّ فيهِ فناءَهُ ..=.. والويلُ كلِّ الويلِ لوْ دخلَ المسارْ

سهمُ المنونِ إذا أتى وحروفُ إسـمِكَ ..=.. فوقهُ لا ترتجي حسنَ الجِوارْ
فهناكَ بردُ الليلِ يسبحُ في الظّلامِ ..=..وفي الدجى جارٌ وليسَ كأيّ جارْ

وهناكَ لا خلٌّ أنيسٌ مؤنسٌ ..=.. لا وجهَ غيداءٍ يلوحُ منَ الغِـمارْ
فلقدْ تبدّلتِ الأسرّةُ والمقاعدُ ..=.. والرؤى والدّارُ ليستْ أيَّ دارْ

وهناكَ ليسَ سوى رجاءٍ للذي ..=.. قهرَ الحياةَ بلحظةٍ دونَ اعتبارْ

فلعلّ رحمتهُ تكونُ كما رجوتَ ..=.. وعندها طوبى لمنْ سكنَ الدّيارْ




بقلم: رفعت زيتون



1\1\2010

رفعت زيتون
21-05-2010, 03:14 PM
فؤادي تمهـّـلْ



فؤادي تمهّــل
بسكبِ الجنونْ


وأوقفْ خطى الحلمِ
في مقلتيكَ لشمِّ الزهورِ
بفصلِ الخريفِ
وأغلقْ على مستحيلكَ
بابَ الجـُّـفونْ


أليستْ عصافيرُ
هذا الزّمانِ تحبُ امتطاءَ الخيالِ لتشدو
بخطوٍ سريعٍ وتأبى التـّـأني
وتأبى السّـكونْ


لذلكَ فامضِ بعيدًا بعيدًا
فليسَ لقلبكَ نبضُ النـّـسيمِ
وليسَ لليلكَ تلك النّــجومُ
ولا لغنائكَ تلكَ
العيونْ


وشدّ الرحالَ
إلى رملِ بيدٍ وبردِ صحارٍ
هناكَ الجداولُ دونَ مياهٍ
هناكَ الشّجيراتُ
دونَ غصونْ


هنالكَ تحتَ الهجيرِ صقيعٌ
يعيدُ البداوةَ للذكرياتِ ويمحو الحضارةَ
عنْ وجهِ سلمى
فتهوي الخيامُ على مقلتيكَ
ويشتدُّ فيكَ اشتعالُ
الظنونْ


فاخفضْ جناحكَ
ذلاّ لفعلِ السّنينِ
وألقِ سلاحَ التـّـمني بقلبكَ
واشدُ نشيدَ النـّـهايةِ حزنـًـا
دونَ دموعٍ ودونَ شموعٍ
ودونَ شجونْ


بقلم: رفعت زيتون
2\4\2010
.



http://betsafafa.com/vb/gitexteam-turath/misc/progress.gif

رفعت زيتون
30-05-2010, 10:33 PM
ليسَ امتهانـًا للمحبـّة والهوى = قدْ كانَ منـّي ذا التباعدُ والنـّوى

لا ليسَ طبعي والتياعي شاهدي = لكنَّ قلبي منْ تجاهلكَ اكتوى

والصـّـدُّ منكَ أراقَ حبرَ يراعتي = ويكَ التـّـنائي إنْ على جودي استوى
ولقدْ نويتُ البعدَ كرهـًا مرغمًا = لكنّ قلبي ويحَ قلبيَ ما نوى
فبرغمِ كلِّ جفاءِ طيفكَ إنّ لي = طيفًا عشيقًا عنْ غرامكَ ما ارعوى


أفما علمتَ بأنّ هجركَ قاتلي = وبأنَّ وصلكَ يا طبيبُ هوَ الدّوا

وبأنَّ نجمي في الجّفونِ معلّقٌ = إنْ أغمضتْ عيناكَ في ليلي هوى

قلْ لي فكيفَ يكونُ إن خاصمتني = وقذفتني في بحرِ شوقيَ والجوى

منْ غيرِ طوقٍ للنـّـجاةِ وإنــّـني = في الماءِ أغرقُ كالشّراعِ إذا انطوى

كمْ منْ إشاراتٍ وضعتُ أضعتَها = وفقدتُ في بيداءِ راحتكَ الصُّوى
مثلُ السّرابِ غدوتُ ماءً كاذبًا = أتراهُ غرّكَ فرطُ حبّـيَ أوْ غوى

إنْ كانَ غرّكَ لهفتي وتولّهي = والقلبُ فيّ لغيرِ صدركَ ما أوى
فاعلمْ بأنّ النـّـبضَ خانَ مودّتي = ويلي وتحتَ لواءِ نابضكَ انضوى


هذا يسيرٌ إن علمتَ وإنـّني =أخشى عليهِ إذا تكسّرَ أو ذوى


أوَ ليسَ يكفي أنْ غدوتَ لمهجتي= نهرَ الحياةِ ومنكَ ثغري ما ارتوى

يكفيكَ أنـّـكَ دونَ غيركَ ساكني= وسوى خيالكَ في خيالي ما ثوى

سلْ ما تريدُ لكي تعودَ بليلةٍ = فيها ادْلهمَّ الشوقُ واشتدّ الطـَّـوى


خذْ هاكَ روحي لستُ أملكُ غيرها = خذْ مقلتي ولكَ الفؤادُ وما احتوى

عدْ كيْ اعودَ فإنَّ عوديَ ناحلٌ = وبدتْ عظامُ الجّسمِ منْ تحتِ الشـَّوى


عدْ عيلَ صبري واليمامةُ غادرتْ = شجرَ انتظاري ثمّ غصني قدْ خوى



بقلم : رفعت زيتون

رفعت زيتون
31-05-2010, 11:59 PM
يا ذا الجلال إلى متى؟؟؟؟؟...........



يا ذا الجـّلالِ
إلى متى سأظلُّ
أحتملُ التقيـُّؤ كلـّما
شاهدتُ أصحابَ الجـّلالةِ
والرئاســـةِ والتـّعاسةِ
والتـّياسةِ والبطونْ
.
يا ذا الجـّلالِ
وقدْ علمتَ بأنـّـهمْ
منْ كلِّ فجٍّ ينســـلونَ
فبعضهمْ يتـــنافخونَ بغيّـهمْ
وتجرّهمْ أذيالُ خيبةِ ذلـّهمْ
والبعضُ ديدنـُهُ المجونْ
.
ذاكَ المـُـفدّى
لستُ أذكرُ إسمهُ
يمشي الهوينا مائلاً
مترنحــاً كالسّـلحفاةِ
وحـــــولهُ جنـــــدُ
الخطيئة يعمهونْ
.
أوْ ذلكَ المعتوهُ
يرفعُ أنفهُ فوقَ الغمامِ
كأنـّـهُ خلقَ السماوات
العـُلا .. قدْ غابَ يوماً
رشدهُ في ما مضى
والآن أقسمُ أنـّهُ
فقدَ الصوابَ
مجدداً أوْ فيهِ
مسٌّ منْ جنونْ
.
وغيرهمْ
ممنْ تواطأ
في احتجابِ الشمسِ
عنْ أزهارنا .. منعَ الربيعَ
من الوصولِ إلى الحقولِ
فويلهمْ منْ ذنبهـمْ أمداً
ومما يصنعونْ
.
بـــلْ إنَّ منهمْ
منْ تصافحَ والشّياطين
التي قدْ أُخرجتْ مــــنْ
فيضِ عفوكَ يا إلهي
والذينَ بكلِ يومٍ
يـُـلعنـــــونْ
.
وبعضهمْ
منْ لوْ وضعتَ
الشمسَ في أيمانهم
فستختفي ولربما قالوا
بأنَّ الشـّمسَ قدْ خضعتْ
لقانونِ التـّلاشي أوْ
لإدبارِ النـّجومِ ..!
ألمْ أقلْ ياقوم
إنّ غلوَّهمْ
بلغَ المدى
وبأنهمْ لا يستحونْ ..؟
.
بلْ إنـّهمْ
واللهِ قومٌ سارقونَ
لأنـّهمْ خطفوا ابتساماتِ
الطـّفولةِ منْ وجوهٍ لمْ
تزلْ تلهو بأنواعِ
الدُّمى .. حرقوا الدُّمى
زرعوا بـُذورَ الخوفِ
في هدبِ الجفونْ
.
هدموا قصورَ
الأمنياتِ وأورثوا
أصحابها يأساً تغلغلَ
في الصّميمِ وأشعلوا
في الحلمِ نيرانَ
الظـّـــنونْ
.
يا ربّ
يكفينا عذاباً
إنـّهمْ جثموا سنيناً
فـــوقَ صدرِ الحلمِ
كــانوا خنـــجراً في
قلبِ نسماتِ الصباحِ
وأدمــعوا فيها
العيــونْ
.
يا ذا الجـّلالِ
ومنْ بأمركَ كلُّ
شيئ إنْ أردتَ فإنـّهُ
حتماً يكـــــونْ
.
فأذنْ إلهي
بالخلاصِ ولا تذرْ
أثراً منَ الدّنسِ القديمِ
وربّنا أنعمْ علينا يا قديرُ
بثلـّةٍ مـنْ صلــبِ قومٍ
بالسّحــابِ توضـّأوا
وبنهرِ عزّكَ ربـّـنا
يتطـــهّرونْ
.
بقلم:
رفعت زيتون
24/1/2009

رفعت زيتون
01-06-2010, 10:37 PM
مرحى دماءُ التـّركِ



....




يا مركبًا فيهِ


الكّرامُ تجمّعوا


منْ كلِّ وجدانٍ طهورٍ مؤمنٍ


أنعمْ بهذا الطّـّهرِ


والوجدانِ




مرحى دماءُ التـّـركِ


عطـّـرتِ الثـّـرى


طوبى لروحٍ في حمى الرّحمنِ



ودخلتِ بابـًا


منْ خلالِ ترابنا


يفضي إلى غرفِ النـّـعيمِ


بجنـّـةِ الرّضوانِ




والحورُ في شوقٍ ,


وذلكَ شأنُها , لمنِ استطاعَ المشيَ


فوقَ الماءِ في بحرِ الهوى


رغمَ استعارِ الرّيحِ


والحيتانِ




مرحى , كأنّ الحورَ تـَـشـْـتـَـمُّ


الدّماءَ زكيـّـةً ,


تعلو علاماتُ السّؤالِ


فمنْ يـُـفكّـكُ لغزَها ..؟


أينَ الدّماءُ بوجنةِ العـُربانِ ..؟




ما بالُ قومٍ


قدْ تخلـّـفَ ركبهمْ


عنْ كلِّ أسرابِ الطـُّــيورِ


السّـائراتِ إلى السّـما


فقدوا الخطى للطيرِ


والرّكبانِ




أترى بلادي


هلْ سيبزغُ فجرها


يومـًا قريبًا منْ خلالِ نوافذٍ


في بيتِ نسرٍ منْ


بني عثمانِ ..؟




***



صرحُ العدالةِ قدْ خارتْ دعائمُهُ
واشتدَّ كالصّـخرِ عودُ الإفكِ والكذبِ

يا أمـّـةَ الذلِّ في الأتراكِ عزّتنا
أضحتْ وذابتْ كملحٍ أمّـةُ العربِ ..!

يا زمرةَ العارِ هلْ ماتتْ رجولتكمْ
أيصمتُ الضـّـادُ واليونانُ في غضبِ..؟

أفٍ لقومٍ كما الأصنامُ طينتهمْ
صمٌّ وبكمٌ وفي الإحساسِ كالخـُـشُــبِ

ماذا أقولُ وقدْ أدميتمُ كبدي
وذا فؤادي كما البركانِ مـُـلتهبِ

ستّونَ عامـًا وهذا الذّئبُ يأكلنا
وابنُ اللئامِ يخضُّ الماءَ بالقـِرَبِ

ستـّونَ عامـًـا كفاكمْ بئسَ موئلكمْ
الناسُ تعلو وأنتمْ في عُرى الذّنبِ






..






بقلم : رفعت زيتون







يوم الحريّة






30 \ 5 \ 2010

رفعت زيتون
02-06-2010, 02:03 PM
..


