المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ديوان الشاعر سحبان العموري



سحبان العموري
26-12-2010, 10:24 PM
خراف على مذبح العولمة




طال الرقاد وأغفلنا شواطـــينا=تاه السفين وخانتنا مراسيــــنا
نأى بنا الموج والتيار يدفعـــنا=إلى الذي لم يصل شاطيه صاحونا
يُجانِبُ التُّربُ والأحجار منِ رِيَبٍ=حتى الجبالُ ورمل الشطّ يقلونـــا
لايعرفُ التُّرب إلا من يجـوسُ بهِ=والشط يحنو على قومٍ مُحامينــــــا
والريح عونٌ لأهل العـزم طائعةٌ=والخائرون على النجـداتِ يبكونــا
ضاعت سِماتٌ وقال القوم عولمةٌ=ماعاد حتى جهاتُ الأرض تعنينــا
لافِكرَ أبقت ولا ذكراً لهندســـةٍ=صِرنا بلا لغةٍ والشعرُ يهجونـــــا
نسيرُ في غَلَسٍٍ في قفر مُهلِـــكةٍ=نمشي بلا مُثُلٍ والدين يدعونـــــا
أين العلوم وأين الفنُّ في بـلــــدٍ=روح الحضارة كانت فيه قانونــا
يا لائمي أَن رَفَعتُ الصوتَ داويةً=ياقَـومُ إن الأفاعي في خوابينـــا
سماً نقيعاً جـرعناهُ بلا ألـــــمٍ=راضين أو عَلَّهُ الأخطارَ يُنسينـا
عبر الأثيرِ شربناهُ بلا قــــــدحٍ=أنطلبُ النور ممن جاءَ يعمينــــا
أو كالخرافِ نُثاغي فوق مَعلَــفةٍ=وفي الخفا مديةُ الجزار ترنونــا
نُعلُّ بالوهمِ بعد القهرِ في نَـــهَلٍ=في مِرجلِ الخوفِ ألقينا أمانينـا
حتى الجلودُ خلعناهـا بلا خــجلٍ=عن سكرة الموت كان الرقص يلهينا
لايصفحُ الذئبُ عن شاةٍ ولو رَضَخت=حتى الكباشُ عن المرعـى يحامونا
أين الحميةُ هل ياعُربُ من عَـرَبٍ=كيف الهوية ياشرقٌ تخليـــــنا
الوجه أضحى غريباً منك ياوطني=ماهكذا كنت في الأحلام تأتينـــــا
الفخر أمسى بعيداً عنك ياوطـــني=كنتَ الفخارَ وأهل الأرضِ يدرونا
ضمِّد جراحك يادرعاً لمستــــتر=مازلت سقف العلا سام يراعينـــا
في جبهةِ الشَرفِ الموسوم أخيلةً=سَطَّرتَهَا بالندى والحـب تزيينـــا
قُم لاتَرِم أنت أقوى والدُنى دُوَلٌ=ترابك الحـرُّ في الشِّدَّاتِ يحيينــا


سحبان العموري

سحبان العموري
30-12-2010, 08:23 PM
دمشق يا منبع التاريخ


ليس الفخار فخار الطين والعمد =ولا الثناء ثناء الأهل والولد
ولا ينال العلا إلا طوالبـــــــه =والعز سرٌ عطاء الواحد الأحد
نلت الفخار جميعا والثنا جمــلا =وطار ذكرك فوق البحر والنجد
ما نال مجدك ارض لا ولا بشر=ولا نجوم أو الأفلاك في سعد
ادت اليك ولاء الفخر ماجحدت =سواك ما لقيت اختا ولم تجد
دمشق ما كنت جسما ينتهي أبدا =قد كنت روحا سمت عن هالك الجسد
أعيا الخلائق مكنون به عجـب =عصى على خارق بالسحر والرصد
حبل البقاء على الآباد منعقـــد =ما فله مثقل الأحمال بالعقد
وجه الحياة على اللأواء مبتسم=رغم النوائب والاحداث والأمد
يا نورة للتواريخ التي غبــرت = وحاضر فيه كف بالعطاء ندي
عبر القرون علامات العلا شمخت =في راحتيك ولم تعيي ولم تئد
من آل مروان انجاد على خطب = قادوا الجيوش كطام البحر في الوهد
شدوا كفاتا وقرن الأرض طائرهم = أرحاء خندف أهل العزم والأود
يزجي الوليد عظيم الزحف ذي لجب = كما يمور ثقيل الغيم بالبرد
ان دارت الريح غربا فالهطول بها = أو شرقها ينظم البلدان في النضد
بوابة الصين دقتها خيولــــهم = والسند أفضت إليهم من ذرى الصغد
والغرب مطوى جناحيهم لأندس = والشرق أدى يمين البر والرشد
حنت على خافقيها أم يعربـــها = ما اذخرت عنهما شيئا من الرفد
أعطت كراما ونالت منهم قربـا =والقلب منفتح عاص على الوصد
فأخرجت من كنوزٍ إرثها حقـــــــب = أعمت بها أعين الحساد من حسد
مناقبا من قديم الدهر تذخرهـــا =ونائلا جاء مطروفا ومن تلد
والياسمين روى في صمته قصصا = عشق الثرى صامد رغما عن الفند
أواصر ساء أهل الحقد موثقها =غيظ الضباع طفا من ضيغم الأسد
جاؤوا إليك ردى لكن على سفن =من كل اخرق محجوب عن الرشد
ألقى بهم مرمل الأيام في سنة = كما أصاب الغبار العين بالرمد
فلم تريمي وكنت الأم واقفـــــة = ترد عن ولد بالزند والعضد
تردي بمسبعة عند اللقا صـــدق = من كل أروع بالإيمان متقد
هبوا وزنكي يقيم الصف من عوج = محمود يذكي شبوب الحرب في الرعُد
عاف المنام واحيا الليل ساجده =أمضى عرى العدل قبل الحرب والجلد
في جحفل دار بالإفرنج دائــــرة = شد الخناق بغير الحبل والمسد
ضاقوا صعودا ونور الدين يرقبهم = ابنا لأيوب يغفي الرمح في الجسد
هم غابرون وأنت الدهر باقية = مارابك الضنك عن وصل وعن حفد
درس سهامَغوَليٌّ عن مواعظه = بيبرس أعطاه ذكراها عن الشرد
سهم النوائب ماض من كنانتها = غربا على غاطس بالدرع والزرد
يا جلق الشام ما الأضغان نائمة =وكر الذئاب غفا يوما ولم يبد
يا جلق الشام ما الأحزان واقفة = لفي وشاح الضراب اليوم وانتضدي
يا جلق الشام ما الأوجاع دائمة = قد يدنف الكسر أياما ولم يزد
ان فرق المفسدون اليوم وحدتنا =على الخريطة هم يحصون بالعدد
لابد يوما قطين الاهل مجتمـع =أو يرعف السيف من اوداج مبتعد
يا درة الشرق والانحاء اجمعها = يا نبعة الحب في قلبي وفي كبدي
ان كنت واحدة اوكنت في عدد = ارض المكارم لاتنقاس بالبُرَد


