المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ديوان الشاعر أنس الحجار



أنس الحجّار
21-06-2005, 09:20 PM
صوتُ الحُروفِ يَجوبُ الكونَ يَصحبهُ
بَـوحُ المشاعر مـــن شِعري و ألحاني
الـطَّـيـرُ يَســمـعُـنـي يَـخـتـالُ مُـنـتـشياً
والــزَّهـرُ يَــعــرِفُــني و العطر ناداني
والــليلُ يَـعـشـقـُني و النجمُ صاحبني
والـبدرُ عــانـقـنـي والــفـجرُ يَــهــواني
فـالـشِّـعـرُ نـهـرُ هـوىً يجري بأوردتي
أمــواهُــهُ حَــمَـلَــتْ سِـــحْـري وألواني
صَـبَّـتْ بـبـحـركِ يـا مـحـبـوبـتـي فأتى
مـــوجُ الـفـِـراقِ بــمِــلـحِ الهَجرِ يلقاني
هـل تَـسْــمَـعـيـنَ أنـيـنَ الـبَـوحِ ملهمتي
أم أنـــتِ جَــــوهـــرةٌ مــــن دونِ آذانِ
وهـــل تــريـنَ دمــوع الشـــوقِ ساقية ً
أشـــواكَ حـبّــكِ كي تـزهـو بأغصانِ
يــا رحــلــة ً بـدأتْ , مــوتــي نهايتها
والـدَّربُ أتـعـبـنـي و الشــوقُ أضناني
رَتـَّــقــتُ أشـــرعة َ السلوانِ في سفري
دونــتُ إســــمـكِ في قـامـوسِ نِسـياني
لـــكــنـنـي عـبـثـاً حــاولــتُ مـبـتـعداً
كــالـطَّــيـر يـهـربُ مـن أزهـارِ نَيسانِ
حُــكـْـمُ الإلــهِ بــأنْ أهــواكِ يـا قــدري
إنِّـــي الـسَّــجينُ وذاكَ الرِّمشُ سجَّاني
كما رأى يـوسـفُ الـبـرهــانَ مـحْـتسباً
إنِّــي رأيــتُ ضِـــيــا عــينيكِ برهاني
مَــزَّقــت أشـــرعــةَ الـنّـِسيـانِ أحْــرقُها
فــالـحـزنُ أبـهـجنـي والـسَّعدُ أشقاني
مــا لـلـعُـيــونِ بَــريــقٌ دونَ أدمُــعِــهــا
مــا لـلـحــيــاة جــمــالٌ دون أحــزانِ
سِــــحْــرٌ أطــلَّ مــن الـعـيـنـيـنِ يذهلني
فـالـلـيلُ و الشَّمسُ في عينيكِ صِنوانِ
لا تــســألـيـنـي ولا يـحـتـارُ أمـركِ فــي
هـــذا الــتَّـقـلّــب فـي كُـفــري وإيـمـاني
طَــوْراً أقــدِّسُ ذاكَ الـــقَــــدَّ ســـــيِّـدتـي
طَــــوْراً تُــدَ نِّـسُـــهُ بــالــلَّمـسِ أدرانــي
نَــزْفُ الـيَـراعِ عــلـى الأوراقِ مـجزرةٌ
آمــالُ أخـــيــلــتـي تَـغـتـالُ أشـــــجانـي
تبقى الحروفُ صدىً من بَوْحِ خاطِرتي
كـالـغـيثِ يَهطلُ في صحراءِ وجدانــي
فــالـشِّــعرُ قــيـثــارةٌ أوتــارُهـا نــزقـي
صــاغــتْ بـهــا نَـغَـمَـاً لـلحُبِّ عَـيـنـانِ

أنس الحجّار
26-06-2005, 02:06 AM
جلستُ بشرفةِ الذّكـرى
برفقةِ قهـوةٍ سكرى
وتعذلُـنـي فأسْكتُـهـا
بقبلةِ ثَغـريَ الحرى
وفيروزُ التي صَدَحَـتْ
تعاتبني هي الأخرى
وصَحنُ التِّبـغِ ممتلـئٌ
يَئِنُّ وينـزفُ الجمـرا
صباحُ الخير يـا ألمـي
جراحُ الحب لا تَبـرى
رسمتُ الشَّعرَ في نثري
جَـبينـكِ صُغتـهُ شعرا
بمحراب الهوى غَزَلـي
يـصـلي حبَّـه وترا
وسحرُ العين ليس لـهُ
حروف تبطل السحـرا
سهرت الليل يا قمري
وعيني ترقب الفجرا
بزوغ الفجر يشبهها
له إطلالة حيرى
ورود الخد تسحرني
تزيد بوردتي عطرا
أيا عطراً يؤرقني
و أعرف طعمَـه مُـرَّا
وجـاء الليـلُ في خلسٍ
يصور وجهها بدرا
وشاحُكِ راح يفتك بي
فإيمـانٌ غـزا كُـفـرا
لهيب الشوق يحرقنا
ونشرب كأسه خمرا
هجوتُ البعدَ في شِعري
هجوتُ الوصلَ و الهجرا
وعدتُ لشرفةِ الذِّكـرى
أعانقُ لوعتـي قَسـرا
وآهـاتـي تغازلُـنـي
وأكتم ما بها سـرَّا
أسيرٌ أنتَ يـا قـدري
أسيرٌ لستَ كالأسـرى
سجينٌ حِرتَ فـي أمْـرٍ
وربّكَ قد قضـى أمْـرا

أنس الحجّار
16-08-2005, 02:42 AM
بين الأوتاِر غفا عُمُـري
واهْتزّ القلبُ مـعَ الوتَـرِ
وتراءى العودُ لنـا ثمِـلاً
كمَـلاكٍ صَلّـى بالسّحَـرِ
أنغامُكَ يا عودي وَهَبَـتْ
روحاً للسّمـعِ و للنّظَـرِ
فاحْتلَّ الأنـسُ مرابعَنـا
و النّجمةُ غَنّـتْ للقَمَـرِ
مِنْ لحنِكَ صُغْتَ لنا صُوَراً
للعشقِ و ليستْ كالصُّوَرِ
رَكَعَ الوجـدانُ لخالقِهـا
و تسامى عن دنيا البشَرِ
غازلْ أسوارَ الرّوحِ بنـا
لنقـولَ وداعـاً للكِـبَـرِ
يا عودي غَرّدْ في سهَري
فسكوتكَ قد أحيا ضَجَري

أنس الحجّار
16-08-2005, 02:45 AM
الحزنُ ضاجعَ أحـرفَ الكَلِـمِ
حَبِلَ القصيـدُ بحرقـةِ الألَـمِ
غَرَسَ الفِراقُ جذورَهُ و مَضى
وثِمارُ طالِعِـهِ مِـنَ السَّجَـمِ
كَفَرَ الفؤادُ بحسنِهـا فَهـوى
كَفراشةٍ حَطَّـتْ علـى حِمَـمِ
أتُرى لو انَّ القلـبَ صدّقَهـا
هل كان يسكـنُ جنّـةَ النِّعَـمِ
لمْلمْ رمادَ العشقِ يـا عنَمـي
مِنْ موقدِ الأحـزانِ و النَّـدَمِ
واتركْ جِراحَ الحـبّ نازفـة ً
هَدَرَ الحبيبُ دمـاءَهُ و دَمـي
ماذا لو انَّ الوصـلَ جمّعنـا
هل كان ينبضُ بالهوى قلَمي
الحبُّ مثل سفينـةٍ و مَضَـتْ
لـولا شِـراع البُعـدِ للعـدَمِ
ضَمّدْ جِراحَكَ ثُمَّ خُذْ سَقَمـي
( يا سائلاً عنّي وعن ألمي )

أنس الحجّار
13-10-2005, 02:24 AM
إليكما .......... عادل و أسماء


أحزانُنا بلهيبِ الوصلِ تَحترقُ
و الهجرُ ولّى ورَقَّ القلبُ و الحَدَقُ
في (واحةِ العشقِ) غَنّى العِطرُ أغنيةً
فاهْتزَّ نَرجِسُها واسْتيقظَ الحَبَقُ
بَعْثرتُ حَرفي وشِعري فوقَ أسطرِكُمْ
الوصلَ أرجو بِهِ , هلْ عِندكُمْ وَرَقُ ؟
قلبي تَعَوَّدَ أنْ يحيا بِقُربِكُمُ
هل لي بوصْلٍ تُرى أمْ هاجَرَ الوَمَقُ ؟
يا ( شمسُ ) ليسَ لنا إلاكِ ملهمة
هلْ تَغرُبين و هلْ يغْتالُك الشَّفَقُ
غَيَّبتُ زَورقَ حُبّي في بُحورِكُمُ
فهلْ أرى زَورقي يَجْتاحُهُ الغَرَقُ
سَهِرتُ ليلي ودَمعُ العينِ يَزرعُني
في غابةِ الجُرْحِ يَسقي أرضَها الأرَقُ
فَنِمتُ في غَفْلةٍ فانْتابَني حُلُمٌ
وقالَ أنَّا برُغمِ الحُبِّ نَفْتَرِقُ
صَحوتُ مِن حُلُمي و القلبُ مُنْفَطِرٌ
و الليلُ أظلمَ و احْتارتْ بِيَ الطُّرُقُ
فليسَ لي أملٌ إلاكِ سيّدتي
( أسماءُ ) يا قَدَراً إنّي بِهِ أثِقُ

أنس الحجّار
26-10-2005, 08:05 PM
قصيدة للشاعر السوري وليد الحجّار

تحية حب لمؤتمر بلديات المدن العربية الذي عقد في مدينة ( حماة ) السورية بتاريخ 12 \ 9 \ 2005
في قصر العظم ( متحف التراث الشعبي ) وكانت القصيدة إفتتاحاً للمؤتمر بالتاريخ المذكور مساءً .

