تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ديوان الشاعر محمد البياسي



محمد البياسي
05-02-2010, 09:09 AM
هذه القصيدة موجهة الى ايناس الدغيدي المخرجة المجرمة المعروفة بهوسها بالافلام الاباحية ,لاتفتأ تُخـــرج رأسـها من جحرها في كل محفل
من خلال الشاشة الصغيرة و الكبيرة لتسبَّ الحجابَ و المحجبات وتنتقصَ من الاسلام و المسلمين
و سيكون من دواعي سروري أن تقرأ ما كتبت فيها , و سوف يكون سروري اكبر اذا قاضتني هذه المجرمة , وانا مستعد للمثول امام اية محكمة في العالم للدفاع عن رأيي



تـــاج



حجابي يا خليعةُ تـــــاجُ رأسـي=لكلِّ مليكةٍ في الناسِ تـــــــــاجُ
رُزقْتُ بزينةٍ و حُرِمْتِ منهـــــا=وهلْ مثلُ الطواويسِ الدّجــــــاجُ
تُحبُّ السترَ في الصدفِ اللآليْ=ويكشفُ كلَّ عورته الزّجــــاجُ
وما منْ حــاجةٍ لكِ في احتشامٍ=فما للكلب للثوب احتيـــــاجُ
بناتُ الليل يقتلهنَّ هـــَــمٌّ=اذا ذُكـِــــر العفافُ أوِ الــزّواجُ
إذا قلبٌ تَمرّغَ في الخطايــــــــا=فما للصبح في القلــبِ انبــلاجُ
ولو عصفتْ بقرنِ النارِ ريــحٌ =فلا زيتٌ يفـــــيدُ و لا ســراجُ
بربـّــكِ إنْ يكــنْ لكِ أنتِ ربٌّ=و ما الربُّ الطباعُ و لا المـزاجُ
أأنتِ لكلِّ منتعلٍ حــــــــذاءٌ=و أنتِ لكلِّ ذي شبقٍ عـِـــلاجُ
فما أحلى العجوزَ إذا تصابتْ=و كان سفيرَ صبوتها الغناجُ
اذا شهواتها هاجتْ كَثـــــــورٍ=فما يُجدي اللجامُ و لا السيـاجُ
و ما أغنى القَعُودَ على قيــانٍ=لهـــا مِنْ كلِّ مَنقصةٍ خـــراجُ
ألا أسدٌ هناكَ و لا زئيـــــــــرٌ=و لا صوتٌ هناكَ و لا احتجاجُ
اذا بقي الاسودُ على حيـــــادٍ=فسوف تسودُ في الغاب النّعـاجُ


البيـّــــــــاسي

محمد البياسي
09-02-2010, 11:22 PM
أين النعامة
سِيّانَ عندي ويحهـــمْ و ســـواءُ=إنْ أحسنوا أمْ غيّروا فأســـاؤوا
إني و عرشي في القلوب مكانـُه =ما زالَ ..مهما حــاول الاعــداءُ
وأنــــا الذي عَقدَ البيانُ لسيفــــه=و أقـــــــامَ تحت لوائه الشعـراءُ
و لقد وعيتُ و بعضُ حاشيتي الندى=و سقوفُ بيتي رفعـــــة و عـلاءُ
و علمتُ ويــْــكَ بأنني مِنْ معشــــــرٍ =مُلِـئَتْ به و بذكره الأرجــــــــــاءُ
جـَــدّي معاويةٌ وعمي هاشــــــمٌ=و أبي الرشيدُ وجَـــدّتي الزبـــّــاءُ
نحنُ الزمانُ وغيْرُنا اذنــــــــابـُه=ففعالــُ ـهــــــم لفعالـِـنا أصــــــداءُ
أيكونُ مثلَ مُطــــــاولٍ متطاولٌ= وتكونُ مثلَ الســـادةِ الغوغـــــاءُ
إنْ نحنُ شئنا شاءَ مَنْ هو دونـنا=إنْ شاء رأسٌ شـاءتِ الأعضـــاءُ
أين النعامة و المشهّرُ و الصّفــــا=و العسْجديُّ و ناتلٌ و عصــــــاءُ
أين النعامة والوجــــيهُ و داحسٌ=والجـَــونُ و الهُذلولُ و الغـَـبْراءُ
أين النعــامة و الصَّيُودُ ولاحــقٌ =و الطّلُّ و السِّنديُّ و البلقــــــــاءُ
عـربٌ و تعرفُ خيلَنا اعناقُهـــــم=مــــا في الكماة لضربنا اكْـــــفاء
و لقد شفَـتْـكَ مِنَ الكروبِ مـليـكةٌ=ياسيـّــةٌ قيسيـــّـةٌ حسنــــــــــــــاءُ
مِنْ بعدِ عهدٍ قدْ ظننتَ بأنّــــــــه=ورثَ التليدَ أعابدٌ و إمــــــــــــــاءُ
لِدُبيَّ يُحدى المجدُ ليسَ لغيرهـا=لدبي ليس لغـــــــــيرها الخُيـَـــلاءُ
تلك التي لَبِسَ النهــــارُ نهارَهــا=فبِها تنـــــــــارُ مجاهلٌ و تُضــــاءُ
ما كان أجملَ والحضارةُ بيتُهــــا=أنْ كان لونَ بساطها الصحـــــــراءُ
تاجٌ و أجنادٌ و صرحٌ سامـــــــقٌ=و حمائمٌ و أيائلٌ و ظِبــــــــــــــــاءُ
و أحِبّها.. و تحبني .. لكنّهــــــا=في الحبّ ويحَكَ صعبةٌ عصمــــاءُ
هل قبلَ غيمِكِ في التمنّعِ صحـوةٌ=أوْ بعدَ صيفِكِ في الجفاء شتــــــاءُ
إنْ كان كأســـاً ما كفاكِ مِنَ الهوى=فأقلُّ شربي في الهوى الدّأمــــــاءُ
كـــــــلٌّ قتيلٌ لو رآكِ لمـــــــــرّةٍ=ويـــــــ اكِ ممنْ قدْ قتلتِ بـــــــراءُ
ما بالصياقل ما فعلتِ وربمــــــــا=تُؤذي و تقتلُ فتنةٌ و بهـــــــــــــــاءُ
مَنْ جَــدُّها أمْ منْ أبـــوها دُلّــني=أمْ مَنْ إذا شاءتْ عليهِ يَشــــــــاءُ
لا تُفْتِني لا تُفْتِ في شرف السّرى=شيخاً أقــــــــلُّ علومِه الإفتـــــاءُ
إني سألتُك و الجــــوابُ بضاعتي=ما زادَ نهراً لو علمتَ إنــــــــاءُ
ما كلُّ حَيٍّ في البلاد قضاعـــــةٌ=أوْ كلُّ غارٍ في الجبال حـِـــــراءُ
دَعْ ما سمعتَ فإنــــه مُتَكَلـَّــــــفٌ=فهناك قد لا تصْــــدُقُ الأنبـــــاءُ
إني هنا إني أصَــــــــدِّقُ ما أرى=رجُلاً أذلُّ ركابــِــــــه العنقـــــاءُ
ذا مَنعةٍ مِنْ آلِ مكتومٍ لـــــــــــه=في كل جُلّى رايةٌ و لـــــــــــواءُ
شورى و أشناقٌ وذاتُ أعنـّـــــةٍ =و سِدانة و رِفـــــادةٌ و سقــــــاءُ
دانتْ له الدنيا ودانَ ملوكُهــــــا=و مشت إليه بـِـذلـِّـهــــا الأمـراء
جارُ الغمامةِ و الغمامة جـــارُه=هل في الغمامة للغمامة مــــــــاءُ
ذو النخلتين ندى يديه قرينــُـــه=و قرينُ ما بِيــــَـــــدِ الطبيب شفاء
ومع الندى شيءٌ يزيد بنفعـــــه=قلبٌ ووجهٌ مشرقٌ و سنـــــــــاءُ
يصطاد بالبذل القلوبَ و إنّمــــا=صيدُ القلوب بشاشةٌ و عطــــــاءُ
ما خطبُها تركتْ لمجدكَ بيتَهــــــا=بين النجوم لعمــرك الجــــــوزاءُ
ما كنتُ أعلمُ أنّ مثلَكَ سيـــــّــــــداً=تسعى إليه بنفسها العليــــــــــــاءُ
فِكْرٌ كنصلِ السيفِ فارقَ غمدَه=ما للصوارم في الغمود مضـــاءُ
و الضرب بالاسياف فيه جراحةٌ =لكنّ ضربك في الجـــروح دواء
ليس الصنائعُ بالدراهم وحدهــــــــا=إن الصنائعَ حكمةٌ و دهـــــــــــاءُ
و العبقرية ما رأيتُ و ما أرى=و العبقريُّ الــزارعُ البنـــَّــــــاءُ
قلْ للذين على الرفوف سيوفُهم=ما حاز مجداً ســاخط بــكــَّـــاءُ
ليس الذي في كفِّه صَمْصامُه=مثل الذي في كفه الحِنــَّـــــــــاءُ
لا يخدعنـَّـكَ مَنْ يُغيّرُ جــلـدَه=فالزأرُ زأرٌ و المُـــواء مُــــواءُ