سحبان العموري

سحبان العموري
02-01-2011, 10:15 PM
ثكلى وشهيد


صمَّت الآذان لا سمع ٌيثيب =أم صدود قبله بيع الحبيب
لا تنادي يا سليمى لا جوابٌ = صُكَّت الأقفال والساعي قريب
لن تَرَي معتصماً في خافقاتٍ = قد علمناه دفيناً لا يؤوب
وسيوفٌ من بقايا إرثه في =متحف أو حازها هاوٍ غريب
لا تعيدي عن عتاق الخيل سؤلاً= قد عقرناها فمرعانا جديب
يا ثكالى الحيِّ لاتحفرن قبراً = ربما هذي الضحايا قد تجيب
كم عجوزٍ أوهنتها نائباتٌ = فرقة الأحباب هاجت والخطوب
في جموح الأفق يسهو طرفها وال= جفن شمسٌ حين آساها المغيب
خط ّ محراث الردى في وجهها أخـ=ـدوده والقهر زرع ٌوالسَّغوب
رابِضُ الأحزان أحنى ظهرها من=ذكرياتٍ جرحها دامٍ عطيب
أخمد الدهر قناديل الأماني = ورياح الموت أرسالا هبوب
لم تغادر في قفار العمر عوداً = غير فرع ٍ غذ َّ معناه الحليب
في حميل السيل تنمو غرسةٌ با =نت رواءاً طلعها زاهٍ رطيب
شمعةٌ في عتمة الداجي وذخرٌ=علّه قوداً من الماضي يصيب
من رأى بحرا من الأحلام يمشي=والصحارى في خفاء تستغيب
يغمر الأصحاب ظلاً في شموخ= يُثبِت الأرض بعزم لا يخيب
يصطفي من أسود البارود عطراً= جاءه من أخضر الزيتون طيب
ابن من يرضع عزاً ثديها شا =بت جفوناً والسجايا لا تشيب
إنها الأشجار إن غيلت أصولٌ =أفرعت والفأس مسعاها يخيب
خاض في سوق المنايا بائعاً لا = يشتري روحاً تناستها الحروب
من رأى دبابة ًفرّت لواذاً= من صدورٍ عزَّل فيها اللهيب
صرّة الجنزير لم توجف حفاظاً = دونه صمُّ الرواسي قد تذوب
في سعير القصف والنيران شبَّت= وحمام السلم أدماه النَّعيب
دارت الأبراج والناظور يقفو = أضلعاً ما غمّها يوما حريب
غادرٌ في دارع ٍ يرمي رصاصاً= وشبابٌ أعزلٌ ما قد يجيب
ويح قوم ٍ نام راعيهم فناموا= وابنهم أعيى تراقيه الصليب
ماد يهوي باسماً من ثم يجثو = ذاكراً حيناً وحيناً قد يثوب
لامست يسراه أرضاً قد فداها = ويمين ٌ في أعاليها تجوب
لحظة ً ثم شهيدا قد تسامى= إن عيش النسر في الوادي عصيب
ضمت الغبراء طوداً قد أتاها = زائراً ملهوفة ً قامت تهيب
بلِّغوا الثكلى عزائي إنني يا = أختُ عن وافي حنان ٍ قد أنوب
أيُّ أم ٍّترتضي لابنٍ معاشاً =في قُرى الخالات حتما ً لايطيب
أنَّت الثكلى وصاحت في رسومٍ =أَخلَقَت عن مستجيرٍ لا تحوب
نوِّحي يا دار يا أشجار زيدي = والسما قالت كفى جاء الحبيب