بينَ المروجِ و صُحبةِ الغُدرانِ
وبلابلٍ تشدو على الأغصانِ
وسماعِ أغنيةٍ يبوحُ بها الهوى
من وجْدِ عاشقةٍ لقلبِ معانِ
كم رَحَّبَ العاصي وزادَ تألقاً
حينَ الْتقى بالآلِ و الخِلانِ
مَن ذا يُصدقُ في ( حماةَ ) كما أرى
جُمِعتْ كنوزُ الدُّرِّ و المَرجانِ
عقدٌ تلألأ و الجمالُ يَصوغُهُ
من لؤلؤٍ و زُمرُّدٍ و جُمانِ
لا يبرحونَ صدارةً و مكانةً
همْ بالفؤادِ كدفقةِ الشِّريانِ
جَمْعُ الأحبةِ فرحةٌ لا تنتهي
ما حيلتي , و قدِ اخْتصَرتُ بياني
أهلاً وسهلاً في رِحابِ أبي الفدا
ءِ وعلمِهِ وروائعِ العُمرانِ
أهلاً و سهلاً قد حَللتمْ بيننا
قلباً و روحاً دونما اسْتئذانِ
العيدُ جَمَّعنا و نحنُ أحبةٌ
يا مرحبا بالأهلِ و الجيرانِ
أهرامُ (مصرَ) أتتْ حدائقَ (بابلٍ)
و(بَعَلبَكُ) انْتقلتْ إلى (وهرانِ)
آياتُ ( تَدمرَ ) وحْيُها من ( يَثرِبٍ )
و ( القيروانُ ) حفيدةُ ( اللبنانِ )
و ( النيلُ ) شادَ مع ( الفراتِ ) حضارة ً
فامْتدَّ ( عاصينا ) إلى ( أسوانِ )
إنْ تسألِ التّاريخَ عن أمجادِنا
مِن عمقِ باديةٍ إلى الشُّطآنِ
تَروي ملاحمُنا حكايةَ أمَّةٍ
شِيْدَتْ ركائزُها على الإيمانِ
من كلِّ حاضرةٍ أتتْكَ قبيلة ٌ
عربيةٌ مِن سائرِ البلدانِ
شاميةٌ – لا فرقَ – أو يمنيةٌ
مِن صُلبِ غسَّانٍ أو العدنانِ
مهما تعددتِ الفروعُ بأسْرة ٍ
و تباعدتْ , هم أخوةُ الأوطانِ
لغةٌ تُجمّعنا و أرضٌ لمْ تزلْ
نبعَ العطاءِ و حلبةَ الشُّجعانِ
قد أفصحتْ عنها أرومَةُ يعرب ٍ
ومبادئٌ تسمو بلا إعلانِ
أنّى الْتفتُّ أرى المشاعرَ نفسها
بينَ المحيطِ الأطلسي و عُمانِ
مهد الحضارةِ حينَ تُذكرُ أمَّةٌ
أو في الهدايةِ أولُ الأديان ِ
أرضُ النُّبوةِ و المسيحُ شهيدُها
ومحمدٌ كم زادنا مِن شانِ
خَتَمَ الرِّسالةَ عندَ كعبةِ مكةٍ
فإذا بها تَمتدُّ كالطّوفانِ
اللهُ كرَّمها بِصدقِ رَسولِها
و المجدُ شَيَّدها بِلا بُنيانِ
رمزاً لوحدةِ أمَّةٍ و أصالةٍ
وُجِدتْ هُنا و الغربُ كان يُعاني
مِن ذُلِّ تَفرقةٍ و جَهلِ مَعارفٍ
وتَسلطٍ بالحربِ و العدوانِ
أيامَ ( روما ) ما تزالُ صبيةً
وجيوشها اكْتظتْ مِن الفُرسانِ
كانتْ تُحاربُ في سبيلِ مَطامِعٍ
و تُعامل الإنسانَ كالحيوانِ
و حروبُنا من أجلِ كلِّ فضيلةٍ
أو رَدِّ مَظلمةٍ عَنِ الإنسانِ
عِشنا دعاةَ مَحبةٍ و عدالةٍ
في ظِلِّ إسلامٍ بِلا طُغيانِ
نمضي إلى غاياتِنا بطريقةٍ
الحَقُّ فيها صاحبُ الميزانِ
نحنُ الأسودُ إذا السّيوفُ تَجَرَّدَتْ
لا نَستكينُ لذلةٍ و هَوانِ
والعارُ نَغسلهُ بطهرِ دمائنا
كي تُستعادَ كرامَةُ الأوطانِ
مَن ذاقَ طعمَ الموتِ تحتَ حرابِنا
أو فيهِ شاهَدَ غُصَّةَ الظّمآنِ
يُدركْ إرادةَ أمَّةٍ قد أقسَمَتْ
الاّ تلينَ لفاسِقٍ شَهواني
( بوشٌ ) و تابِعُهُ و كلُّ مؤيدٍ
لسياسةٍ آلتْ إلى خُسرانِ
(بغدادُ) يا أمَّ الفداءِ تَمَسَّكي
أقواسُ ( بابلَ ) لم تزلْ عُنواني
من ماءِ ( دجلةَ ) يومَ عاثَ بها الفَسا
دُ ومازَجَتْ بِجروحِها ألواني
حاولتُ أنْ أنسى احْتراقَ مَشاعِري
لكنّها فُطِرَتْ على العِصيانِ
يا أرضَ ( بابلَ ) قُطِّعتْ سُبُلُ الهوى
وبكى على فقدِ الدّيارِ حِصاني
لا بدَّ مِن فجرٍ سيأتي مُشرِقاُ
يُحيي التُّراثَ و سالفَ الأزمانِ
هل أرتجي إلاكِ بعدَ فجيعةٍ
كي أستريحَ و تنتهي أحزاني
نحنُ اجْتمعنا في ( حماةَ ) لغايةٍ
لكنْ – جِراحُكِ هَيَّجتْ أشجاني
فغداً سَتورِقُ في الحُقولِ مَواسِمي
و غداً سأحصُدُ مِن ثِمارِ جِناني
(بغدادُ) يا بَلَحَ العروبةِ في فمي
وحلاوةَ التُّفاحِ و الرُّمانِ
إنّي أقدمُ للسَّلامِ رسالةً
بيضاءَ تَحمِلُ فِكرتي ولِساني
فيها قصائدُ لم تزلْ في جُعبَتي
فواحةً بالعِطرِ و الرَّيحانِ
الياسمينُ بها اسْتفاقَ بِقبلةٍ
و الشَّوقُ ضَمَّ شَقائقَ النُّعمانِ
هي باقةٌ فيها أريجُ محبةٍ
كم آلَفَتْ قمماً مع الوِديانِ
أهلاً وسهلاً تلكَ خَتمُ قصيدةٍ
بِقدومِكمْ هَلَّ الرَّبيعُ الثّاني

أنس الحجّار
11-11-2005, 01:31 AM
يا حُروفي لملمي من مهجتينا

كلَّ أتراحٍ وغنّي للأملْ

بَدّدي صمتاً تَبدّى مِن كِلينا

واغْزلي مِن صَوتِ أنَّاتي جُمَلْ

وازْرعي في أرضِ روحي

كلَّ معنىً للفِراقِ المُحتملْ

غيمةٌ سوداءُ حلّتْ

في سمائي

ليسَ فيها مِن طَللْ

كَسَّرتْ صوتَ العنادلْ

بدَّدتْ عِطرَ الأقاحي

واسْتفاقَ الليلُ و الفجرُ ارْتحلْ

***

عانقي بالصَّمتِ حَرفي

وازْرعي في حَقلِ خوفي

كلَّ نبتاتِ الوَجَلْ

هاهي الأشواكُ عادتْ

في ضُلوعي و اسْتفاقتْ

كلُّ أناتِ العِللْ

كم مِن الأيامِ مَرَّتْ

حَفَّنا فيها السُّكونْ

جَفَّ حِبري حين غنَّتْ

كلُّ أبياتِ الجُنونْ

هل تُرانا قد نسينا

أم تَناسانا الغَزَلْ

***

مِن حُطامِ الصَّمتِ أشدو

أحرفا حَرّى فأبدو

مِثلَ طفلٍ راح يعدو

في طريقٍ , ماوصلْ

بعثريني لملميني بالبكاءْ

وارْسمي لوحاتِ دفءٍ في الشِّتاءْ

إنني كالوهم لا بل كالهباءْ

إنني نَجم بليلٍ قد أفلْ

لستُ أدري هل بكاني

الدّهرُ يوماً أو جفاني

حظُّ عمري في ثوانِ

دلوُ بُرجي جَفَّ مِن شُربِ الحَمَلْ

عانقيني في المغيبِ

سوفَ أغدو كالغريبِ

مِن عيوني لن تغيبي

يا دموعاً لم تَزَلْ

أنس الحجّار
05-12-2005, 04:11 AM
حبلى

قصة فتاة عاكسها الدهر


على الأوراقِ أنّاتي
ودمعي و ابْتساماتي
بكى حَظّي و أبكاني
و عانى مِن مُعاناتي
على نَهْدي عَلاماتٌ
تُؤرِّقُ ماءَ عَبْراتي
حُروفُ حِكايتي قَتَلَتْ
يَراعي فَوقَ صَفْحاتي
ألا يا دَمْعُ خَبِّرْني
أتَذكُر ليلَ مَأساتي ؟
***
بليلٍ خَانَهُ قَمَرٌ
رَماني رَهْنَ صَيْحاتي
وفي غابٍ بِلا أُنْسٍ
و ذئبٌ عَدَّ خُطْواتي
أزوجٌ مَن رَمى شَرَفَاً ؟؟
ليفنى في مَتاهاتِ
كما زوجي بِلا شَرَفٍ
سَتبدو لي نِهاياتي
غَدا طُهري بِلا وَطَنٍ
وزادَ الدَّهرُ حَسْراتي
دِمائي مازَجَتْ دَمعي
وصَمْتي مَلَّ آهاتي
أبي أمّي أخي أخْتي
فهل وَصَلَتْ نِداءاتي ؟؟
أبي لا لستُ عاهرةً
وليس البغيُ عاداتي
أخي ما كنتُ كاذبةً
فخذْ بيدِ اعْترافاتي
سلوا ثوبي سلوا شَعري
ألا تَكفي دلالاتي ؟؟
أو انْتظِروا ليخبرَكمْ
وليدي بالإجاباتِ
فهذا الطِّفلُ والدُهُ
الذي أدمى جِراحاتي
أيَا أمّاهُ لا تَبكي
دُموعُكِ أحرَقتْ ذاتي
فلا أنا مريمٌ حتى
يُـكَـلَّـمَ طفلُها الآتي
ولا ربّي سَيُنزِلُ في
خلاصي خيرَ آياتِ
أنا الأمطارُ في ريحٍ
تُطاردُني وغيماتي
أنا الأصواتُ دونَ صدىً
تَموتُ بها عِباراتي
***
على الأوراقِ أنّاتي
وتَزْجُرُني حِكاياتي
أرى كَفَني يُناديني
وذَنبي و ابْتِهالاتي
أخي أقبلْ أنا عارٌ
ونَفِّذْ حُكْمَ غاباتِ
بِقتلٍ مالهُ سَنَدٌ
بقرآنٍ و تَوراةِ
أخي أسرعْ سَئمتُ أنا
وجوهاً دونَ بَسْماتِ
وجوهٌ أينعتْ كُفراً
بأديانِ السَّماواتِ
أخي أسرعْ ومَزِّقني
فَعُمْري مَلَّ ساعاتي
ألا يا أمُّ يا ثكلى
ضعي قُربي سِجِلاتي
لعلَّ الحِبرَ في وَرَقي
يكون معي بِجنّاتي
***
سَتفنى جُثَّتي ظلماً
وتَبقى روحُ طاعاتي
جميلٌ أنْ يكونَ الطُّهْـ
ــرُ روحاً لا قَذاراتِ

