تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ديوان الشاعر تركي عبد الغني



تركي عبدالغني
10-03-2005, 08:57 PM
مِيمِيَّةُ العَروس
- تركي عبد الغني –


مَا اللَّيْلُ إِلا منْ جِراحِ مُتَيَّمِ =عَبَراتُ لَوعَةِ خائِفٍ مُتَأَلِّمِ
قُتِلَ الْهِلالُ بِوجْهِهِ فَتساقَطَتْ =شهباً على خَدَّيهِ كُلُّ الأَنْجُمِ
قَدْ كُنْتُ بُحْتُ لَهُ بِأَسْرارِ الْهَوى =مُنْذُ البِدايَةِ لِلْفِراقِ الأَقْتَمِ
يا ليلُ دَمْعُكَ ذا عَليَّ فَكيفَ منْ =يُرْمَى جِهاراً في الْحَريقِ الْمُضْرَمِ؟
ما هذهِ الدُّنيا ؟ ؟ فَإِنِّي لَمْ أَكُنْ =فَعَّالَ ظُلمٍ في الْحياةِ فَأُظْلَمِ
فَحَبيبَتي في الأَسْرِ أُحْكِمَ قَيْدُها =تَرجوا الْنَّجاةَ بِقَلْبِها الْمُتَوَهِّمِ
قَدْ أَثْقَلوها بِالْحِلِيِّ تَلُفُّها =وَأَساوِرٍ أَدْمَتْ رَقيقَ الْمِعصَمِ
أَودَعتُها قَلباً يُصاحِبُ قَلْبَها =وَلَئِنْ تَأَلَّمَ ذاكَ ، ذا يَتَألَّمِ
ما نَحنُ منْ خَلْقِ الْطَّبيعَةِ تَوأَمٌ =أمَّا بِروحَيِّ الْغَرامِ كَتَوأَمِ
سِيقَتْ بِثَوبِ الْعُرْسِ يَوْمَ زَفافِها =مِثْلَ الْذي ساقَ الْزَّمان لِمَأتَمِ
ما حَرَّكَتْهُمْ دَمْعَةٌ مِنْ عَينِها =وَصَلَت لِحَبِّ الْقَلبِ دونَ تَكَلُّمِ
وَيُلاحِقُ الدَّمْعُ الْمُهَطَّلُ بَعْضَهُ =كَالْعِقْدِ مِنْ خَرَزِ الْحِجارَةِ مُحْكَمِ
فَتَناوَلَ الْسِّكينُ رِقَّةَ رِحْمِها =وَتَفَجَّرَتْ مِنهُ الْدِّماءُ ومِنْ دَمي
فَتَقَطَّعتْ أَحلامُها في لَحظَةٍ =مَا بَينَ مُقْتَسِمٍ لَها وَمُقَسِّمِ
يَأْتيكَ بالنُّصْحِ الْمُفَصِّلِ عُهْرُهُم =وَالسُّمُّ يَقْطُرُ منْ فَمٍ مُتَبَسِّمِ
خُلِطَ الْحَلالُ بِعَيشِهِم بِحَرامِهِ =حَتَّى اسْتَباحوا فِعْلَ كُلِّ مُحَرَّمِ
هَل بَرَّأَتْهُمْ في وُجُوهِهِمُ الْلِّحى =أَم لَفَّهُمْ بالطُّهْرِ زِيُّ الْمُسْلِمِ؟
لَنْ تُلْزِمَ الْهَيئَاتُ تَغْييرَ النُّهَى =ما لَم يَكُنْ ما في الْصُّدورِ بِمُلْزِمِ
أَو تَنْتَهي حِقَبُ الْجَريْمَةِ بَيْنَنا =وَتُرى حَقائِقُها بِعينِ الْمُجْرِمِ
عَلِمَتْ عَباءاتُ الْجَهالَةِ ما بِيا =وَأَشَدُّهُ كانَ الذي لَمْ تَعلَمِ
كَمْ جِئْتُهُمْ بالدَّمْعِ تَحتَ نِعالِهِمْ =أبْكي بُكاءَ الصَّاغِرِ الْمُتَرَحِّمِ
لا لَنْ أُسَلِّمَ لِلزَّمانِ قَضِيَّتي =فَقَدِ انْتَهَيْتُ منَ اعْتِناقِ تَظَلُّمي
ثَلِمَتْ سُيوفُ الْجَهلِ منْ ضَربي ولَن =تَهدا سُيوفي اليومَ ما لََم تَثْلَمِ
سَيكونُ شِعري غولَ حُلْمٍ بعدما =وَأَدَتْهُ غيلانُ الْحقيقَةِ في فَمي
ويكونُ كأساً عَبَّأَتْهُ قَريضَتي =في كُلِّ حَرْفٍ مِنْ قُطارَةِ عَلْقَمِ
إِني عَجِبتُ مِنَ الْحياةِ وَمن أتى =فيها بِإِثمٍ كالذي لَمْ يَأثَمِ
***********