سحبان العموري
08-01-2011, 11:23 PM
إلى أم البنين



في رُسوم العُمر طيفٌ قد تجلـى=عن سُرَى التَّذكار يوما ً ما تخلَّى
مؤنساً قلباً قضى فيـه التَّنائـي=حُكمَ جَور ٍ بالحنايـا قـد أَخَـلَّ
أَجهَدَ النِّسيان َ بابٌ موصدٌ فـي=دار حب ٍّ طيفكـم فيهـا تولَّـى
يا رسولَ السُّهدِ أنبئ ساكناً فـي=قعر قلبـي بعذابـي قـد تَمَلَّـى
لا تظنَّـنَّ بـروح ٍ غفلـةٌ عـن=مَرتع ٍ رحلُ الأمانـي فيـه حـلَّ
عن شجيراتٍ غرسناها معاً عـن=دَلَّـة ٍصَبَّـت بفنجـان ٍ تَعَلَّـى
قبَّل الأنفَ ففاضـت عينُهـا دم=ـعاً كريماً أسمـراً بالطيـبِ زُلَّ
فـي نواديهـا لأخيـارٍ أُعِـدَت=من صُوى الأخلاق ِ حاكيهم أطلَّ
يا قرينَ النفس ِ لاتحسب هوانـاً=إن حبل الحب صعـبٌ أن يُفَـلَّ
في طويل الدرب نمشي والحكايا=أُرهِقَت والفكرُ صاف ٍ لـم يمـلَّ
تُنشد ُ الأطيار بعضاً من رؤانـا=في كروم ٍ أَسدَلت في الوهج ِ ظلاً
والأقاحي أمطرت زهـراً ربانـا=في رخا الأيام عشنـا لـم نَـزِلَّ
وإذا صرف ٌ من الأحزان وافـى=قلتِ ياحـزنُ تباعـد فاضمحـلَّ
كم ضحكنا من عناءٍ قد يمـاري=ثـورة الأحـلام فينـا أن تكـلَّ
كم تبادلنـا خيـالاً عـن أسـام=تحت أشجار ٍ بنا كانـت تسلَّـى
كم عددنا أنجماً باتـت حيـارى=من قلوب ٍ لحن خافيهـا تجلَّـى
سيرة َ الأزهـار قررنـا معاشـاً=برهة ً تذوي وقـاراً كـي تُهـلَّ
يا عزيزاً عن سواكم مات شعري=وشغاف القلب أغلقـن َ السِّجـلَّ