أنس الحجّار
23-01-2006, 12:36 AM
إلى طبيب الأطفال ( طارق الحزواني ) قبل رحيله


أزِفَ الرّحيلُ فهل سألتَ الأدمُعا
ما ذنبُ خدّي أن يكونَ المرتَعا
أزِفَ الرّحيلُ و طفلُ قلبيَ يشتكي
وطبيبُهُ كَسَرَ الدّواءَ و أوجَعا
لدمشقَ تشكو صَمتَ زَهرِ الياسميـ
ـنِ و صمتُهُ من طبعِهِ إن ودَّعا
وَدِّعْ دمشقَ وَدَعْ ثَراها باكياً
واتْركْ لقلبيَ بابَ عَوْدٍ مُشْرَعا
إرحلْ فذا بردى سيبكي صاحباً
كمْ زارَهُ في حُزنِهِ مُتَضَرِّعا
كلُّ النّواعير التي غَنَّتْ لنا
جَفَّتْ وعاصيها بدا مُتَصَدِّعا
السّهدُ غازلَ مُقلتي في ليلها
أتُراهُ يَرحلُ إنْ أقضَّ المضجعا
تهذي بمحرابِ الفِراقِ مشاعري
تَبكي حروفُ الشِّعرِ قلباً شُيِّعا
خذْ ما تشاءُ وَ دَعْ دمشقَ فإنّها
تبقى لقلبيَ بعدَ هجرِكَ مَهجَعا
يا خمرةً خبأتُها ماذُقتُها
ما كنتُ أتركُ كأسَ خمرٍ مترعا
أزِفَ الرّحيلُ و خَمرُ حُبِّكَ هاجسي
وشَربتُهُ وسَكبْتَ فيه المَصرَعا

أنس الحجّار
04-02-2006, 05:04 AM
مَلّتْ قَوافينا مِن الكَلماتِ
وبَكى القريضُ بِمعبدِ الأبياتِ

وظَلامُ أحرفِنا يواري بَهجةً
للشّعرِ كادتْ تشبهُ الآياتِ

غيضتْ بحورُ الشّعرِ في أبياتِنا
صلى الشّعورُ صلاةَ موتٍ آتِ

الشّعرُ ليس كَزِقِّ خَمرٍ فارغٍ
الشّعرُ خمرٌ يُسكرُ الآهاتِ

الشّعر ليس كَخُلّبٍ في أفقنا
الشّعرُ غيثٌ يمقتُ الغيماتِ

بينَ الحروفِ ترى التّصنعَ مبدأً
وترى النِّفاقَ بدا بكلِّ لُغاتِ

ماتَ الكِبارُ و قد كتبنا أننا
نحنُ الكبارُ بحضرةِ الأمواتِ

فَتشبثوا يا قوم إنَّ رياحَنا
هبَّتْ لتطردَ معشرَ الحَشراتِ


الشّعرُ عذبٌ رغمَ أنفِ المعتدي
(ماضَرَّ بولُ الكلبِ بحرَ فُراتِ)

أنس الحجّار
27-04-2006, 12:38 PM
الليلة الماضية كان حفل زفاف الصديق الطبيب ( طارق الحزواني )
فكانت مني هذه القصيدة مباركة له , و ألقيت بحفل الزفاف




الليلُ غنّى و ضمَّ الـوردُ نسرينـا
و الحُـبُّ جَمَّـعَ أرواحَ المُحبيـنـا
في ليلةٍ سَكرتْ فيها القلـوبُ علـى
أنغامِ حاضرِنـا , فاشتاقَ ماضينـا
يـا فرحـةً لبسـتْ ثوبـاً يُطـرِّزُهُ
صدقُ المشاعـرِ بالأشعـارِ تزيينـا
عرسٌ لطارقَ نبـدو حيـنَ نبـدؤهُ
ورداً و نَذبَلُ حينَ العـرسُ يُنهينـا
في يومِ عرسِـكَ لا تكفيـكَ تهنئـةٌ
بالشِّعرِ , قد وقفتْ حيـرى قوافينـا
مِنّا التّهاني و مِن كلِّ الرّفـاقِ أتَـتْ
و الله قد وصلـتْ تَتْـرى تهانينـا ؟
شِعري يحاولُ أن يَحكـي لواعِجَـهُ
علَّ القوافيَ تَحكي كُنْـهَ مـا فينـا
هل بعدَ ليلةِ عُرْسٍ ترتضـي سَكنـاً
خلفَ النُّجومِ بعيـداً عـن أمانينـا
مازلتَ نجماً فهل حانَ الأفولُ ؟ و هل
تُمسي بـلا سَهَـرٍ ثكلـى ليالينـا ؟
نخشى إجابةَ أهلِ العشقِ إن سألـوا
(أضحى التنائي بديـلاً مـن تدانينـا)
إنْ كانَ يُرضيك ليلٌ لا نجـومَ بـهِ
ليلٌ بـلا قمـرٍ مـا عـاد يُرضينـا
إليكَ نُصحي فأنـتَ اليـومَ مُرتبـكٌ
خُـذِ النَّصيحـةَ لـو كنّـا مَجانينـا
اليومَ تدخـلُ سِجنـاً لا جـدارَ لـهُ
سَجَّـانُـهُ أرقٌ , مــازالَ يُرديـنـا
إنْ كنـتَ ذا جلـدٍ فادْخـلْ مَتاهَتَـهُ
أو فابْتعدْ هَرَبـاً إنْ كنـتَ مسكينـا
نِصفُ الرِّجالِ سَرابٌ فـي غَياهِبِـهِ
مُنهمْ أنا , و َكَفى شَرحـاً و تَبيينـا
لا تخدعنْك ورودٌ في مفاتنِها
مِن شَوكِها دَمِيَـتْ و الله أيدينـا
.......
أقلقتُ وجدَكَ لا تَعتـبْ علـى ثَمِـلٍ
يهذي ويقلبُ كأسَ الشَّهـدِ غِسلينـا
بنتُ الحـلالِ رحيـقٌ فاحَ من زَهَـرٍ
و الزَّهْرُ كيفَ بغيرِ الدفء يُعطينـا
يا طارقُ اهْنأ فشمسُ الحُبِّ تَعشقُنـا
تُفنـي أشعتَهـا مَـوتـاً لتحييـنـا
أيـلـولُ حبِّـكَ ولـى بردُهُ هَرَبـاً
إن عـاد ذَكَّـرَنا , نَيسـانُ يُنسينـا
لأنتَ شَهمٌ و مِن خيرِ الرِّجالِ ولـو
كنتَ الغريـرَ لمـا جـادتْ قوافينـا
و ما أراكَ سـوى للحُـبِّ مدرسـةً
أستاذُها وَلَهٌ يُعطـي الهـوي دينـا
غَرِّدْ لِعصفـورةِ الحُـبِّ التي نطقتْ
لا ينطِقُ الطَّيـرُ إلا الحُـبَّ تلحينـا
ندعو لكَ اللهَ رِزقا بالبنيـنِ و كـم
يحلو الدعـاءُ إذا مـا قلـتَ آمينـا
هذي القصيدةُ أنتَ اليـومَ أحرُفُـها
لولاكَ ما أبصـرت نـوراً معانينـا









أنس الحجار
25 \ 4 \ 2006

أنس الحجّار
20-05-2006, 06:48 PM
علّميني
كيفَ مِن آهاتِ قلبي
صُغتِ عِقداً
علّميني ..........
كيفَ مِن دمعي جعلتِ العِطرَ فواحاً
وكانَ الدّمعُ مِلحاً في عيوني
أخبريني .........
كيف صارَ النَّوْحُ
لحناً في أنيني
واستحالَ الخوفُ أمناً
ماتَ في شكّي يقيني
أكؤسُ العشقِ التي جَرَّعتِنيها
كسَّرَتْها نظرةُ الحزنِ التي ودَّعتِ فيها
ربّما أيقنتِ أنّي أعشق الكأسَ المُشظّى
كلما لملمتُ كأسي
يا عذابي
بَعثِريني ...
دونَ ظِلٍّ صارَ عُمري
عنكبوتُ الحزنِ حاكتْ بيتَ سُهدٍ حولَ خِدري
غاصَ حرفي في بُحورِ الشِّعرِ يهذي
أنقذي كلَّ القوافي
أغرقيني
دونَ أن أدري
أراني في أتونِ
بينَ أشجارِ الظُّنونِ
لا ظلالاً مِن هجيرِ
ريحُ يأسٍ بدَّدت صمتي و صبري
واحتكاكٌ بالغصونِ
أوقدَ النارَ التي كانت تُصلي للظُّنونِ
تَخشعُ النّيرانُ حينَ الدّهرُ يتلو سِفْرَ هَجْري
يكتوي قلبي بجمرٍ
تنقضي حيرى سنيني
هل سمعتِ ( اللّحن ) يا عصفورتي
هيا اهجريني ......
***
سامحيني
إن كتبتُ اليومَ شعراً باكياً
يحكي همومي
أو أسأتُ اللفظَ , عُذرا
سامحيني
إن شَتمتُ الهجرَ جهراً
أو على جدرانِ أمسي مثل طفل يكتب الذِّكرى
بطبشور الأماني
بحتُ للجدرانِ عشقي
سامحيني.........