تركي عبدالغني
21-03-2005, 09:43 AM
رحلةٌ مع الشيطان

تركي عبد الغني


.
عَلَّقْتُها صُوَراً مِنَ الوجدان =بِتَآكُلِ الأجْسادِ في الأَلْـوانِ
.
فَوقَ الدُّخانِ مِنَ احْتِراقِ لقائنا =خلْفَ النَّوى وَسَماكَةِ الْجُدرانِ
.
وعَرَفتُ من بعدِ احتِراقِ دَقائقي =أنيِّ قَتيلُ حَماقَتي والْجاني
.
وَأَبَحتُ لي ما لا يُباحُ مِنَ الْهَوى =حِينَ الْتَقى الشَّيطانُ بالشَّيطانِ
******
فَمعَ انْحِدارِ الشَّمْسِ كانت ساعَتِي =لَمَّا تَدانى مَوعِدي فَدَعاني
.
لِلِقاءِ مَنْ في مثْلِ حُسْنِ بهائِها =لا جالَ فِكْرٌ أو رَأَتْ عَيْنانِ
******
فَجَبينُها قَمَرٌ أَتَمَّ كَمالَهُ =أرخَتْ عَلَيهِ اللَّيلَ في نَيْسَانِ
.
والجيد مِنْ بَلّورَةٍ هِنْدِيَّةٍ =محفوفةٍ بِشَقائقِ النُّعْمانِ
.
نارية العينَينِ لا نَظَـراتُها =مـائية الْخَدَّينِ والسِّيقَانِ
.
لا نَظْرَةٌ مَسْحورَةٌ مِنْ لَحْظِها =لا بَعضُ لَمسِ قَوامِها الْفَتَّانِ
.
لا قُبْلَةٌ لا رَشْفَةٌ من ثَغْرِهَـا =تَمْحو التَّعَطُّشَ مِنْ لهيبِ لِساني
******
لَبِسَتْ بياضَ الشَّمْسِ ثوباً ضَمَّها =شَمْسٌ أَطلَّت فوقَ روضِ جِنانِ
.
وتَبَسَّمَتْ كَنَسائِمِ الفَجرِ الذي =غَنَّى وعُصفورِ الصَّباحِ أَغانِ
.
تَحْلُو وتَحْلُو من عُذوبَةِ شَدْوِها =كَتَرَنُّمِ الأَوتارِ في الْعِيدانِ
******
وَقَفَتْ وَطَيْشُ العابِثينَ وقوفها=وبهِ وقارُ تَعَفُّفِ الرُّهْبانِ
.
مُتَناغِمٌ في قَدِّها تَدْويرُهُ=وَمُعَتَّقٌ ما تَقْطُرُ الشَّفَتانِ
.
******
.
نَظَرَت وَحيَّت ثُمَّ مَّدت كَفَّها=في رِقَّةٍ فَيَّاضَةِ الْتَّحْنانِ
.
صَافَحْتُها وَمَشَيتُ خَلفَ ظِلالِها =وَجَلَسْتُ أَشْكو عِلَّتي لِتَرانِي
.
فَدَنَتْ وَمالَتْ في دَلالٍ مُفْرِطٍ =كَالْغُصْنِ مالَ بِحَبَّتَيْ رُمَّانِ
.
في مَوسِمِ الْقَطْفِ الْجَميلِ احْمَرَّتا =ولِكُلِّ قَطفٍ حِكْمَةٌ وَمَعانِ
******
لَمَسَتْ فَمي فَأَصابَ قَلبي لَمْسُها =بِتَصادُمِ الطَّرَقاتِ في الْخَفَقانِ
.
فَأَعَادَتِ اللَّمْسَ الذي قدْ راقَ لي =حتى تراخت صَحْوةُ الأَجْفانِ
.
وبِدونِ أَن أَدري نِهايَةَ قِصَّتي =أَرْخَيْتُ طَوْعاً لِلْخَيالِ عَنانِي
.
فَأَخَذْتُها في رِحلَةٍ لا تَنتَهي =عِنْدَ انْعِدامِ الْجَذبِ لِلأَوزانِ
*****
فَهوت عَلَيَّ بِشَهوَةٍ لَمْ تُخْفِها =وَتَقَطَّعَت من شَدِّها قُمْصانِي
.
فَحَملْتُها وَضَمَمتُ ضَمَّ مُفارِقٍ =وَكَأَنَّنا جَسَدٌ لَهُ وَجهانِ
*****
قَد رافَقانا - والسُّكونُ يَحُفّنا =بِحديثِ ليلٍ ناعِسٍ - نَجْمانِ
.
حتَّى إذا طِرْنا أنارا جَوَّنا =وَبِلَحْظَةِ التَّقْبِيلِ يَنْطَفِئانِ
.
فَتُذيبُني في رَعْشَةٍ أَحضانُها =وتُذيبُها في نَشوةٍ أَحْضاني
******
سُنَنُ الْهوى أَلاّ يَدومَ نَعِيمُه =كَقَصائِصِ الأوراقِ في النَّيرانِ
.
فَطَوى احْتِضارُ الوَقتِ فوقَ بُراقِهِ =بينَ الرُّفوفِ وَثائِقي وَطَواني
.
وَخَرَجْتُ مَخْجولاً أَجُرُّ فَجيعَتي =وهوت بِيَ الأَقْدارُ لِلْقِيعانِ
*******
ولَقيتُ نَفسي فوقَ جَدْباءِ الرِّما =لِ أَدورُ بينَ تَتابُعِ الدَّورانِ
.
كَفَراشَةٍ وَقَعَت بِحُضنِ العَنكَوُ =تِ بِلَهفَةٍ لِلنُّورِ في الطَّيرانِ
.
فإذا تَسارَعَ لِلْخَلاصِ حِراكُها =زاد الهلاكُ بِقَبْضَةِ الْخِيطانِ
******
رُحْماكَ يا هذا الذي أَغويْتَني =أَوَ كُنتُ أَدخُلُ جَنَّتي لأُعاني ؟
.
أوَ أَنتَ قلبي أمْ تُراكَ بِمُهلِكي =أَم تارِكي لِعِبادَةِ الأَوثانِ ؟
.
لا تُبْقِني جسدا لآفات الهوى =أَطْفو على عَبَثِ الشُّرودِ الآني
.
قُدْنِي إلى وَطَنِ الْخُلودِ وَسِرِّهِ =وَإلى جَمالِ الروحِ لا الأَبدانِ
.
ما الْجِسمُ في دُنياكَ إلا عابر =أَبلَتهُ بَعضُ صَغائِرَ الدِّيدانِ
******
أَوَضاعَ فيكَ الرُّكبُ في أَرضِ الْيَبا =سِ وَضَلَّ جَرْيُ الفُلْـكِ بالرَّبـانِ ؟
.
ما كُلُّ ما فـوقَ الفَلاةِ حِجارَةٌ =أو كُـلُّ مـا فـي الْبَحرِ من حيتانِ
.
فـالبرُّ بـالشُّطآنِ إلاَّ يَـنْـتَهـي =والْـبَحرُ مِثلُ البَرِّ بـالشُّـطْـآنِ
******
أوَّاهُ يا قَـلبي عَــلامَ تَـرَنُّحاً =مــاذا دَهاكَ لِتَبْـتَلي وَدَهاني ؟
.
أَنَسيتَ أَنَّ الْحُبَّ أَهْمَلَ دَمْعَتي =وَخَرَجتُ مِنْهُ بِحُرْقَةِ الْخُسْرانِ ؟
.
يا قلبُ إن كانَ الهوى ما تَرْتَجِي =أَخْطَأْتَ فِيَّ وَأَخْطَأَت عُنواني
.
ما كانَ هذا غيرُ بعضِ سَذاجَتي =واللَّهْثُ خَلفَ سَحابَةٍ وَدُخـانِ
.
مـن هَمْسَةٍ منْ لَمْسَةٍ مَجنونَةٍ =أَرْخيتُ طَوعاً لِلخَيالِ عَناني
.
وَأَبَحتُ لي ما لا يُباحُ من الْهَوى =بِـزِيـارَتِـي لِطَبيبَةِ الأَسنان
.
.

تركي عبدالغني
29-03-2005, 03:29 PM
إلى ولدي - تركي عبد الغني

-------------------------------------

كما يعلم البعض منكم أني أعيش في المهجر بعيدا عن أمي التي قالت لي على الهاتف وباللهجة

الأردنية " والله يمه أن عيني من كثر ما ببتشي بغيابك زي اللي داق بيها مسمار"

ولا أخفيكم أني بكيت من وقع هذه الكلمات ونظمت قصيدة هذه أبيات منها

وعذرا على عدم التشكيل
( إلى ولدي )



آتي إلى شجر الليمون أسأله =هل ريح عطرك ذا أم ريحه العبق؟

مالي أرى بهجة الأزهار شاحبة =تبكي, ويبكي على أغصانها الورق؟

ماحمرة الخد في وجهي مسرته =فغورة الشمس يأتي قبلها الشفق

والبعد كالنار في الحالين مهلكة =فمن نجا من لهيب النار يختنق

أبين الحزن في قلبي لتدركه =ما قيمة الشمع إلا وهو يحترق؟


*********

إني توحدت في أرضي على سعة =كما توحد في صحرائه الشيح(1)


يعطي, وأعطي, وكل من خصاصته =وزادني عنه أن القلب مذبوح


طالت علي كهذا العمر رحلته =لا فارقته ولا ظلت به الروح


كالنبت يخدع عين اللاء ينظره =رقصا على موته لو هبت الريح

*********
ويسألون عن الأحزان تعصرني =بدت على الوجه كالأجرام للساري
هل هذه دمعة من عين باكية =أم قطرة من ندى أم نور أقمار؟
نعم, هي العبرات السود أذرفها =شوقا إليك وأخشى وحشة الدار
مالي سوى صور في الليل أحضنها =ذابت على وجنتي كالثلج في النار
كأن عيني من ذا البعد يا ولدي =نهر من الدمع إذ دقت بمسمار
*********

************************


1- ألشيح نبتة صحراوية تنبت منفردة وتستخدم علاجا لآلام البطن وغيرها



تركي عبد الغني

تركي عبدالغني
16-04-2005, 04:52 PM
قيلت في الشهيد يحيى عياش


أُكتُبْ نقوشاً كالصِّحاحِ مُجَلَّدا=وارسُمْ على الجُدرانِ إسْماً خُلِّدا

وَاقْلِبْ موازينَ الفَوارِقِ وَلْتَسَلْ =هل كانَ إرْهاباً وكانَ تمرُّدا ؟

وَعْدٌ لَنا وَالوَعْدُ حَقٌّ عِنْدَنا =فالخيرُ مَنْ أوْفى إذا ما أوْعَدا

لو كانَ مَوْتُكَ يا شَهيدُ عُقوبَةً =ما كان ربّي قد أماتَ محمّدا
*** ***
قلَّبتُ تاريخَ الحروبِ وَإنَّني=أمْضيتُ وَقْتي جُلَّهُ كالعاكِفِ