سحبان العموري
11-01-2011, 10:28 PM
بشير ونذير




شجاني بريقٌ فـي الغياهـبِ لامـعُ=أثـارَ حنينـاً حاصرتـه المـدامـعُ
جلا ظلمـةَ الليـلِ فبانـتْ معالـم=ٌفلله دربٌ أظهـرتـه المـطـالـع
ولله بـرقٌ بالحـجـاز وميـضُـه=له في أعالي الشـام وهـجٌ وطالـع
هوى ذو شعابٍ في الظـلام كأنهـا=عِذاقٌ عَلَت ,فيها ضرى النارَ جامـع
أتى من قبابِ الغيـم شَـقَّ خيامَهـا=طريدَ السمـا والأرضُ فيـه تُنـازِع
بشيرٌ بغَوث القَفـرِ عنـد سطوعِـهِ=نذيرٌ إذا ما الرَّيحُ جـاءت تُصـارع
هدى خطوةَ الساري و آنـسَ قلبَـه=بلمـحٍ فبـوحٍ واللبيـبُ يُـسـارع
حبيباتُ قلبي يـا بـروق تعاقبـت=فمن سُنَّـةِ المختـار فيـكِ طبائـع
بمرِّ الليالـي مـا تناهـت عظاتُهـا=كغيمٍ على عطشى المَحاقـلِ هامـع
ثقيلٌ علـى واهـي البنـاءِ و إنمـا=مغيثٌ لغَرْثـى , للنفـوسِ مـوادع
بقلبِ بـلادِ العُـربِ شـعَّ سناؤهـا=فضاءت حجـازٌ جُرْدُهـا والمرابـع
بـأرضٍ تَولَّتهـا الضغائـنُ أحقُبـا=فللقهـرِ فيهـا مـرتـعٌ ومنـابـع
على قاعها كـادت تمـورُ جبالُهـا=كصرحٍ تهاوى مادَ والسقـفُ واقـع
قلوبٌ غَلَت حقـداً ودنيـا تهافتـت=دماءٌ أريقـت فـي ظنـونٍ تخـادع
وخاضوا غِمارَ البغي غافين جملـة=وغطَّت على الحقِّ المنى والمطامـع
وظنُّوا الردى مأوىً وما من قيامـةٍ=و ربهُمُ صخرٌ وما الصخـرُ سامـع
إلـى أن رمَتهُـم بالرزايـا مسالـكٌ=تشظَّت إلى أنْ حارَ بالخَرق ِ راقـع
حباهـم إلـهُ العالميـنَ برحـمـةٍ=بديـعُ البرايـا مانـحٌ هـو مانـع
بطه البشيرِ الطاهرِ المصطفى رَبَـتْ=بطاحٌ و قـد زانـت رسـومٌ بلاقـع
نَمَتْهُ النجومُ الزُّهرُ مـن آلِ هاشـمٍ=لهم في المعالـي مَعقِـلٌ ومناجـع
وفي زهرةِ الخيراتِ زانَتْ به عُـرى=وبَزَّتْ بني سعـدٍ عليـهِ المَراضِـع
أمينٌ كريمُ العهـدِ بِيـضٌ خِصالُـهُ=تَعلَّى بـه خَلْـقٌ وطابـت نـوازع
وقورٌ على الخَطبِ الجليـلِ محمـدٌ=له فـي الصفايـا موكـبٌ وطلائـع
عظيـمُ المَقاليـدِ كريـمٌ سِبـالُـهُ=دِثـارُ المُلِمَّـاتِ إذِ الأمـرُ رائــع
حليمٌ تسامتـه السجايـا فَتُـه بـه=أيا شعرُ إنْ عَزَّتْ عليـكَ المطالـع
إلى أن رمى فـي الأربعيـن رِمايـةً=وحانتْ أتـى أمـرٌ مـنَ اللهِ جامـع
على غيرِ قـارٍ قـد تَنَـزَّل وحيُـهُ=و بالحقِّ يـا طـه أتتـك الشرائـع
فضاءتْ بها الدنيا و أقبـلَ سَعدُهـا=ورجّت بها فـي الخافقيـن مواقـع
وأذوى لها عرشٌ لكسـرى وقيصـرٍ=ودُكَّتْ على صدرِ الطغـاةِ مصانـع
وداستْ على بَعْلِ المناسِمُ والخُطـى=ورأس إسافٍ فـي المزابـلِ قابـع
وأدَّتْ قـريـشٌ للنـبـيِّ قِيـادَهـا=وفرسـانُ قيـسٍ عامـرٌ وأشاجـع
وخَفَّـتْ سُراةً حِمْـيَـرٌ ومَعَـدُّهـا=وكهلانُ من فوق ِ المطايـا تُسـارِع
إلـى أنْ توافتـه القبائـلُ كلُّـهـا=وجَمَّـعَ شمـلا مزقتـه المطـامـع
شتاتـاً حيينـا قبـلَـه لا أعِــزَّةً=ذليـلٌ لغيـرِ الله مـن هـو تابـع
رسولُ الهدى والسِّلمِ والعدلِ والنُّهى=ونـورُ كرامـاتٍ مـن الله ساطـع
أرِحنا بـلالٌ بـالأذانِ وحَـيْ علـى=فشرقٌ وغربٌ والدُّنـى لـكَ سامـع
وهندُ به والصيـنُ بعـدَكَ رَجَّعـت=ْوفي طنجـةٍ خَفَّـتْ إليهـا رواكـع
بخارى وطشقنـدُ ومالـي وفـارسٌ=وسودٌ وبيضٌ فـي العدالـة طامـع
فلولا بزوغُ الفجرِ ما عُرِفَ الضُّحـى=ولولا صلاحُ العيشِ ما قـامَ هاجـع
ولولا هداياتٌ مـن الله مـا دَعـتْ=دواعٍ ومـا ثـارتْ لحـقٍّ خوانـع
ولـولا سيـوفٌ للجهـادِ مُـعَـدَّةٌ=بأيدي كُماةٍ فـي النضـالِ قواطـع
بأيمان رهبـان الدجـى وفـوارسٍ=إذا ثـارت الأوداجُ والحـقُّ ناصـع
مهاجرةٍ إن رُمـتَ رِفـداً تـواردو=اوأنصارِها إذ صاحَ بالغَـوْثِ فـازع
لما كانت الشـامُ بـأرضٍ لنـا ولا=عراقٌ ولافي مصـرَ طابـت مرابـع
ديـارٌ ورثناهـا بطُهـرِ دمائـهـم=فلـم نَرْعَهـا والنائبـاتُ نـواقـع
أيـا أمـةً إسلامهـا شـادَ عزَّهـا=وتشكو صدىً لمـا تجـفّّ المنابـع
كرهتِ مسيراً في طريق الهدى ضحىً=وساقكِ دربٌ فـي المهالـكِ هـازع
عراقكِ مـا أمسـى عراقـاً فدجلـةٌ=غريقٌ وبين الشرق والغرب ضائـع
وأضحـى فـراتٌ رافـداً لعيونِـنـا=نَزَحناهُ دمعـاً لـن تَعيـهِ الفواجـع
فعـذراً رسـولَ الله ليـت عَذرتنـا=فمَسـراكَ أنستنـا عُـلاهُ المنافـع
فهلْ قد يَبُزُّ الخيلَ أعرج ُفي الوغـى=وهل يصنعُ النصـرَ المُـؤزَّرَ هالـع
و هل شاقت الأوطان من ألِفَ النَّوى=و هل ردَّت السُّـراقَ قـطُّ البضائـع
وما أشبعت ضبعَ البوادي وأطعمـت=ذئـابَ الفـلا إلا الشيـاهُ الضوائـع
شعوبٌ أضاعـت ذاتَهـا بسُباتِهـا=وآتٍ صبـاحٌ حاصرتـه المخـادع
وقـارحُ خيـلٍ لايـزال وإنْ كـبـا=له فـي مياديـن الطَّـرادِ مراجـع
وتاريخُـنـا ماأوجـدتـه رُواتُــه=فمـا تصنـعُ التاريـخَ إلا الوقائـع
ولا يُستعـاضُ السيـفُ إلا بمثلـه=وهلْ مُكمِـلٌ ماضيـه إلا مضـارع
فان لم يفلَّ الهامَ عالي الظُّبـا فلـن=تعيـدَ حقوقـاً أحبُـلٌ و مقـامـع
إلهـي ومـولايَ وربـي وخالقـي=ويا خيرَ من ناداهُ بالغيـبِ ضـارع
ويا واحداً غطَّـى الخلائـقَ حُكمُـه=عُبَيـدٌ ضعيـفٌ بالمَذلَّـةِ خـاضـع
رضاك ورُحمى منـك ياسيـدي أنـا=بها من جزيلِ العفوِ عنـدك طامـع
وصـلِّ إلهـي مـا دعَتـكَ خليقـةٌ=على أحمدَ الهادي ولي هـو شافـع