يحميكَ ربـّـي أوردغانْ


.
يا أمّ
قدْ جادَ الزّمانُ
بفارسٍ كالسيفِ
يشرقُ منْ سناهُ المجدُ
أمــّـي أبشري
واللهِ قدْ آنَ
الأوانْ


رجلٌ
يغارُ الخيلُ من إقدامهِ
بلْ يستحي إن شئتِ
منْ أقدامهِ تلكَ التي
لمْ تمشِ في
دربِ الهوانْ


النــّـورُ ظلٌّ
لا يفارقُ خطوهُ
إنْ سارَ ثارَ
العنفوانْ


أوْ حلَّ
ينتفضِ المكانُ
أمامهُ كلُّ الملوكِ تخنـّـثوا
وهناكَ ينعقدُ اللسانْ


وإذا تحدّثَ
فالفخارُ لسانـُـهُ
قولاً يفوحُ صلابةً
وتفيض أنهارُ
البيانْ


في الأمسِ
قدْ بلغَ القلوبَ
أقولها هذا الأميرُ
أظنـّـهُ إبن الثرّيا والنـّجومِ
سليلُ زهرِ الأقحوانْ


هذا أميرُ المؤمنين
مجدّدا في دربهِ
يا بطريرك القدس*
بشراكَ القديمةُ
عهدةً فيها
الامانْ


اليومُ يومُ الفتحِ
أقسمُ أنـّـهُ قدْ تمـّـتِ الرؤيا
ويوسفُ رافعٌ أبويهِ نحو العرشِ
منْ فوقِ العنانْ


أمـّـاهُ
والآمالُ تسبقُ بعضها
كتبتْ عصافيرُ السـّـماءِ سطورها
أمــّـاهُ في بطنِ الســّـماءِ وأنشدتْ
يحميكَ ربــّـي
أوردغانْ


.
بقلم : رفعت زيتون
1\6\2010


* بطريرك القدس : المقصود به الأب عطا الله حنا له أوجه التـّحيه
على مواقفه البطولية


( أتمنى أن تجد هذه القصيدة طريقها إلى يد اميرها وبلغته التركية )

رفعت زيتون
06-06-2010, 04:12 PM
النكبة .. والنّـكسةُ وجرحٌ ما يزال




على ماذا أحاسبهمْ ؟
على ماضٍ
أتى بطوارفِ الأوجاعِ والسّـقمِ !
على يومٍ بلا أملٍ يفيضُ بوافرِ الظـُّـلَمِ
أحاسبهمْ على رانٍ بأفئدةٍ
وأحلامٍ تعيشُ بآسنِ الوهمِ
لذا لا تسألي عني
دعيني أحتسي همّي
وإنْ سكنتْ بيوم ٍ كلُّ أنفاسي
فلا تبكي أيا أمـّي



** **


فمنذُ النكبة ِ الأولى
وحتما لم تكنْ طوعاً
ولا مع سابقِ الإصرارِ من أحدٍ
ولا كانتْ مؤامرةً ومهزلةً
ولنْ أحكي عن التـُّهمِ
هناك أظنُّ قدْ كانتْ بدايتنا
مع الحسراتِ والألمِ
مع الأشباحِ والأملاحِ
فوق الجرحِ والسأمِ
هناك أظنُّ لعنتنا قدْ انطلقتْ
وقالوا أنّ نكبتنا بلا وزنٍ
إذا قيستْ مع النـّـكبات ِ للأممِ
فقلنا الحمدُ للرّحمنِ
عمّا جاءَ منْ نِــعَمِ



** **



وبعدَ النّكبةِ الأولى
كأنّ الأرضَ لم تشبعْ
من الأشلاءِ فاجْترّتْ على عجلٍ
بقايا اللـّحمِ والعظمِ
فجاءتْ نكسةٌ أخرى
تمزّقنا وتسحقنا
وتلقَفُ ما تبقّى منْ
كثيرِ الشّوقِ والحُلُمِ
وتكتبُ صفحةً أخرى
من الأسفارِ والخيمِ
وذلٍّ في بلادِ اللهِ
منْ عربٍ ومنْ عجمِ
فقالوا مثلما قالوا
عن النّكساتِ والنـّعَمِ
وقلنا مثلما قلنا
بذاتِ الصّوتِ والنـّغـَمِ
ألا شكراً لربِّ الكونِ
عمّا كانَ منْ نِعـَمِ



** **



سنونٌ مثلُ جنحِ اللّـيلِ
قدْ مرّت بلا عددٍ
بلا أملٍ بلا عملٍ ….
ولا عونٍ ولا مددٍ
مروراً بانتفاضتنا
التي صاغتْ هويـّتنا
كشعبٍ يعشقُ الأزهارَ
والرمانَ والزّيتونَ
كالأرضِ التي تاقتْ لخطوتنا
وعاشتْ ترتجي يوماً سحابتها
وكالنـّـسماتِ تعشقُ خفقةَ العلَمِ



** **



الى أن جاءتِ الأخرى
مُزلزلةً وفاجعةً وحالكةً
وقاتلةً لذكرى في دفاترنا
مُمزقةً لأحلامٍ هي الأنسامُ
فوقَ مذابحِ التاريخِ …
فوقَ القهرِ والأضَمِ
هنالك كانتْ الكبرى
بموتِ الحبِّ والقيَمِ
هنالك جفـّت الأوراقُ
وانتشرتْ خيوطُ الصّمتِ
حولَ الحرفِ والقلمِ
هناك الذّبحُ للآمالِ مُحتدمٌ
وأخوةُ رحمِ ذات ِ الأمّ متَّهَماً لمُـتَّهـِمِ
هنالك فتنةُ اليأجوج ِ والمأجوج ِ قدْ فـُتحتْ
وخارَ السّدُ فانسكبتْ سيولُ دمي



** **


وهذا الجـّرحُ
ما زالتْ مواجعهُ ترحّـلنا
إلى الآلامِ تحجبها عنِ الدّنيا
دواجي الليلِ والظـّلمِ
فهلْ يومًا يتوهُ الحظُّ
ثمَّ يمرُّ نسماتٍ معَ الإصباحِ
على شرفاتِ قريتنا
فقدْ ملـّتْ مآقينا اقترافَ الدّمع
للآثامِ فوقَ الخدِّ يحرقهُ
متى يا موجُ سوفَ
تقود مركبنا إلى جزرٍ
بلا خوفٍ ولا ندمِ
متى يا حظُّ ترسلنا
إلى البسماتِ ثمَّ تفيضُ
بالكرمِ



بقلم :
رفعت زيتون
ذكرى النّكبة والنّكسة
والإقتتال الداخلي

رفعت زيتون
15-07-2010, 12:52 AM
أميرُ الشّعرِ



(هدية متواضعة خجولة للدكتور سمير حاولتُ جاهدا أن ترقى لقدره
ولكن لازمني العجز وباتَ التأخّرُ يؤرّقني وفي القلب الكثير فكان لزاما أن أضعها كما هي بتواضعها وصغرِ حجمها)


-------------------------



أميرُ الّشّعرِ قدْ فقْتَ اعتقادي = بكسبِكَ للمحبـّةِ والودادِ
منَ الخلاّنِ إذْ أهدوكَ حبـّـًا = كما الأنهارِ يعظمُ باضطرادِ
ولوْ نطقتْ لقالتها وربـّـي = على الأشهادِ ألسنةُ الجّمادِ
بأنـّـكَ يا جميلَ الوجهِ قيسٌ = بحبـّـكَ للحروفِ وللمدادِ
تحطُّ على القصائدِ مثلَ نحلٍ = وتنثرُ شهدَها في كلِّ وادي
همُ الخلاّنُ هبـّـوا في وفاءٍ = وما انتظروا نداءَكَ كيْ تنادي
وهذا ما حرثتَ بكلِّ أرضٍ = وقدْ حانتْ سويعاتُ الحصادِ
لأنَّ الخيرَ والمعروفَ ديـْنٌ = وطوقٌ حولَ أعناقِ العبادِ
بدأتَ بهِ فكانَ الردُّ أوْلى = وكانوا في التّسابقِ كالجّوادِ
وها همْ في السّدادِ وأنتَ تأبى = فلمْ تفعلْ لتحصيلِ السّدادِ
سميرُ الحبِّ يا عـُـمَرَيّ إنـّي = أطيرُ إليكَ يسبقني فؤادي
أمدُّ يدًا وأتبعها بأخرى = ولاءً باليقينِ وبالرشادِ
وقلبي اليومَ منحازٌ ويعدو = وتتبعهُ إليكَ خطى حيادي
لأنّكَ نجمةٌ في الودِّ تسري = ونوركَ في سماءِ اللطفِ بادي
رقيقُ الطـّبعِ لمْ تغللْ بيومٍ = ولمْ تبخلْ بصادٍ أوْ بضادِ
وأكثرتَ الوفاءَ فكنتَ نهرًا = وزدتَ به فسارَ إلى النـّـجادِ
وأسبغتَ العطاءَ الحلوَ حتّى = نمَتْ فيهِ الأناملُ والأيادي
وسُقتَ الشّعرَ غيمًا فوقَ ترْبٍ = رويتَ بهِ الأحبّةَ والأعادي
وأعجبُ أنَّ غيركَ جفَّ غيثًـا = وغيثكَ في ازديادٍ وازديادِ
فحرفكَ يانعٌ والبوحُ سحرٌ = وصوتكَ صادحٌ مَـلأ البوادي
وسهلـُـكَ مغدِقٌ والأفقُ صافٍ = وبرّكَ مونِقٌ والبحرُ هادي
وشِرْبُكَ سائغٌ والماءُ عذبٌ = وغصنُكَ أخضرٌ والعودُ نادي
كأنـّكَ ثالثُ العُمرينِ حِلمًا =وصبرًا في مسيركِ للمرادِ
أميرَ الشّعرِ ليسَ يضيرُ عتمٌ = تَغـَـنّـيَ بلبلٍ في الجوِّ شادي
وإنّ البدرَ تظهرهُ سماءٌ =إذا اشتدّتْ بها سحبُ السّوادِ
ويكفي يوسفُ المظلومُ ذكرى = بما نعتوهُ لجًا في العنادِ
فكانَ اللهُ في التّدبيرِ أقوى = فأورثهُ مفاتيحَ البلادِ
وقدْ أصحرتَ عذرًا واعتذارًا= فما هدأتْ شراراتُ الوِقادِ
كذا الأهواءُ والفتنُ احتراقٌ = يُسعّرُ نارَها فيحُ الفسادِ
لحاها الله أطماعًا أتتنا = تراءتْ في حبالٍ منْ مسادِ
فلا بأسٌ عليكَ وأنتَ ليثٌ = زئيركَ غالبٌ صوتَ التّمادي
وإنْ دُقّتْ طبولُ الحربِ جيشٌ = يـَـملُّ عدوُّهُ ثوبَ الحدادِ
وإنّكَ فارسٌ مسلولُ حرفٍ = وغيرُكَ سيفُهُ سيفُ الزُّبادِ
(أليسَ الحزمُ يأتي حينَ يأتي = على قدرِ الرّجالِ بلا اقتصادِ)
(ومثلُ الرّيحِ تضربُ ذا شموخٍ = ويأمنُ ضربها أهلُ الرُّقادِ)
أقولُ الحقَّ لستُ لهُ كتومًا =ولستُ بمنْ يضلـّـلُني انقيادي
سميرُ الحبِّ مصداقٌ صدوقٌ = صديقٌ بالنّوازلِ والشّدادِ
وليسَ لدارهِ البيضاءِ بابٌ = وبينَ النـّاسِ مرفوعُ العمادِ
وللضيفانِ طولَ اليومِ عينٌ = وأخرى في الليالي كالوِسادِ
حماهُ اللهُ منْ حسدٍ ومكرٍ = ومنْ وعثاءِ كبواتِ الجّيادِ
وأصلحَ بالَهُ ورعاهُ حتّى =ينالَ بعونهِ كلَّ المرادِ
لعلَّ النارَ تخمدُ في ثراها = وتمسي تحتَ أقدامِ الرّمادِ

..

بقلم : مهندس رفعت زيتون
15 \ 7 \2010
القدس

رفعت زيتون
28-07-2010, 08:35 PM
على حاجز قلنديا العسكريّ




لماذا الدّروبُ الكئيبةُ



تعشقُ طولَ انتظاري




وتنشرُ قبحَ الجـّـنودِ غـَـوادٍ



وليلًا سَـوارٍ تحاصرُ أفقَ مدايَ



لفضحِ احتمالي



وهتكِ اصطباري




فأغدو كقطعةِ لحمٍ



يـُـقـَطـِّعُ نابُ الحواجزِ بعضي



ويصلبُ بعضيَ



فوقَ الجّدارِ




تمرُّ الدّقائقُ مرَّ السّحابِ



فأينَ السّحابُ يظلـّـلُ وقتي



وأينَ الشـِّـتاءُ يُغيــثُ ترابي



ويـُطـْـفِئُ فيَّ تغَـيُّظَ ناري




أراني وحظـّـي



رفيقا طريقٍ



تهادا كروبًا بكأسٍ دهاقٍ



فبئسَ الصّديقُ سقاني الشّرابَ



بكوبِ المرارِ




وتعسًا لحظٍّ



بوجهٍ عبوسٍ



يُطِلُّ بفيحِ السّنينِ سعيرًا



يطيبُ لهُ في اللّهيبِ



احتظاري




ويُطربُهُ صوتُ جرحيَ يبكي



وأنـّـاتُ قلبيَ عندَ



احتضاري




يُخيِّرُني



بينَ موتي بطيئًا



وبينَ المنونِ



بسيفِ انتحاري




وأبحثُ بينَ التّزاحمِ عنّي



لبدءِ الطّقوس وحفلِ الوداعِ



وهذا يُعيقُ اتّخاذَ



قراري




أماميَ بحرٌ



وخلفيَ جمرٌ



ويخطفُ عيْنـَيَّ



برقُ النّعيمِ المُنزّلُ فوقَ



البغايا كغيثِ السّما ترفًا



فيتوهُ شراعي



وألعنُ موجي



وكلَّ المراكبِ فوقَ



بحاري




حنانيكَ دهري



أما قدْ كفاكَ تكوّرُ شمسي



وطعنُ هلالي



فماتَ شهيدًا فداءَ نهاري




أما قدْ كفاكَ



تصدُّعُ صخري



فأرسلتَ ريحًا يُبعثرُ حلمي



فجاسَ فســـــــادًا



وشقَّ غُباري




حنانيكَ تاللهِ



هذا الجُّنونُ ونحسُ القضاءِ



الملازمُ خطوي تخطـّى خيالي



وهدَّ اقتداري




فيا نورُ أسرعْ



خطاكَ لفجري



تقدّمْ إليّ وفـُـكِّ حصاري




ودعْ بلبلَ الصّبحِ



يحملُ نايَ النّسيمِ



ليشدوَ أحلى نشيدكَ بِكرًا



ويعزفَ فرحي



ولحنَ انتصاري




بقلم : م . رفعت زيتون



على حاجز قلنديا



2010-07-26




..