محمد البياسي

محمد البياسي
11-02-2010, 07:46 PM
تركاني



تَرَكَاني في غربةٍ و استراحا=إنَّ مَنْ فوق الأرضِ لا يستريحُ
أبوايَ اللذانِ كانا حياتـــــي=ليته ضَمّـنــا جميعاً ضريــحُ
يا إلهي و أنت عصمةُ أمــــري=إنّ روحي شوقــاً إليكَ تصيـحُ
إنْ يكنْ منتهايَ خيراً فخُذْهـــا=أو يكنْ بعدَ الضِّيقِ قبـرٌ فسيحُ



محمد البياسي

محمد البياسي
17-02-2010, 01:52 AM
أين المفــرّ



أين المفرُّ و لا مفرَّ كمـا أرى=ضاق الفضا بجحافل الحراسِ
هذي المليكةُ جندُها أحداقُها=ما زال يَبطُشُ جندُهـا بالناسِ
أنا مَنْ يُسلّم بالهزيمة فارحمي=تَعِبتْ على درب الهوى أفراسي
قد كان لي عرشٌ هناك و دولةٌ=ما كان أعظمَ دولةَ البيـّاسي
لي عند كلِّ جميلةٍ مثلُ الــذي=لِبني أميـّـةَ مِنْ بني العبـّاسِ
خلّيتُ أسواري و جئتـكِ طائعاً=فاليومُ يومُـك فاجرحي أو آسي
لمّا رأيتـُـك كنتُ أوّلَ مـرّةٍ=مِنْ غير خمر أنتشي أو كاسِ
عَصَفَتْ بقلبـيَ نسمةٌ , فتصادمتْ=أمواجُه , و تزاحمتْ أنـــفاسي
لو كنتُ أعلمُ قبْلُ أنـكِ لستِ لي=لَقَطَعتُ أسبابَ الرّجاءِ بِيـَـاسِ
لكنك استعملتِ كلَّ وسيـــلةٍ=كي تستثيري لهفتي و حمـاسي
فوقعتُ ذِبحًا في شباكك مثلما=تَقَعُ الطريدةُ في فـمٍ فـــرّاسِ
لا تلعبي بلْ حاولي أنْ تفهمي=أو جرّبي أنْ تشتكي و تقاسي
الحب ليس هوايةً و غوايـةً=بل حرفة في عالَمِ الاحساسِ
الحبّ إنْ كانت بضاعتُه الهوى=فهو الديونُ و غايـةُ الإفـلاس



البياسي

محمد البياسي
26-02-2010, 11:39 PM
افترقنا

تلومُ تفجُّعي و تعيبُ خوفي=فكلّي في الغرامِ إذاً عيوبُ
و كيف تقحُّمي و بلوغُ شأني=إذا اختفتِ الطرائقُ و الدروبُ
و لا رأيٌ يفيدُكَ مِنْ بصيــرٍ=وقد عَمِـيتْ على الناس الغيوبُ
دمشقُ حبيبتي و أنا افترقْنـا=فقُلْ لي كيف تفترقُ القلـوبُ
فلا أنا قادرٌ أنسى هواهـا=و لا هـي عَمْرَها عني تـتـوبُ
وما مِنْ عاشقٍ يرُجى مكاني=و ما مِنْ خُـلّةٍ عنها تـنـوبُ
فَدَعْ عنكَ الـذي أنبِئتَ عني=وَدَعْ عنكَ الــذي قـال الطبيبُ
فــلا كَـيٌّ يفيــدُ و لا دواءٌ=ولا مُكْثٌ قُتـِلـتَ و لا ركــوبُ
و هل إلّا إلى روما طريقٌ=و هل إلّا إلى قلـبي الخطـوبُ
دمشقُ و أنتِ مَنْ أسَرَ الخُزامى=فَفَرّتْ مِنْ عباءتها الطُّيـوبُ
لِأجلكِ إذْ تحاصرني بشَـوكٍ=و اذْ حَشَدَتْ جحافلَها الكـروبُ
و ما زالتْ و قد كانت قديمـًا=لأجلِ العشقِ تُـفْـتَعلُ الحروبُ
فها أنا ذا و أحشائي شِـبـاكٌ=وكالغربالِ في نفسي الثقـوبُ
و هل تُرجى السلامة في جريحٍ=اذا اشتهتِ المخالبُ و النيـوبُ
دمشقُ حبيبتي لُمِّي جــراحي=يكاد الجرحُ مِنْ وجعي يـذوبُ
خذيني مِنْ نـهاركِ في أصيـلٍ=فكلُّ نهـارِ أحلامي غُــروبُ
و إني رغم أحزاني أصلّــي=فإنّ الفجرَ إذْ يمضي يـؤوبُ
إذا ما الغيمُ أغدق في عطاءٍ=فما يـُخشى من النبع النضوبُ
البيـــــاسي