سحبان العموري
16-01-2011, 08:38 AM
رسالة حب إلى تونس



أتتك الريح ُ قد ساقت غـَماماً=فأمطرت المكارمَ والسلامَ
على شعبٍ أرادوها حياةً=كما الأحرارُ قد شدُّوا حزاماً
هي الخضراء ُتونسُ قد أقامت =على الحمراءِ لم تخشَ الحِمامَ
عُزَيزيٌّّ رأى للنار فضلاً= على ماء المذلة أن يُسامَ
فأحيى الجرحَ في جسمٍ تردَّى=بغير الكـَيِّ لم يَشفِ السِّـقامَ
شبابٌ للحياةِ سعى كريماً=أبى للقهرِ صرحٌ أن يُقامَ
فهدَّ الصمتَ من وجعٍ هديرٌ= إلى وِردِ الندى شَقَّ الزِّحامَ
يناضل ُ عن شوارع أنهكتها =مواعيدٌ فما أوفت ذِماماً
وما عادت بها الأوجاعُ ترضى =جياعُ الأرض لم تطلبْ كلاماً
أنينُ الكِبْرِ أقفى عن سكوتٍ =وحرُّ الجمرِ قد عافَ المنامَ
فسار الشعرُ في نظم القوافي =وخاض الفكرُ في بحرٍ ترامى
وليست عادةُ الأشعارِ طعناً =بمن أقفى ولكن لن تُلامَ
أما كان الهدى أولى لحكم ٍ =أما كان الندى خيراً مقاماً
بطائرةٍ مضى ضاقت سماءٌ= به والأرض لم تُعطِ الزِّمامَ
فيا طيرَ الهوى سَطِّر كتاباً = إلى الأنجادِ بَلِّغهم سلاماً
بتونسَ همْ ولا تذهب ْ بعيداً=ديارُكُمُ فلا تُـقـْسوا الملامَ
فما قـَوَدٌ جرى ضاهى سماحاً =كذا عند التَمـَكـُّنِ ِ لن يُضامَ
هيَ الأمطارُ قد تـُنميْ زروعاً=وتهدمُ بيتَ قوم ٍ لم يُحامى

سحبان العموري
21-01-2011, 03:43 PM
انظر في الصورة تعرف من أخاطب
url=http://www.up.qatarw.com/]http://www.up.qatarw.com/up/2011-01-21/qatarw.com_443009944.jpg[/url

url=http://www.up.qatarw.com/]http://www.up.qatarw.com/up/2011-01-21/qatarw.com_1011324737.jpg[/url



حديث الطلول


أيا واقفاً ترثي طلولاً تبالى = غدت بعد طولِ العهد رسماً مهالاً
ضعيفاً تـُسافيهِ الرياحُ وقد ثوى =غريباً و أدعَـتـْهُ السنونُ خيالاً
و عَرَّت سُلاماهُ المَضاربُ وَحْشة ً= وصبرٌ على الأعصارِ عَزَّ مِحالاً
و أخنـَتْ عليه الماحلاتُ من البــِلى =أحالت خـَضارَ الحب فيه رمالاً
وقفتُ به والفكرُ يَرمَحُ شارداً =على دربِ ذكرى أعسَرَتهُ منالاً
فما لي أرى يا دارُ وجهَكِ شاحباً =وما لي أرى الجدرانَ منكِ هَيالاً
و سقفُكِ أهوى بعد عَلـْوٍ فأ ُلحِدتْ= رواياتُ فخرٍ أرهَـقـَتـْه دلالاً
و لم يَبـْقَ غيرُ القـَوس ِيعزفُ لحنـَه= حزيناً ودمعُ المِحـْجَرَين ِ تـَلالا
فخاطبته يا عمُّ هذا أنا فهلْ =ذكرْتَ عهوداً بيننا وسِجالاً
فأعرضَ عني لم يُجـِبْ عن تساؤلي= ولكنَّ طرفَ العين ِ ودَّ وِصالاً
فـَعـُدْتُ وأغلـَظـْتُ التساؤلَ عنده =و هل أنتَ تـَنـْسى أدمُعاً وخِلالاً
أما تذكرُ الألعابَ حين كـَسَرتـُها =عليكَ و طيناً قد صَنـَعتُ جـِمالاً
و تذكرُ صخراً قد رَكِبتُ كفارس ٍ=فأقحمتـني بحرَ الخيال ِ قتالاً
ثلاثونَ مرَّت سبعة ٌ فوقـَها وقد =نـَثـَرتُ على كلِّ البلاد رِحالاً
وما فارقـَتْ ذكراكَ يوماً جوانحي = وما عزَّ قلبي للنسيم ِ سؤالاً
فلما أغـَظـْتُ الصمتَ فيه أجابني =و رَفـَّتْ حماماتُ الوفاءِ فقالَ
بُنيَّ أقم يا صاحبي عن مسائلٍ=وقد كان في لـُطفِ الحديثِ مِثالاً
أما قد ترى الأجفانَ مني أشابَها= زمانٌ و أحجاري أبـَتـْهُ زوالاً
أصارعُ أنـَّاتٍ بروحي وما بَرَتْ = ضـَرَتـْها طيوفُ الظاعنينَ شِمالاً
و قد زادَ من عَسْفِ الليالي تـَذ َكـُّري=ندامى و أجيالاً عليَّ تتالى
بنوا الإنس ِ أنتمْ لا يطولُ وصالكمْ= ولكنه عندَ المَذاق ِ تحالى
تـُشيدوننا نبقى دهوراً وأنتمُ = طيوفٌ كما شـُهبُ السماءِ توالى
وما أنت إلا منهـُمُ فابتـَعـِدْ ولا = تعـُدْ لا تـَزِدْ حزني عليك ظِلالاً
و ذرني وحيداً أحتسي من مواجعي = بُنيَّ أفِق ْ إنَّ الطلولَ ثكالى
فهذا حديثُ الدار ِ حقاً ولا مـِرى = أتـَحْسَبُ داراً لا تـُجيدُ مقالاً