بَطحاءُ يحيى ما عَرَفتُ بِمثلها=وخَلَتْ مِنَ الأخبارِ كُلُّ صحائفِ

ما المُدْبِرُ المهْزومُ كالمُتَقدِّمِ =أو قاعدٌ مُتَوَسِّلٌ كالواقِفِ

ما الخائنُ الأعمى البخيسُ كَمُخلِصٍ=أو جاهلٌ مُتخبِّطٌ كالعارِفِ
*** ***
آهٍ على يحيى وآهٍ صَاحها = ممزوجَةً وَقبيلَ موتٍ بالدّمِ

ما صاحها خوفاً ولا أودَتْ به=غيرُ الخيانَةِ منْ بطونٍ أو فَمِ

ويَمينُهُ طارَتْ لِتَقْبِضَ تُرْبَها=والوجْهُ مغزول الضياء بأنجم

والأرضُ فاضَتْ في الوداعِ بِدَمعِها=وسماءُ يحيى شُرِّعتْ بتبسُّمِ
*** ***
ومَرَرتُ يوماً بالضريحِ فهِبْتُهُ=وسكينةٌ في القلبِ كانتْ أكْبَرُ

وتُرابُهُ غَضٌّ زَكيٌّ ناعمٌ=باكي الطراوةِ والصفاوةِ أسمرُ

وحجارةٌ بيضٌ تُكاتِفُ بعضَها=كالطَّائفين بحجِّ مكَّةَ كبَّروا

والنَّبْتُ أغصانٌ تعانِقُ زهرَها=والزَّهرُ من كُثرِ احمرارٍ يُقطُرُ
*** ***
وجلَسْتُ حتى غِبْتُ في نوْمٍ على =صوْتِ المآذنِ والكنائسِ والبَشَرْ

وَشَرَدْتُ في نومي بصحبَةِ طَيفِهِ=ورأيتُ ألوانَ العروشِ بلا صورْ

فالقلبُ مشتدُّ القساوةِ أسودٌ=والجسمُ محمولٌ على عرشِ القدرْ

والقولُ مسحوقُ العِبارةِ مُنهَكٌ =والعزفُ مقصورٌ على نفْسِ الوَتَرْ
*** ***
وتجاوزتْ عيني مشارِفَ حدِّها=ونظرتُ في أصلِ الخلائقِ والوجودْ

في العابداتِ ستَرْنَ إلا طَرفَهُنْ =في خالعاتِ الرقصِ كشّافِ النهودْ

في السابحاتِ مكَثْنَ في أبعادِها=في فِكرنا المحبوسِ في نَومٍ رَقودْ

فرأيتُ أن الكلبَ ينبح ليثَهُ =ورأيت أن الخيلَ سيسَتْ من قرود
*** ***
منْ علَّمَ الأمَّ الصبورَ نُواحَها؟=من علَّمَ الفتياتِ حُزناً في الصّبى؟

من صادرَ الأصواتَ من أفواهِها=واستُلَّ سيفٌ للرِّقابِ وجرَّبا؟

من جاء بالأخطارِ لا يقوى بها=جَلَدُ الكبيرِ وجِلْدُ طفلٍ ما حبا ؟

منْ حوَّلَ الأزهارَ في أحواضِها=كَدَمٍ تخثَّرَ في عُروقٍ مِنْ وبا ؟
*** ***
فسألته عن أمَّةٍ كانت لها=روحٌ بجسمٍ فارقته وولَّتِ

فأجابني: إنَّ مسَّ ضرٌّ أرضها=لوَدِدْتُ لو كانَ المساسُ بمُهجتي

هذي بلادي أمَّةٌ وعزائمٌ=إنْ تُدْعَ يوماً للجلائلِ لبَّتِ

واللهِ لو عادَ الزَّمانُ أعيدُهُ=حسبي بأني قد قُتِلْتُ لأمّتي
*** ***
وطني عشَقتُ كُرُومَهُ وبحارَه =وطنينَ نحلٍ حولَ زهْرِ النرجِسِ

أبْني بعقْلي باليمينِ فأضرِبُ=لا بالكؤوسِ الطافحاتِ فأحتسي

لا أبتغي من قومِ شَرٍّ عطْفَهُمْ =أوْ انحني كالمارقِ المتلمِّسِ

خيرُ الرجالِ كرامةً وطهارةً =من ماتَ موتي قرْبَ بيتِ المقدِسِ

تركي عبدالغني
07-06-2005, 09:15 PM
سباعيات متمردة
تركي عبد الغني

أَدَاراً خُنْـتِ .. أَمْ خانَـتْـكِ دَارُ=وَلَـمْ يُؤْخَـذْ لِعيْنَيْـكِ اعْتِبـارُ
فَلا دَمعـي تَـرِقُّ لَـهُ عُيُـونٌ=وَلا عَيْنـاي تُحْمَـى أَو تُجـارُ
فَيا عُقْبى اللَّيالـي لَسـتُ أَدْري=إذا مَـا اللَّيْـلُ يَعْقِبُـهُ النَّهـارُ
وَيا ليْتَ الْبَشائِـر فـي حياتـي=تُـدانُ، وَلَيْـتَ أَحْزانـي تُعـارُ
فَما أَذكـى بِصَـدْري الْنَّـارَ إِلاَّ=حبيبٌ سَارَ حَيْثُ الْنَّاس سَـاروا
فَأَكبَرُهُم صَغيـرٌ فـي عيونـي=وأثْقَلُهُـم علـى الدُّنْيـا غُبـارُ
فَلَـن أَرْجوهُـمُ لـوْ أَحْرَقُونـي=فَأَبْرَدُ مَوضعٍ في الْجِسْـمِ نـارُ
......................
أُقاتِـلُ ليـس حُبَّـاً فـي قِتـال=ولَكِنْ مـن جِراحـاتِ اللَّيالـي
أَظَلُّ أُسابِـقُ السَّاعـاتِ لَكـنْ=تَمُـرُّ مُـرورَ أعـوامٍ طِــوالِ
وَصُبْحاً إن رَجوتُ أّبَـى قُدومـاً=فَمالِ الصُّبـح لا يأتـي وَمالـي؟
إذا نامَتْ عُيوني ظَلَّ فِكـري=يُصارِعُني بِما فـوقَ احْتِمالـي
لأُحْبَسَ بَيْنَ جُدرانـي وَصَمْتـي=تُنازِعُهُ الْحَقيقـةُ فـي خَيالـي
أراني كالدُّخـانِ بِوجـهِ ريـحٍ=تَشَتَّتَ فـي اتِّجاهـاتِ الْمَجـالِ
فهذا حالُهُ فـي الْجَـوِّ يُنْسـى=وَهذا في زِحـامِ الْعُمْـرِ حَالـي
........................
عَرفْتُ (حَياتِيـا) وَعَرَفْـتُ أنِّـي=أرُدُّ جَميلَها لوْ لَمْ تُدِنِّـي
وَما ثِقَتـي بِتَصديـقِ اعتِقَـادي=لأُرْجِـئَ حَيْرَتـي وَأَرُدَّ ظَـنِّـي
ولَكـنَّ الْحيـاةَ لَهـا فُـنـونٌ=وَمَذْهَبُهـا التَّعَسُّـفُ والتَّجَنـي
إذا أَرخَـت عَنـاناً للرّزايَا=مَشَيْنَ إليـكَ مَشْـيَ الْمُطْمَئِـنِّ
وَإن هيَ ضاحَكَتكَ بِبَعضِ يـومٍ=وجائَتْ فـي سُوَيْعـاتٍ تُغَنّـي
تَعَرَّى وَجْهُهَـا الْمَعهـودُ شَـرَّاً=ونالَتْ مِنْكَ مـا نالـت وَمِنِّـي
فَمِنَّا مَنْ يَعُـضُّ علـى شِفـاهٍ=وَمِنَّـا مـا لَـهُ غَيْـرُ التَّمَنِّـي
......................
إذا صادفتُ من أهـوى تَعالـى=عَلَيَّ بِكِبرِ مـن رَكِـبَ الْجِبـالا
فَأَرْجوهُ .. فَيَتْرُكُنـي ويمضـي=كَأَنِّـي قـد تَمَنَّيـتُ الْمُـحـالا
ألا يا قَلـبُ مالَـكَ لَـمْ تُعِفْنـي=هَوىً مَنَّيتُ نَفسـي فاسْتَحـالا
ودَهْـرُكَ ذا يُبَـعِّـدُ كُــلَّ وُدٍّ=وَتَأتينـي مَصائِبُـهُ عُجـالـى
أُحِسُّ بِأَنَّ فـي نَحـري حِرابـاً=تُنَسِّـلُ مـن تَنَشُّقِـهِ حِـبـالا
إذا ألفَيتُ منْ عَبِثـوا بِطُهْـري=حَبَستُ الدَّمْعَ في عَيني انْتِحـالا
وَأَمَّـا إِن رَأَت عَينـاهُ عَيـنـي=تَرَقْرَقَ في الْمَآقـي ثُـمَّ سـالا
.......................
فقدْ أَعْلَنْتُـهُ وَلَجَمْـتُ خَوفـي=وَشِئتُ مَشيئَتي لا شاءَ عُرْفـي
سأَمْضي أَحْمِلُ الإِحْساسَ دينـاً=ولو أَلقى بِـذاتِ الدِّيـنِ حَتْفـي
وَلَـن أُلقـي مَناديلـي هُروبـاً=وَألْجَأَ للرُّكوعِ وللتّخَفِّي
فَلولا قَهْرُهُم ما صيـغَ قَولـي=وَلَولا حَبْسُهُم مَا اسْتُـلَّ سَيْفـي
إِذا ما البنـتُ أَوقَعَهـا زَمـانٌ=تلا عَقـبَ السَّكاكيـنِ التَّشَفِّـي
يَمُرُّ الدَّهـرُ بالأَفْـراحِ نَحـوي=فَتَمْضي مُغْمَضاتِ الطَّرْفِ خَلْفي
كأَنَّ الْحَـظَّ فـي كَفِّـي دُخـانٌ=قَبضْتُ عَليهِ ثُـمَّ فَتَحـتُ كَفِّـي