محمد البياسي
07-03-2010, 02:41 AM
ضمير زعيم عربي



هاتِ كأسينِ أو فزِدْنا حشيشاً=إنَّ في بعضِ السـُّمِّ بعضَ الدواءِ
فَضَميري إذا صحا نامَ عرشي=ليتَ يُرجى من الضمير شفـائي
تَـوَّجُوني غصـباً مليكاً عليهـــمْ=أيُّ تاجٍ هذا الذي كالحـــــذاءِ
قررتْ أمْريكا و جـروٌ قراري=زرعَ شيكاغو في زوايا خـبائي
أنا ما زلتُ لا أقـــرّر شيئـــاً=فابتدائي قــرارُها و انتـهائــــي
بتعاليمها اُسمِّنُ فِكـــــــــري=و أنادي بصوتهـــــا أبنائــــــي
هي أمّي التي تفسّر كنهي=ومرايا سعادتي و شقائــــــــــــي
كلُّ شيء لهـا... و لي كلُّ شيء=كـم أراهـــا كثيرةً أشيـــائي
شرطتي.. حرّاسي.. مفارز أمني=خدمي . حُجّابي. رموز ولائي
ليس يعنيني أنْ يقــالَ عميــلٌ=كـــلُّ هـمـِّي ألّا يُقـــالَ بِدائـــــي
أين مثلي مهرّجٌ في زمـــاني=ألفُ لــــــونٍ في جُبّتي و ردائـي
بِعْتُ سيفي و بعتُ كلَّ دروعي=و سـأرمي عن كاهـــــلي أعـبائي
من مروءاتي جرّدتني الخياناتُ=.. و من كلّ نخوتي .. و إبائــــي
عــــــربيٌ أنــــــا و تـلـِّي أبـيبٌ=أَفَـيُـجْدي تعصُّبـي و انتمــــائـــي
كلما خُضْتُ كالدجاجةِ حـــرباً=غاصَ في الوحلِ شاربي ولِـوائي
لا أبالي إذا انهزمتُ و صارت=فوق رأسي حوافــرُ الأعــــــداءِ
يتغاضى عن الهــزيمة جيشي=بكـــــــلامٍ و خطبةٍ عصمـــــــاءِ
يهتفُ الجُندُ الببَّغاواتُ باسمي=ثم مِنْ بعـــدُ يضحكون ورائـــي
فانتصاراتي كلُّها من خــيالٍ=و بطـــــولاتي كلها من هـــواءِ
فارسٌ مشهورٌ أنا في الزنازين=.. و إِقدامي رائــــعٌ و بلائــي
أرفعُ المجدِ أنْ تناضلَ ســـرّاً=أو بعيداً عنْ أعينِ الرُّقبـــــــــاءِ
خلْفَ قُضباني سادةٌ و رعــاعٌ=همْ عبيدي إذْ أبتغي و إمــائــي
أدواتي .. مشانقٌ و سيــــــاطٌ=وصنيعي ثُغاؤهــم وعوائـــــــي
شهواتي كالموج تهدرُ هـدراً=و كـلابٌ مسعـــــورةٌ أهـوائـــي
جُلُّ غاياتي أنْ أرى ليْ مكاناً=بين أهلِ السّـاديـّة العظـــــــــماءِ
إنّ للحقّ في الزمــانِ رجــالاً=هُــمْ إذا جـــدّ الجــدُّ جنـدُ السّمـاءِ
لستُ منهمْ أناْ.. أناْ لستُ منهمْ=فلمـــــــاذا تبذّلي و ادّعائـــــي
كيف لا يُشرى إرثُ جدّي و يُهدى=حين ذو مالٍ يستطيـع شرائـي
طَبَريـــّـا.. هل يا بحيرةَ حزني=لمْ تزلْ فيكِ بعدُ قطرةُ مـــــــاءِ
طبريّا .. لقد عطشنا جميعـــاً=و هلكْنـــا في باطـنِ الصـحراء
فامنحينا إن شئتِ بعضَ حنانٍ=أو فزيدي في تَـيـْهـنا إن تـشائي
كلّنا قتلى في هواكِ و لكـــنْ=حـتّـم الخوفُ أن يطــولَ التنائي
نحن شعبٌ لا بارك اللهُ فيــــهِ=بــــــاعَ أحلامَه بحفنةِ شـــــــاءِ
في السراديب ما نزال نصلّـي=و نـــــــداوي آلامَـنا بالدّعــــاءِ
نسأل اللهَ أن يقاتــــــــلَ عنّــــا=و نُرجِّي وساطـــــةَ الأنبيـــــاءِ
أتُرى هكذا استـــطاع جدودي=أن يطالوا ذؤابــــــةَ الجـــوزاءِ ؟
أمْ تُراها بلا دمٍ و كتــــــــــابٍ=صانعتْـنـ ا منـــــــازلُ العليــــاءِ
يا فدائيُّ بِعْ لنا و امضِ فرداً=أعجبتنا أدوارُنا يــــــا فــــدائـيْ
مسرحيّون كلُّنا غيرَ أنــّــــــا=نتلاشى في زحمـــةِ الأضـواءِ
كلما تاقتْ أنْ ترى النورَ عينٌ=مزّقــــتْهــا مخارزُ الزّعمـــاءِ
ها وقدْ صارتْ كالقطيعِ بــلادٌ=فالعصا هـُمْ كانوا بأيدي الرّعاءِ



البيــّـاسي

محمد البياسي
12-03-2010, 05:24 PM
سـلطانة


عبثاً اُحـــــاولُ اَكْــــــتمُ الأســـرارا=خوفاً ودفعَ وشـــايةٍ ووقــــــــارا
لكنّما العُذّالُ كلٌّ نــاشـــــــــــــــــطٌ =بشباكه يتصيّدُ الاخبــــــــــــــارا
و الحاسدون اذا التقينا خفيـــــــــــةً= قطعوا المدى و تسـلقوا الاسوارا
و الذنبُ ذنبــي أنني نبّهتُهــــــــــــم =لهَفُ المحبِّ يمزّق الأســـــتـــارا
طالت حكايتُنا و أفرع ساقُهـــــــــا=ما كــلُّ ما فوق التراب يُوارَى
ضاقت بنا الدنيا و ضاق فضاؤهـا =مَنْ ذا لعمركِ يدفـــــــعُ الاقدارا
لــو كان يجدي أن أبيّن حجتــــــي= او كان ينفع أخـــــلقُ الاعـــذارا
و لقد علمتِ بأنني حـَــــــبرٌ اذا= رَكبَ القريضَ تقدّمَ الاحبـــــــارا
قد كان لي عرشٌ هناك.. أضاعه =أني تركتُ لشأنـــــِــه الأغيارا
و لقد رُئيتُ و رايتي منشــــــورةٌ =حتى طَويتُ بظلهــــــا الامـصارا
سَألمُّ أشتاتي و أقصدُ ذا يــــــــــدٍ=جَمَعَتْ عليهِ قُضـــاعــةً و نــزارا
لا تجزعي كلٌّ يجرّب حظــــَّــــه =و لربّما دالَ الزمـــــــــانُ ودارا
ما طاب عيشي في الـوداعةِ مـرةً= إلّا ركبتُ لأجــلــه الاخطــــــــارا
هاتي حصاني و اسرجي لي ظهرَه = ما زال ويْحَــــكِ يعشقُ الأسفـــارا
نِعْمَ الصُويحبُ حين أطلبُ صحبـةً = عـافَ الورى واستكبرَ استكبـــارا
حرّكتُ صوبَ النخلتين لجامــــَـــه =فاشتدّ ظَـهراً و استخفّ و طــارا
وحشٌ طريقي غيرَ أّنيَ باســــــــلٌ=أوَليسَ عيبـاً انْ اخـــافَ و عــارا ؟
أرجو السلامةَ فانتهجتُ طريقَهـــا = و اللهَ ادعـو الـواحدَ القهــــــّــــارا
سيْفي يقيني و الرجـــــــاءُ مجنّتي =وجعلتُ عوذيَ أن أضــلَّ دثــــارا
يا ويحَ احلامي وويحَ بريقِهــــــــا = صدّقتُ حقــــاً أنْ أراه جهــــــارا
مِنْ آلِ مكتومٍ تَطاولَ مجـــــدُهم =حتى لكــادَ يزاحمُ الأقمــــــــــارا
رجلٌ اذا هَتَفَ الطعانُ أجابــَــــــه =وأثَارَ ساعةَ ما يقـومُ غبـــــــارا
واذا استقام تدفّقتْ اشياعــُــــــــــه =حتى حسبتَ وفودَهم انهــــــــارا
سبقتْ مهابتُه السيوفَ و فتكَهـــــا =فَمِنَ المهابةِ مَــن يــــــلوذ فرارا
و اذا انتضى ملأ المكانَ زئيـــرُه =و سمعتَ ويكَ لِمَنْ سِواهُ خـــوارا
واذا تقحّمَ ثــلـــــــةً بسلاحـــه =تركوا القنا واستنصـــرواالأنصارا
و مخضّبٍ بدمٍ و أبيضَ واضـــحٍ =كمْ كان برداً في العطاء و نـــــارا
يعطي الذين تعطشــوا لحتوفهــــم = بدلَ الكؤوس من الحتوف جرارا
و ينيلُ ذا شعثٍ تفــــــــرّق شَعرُه =أمنـــــــًا و ظلاً وارفاً وجـــوارا
إنْ كان صعباً أنْ أراكَ لمـــــــرّةٍ =إني رأيتُك في الصنيع مـــــرارا
مُلكاً و شعباً سائداً و حضــــــارةً =ما كان مِنْ أمثالهـــا أو صــــارا
وظعينةً شدّت حبائلَ ظعنهــــــــــا = و تدرّعت ببواسلٍ و غيـــــــارى
جَعَلَتْ تُطوِّفُ في البـــلاد و تنتقي = مِنْ كلِّ مصرٍ حليـــةً و ثمــــــارا
و العاشقون على الدروب تألــّــفوا =جيشاً يتابع ظلّها جـــــــــــــــرّارا
فعساكرٌ مصفوفة و كتائـــــــــــبٌ = و مسلـِّـمون بأمرها و أســــــارى
تنهى و تأمر لا تملُّ كأنهـــــــــــا =ســلطانـــةٌ و تــــــــوزّع الأدوارا
جاوزتُ من أحراسها ذا فطــــــنةٍ =خَبِرَ السراةَ و جرّب الأخيــــــارا
اُدخلْ بقلبك يا لقلبك إنـــــــــــــــه = سيكون عند لقائها أشطــــــــــارا
حَضَريّةٌ بدويـــــــــــــّـــــٌة جنيـةٌ =حُمِّلتُ من شغفي بهـــــــا أوزارا
حَمَلتْ عليَّ بدلـِّـهـــــــا و دلالـها =فنسيتُ وجهاً في الشــــآم و دارا
وجلســــتُ أبكمَ عندها تلك التي =قد كاد يُنطِقُ سحرُها الأحجــــارا
مالي و للدنيا تغطـَّـشَ ليلـُـهـــــــــا =إمّا حُبيتُ بنظرةٍ أسحـــــــــارا
ألقيتُ عن كتفي الظلامَ و ســاقني =نورٌ تفتـَّـقَ كالضحى أنـــــــــوارا
و إذا الكبارُ تعهـَّـدوا مَنْ تحتـَـهــم =ألفيتَ مَنْ تحتَ الكبار كبـــــــــارا
جَهِدَ العِدا ألا يــــروكِ عَليـــــِّــــة =ما طالَ شمساً مَنْ عصـى أو ثــارا
وَ لَوَ انّ شيئاً من ضيائك مسـَّــهمْ =تركوا الجحورَ و فارقوا الاوكـــارا
يا ذا الشرى و العادياتِ قوارحــا ً = و الخافقاتِ على الـــذرى أبكـــــارا
مَنْ ذاك فوق الموج دوَّنَ مجـــدَه = رغمَ الأنوفِ و سطـّر الأسطـــــارا
لم ترضَ إذ عانى العِظامُ و حاولوا = حتى تركتَ عناءَهم تذكــــــــــارا
و الفكرُ إنْ يكُ عندهمْ قيثــــــــارة ً =فلقد خُلِقتَ لتضربَ الاوتــــــــارا
و إذا الملوكُ تعرّقتْ راحــــــاتُهم =أسروا النهى و استعبدوا الأحرارا
أدمنتَ تــبذلُ لا تكفُّ كأنمــــــــا = يدُكَ الغمامة تبذلُ الأمطــــــــــارا
أشملتَ نائلكَ البعيدَ فمَنْ لـــــــــه =ألاّ يرى وقتَ النهار نهــــــــــــارا
قد أربكَ الشعراءَ أنك شاعـــــــرٌ=حَبَسَ البيانَ و أطلقَ الأشعـــــــــارا
دعهمْ لعمرك إنّ روضـــاً طيـِّـبا = يلدُ الزروعَ و ينجبُ الأشــــــجارا
و مَنِ اقتنى زهرا تفقدّه ومـــَـــنْ =طَلَبَ الرحيق تخيَّرَ الأزهــــــــارا