***

صدِّقيني .....
مانسيتُ اللحظَ يوماً
مانسيتُ الشَّعرَ يشكو ظلمَ شالٍ
صدقيني ...
ما نسيتُ الخَدَّ يحكي
هَمَّ عِشقٍ للجبينِ
مانسيتُ الثَّوبَ يروي قِصَّةَ النَّهدِ الحزينِ
كيفَ أنسى لحظةً أهديتِ فيها
عندما ساءلتُ ( كيفَ الحالُ )
كان الرَّدُ
كفاً ضَمَّ زهرَ الياسمينِ
لا وربّي لستُ أنسى
في حياتي
عطرَ زهرِ الياسمينِ
كيفَ ينسى الليلُ ساعاتِ السكونِ
كيفَ ينسى البدرُ شمساً
نورُها فوقَ الجبينِ
ذكرياتٌ دَوَّنَتْها الرّوحُ في لوحِ الحنينِ
يا حياتي
كلما حاولتُ أن أنسى جراحي
بلهيبِ الهجرِ دوماً
ذكِّريني .......
*****

أنس الحجّار
15-07-2006, 07:45 PM
في هذه الأثناء و العدوان الإسرائيلي على بيروت الحبيبة كانت هذه الحروف


بيروتُ بكتْ .........
لبكائكِ يا بيروتُ صدىً
و أنينُكِ يا بيروتُ يُخَرِّشُ جدرانَ الصّمتِ
قد أبكى " مريمَ " في القبرِ
و صراخك يا بيروت تخطى
سورَ الصينِ
و أنطق أحجاراً
بعثَ الأمواتَ من الموتِ
و تلا عيسى إنجيلَ الحزنِ بلا صوتِ
لكنَّ بكاءكِ وا أسفي
ما حَرَّكَ وجدانَ العَرَبِ
***
بيروتُ بكتْ ..........
مَنْ أبكى الطّفلةَ يا ربي ؟
مَنْ بعثرَ ليلَ ضَفائرها ؟
من سرق الكحلَ من العينينِ
وأحرق شالاً .. لن يحرقْ
من أبكاها ؟؟
لبكائِكِ يا بيروتُ صدىً
صُمَّتْ آذانُ الحُكّامِ
***
بلّورٌ حسنُكِ يا بيروتْ
و أظافرُهمْ غَنَّتْ لحناً فوقَ البِلّورِ
يُقَزِّزُ كلَّ خلايانا
لكنَّ جمالكِ يا بيروتْ
باقٍ نوراً رغمَ العتمه
لو عانى البدرُ من الظلمه
لو صارَ الوردُ بلا عطرٍ وبلا لونٍ
لو كَفَرَتْ بالنَّهدِ الحَلمه
فستبقى بيروتُ كتاباً
تقرأهُ الشّمسُ وتَذكرُ آياتِ النِّعمه
وسيبقى حسنُك بلّوراً لا يُخْدَشُ أبداً من ظفرٍ
و الظِّفرُ يموتْ
***

وبكتْ بيروتْ
وبكى الصفصافُ على الوادي
ودموعُ الأرزِ تحاكي التّربةَ ثم تموتْ
بيروتُ دموعُك ملحٌ فوق الجرحِ
فلا تبكي
أولادُكَ يا لبنانُ أسودٌ رغمَ الأصفادِ
إنْ خانَ فتىً فجميعُ بنيكَ كــ " نصر الله "
وليس نباحُ الكلبِ يخيفُ أسودْ
سترانا يا لبنان لظىً
سترى في الأفقِ مآذنَنا
عانَقَتِ الصُّلبانَ تُنادي
للحقل و للزيتون وللرشاش و للمدفعْ
و القِمةُ تهتفُ للوادي
و أنا سأسابقُ أولادي
النَّصرُ لنا النَّصرُ لنا
وستقرع أجراسُ العوده
عذراً قباني
لن تسمعْ
أجراسَ العودة إنْ تقرعْ
*******
شكراً لبنانْ
شكراً لبنانُ أزَحْتَ ستاراً عن قومٍ
كانَ " الليكودُ " يُزوّرهمْ
و يُصورُهمْ رُسُلاً بثيابٍ من نورٍ
و اليومَ نرى
كيفَ الشّيطانُ بدا بهمو
هلْ همْ عَرَبٌ ؟؟؟
لا ليسوا عرباً لو تبحثْ
لعرفتَ بأنَّ " يهوذا " طالَ نساءً فأتوا هم أولادَ حَرامْ
عذراً لبنانْ
لبكائكَ يا لبنانُ صدىً
أرَّقَ وجدان الحُكّامِ

***********

أنس الحجّار
21-11-2006, 12:35 PM
هواكمْ زادَ عصفَ النائباتِ
كعطرِ الوردِ هيّجَ ذكرياتِ
فلا وصلاً أرومُ و لا فِراقاً
كغيمٍ حين ولى و هْو آتِ
فهل ذنبٌ هوى الأحبابِ حتى
جزاء القلبِ من نارِ الشّتاتِ
و أعجبُ كيفَ أضْرمتمْ فؤادي
و أنتمْ في الفؤادِ مدى الحياةِ

أنس الحجّار
18-12-2006, 07:37 AM
تَمتّعْ .....
أبي ... ذاكَ صوتُ احتضارِ الأماني
و قلبي يُراقِبُ موتَ الثّواني
فلَمْلِمْ بقايايَ إنْ كنتَ تَسمَعْ
و شَكِّلْ رُفاتي قصيدةَ شِعرٍ
لتهنأ روحي
ولكنْ حذارِ فإنَّ شَظايايَ تَجرحُ إصْبَعْ
لقد نِلتَ ما كنتَ تَصْبو و تَطْمَعْ
تَمَتَّعْ إذاً
إنَّ قلبي تَقَطَّعْ
***
سَأرسُمُ قَبْلَ الرّحيلِ جُروحي
قصيدةَ شِعرٍ
لتهنأ روحي
إذا كنتَ تَسمَعُ صوتَ الأنينِ ...... تَمَتَّعْ
***
بصحراءِ غيثِكَ كانتْ ثماريَ تنمو و تَوْنَعْ
و كنتُ كَطِفْلٍ
و رُغْمَ العظامِ الطَّريةِ أحبو
و أُسكِتُ جوعي بإصْبَعْ
و أستَعطِفُ البدرَ في ليلِ وجهِكَ
عَلَّهُ يَسطَعْ
***
تَذَكَّرْ .....
بأنّي بقيتُ بظِلِّكَ أرْتَعْ
فَقَدتُ ظِلالي
مَضَغْتُ الثَّواني
و صِرتُ أُبعثرُ في الأفقِ أحلامَ قلبٍ تَصَدَّعْ
بَقيتُ كَطِفْلٍ
و عُمري ثلاثونَ عاماً و نَيِّفْ
و إبني بِقُربي لِشَخْصِكَ نَرْكَعْ
و أضْرِبُهُ إنْ أبى أو تَمَنَّعْ
و إنْ راحَ يبكي
سَأُخبرُهُ إنَّ ( جَدَّكَ ) شَرَّعْ
فلا تَعْصِ أمراً
و إلا سَتلقى جَحِيماً
و كُنْ طائعاً تَلقَ جَنَّةَ ( جَدٍّ )
بها عِطْرُ وَرْدٍ تَضَوَّعْ ....
يُطيلُ السُّجودَ وليدي و يَخْشَعْ
***
مَسَحتُ دُموعي بِكُمِّ قميصي
و مازِلتَ تَمسَحُ دَمعاتِ أفراحِ عمرٍ
بمنديلِ حُزني المُقَطَّعْ
و أبني جُسُورَ الوِدادِ بهَمسةِ طِفْلٍ
و تهدمها حين تسمع ثرثرة ضمن مخدعْ
و أزرعُ فوقَ الحُطامِ زُهوري
و تَزرعُ ..... لا .. أنتَ لا .. لستَ تَزرعْ
و يَفرحُ جُرحي إذا ما الغبارُ عليهِ تَرَبَّعْ
أيُعجبُكَ الجُرحُ إنْ صارَ يَلْمَعْ !!
أقولُ لجُرحِيَ أنَّكَ مِبْضَعْ
يقولُ زماني
سَلامٌ على الجُرحِ إنْ تاهَ مِبْضَعْ
***
وداعاً أبي
لا يُلامُ الرَّحيقُ إذا الوَرْدَ وَدَّعْ
و دَعني أُضَمِّدُ جُرحي بنفسي
و أنفُضُ عَنّي غُبارَ التَّمني
سَأُصبِحُ ربّاً لوحدي
و أعتِقُ إبني
و إنْ سَأَلَ الليلُ عَنّي فَقُلْ :
لستُ أدري
و إنْ سَأَلَ الحُزنُ عَنْكَ سَأخفي
أقولُ لهُ :
دَعْ أبي يَتَمَتَّعْ

أنس الحجّار
26-03-2007, 09:34 AM
كَفِّنْ حَنينَـكَ حَيـثُ مَثـواهُ
فَنِفاقُ حُبّـكَ لسـتُ أهـواهُ
يا شاعراً كمْ كـانَ يقتلُنـي
تَحلـو بِرفقَـةِ مَـوتِـيَ الآهُ
وسَكَنتُ فـي كُرّاسِـهِ قمـراً
ما غابَ مُذْ بالشّعـرِ أنشـاهُ
فقصيدةٌ تغفـو علـى كَتِفـي
و قصيـدةٌ للنّهـدِ تَـرعـاهُ
ويُسطِّرُ الأشعارَ في شَفَتـي
و يُميتُ بيتـاً كـانَ أحيـاهُ
فنجـانُ قهوتِـهِ بـهِ غَـزَلٌ
مِنْ سُكَّـرِ الأشـواقِ حَـلآّهُ
فتذوبُ فـي فنجانِـهِ فِتَنـي
إنْ رَاحَ يلثُـمُ طَرفَـهُ الفـاهُ
يحيي بمقدمِهِ لظـى شَغَفـي
أُبدي اضطِراباً عِنـدَ رُؤيـاهُ
فالقلبُ يَنثُـرُ نبضَـهُ لَهفـاً
و العقلُ يُبـدي كُـلَّ تَقـواهُ
والشّالُ مِن حِلْفِ التّقى أبـداً
و النّهدُ يَكْفُـرُ حيـنَ ألقـاهُ
يا كافراً بالحُـبِّ لسـتُ أرى
عَوْداً يُكَفِّـرُ عَـنْ خطايـاهُ
يكفيكَ أنّـي كُنـتُ مَحْبَـرَةً
لكتابِ شِعْرِكَ حيـنَ صُغْنـاهُ
هل جئتَ تُوقِدُ فـيَّ ذاكِرَتـي
أمْ جئتَ تُكْمِـلُ مـا بدأنـاهُ
أمطارُ هَجْرِكَ أطفـأتْ لهبـي
قَيْسٌ سيبكـي اليـومَ ليـلاهُ
أوَهلْ نسيتَ بـأنَّ قصّتَنـا ؟
لحروفِهـا طَعـمٌ كَرِهْـنـاهُ
أنا لستُ قافيـةً علـى وَرَقٍ
تَحكي بذيلِ البيـتِ شَكـواهُ
لا لسـتُ قنديـلاً لقلبِـكَ إنْ
لاحَ الصّبـاحُ الحلـوُ أطفـاهُ
يا مَنْ أتـى ليـلاً لصَوْمَعَـةٍ
ثَمِـلاً و فيهـا يُعْـبَـدُ اللهُ
الوصلُ ليسَ زكـاةَ فُرقتِنـا
مِـنْ كُـلِّ مُقْتَـدِرٍ جَمَعْنـاهُ
بالوصلِ نَرسُمُ شَوقَنـا قُبَـلاً
و الهجرُ يمحو مـا رسَمْنـاهُ
بالأمسِ تَتركُ جَمْـرَ أسئلـةٍ
في موقدٍ كـمْ بِـتُّ أصـلاهُ
و اليومَ .. هلْ تُكوى أصابِعُنا
بِرَمـادِ أسئـلـةٍ نَبَشْـناهُ ؟
بالشّعرِ تُخفي وَجْهَ مَعصِيـةٍ
والشّعرُ مـا أخفيـتَ أفشـاهُ
أثملتَ معنى الحُبِّ في لُغتـي
و صَحا بُعَيْدَ السُّكْـرِ مَعنـاهُ
أهدرتُ دَمْعَكَ فـي مُذَكَّرَتـي
وبآخِـرِ الصفحـاتِ أنسـاهُ
و أبحتُ هجرَ الحُبِّ حينَ بكتْ
في مَعبـدِ النّسيـانِ ذِكْـراهُ
دنُّ الوِصـالِ شَــرِبْتُ آخرَهُ
و كَســَرتُ دَنّـاً ما أُحَـيْلاهُ
كَفِّنْ حنينَـكَ حيـثُ مثـواهُ
بقصيدةٍ ضاعـتْ بهـا الآهُ