:0014:

تركي عبدالغني
08-08-2005, 10:23 PM
أحبتي الكرام أغيب رغما عني فالمرض يعيقني عن التواصل معكم

فأعتكف في بيتي بين كتبي وتأملاتي فخرجت بقصيدة اخترت لكم منها هذه

الأبيات الأربعة في العشق الإلهي

إنه الشوق وبنظرة له من الجانب الآخر




::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::


أيُّ شوقٍ همَجِيٍّ في ضلوعي = أَتَلَظّى منه وَجداً وَاتِّقادا

تعتريني رجفَةُُ في الجسمِ ظَلَّت = تَتَوَلّى كُلَّ أعضائي فُرادى

قد عَرَفنا الشَّوقَ يُمحى بالتَّلاقي =وإذا ما افترَقَ الأَحبابُ عادا

غير أنَّ الشَّوقَ عندي( أَيُّ شَوقٍ )= كُلَّما زادَ اقتِرابي مِنكَ زادا

***************

تركي عبدالغني
16-08-2005, 04:32 PM
لا تَظلِمي - تركي عبد الغني




لا تَظلِمي سمراء قلباً ما بـقي =أو تُنكِري عشـقي وطُهرَ تعلُّقي
وتُمـزِّقي بالغيبِ رجْماً خاطـري =أَشَقِيَّةٌ بالْحبِّ أَمْ أنِّي الشَقِيْ؟
ما عُدْتُ فيكِ مُكـذِّباً إنْ تَكـذبي =أو عدْتُ فيك مُصدِّقاً إنْ تَصدُقي
إمَّا وصلـتِ القلبَ وصلاً سالِـماً=أو يا مَليحَةُ فَارحَـميني واعتِقي
* * * * *
أَلأَنَّـني أبديـتُ كل مودتي =وذكرتُ أسبابي وأصبَحتُ السببْ ؟
فلـربَّما أكبَرتُ حسنك كله=وركَعتُ كالعُصفورِ يركعُ للرُّطَبْ
أفلا لديكِ سوى الجمـالِ ، فإنّـهُ =كَذِبٌ ، وإنِّي قد تَعبتُ منَ الْكذبْ
لا تَـحسَبي أنَّ الفتـونَ بطيِّبٍ =فالخَمرُ أصلُ الْخمرِ من حَبِّ العِنبْ
*** * * *
أحبـيبَتي إنْ ثارَ موجي فاصْفَحي =وَتَقَدَّمَ الٌْقولُ المَهولُ على الْغَزَلْ
فلقد سئمتُ من الظنونِ أعيشُها =وأُنيخَ عودي من غلاظَةِ ما حَملْ
جبلٌ من الوجدِ الشَّغوفِ حَمَلتُهُ=ولَهـزَّني حمـلي ولو كنتُ الجبلْ
إني رأيتُ الأمـرَ عـزَّ منـالُـهُ =والـمرءُ تـوَّاقٌ إلى مـا لم ينـلْ
* * * * *
فرضـيتُ بالقـولِ الجَميـلِ قليلَهُ =ولـكِ الجميـلُ كثـيرُهُ فَلْترْتَضي
زعـمَ الوُشاةُ بأنَّ حُـبي كاذبٌ =وفؤادِيَ الملهوفَ عنكِ بِمُعرِضِ
رُدي عـنِ المظلومِ كلَّ وشـايةٍ =وتقـرَّبي مـني بم ا قـد يقتـضي
جَلَتِ الطهـارَةُ في سريرَةِ عاشِقٍ =كـدمِ البكارَةٍ في الرداءِ الأبيضِ
* * * * *
ما بـالُ قلبي عندَ قلبِكِ ماثِـلٌ =ولئـن فتَحـتُ لَهُ بُويباً توصِدي ؟
شَرَقٌ كلامي والْحِـراكُ تلَفٌّـتٌ =وكثـيرُ أنفاسي كَمثلِ تنهُّدي
وخُطايَ ضاعت في اليمينِ شِمالُها=وأصابِعي رجفاً تُحرِّكُـها يدي
والله ما وُجِـدَ اشتياقٌ خالـِصٌ =مثـلَ الـذي في قلـبيَ المتوقِّدِ
* * * * *
يُروى غرامي في سِجِلاَّتِ الهوى =في كلِّ مقهىً في المجالسِ والطُّرُقْ
فالعِشقُ إدمـاني وصـبري عِلَّتي =والشـوقُ لوَّنـني بألوانِ الغَسَقْ
حـبي غـدا قطراتِ جرحٍ من دمٍ =والقلبُ من لهبٍ وصدري من ورقْ
إنْ شئـتِ إطفـاءَ اللهيبِ لنِلتِهِ =أو شئـتِ حَرقَهُ بالقطيعَةِ لاْحتَرقْ
* * * * *
لكنَّني أهوى وأُخلِصُ في الهوى=لو كانَ فيهِ تَخَلُّدي أو مَقْتَلي
فاصغي إليَّ فَدَتْكِ روحي وارْجِعي =ولكِ التَّنعُّمُ وليكن ذا الدَّمعُ لي
نصفانِ عمري ..قد وهبتك نصفه =والنصف في الوجهِ الجميلِ تأمُّلي
هذا غـرامي لا يـفوزُ بِفَهْمِهِ =مَنْ كان عن دنيا الغرامِ بِمَعْزِلِ