محمد البياسي

محمد البياسي
01-04-2010, 06:27 PM
شهرزاد

لقد مــلَّ مِنْ صبره شهريارُ=و صــدَّعَ كُرْسِيـَّــهُ الانتظارُ
و أنتِ هنالك بين المرايـــا=عروسٌ تُزفُّ و كأسٌ تـُــدارُ
تعالَي و لا تستثيري ظنوني=فمثلي يـُدارى و لا يستثـــارُ
أغارُ عليكِ و أنتِ بقربـــي=فكيف إذا ما نأتْ بــِـــكِ دارُ
و ما عجباً أنْ أكونَ غيورًا =فلا يَعرفُ الحبَّ مَنْ لا يَغـارُ
حكاياكِ يا شهرزادُ خمـورٌ=معتقةٌ و الليالي الجــِــــــرارُ
إذا ما شربتُ صَحَوتُ و أفضى=الى ظلماتِ خيالي النهـــــــارُ
و اُغلقَ دون الحوادثِ بــابٌ=و اُسدلَ دون الهمــومِ ستــارُ
يحدّثني عنكِ في القصر ركنٌ=كَسَاهُ و قد غبتِ عنه الغبـارُ
و يبكيكِ كالطفل نقشٌ بديعٌ=و يندبُ حيث افترقنا جــدارُ
و يـَلهجُ باسمك عقدٌ و قرطٌ=و يَهْجُرُ كالهاجرين ســـوارُ
حكايتُنا شامةٌ في الحكايــا=و لؤلؤةٌ ضاق عنها المحـارُ
تردّدها للعذارى العـذارى=و يـُنشدها للكنار الكنـــــارُ
و تسأل عنها النساءَ الصبايا=و يشرحها للصغار الكبــــارُ
إذا لم تجيئي أتيتُ أنــــــا=فما عاد و اللهِ يُجدي اصطبارُ
ففي العين ما زال ترعى دموعٌ =و في القلب ما زال تلعب نــارُ
أحبــــّــــــــــكِ حتى تحدّث عني=بحبكِ مجــْـــــدٌ و دلَّ انكسارُ
و ربـــــِّــــكِ لولاكِ ما ذُقتُ ذُلاً=و لا انجابَ عن طَلَعَاتي الوقارُ
سأتركُ مُلكـًا و مجدًا رفيعـًا=وجُنـْــــــدًا إذا ما تنحنحتُ ثاروا
و أبحث عن عين ظبيٍ خجولٍ=تَعَجَّبَ منها الظباءُ و حــاروا
سفينةُ حبي طوتْها الليالي=و ثارتْ عليها هناك البحـــارُ
و أرعَدَ غيمٌ و زمْجرَ ريــحٌ=و أرهقَ هذا الشراعَ الـدّوارُ
و أمواجُ ذكراكِ مالتْ بقلبي=فضاع الطريقُ و تاهَ المسارُ
و ما زلتُ تـَنْـدَهُ لي رقـّـــــةٌ=و يهتفُ لي حيث أنتِ النّضَـارُ
و ينشرُ لي عطرَكِ الياسمينُ=و يرسمُ لي خدَّك الجلّنــــــارُ
اذا أنتِ ناديتِ لبـّى جمـــــادٌ=و سارتْ إليكِ إليكِ الحِجــــارُ
فكيف اذا أنتِ ناديتِ قلبــاً=و ليس لـه عن هواكِ ازورارُ