أنس الحجّار
16-07-2007, 12:37 AM
صَهيلُ الـروحِ يرتفـعُ
ويَكتُمُ صوتَـه الفـزَعُ
و أخشى أنْ أبوحَ بـهِ
وليس السطـرُ يَتّسِـعُ
ففي الأنفـاسِ آهـاتٌ
تُواصِلُنـي و تَنقَـطِـعُ
فينتفِضُ اليَـراعُ لهـا
و حِبرٌ راعَـهُ الهَلَـعُ
أريدُ مساحـةً أُخـرى
ليكتبَنـي بهـا الوَجَـعُ

***
غزلتُ الحُـبَّ للقمـرِ
بشِعـرٍ هـامَ بالسهَـرِ
و أعتقُ آهَـةً حَـرّى
فتأسرُ آهتي ضَجَـري
و أشكو هَجْـرَ فاتنتـي
تآمرَهـا مـعَ الـقَـدَرِ
فيدنو البـدرُ مُنكسِـراً
يحاولُ جَبْـرَ مُنكسِـرِ
يقولُ : عيونُ مَنْ تهوى
كعينِـكَ تَقتَفـي أثَـري
ألا يـا بـدرُ خَبّرْهـا
و إنْ لا ترتجي خَبَري
نَفاني العِشقُ مِن مُدُنـي
أضعتُ الحُبَّ في سفري
فلسـتُ الآنَ أعشقُهـا
و غادرَ لحنُها وتـري
أريدُ مساحـةً أخـرى
ليكتبَنـي بهـا خَبَـري
***
يئستُ و خانني الأمـلُ
وفَتْ بوعودِهـا العِلَـلُ
وفَقْرُ الحـالِ زودَنـي
غِنىً بالنفـسِ يَتصِـلُ
يدي تندسُّ فـي جَيبـي
و يُخرِجُها أسـىً ثَمِـلُ
كما دخلتْ علـى أمـلٍ
تُرى هل ينفعُ الأمـلُ ؟
و لكنْ ليـسَ ذا همّـي
فهـذا الفقـرُ يُحتَمَـلُ
أريدُ مساحـةً أخـرى
لتنزِفَ دمعَهـا المُقَـلُ
***
زماني ليـسَ يعرفُنـي
جميلُ الحَـظِّ أنكَرَنـي
و عانَقني الضياعُ على
تُخومِ اليأسِ و الشجَـنِ
فلا الأصحابُ أصحابٌ
ولا دمعي و لا كَفَنـي
أُناجـي نـورَ أفـئـدةٍ
و لكنْ ليـسَ تَسمعُنـي
كعصفورٍ يزقـزقُ فـو
قَ أكـوامٍ مِـنَ العَفَـنِ
غريبٌ أحتسي قـدَري
مِنَ الويلاتِ و المِحَـنِ
و جُرحُ الغَـدرِ قَرَّحَـهُ
لهيبُ الحقدِ مِن دَرَنـي
أليسَ الظلـمُ أن أحيـا
غريبَ الروحِ في وطني
سَأترُكُ نَزفَ مُغْتَرَبـي
فليسَ الجُـرحُ يؤلمنـي
أعودُ لجُـرحِ قافيتـي
و أوجــاعٍ تُعذّبُـنـي
***
بَكَتْ و الليـلُ يَستمـعُ
حروفي أيهـا الوَجَـعُ
أمازالَ الخَريفُ علـى
رُبا الأرواحِ يَضطجِعُ ؟
عروبتُنـا تُهَدْهِـدُ أمْـ
ـسَها والهَمْسُ يَنقطِـعُ
بَكَتْنا حيـنَ أضْحَكَنـا
غُرورُ النفسِ و الطمَـعُ
و نحيـا ذلَ فُرقتِـنـا
صنوفَ الإثـم نبتـدع
تضيقُ بنـا ضَمائرُنـا
و أفْـقُ الوَهـمِ يَتَّسِـعُ
فعذراً يا ثرى وطنـي
يُدَنِّسُ طُهـرَكَ القَـذَعُ
***
فلسطينـيـةٌ روحــي
و لكنْ ليـسَ تَنْخَـدِعُ
و لا دخلتْ لهـا فتـنٌ
ولا سَكَنَتْ بهـا البِـدَعُ
و لا نكأتْ جـراحَ أخٍ
و لا إيمانَـهـا تــدعُ
فكيفَ أقُـصُّ أجنحَتـي
و طيرُ الخوفِ يَرتَفِـعُ
تَرَكْتُـمْ قدسَكـم تبكـي
و قد أودى بها الجَـزَعُ
تَهُـزُّ النخـلَ مَريَمُنـا
ولا رطـبٌ لهـا يَقَـعُ
و إنْ عادَ المسيحُ لنـا
و جوهٌ سـوفَ تَمْتَقِـعُ
فشكراً يا بنـي وطنـي
بـأنْ أفناكُـمُ الجَشَـعُ
***
إلـى لبنـانَ مُرتَحَلـي
لها في القلـبِ مُتَّسَـعُ
و في بيـروتَ قافيتـي
سَباها الجوعُ و الشبَـعُ
تُبادِلُها الخُطوبُ أسـىً
و صَدْعُ الأمسِ يَنْصَدِعُ
و أهداها الزمانُ بلـىً
و فَتَّـتْ زِنْدَهـا شِيَـعُ
فما بالُ الرجـالِ بهـا
لحُكْمِ الغَربِ قد خَضَعوا
فلا الأفعـالُ تَجْمَعُهُـمْ
و لا الأقـوالُ تَجْتَمِـعُ
ولا القـرآنُ يُسمِعُهـمْ
و لا إنجيلَهـمْ سَمِعـوا
و ما لحُروفِهـمْ حِبْـرٌ
و ما للصوتِ مُسْتَمِـعُ
فيـا لبنـانُ مـعـذرةً
رجالُكَ للخنـا خَنَعـوا
و تحتَ ثـراكَ أبطـالٌ
جُـذورَ الحِقـدِ تَقْتَلِـعُ
و فوقَ الأرضِ أنـذالٌ
بُذورَ الغِلِّ كَمْ زَرَعـوا
***
عِـراقـيٌ تُبعثِـرُنـي
القَصيدةُ حيـنَ تَنْدَفِـعُ
وفي بَغـدادَ أنسِجَتـي
بَراها الحُـبُّ و الوَلَـعُ
و يبقـى سِرُّهـا أبـداً
ظلامـاً ليـس يَنقَشِـعٌ
فلا ( الحَجَّاجُ ) يَنفَعُهـا
و لا ( صدامُ ) يَنتَفِـعُ
و تمـلأُ أفْقَهـا فِـتَـنٌ
مـعَ الرايـاتِ تَرْتَفِـعُ
متى يستيقظـونَ بهـا
رِجالٌ بعد أنْ هَجَعـوا
وفِكرُ الكُفرِ يُقْـنِعُهُـمْ
بـأنَّ الظـلـمَ يُنْـتَزَعُ
عِراقِـيٌ و خَبَّـرَنـي
أبـي و الأذْنُ تَسْتَمِـعُ
خليـجُ النفـطِ بلوانـا
و فيـهِ يَكْمُـنُ الوَجَـعُ
ستبقى يا عـراقُ لنـا
رحيقاً رُغْمَ ما صَنَعـوا
و مِنكَ العِطرُ في دمِنـا
و فيكَ المَجـدُ مُقْتَنِـعُ
***
غَزلتُ الهَمَّ مِـنْ قلـمٍ
على الأوجـاعِ يطّلـعُ
فقلْ يا شِعرُ كيفَ العشقُ
و الأوطـانُ تَنْسَـفِـعُ
وكيفَ الحُـبُّ يشغلُنـا
و تمـلأ قلبنـا المتـعُ
و هـلْ للفَقـرِ مُتَّـكـأٌ
بـروحٍ هدَّهـا الفَـزَعُ
كَفاكُمْ يا بنـي وَطَنـي
ذَروا الأحقادَ و اسْتمعوا
إذا مـا الدهـرُ شَتَّتَنـا
بحُضـنِ الأمِّ نَجتَمِـعُ
فَهَـمُّ الأرضِ صَيَّرَنـا
طيوراً هَمُّهـا الشبَـعُ
طيـوراً دونَ أجنِحَـةٍ
(على أشكالِهـا تَقَـعُ )