تركي عبدالغني
27-08-2005, 03:16 AM
أعزّائي الكرام
أعضاء وقُرّاء
أودُّ أن أقدم لكم هذه القصيدة كاملة والتي سبق ونشرت ثلاث خماسيّات منها
لأكرِّرَ ذكر مناسبتها وهي أن قالت لي أمي وباللهجة الأردنية المحكية
" والله يَمّه إنه عيني قدْ ما بَبْتشي عليك زي الِّلي داق بيها مسمار"
ولا أخفيكم أني بكيت من وقع كلماتها فنظمت هذه القصيدة كاملة على لسانها راجياً ألاّ أُثْقِلَ عليكم بها.
فأنا أعيش مغتربا بعيدا عنها
إلى ولدي - تركي عبد الغني

.
آهٍ مِنَ الشّوقِ بل آهٍ مِنَ الصَّبْرِ = لمْ يُبْقِ إلاّ احْتِدامَ الآهِ في صَدْري
.
فالآهُ لي وَلَها عندي مخارِجُها = حتى غَدَتْ أكثَرَ الأقْوالِ في ثَغْري
.
أدْري بِأَنَّكَ لي نَبْضٌ ألا وَدَمٌ = بُنَيَّ واجَزَعي إِنْ كُنْتَ لا تَدْري
.
ما عُدْتُ أقوى على بُعْدٍ يُمَزِّقُني = فَإنَّ بعْدَكَ سَيْفٌ غِمْدُهُ نَحْري
.
لَمْ أَدْرِ مِنْ حَيْرَتي إِنْ كُنْتُ يا وَلَدي = أبكي مِنَ العُمْرِ أمْ أبكي على عُمْري
.
.
**********************
.
.
هذا خِطابي مِنَ الأعماقِ أُرْسِلُهُ = إليكَ يَسْبِقُهُ مِنْ حُرْقَتي الضَّمُّ
.
هذا خطابي فلا شكوى ولا عَتَبٌ = كَلاّ وهَلْ يَشْتَكي مِنْ ماءِهِ الْيَمُّ ؟
.
فالآهُ إنْ أُطْلِقَتْ هَزٌتْ منابِرَها = فكيفَ إنْ أطْلَقَتْ آهاتِها أُمُّ ؟
.
والليلُ صعبٌ فلا رَوْحٌ ولا فَرَحٌ = وَأصْعَبُ الصّعْبِ في سيماتِهِ النّوْمُ
.
قد أَكْثَرَ الليلُ إلاّ مِنْ سَكينَتِهِ = والضِّدُّ يُخْرِجُهُ مِنْ نَوْعِهِ السُّمُّ
.
.
*********************
.
.
لو أدْرَكَ الوَرَقُ المَبعوثُ أَسْطُرَهُ = لكانَ أُحْرِقَ مِنْ إدْراكِهِ الوَرَقُ
.
لو كانَ يُفْهََمُ ما في الخَدِّ ظاهِرهُ = لَقيلَ غادَرَ هذا الحُزنُ والأرَقُ
.
ماحُمرةُ الخـدِّ فـي وَجهـي مَسرّتُـهُ = فَغَوْرَةُ الشَّمسِ يَأتـي قَبلهـا الشَّفـَقُ
.
والبُعدُ كالنَّارِ فـي الحَاليـْنِ مُهلِكَـةٌ = فمَنْ نَجَا من لَهيـبِ النَّـارِ يَختَنِـقُ
.
أَُبَيِّـنُ الحُـزْنَِ فـي قلبـي لِتُدْرِكَـهُ = ما قيمةُ الشَّمع إلاّ وَهْوَ يَحْتَـرِقُ ؟
.
.
********************
يَبْكيكَ قَلْبٌ شكـا إِذْ أنّ عُوَّدَهُ=وَجْدٌ وحـزنٌ وتعذيـبٌ وتجريـحُ
.
إنّي تََوَحَّدْتُ في أرضي على سعَـةٍ=كَما توحَّدَ فـي صَحْـراءِهِ الشِّيـحُ
.
يُعْطي, وأُُعْطي, وكُلٌّ مِنْ خَصاصتهِ=وزَادني عنـهُ أنَّ القلـبَ مذبـوحُ
.
طَالتْ عَلَيَّ كَهـذا العُمـرِ رحلتُـهُ=لا فارَقَتْهُ ولا ظَلَّـتْ بـهِ الـرّوحُ
.
كالنّبْتِ يَخدعُ من بالعين ينْظُـرُهُ=رَقْصاً على مَوْتهِ لوْ هبَّـتِ الرّيـحُ
.
.
*********************
.
.
هذي طُيورُ الشِّتا عادت لِمَوطِنِها = وَأنتَ يا حَبَّةَ العَينَينِ لَم تَعُدِ
.
فَعُد إلَيَّ .. فَهَل أغوَتكَ فاتِنَةُُ = أم جُمِّلَ الصَّدُّ في عينيكَ يا وَلَدي ؟
.
وَقَلْبِ أُمِّكَ لوْ جائَتْكَ ضائِقَةٌ = لم تَسْتَطِعْ دَعْوتي عنْ رَدِّها وَيَدي
.
سَوداء تَطرُقُ لا تُرجى عَواقِبُها = لَوَدَّتِ النَّفسُ لو كانت على كَبِدي
.
هذي أَحاسيسُ مَنْ لَمْ يُغْرِها وَطَرٌ = لا تُحجَبُ الشَّمسُ أو تُخفى على أَحَدِ
.
.
********************
.
.
ويسألونَ عن الأحـزانِ تَعصُرُنـي = بَـدَتْ على الوَجْهِ كالأجرامِ للسَّـاري
.
هَلْ هذهِ دمعـةٌ مـن عيـنِ بَاكيَـةٍ = أمْ قطرةٌ من نَدىً أمْ نورُ أقمـارِ ؟
.
نَعمْ, هيَ العَبَـراتُ السُّـودُ أذرفُهـا = شوقاً إليكَ وَأَخْشى وَِحْشَـةَ الـدَّارِ
.
مَا ليْ سِوى صُوَرٍ في الليلِ أَحْضُنُها = ذابتْ على وَجْنَتيْ كالثَّلجِ في النَّـارِ
.
كأنَّ عَيْنِيَ مَنْ ذَا البُعـدِ يـا وَلـدي = نهرٌ من الدَّمـعِ إذْ دُقَّـتْ بمسمـارِ
.
.
*******************
.
.
مالِ الدُّنا أقسَمَت أن لا تُقاسِمنا = تَعَسُّفَ اََلمُرِّ .. إِلاّ لَذّةَ العيشِ
.
باللّهِ يا حامِلَ الاًَبدانِ يا رَجُلاً = بينَ الرِّجال أَلا تسمع صَدى رعشي ؟
.
فَلا تُحِلني إلى قبري على عَجَلٍ = وَأَبطيءِ المَشيَ أو قِف بي ولا تمشِ
.
عَلَّ الذي لمْ تُمَنِّ العَيْنَ رُؤْ يَتُهُ = يُمَتِّعِ الرّوحَ من لَمْسٍ على نعشي
.
وَقُل لهُ إنَّها الدُّنيا ومَذهَبُها = نَحولُ فيها حُيُولَ الوَردِ لِلقَشِّ
.
.
******************** ******************** ********** *******
******************** ******************** ********** *******

تركي عبدالغني
29-12-2005, 04:43 PM
.
............ عذراً أيهـا المُتنبـي ...............
............ تركـي عبدالغنـي ...............
.
لا تَسْألوني فالْبُكاءُ جَوابُ=لا العيْنُ تَجْري لا الدُّموعُ نِضابُ

.


وَكَأَنَّ كُلَّ الْحُزْنِ أُوْجِدَ لي وَبي=وَكَأَنّ عَيْشِيَ في الحَياةِ عِقابُ

.

ماذا أقولُ وقَدْ عَرَفْتُ بِما أرى=أَنّ الشَّقاءَ على المُحِبِّ كِتابُ

.

ياحَسْرَةَ العِشْقِ الْمُعَنّى في الدُّنا=لَمّا تُسَدُّ بِوَجْهِهِ الأبْوابُ

.


قالوا أَحَبُّوا والغرامُ يُعيبُهُمْ=ياويحَهُمْ وَهَلِ الغرامُ يُعابُ؟

.