محمد البياسي

محمد البياسي
23-07-2010, 08:21 PM
شريان ووريد


ضّــيقٌ سجني ... ضــيقٌ وعَتيــدُ=كـلُّ ما فيهِ فيه بأسٌ شديــدُ
حجبتْنـي عــن كـلِّ عـينٍ كـهوفٌ=وطـواني بقبضتيـهِ الحـــديــدُ
لـو وَعـتْ ما وعـيتُ زاغــت قـلـوبٌ =أو رأى ما رأيــتُ شـابَ الوليـدُ
كــيف لا يشـتهي المنيـةَ حــرٌ=حيـنَ يلـقـى الذي تعـافُ العبيـدُ
ها هنا تصـبحُ النعـاجُ أسـوداً= حينَّ رهــنَ الأغـلالِ تبقــى الأسـودُ
موردي اليـومَ بعــدَ مـاءٍ ســرابٌ= وسمـائي مــن بعــدِ غيثٍ رعــودُ
أيـن أطـواقٌ حـولَ ظـلِّي كــثيرٌ=وشفــــاهٌ وأعـــينٌ وخــدودُ
نـابَ عنـها ســـلاســلٌ بعـد حيـفٍ=وكـلابٌ وعســكـرٌ وجنـودُ
أُوكلت بي عصـابةٌ مـن علــوجٍ=هـُـمْ عــلى كلِ فتنـةٍ هم قعـــودُ
جـاءَ مـن كـلِ أُمـةٍ آدمـيٌ=تســتحي أن يكــونَ منهــا القـــرودُ
ليــتَ عــاداً أوفتْ بما قــال هـــودٌ=وأتـّقـتْ صالـحاً بِشـِـربٍ ثمــودُ
ليــتَ لـم تســخرْ مديـنٌ من شعــيبٍ=لـيتَ لــم تــَعصِ ربَّ موسى اليهــودُ
أخــذوا من أخلاقـهم كلَّ شـــرٍّ=ما يـُـداني أخلاقَـهم أو يَـزيــدُ
وتَنـادَوا من كـلِ حـدبٍ وصــوبٍ=حيـنَ فيهــمْ كالجــدِّ صـار الحفيــدُ
ولقــد كنتُ والزمانُ رشيـدٌ=مثلما كانَ في الزمانِ الرَّشيــدُ
ولقـد يُغني عن قَـرينٍ قـرينٌ=وعـنِ المالِ الجَــمِّ ذكـــرٌ حميـــدُ
أولـمْ يهـدِ للـذي راءَ شمسـاً=أنْ إذا وجـهُ الشمـسِ غــابَ يعــودُ
نبئينـي يا بيــدُ أيـن الـروابي=أم تـُـرى يا وديانُ أيـن النجـودُ
لـم يـزل لـي مـن ذكــرياتٍ نصـيبٌ=إنَّ في حِجـر الشــوكِ تــرعى الورودُ
كيـفَ منْ أهــوى كيف.. كيفَ حبيبـي=أم تُـرى كـيفَ كـيفَ طفــلي الوحيـدُ
فـرّقتنـا ما لا أستطـاعت عقــولٌ=ردَّهـا لا....ولا أستطـاعت زنــودُ
ولقـد كنا الدَّهــرَ لحمـاً وعظمــاً=فمِـنَ القهـرِ اليـومَ نحنُ جلــودُ
إنْ يكـنْ مأتمـاً هنا كـــلُّ يــــومٍ=إنَّ يـومـاً أراكــما فيــه عيــدُ
أنتــما أنْ ضحكتمـا بـانَ سـني=وأنـا رغــمَ مـا أُعـاني سعيــدُ
إنَّ لـي فيكما الـذي هــو كُنهـي=لـــيس لـي فيكمـا الــذي لا أُريــدُ
أنتِ نفــــسي جميلةً وهـو روحـي=أنتِ شِرْيـانُ القلـب وهـو الوريــدُ
إنْ أمُـتْ صـابــراً فـإنَّ عــزائـــي=أنمـا مَنْ يمــوتُ صبـراً شهيـدُ
رُبَ مـوتٍ بـه تكــونُ حيـاةٌ=وفنـاءٍ بـه يكـونُ الخلــودُ


محمد البياسي

محمد البياسي
13-12-2010, 03:51 AM
فضل


لِسـجّـاني الجبــان عليَّ فضـــــلٌ = كفضل الجائعين على البــــدينِ
تركتُ له ملـــــذاتٍ و لهــــــــواً= و قلبـــاً فارغاً من كل ديــــــنِ
و فزتُ أنا بــــذكر الله وحــــدي= هناك .. و بالزيادة في اليقيــــن
فزدْني يا لســجاني و عـِـــدْني = و ضَعْ لي مِنْ يمينك في يميني
فما لله دَرُّكَ لا .. و لكـــــــــــنْ= أنـــــا لله دَرّي مـِـنْ سجيـــــنِ

محمد البياسي
16-12-2010, 08:18 PM
لمن يدفع اكثر



حلوةَ العينين لا تبكي كثيـراً=إنّ ما تخفين في يومٍ سيظهرْ

دمعك الغالي على عيني و رأسي=غير أني لم أعُدْ أشكو و أســـهرْ

حبُّـك المصنوع من وهمٍ تلاشى=بعد أن خرَّب في نفسي و دمَّـرْ

ارحلي و ابتعدي عني طويلا=هكذا أفضَلُ كي أنسى فاُعذرْ

حيث لا خيرةَ لي في شأن قلبي=إذ قضى الله على علمٍ و قـــدَّرْ

و لأني الآن لا أملك شيئـــــاً=و الهوى عندكِ أشياءٌ و مظهرْ

فإذنْ لا.. لن تكوني لي و لكنْ=ستكونين لمن يدفع اكثـــــــرْ



محمد البياسي

محمد البياسي
20-12-2010, 04:35 PM
لكِ المكانة



يا منْ أثرتِ مِنَ المواجع=.. ما علمتُ و ما جهــلــتُ
و بكيتِ إذْ حَضَرَ الرحيلُ=.. و قلتِ ما يبُكي و قلــتُ
لا تسأليني أن أظــــــلَّ=.. فلستُ اُرجى ما ظـلـلتُ
إني إذا أمَرَتْ عيونـُـــك=.. بالـــــذي شيتِ امتثــلتُ
لكنّ لي بكِ حاجــــــةً=ما إنْ تُنــالُ إذا فعـــلتُ
لولا الضرورةُ لم أبــِـعْ=فرسي ..و لا لا ما ارتجلتُ
و رحلتُ لا أدري إلى=أين الرحيلُ و قد رحلتُ
و لبستُ مِنْ خَشِن الثياب=..الرثَّ و الشــوكَ انتعلتُ
و عزفتُ عن عذب المنام=..فما سهوتُ و لا غفلـــتُ
و رغبتُ الا عن لمـــــاكِ=فما شربتُ و لا اكلــــــتُ
و نأيتُ عنكِ فما نسيتكِ=..لا , و لا عنــــكِ انشغلتُ
ورجوتُ أني قبـــلَ أنْ=أنأى على نعشٍ حُمــلتُ
روحي فداكِ بذلتُهــــــا=و الروحُ أهونُ ما بذلــتُ
لكِ في الفؤادِ لكِ المكانةُ=ما كذبتُ و لا ختلــــــــتُ
انت الحبيبة و الحليلــــة=.. ما شددتُ و مـــا حللتُ
و تريد غيرُكِ أن تكونَ=.. فمــــا رضيتُ و لا قبلتُ
إنْ لاح وجهُك في الدياجر=.. ما زللتُ و لا ضـــــــللتُ
او جاد قلبـُك بالعطيـّـة=مـــــا رجوتُ و لا ســألتُ
صبراً عليّ فربّمـــــــــــا=مَحَلَ الزمانُ و ما محــــلتُ
و لقــد علمتِ بأنّ ذا=خطبٍ إذا مالَ اعتـــدلتُ
و إذا الحوادثُ بي ألمّتْ=.. ما جزعتُ و لا وجـــلتُ
تِربُ الحديدِ أنا فكيف=أصابني الدهـــــرُ احتملتُ