سحبان العموري
27-01-2011, 08:57 AM
واحة الخيرات



أيا واحة الخيرات ليلك مقمرٌ=وروضتك الغنّاء ضاء بها الفكرُ
زهوتِ بأرض الشعر بعد يباسها = وطال ينابيعَ الصفاءِ بها نـَزْرُ
و خِرْتِ منارات الأصالة مَعْلماً = عريباً وأنسابُ الملا شابها هـَذْر
فكنتِ المواثيقَ التي قد أقامها = دُعاءُ القوافي بعد ما ضاقها هجر
شعارك نخلٌ قد تدانت عِذاقـُه = و هَرْفُ القصيدِ العذب فيكِ لها تمر
وحامت بكِ الأطيارُ تطلب راحةً= على وِرْدِ أشعارٍ تقدّمها صقرُ
فيا موئلَ الأشعار هذي رواحلي= بأدناكَ قد حلت وغادرها السَّفـْرُ
قصدتُ كراماً قد نزلتُ بساحهم = فيا طيرَ أشعاري أتاكَ بهم فخر
وأذكـُرُ نسراً قد أطلَّ بباذخٍ =سرى عُمَريـّاً طال منه الورى ذِكرُ
أبا ناصر ٍ أنت القصائدُ كلها = وشيخي سليمانيُّّ أقواله بحر
ورِفـْعَتُ طال المَكثُ في زهر روضكم = وزيدانُ في أرض القصيد له نهر
وعقاد حبل ِ الشعر لو شاء حلـَّه = جهادُ التفاعيل ِالتي صاغها بدر
وأشرق من سنجارها مصطفاهُمُ = جُرَيويُّ طنطاويْ تباهت بهم مصر
وبنت الرفاعي بيتُ أقوالها الذرى = فتى غامدٍ نضوٌ أجاد به الدهر
ومازنُ شعري والبياسيُّ وسالمٌ = وباقي أصيحابي علا فيهمُ القـَدْر
و أ ُجْمِلُ في أهل اليمان ِ مقالتي = همُ الزهر في روض البيان له عطر
وفي النيل قد سال القصيد مشاعراً = وحسبُ عراق الخير فيه الندى خمر
مغاربُ أرض العُرْبِ إني أ ُجـِلـُّكم = جزيرة ُ كل العُربِ أنتمْ بها فخر
فلسطينُ لبنانيْ وأ ُرْدُنُّ أضلعي = همُ قـَدْحُ ناري إن ضـَرَتْ أو همُ الكـِبْر
شآمٌ وفيكمْ قد سَفـَحتُ قصائدي = وكم قد أذابَ النفس في قومها شِعر
فهذا أيا صَحْبَ الندى قلتُ فيكمُ = وأطلبُ صفحاً عن عِثارٍ له عذر
وأختمُ قولي بالصلاة على النبـِي= شفيع ِ البرايا إن أضارَ بهم حشر

سحبان العموري
31-01-2011, 02:48 PM
غيظ المقطم

براكين ُ فارت أم قلوبُ الغيارى=أم الغيظ ُ في سفحِ المُـقـَطـَّمِ ثارا
و أرضُ الكناناتِ الحِفاظ ُ يقودها=هديرُ الزمان العزمُ فيه أغارا
إذا أقبلَ السَّعْدُ الصنيعُ يـُظِلـُّهُ=فـَخارٌ و وَجْهٌ للحياةِ استدارا
إذاً تـَلـْقَ في مصرَ الشبابَ مُراغِماً=وقارَ المَشيبِ الفعلُ عنه توارى
أيا طـَلـْعة َ الفجرِ الرحيمِ ألا صِلي=ضُحىً قد أطالَ الليلُ عنه انتظاراً
و قاهرة ُ الأعْصارِ طالتْ سِنونها=أزاحتْ عن الحيطان ِ صُبحاً غـُبارا
وجاشتْ مياهُ النيلِ لا تعرفُ الونى=مُرافِقـَة ً سَيرَ الشبابِ اقتدارا
و سَدٌّ على مَجْرى الحياةِ مُكابرٌ=أرَتـْهُ الميامينُ النشامى انهياراً
و لستُ بـِدارٍ هل أزاهيرُ ثورةٍ=سقتني عناقيداً خمورَ السكارى
أمِ الأمنياتُ الباذخاتُ بأضلعي= تـَراقـَصَ فيها كشْفُ سرٍّ أنارا
دهاكَ حِمامٌ قد أطـَلـْتَ صنيعَه=و سَيلُ الأعالي قد أتاكَ انحداراً
روابيْهِ أسقامٌ كـَرِهتَ علاجـَها=و وعدٌ لما أسْلـَفتَ يحمي الذِّمارا
بساتينُ أرواحِ الأ ُباةِ تـَنـَضـَّرتْ =و مَلـَّتْ سُهاداً في عيون ِ السَّهارى
أتاكِ الربيعُ اليومَ أرصفة َ العُلا=غـَريداً على أعرافِ جـُرْدِ المَهارى
هو القـَدَرُ الآتي يحاربُ أعْظـُماً =رماداً غدتْ لم يـَرْضَ عنكِ انحساراً
حشودُ التـُقى أمسَتْ على عَرَفاتها=أتـَتـْكَ أيا إبليسُ تـَرمي الجـِمارا
فما حِصنُ إسرائيلَ يُغنيكَ مَنزلاً=قلاكَ و أمريكا ستـُبدي اعتذاراً
قـَطـَعتَ حِبالَ الودِّ حينَ مَلَـَكـْتها=وأبْدَلتَ روضاً للسماحِ قِفاراً
و ما كانَ ظـُلماً أن تـَرى غـَضـْبة ً أبتْ=خضوعاً ولكن ما تـَرَكـْتَ خياراً
فهذا سِقاءٌ قد عَقـَدتَ زِمامَه=وجمرٌ نـَفـَختَ , الآن َ يعطي شراراً