ماذا أرادوا أَنْ يُعَبِّرَ عاشِقٌ=حَكَمَتْ مصيرَ غَرامِهِ الأنْسابُ؟

.

يأوي إلى ليْلٍ يُناجي سَمْعَهُ=هلاّ دُعاءُ العاشِقينَ يُجابُ

.

فيَرى بِأنّ الليْلَ موتٌ صامِتٌ=وَبِأَنّ كُلَّ نُجومِهِ أنْيابُ

.

أيْنَ السّبيلُ لِعاشِقٍ مُتَمَرِّدٍ=هَدّتْ بقايا جِسْمِهِ الأوصابُ

.

مِنْ عِشْقِ مَنْ وَهَبَ الإلهُ كَمالَها=فتهيّأَتْ لِفُتونِها الأسْبابُ

.

لَوْ كُنْتَ تُبْصِرُها بِعَيْنِكَ أحْمَدٌ=لَعَرَفْتَ كَيْفَ تَفَنّنَ الْوَهّابُ

.

فأَقَلُّ ما في وَجْهِها شَمْسٌ بَدَتْ=وَأَقَلُّ ما في ثَغْرِها الْعِنّابُ

.

تِلْميذُ شِعْرِكَ إنّما يا سيِّدي=ما كُلُّ ما فَوَقَ التُّرابِ تُرابُ
.

********************
********************

تركي عبدالغني
02-10-2006, 03:36 PM
.
.
عرار - وفاء وذكرى .. تركي عبدالغني
.
******
.
.
عَلامَ الخَمْرُ يـا ساقـي =تُهَيِّجُ كُلّ أعماقي
.
عَلامَ الشوقُ في الأضلا =عِ لا يُشفيهِ إحراقي
.
إذا أَوْلَيْتُـهُ كَـتْـمـاً =تَوَلّـى الدَّمْـعُ أَحْداقـي
.
وَإِنْ حَوَّلْتُهُ حَـرْفـاً =تَداعى فَـوْقَ أوْراقـي
.
***
.
وَما الأشواقُ في قَلْبـي =سِوى هَـمٍّ علـى هَـمِّ
.
فكيـفَ لِهـذهِ الأقْــدا =حِ مَحْوَ اللّوْنِ مِنْ دَمِّـي
.
وكيفَ الخمْـرُ تُنْسينـي =وَبي شَوْقٌ إلـى أُمِّـي
.
وَريحُ الشِّيحِ والقيصـو =مِ سَكرانٌُ علـى كُمِّـي
.
*****
.
أدورُ هُنا صَريعَ الوقْـ =ـتِ مَحْزوناً على بلدي
.
كَأنّ عقاربَ السّاعا =تِ مِطْرَقَةٌ على كَبِدي
.
نسيمُ الأرضِ أنفاسي =وحُبُّ التُّرْبِ مُعْتَقَدي
.
فَلَوْ عَنْ حُبِّهِ عَزَفَتْ =يَدي يوْماً..قَطَعْتُ يَدي
.
***
.
ولا الدُّنيا تُغَيِّرُني=وَلَوْ أوْدى بِيَ الشَّوْقُ
.
فلا فَرقٌ إذا أرْخَتْ=وَإنْ شَدَّتْ فَلا فَرْقُ
.
وَأَجْزِمُ أنّ كُلّ هوىً=مِنَ الأُرْدْنِّ مُشْتَقُّ
.
أنا عَبْدٌ لِتُرْبَتِهِ=ألا .. لا بورِكَ الْعِتْقُ
.
***
.
وَحَقِّ تُرابِ وادي السّيـ =رِ والأَغْوارِ والمَفْرَقْ
.
وَإِرْبِـديَ التي أهْوى =وَعَمّـانَ التـي أَعْشَـقْ
.
خلا شيْئانِ مِنْ شَكِّي =وَكُلٌّ ثابِتٌ مُطْلَـقْ
.
بِـأنّ عَـرارَ أوَّلُـنـا =وَأنّ اللهَ لَــمْ يُخْـلَـقْ
.
*****
.
فَـرَدِّدْ شِعْـرَهُ المَحْزو =نَ تِلْـوَ المَـرَّةِ الْمَـرَّهْ
.
وَقَلِّـبْ سِـرّهُ المَدْفو =نَ عَلَّكَ تَهْتَـدي سِـرَّهْ
.
وَقُلْ: في شِعْرِهِ وَطَنٌ =وفـي أفْيـاءِهِ خُضْـرَهْ
.
وَفيهِ مِـنْ مَلامِحِنـا =وََطعْـمِ القهْـوَةِ الْمُـرَّه
.
***
.
سَئِمْنـا العابِـد الْمَلِقـا =يُكَفِّـرُ كَيْفَمـا اتَّفَـقـا
.
ألا يـا لائِـمَ النُّـدْمـا =نِ دَعْ لِلّـهِ مـا خَلَـقـا
.
فَــإِنّ اللهَ يَنْـظُـرُنـا =بِعَيْنَـيِّ الـذي عَشِـقـا
.
أَديـمُ الأَرْضِ مُحْتَـرِقٌ =ولا عَجَـبٌ إذا احْتَرَقـا
.
*****
.
فَكُنْ يا شِعْرُ أُغْنِيَةً =إذا صرخَ الأسى دوني
.
وَكُنْ سَيْفاً لَهُ حَدّا =نِ في وجهِ الثّعابينِ
.
وَتَعْرِيَةً لِمَنْ يَمْشي =عَلى جُثَثِ المساكينِ
.
وَدَعْ مَنْ يَجْهَل التَّفْريـ =ـقَ بين الصّادِ والسِّينِ
.
*****
.
أبا الفقراءِ معذرةً =إذا قَصَّرْتُ في شِعْري
.
كَأنّي ما قَرَضْتُ الشِّعْـ =ـرَ أوْ أطْرَيْتُ في عُمْري
.
ولكنْ واجِبٌ يَدعو =وَصرخةُ دمعَةٍ تجري
.
لَكَم آثَرْتُ أنْ تبقى =فتَبْكيني على قَبْري
.
*****
.
شَرَدْتُ بِعَيْنِ أشْعـاري =فَشَدّتْنـي الخَرابـيـشُ
.
وَقَدْ وَقَفَتْ علـى عَمَـدٍ =تُزَيِّنُـهـا الدّنـاديـشُ
.
أُحَلِّـقُ فـي زَواياهـا =بِأَجْنِحَـةٍ لهـا ريـشُ
.
ونورِيّاتُهـا الْحُسْنى =تُرَقِّصُهـا المَهابـيـشُ
.
***
.
فَمـا أحْـلاهُـمُ لَـمّـا =حَوَتْهُـمْ أُمُّ أفْـكـاري
.
فَلَـمْ أَعْـرِفْ مَثيلَهُـمُ =بِحِلِّـي أوْ بِأسْـفـاري
.
فَـلا عَبْـدٌ وَلا أَمَــةٌ =ولا أَخّـاذُ بـالـثّـارِ
.
ولا حَـرْبٌ مُؤَجَّـجَـةٌ =علـى فِلْـسٍ وديـنـارِ
.
.
غَزا نَوْمَ الصِّغارِ الخوْ =فُ واسْتَولى على الْحُلُمِ
.
وَكُنْتَ السّيْفَ،كنتَ العَيْـ =ـنَ لَمْ يُغْمَدْ وَلمْ تَنَمِ
.
وَكُنْتَ دَمَ الفُؤادِ الحُرِّ =بين الشّحْمِ والوَرَمِ
.
كَأنّكَ كُنْتَ غيرَ النّا =سِ لَمْ تَخْرُجْ مِنَ الرَّحِمِ
.
*****
.
فلا عَجَبٌ إذا صَرَخَـتْ =بِأَرْضِ الشّـامِ نورِيَّـهْ
.
وَلا عَجَبٌ إذا مـا قَـدْ =شَكَتْ في القُدْسِ ثَوْرِيّـهْ
.
فـهـذي أُمَّــةٌ تَعِبَتْ =وَتَنْقُصُهـا الْعَـرارِيَّـهْ
.
فلا مَنْ يُرْجِـع الْقَتْلـى =ولا مَـنْ يَدْفَـع الدِّيَّـه
.
***
.
أبا الفُقَراءِ ما أغْنا =كَ رَغْمَ السّجنِ والْحَفَفِ
.
أبا الفُقَراءِ لا تَحْزَنْ =وَطِبْ نَفْساً ولا تَخَفِ
.
كَذا الْحَلاّجُ يا مَولا =يَ لَمْ يُحْمَلْ على الْكَتِفِ
.
فهذي حالَةُ العْظَما =ءِ .. يا لَتَعاقُبَ الصُّدَفِ
.
*****
.
رسولُ اللهِ لَمْ يَحْفِلْ =بِهِ عَمْروٌ ولا هِنْدُ 1
.
وَلَمْ تَطْرَبْ لَهُ مُضَرٌ =ولمْ تَرقُصْ لهُ نَجْدُ
.
وَلَمْ يُسْعِدْ بِلادَ الفُرْ =سِ لا عُمَرٌ ولا سَعْدُ 2
.
أراكَ أتَيْتَ ذي الدُّنيا =عَلى قَدَرٍ كَما يَبْدو
.
.
********
********
********