محمد البياسي

محمد البياسي
24-12-2010, 02:49 PM
هذا يراعُـك

الى الشاعر المُجيد محمود الحمادي ردا على قصيدته : مِنْ أيِّ حَرف



الشعرُ يَحملُ كالكرومِ و يُـثمــرُ=و لأنتَ تقطفُ ما نُحبُّ و تعصرُ
ما ذاق ذو لُبٍّ حروفَـكَ مـَــرةً=إلّا و كادَ مِنَ البـــــــلاغةِ يَسكرُ
و يداكَ دِجلةُ والفراتُ كلاهمـا=لو كنتُ أحصي مَنْ رويتَ و أذكـرُ
و لقد تُجانِبُ غيمةٌ مَنْ تحتهـــا=و أراك تهطلُ ما استطعت وتمطرُ
اللهَ يا ابنَ الأكرمين و سبطَهم=كمْ سوف يُحمد ما كتبتَ و يُشكرُ
هذا يراعُكَ لا يراع َ كمثله=شيءٌ يَزيدُ به البيانُ و يكبـــرُ
تمشي القوافي قصدَه مأمورةً=و تُساقُ أبياتٌ إليهِ و تُحشـــرُ
وإذا الأماكنُ أظلمتْ أنحاؤها=إن الــــــورى ببريقه تتنوّرُ
وإذا النساءُ تزينتْ و تعطّرت=إنَّ السطورَ بحبره تتعطــّــرُ
ولقد ظننتُ بأن شعريَ قاهرٌ=أسبي به لولا أشاءُ و أسحــــــرُ
هذا و إنّي إذْ مدحتُـكَ راعَني=أني بشعري عاجزٌ ومقصــِّــرُ
ما كان ذا إلا لأنــّـك خِضْرِمٌ=أخشى اذا أناْ خُضتُ فيه و أحذرُ



البياسي

محمد البياسي
29-12-2010, 12:56 PM
ملامح



لقد ضاعتْ ملامِحُنا و ضِعْنا=فلا القسماتُ تلكَ و لا السماتُ
وأَنكَرَ ما لأمسِ اليومُ حتّى=يكـادُ الجـذرُ يـنـكـرُه النبـــــاتُ
فلا الصبيانُ تعلمُ مَنْ مـعاذٌ=و لا تدري مَنِ الخنسا البنــاتُ
و كيف السيرُ في ليلٍ طويـلٍ= إذا حُجبتْ عن الناسِ الهـُـداةُ
و في جهةٍ يصيرُ الناسُ شتّى=فكيف إذا تعددتِ الجهــاتُ
ضللتُ و قد جعلتُ حَذامِ خلفــي=و هل بالظنِّ تُقتحمُ الفــلاةُ
فكيف اذا وُقِفتُ بِبَطنِ خَبْتٍ=ولا مُهري لـــديَّ و لا القــناةُ
غفونا بعضَ يومٍ و انتبهْـنـا=فإذْ بالبابِ قد وَقَفَ العـُـــداةُ
و إذْ بِيَغوثَ ويحكَ صارَ فحلاً=وصارتْ أمَّ عَتْرتِه مَنــاةُ
و إذْ بالنيلِ شوّه وجـــهَ عَمْروٍ=و غيــَّرَ جِلدَ خالدِه الفــراتُ
و كنـّا نحنُ مَنْ سَكَنَ المعالي=و نام الناسُ في عُـرْيٍ وباتوا
وكان لنا الرغيفُ و لو قعدْنا=وكان لهم ْو لو تعبوا الفُتـاتُ
أتصلُحُ بعد تأديةٍ و جهــدٍ=بغيرِ وضوءِ صاحبِها الصلاةُ
فقلْ للمجدِ لمْ يُردفْ بمجدٍ=لقد فاتـتْـكَ يا مجدُ النجـــاةُ
بأيِّ مشيئةٍ و بأيِّ حـــقٍّ=تسوقُ قطيعَ مـأسدةٍ قطــاةُ
إذا لَبِسَ الحقيرُ ثيابَ مجـــْـدٍ=فأحسنُ منهُ هيئـةً العــراةُ
و آخرُ صَرعةٍ أنـّا وجدْنَـا=تُحاضرُ في الفضيلةِ مومسـاتُ
و يضحك جاهلٌ من عبقريٍّ=و يشرحُ هَمَّ ذي النعلِ الحفاةُ
تغيرتِ المبادئُ و القضـايا=وما كالكحلِ في العين القذاةُ
فمَنْ لمْ يستحُوا صاروا مثالاً=ألا و مَنِ استَحَوا ذهبوا و ماتوا





محمد البياسي

محمد البياسي
22-01-2011, 04:25 PM
صاحبة الجلالة



أخسفاً يا سليلَ المُلك خسفاً=و كنتُ بكلِّ شاهقةٍ جديـرا
أترضى يا طويلَ الرّمـحِ أنّي=أساقُ هنا الـى ضَعَةٍ أسيـرا
و نَحْنُ بني معاويةٍ مــلـوكٌ=بنَــَوا فوق النجوم لهمْ سريـرا
اذا مَحَلَ الزمانُ أتَوا فأعطـوا=و كان الليلُ قافلةً و عيـرا
و إنّكَ أنتَ إنْ لــمْ تحتسبْـنـي=يكنْ أمري أنــا صعباً عـسـيرا
و كـدتُ الى فضاءِ الشمسِ أرقى=لأجلسَ فوق مَنكبِها أميـرا
و أنتَ بكَ المكانةُ فوق هـــذا=وعَوني كي أحلّـقَ أو أطيــرا
فها أنا ذا أُكبـَّـل في حديــــــد=و اُمنعُ أنْ أقومَ و أنْ اسيـرا
و أمْرُ الراشديةِ هدَّ حَيْـلـــي=و ألزَمَ جنبَ خاصرتي حصـيرا
كأني لمْ أمتْ بدبيَّ حبــًا=و لمْ ألفظْ لها الرمقَ الاخيــرا
ولمْ أحشدْ إليها كلَّ قلبــــــي=و لمْ أبعثْ لها بدمي سفيـــرا
وصاحبةُ الجـلالــة لو رأتنـي=ستعلمُ أنّ لي شــأناً كبيـرا
و لا شأنٌ يكونُ و لا شــؤونٌ =إذا ما كان مَنْ ترجــو صغيرا
دمشقُ دمشقُ لو قِيستْ بمـجدٍ=يصيرُ المجدُ مِنْ خجلٍ قصيـرا
دمشقُ دمشقُ ما زالتْ و كانـت= إذا عَتَمَ الدّجى قمـرا منيــرا
فقدْتُ بفقـدِها أهـلاً و بيتــًا=و خيراً مِنْ ندى يـدِها كثيـرا
فَيا بْنَ العمِّ أرجعني إليهـا =و اَبدلْ خيشَ أحلامي حريـرا
فإنّي إذْ أناْ مَلِكٌ بشِـعري=و غيري كاد يَهلكُ كي يصيـرا
إذا أنزلتُ في سبَقٍ حصـاني=لأتعبتُ الفرزدقَ او جـريرا
و لولا فتنةٌ و قصورُ فَهْــمٍ =لَكنتُ أرَيْتُ مِنْ أدبي الضـريرا
و في الشعراء مَنْ يُؤذي القوافي =و يخلطُ قمحَها سَفَهَاً شعيرا
و إنـّا نحن مَنْ حَبَسَ المعاني=و صيَّرَ ملحَـــها عذْبا نميــرا
إذا ظَمِئ القريضُ أتى فراتي=وقام و نام في حِجْري قريـرا