سحبان العموري
11-02-2011, 01:11 AM
أمانا يا عراق

أماناً عراقَ الخيرِ فالجرحُ سالمُ= و هل أفنتِ الشمسَ الليالي القواتم
تطاولَ ليلٌ و الصباحُ بمَرْقـَبٍ = أيا ليلَ صبري ما كفتكَ المظالمُ
سقاني صديدَ القهرِ أسودُ حالكٌ = فيا ليلَ أمريكا ارعوي الصبحُ قادمُ
بـِلـَيلـَين ِ يأتي الفجرُ ينفـُثُ غيظه =فأقـْبـِلْ صباحي إنني بكَ حالمُ
ولا تسأمي بغدادُ حَملَ أشاوس ٍ = فما تحملُ العينين ِ إلا الجماجمُ
هم الأمن يا بغداد ليس سواهم=إذا هاج خوف عن حياضك قاوموا
فإن حان وقتُ السَّلمِ صِرتِ حمائماً = وفي الحربِ أنى قد تطيرُ الحمائمُ
إذا أنطقَ الصمتَ الرصاصُ و بادرت =حشودٌ على زيتِ الخليجِ تساومُ
وأقبلَ زَحْفٌ والحديدُ ركابـُه = وفي كبدِ الغيمِ الدخانُ يزاحمُ
وأفـْقدتِ الأفلاكَ طيبَ رقادها =قذائفُ خطـَّتْ والبيوتُ علائمُ
و نازعتِ الشـُّهبَ الصواريخُ أمنـَها=و جُرَّتْ على عَفرِ التراب ِ مكارمُ
وأجهشَ يبكي دجلة ٌ في مسيره= وشُرِّحَتِ الأحلامُ والكونُ نائمُ
وصاح فُراتٌ أينَ صَحبي وهل هُمُ = بقربيَ أم داست عليهم قوائمُ
و خـَطَّ سما الأنبارِ نـَزْفُ جراحِها = ولهفي على الحَدْباءِ أينَ الضراغم
و غيلـَتْ بسامرَّاءَ أضرحة ُ الوفا = و معتصمٌ ضـَجـَّتْ عليه المآتمُ
و صاح العُلا بغدادُ أينَ دفاتري = فبـَعدكِ يا بغدادُ عيشيْ مَزاعمُ
وغطـَّتْ على وجه السَّوادِ قتامةٌ ٌ =وبالموتِ جاءت كربلاءَ مواسم
ونادى أيا بغدادُ شط ُّ عروبةٍ = وأعْيَتْ رواديدَ الحسين ِ ملاحمُ
و بصرة ُ نادتْ أينَ نـَحْويْ و كوفة ٌ=رَمَتْ مـُفرداتٍ قد بكتها المعاجمُ
وغافلَ هارونَ البرامكُ خـِلسَة ً = فعضَّ على وسطى فـَرَتـْها اللهازم‘
وطـُلـَّت على جسر الرصافة أدمع = وكرخك يا بغدادُ بالقهر غائم
وصَبـَّتْ عناقيدُ الطـُّغامِ قنابلاً = فحتى صُوى الأجداثِ كانت تـُداهمُ
وضرَّج َ أجفانَ الثكالى وريدُها = و قُطـِّعَتِ الأوصالُ لات َمراحمُ
و صارت فؤوسُ الشرذمات عبادة ً = تـُقسِّّمُ مَقسوماً وبئس الغنائم
وما الفعلُ يا بغدادُ غربٌ تكالبوا =وعُربٌ قـُحاحٌ عجَّمتها الأعاجم
وما الفعلُ يا بغدادُ إذ نحن أمة ٌ=على لـَعْقِ جرحٍ قام فيها تـَخاصُم
وما الفعلُ يا بغدادُ إذ قـُسِمَ الحِمى=وشـُرِّدَ تاريخٌ وذلـَّت ضياغم
و قالوا أيا كـُردُ الدماءُ غريبة ٌ=وبينكم والعُرْبِ أنـَّى التفاهمُ
فـَمُزِّق دربٌ قد مشيناه صُحْبة ً = وصارت لألوانِ ِالدماءِ مياسمُ
وفاضتْ على كركوكَ أنهارُ فـُرقةٍ =أ ُثيرَتْ و زاخو أنكـَرَتـْهُ الغمائمُ
فقلنا إذاً فالأمرُ فرقُ أرومةٍ = فكردٌ وعُرْبٌ حسبكمْ ذا تقاسم
فما أشفتِ الفأس المضاربُ حِقدَها= أيـُعجبُ فأساً بالغصون ِ تـَزاحُمُ
و أُقـْنِعَ جُهـَّالٌ بمحضِ دعايةٍ = أُريدَتْ وهل يا عُربُ فيكم تـَراحُمُ
فما العُرْبُ إلا شيعة ٌ ضدَّ سُنـَّةٍ = وأشياع ُ أهل البيت أيضاً قسائم