رفعت زيتون
17-08-2010, 01:41 PM
يا ربّ أطمعُ أنْ أراكَ وأنْ أراهْ

..

منْ فوقِ عرشِ المُلكِ قرّرَ واصطفاهْ= اللهُ مولانا تقدَسَ في عُلاهْ
أسماهُ منْ قبلِ التّشكّلِ أحمدا =طوبى لإسمٍ قدْ تخيّرَهُ الإلهْ
سارتْ بهِ مزهوةً نحوَ المعالي= نُطفةُ الانسابِ تورقُ في رُباهْ
في عالمِ الذرِّ القديمِ تلألأتْ = في صلبِ أخيارٍ تشرَّفَ إذْ حواهْ
نورٌ تميّزَ لا شبيهَ لضوئهِ = سُبحانَ مَنْ مِنْ خيرِ صلصالٍ براهْ
أنعِمْ بهِ نسبًا وأكرمْ نسلَهُ =هوَ أشرفُ الأقوامِ حتّى في ثراهْ
منْ مثلهُ جمعَ المكارمَ كلّها = دانتْ لهُ الأخلاقُ حتّى في صباهْ
فهوَ الحنانُ يُطلُّ وجهُ العطفِ منْ = جنباتهِ والرّفقُ خيطٌ في عُراهْ
لينُ العريكَةِ طبعُهُ ما كانَ فظّـًا =أوْ غليظـًا والتّكبّرَ ما أتاهْ
قدْ كانَ رحمةَ ربّهِ للعالمينَ = وجُنَّةً والعدلَ دعّمهُ هـُداهْ
طابتْ حروفُ الحمدِ إذْ جُمِعتْ لهُ =يا أجملَ الأسماءِ تنطقها الشّفاهْ
هوَ أحمدُ الكونينِ والثّقلينِ في = الكهفِ الكئيبِ يرى الممالكَ في حماهْ
فاهدأ يمامَ الغارِ إنّكَ عندَ مَنْ =خرّت لهُ الأذقانُ تسبقُها الجّباهْ
في عهدهِ كلُّ الفضائلِ أزهرتْ =والعطرُ فاحَ بلا انقطاعٍ منْ شذاهْ
واخْضرّتِ الصّحراءُ بعدَ جفافها= وتنضّرتْ أعشابُ مكّةَ منْ نداهْ
حفظَ الأمانةَ والعهودَ وفى بها= لمْ يُغْوِهِ سلطانُ أموالٍ وجاهْ
قدْ كانَ قرآنًا يسيرُ سماحةً =فهوَ الكتابُ لكلِّ مخلوقٍ تلاهْ
لمْ يأتِ فُحشًا ما دنا منْ زلّةٍ= فاللهُ منْ نهرِ الطّهارةِ قدْ رواهْ
ويداهُ والخيراتُ رتقٌ واحدٌ =ما كانَ فتقٌ بينها تربتْ يداهْ
منْ مثلهُ صلّى عليهِ اللهُ جاعلاً = الصّلاةَ سبيلَ منْ يصبو رضاهْ
آتاهُ فضلَ الذّكرِيصحبُ اسمهُ = في كلِّ ثانيةٍ إذا أحدٌ دعاهْ
وحباهُ قلبًا كالزّجاجةِ رقّةً = لمدامع الضّعفاءِ تمسحُ كلّ آهْ
زوّى له الاكوانَ معراجًا لهُ = فكأنَّ حدَّ الأفقِ يكبُرُهُ مداهْ
يا تلكمُ النّجماتُ في عرضِ السّما = عجبًا أضاءتْ دونَ نجماتٍ سماهْ
في كلِّ دربٍ سارَ فيهِ أشرقتْ = شمسٌ على الطرقاتِ تسبقها خطاهْ
فإذا دنا أنسًا تدلّى وارتمى= في النّورِ لمْ يبلغْهُ منْ أحدٍ سواهْ
كالقابِ للقوسينِ أوأدنى فهلْ = في الحلمِ كانَ أمْ انّهُ حقًا رآهْ
(حقّـًـا فما كذَبَ الفؤادُ وما غوى)= والكونُ يشهدُ والخلائقُ والإلهْ
كيفَ اختيارُ العذرِ عندَ لقائهِ = أيُّ الحديثِ يليقُ حتّى في لقاهْ
طوبى لمنْ نالَ الشّفاعةَ يومها = طوبى لمنْ مِنْ حوضهِ كأسًا سقاهْ
أتراهُ يقبلُ منْ تلطّخَ بالذّنوبِ= صنيعُهُ أوْ يجبرُ الكابي تُراهْ
ظنّي بعفوٍ إذْ عفا عن ثُلّةٍ =حملوا السّيوفَ لكيْ ينالوا منْ سناهْ
وأنا المُحبُّ لنورهِ لكنّني = أفسدتُ حبّي في ابتعادي عنْ هواهْ
وهوَ الكريمُ يجيرُ كلَّ منِ التجا =خوفًا إليهِ ودونما سُؤْلٍ كفاهْ
وأنا الفقيرُ بدونِ زادٍ قلبُهُ = متصدّعٌ والجوعُ أحرقهُ لظاهْ
وأنا المُضَلَّـلُ قدْ طغى في غيّيهِ =في الغُبنِ قدْ سبقَ التّخيّلَ في مناهْ
يا ربُّ ليسَ بما كسبتُ وإنّما = بعظيمِ عفوكَ ليسَ يُدْرَكُ مُنتهاهْ
فاجعلْ فؤادَ المصطفى يهوي إليَّ = مودّةً فعساهُ يقبلني عساهْ
فهوَ السّبيلُ إلى رضاكَ وإنّهُ= خابَ الذي يا ربّ لمْ تقبلْ رجاهْ
أخشى اللقاءَ أنا المُسيءُ وإنّني = يا ربُّ أطمعُ أنْ أراكَ وأنْ أراهْ
..

بقلم رفعت زيتون
رمضان 2010
القدس

رفعت زيتون
30-08-2010, 03:14 AM
.

كلّنا في الهمِّ نحيا



..
بينَ أحــلامي وبيني = ألفُ بعدٍ كالثـّريّا
جلـّها منْ صنعِ حظـّي = كانَ بي حظـّي حفيّـا
مذْ سكنتُ الصُّلبَ حتّى = غلـّـلتْ روحي يديّـا
في قيـودٍ حرّقتــني = أوسعتْ جســمي صليّا
بعضُ نزفي منْ شقيقٍ = يسبقُ الشيطانَ غيـّـا
بالَ في أزهى ربيعي = أذبلَ الأزهارَ فيــّا
شقّ بطنَ الأرضِ قبـرًا = ثـمَّ أردانيهِ حيــّا
في منافٍ طفتُ فيها = لمْ أجدْ فجرًا نديــّا
ذا شقيقي جاء يسـعى =مثلَ ثعــبانٍ خفيّـا
معْ لقيطِ السوءِ غدرًا = ظنـّني لحمًا طريّـا
أشــعلَ التّــنورَ لكنْ= كنـتُ للنـّارِ عصيـّا
ما انتهى عنْ هتكِ حلمي=واعتلى صرحًا عليـّا
يا شقيقَ الجرحِ مهـلاً = واستمعْ قولي مليـّا
أمـّكَ الخنساءُ صبـرًا =لمْ تكنْ أمـّـًا بغيـّا
والدٌ لمْ يأتِ فحــشًا = كيفَ أمسيتَ شقيـّا ؟
يا أخًا منْ رحمِ أمّـي = كنْ لماضينا وفيـّا
لا تظــنّنَ ارتــواءً = في بحارِ الملحِ هيـّا
عدْ لصــرحِ العزِّ واذكرْ= إذْ بنيناهُ سويّـا
ياابن أهرامي ونيلي = ياابنَ نجدٍ عدْ إليّا
ليسَ يجدي أيّ ظــلٍّ = تحتَ سقفِ الذئبِ شيّا
إنْ شـــكى جوعًـا بيومٍ = كنتَ مأكولاً شهيـّا
إنّهُ منْ غيــرِ ديــنٍ = لمْ يكنْ يومًا نبيّا
يا ذوي رحمي وأهــلي = منْ لأحزاني سميّا؟
دونَ قـدرِ الصّفرِ بتّمْ = أيُّ فضلٍ ذا عليـّا؟
فاسمعوا الأقوالَ منّي = واحكموا حكمًا سويَا
إنّنا أحفـادُ مـاضٍ = كمْ بدا الماضي قويّا
أرسلَ الأمــجادَ مُزنًا= أثمرتْ عــزّا جنيّا
كـيفَ نغـدو إنْ بودٍّ = برَّ عثمانٌ عـَليّا؟
أمّةَ التّوحـــيدِ هبِّي = صبحَ يومٍ أوْ عشيّا
علّ فجرَ الشّرقِ يأتي = ضاحكَ الوجهِ سنيّا
يا أخـي واللهِ إنّـا = قدْ طوانا الهمّ طيـّا
لا تقلْ شــرقٌ وغربٌ = (كلّنا في الهمّ نحيا)
..
بقلم : م. رفعت زيتون
القدس
29 \ 8 \2010.

رفعت زيتون
30-09-2010, 10:39 PM
لنْ نحرقَ الإنجيل
نعقَ الغرابُ وقدْ نوى متكبـّرًا =حـرقَ المصاحفِ والمواثقِ والوعودْ
إبليس في ثوبِ القساوسةِ احتمى= واجتازَ بالطـّغيانِ آفاقِ الفُسودْ
حتّى تحدّى الله في كلماتهِ = نثرَ القذارةَ حولهُ في كلِّ بيدْ
مدَّ الأضاليلَ افتراءً كاذبًا = فتراكمتْ في الغيِّ كالموجِ النـّضيدْ
سقط الحياءُ عن الوجوهِ وأظلمتْ = حجراتها وانهارَ في الذوقِ العمودْ
ها قدْ تجرّأ واستبدّ وقـدْ أتى = فحشـًا تزولُ له الرّواسي والنُّجودْ
ولقدْ طغى وبغى وأجمْعَ حزبـَه= واستلَّ سيفَ المكرِ في يومٍ أديدْ
فلِما سيوفُ الحقِّ تكتمُ غيظَها = وتحجّرتْ كالصّخرِ في غمدٍ جسيدْ
قعقاعُ أينكَ أين معتصمُ الحمى = إنهضْ صلاحَ الدَينِ قمْ يا بن الوليدْ
يا أبغضَ القومِ الذينَ بكفرهمْ = مُسخوا خنازيراً ومثلهمُ القرودْ
يا شُؤمَ قومِكَ منْ سلالةِ فاسقٍ =يا أخبثَ الثــّقلينِ في حمقٍ أكيدْ
قد بتَّ أشقاها وأتعسَ أهلها= قـُـبّحتَ منْ جنٍّ وشيطانٍ مريدْ
هلْ تحرقُ السّفرَ الذي فيهِ المسيحُ =وأمُّهُ والصالحون منْ الجدودْ
فيهِ المودةُ للنّصارى مثلما =فيهِ الحواريون أشبهُ بالورودْ
بلْ فـــيهِ نورُ اللهِ جــلَّ جلالـُه= أفلا تخافُ الرّد منْ ربٍّ شديدْ
أنْ يرسلَ الجندَ المدمِّرِ بأسُها = والويلُ كلُّ الويلِ منْ بأسِ الجنودْ
لا لستَ منْ أتباعِ عيــسى إنّما= واللهِ إنـّك منْ مزاميرِ اليهودْ
قبّحتَ قسّاً ما دنا مـــنْ رأفةٍ =وبقلــبِه ريْنٌ وأدرانٌ تميدْ
أتظنُّ أنَّ اللهَ يمهلُ فاجـــرًا =لا والذي نطقتْ بقدرتِه الجلودْ
فهوَ الذي يُملي لكلِّ مُجــاهرٍ= وإذا أتاهُ لمْ يغادرْ منهُ عودْ
لا يا ابنَ أمّكَ ليتَ أمّك لمْ تلدْ = يوماً ولمْ تكُ ذلكَ المسخِ الوليدْ
بلْ ليتها قدْ أنجبتْ هرًّا مكانكَ = ربّما ولعلَّ ذلكَ قدْ يفيدْ
لا يا ابنَ غيرِ أبيكَ دونـَكَ نارها= هذي جهنّـمُ بانتظاركَ والوعيدْ
نارٌ تلظّى أنــتَ والطـّاغوتُ في = حَزَنٍ عليها والشّياطينُ قعودْ
في زمرةِ النّمرودِ بئسَ مآبكمْ = فاشربْ معَ الفرعونَ أكوابّ الصّديدْ
هذا مقامُ منْ افتــرى متكبّراً= وأتى بقلبٍ مظلمٍ قاسٍ عنيدْ
تبَتْ يداكَ ويُبـّستْ أطرافـُها = شُـلـّتْ يمينـُكَ والتوى فيها الوريدْ
يا منْ رفعتَ لواءَ حربِكَ قارعاً= أجراسَها وكفرتَ في كلِّ العهودْ
ونفثتَ سُمـَّـك لستَ أفعى إنـّما = جرذًا يهزُّ الذّيلَ في وجهِ الأسودْ
لنْ نحرقَ الإنجيلَ نحنُ المسلمو= نَ ودينُنا دينُ التّسامحِ والخلودْ
هوَ أمرُ خيرِ الخلقِ قدْ أوصى بكمْ =وبدينكمْ في هديهِ البرِّ الودودْ
والله إنـّا خيرُ خلقِ الله يومُ= الفصلِ بلْ وعليكمُ نحنُ الشهودْ
والله إنّا لوْ وجدنا صفحةً =ألقتْ بها الأرياحُ منْ فوقِ الصّعيدْ
فيها اسم عيسى لارتمينا فوقها = حتّى نقيها الحرَّ والبردَ الشّديدْ
ذي سنّةِ التّوحيدِ أرشدنا لها = هذا النـّبي المصطفى وبها نسودْ
سلْ بطريركَ القدسِ عنـّا إذْ =أتاها فاتحاً ومبشّراً عمرُ الرّشيدْ
لم يهدمِ الفاروقُ صرحًا واحدًا = أتقابلونَ العُرفَ سُحقاً بالجُّحودْ؟
والله هذا ما أتاه لفحــــشه = من كافرٍ أو آبقٍ فــظٍّ لدودْ
أخرقتَ أرضًا أمْ صعدتَ إلى السّما = مهـــما بلغتَ لسوفَ تمسي في اللّحودْ
وهنالكَ الحقُّ الذي خاصمتَه = ومحاكمُ التـّفتيشِ والحزنُ المديدْ
يا حافظَ الذّكرِ الكريمِ منَ الأذى = اللهُ يا قهارُ ذو العرشِ المجيدْ
يا ربُّ هذا القسُّ أثخنَ كيدَه = فاجعلهُ يا ربَ الكتابِ هوَ المكيدْ
عجـّلْ وأسرعْ في العقابِ مضاعفاً =وأذقهُ منْ ويلٍ ومنْ لهبِ الصَّعودْ
واطمسْ على أحـــلامِه وغلوّهِ = واشددْ عليهِ الغمَّ واتبِـعْ بالمزيدْ
يا ربُّ واقصمْ منْ تجبـّر مثـــله= واجعله يصبحُ آيةَ العهدِ الجديدْ
أبعدتَ عادًا والقرى منْ قبلها =أبعده ربّي مثلما بعدتْ ثمودْ