أنس الحجّار
30-12-2007, 01:13 AM
أتى سِرّاً
و ساءلني
و لمْ أُجِبِ
عنِ الأحلامِ و الأيامِ و الزمنِ
بَصيصٌ من بقايا شمعةٍ
ذهبتْ تُفتّشُ في دهاليزِ التعاسةِ
عنْ حُطامِ السعدِ في مُدُني
و يُجهِدُها المَسيرُ
فكُلّ خارِطتي
بَراكينٌ
تُحَرِّقُها
و لمْ تَذُبِ
***
يُسائلُني
و يُرهِقُ كُلَّ أجوبتي :
لماذا خلفَ قضبانِ الحياءِ يموتُ
دمعُ الحُزنِ مُحترقاً
لماذا أنتَ مُختبئٌ
وراءَ الضحْكةِ الصفراءِ
ترسُمُها
بألوانٍ مِنَ التعَبِ
تُنَمّقُها
تُؤنّقُها
و تَفضَحُها انعكاساتُ المشاعرِ
فوقَ جدرانِ الحقيقةِ
حينها تبدو
بلونِ نفاقِها الشحِبِ
***
يُسائلني ...
ويَلهَثُ خلفَ أجوبتي :
لماذا تَستبيحُ الحُزنَ في قلمٍ
يُغازِلُ صَفحةً شقراءَ
في كُرّاسةِ الأفراحِ
بالإسرارِ و العَلَنِ
و تَترُكُها
كسَوسَنةٍ
يُؤرّقُها ذهولُ الطلِّ عن أطلالها
وتصيرُ تائهةً
و يُلقيها لهيبُ الصبرِ
في دوامَةِ الوَسَنِ
لماذا تُوقِظُ الذكرى
و تُجْلِسُها
على خَدِّ الطريقِ المُوحِشِ الوصِبِ
و تنساها
فواعَجَبي
***
يُسائلُني ...
و يَعرِفُ كُلَّ أجوبتي
يُذَكّرُني بإجهاضِ النجاحِ
على مَساحاتٍ مِنَ الفَشَلِ
ولكنْ ما يُحَيّرُني
بقاؤهُ خلفَ أزمِنتي
لماذا لا يُغادرُني
و يتركُ لوحتي ثكلى
بلا لونٍ إلى الأزَلِ
لأحيا في ظلامٍ ساكنٍ
في الطابقِ العلويِّ من جَسَدي
يُسائلُني ...
و أفقدُ نِصفَ أجوبتي
و تَذرِفُني الدموعُ
على يدِ الإشراقِ و الأملِ
فأكْسُرُ صمتَ قافيتي
على كتبي
***
و ساءلني ...
و لا يحتاجُ أجوبتي
و لمْ أُجِبِ
أنس الحجار 21 \ 7 \2007

أنس الحجّار
02-01-2008, 03:33 AM
حدثتني ........
و انتهى صمتٌ تدلى
من فراغاتِ الجُملْ
و اعتلى عرشَ الخدودِ
السمرِ بوحٌ من مقلْ
و اختفى صوتُ الثواني
في يدينا
خلفَ آهِ الأمسِ حيناً
بين أنصافِ القوافي
في الغزلْ
***
حدثتني ........
عندما أوقفتُ صبري
في ظلالِ الخوفِ خوفاً
من هجيرِ الهجرِ ليلاً
يشتكيها
للخجلْ
***
حدثتني .....
خلفَ أسوارِ الأماني
عندما حنّتْ دروبي
للبداياتِ الأُوَلْ
عندَ تمثالِ الوعودِ
في طريقٍ
يمّحي منهُ وجودي
واقفاً أقتاتُ حُلْمي
تحتَ أنقاضِ الأملْ
***
حدثتني ........
كيف جَفَّ العطرُ فوقَ
الثوبِ من فعلِ السنينِ
عن هروبِ الياسمينِ
من بساتينِ الجُملْ
عن رذاذٍ
باردٍ
قد جاء يسقي
زهرةَ الأشواقِ
فابتلَّ الجناحُ المبحرُ
الملتاعُ في درب الحنينِ
من فراشاتِ الأملْ
***
حدثتني .......
كيف صارتْ كلماتي
خنجراً يقتاتُ من قلب حزينِ
كيف تمشي في طريقٍ
موغلٍ في الخوفِ يذروهُ جنوني
كيف أدمى السيرُ أقداماً
تهادتْ
فوقَ شوكٍ من حُروفي
وخزُهُ لا يُحتملْ
***
حدثتني ......
ليتها ما حدثتني
و اختفى في صمتِنا
صوتُ التجافي
خلَّفتْ جرحاً لذيذاً
في القوافي
من ترى
يعثو بجرحي ؟
إنْ تعافى و اندَمَلْ

أنس الحجّار
02-01-2008, 03:38 AM
أشْكـوكِ بالأشعـارِ للـوَرَقِ=يا نجمةً تَقْتاتُ مِـنْ أرَقـي
يا نسمـةً مـرَّتْ بأرْوِقتـي =و مدائنـي تَـزْدانُ بالقَلَـقِ
في حانةِ الأشواقِ كمْ سَكِرَتْ =روحي بلا خَمْرٍ و لـمْ تَفِـقِ
يكفيـكِ أنَّ الصبْـرَ مَزّقنـي =ميسي إذاً ... ما فيَّ مِنْ رَمَقِ
كيفَ اقتنيتِ النورَ مِنْ قَمَـرٍ =و تمثّـلَ الخـدّانُ بالشـفَـقِ
والشَّعرُ كيفَ مَزَجْتِ سيّدتـي =حِنّاءهُ مِـنْ أدْمُـعِ الغَسَـقِ
جِنّـيـةٌ أمْ أنّـهـا بَـشَـرٌ =جُبلتْ بماءِ العطرِ و الحُـرَقِ
لـو أنّهـا جنّيـةٌ رَحَـلَـتْ =لمّا قـرأتُ بسـورةِ الفَلَـقِ
تنأى فأرشُفُ مُـرَّ قافيتـي =و أساهِرُ الآهاتِ فـي أفُقـي
تتجاهلُ الأشواقَ إنْ خَطَـرَتْ =فكأنّها تمشي علـى حَدَقـي
تُبدي صدوداً والحشـا لَهِـفٌ =صَبري على صَبَّارِها النـزِقِ
لا تُسدِلي سِتْراً علـى وَلَـهٍ =إنْ ظَلَّ في الأعماقِ يَخْتنِـقِ
لا تأسُري نهديكِ في قَفَـصٍ =فُكّي وثـاقَ الشَّعـرِ يأتلِـقِ
و دعي المخاوِفَ خلفَ أزمنةٍ =كَفَرَتْ بمعنى الحبِّ و انطلقي
إنْ كنـتِ فاتنـةً و ساحِـرةً =ما ذنبُ هذا العاشقِ الوَمِـقِ
سُبحانَ ربّي كيفَ في مَطَـرٍ =يحيي الرُّبا و يُميتُ بالغَـرَقِ
و كذا الجمالُ يزيدُهـا ألقـاً =و نضارةً ويزيدُ في رهقـي
حتى يحينَ قطـافُ أسئلتـي=أشكـوكِ بالأشعـارِ للـوَرَقِ

أنس الحجّار
27-02-2008, 11:35 PM
خَشَبٌ ولكنْ جادَ عَطْفا
بابُ الحبيبةِ صار إلفا
وكأنني أشكو لهُ
بالطرْقِ جُرحاً ليس يُشفى
فتهامَسَتْ أضلاعُهُ
عَقَدَتْ مع الطرَقاتِ حِلْفا
وقَفَتْ بقربي دَهْشتي
و اللهِ ما أغْضَضتُ طَرْفا
و تَجَمدتْ كلماتُنا
لمّا أُشيحَ البابُ خَطْفا
***
شَعْرٌ على الكَتِفَيْنِ هَفّا
و كأنهُ شِعْرٌ مُقَفّى
واحتَرتُ أينَ جمالُه
إنْ لاحَ لي أمْ إنْ تَخَفّى
و عبيرُها خلفَ الثواني
صاغَ نبضَ القلبِ عَزْفا
و تَزاحَمَتْ كل الحروفِ
بمهجتي، ما قلتُ حَرْفا
و تَرَبّعَ الصمتُ البليغُ
على ثوانٍ مِتْنَ نَزْفا
وازدادَ وهجُ جمالِها
مِنْ حُمرةِ الخدينِ ضِعْفا
ألقتْ إليَّ ببابِها
عُربونَ هَجْرٍ ليسَ يُخْفى
يا بابَها عُذْراً لأنكَ
نِلتَ قبلَ الشكرِ عَسْفا
جَفَّ الحنانُ بقلبِها
و حنانُ قلبِكَ لنْ يَجِفّا

أنس الحجّار
13-04-2008, 12:26 AM
إلى وزيرة التنمية المغربية ( نزهة الصقلي ) بعد أن طالبت بإلغاء آذان الفجر في المغرب حرصاً على آذان السياح

بين المآذنِ و السماءْ

عشقٌ و حبٌ في النداءْ

(الله أكبرُ) ... تمتطي خيلاً من الإيمانِ

يمضي مسرعاً متلثماً

بخشوعِ روحٍ و انتماءْ

من أنتِ حتى تطفئي روحَ النداءْ؟

من أنتِ يا وسخَ النساءْ؟

أنس الحجّار
20-06-2008, 12:58 PM
أظننتِ أنّ قصائدي آياتُ=إن بالغتْ في وصفِكِ الأبياتُ
أحسبتِ نفسكَ في حروفِ قصيدتي=بدراً و تجلسُ حولَه النجماتُ
ياشعرُ كيفَ رسمتَها خلفَ السطورِ=فتاةَ حلمِ الروحِ و هْي فُتاتُ
أنا إنْ نسبتُكِ للجمالِ بجملةٍ=هذا خراجُ قصائدٍ و زكاةُ
إنْ ظنَّ قلبُكِ أنّ سِحركِ فاتنٌ=أبدتْ حقيقةَ وجهِكِ المرآةُ
أنا لا أفتشُ عن جمالٍ فاتنٍ=من وكرِهِ تتهافتُ النزواتُ
إني أريدُ الصدقَ في أطوارِهِ=معنى الوفا حتى تحينَ وفاةُ
أوتجلسينَ بقربِهِ يا قطةً=في ذيلِها تتجمعُ الشهواتُ
من حانِهِ تبغينَ كلَّ رذيلةٍ =حتى تزورَ ربيعَكِ الزهراتُ
لا تنظري، أحرقتُ كل دفاتري=نفدتْ بحانوتِ الهوى الكلماتُ
فكما سقتْكِ قصائدي شهدَ الغوى=مرُّ القصيدِ مرارُهُ مَوّاتُ
هل تحسبينَ بأن هجرَكِ قاتلي =و تميتُني في غدرِكِ الآهاتُ
أدمنتُ طعمَ الحزنِ في شعري و لم =أبدعْ إذا سكنتْ به البسماتُ
أنا شاعرٌ يقتاتُ من آلامِهِ =و الحزنُ من أشعارِهِ يقتاتُ
كوني كما تبغينَ نصفَ قصيدةٍ=في بحرِ شعرٍ ما لهُ موجاتُ