:1 عمرو بن هشام ( أبو جهل ) وهند بنت عتبة
2: عمر بن الخطاب وسعد بن أبي وقاص

تركي عبدالغني
15-10-2006, 04:09 PM
ألحبُّ والجمال - تركي عبدالغني




.
ماذا تُخَبِّئُ خَلْفَها الأحْـداقُ=وَدَمٌ يكادُ مِنَ الخُدودِ يُراقُ
.
ما ذَرَّفَتْ عيناكِ مِنْ آماقِها=إلاّ احْتَواني دَمْعُها الرَّقْــراقُ
.
فَدُموعُـكِ الْحَرّى بِقَلْبِـيَ مدْيَـةٌ=وَعَلَيَّ مِنْ وَهَنِ الضُّلوعِ وِثاقُ
.
والقلْبُ - لَوْ تَدْرينَ - عِنْدِيَ هائِمٌ=وَضُلـوعُهُ - لَوْ تعـلمينَ - رِقـاقُ
.
***
.
سَمْراءُ إنِّي في هـواكِ مُعَذّبٌ=وَكَذا يُعَذَّبُ في الهوى العُشّاقُ
.
فَدَعي البُكـاءَ..فَما عليكِ ملامةٌ=إنْ نابَ عنْ طولِ البكاءِ عِناقُ
.
***
.
أَغْنَتْكِ عَنْ زَيْفِ الوُجوهِ مَشاعِرٌ=وَكَفَتْكِ عَنْ (مكياجها) الأعْماقُ
.
وكَفاكِ دِفْؤُكِ عَنْ بُرودَةِ حِسِّها=وَأزان وَجْهَكِ نَبْضُـكِ الخَـفّاقُ
.
***
.
هيَ كالثّوابِتِ يا مَليحَةُ حينما=تُمْلي على أصحابها الأذْواقُ
.
والناسُ عندي كاللُّغاتِ خَليطُها=فيــها جِنــاسٌ بَيِّنٌ وَطِبـــاقُ
.
فَلِذا بِذا رَأْيٌ .. وَذاكَ بِذا هَوىً=وَلِكُــلِّ شـيْءٍ نكـهةٌ وَمــذاقُ
.
وَأنا الذي يَهْواكِ في هذا وَذا=لا يَعْـدِلُ النِّسْبِيَّـةَ الإطْـلاقُ
.
***
.
لا العتم في إصباحنا يرجى ولا=فـي لـيلنا قــد يحـمد الإشــراق
.
هِيَ صِبْغَةٌ تُعْطى وَتُؤْخَذُ صِبْغَةٌ=وَبِـذا وذاكَ تبــاركَ الخَـــلاّقُ
.
فَحَلاوَةُ الصَّبَّارِ في أَعْماقِهِ=وَأَمَرُّ ما في جَوْفِهِ الدُّرَّاقُ
.
***************
***************
***************

تركي عبدالغني
04-11-2006, 02:13 PM
متاهات - تركي عبدالغني
.
**************
.
حَـرِيٌّ بالْمَشاعِـرِ أَنْ تُهاجِـرْ=وأنْ تُرْخى على الحُبِّ السّتائـرْ
.
فليسَ على احتمالِ الحبِّ ضَعْفٌ=كَذَيّاكَ الذي مِـنْ قَلْـبِ شاعِـرْ
.
فـذا قلبـي أُسايِـرُهُ ولـكـنْ=أخافُ عليهِ مِنْ لَهَبِ المشاعِـرْ
.
وأوْلى للذي في الليـلِ يخشـى=رُؤى الأمواتِ أنْ يَدَعَ المَقابِـرْ
.
فقدْ أيْقَنْـتُ منـذُ البَـدْءِ أنِّـي=تَدورُ عَلَيَّ في الحُـبِّ الدّوائـرْ
.
*********
.
عَرَفْتُ الحُبَّ مَوْتاً في حياتي=فَمِلْتُ إلى التّعَلُّـقِ بالْمَمـاتِ
.
وَلَمْ يُبْقِ النَّوى شيئـاً لِعَيْنـي=يُشَدُّ إليـهِ بالنّظـر التِفاتـي
.
فرغْم المُغرياتِ بكُلِّ صَـوْبٍ=أرى نَوْحَ الأحِبّةِ مِنْ صِفاتي
.
وَتَوْقي لِلْمُتـاحِ يكـادُ يَخْبو=أمامَ التّـوْقِ للمُسْتَعْصيـاتِ
.
فقدْ كُنّا على الرّملِ ارْتَسَمْنـا=فضاعَتْ وامَّحَتْ في الرّمْلِ ذاتي
.
*********
.
دعاني طَيْفُها المسْحورُ ليـلاً=وما بي في الرُّجـوعِ إليـهِ نِيَّـهْ
.
أنا في عِشْقِها مجنـونُ لَيلـى=وليسَتْ في هَـوايَ الأخْيَلِيّـهْ
.
حباها الليلُ في العَيْنِ احْوِراراً=وألْبَسَها نسيمُ الصُّبْـحِ زِيَّـهْ
.
وَأرْشفُهـا مُعَتّقَـةً بِكـأْسـي=وأَنْشُقُ خَدّها في الْمَزْهَرِيَّـهْ
.
وَلي مِنْ كُلِّ ما أهْـوى خيـالٌ=وتلكَ بِما قضى الدّهْرُ القضيّهْ
.
*********
.
هيَ الأحلامُ يَحْمِلُها اشتِياقـي=إلى ما ليسَ يبلُغُـهُ التّلاقـي
.
وَيَدْفَعُني لأَجْعَلَهـا اشْتِهـاءً=وفاكِهَةَ التّمَتُّـعِ فـي مذاقـي
.
وأُهديهـا مفاتيـحَ الحنـايـا=تُبيحُ لَها التَّفَنُّنَ في اخْتِراقـي
.
وأَبْكيهـا وَأُلْقيهـا دُمـوعـاً=على الجفنينِ ما تُلْقي السّواقي
.
وذا حالُ الْمَآقي في رُؤاهـا=فكيْفَ تكونُ في الفَقْدِ الْمَآقي؟
.
*********
.
رَجَعْتُ لِعالَمِ العُشّاقِ حتّـى=أشُمّ الورْدَ يَعْبِقُ مِنْ خُـدودي
.
ويرسُم وجهُها حسَّ القوافـي=وَيَرْقُص كُلُّ حَرْفٍ مِنْ قَصيدي
.
وَيأْخُذني لأَجْنَـحَ فـي مَداهـا=وراءَ العُمْقِ في عُرْفِ الحُدودِ
.
وَتَأْذَن لـي عَوالِمُهـا اقْتِرابـاً=مِنَ العينينِ أبحثُ عَنْ وُجودي
.
فَأدْخُل مثلَ سَهْمٍ فـي وريـدٍ=وأخْرُجُ مثلَ سهمٍ مِـنْ وريـدِ
.
*********
.
مَلَكْنا الْكَوْنَ مُذْ كانَ اجْتَبانـا=ولَوْ لِلْكَـوْنِ قُلْنا:كُنْ..لَكانـا
.
وَأَوْصَلَنا الخيالُ إلى مجـالٍ=خلا مِنْ كُلِّ عَيْنٍ قَدْ تَرانـا
.
فَرُحْنا فوقَ سَرْجِ الليلِ نَشْدو=وَسَيَّرنا الرِّياحَ على هَوانـا
.
كَأنَّ نجومَ ذاكَ الليلِ كانـتْ=عناقيداً تَدَلَّـتْ فـي مَدانـا
.
نُمارِسُ تحتَهُنَّ الشّوْقَ شَوْقاً=كَأنّ اللهَ لَـمْ يَخْلُـقْ سِوانـا
.
*********
.
وعُدْنا فوقَ أجنحَةِ السّـعـادَهْ=نُرَفْرِفُ بينَ أمْواهٍ وَغـادَهْ
.
فَأُدْنيهـا..فَتُبْد ي لي سُروراً=وأحْضنُها..فَتُفْر ط ُ في الزِّيادَهْ
.
تُضايِقُنا بقايـا مـا عليْنـا=وَتُرْبِكُنا على الجَسَدِ الْقِلادَهْ
.
وَما أنْ كادَ يَبْلُغُ باشْتِعالٍ=مِنَ الشَّفَتَيْنِ ثَغْري مـا أرادَهْ
.
أبى واستكثر الحظ انطلاقي=وَأَيْقَظَني على ضَمِّ الْوِسـادَهْ
.
.
******************
******************
******************