بقلم : رفعت زيتون

رفعت زيتون
12-10-2010, 01:35 AM
.
قصيدةُ الخلّان (لأصدقائي المقدسيين)
.
( بعد أن منّ الله بالشفاء على أحد أصدقاء(الشلّة) مجموعتنا المكونة من
أربعة عشر صديق وهو الأخ محمد نيروخ
كتبت له ولهم هذا الإهداء بمناسبة العيد )

مَنَّ الإلهُ بوافــــــرِ التّحـــــنانِ = بشفاءِ بدرِ الصّحبِ والخلاّنِ
فنجا بفضلِ الله مـــنْ داءٍ ومـا = شافٍ ســـواهُ الواحـدِ المنّانِ
واللهُ إنْ خصَّ العـــــبادَ بكربةٍ = فلرحمــــةٍ منهُ وفيضِ حنانِ
فإذا ابتلى فالصبرُ أولى والرّضى = وإذا عفا فالشكرُ دونَ توانِ
ولقدْ شكـــــرتَ وأنتَ أهلٌ سيدي = لمكارمِ الأخلاقِ والإيمانِ
(نيروخُ) فخرُ القومِ أنتَ (محمّدٌ)= يكفيكَ إسمُ المرسلِ العدنانِ
ولقدْ دعوتُ بظهرِ غيبٍ دعوةً = يحميكَ ربُّ النّاسِ والأكوانِ
منْ كلِّ هائمةٍ وجارحةٍ ومنْ = كيدِ الحسودِ ونزغةِ الشّيطانِ
هذا أنا والصّحبُ جئنا والقلوبُ = تأرجحتْ منْ شدّةِ الخفقانِ
جئنا إليــــــكَ مُحمّلـــــين بحبّنا = منْ غيرِ تزييفٍ ولا إدهانِ
صحبٌ كرامٌ في التقاربِ بلسمٌ = وهمُ لعمري في اللقا نصفانِ
نصفٌ سما والأرضُ نصفٌ إنّهم = دنياي إذْ هذانِ يجتمعانِ
وهمُ إذا أخطأتُ يومًا سامحوا = وتسابقوا في الصّفحِ والغفرانِ
وإذا الطّـوارقُ أنشبتْ أظفارها = رصّوا صفوفَ الودِّ كالإحصانِ
سلـــــطانهمْ حـــبٌّ وألفةُ بينِهمْ = أكــرمْ بهذا الجاهِ والسّلطانِ
وهمُ الأكابرُ والتّواضعُ عشقهمْ = أمراءُ دونَ مُرصَّعِ التّيجانِ
ومحلّهمْ في القلبِ إنْ طلعَ النّهارُ = وفي حلولِ الليلِ في الأجفانِ
ولقدْ رأيتــــهمُ بعـــينِ مودّتي = ولسوفَ أذكرهمْ بشهدِ لساني
واخترتُ بحـرًا للمــدائحِ كاملا = هذا يلــــــيقُ برتبةِ الفرسانِ
وجعلتُ حــــرفَ النّونِ قافيةً لهُ = لدُنُوّهمْ مــــــنْ رقّةِ الغزلانِ
فكأنّهمْ غابتْ مســـــــاويهمْ وقدْ = برؤوا منْ البغضاءِ والشّنآنِ
وكأنّهمْ ورثوا البلاغةَ منْ عليٍّ = والتّقى والجودَ منْ عثمانِ
والعدلَ منْ عمرٍ وكالصّديقِ في = بذلِ الوفاءِ ونُصرةِ الإخوانِ
هذا (كمالٌ) شيخـــــنا وجليلنا = حربٌ على الزّلاتِ والبهتانِ
ألِفَ الصّــــراطَ المستقيمَ وأهلَهُ = لا تشتريهِ دراهمُ الدّهقــــانِ
وإذا ادْلهـــمّتْ في الفتـــاوي ليلةٌ = كانَ الثّريا في فصيحِ بيانِ
وإذا قصدّتَ العــلمَ تصبو أهلهُ = فالبــــحرُ دونكَ دونما شطآنِ
(فابنُ العطاري أحمدٌ) هذا الذي = هوَ حجةٌ كالمزنِ للعطشانِ
فالــــــرأيُ دوما ما يراهُ وإنّهُ = إنْ قـــــالَ قلنا دونَ رأيٍ ثاني
أمّا (رشادٌ) في المحاسنِ قدْ طغى = ما أجملَ الطّغيانَ في الإحسانِ
قدْ باتَ في طبِّ العظامِ مــــنارةً = ويداهُ ترياقٌ ونبـــــعُ أمانِ
وجهٌ جميلٌ في النّضارةِ مونقٌ = صوتٌ رقيقٌ كالهديلِ سباني
والصّبرُ (صبري) في التّحمّلِ والرّضى = لكنّهُ في الحقِّ كالبركانِ
وهوَ الأصالةُ ليسَ يعرفُ غيرَها = لينٌ وحزمٌ فيهِ مجتمعانِ
ملِكٌ أمـــامَ العالمـــــــــينَ وإنّهُ = عبدٌ ودونَ العبـــدِ للضّيفانِ
وإذا نظرتَ إلى السّما ليلاً ترى = قمرًا يثيرُ الوجدَ في الولهانِ
ماذا سيفعلُ إنْ بدا لَهُ (حازمٌ) = هذا الذي في وجههِ قمرانِ
بالنّورِ يسعى في المدى وكأنّهُ = قطرُ النّدى في جبهةِ الرّيحانِ
أهوَالشّروقُ أمْ انّهُ هوَ (ياسرٌ) = لا فرقَ بينهما سوى الأبدانِ
إنْ مرَّ صبحًا فوقَ حــــقلٍ بائسٍ = غنّتْ بلابلهُ على الأغصانِ
وإذا مضى يبقى السّنا متـــــلألئًا = منْ غيرِ أفلاكٍ ولا دورانِ
أمّا (زيادٌ) طيّبُ القـــلبِ الذي = هوَ عطرنا منْ سالفِ الأزمانِ
دومًا يفيضُ الطّيبُ منْ جنباتهِ = يغشى أنوفَ النَاسِ كالطوفانِ
إنْ سارَ ليــــلًا في أزقّةِ قدسنا = عندَ الضّحى سيضوعُ في عمّانِ
ومهندسٌ صنـــــــعَ الجّمالَ بلمسةٍ = منهُ فثارَ الحسنُ في البنيانِ
بالذوقِ دعّمَ في البناءِ أســــاسهُ = جعلَ الرّبيعَ يلوحُ في الجدرانِ
ذا ( خالدٌ ) ماذا أقولُ ( لخالدٍ) = في لطفهِ حارتْ نُهى الأذهانِ
واذا بدا في الأفق يومـــاً (طارقٌ) =وصفي لهُ ما كان بالامكانِ
فهوَ الظّريفُ كما نســـــــــيمٌ عابرٌ = وإذا تنسّمَ ما برحتُ مكاني
وأخو صــــــديقٍ والوداعةُ ديدنٌ = وكمثلِ نهرِ النّيلِ في الجّريانِ
قدْ يخطئ الإنصافُ في حكمٍ وقدْ = تكبو العدالةُ في هوى الهيمانِ
لكنَّ (فهمي) مثلُ سيفٍ حدُّهُ = لمْ يخشَ منْ راضٍ ومنْ غضبانِ
منْ فـــــازَ أدخـــــلهُ لجنةِ قربِهِ = ومنْ استهــــــانَ ففي حميمٍ آنِ
ولكلِّ مائدةٍ شرابٌ ســــــائغٌ = يطفي اللـــظى في جمعةِ النّدمانِ
وأظنّـــــها هذي حلاوةَ (ماهرٍ)= كالسّـــكرِ الفضّيّ في الذوبانِ
يكفي السّماحةُ وابتـــسامةُ ثغرِهِ = أشــــــهى منَ التفاحِ والرّمانِ
ولقدْ نسيتُ معَ العُجالةِ (هاشماً) = مــــــــاذا أقولُ لآفةِ النّسيانِ
فلأنّهُ بمـــــقامِ نفســــــــي قربةً = بلْ دونَ ذلكَ فــي المحبّةِ دانِ
وهوَ المُطـــــهّرُ قلبُهُ ولســـــانُهُ = طوبى لقـــــلبٍ طاهرٍ ولسانِ
فالنفسَ ألجمها وشدَّ وثاقـــــها = ورمى هواها في دجى القضبانِ
ولقدْ ذكرتُ منَ الكواكبِ عشرةً = وثلاثةً أوفـــــــى بني الإنسانِ
وأنا لعمـــــري أستنيرُ بنورهم = وبدونهم تاللهِ ما أوهـــــــــاني
وهمُ الهــــــديةُ منْ لدنْ متفضلٍ = قدْ جادَ فيــــــهمْ نعمَ ما أهداني

بقلم : م. رفعت زيتون
القدس
عيد الفطر 2010
.
(الأصدقاء المذكورين هم دكتور هاشم نيروخ ,أستاذ ماهر الزّغل , أستاذ فهمي ادريس
السيد طارق الخيري , المهندس خالد غنّام , السيد زياد غنيم , السيد ياسر جودة ,
دكتور حازم زغيّر ,السيد صبري البراغيث , دكتور رشاد صندوقة ,
دكتور أحمد العطاري , الأستاذ كمال جابر, السيد محمد نيروخ )

رفعت زيتون
15-10-2010, 09:36 AM
..

لو تموتُ الذّكرياتْ

.


أحْتَاجُ نَهـْرًا
يشتريني ليْسَ بالدّينارِ
لكنْ بالمُنى والأمْنياتْ




كيْ يَغسلَ
الدَّرنَ الـّذي ألقتْهُ
منْ فـــــوقي السّنونُ
كما الدّواهي
نازلاتْ




أحتاجُ لي
سبعينَ عُمرًا غيرَ عُمري
كيْ أكَـفـكِــفَها دُمـــوعي
فوقَ خدّي والجّراحِ
النـّازفاتْ




أحتاجُ جسمًا
لا يموتُ وألفَ نجْمٍ
كيْ يزولَ العتمُ
منْ كَهفي الصّغيرِ , فأيـْنَ منّي
كلُّ تلكَ المُعجزاتْ




وأريدُ أنْ
أنسى التّوجّعَ
إذْ وقـفتُ مُراقبًا
كيفَ ابتساماتُ الزّمانِ
غدتْ هُنا حِكرًا على
كلِّ الشّــــــــفاهِ
الضّاحكاتْ




وأنا الغريبُ
على مفارقِ وحدتي
أتوسـّـلُ الحظّ الشّحيحَ
فيستخفُّ بحاجتي
ويضنُّ حتّى
بالفـُـتاتْ




آآآآهٍ زماني
أينَ حظـّي ؟؟؟
أينَ كنتُ سـُويعةَ التّوزيعِ
للألحانِ عندَ بـُـزوغِ
فجرِ الأغنياتْ




قلْ يا زماني
منْ لوجهي
إنْ تولّى الزّهرُ عنهُ
وارتختْ فيهِ الجُّفونُ
السّاحراتْ




بلْ منْ لقلبي
إنْ مضى نبضي بعيدًا
وانتهى صوتُ البلابلِ
فوقَ أغصاني الحزينةِ
فــي اللـــــــيالي
البارداتْ




يا مستحيلي
كلُّ ما أرجوهُ أرضًا
دونَ همٍّ , أوْ سحابًا دونَ رعدٍ,
ياسمــينًا دونَ شــــوكٍ ,
أيَّ شيءٍ قبلَ أنْ
يأتي المماتْ




واللهِ أنّي
لستُ أطلبُ غيرَ حقٍّ
في صباحٍ لا تغيبُ الشّمسُ عنهُ
لا أحبُّ انا الليالي المُظلماتِ
الظــَّـــالماتْ




واللهِ أنّي
كلُّ ما أرجوهُ أنْ
أصحو على يومٍ جديدٍ
دونَ ذكرى بعد نكبةِ ذكرياتي ,
لوْ تموتُ الذّكرياتْ



.