محمد البياسي

محمد البياسي
10-02-2011, 02:13 PM
كفُّ الياسمينة

لِعزّةَ منزلٌ في القدس صبٌّ= تطوفُ بـه من الحبِّ القلوبُ
تَذكَّرَ وجهَها فبكى و أبكى=وما كالدمعِ في النجوى رَكوبُ
يقولُ لها تعالَي لا تغيبي= فإنَّ الليلَ أوّلُــه الغروبُ
قناديلي غَفَتْ معها الحكايا=و غطّى لونَ أروقتي الشحوبُ
وكفُّ الياسمينة صار شوكاً=فكيف تصوم عن خدِّي الندوبُ
إليكِ إليكِ تشتاقُ المرايا= و تشتاقُ القلائـــدُ و الطيوبُ
و تنحِتُ طيفَك الحلوَ الليالي=و ترسمُه الأماكنُ و الدروبُ
أسيرةُ.. و الحوادثُ فرّقـتْنا= و ساقتْنا إلى الويلِ الحروبُ
غداً سيكون شأنٌ فاستريحي=و أَمْسِ.. و قد تولّى لا يؤوبُ
أذوبُ إذا ذُكِرتِ و لا أراني= لـذكرِ سواكِ مِنْ شوقي أذوبُ
و للأحزان في روحي جعابٌ=و للآلام في نفسي جيــــوبُ
تهُبُّ عليَّ بَعدكِ كلُّ ريحٍ=و تُعمِلُ سَوطَها فيَّ الخطوبُ
فما أُعنى بذاكِ و لا أُبالي= و أُسرفُ في هواكِ و لا أتوبُ
اذا ما الشوق هبَّ على محبٍّ= فما تُخشى الشمالُ و لا الجنوبُ

محمد البياسي
17-06-2011, 10:01 PM
الى الحبيبة الخالدة دمشق
و الى الجبل العظيم قاسيون
أكتب هذه الكلمات القليلة






مَنْ تلك مثلُكِ .. تُتّقى و تُهابُ
وتطاعُ حتى في الجفا و تُـجابُ

إنْ كان مـُلكاً فالملـوكُ كثيرةٌ
لكنّ حبَّـكِ قاهـرٌ غــلّابُ

أشهادُ حُسنـِكِ رفعةٌ و تكبّرٌ
و شهودُ حبي ذِلّـةٌ و عـذابُ

و اذا المليكةُ كان نفْساً عرشُها
بَذَلَ النفوسَ لأجْلها الخُـطّابُ

ما عاد يعنيني. و قد حَكَمَ الهوى
أني أحبّـكِ. ما هي الأسبـابُ

مَنْ بـاتَ نشواناً فليس يهمُّـهُ
مِنْ أيِّ كَرْمٍ تُجْمَـعُ الأعنـابُ

مَنْ لي سواكِ أحبُّـها و تحبني
ما بين قلبينا . فُديتِ. حِجابُ

منذ افترقنا و الظنونُ وسـادةٌ
و النائبات حمائـلٌ و ركـابُ

حتّامَ تُوغِلُ في هـوايَ مخالبٌ
و تُقيم بين أضالعي الأنيـابُ

هل يا تُرى دمعي ترقرقَ أمْ دمي
إذْ إنّ قلبي مثخنٌ و مصــابُ

في الصالحية حيثُ كان من الهوى
مالـمْ يذقْهُ بشهدِه الأحـبابُ

أسهبتُ في شَرحِ الغرامِ و ليتَه
في الحبِّ ينفعُ شارحاً إسهـابُ

إنْ لم تجيبي إنّ صمتَكِ رائـعٌ
إذْ أنتِ عنكِ تُحـدّثُ الأطيابُ

هدأتْ هناكَ على يديكِ خميلةٌ
و ارتـاحَ تحت شفاهِكِ العُنّابُ

اليـاسمينةُ تلك.. ما أخبارُهـا
و الفـلُّ و الجوريُّ و اللبْلابُ

هلْ لم يزلْ تشرينُ يُسبلُ زهرَه
ويطيــلُ سالفةَ البنفسجِ آبُ

كيف الحريقةُ و العتيقُ و جوبرٌ
و السورُ و الأحجار و الأبواب

و الجامعُ الأمويُّ كيفَ عروسُه
و النسرُ و القِبْــليُّ و المحرابُ

و العزُّ و النوويُّ و ابنُ عساكرٍ
هلْ لم يزلْ في الحضرةِ الأقطابُ

و نزارُ هلْ ما زالَ يـزفرُ وردَه
إذْ لم تُجِبـْهُ إلى الغرامِ ربـابُ

في كل شبرٍ مِنْ ترابكِ كوكبٌ
وهل البصيرُ إذا رأى يرتـابُ

من ها هنا التاريخُ أخرجَ رأسَه
فإذا الخلائقُ لجّةٌ و عُبــابُ

و تفرقوا فمضمَّخٌ بجميلهـا
أو مُنكِرٌ و منافقٌ كَــذّابُ

ما الأرضُ فيها الله يُعبد وحدَه
كالأرضِ فيها تُعبد الأنصـابُ

وإذا بلادٌ أجدبتْ من جهلها
فهُنا الزروعُ مآذنٌ و قبـابُ

يا قاسيونُ و أنتَ ظلُّك فوقها
و لقد تَقِي ما تحتها الأهدابُ

نفسي فداءاً ما حييتُ جعلتُها
لكَ أيـُّهذا الرابضُ الوثَّابُ

ذو الغوطتين وكفُّـه مخضرَّةٌ
في كلِّ كفٍّ مِنْ نداهُ خِضابُ

ينسابُ نهراً في الزمان عطاؤه
أرأيتَ نهراً مِنْ يدٍ ينسـابُ

ما كانَ مثلَ أخي الندى متطفّلٌ
أو كانَ مثلَ الزارعِ الحطّـابُ

تأوي اليه الدهرَ ويكَ حمائمٌ
و تموءُ خوفاً من عَصاهُ ذئابُ

ما ضرّ أنْ في الأرض جذرُكَ راسخٌ
فخميسُ ذكرِكَ سائرٌ جوّابُ

تتزاحمُ التيجانُ تحت بنوده
و تسيرُ خلفَ بعيرِه الألقابُ

ما كان مِنْ مجْدٍ فأنتَ مليكُه
إنّ الملوكَ لمجدكَ الحُجّـابُ

ما المجدُ إلّا السيفُ يقطرُ من دمٍ
أوْ لا .. يراعٌ نازفٌ و كتـابُ

يا شامُ يا وجهاً أموتُ بحبّـه
كمْ ماتَ قبلي في هواكِ شبابُ

لكِ أنتِ في جوِّ الحضارةِ شمسُها
ولِمنْ سواكِ اذا رضيتِ شهابُ

أيكونُ مثلَ معظّمٍ متعظـمٌ ؟
و تكونُ مثلَ الهامةِ الأذنابُ

إن كان مَسَّكِ نازغٌ فلقد قضى
تبقى البيوتُ و يرحلُ الأغرابُ

و السنديانةُ , و السحابةُ تاجُها..
بنعالهـا تتمَسَّحُ الأعشــابُ[/QUOTE]