أنس الحجّار
07-08-2008, 09:50 PM
ماذا تريدْ
يا أيها الباكي
على الأطلالِ
في عصرِ الجليدْ
ماذا تريدْ
يا أيها الشِّعرِ المكللُ
بالعناءِ و بالمنى
يا من نُحملُهُ خطايانا
ونقسمُ أنْ نتوبَ لأجلهِ
و نعودُ نُخطئ مِنْ جديدْ
أتريدني
أنْ أحتسي مُرَّ الحقيقةِ
فوقَ طاولةِ الزمانِ
و أُجلِسُ الآهاتِ قربي
تحتَ همٍّ أخرسٍ
ليلوكَنا نورٌ تأتّى
مِنْ سِراجٍ أعورٍ
و تُديرُنا
كأسٌ من اليأسِ المُعشّشِ
خلفَ حاضِرنا التّليدْ
ملّتْ حروفي كلَّ أشكالِ القصيدْ
سئمتْ منَ التصريعِ
و الوزنِ البليدْ
فجميعُنا
(مُسْتَغْرِبونَ)"1" و شرقُنا
يَجْترُّ ماضيهِ اللذيذَ
بفرحةٍ
لا ذنبَ لي
إن صارَعَتْ فِكَري
صِراطاً أعوجاً
رَسَمَتْهُ أيدٍ مارأيناها
وقال قُصورُنا
هذا صِراط مستقيمْ
يا شِعرُ ماذنبي أنا
حَمّلتني نَعْشَ القصيدْ
ذنبي بأني زهرةٌ
نبتتْ بحقلِ الشوكِ
تحتَ ظلالِهِ
ذُبِحتْ على أطلالِهِ
و مِنَ الوريدِ إلى الوريدْ
لا ذنبَ لي
إلا لأني
عِشتُ في زمنٍ مشاعِرُهُ صَديدْ
***
تَغتالُنا شَهواتُنا
و نَهيمُ في نَزواتِنا
و ندينُ بالدينِ الذي
نَرتاحُهُ
فلربما
ضمنَ النهارِ نعانِقُ
الدينَ اليهوديَ الفريدْ
نمحو ملامِحَ قُبحِنا
و نبعثِرُ التاريخَ تحت نِعالِنا
و نَخُطّ توراةً جديدْ
و نُحِلُّ في ساعاتِنا
قتلَ الدقائقِ
في خناجرِ لهوِنا
و إذا دَعَتْنا كأسُ خمرٍ من بعيدْ
نحتاجُ دينَ مسيحِنا
و نَعودُ للإسلامِ في وقتِ السحَرْ
فاللهُ حَلّلَ أربعاً
نرمي بِهِنَّ على سريرٍ أعرجٍ
و تقولُ أنفسنا لهُنَّ بشهوة:
زوجتُكُنَّ رذيلتي.
باللهِ قلْ ياشِعرُ
ما داءُ البشرْ
ماكنتُ أنوي أنْ أبثَّ مواجِعي
مازلتَ تطلبُ أنْ أقولَ لكَ المزيدْ!
إسمعْ إذاً ....
***
أخلاقُنا اهترأتْ
فبدّلنا عباءةَ نَهجِنا
بحريرِ بنطالٍ رغيدْ
ما عادَ يُتعِبُنا المسيرُ لأخذِ علمٍ
صارَ أستاذُ العلومِ بأسرها
في بيتِنا
تلفازُنا
نَمتاحُ منه ثقافةً و علومَ دينٍ وهْو
مَصدرُنا الوحيدْ
و تَغَيّرتْ نِصفُ المعاني
في التحَدّثِ
لم نعدْ
نحتاجُ أغلبَ مفرداتِ كلامِنا
حتى تجمّدتِ الحروفُ و قد بدا
صدأٌ على لغةِ العربْ
حتى بشأنِكَ
قد رأينا أنّهُ
جفّتْ بحورُكَ
فابتدعنا قالباً للشعرِ
أسميناه "شِعرُ النثرِ"
أو نَثرُ القصيدْ
ماذا تريدْ
أسمعتَ ما يكفي لتملأ
جعبةَ الأحزانِ من هذا الصعيدْ
و أنا أريدُ بأنْ أموتَ على يديكَ
فضمّني عَلّي بموتيَ أستفيدْ
و تريدُ أنتَ إراقةَ الدمعِ المخضّبِ
بالمشاعرِ و المنى
و اللهُ يفعلُ ما يريدْ

"1" نميل إلى ثقافة الغرب

أنس الحجّار
08-11-2008, 02:46 AM
صباحاً ما
سأوقظُ في نسياني
وأخلطُ بين ألواني
ليصبحَ لونُ قافيتي
بلا لونٍ
وأحرقُ نصفَ أحزاني
وأحزمُ نصفَها الثاني
وأرحلُ نحوَ هاويةٍ
وأرميها
وأُظهرُ وجهيَ الثاني
هنا أبدأ
بلا واوٍ
لأن قصيدتي وُلدتْ
بلا حملٍ
كأنَّ حروفَها رُميتْ
صباحاً ما
على المرفأ
بلا واوٍ
أنا أبدأ
لأن العطفَ في زمني
بلا مبدأ
**
إذا هزئتْ ثواني العمرِ من حظي
وملَّ الشعرُ أحزاني
و فاضَ الدمع في عيني
وماتتْ كلُّ أمكنتي
وهبتْ ريحُ أسئلتي
على حقلِ الإجاباتِ
و حلّقَ فوقَ شُطآني
غرابٌ عاثَ في سَمعي
و نظْراتي
سأحفرُ في جدارِ الصمتِ
قافيتي
و أجعلُ من ظلامِ الليلِ
أحجيةً
طلاسمُها
تُفكُّ بنورِ مِشكاتي
و أبني خلفَ سورِ العمرِ
مملكةً
حدائقُها جنى صبري و آهاتي
سأقطفُ من بساتينِ الحياةِ
جميلَ أزهاري
وإنْ كانتْ
هي الأسوأ
**
أواعدُ فرحةً ثكلى
أُلاقيها
أُهدهدُها
بعتمِ العمرِ
ترسمُني وأرسمُها
وأغفو في مساحاتِ المحبةِ
بين أضلعِها
تُأخرني متاهاتُ الطريق إلى
محاسنِها
وأدنو ثم يبعدُني
ضبابُ مشاكلٍ علقتْ
بثوبِ شتاءِ أيامي
ورغم البردِ
رغمَ الحزنِ
رغمَ الوقتِ
ألقاكم
وأدعو أنْ يطولَ بنا
جلوسٌ تحتَ أمطارٍ
تغازلُنا
على المرفأ

أنس الحجّار
23-12-2008, 03:32 PM
عجزت عن البوح شعراً بعد الذي كان من الشيعة و السنة من خلاف و حروب و قتل ولكنني قلت هذا البيت فقط بعد أن اعتراني الذل:

يكـفـيكِ ذلاً يا فـصـائلَ أمتـي=أنْ لمَّ شملَ المسلمينَ حذاءُ

أنس الحجّار
21-10-2009, 02:45 PM
ملاحظة: كتبت هذه القصيدة بعد الاطلاع على خمس حالات متشابهة من شتى شرائح المجتمع العربي .


هنا عبروا
يحدثُ عنهمُ الأثرُ
و ما تركوه سَربلَ بالأسى أيامَنا
و تنهدتْ من حرِّ دمعتِنا و سائدُنا
هنا نثروا
خطاياهم
على أطلالِ حرقتِنا
و منهم من يُنصّبُ نفسَهُ ربّاً
و تعبدُهُ رعاياه
و إنْ أمعنتَ في شكّ
و إنْ جادلتَ
يأتِ الصوتُ رعداً خانَهُ المطرُ :
بعثتُكَ من حُطامِ اللّذةِ الكبرى
فأنتَ الآنَ من صُنعي و فيكَ زرعتُ
مني كل مَكرمةٍ , فخذْ منّي اختصاراتي
و يا ولدي ( أنا اللهُ ) .
***
هنا عبروا
و مازالتْ بقاياهم
تكبّلُ أحرفاً في عتْم حَنجرةٍ
و أدعيةً لتدرأ عنهمُ الظلماتِ خلفَ العمرِ
هل خَبِروا ؟
***
لقد عبروا
فهل أمثالُهم شَهِدوا ليعتبروا ؟
و ها رحلوا
و خلُّوا خلفَهمْ إرثاً
لنأخذَ كلَّ ما جمعوا
حقيبةُ إرثهم ملأى بأسئلةٍ
تفتشُ عن إجاباتٍ
و يكفينا سؤالٌ قد ورثناهُ
سؤالٌ مُهْمَلٌ يبكي
بأجوبة بكيناهُ
"لماذا الطيرُ يعطي لحمَهُ للقطِّ
ذوداً عن صغارِ العُشِّ
إنْ ذُعِروا "
***
سنمضي تاركينَ لهمْ
حقائبَنا
مُكَدّسةً بأجوبة ٍ
و فيها ما حُرمناه
سنترك حبَّنا صوراً
لنسمعَ صوتَهم يبكي :
هنا عبروا

أنس الحجّار
06-11-2009, 10:55 PM
قلمي يُؤرقُ صمتَه ورقي = وسكينتي يغتالُها قلقي
والشايُ عربَدَ فوقَ طاولتي = ودخينتي تقتاتُ من ألقي
فقصيدُ شعرِك مثلُ خابيةٍ = للخمرِ, فيها لذَّ لي غرقي
يا صاحِ صدرُ البيتِ يصفعني = في عجزِهِ وتورمتْ حدقي
في كل قافيةٍ أرى ألماً = و كأنها سيفٌ على العُنُقِ
نامَ الرعيلُ و ماتَ مرشدُهُمْ = أيفيقُ من بالأمسِ لم يفقِ؟
لا الشعرُ يُجدي بعد نومِهُمُ = أو صرخةٌ تشتدُّ بالأفقِ
دعني إذاً أشتَمُّ رائحةً = من نهدِ غانيةٍ بلا خُلُقِ
يكفي بأنَّ الشعْرَ يَرجِعُ لي = مُزجىً بما أهواهُ من نَزَقِ
و كأنهم خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ = و الجهلُ يملي القلبَ بالخَرَقِ

أنس الحجّار
15-11-2009, 02:22 PM
بمناسبة ( حماة مدينة صديقة للمسنين على مستوى الوطن العربي) أتقدم بهذه القصيدة

لا تسألوا , بلسان من كلماتي



و لمن تميل بحكمها أبياتي



فإذا المُسنُّ أظلني بوقارهِ



يذكي الفتى بلهيبهِ نزواتي



كفراشةٍ في الليلِ أبحثُ عن هدىً



يأتي النهار فلا أرى زهراتي



و أعدُّ أيامَ الشبابِ بنشوةٍ



و كذا الزمانُ يعدُّ لي شيباتي






الفتى





من عنفوانِ العمرِ يبني رأيهُ



متلثماً بتطورِ السنواتِ :



أنى لهذا الكهلِ يدرك فهمنا !