بقلم : مهندس رفعت زيتون
القدس في 15 \ 10 \2010



.

رفعت زيتون
22-10-2010, 03:13 AM
.


سلوانُ عينُ القدس



بضعُ الدّقائقِ
تفصلُ الأفراحَ عنْ عينيكِ
فاحتملي ...



قدْ آنَ أنْ تلهوُ
الفراشاتُ الرّقيقةُ
فـــي ربـــيعِكِ
دونما وَجَلِ ..


فتجهّزي للعيدِ
منْ فوقِ الرّكامِ
وأخرجي منْ جرحِ صدركِ
كلَّ أبخرةِ العذابِ
ولعنةَ الأزلِ ..


مـُدّي جناحكِ
فوقَ أسوارِ المشقّةِ
والتّمزّقِ والأسى ,
ألقي ثيابَ العجزِ عنْ
نخرِ السنينِ اليومَ
واغتســـلي ..


ولتلبسي
ثوبًا جديدًا للسّعادةِ
في مساءِ الحبِّ
واكـتــحلي ..


سلوانُ
يا بنتَ الطّهارةِ في
زمانِ العـُهرِ
قدْ تعبَ العفافُ
منَ ارتــكابِ الفـُحـــشِ
والأوزارِ والدّجلِ ..


وأنتِ منذُ البدءِ قدْ
حـَمَلتــْكِ في نــُـطــَفِ النّشوءِ كرامةٌ
وولدتِ منْ رحمِ الرّسالاتِ العظيمةِ
في مدينةِ أولياءِ الله
والرّسلِ ..


ورضعتِ منْ
ثديِ اغترابِ النَفسِ
والأسفارِ والمنفى
وعرفتِ أرصفةَ الضّياعِ وبردَها
عندَ ارتطامِ الحقِّ بالجـّدرانِ
وخطبِها الجللِ ..


سلوانُ عينُ القدسِ
إنْ همْ أغلقوا فيكِ الجّفونَ
فكيفَ تعرفنا الطّريــــقُ
ومنْ يقودُ بها الخطى
في حالكِ السّبلِ ..


سلوانُ
أيـّـتها الحزينةُ
تحتَ سقفِ الفرحِ
أرسلكِ الزمانُ
إلى وراءِ الفهمِ والإدراكِ
قدْ آنَ الإيابُ
وآنَ أنْ تمشي إليكِ سريعةً
سحــبُ السّــــــماءِ
بغيثها الهَطـِلِ ..


اليومُ يومُكِ
كيْ تدورَ الشّمسُ حولكِ
قدْ غدوتِ أميرةً
فخذي سناكِ مِنَ الثّريـّا والضّيا
واللؤلؤَ المنــثورَ
منْ زُحَـلِ ..


إنّي أراكِ
كما الحوارياتِ في ظلِّ النّخيلِ
أرى جـــنانَ الخـُــلدِ فــــي
صفحاتِ خدّكِ زهــــرةً
والعاشـــقونَ لشــــمّها
عبروا بحارَ الحبِّ
فـي عـَـجـَلِ ..


والسّابقونَ السّابقونَ
منَ الذينَ تقدّموا في العشقِ
أيـّـتها الجـمـّيلةُ في النّعيمِ
يضمّهمْ كالأمِّ
كوثــرُكِ الطّهورِ
وأنهرُ العسلِ ..


هوَ ذا شُعاعُ النّورِ
يقبعُ خلفَ أبوابِ المدينةِ
حاملًا حلمَ الصّباحِ
وباقةَ الأملِ ..


بضعُ الدّقائقِ
في حقيباتِ الزّمانِ خفيفةٌ
وكلمحةٍ في سالفِ الأيامِ بلْ
وكـــحصوةٍ في
قمّةِ الجـّبلِ ..


بضعُ الدّقائقِ
بعدها ستُـفَتــّـحُ الأبوابُ
تدخلها خيوطُ الشّمسِ
تحملها دموعُ الذّكرياتِ
وجمرُها المخبوءُ منذُ
خـُـروجها مـــنْ
دفترِ الأزلِ ..


ولسوفَ تأتيكِ
البلابلُ منْ منافي العمرِ
تصـــدحُ بالنــّـشيدِ
بصوتِ مُبتهلِ ..


ويعودُ في الفجرِ الحبيبُ
مُقــَـبـّـلًا منْ تحتِ قدميكِ التّرابَ
ووجنتيكِ فزغردي وتهيّئي
سلوانُ للأعيادِ والأفراحِ
قومي استقبلي خدَّ الحبيب
وسائرَ العُشاقِ
بالقـُـبلِ ...
...


بقلم:
مهندس رفعت زيتون
22-10-2010
القدس
.

رفعت زيتون
15-11-2010, 06:54 PM
لا عيدَ لطفلٍ في الصّحراء




لا عيدَ لطفلٍ
يسكنُ قلبَ الخوفِ
ويسكنـُـهُ الخوفُ
نفتــْـهُ الجنـّـةُ
للصّحراءْ.


وحيداً كانَ
بدونِ نبيّ يدعو
أفئدةَ النـّـاسِ
لتمنعَ عنهُ اللـّفحَ الخارجَ ملتهباً
منْ ثغرِ الرّيحِ ....
عجيبٌ هذا الموقفُ
أنّ غريباً ينتظرُ الرّحمةَ
منْ غرباءْ.


ويطولُ الوقتُ
ولا غرباءَ وقافلةً
تخرجهُ منْ جبِّ الخوفِ ...
ولا قبساً يؤنسُ وحشةَ منْ فقدَ النـّورَ وعينيهِ ...
لا موجاً يأتي يحملهُ
منْ بطنِ العتم ِ
ليقذفهُ للشاطئ عندَ بزوغِ الفجرِ...
وينتبهُ الطـّـفلُ
يرى في الأفقِ الغصنَ الأخضرَ مصلوباً
والورقُ تناثرَ في الأجواءْ...


يمتدُّ العتمُ
لينخرَ فيهِ العظمَ يفتـّـتهُ
ويمدُّ الليلُ جناحيه
فيطولُ كثيراً منْ جنبيهِ
بدونِ الأملِ بأنْ تـُقرضهُ الشمسُ صباحاً فيهِ الدّفءُ
وتأكلُ أضراسُ البردِ سطوحَ الجلدِ تمزّقهُ
فيفيضُ الدّمعُ
يبلـّـلُ وجهَ الحلمِ
فيوقنُ هذا الطـِّـفلُ
بأنَّ الحلمَ يسيرُ
إلى هاويةِ الموتِ
بوادٍ لمْ يعرفهُ الماءْ.


تشتدُّ الريحُ
تثيرُ جبالَ الرّملِ الغاشمِ
يصبحُ شيئاً مثلَ الماردِ
يعلو الأرضَ يدوّي
يحملُ حمماً يرسلُ جمراً
ينتبهُ الطفلُ إلى الجّـهةِ الأخرى
يسمعُ صوتَ الغصنِ الأخضرِ يصرخُ
" يا ولدي .......
لا عيدَ لطفلٍ منسيٍّ منفيًّ
خلفَ حدودِ الشّـمسِ
بدونِ أبيهِ
ويا ولدي ........
لا عيدَ لطفلٍ عاري الظهرِ
على كتفيه ينامُ الهمُّ بكلِّ مساءٍ
والحزنُ اتـّخذ منَ الأجفانِ مكاناً لإقامتهِ
يا ولدي ........
لا عيدَ لطفلٍ تاهَ غريباً
في الصّحراءْ !!! "
------


بقلم: رفعت زيتون
عيد الأضحى 2009
..

رفعت زيتون
17-11-2010, 06:45 PM
.



همسة بمناسبة عودتها بالسلامة



وبمناسبةِ العيد إلى سيدة المكان


الأخت الغالية التي لم تنسني في العيد


ربيحة رفاعي


..


يا ألف نجم


قدْ أضاءَ بليلتي


لمّا عبرتِ ربيحة


غطــّوا سمائي

بالسّرورْ

بلْ ألفَ زهرةِ


نرجسٍ أهدتْ إليَّ عبيرها


وتقدّمتْ في

كلَّ أنواعِ العطور


يا أختَ قلبي


كيف تكتبكِ الحروفُ


وأينَ ذيــّــاكَ المدادُ



وأينـَها تلكَ



السّطور


يا نهرَ ودٍّ



قدْ تسارعَ خيرُهُ



موجـًا رقيقـًا مدّ بالحبّ



البـُــحورْ

أنتِ انتصارٌ


للمودّة والأصالةِ

في زمانِ الهدمِ فـــــــي


وطنِ التّـــردّي والهزيمةِ

أنتِ عنوانُ الوفاءِ وأنتِ


للخيرِ الجــّــذورْ


يا بنتَ تربِ القدسِ

قدْ نلتِ القداسةَ بالوراثةِ

مثلما نلتِ الضّياءَ منَ

الكواكبِ وانسكبتِ


منَ البدورْ

لا تنحني

لعواصفِ الأيامِ إنْ هبّتْ

ولا همِّ السّنينِ ولا

ولا لطعناتِ

الدّهورْ

مـُـرّي ربيحةُ فوقِ



أوجاعِ اغترابِ النـّـّفسِ

في دربِ الصّعابِ

وحطّمي فيها

الصّخورْ

وخذي مكانكِ

في القلوبِ أخيّتي ,

للعرشِ تحملكِ الرُّموشُ

مليكةً , سيري تحــُــفـُّــكِ


كلُّ أضلاعِ الصدورْ

وهناك نرفعُ

بالدعاءِ أكفـــَّـنا راجينَ

ربَّ النـّـاسِ دومًا أنْ يمُـنَّ


بفضلهِ ويقــــيكِ منْ

شرِّ الشّرورْ .



..



بقلم : مهندس رفعت زيتون


عيد الأضحى 2010


القدس

رفعت زيتون
25-11-2010, 08:13 PM
يا طبيبي ( في عيادة طبيب الأسنان)
بقلم: مهندس رفعت زيتون
عند طبيب الأسنان
25 \ 11 \2010

كُنْ يا طبيبًا مثلَ أمــّيَ حانيًا = منْ هولٍ خوفٍ قدْ عقدَتَ لسانيا

وتقولُ لا تخشَ السّـكاكينَ التي = ستريقُ سيلًا منْ دمائكَ قانيا

لمَعَتْ أمامي فانتفضّـتُّ ولمْ تزلْ = عينايَ ترجفُ مذْ رأيتكَ دانيا

وفقدتُ رشدي عندَ أولِ هاجسٍ = وأضعتُ عقلي إذْ ذكرتُ الثـّانيا

ونسيتُ أنّي للبـــــناءِ مهندسٌ = وحسبتُ نفسي في الصّراخِ مغنّيا

وأمرتــــني بالعـــدّ حتّى عشرةٍ = (وأظــنُّ أنّي ما بلغتُ ثمـــانيا)

فاثّاقلتْ شفتايَ منْ خـــدرٍ ومنْ = رهَبِ المكانِ ظننتُ نفسي فانيا

أحسستُ أنَّ الرأسَ منّي في السّما= ومواطئَ الأقدامِ دُسْـنَ عنانيا

برقـَـتْ عيونـُــكَ عندها وكجمرةٍ = حرقتْ هدوئي وانتهتْ بأمانيا

وأخذتَ تُدخلُ كلَّ غيظكَ في فمي =رحماكَ حسبي أنْ كرهتُ زمانيا

كيفَ اقتربتُ منَ الشّباكِ فصدتّني = بلْ أيُّ حظٍّ في البحارِ رمانيا

قدْ كنتُ قبلكَ في حيـــــاتي قيصرًا = والعيشُ دونَ أداةِ وخـزكَ هانيا

حتّى أتيتكَ ويحَ ضرسي ما صنعتُ = فـــقدْ أضعتُ بزلّتي سلطانيا

هذي ظنــوني إذْ مكثتُ بغــــــرفةٍ = للإنتـظــــارِ وكانَ ذا شيطانيا

منْ وهمِ نفسٍ إنْ تمكّــــنَ منْ فتى =أضحى كوحشٍ للمصـــــائبِ بانيا

يا منْ غدوتَ أسيرَ وهــــمٍ قاتلٍ =أخرجْ إلــــــيهِ ولا تكنْ متوانيا

فإذا هـُزمتَ فتلكَ كــبوةُ فارسٍ = وإنِ انتصــرتَ تكنُ لخيركَ جانيا

لا لنْ يصيبكَ في الحياةِ سوى الذي = كتـــــبَ الإلهُ وذا غدا إيمانيا

..
( كتبتها بعد ذهابي لطبيب الأسنان الدكتور عصام عبدالله فنشه
وكيف كانت مخاوفي قبله
وكيف استطاع أن يبددها بيديه الرائعتين فله أهدي كلماتي)
ملاحظة: أعتذر عن عيب القافية في كلمة مغنيا ولكنها كانت
الأنسب للفكرة )

.