ففرسٌ بهم والعُرْبُ أهل ولايةٍ = و أهل الولايات العَوامُ سواهمُ
وسُنـَّة ُ عُرْب غيرُ أكرادها صوى = وسُنـَّة ُ أعرابٍ سُراهُمْ شراذم
فبدوٌ وأهل الطين ليسوا بمنهُمُ = وبالبدو في المرعى هناك تـَخاصُم
وحاضرة ُ الأحزاب ِ فيها تنافسٌ = وقادة حزب في الخصام تراهم
فوهنٌ وأحقادٌ ومالٌ ومذهبٌ =وعرق وأحزابٌ و زعمٌ وزاعم
ولم تـَرْضَ أمريكا بغير فنائهم = ولو عن سُلاماها تخـَلـَّت براجمُ
ولستِ أيا بغدادُ وحدكِ في الأسى=فقومي جميعٌ في الأساةِ جواثمُ
و إن أظهرَتْ جرحاً بوجنتكِ الدِّما=فبحرُ جراحٍ في حشانا يُلاطم
وقد أمشي يا بغدادُ فوق خريطةٍ = دماءُ جـِراحاتي عليها مَعالمُ
وغيمة ُ هارونَ التي قد تفاخرتْ =قلتها رياحٌ بالبلاءِ قوادمُ
وحسبيْ أيا بغدادُ من وجع بنا =حدودٌ عرى الأنسابِ فينا تـُحاكم
تـُقـَطـِّعُ أرحاماً تركنا بـِلالها=وباقي الملا جَمْعٌ علينا تلاءموا
فأَرْوَمَ رومٌ بَعْدُ فـُرسٌ تـَفـَرَّستْ=وتـُرْكٌ على طـَورانَ هَبَّ هواهُمُ
ونحن أيا بغدادُ أسلابُ وهمنا= فأسماءُ عُربٍ أهملتها القوائم
مؤامرة ٌ قد قيلَ إنا حَصيدُها=مناجلـُنا للحاصدينَ سوائمُ
وقد يهدِمُ الأعداءُ أبياتَ ضِدِّهمْ = ولكنَّ بيتي ساكنوه الهوادمُ
غريبا أُرى وسْط َ قومي كأنما=أنا من ثقيلِ الحُلمِ في الليل هائمُ
و ها قد رماني الشكُّ في جُبِّ حَيرتي=و ألحانُ فخري أوطِئتها المناسِمُ
ومن أصعبِ الأحزانِ أنيَ مُعْرِبٌ=أرى بينَ أهلي َاليوم َسارت تراجمُ
أيا أمَّ مجدٍ ليس مثلكِ يـُحتـَوى=و هل تـُفرِغ ُ البحرَ الدِّلاءُ الحوائم
و شمسُك أبهى أن يـُغـَطـَّى سناؤها=و فخركِ لا يمحوه غزوٌ و غاشمُ
و فيكِ أسودُ الغيلِ إن أزِفَ اللقا=أقامت على حَيْدِ الكرامِ تـُصادمُ
قرومٌ همُ الأرحاءُ وقتَ كريهة ٍ=و سُمٌّ على عينِ المُغيرِ أراقِمُ
وإن جاسَ صحنَ الحَيِّ باغٍ يـَرودُه=خبالاً يظن الوردَ فيهِ لِقاهُمُ
أرَوهُ بساح الحربِ ما لم يظنـَّه=فأغضى كسيفاً أخجلته الهزائمُ
أحاكَ خيوطاً بَعدُ يبغيْ فِكاكـَها=أيا عنكبوتُ اليومَ بيتـُكِ هادِمُ
وفلوجَة ُ الأحرارِ أصْلـَتـْكِ نارَها=وهـِيتٌ بها قامت عليكِ محاكمُ
وتكريتُ أنضَتْ للضـِّرابِ حسامها=و تخفِقُ بالأنبارِ فيكِ الصوارمُ
وبالمَوصلِ الحَدْباءِ قد تـُرِكَ الكـَرى=و أسْقتْ ديالى من دِماكِ الغمائم
فصبراًأيا بغدادُ قد حانَ مَوعدٌ= تـُعَصَّبُ للحَزْمِ المـَكينِ عمائمُ
و ما الحربُ إلا عندَ أوَّلِ صدمةٍ= وبَعدُ يبينُ الفعلُ فيه الحواسمُ
أبغدادُ أنتِ الجـِدُّ إن حُمِدَ السُّرى=ذُكِرْتِ و أنتِ الحَدُّ إنْ ضلَّ حاكمُ
بغدادُ أنتِ الرِّفـْدُ إنْ عزَّ نائلٌ= و أنتِ القوى إن أخذلتنا العزائمُ
و أنتِ الرؤومُ الشـِّعرُ منكِ خصاله= فيا أمُّ فـَدواكِ الأنا والعوالمُ
بغدادُ إن لم تـُنـْصري عافنا الندى= ولا هطلتْ مُزْنٌ ولا قامَ قائمُ