هل يُحتوى بالركبِ قبل وفاةِ؟



رجلٌ عبوسٌ يستظلُ بوهمهِ



و يصوغُ هذا الكونَ من أزماتِ



يستقطب الأحزانَ من أبعادِنا



و تراه دوماً يهدم اللذاتِ



ما عاد يسعفهُ الشبابُ بنزوةٍ



و أنا أسيرُ بثورتي لفتاتي






المسن






تتمثل الأيامُ في زفراتِهِ



و يلخصُ السنواتِ بالكلماتِ



و يبثُها للجيلِ شهداً سائغاً



باللينِ أو بتصعّدِ اللهجاتِ



كالنحلِ بعثرَ عمرَهُ ليذيقنا



عسلاً ,و يعطي النفعَ باللسعاتِ



إنْ ينكرِ الجيلُ الغَرورُ خصالَهُ



يبدِ الحقيقةَ قولُه بثباتِ :



أنى ركضتَ فأنتَ خلفي دائما



و ترى الطريقَ ممهداً بعظاتي



أرأيتَ أشجاراً تسامى قدُّها



من دون جذرٍ مدَّها بحياةِ !



أنا لا أريدكَ خلف أيامي سدىً



إني أريدكَ شُعلةَ المشكاةِ



أبغي اعتذاراً منكَ, ليس يفيدني



في الحالِ , ينفعني بُعَيْدَ مماتي

أنس الحجّار
07-06-2010, 11:06 AM
إلى الصديق و الأخ الشاعر العراقي الكبير عادل العاني بعد أن حكمت عليه غيابياً إحدى الجهات المدعومة من الحكومة العراقية الحالية بالإعدام مع ثلة من الأبطال و الكتاب و الأدباء .
و إليكم هذا الرابط لمن أراد الاطلاع
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=386976.0;wap2



ماذا فعلتَ لهمْ ؟..... حوكِمتَ إعداما!=هل بُلتَ في النارِ أم أحْيَيْتَ صداما ؟
لأنَّ شِعْرَكَ سُمٌّ في مَسامِعِهمْ=أمْ أنَّ نثرَكَ فَجْرٌ فَتَّ إظلاما
يا صاحبي إنْ سحابُ الليلِ في أفقٍ=أخفى الضياءَ فلا و اللهِ ما داما
عَفِّرْ جباهَهُمُ في طَرْفِ نَعْلِكَ ...لا=أخشى بأنْ يُفهَمَ التعفيرُ إنعاما
ضَموا لقائمةِ الأبطالِ إسمَكَ لو =يدرونَ أنّهُمُ زادوكَ إكراما
يا صاحِ همْ طُغمةٌ للشرِ فابقَ لهمْ =في خندقِ الحقّ مهما ذُقتَ إيلاما
باعوا ضمائرَهُم في سوقِ مطمَعِهِمْ=و استبدلوا طُهرَهُمْ خُبثاً و آثاما
فليلعقوا الأمسَ إنَّ اليومَ يرقبُهُمْ =وفي غَدٍ يحتسونَ المُرَّ إرغاما
يا سيدَ الحرفِ لا تجزعْ إذا نبحوا=فلن يخيفَ نباحُ الكلبِ ضرغاما

أنس الحجّار
07-06-2010, 12:56 PM
بكاكَ الصمتُ في شعري قصيداً=بقافيةِ الدمـوعِ علـى ثراكـا
كطفلٍ يخنقُ الإجهاشَ قسـراً=فصوتُ الظلمِ قال له : كفاكـا
يمامُ القدسِ يشدو كل صبـحٍ=و يبكي حينَ يغمـرُهُ مساكـا
و أروقةُ الخليـلِ تئـنُّ بـرداً=فدفءُ قلوبنـا ولـى سماكـا
و نخلةُ مريمَ العذراءِ شاخـتْ=فلا رطبٌ - و إنْ هُزَّتْ - أتاكا
و يصعدُ للمسيحِ نفـاقُ قـومٍ=فيهبـطُ بالعقـابِ و ذا بلاكـا
فضمدْ جرحَكَ الباكـي بصبـرٍ=فعيـنُ اللهِ شاهـدةٌ تـراكـا
و لا تحـزنْ إذا الأنذالُ عاثوا=بطهرِكَ .. لن ينالوا من بهاكا
و أبشـرْ بالثـمارِ و حقلِ خيرٍ=إذا ما سَمّـدَتْ جِيَـفٌ ثراكـا

أنس الحجّار
08-06-2010, 02:15 PM
رمش يودع سكرة الوسن = و العينُ تشكو السهدَ للوَهَنِ

و لشَــــــــــــعرِها ســــــــــــــرٌّ تبـوحُ بِـهِ = خُصُلاتُهُ سِــــــــــحراً على العلنِ

والصبحُ أيقظَ حســــنَها وغفا = و كأنَّ حســــنَ الصبح لم يكن

و ســــــــــــــــــــــــ ريرُها بـاكٍ يودّعُهـا = أبـــــــصـــرتُه حَــــــــزِناً و أبصَـــــــرَنـي

وتوقفَ الأمــــــــــــــسُ البليدُ علـى = عتباتِها يحكي لها شَـــــــــــــــــجَنـي

فصباحُها كالياســـــــــــــــمينِ علـى = جُدرانِ عشــــــــــــــقٍ كادَ يقتلنـي

فَـــــــرَضَ الزمانُ على مفاتنِــــــها = تعذيبَ قلبِ العاشـــقِ الحَزِنِ

وجـــــــمالُـــــهـا أدى فــــــريضــــتَـهُ = و عبيرها قد هـمَّ بالسُــــنَـنِ

أنس الحجّار
16-08-2010, 02:15 AM
لماذا اليومَ قربَ حروفِها تقفُ !


و تترعُ من معانيها


كؤوسَ الهجرِ


صافيةً


و ترتشفُ


///


و ترتجفُ


إذا احترقتْ قوافيها


و إن لاحَ الصقيعُ على روابيها


كأنّك في تناقضِها


تذوبُ و لستَ تعترفُ


///


أعمداً بعد ما اقترفتْ يداكَ الحزنَ .. تقترفُ !


ألا يكفيكَ أنَّ الليلَ يشبهُها !


ألمْ تبصرْ بأنَّ قليلَها سَقَمٌ


و أنَّ كثيرَها يرديك للوهنِ !


كفى ياقلبُ ... تُبْ عن ذكرِها أسفاً


فقد لا ينفعُ الأسفُ


***
أجابَ القلبُ :


أرتشفُ


لأنَّ حروفَها كالخمرِ إن عتّقتها طابتْ


و أرتجفُ


لأن جحيمَها و البردَ سيانٌ إذا غابتْ


و أقترفُ


لأنَّ ذنوبيَ الصغرى عقابَ الكفرِ مازادتْ


و دعني أرسم الذكرى


على شباك أحرفها


بلا أسفٍ


لعلمي أنهُ لن ينفعَ الأسفُ

أنس الحجّار
05-10-2010, 10:51 PM
تـبــسَّــمَ ثـغــرُهــا و احــتــلّ روحـــــي




و عن نفسي يراودني لـظـاهــا





و ضـمّـدَ مهجـتـي صـبــرٌ سـقـيـمٌ





و أبـلــتْ آهــتــي حُــمّــى هــواهــا





ورامَ اللحظُ منها صفوَ قلبي





و مـا لَبِـثَ اهتـدى للحسنِ.. تـاهَا





و عـطّـرنـي مـــنَ الأنـفــاسِ قُــــربٌ





و شَـتّــتَ كـنــهَ أفــكــاري نــواهــا





و يعـبـثُ بــي وراءَ الـثــوبِ نـهــدٌ





و أرّقَ هدأتـي غنـجٌ كساهـا





تلوتُ الـشِّـعــرَ بـيـتــاً بــعـــدَ بــيـــتٍ





و مـــا زادَ القصيد لــهــا حــلاهــا





ألا تَـبّــتْ يـــدايَ عـلــى شـعــوري





و إن ظفرتْ بنا تَرِبَتْ يداهـا

أنس الحجّار
05-01-2011, 05:16 PM
تُخبئُ العشقَ إنْ أبديتُ أشواقي=كَمَنْ يواريْ دموعاً خلفَ أحداقِ


تُبيحُ في شرعِها وَأْدَ الهوى و أنا=أُبيحُ وَأْدَ قصيدي بينَ أوراقي


تُعتِّقُ الحُبَّ خمراً خلفَ فتنتِها=فيَرْتَعُ الهجرُ بينَ الكأسِ و الساقي


و تُشعِلُ الوجدَ ناراً ثمّ تُطفِئُها=و تستلذُّ بأسري بعدَ إعتاقي


تُجدّدُ الهجرَ كي تُعطي الهوى ألقاً=تُغني بوصْلٍ إذا ما اشْتدَّ إملاقي


تُبعثِرُ السّحرَ في روحي وتَزرعُني=صفصافَةً أثمرتْ حبّاتِ دُرّاقِ


على ضفافِ هواها خانَني شغفي=و في جحيمِ النّوى جدّدتُ ميثاقي


أهدى لها الدّهرُ ( نهرَ الحُسنِ ) مَكْرُمَةً=و كم يروقُ لنهرِ الحُسنِ إغراقي


هي اقْتحامُ الربيعِ الحلوِ في لغتي=هي افْتتاحُ القوافي بعد إغلاقِ


هي احْتراقُ شِفاهٍ مِنْ لظى قُبَلٍ=و كمْ تُحُبُّ شِفاهٌ طعمَ إحراقِ


هي امتزاج صقيعي في لظى ولهي=هي احتضار غروبي خلف إشراقي

( حماةُ ) حُمّى هواها لا تُفارقني=قبلَ ارْتياحي بها أو بعدَ إرهاقي


مدينتي صاغَها الرّحمنُ مِنْ كَرَمٍ=و صاغَ سُكّانَها مِنْ طيبِ أخلاقِ


( الحاضرُ ) امْتازَ من ماضيه رقّتَها=وابْتيعَ في ( السّوقِ ) مِنها عِطْرُ عُشّاقِ


أفوزُ في حُبِّها حيناً بقافيةٍ=يعودُ يسرقُ معنى الفوزِ إخفاقي