رفعت زيتون
17-12-2010, 03:44 PM
منْ بينِ قطراتِ المطر

.
منْ بينِ قطراتِ المطرْ
عبرتْ صورْ

حملتْ أنينًا
منْ منافي الذّكرياتِ
وصدرِ نيسانَ الحزينِ
وقدْ تملّكهُ الضّجرْ

وكمثلِ طوفانٍ شديدٍ
هزَّ جدرانَ السّكونِ
أتى ليبكي فوقَ أطلالِ الودادِ
ويذكرَ الماضي البعيدَ
وقدْ بدا متوسّلًا
مستأنفًا حكمَ القدرْ

منْ بينِ قطراتِ المطرْ
تمتدُّ أيدٍ بالدّعاءِ وأعينٌ بالدّمعِ
فاضتْ والرّجاءِ , تدقُّ أبوابَ النّدى
والرأسُ عجّتْ بالحكايا
والفِكــــــرْ

يا أيّها الطـّـلُّ استمعْ
لحكايةِ الأسرابِ في عرضِ السّماءِ
تهجّرتْ عنْ عـُـشـِّها واقرأ عليها
كلَّ آياتِ التّصبُرِ في كتابِ الله
واذكرْ ما عـــــرفتَ
منَ العبرْ

يا أيّها الطـّـلُّ الذي
قدْ ضلَّ عنْ دربِ الحنينْ
نحنُ انتظارُ الجـّائعينَ
لكسرةٍ منْ
خبزِ تربٍ قدْ تفتَّتَ قلبهُ قبلَ النّدى
نحنُ اصفرارُ الياسمينْ
نحنُ الغصونُ الذابلاتُ وموتُها
نحنُ الذين يحبّنا تعبُ الطـّريقِ وصخرهُ
ونحبُّ وعثاءَ السّفرْ

إنزلْ علينا
في السّكينةِ والأمانِ تودّدا
واغسلْ بكفــّـكِ ما مضى
دعنا نعودُ إلى ابتساماتِ الغروبِ
إلى المساءِ وأهلهِ
تــُـقنا لليلٍ فيهِ
يحملنا القمرْ

ما أجملَ الغيثَ الرّقيقَ
على الوجوهِ اليابساتِ
يفتِّحُ الرّيحانَ فيها بعدَ طولِ تقشّفٍ
تغدو كأحلى ضحكةٍ
تبدو كتاجٍ قدْ
ترصّعَ بالدَررْ

كنّا وكانوا
والحياةُ تبدّلتْ أيّامها
كمْ كانتْ الدّنيا نقيٌّ قلبُها
والنـّاسُ أشبهُ بالعصافيرِ الجّميلةِ
ويلنا ماذا جرى
كيفَ انتهى عصرُ البشرْ

بلْ كيفَ أصبحنا
صقورًا جارحينَ بلا هدى
في الجـّوعِ نأكلُ بعضنا
أينَ المحبّة بيننا
أينَ البصيرةُ والنّظرْ

أينَ المساحاتُ الفسيحةُ
والقلوبُ وأيننا
أينَ التّغني للحبيبةِ
عندَ ساعاتِ الأصيلِ
وفي الليالي العاشقاتِ وأينها
تلكَ النّجومُ وأينَ
ساعاتُ السّحرْ

كيفَ القلوبُ تحجّرتْ
خلفَ الضّلوعِ وأقفرتْ
كيفَ القساوةُ قدْ تمكنَ صخرها منّا
فلمْ تــُـبقِ ابتسامًا في الوجوهِ
ولمْ تــَـذَرْ

واللهِ تــُـقنا للرّبيعِ
وصوتِ بلبلهِ الـّذي
إنْ ما تغنـّى في الصـّباحِ
تمايلتْ كلُّ النّسائمِ
دونَ لحنٍ أوْ وترْ

هيّا بخيركَ
أيُّها الغيثُ الكريمُ لأرضنا
واملأ كؤوس النـّاسِ منْ حبِّ الغيومِ
وهاتها كأسًا بماءٍ كوثرٍ
وأعدْ إلينا ما فقدنا في السّرابِ
أعدْ وُريقاتِ النّضارةِ للغصونِ بروضنا
واطبعْ منَ القبلاتِ حولَ شفاهها
يا أيّها الغيثُ الودودُ
إذا مررتَ بليلةٍ
أعدِ المسرّةَ للشّجرْ
..
بقلم: مهندس رفعت زيتون
16 \ 12 \ 2010
القدس

رفعت زيتون
23-12-2010, 11:46 PM
.
أصغيرتي .. أهوَ الهوى
..

أصغيرتي
أهوَ الهوى
أمْ أنـّه شيءٌ جديدْ ..؟

أصغيرتي
أشكو ويشكوني النّوى
والحلمُ في عمري بعيدْ

أدري بأنـّي
طائشٌ بمحبـّتي
لأميرة ٍ كالبدرِ في عمرِ الورودْ

أدري بأنـّي
قد تجاوزتُ الأصولَ
وخنتـُـها
لا تعجبي
هذا لأنـّي لستُ نجماً خانعاً
يرضى الأفولَ
وأنـّـني متمردٌ ضدّ انتشارِ الشّيب
رغمَ هجومهِ
ولأنـّني رجل عنيدْ

مثلُ الصّخور بحمقها
لا أنحني بلْ لا ألينُ
وإنْ عشقتُ
فإنَّ عشقي منْ وريدي للوريدْ

وبأنَّ قلبي كالتـّرابِ مخلخلٌ
لا يرتوي إنْ أمطرتْ سحبُ السّماءِ
فإنـّه في الحبِّ يطمعُ في المزيدْ

يا أيـّها الطـّيفُ البعيدِ
كأنـّـني بالأمسِ
كانتْ صحوتي وولادتي
وشعرتُ أنـّي قدْ ملكتُ
صغيرتي كلّ الوجودِ .

وشعرتُ أنـّي قدْ صعدتُ أميرتي
نحوَ الفضاءِ مراقصًا كلَّ النـّجومِ
فألبستني سندسَ الأثوابِ
في عيدٍ سعيدْ

يا زهرةَ العمرِالجـّديدِ
وعطرَهُ ورحيقَهُ وأريجَـهُ
وسحابة الغيثِ التي
جاءتْ ْلتروي
رملَ صحرائي وأوراقي
وأمنيتي وأمسيتي
يا لحظة
غمرتْ حياتي كلـّها
واستوطنتْ عمري أنا
يا حبـّةً مثلَ النـّدى تندي المدى
تكفي الأنامَ سقايةً
يا قطرةً لا تنتهي
عطشي أنا لا ينتهي
ومصيبتي ظمئي الشّديدْ

أصغيرتي هذا أنا
وهْـمٌ أنا ..
شيئ أنا منْ غير ظلّ
ربـّما يأتي مخاضُ الحلمِ يوماً
ربّما أصحو على فجرٍ جديدْ

وبعدها يا زهرتي
إنْ ما بقيتِ بكوكبي
سأغيّر الألوانَ في نفسي
لتصبحَ جنـّـةً نحيا بها
سأزوّر التـّـاريخَ دونَ تردّدٍ
كيْ لا تموتَ سنابلي
يا دميتي ولربـّما إذْ ذاك
أغدو كالبلابل في السّما
لا تستجيبُ لحاجزٍ
وتودُّها كلُّ الحدودْ

أصغيرتي
هذا أنا .. طفلٌ
وإنّ محبـّتي بستانُ زهرٍ مونقٍ
متراقصٍ يشتاقُ نورَالشـّـمسِ
يأتي دافئاً كيْ ما يقبـّـلَ وجهَ أحلامي
العظيمةِ والقديمةِ والغريبةِ
ليتهُ لوْ يستجيبُ المستحيلُ لليلةٍ
بلْ لوْ يعودُ بيَ الزّمانُ
إلى الصـّـبا , لوْ تصبحينَ قصيدتي
أوْ تقرئينَ صبابتي ....
لوْ تصبحينَ كما أريدْ

..


بقلم:
مهندس رفعت زيتون
20/9/2009
(من قديمي)
.

رفعت زيتون
02-01-2011, 02:54 PM
.

يا قدسُ صبرًا
.

يا قدسُ صبرًا سيعلو وجهُهُ القمرُ = فوقَ المآذنِ ثمَّ العتمُ يندحرُ
وسوفَ تولدُ عندَ الفجرِ زهرتـُـنا = وفي المساءِ سيشدو فرحَـنا الوترُ
يا قدسُ ظنّوا بأنَّ الأرضَ قدْ أكلتْ = ومزّقتها ضروسُ الحقدِ والجـُّـدُرُ
ظنّوا وخابوا وإنَّ الصّبحَ موعدُهمْ= والصّبحُ باتَ قريبًا دونكِ العبـَـرُ
فكمْ توالى عليكِ القاسطونَ وكمْ = عاثَ البُغاةُ فسادًا كمْ رأى البصرُ؟
هذي الكنيسةُ تبكي ذلّ صخرتها = وسورُ مسرى رسولِ الله يحتضرُ
يا دهرُ إنّا شربنا الكأس ممتلئاً = مُرّاً وَقَد نالَ منْ أحلامنا السَّكـَـرُ
والظّلمُ فيكَ توالى حولَ بسمتنا = فهلْ بيومٍ لسانُ الظّلمِ يعتذرُ
نحنُ الذين خُطِفنا منْ طفولتنا = ثمَّ اشترانا ترابُ القبرِ والحَجَرُ
لغيرنا الحظّ يسعى دونَ مسألةٍ = بالودّ يُـقبلُ كالشّلال ينهمرُ
ونحنُ في كلـَحٍ والحبُّ يُخطئـنا = نؤتيهِ وجْهًا فيأبى وجهـَـنا الدّبـُـرُ
كُرهاً سقانا كغيثٍ دونما سُحُبٍ = إنْ كانَ ذا غيثـُـنا لا جاءَنا المطرُ
عشنا الهوانَ وضرسُ الصّبرِ ينهشنا = أتى علينا فلا لحمٌ فنصطبرُ
وأعينُ الفقدِ والإنكارِ ترصدنا = والدّاءُ والفقرُ والحرمانُ والقترُ
أقرَّنا الهمُّ في كابوسِ جَمرتِهِ = إنْ غابَ عنـّا سعيرٌ أقبلتْ سقرُ
وإنْ بيومٍ هزمنا الفقرَ نُغضِبُهُ = فيبتلينا لأعوامٍ ونفتقرُ
ويهلكُ الحزنُ أحلامًا نعيش لها = ولكنِ الخوفَ يقربنا فينكسرُ
في العزّ نرفلُ حتّى في مقابرنا = يهابـُـنا الموتُ إذْ يدنو وينتحرُ
يا قدسُ وحدي وفي الأسفارِ مثقلةٌ = خطايَ قدْ ملّها التّرحالُ والسّفرُ
وأنتِ مجدي وتاريخٌ أناخَ به = عيرُ البُغاةِ وفيهِ استوقِدَ الغَرَرُ
وأنا ابنُ همِّكِ لا فرحٌ ألوذُ بِهِ = ولا سرورٌ يلاقيني فأدّخرُ
ستّونَ عُمراً وأوراقي مبعثرةٌ = في كلِّ عاصمةٍ والكلُّ يتـَّجِرُ
ستّونَ جُرحًا ألمْ تكفي على جسدي = حتّى امتزجتِ بجسمي أيّها الحُبرُ
مُسَهَّدُ الجفنِ محبوسٌ بغربتِهِ= وأنكرتني تميمٌ واعتدتْ مُضَرُ
في ذاتِ ذكرى تراءَى الطّيفُ في خلدي = وداهمتني فلولُ الشّوقِ والصّوَرُ
شدّ الرحالَ فؤادي عاشقاً ولهاً = إلى عيونِكِ ثمَّ السّمعُ والبصَرُ
والرّوحُ والنّفسُ منْ أشواقِها انطلقتْ = عندَ النّداءِ فما هانوا وما انتظروا
حتّى دخلتُ لآآآهٍ لستُ افهمها = فيها الضّرارُ يشقُّ الصّدرَ والضّرَرُ
بينَ الأزقـّةِ أمشي في مواجعها = وكانَ يمشي قـُبيلي فيهمُ الجُسُرُ
أعاتبُ الشّمسَ عنْ تقصيرها خجلاً = فلا تُجيبُ ولا يأتي لها خبَرُ
واسألُ الخيلَ عنْ نصرٍ فتسألني = ماذا ستفعلُ دونَ الفارسِ المُهرُ
فأفقدُ الوعيَ أغدو دونَ بوصلتي = وأركبُ البحرَ لا ترضى بيَ الجُزُرُ
أعودُ أبحثُ عنْ نفسي وعنْ عبثٍ = أقلـّبُ الكونَ ألقاها فتندثرُ
أبقى هناكَ على أطرافِ ذاكرتي = أرجو العبورَ على الأبوابِ أنتظرُ
فهلْ سأدخلُ منْ أبوابِها مُدني = وهلْ بيومٍ غيومُ النّحسِ تنحسرُ؟
يا أمّةً منْ خِلالِ العتمِ أسألكمْ = عنْ ماءِ وجهٍ وعنْ أسيافكمْ كفروا
ماذا دهاكمْ ألمْ يأنِ المسيرُ ولمْ = يصحُ السّلاحُ ألمْ تنهاكمُ النـُّـذرُ
يا دهرُ إنّا لحكمِ الله ذلـّـتُـنا = طوعًا وكرهًا وسوفَ الحقُّ ينتصـِرُ
يا دهرُ ضاقتْ بنا الدّنيا وما انفرجتْ = وجفَّ في أحلامِنا الينبوعُ والنَّهـَرُ
جئناكَ نحملُ منْ آمالنا جَبلاً =وضعفَ ذلكَ منْ آلامنا ظهروا
جئناكَ نطرقُ بابَ العدلِ يُنصفنا = فافتحْ كتابكَ واحكمْ أيّها القدَرُ


..
بقلم : المهندس ( رفعت زيتون )
القدس
1\1\2011

.