محمد البياسي
22-06-2011, 09:56 PM
قلبُ سيّاف



ما بين الظـاهرِ و الخافـي
مِنْ حُسنِكَ يا هذا الجافـي

أسرفتُ لعمرُكَ فـي حبـي
ياليـت أثـابُ بإسرافـي

ما عدلٌ بُعدُكَ عـن عينـي
وصدودُكَ ليـس بإنصـافِ

خفّاقـي مرتـعُ نـيـرانٍ
وخيالـي ملعـبُ أطيـافِ

لكَ قلبٌ شُكّلَ مِنْ حَجَـر
بقسـاوةِ قلـبِ السيّـافِ

سيّـافٍ ويْلـي يمقُتنـي
ويُمنّـي النفـسَ بإتلافـي

الصـارمُ فـردٌ في يـده
و لِهجـرِكَ عشـرةُ آلاف




ما اسْطَعْتُ أُصَرّفُ باصرتي
عن طيفِكَ هـذا الهتّـافِ

أوغلتُ و لم آخذْ حـذَري
في البحرِ و لستُ بخـوّافِ

كذّبتُ فَراسـةَ قِدِّيـسٍ
ولعنـتُ تنبـُّؤَ عَـرَّافِ

الليـلُ يبعثـرُ أسـتـاراً
والوهنُ يناطـحُ أعطافـي

و شراعي الريـحُ تمزّقـه
و الموجُ يُكَسِّـر مجدافـي

سأظـلُّ أفتّـش مجنونـاً
عن وجهكَ بين الأصدافِ

لا يَسمعُ مِنْ أحـدٍ نُصحاً
مسحورُ القلـبِ بأوصافِ





مينائي ضـاعَ وأرصفتـي
و الكـوخُ المنعزلُ الغافـي

وافيتُـك إذْ نوديـتُ وما
بوعودي يمكـنُ إخلافـي

لاقيـتُ لأجلكَ أهـوالاً
و اللهُ خفـيُّ الألـطافِ

ما خطبُك تمنـعُ ظمآنـاً
عنْ نبعِ محبتّـكَ الصّافـي

هجرانُك سَـورةُ هاجرةٍ
و رضاكَ ظلالُ الصّفصافِ

هدَّمْتَ القلـبَ بأشكالٍ
مِنْ هذا الصدِّ وأصنـافِ

ما أعجب جسمي معموراً
و فؤادي مندثـرٌ عـافِ

محمد البياسي
29-07-2011, 04:32 PM
مبضع الجرّاح




في السّالميّة.. ما تركتُ للحظةٍ
شُبّاكَ أحلامي و بابَ صباحي

ما كان يعنيني و يومي مشرقٌ
نومُ الشموعِ و غفوةُ المصباحِ

لاحقتُ أسرابَ السنونو والقطا
و مشيتُ تحتَ سنابـلِ التفّاحِ

حلّقتُ ما بين الجبالِ الى الذّرى
حتى تبلـلَ بالغيـوم جناحـي

في السّالميّة.. عندما حَكَمَ القضا
أطلقتُ مِنْ أسرِ الغرور سراحي

و رجعتُ لا أمّي هناك و لا أبي
بل لطمُ أمواجٍ و عصفُ ريـاحِ

و الناسُ بعد اللهِ مَنْ لسفينهـم
إلّا الشراعُ و حكمـةُ المَـلّاحِ

فارقتُ أوهامي و بعتُ مطيتـي
و هجرتُ كلّ منازلِ الأشبـاحِ

وشُفيتُ مِنْ مرضي القديم وعلّتي
في قتلِ أوجاعي وقهرِ جراحـي

في السّالميّةِ.. كـلُّ قلبٍ نابضٍ
يرتاعُ عنـد مغـارةِ السفّـاحِ

فـي السّالميـّةِ.. جنّـةٌ محزونةٌ
زهرٌ و فُـلٌّ ذابـلٌ.. و أقـاحِ

فـي السّالميـّة.. وردةٌ مقتولةٌ
بِيدِ الطبيبِ و مبضعِ الجَـرّاحِ

ماتتْ هنا أُمّي.. قِفوا واسترجعوا
لا شيءَ يكبحُ كالصلاةِ جِماحي




https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=49265

محمد البياسي
29-07-2011, 04:40 PM
يـا أمـي


يقولُ ليَ الطبيبُ غداً ستُشفى
و كيف أصِـحُّ إلّا أنْ أراكِ

فقدْ باريتُ همـاً لا يُبـارى
فها قلبي العشيـةَ كالشبـاكِ

و لستُ بخائفٍ أني سأقضـي
و أني سوف تبكيني البواكـي

و لكنـي إذا لاقيـتُ ربّـي
سيسألني هنالك عن رضـاكِ

فمَنْ لي ثَمَّ في ذنبـي شفيـعٌ
و قد كسّرتُ مِنْ نزقي عصاكِ

ألا كـلّا و ربِّـكِ لا أبالـي
إذا ربتت على كتفي يـداكِ

جفاني الناسُ أمْ وصلوا و برّوا
فما نفعي و لا ضرري بـذاكِ

فان ترضَيْ فقد مُلِّكْتُ مُلْكـاً
و كان العرش يا أمّي دُعـاكِ

و إلّا كان صبحي لونَ ليلـي
و ليلي لونَ موتي أو هلاكـي




https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=49554

محمد البياسي
29-07-2011, 04:49 PM
أيـن المفـرّ



أين المفرُّ و لا مفرَّ كمـا أرى
ضاق الفضا بجحافل الحـراسِ

هذي المليكةُ جندُهـا أحداقُهـا
ما زال يَبطُشُ جندُها بالنـاسِ

أنا مَنْ يُسلّم بالهزيمة فارحمـي
تَعِبتْ على درب الهوى أفراسي

قد كان لي عرشٌ هناك و دولةٌ
ما كان أعظمَ دولـةَ البيّاسـي

لي عند كلِّ جميلةٍ مثـلُ الـذي
لِبني أميّةَ مِـنْ بنـي العبّـاسِ

خلّيتُ أسواري و جئتكِ طائعـاً
فاليومُ يومُك فاجرحي أو آسـي

لمّا رأيتُـك كنـتُ أوّلَ مـرّةٍ
مِنْ غير خمـر أنتشي أو كـاسِ

عَصَفَتْ بقلبيَ نسمةٌ , فتصادمتْ
أمواجُه , و تزاحمتْ أنفاسـي

لو كنتُ أعلمُ قبْلُ أنكِ لستِ لي
لَقَطَعتُ أسبابَ الرّجاءِ بِيَـاسِ

لكنك استعملـتِ كلَّ وسيلةٍ
كي تستثيري لهفتي و حماسـي

فوقعتُ ذِبحًا في شباكك مثلمـا
تَقَعُ الطريدةُ فـي فـمٍ فـرّاسِ

لا تلعبي بلْ حاولي أنْ تفهمـي
أو جرّبي أنْ تشتكي و تقاسـي

الحب ليس هوايـةً و غوايـةً
بل حرفة في عالَمِ الاحسـاسِ

الحبّ إنْ كانت بضاعتُه الهوى
فهو الديونُ و غايـةُ الإفـلاس

محمد البياسي
29-07-2011, 04:54 PM
خشّـان


إلى أخي و أستاذي الفاضل
خشان محمد خشان



بلْ إنَّ فضلَـكَ أثمـارٌ ورَيحـانُ
ونهـرُ علمِـكَ دفّـاقٌ وريّـانُ

و إنَّ قـدرَك معلـومٌ ومشتِهـرٌ
فليس ينكرُه في الشـرقِ إنسـانُ

و ما أضرَّ بشأنِ الشمسِ منزلـةً
أن لّا تراها وطاويـطٌ و عُميـانُ

يا مَنْ له أذعن الرَّقْميُّ مِنْ ثقــةٍ
ومَن به الشعرُ يَستقوي و يـزدانُ

حاشى لمثلِكَ أن تُثنـى أصابعُـه
أو أن تصيـرَ إلـى كفّيـهِ أدرانُ

أرجعْتَ للإرْثِ شيئاً من مَهابتـه
مِنْ بعدما عبثَتْ بالعرشِ عُبْـدانُ

وكيف يَكبُرُ زرْعٌ عند مُخْصِبـةٍ
وقد تَعهّـدَهُ عَقْمـى وخِصْيـانُ

وليس يَعلمُ عن مضْغِ الطعامِ فـمٌ
إنْ لم تكنْ فيه أضراسٌ و أسنـانُ

ولو جحدْنا على العَطّارِ صَنعتَـه
فلن تَصِحَّ من الأمـراضِ أبـدانُ

جادتْ علينا فلسطيـنٌ بفِلْذتِهـا
لكنها استأثـرتْ بالعـزِّ عَمّـانُ

فابْنِ لنا بعضَ أمجادٍ وقدْ هُدِمَـتْ
يا حبذا بك يا ذا العزمِ عُمْـرانُ

لو قيلَ : مَنْ كالفراهيديِّ في زمنٍ
صعبِ المِراسِ لقال الدَّهرُ: خَشّانُ




https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=50869