رفعت زيتون
14-01-2011, 04:54 PM
..
في تونسِ الخضراءِ تشتعلُ الحياة
.
.

حَمَلوا الحياةَ
على النـُّـعوشِ وردّدوا
فلتسقطِ الأوهامْ

ومضوا يُضيئونَ الشّموعَ
لكيْ يعودَ الفجرُ في وجهِ الجّياعِ
وتسطعَ الأحلامْ

سلكوا طريقَ الشّمسِ
دقّوا بابها
رغمَ انكسار الضُّوءِ
في دربِ الظـّلامْ

وهناكَ خلفَ الليلِ
ينتظرُ الصّباحُ شروقهمْ
ويقولُ للعشّاقِ :
هيّا يا رفاقُ تقدّموا ..
هذي الدّقيقةُ في موازينِ التّغيُّرِ
قدْ تساوي ألفَ عامْ

هيّا رفاقَ الغربةِ الملعونةِ
انتهتْ الحكايةُ فلتعدْ
كلُّ الطـّـيورِ منَ المنافي
إنّها ( الخضراءُ)
تنتظرُ الغمامْ

وهناكَ تشتعلُ الحياةُ ,
سراجُها أملٌ وأطنانُ الرّؤى
تمتدُّ حتّى للدّهاليزِ القريبةِ والبعيدةِ
والرّياحُ الآنَ تعصفُ بالخيامْ

تتدحرجُ الكرةُ الفقيرةُ
تعتلي درجَ المآذنِ
حانَ وقتُ النّورِ يصدحُ بالأذانِ
مردّدًا أنْ حيِّ حيِّ
على القيامْ.
.
بقلم : مهندس رفعت زيتون
القدس \ تونس
14\1\2011

رفعت زيتون
19-01-2011, 10:51 PM
..

قمْ يا محمّدُ ... إلى روحِ محمّد بوعزيز ورفاقه

..


الآنَ بعدَ الإنتقالِ
إلى سهولِ النّخلِ والرّمانِ
في المدنِ البعيدةِ والغريبهْ

تتبدّدُ الأوهامُ والأسرارُ
تبدو كلّها الأشياءُ أقربَ للحقيقةِ
إنّها مدنٌ عجيبهْ

فهناكَ في الأبديّةِ
الحُكّامُ أكثرُ رحمةً
ويَـعوُنَ أنَّ الأقحوانةَ لمْ تجدْ بـُـدًا
منَ التّرحالِ للمجهولِ
تحملها الحقيبهْ

وهناكَ خلفَ الوقتِ
يستمعُ القضاةُ لصوتِ أفواهِ الأنينْ ..
ويعذرونَ الخاطئينْ ..
وكلَّ أمنيةٍ قريبهْ

وهناكَ ميلُ القلبِ للفقراءِ شبهُ مؤكّدٍ
والسّلطةُ العليا تحبُّ الياسمينَ
فلا تخفْ , قمْ يا محمّدُ , سلْ هنالكَ
ما تريدُ فقدْ مضى عهدُ
القوانينِ المريبهْ

واسألْ عنِ الأقمارِ والأجداثِ
كيفَ توحّدتْ فيها المصائرُ في بطونِ الأرضِ
بلْ وبأيِّ ذنبٍ أُطفئتْ كلُّ المصابيحِ المضيئةُ في العيونِ ..؟
منِ الذي قدْ أرسلَ الأحلامَ خلفَ الشّمسِ
غابتْ في كوابيسٍ رهيبهْ..؟

قمْ يا محمّد عندما
يطوي الظّلامُ جناحهُ
واروِ الحكايةَ منْ جديدٍ
عنْ خسوف البدرِ في ريعانهِ
إذْ أخلفَ الميعادَ , لمْ يأتِ الحبيبهْ

واقصص عليهمْ منْ أساطيرِ الخلودِ
وكيفَ أنَّ الحبَّ مَـسَّكَ فجأةً
فأثرتَ نقعَ الشّوقِ تهفو
نحوَ عينيها الكئيبهْ

واحذرْ علاماتِ السّؤالِ
عنِ الحقيقةِ في نموِّ القمحِ في حقلِ الخليفةِ
دونَ تلقيحِ الرّياحِ , كأنهُ فعلُ السّفاحِ ,
فإنْ ألحّتْ في السّؤالِ فقلْ كفى
يا نفسُ لا .. وكفاكِ تضليلًا وريبهْ

لكنّهُ يأبى التّساؤلُ أنْ ينامَ
فيوقظُ الأفكارَ جيشًا كلّما يغفو فريقٌ
للوغى تصحو كتيبهْ

ويقولُ دونَ إجابةٍ
هلْ كانَ موتُ الأقحوانِ ضرورةً
حتّى يعودَ الفجرُ منْ منفاهُ
للأرضِ السّليبهْ

أمْ كانَ للأقدارِ دورٌ في النّهايةِ
فانتهتْ في البحرِ يحملُها جنونُ الماءِ
سارتْ فوقَ أمواجٍ مريبهْ

ربّاهُ ما أقسى الحقيقةَ
إنْ تجلّتْ كالنّهارِ صريحةً
إذْ ذاكَ ندركُ أنّهُ تتقصّفُ الأزهارُ
إنْ غابتْ تراتيلُ العدالةِ
عنْ أناشيدِ الصّباحِ المدرسيّةِ ,
تصبحُ الطّرقاتُ سوقًا للنّخاسةِ
والطّفولةُ قدْ تشيخُ على
الممراتِ العصيبهْ

لا طبَّ ينفعُ عندها نضطّرُّ للكيِّ
اتقاءَ الدّاءِ ثمَّ الكيِّ ثمَّ الموتِ ,
كيفَ النـّارُ تمسي رغمَ قسوتها طبيبهْ

ربّاهُ ما أقسى الحقيقةَ
إنْ أتى يومٌ على الطّوفانِ يخشى فيهِ من ثغرِ السّفينةِ
أوْ يصيدُ الفأرُ ليثًا في الصّحاري
تلكَ إنْ حدثتْ ستغدو هذه الدّنيا
جحيمًا كلُّ ما فيها مصيبهْ

..

بقلم : مهندس رفعت زيتون
القدس في 19 \ 1 \ 2011
..

رفعت زيتون
25-01-2011, 01:09 AM
.
أسألـُـني
كيفَ دنوتُ لبحرِكِ
دونَ طريقٍ تحملني ؟
بلْ كيفَ وصلتُ إلى
الشـُّـطآنْ ؟

ولماذا حينَ وصلتُ
وجدتُ الزُّرقةَ في عينيكِ
تخطـّـتْ في الحسنِ
الألوانْ ؟

ووجدتُ مساحات ٍ
خضراءَ تحيطُ شفاهكِ
كالبستانْ ؟

والعطرُ
احتلَّ مساماتي ،
أعبيرُكِ هذا فاتنتي
أم بعضٌ من عطرِ
الرّيحانْ ؟


ولماذا ألـْـمَحُ
وجهكِ بينَ الماءِ
يموجُ يموجُ
فأنسى البحرَ وأنسى الرّملَ
وأنكِرُ رقصاتِ المُرجانْ ؟


وأراكِ شـُـروقًا
طولَ اليومِ
وشمسًا تضحكُ طولَ العامِ
بـِـوجهٍ منْ صُنعِ الرّحمنْ ؟

فأينَ الظـّـلُّ تبعثرَ حولي ؟
أينَ الأرضُ تلاشتْ حتّى
منْ تحتيِ ..بلْ غابتْ
في بطنِ الأكوانْ ؟

وهنالكَ أُصـْـبحُ
مثلَ الطـّيرِ يشقُّ الغيمَ
فأنـّى ذلكَ دونَ الرّيشِ ؟
وأنّى ذاكَ بلا أجنحةٍ وهواءٍ ؟
كالبلبلِ يعشقهُ الطّيرانْ

فأطيرُ أطيرُ
وإنْ أضناني الشّوقُ
أحـُـطُّ على كتفيكِ
وفوقَ الخدِّ
هناكَ الشـَّعرُ
كما الأغصانْ

فمنْ علّمني لغةَ العشقِ سوى عينيكِ ؟
ومنْ ألهمني الحرفَ التــّاسعَ والعشرينِ
سوى عينيكِ ؟
ومنْ ألهبني كالبركانْ ..؟

..بقلم المهندس: رفعت زيتون
القدس
25 \ 1 \2011

.

رفعت زيتون
25-01-2011, 08:55 PM
.
قصيدة كتبتها للتو ردّا على موضوع للاديبة الرائعة زهراء المقدسية
تبادرت إلى ذهني بعد قراءة موضوعها اللطيف في الاستراحة.
..



كالمستطيلِ غدا هــــواهُ مُوجعا=قدْ ضاقَ حولي ثمّ صارَ مربّعا
..=
فسقطتُّ في مخروطِ همّي طارحًا=منّي التّكاملَ والتـّفاضلُ ضُيَّــعا
..=
وجمعتُ أضلاعَ المعينِ وجدّته=صفرًا فكيفَ بدا المُحيط مضلّعا
..=
مجموعةُ الأعدادِ خرّ مقامها=والبسطُ منها في الخيالِ توزّعا
..=
والجّذرُ قدْ فقدَ التّوازنَ برهةً=وأتى إلى أسِّ الصّحيحِ مُودّعا
..=
علمُ الرّياضياتِ منْ ألمِ النّوى=صخرٌ شديدٌ في البعادِ تصدّعا
..=
يا لائمي في الحبّ كنتَ محايدًا=في زمرةِ الأعدادِ قدْ عشتمْ معا
..=
فلما جعلتَ الكسرَ يكسو أعيني=يا سادس الأخماس خنتَ الأدمعا
..=
وقسمتَ ظهري في المعادلةِ التي=فيها التّوازنُ في الجّحودِ تخلّعا
..=
فارجعْ إلى ربطِ الدّوائرِ بيننا=يا صاحبي كانَ التَّقاطعُ أنفعا

.

بقلم المهندس رفعت زيتون
القدس \ 25 \ 1 \2011

رفعت زيتون
31-01-2011, 11:42 PM
..

.

موسى عصاكَ البحرُ فاضربْ ظهرَهُ
..


مُوسَى عَصاكَ البَحْرُ فاضْرِبْ ظَهْرَهُ = بِعَصاكَ وَافْتَحْ للمَسَرَّةِ جَدْوَلا
طَهِّرْ مِياهَ النِّيلِ مِنْ دَنَسٍ وَمِنْ = فِرعَوْنَ قَدْ حَبَسَ العَنانَ وَقَدْ عَلا
واهْطُلْ عَلى الطّاغوتِ سَيْلًا جَارِفًا = أسْرِعْ فَكَمْ جَيْشُ الخَلاصِ تَأَجَّلا
قَدْ آنَ أنْ يَلْقى البَغِيُّ مَصِيرَهُ = والقَبْرُ يَغْدُو للرَّمِيمِ المَنْزِلا
قَدْ آنَ أَنْ يأْتي الفَضاءُ مُبَشِّرًا = بالخَيْرِ يُرْسِلُ بِالسَّحابِ مُعَسَّلا
كمْ أثْخَنَ الفُسَّادُ فِيها كيْدَهُمْ = وَالحَقُّ كانَ كَما الأسِيرِ مُكَبَّلا
مِصْرُ العُرُوبَةِ أَيْنَ ضاعَ نَعِيمُها = بَلْ كَيْفَ للأغْرابِ كَيفَ تَحَوَّلا.؟
(أعَلى بَلابِلِها يَكُونُ مُحَرَّمَا = وَيَكُونُ للبُومِ الغَريبِ مُحَلـَّلا .؟)
أهْرَامُها فِي الجُّوعِ يَطْوي لَيْلَهُ =خُوفو بَدا مِنْ فَقْرِهِ مُتَسَوّلا
مُوسَى تَوَلَّ الجّائِعينَ وجُوعَهُمْ = وخُذِ الزّمَامَ مُكَبِّرًا وَمُهَلـِّـلا
لا وَقْتَ يَسْمَحُ بالتَّرَدُّدِ والهَوَى = أسْرِعْ بِها لا وَقْتَ كَيْ تَتَمَهَّلا
وادْخُلْ كَما البُرْكانِ جَمْرَةَ رافِضٍ = للذُّلِّ كُنْ للظّالِمينَ مُزَلْزِلا
أبْطِلْ صَنيعَ السِّحْرِ فُكَّ تَميمَهُ = والْقـَـفْ حِبَالَ الإفْكِ واقْرأْ أوَّلا
سُوَرًا مِنَ التَنْزيلِ تَثْبيتًا لَنا = وادْعُ الإلهَ تَضَرُّعًا وَتَبَتُّلا
كُنْ للخَلاصِ مِنَ المَذَلَّةِ سَاعِدًا = كُنْ للعَدالَةِ والرَّخاءِ المَفْصِلا
وَاقْرَعْ سِماكَ النُّورِ وَاطْرُقْ بابَهُ = وارْسُمْ مِنَ الإصْباحِ وَجْهًا أمْثـَلا
هَذا أوَانُ النُّورِ خُذْ بِنُجومِهِ =لِجُفونِ أعمى بِالظَّلامِ تَكَحَّلا
لا تَخْشَ ضَيْمَ المُسْتَبِدِّ وَحَيْفَهُ = إنْ قالَ لا للجائِعينَ فـَقُـلْ بَلى
واستَلـْـئِمِ السَّيْفَ الّذي فِيمَا مَضَى = ما أخْلَفَ الوَعْدَ الشَّريفَ وما قَلى
مُوسَى دَعَوْنا اللهَ عَلَّ دُعاءَنا = أَنْ يُسْتَجابَ مِنَ الإلهِ تَفَضُّلا
مَنْ ذا سِواهُ نَصيرُنا وَكَفيلُنا = مَنْ غَيْرُهُ للحَالِ كانَ مُبَدِّلا .؟
..
بقلم : المهندس رفعت زيتون
31 \1\\2011
القدس \ القاهره
.......

رفعت زيتون
03-02-2011, 12:04 AM
بِالحُبِّ تَخْبُو النَّار يا دِهْقَانْ

.
فِي القَصْرِ
كَانَ تَزاحُمُ الطُّغْيانْ ,

ذاتُ المَقاعِدِ مُنْذُ أَنْ
نَجَتِ السَّفينَةُ مِنْ فَمِ الطُّوُفَانْ ,

كُلُّ الوُجُوهِ هُناكَ
كانَتْ وَاجِمَهْ .

في حَضْرَةِ الخَوْفِ الشَّديدِ
تَسَاءَلَ الدِّهْقانْ ..!

مَنْ حَرَّكَ الطـُّوفانَ ثانِيَةً..؟
مَن أَشْعَلَ البُرْكانْ ..؟

منْ فَتـَّحَ الأَجْفَانَ لَيْـلاً
في العُيُونِ النَّائِمَهْ ..؟

مَنْ أَجَّجَ الكُرْهَ
الذي قَدْ شَبَّ في النِّيرَانْ..؟
مَنْ ذَكــَّرَ الجُّيّاعَ بِالأَطْباقِ
في رَمَضَانْ ..؟

مَدَّ المَوائِدَ
في البُطُونِ الصَّائِمَة..!

وَلِمَا صَغِيرُ الرِّيحِ
كَشَّرَ فَجْأَةً عَنْ نَابِهِ,
وَتَغَيَّظَتْ زَفرَاتُهُ جَمْرًا
عَلى البُهْتانْ..؟

فاسْتَلَ سَيْفَ الصَّحْوَةِ الكُبْرى
بِدُوُنِ تَرَدُّدٍ ,
وَهَوَى عَلى أيْـــدي
الفَسَادِ الآثِمَهْ .

مَنْ أرْجَعَ الإبْصَارَ للعُمْيانْ ...؟
وَيقُولُ وَيْحَ القَصْرِ إنْ هُمْ أَبْصَروا ,
أَوْ أَدْرَكوا مَا الفَرْقُ بَيْنَ
طَبيَعةِ الأَلْوانْ ..
ستَكُونَ تَلـْكَ القَاصِمهْ .

يَتَسَاءَلِ الدِّهْقانْ ..!
وَهوَ الوَقودُ وَثَغْرُهُ فِي
الكِيرِ يَنْفُخُ كُلَّ يَوْمٍ
مِنْ شِفَاهٍ ظَالِمَهْ .

وَهُوَ الذي قَدْ وَظَّفَ الشَّيْطانَ
حَرَّضَهُ عَلَى رَسْمِ الرِّواياتِ الأَليمَةِ
فَوْقَ أَجْسَادِ البَلابِلِ
والوُجُوهِ البَاسِمَهْ

وَهُوَ الَذي
قَدْ لازَمَ الأَزْمانَ
لَيْلاً بَعْدَ لَيْلٍ بَعْدَ لَيْلٍ ,
قَدْ سَلاهُ المَوْتُ فِي دُنْيا
مِنَ الفَوْضَى وَأَرْضٍ عَائِمَهْ

وّهُوَ الذي
ظَنَّ العَدالَةَ مَصْرِفًا لِحِسَابِهِ ,
فَامْتَدَّ بَحْرًا دُونَما شُطْآنْ

يَخْشَى مِنَ الإمْلاقِ , يَعْلَمُ أَنَّهُ
ضَيْفٌ ثَقيلٌ تَحْتَ سَقْفٍ بَائِسٍ ,
لا السَّقْفُ يَقْبَلُهُ وَلا الأَرْضُ
الفَقِيرَةُم قَدْ تُطِيقُ قَوَائِمَهْ

قَدْ ظَنَّ أَنَّ النُّورَ
والظـُّلُماتِ يَلْتَقيانْ ,

لا وَالذي بِالنُّورِ
بَدَّدَ عَتْمَةَ الأَكْوانْ ,

وَمَحَى السَّوَادَ
مِنَ العُصُورِ القَاتِمَهْ .

فَالعَدْلُ أَنْ تَتَوَزَّعَ الأَفْرَاحُ وَالأَحْزَانْ ..
أَنْ يُصْبِحَ الإنْسَانُ كَالإنْسَانْ ,

أَنْ تُرْسِلَ الشَّمْسُ
المَحَبَّةَ لِلجَّميعِ أَشِعَّةً ..

النِّصْفُ مِنْ حَقِّ الأمِيرَةِ مِثْلَما ,
ألنِّصْفُ يَمْكُثُ فِي
نَصيبِ الخَادِمَهْ

أَنْ تَنْتَهي
كُلُّ الطَّوابِيرِ الحَزينَةُ
مِنْ دُروبِ الخُبْزِ
فِي هَـذا الزَّمَانْ ,

أَنْ تَخْتَفِي الألْقَابُ والأَلْوانْ ..
أَنْ يَشْبَعَ الفُقَراءُ كَالسُّلْطانْ ,

أَنْ تَنْعَمَ الأجْفَانُ فيِ نَوْمٍ عَمِيقٍ
دُونَ كَابُوسٍ يُؤَرِّقُ لَيْلَها
مِسْكيِنَةٌ تِلْكَ العُيُونُ الحَالِمَهْ .

هَيْهَاتَ تُدْرِكُ أيُّهَا الدِّهْقانْ ..
هَيْهَاتَ تُدْرِكُ كَيْفَ وَخْزُ البَّرْدِ
فِي جَسَدِ الطُّفُولَةِ يَقْطَعُ الشِّرْيَانْ ,

هَيْهَاتَ تُدْرِكُ أَنَّهُ
بِالحُبِّ تَخْبو النَّارُ
لا بِهَـــــرَاوَةِ السَّجّــانْ ,

وَبِأَنَّ سَيْفَ العَدْلِ أحْفَظُ
للعُرُوشِ الحَاكِمَهْ
..

بقلم : مهندس رفعت زيتون
القدس
2 \2 \ 2011
...

رفعت زيتون
04-02-2011, 09:55 PM
..

لَحَاكَ رَبُّكَ فارْحَلْ
..


عَلى البِغالِ تَقُودُ الحَرْبَ مُفْتَخِرًا=بِجيْشِ قَتْلٍ مِنَ الأَوْغادِ مُحْتَقَرا
وَتَرْفَعُ السَّيْفَ مَكْسُورًا وَتَغْرِسُهُ=في صَدْرِ أَهْلِكَ خَلْفَ الغَدْرِ مُسْتَتِرا
لِطَعْنِ نيلٍ سَقاكَ الشَّهْدَ مِنْ يَدِهِ= بِئْسَ العُقوقُ فَقَدّْتَ الحِسَّ وَالبَصَرا
إلى رِعَاعٍ لَجَأتَ اليَوْمَ تُرْسِلُهُمْ=سَفيرَ شُؤْمٍ إلى الإحْسانِ مُفْتَقِرا
لـَحاكَ رَبُّكَ مَا أنْصَفْتَ مِنْ هَرْمٍ=وَكَيْفَ يُنْصِفُ مَنْ في الحَقِّ قَدْ كَفَرا
ولا بَرَرْتَ بِتاريخٍ وَلا كُتُبٍ =وَخُنْتَ مَاضٍ وَخُنْتَ النَّاسَ و الحَجَرا
هذِي الدِّمَاءُ عَلى المَيْدانِ شَاهِدَةٌ=عَلى لَظاكَ رَآها القَلْبُ فانْفَطَرا
أرَدْتَ مَجْدًا بِوَادٍ غَيْرِ ذي لَهَبٍ =أرَدْتَ نَصْرًا فَجاءَ النَّصْرُ مُنْكَسِرا
وَرُمْتَ بَعْثًا لِعَرْشٍ مَاتَ مِنْ دَنَفٍ =فَهَلْ عَرِفْتَ قَتيلًا غَيَّرَ القَدَرا
وَرُحْتَ تَنْسِجُ يا أفَّاكُ مِنْ كّذِبٍ =وَالإفكُ دَرْبٌ وَفيهِ المَرْءُ ما ظَفَرا
بِما يُريدُ سِوى بِالخِزيِ يُغْرِقُهُ =وَرُبَّ نَارٍ رَمَتْ مَنْ أشْعَلَ الشَّرَرا
لا عُذْرَ يَنْفَعُ سَفَّاحًا لأُمَّتِهِ =لَسْنا نُريدُكَ خَطَّاءً وَمُعْتَذرا
فارْحَلْ غَريبًا كَما قَدْ كُنْتَ مِنْ زَمَنٍ =فَظًّا غَليظًا لِخَيْرِ اللهِ مُحْتَكِرًا
إليْكَ عَنّا فَلا أَسَفٌ فَنَأسَفُهُ =عَليْكَ في ذَاتِ ذِكرَى قَلَّ أَوْ كَثُرا
قَدْ كُنْتَ دَهْرًا طَويلَ الليْلِ ذا وَصَبٍ =وَكُنْتَ غَيْمًا بِماءِ الظُّلْمِ مُنْهَمرا
وَعَهْدَ سُوءٍ وَأيَامًا بِلا أَمَلٍ = زَرَعْتَ فِيهِ بُذورَ الفَقْرِ وَالقَتَرا
يَكْفيكَ واللهِ قَدْ أَرْهَقْتَنا قَرَفًا = فَهَلْ نَراكَ غَدًا يا أَنْتَ مُنْدَحرا..

بقلم: م . رفعت زيتون
القدس \ ميدان التحرير في القاهره
4\2\2011
..

رفعت زيتون
07-02-2011, 11:04 PM
..

لأَنـّكِ أَنْتِ أنيسَةُ لَيلي ,
يطيبُ لكُلِّ النُّجومِ التأنيَ في النّومِ
حتّى يُطِلَّ الصّباحْ .

لِتَسمعَ زَقْزقَةَ الفَجْرِ
فَوقَ شِفاهِ البَلابِلِ , تأتي إليَّ
بأحَلى الأماني التي غادّرَتني ,
لِتَنسى وتَغْفِرَ ذَنْبَ الجِّراحْ .
..

لأنّكِ أنتِ سَفيرَةُ بَوحي ,
تَعودُ جَميعُ حُروفي اللواتي
هَجَرْنَ القَصيدَةَ عِنْدَ احتِراقي .

لِتَنْزلَ فَوقَ صَحيفَةِ عِشْقي ,
وَتَرْسُمَ طَيرًا يُغَنَي لِطَيْرٍ ,
عَلى غُصْنِ حُبٍّ ,
يُوَشْوِشُهُ عَبْرَ هَمْسٍ رَقيقٍ
يُسيلُ المآقي .

تُرَدِّدُ في أُذْنِ مَاضٍ عَميقٍ ,
تَقولُ تَعالَ لِدِفءِ اشْتِياقي .

..

لِأَنّكِ أنْتِ خَزينَةُ صَمْتي ,
أفَتِّشُ عَنْكِ وَعَنَي وإِنَي
يَضيعُ حَديثيَ بَيْنَ السّكونْ .

لَعَلّكِ تَخْتَبئينَ كَلُغْزٍ ,
وَخَلْفكِ كُلُّ المَعاني تَرَدّى
عَلى شَفَتَيْكِ كَزَهْرٍ يَموتْ .

فأرْجِعُ لَيْسَ لفهميَ حَوْلٌ ,
وَلا لِفُؤادي سِوى العَجْزِ مِنَي
وصَوتِ القُنوتْ .

كَأنَكِ رِحْلَةُ يُونسَ طَالتْ ,
فَهَلْ طَابَ نَوْمُكِ
في بَطْنِ حُوتْ ..؟

..

لِأَنَكِ أنتِ اقْترابِي وَبَوْني ,
لِأنَكِ سِجْني فإنَي أسِيرٌ
لِحُبّي وَوَهمي
وَهَذي العُيونْ .

وَجُبْنُكِ قَيْدٌ يُضاعِفُ هَمّي ,
وَتَأكلني في انْتِظاري السُّنونْ .

وَأبْحَثُ خَلْفَ الحَوائطِ عَنّي ,
أراني .. فأسْألـُني
يا أنْتَ قُلْ لي ,
بِرَبّكَ أنّى أَتَيْتَ , أجِبْني
تُرَى يا أنايَ , تُرى
مَنْ تَكونْ ..؟

..

بقلم: م . رفعت زيتون
القدس في 7 \ 2 \ 2011
..