تركي عبدالغني
12-11-2006, 01:56 PM
عذرا أخواتي وأخواني
هذه أبيات ارتجالية كانت ردا على شكل معاكسة للجميل مصطفى عراقي على ( لماذا الشعر ) وهي تكملة لمعاكستين بدأتهما معه كردود في صفحة ذات الموضوع
فلا تحرمونا معكساتكم وأنت دكتور مصطفى

.
.
*****
.
أتَيْتُ بِقَلبيَ الأَخْضَرْ=إليكَ لِنَفْتحَ الْمَحْضَرْ
.
.
أحبُّ القَهْوَةَ السّوْدا=فهاتِ الشايَ بالسُّكَرْ
.
فلا يَهُنِ الخِطابُ عَلَيْـ=كَ أَنّي الآنَ في المَهْجَرْ
.
سَأعْرِضُ هُدْنَةً أولى=نُعَلِّقُها على مِنْبَرْ
.
فلا حَرْبٌ ولا ضَرْبٌ =ولا سَيْفٌ ولا خِنْجَرْ
.
ولا تَكُنِ الذي أخشى=إذا ضاحَكْتُهُ كَشَّرْ
.
وَمُدَّةُ هُدْنَتي هذي=مُكَوّنةٌ مِنَ الأشْهُرْ
.
مُقَسَّمَةٌ على ثُلُثَيْ=يِ رُبْعِ الرُّبعِ لا أكْثَرْ
.
أضِفْ واضْرُبْ بِتُسْعِ التُّسْ=عِ قيمَةَ شَهْرِه الأصْغَرْ
.
فإمّا تأْتِني بالحَلْ=أو نمضي إلى المَخْفَرْ
.
.
****

تركي عبدالغني
17-11-2006, 02:09 AM
قصيدة ربما لم تكتمل بعد
فعذرا لسادات شعر التفعيلة فهذه أولى كتاباتي من هذا النوع إلا تلك الردود الشعرية على بعضكم فإما أستمر أو أنسحب
فمن أراد أن يخرج سكاكينه فليفعل
.
.
......
دخل وما كان بَعْدُ قد أغلق الباب
فقالت له
.
************
إذْهَبْ .. فلا مَكانَ لَكْ
واطْوِ المِلَفَّ بَيْنَنا
وانْثُرْ عَليهِ حِفْنَةً مِنَ الغُبارْ
وَخُذْ ..
كما أَعْطَيْتَني ما تَسْتَحِقْ
واشْرَبْ مِنَ الكأْسِ التي جَرّعْتَني
ثُمّ انْطَلِقْ
*
ها حانَ يا مُعَذِّبي ..
أنْ يَنْتَهي وَقْتُ الْحِصارْ
.
وليسَ مَحْضَ صُدْفَةٍ ..
أنْ نَفْتَرِقْ
*
فاسْمَعْ ..
فَإنَّ كل ما أُريدُ أنْ أقولَه
وباخْتِصارْ
" إذْهَبْ فلا مكانَ لَكْ "
.
***
إذهبْ فلا مكانَ لكْ
ولا أريدُ أنْ أراكْ
فكُلُّ شيءٍ بيننا يقودُني نحوَ الهلاكْ
يا قاهِري
خَرَجْتَ والرِّفاقُ .. فانْتَظَرْتْ
وَخُنْتَ فاحْتَمَلْتْ
يا قاتِلي
هَبْني خَرَجْتُ دونَ إذْنْ
هَبْني ضَحِكْتُ دونَ إذْنْ
هَبْني قُبَيْلَ أنْ تَعودَ هَدّني النُّعاسُ
مَرَّةً فَنِمْتْ ؟
فانْظُرْ إلَيَّ كيفَ كنْتْ
وانْظُرْ إلَيَّ كيفَ صِرْتْ
حَظيرَةً يَدوسُها هذا وذاكْ
يا قاهِري
أعمَتْكَ طاعَتي
نعمْ .. أعْماكَ هذا الصَّمْتْ
وَبَوْحُ حاجتي
فَسُدْتَ واسْتَحْكَمْتْ
فهلْ تَظُنُّ كثرة السُّكوتِ تُثْبِتُ الرِّضا ؟
تُرى .. ماذا يقولُ لوْ تَكَلّمَ السِّواكْ ؟؟؟
فاذْهَبْ بِلا تَراجُعٍ ولا رُجوعْ
فلا أريدُ أنْ أظَلّ آلَةً
تُديرُها على هواكْ
إلى متى يعميك هذا الكبرياءْ
إلى متى تظُنُّ أنّكَ الوحيدْ
وهلْ تَظُنُّ أنّ أُمّهاتِ الأرضِ
لَمْ تُنْجِبْ سِواكْ
يا قاتلي
حتّى إذا بَلَغْتَ بي حَدّ السّماءْ
حتّى إذا وَهَبْتَ لي الوُجودْ
وَصِرْتَ لي كما أشاءْ
فلا مكانَ لكْ
*******
أنا وهذهِ الحياهْ
جندِيّةٌ ومعركهْ
بِلا حُصونٍ أوْ رُماهْ
ولا حليفٍ حاضِرٍ في ساحتي لأُشْرِكَهْ
أدورُ في بَطْحائها بلا عَلَمْ
مخنوقةً عِبارتي منْ غيرِ فَمْ
أضَعْتَني .. تَركتَني
كعابِدٍ بِلا إلهْ
*
حتّى إذا نَصَرْتَني
وَقُدْتَني نحو النّجاهْ
حتى إذا قَلّدْتَني تاجاً وَجاهْ
وَصِرْتَ لي رَعِيَّةً وَمَمْلَكَهْ
فلا مكانَ لكْ
.
*******
.
إذهبْ فلا مكانَ لكْ
وأَغْلِقِ البابَ الذي دَخَلْتَ مِنْهْ
وَأطْلِقِ القَلبَ الذي جَفَوتَ عَنْهْ
أَلَمْ يَصُنْكَ ألْفَ ألْفَ مَرّةٍ فَلَم تَصُنهْ؟
إذهبْ فلا مكانَ لكْ
وَقُلْ لِكُلِّ النّاسْ
بِأنّكَ الذي جَرَحْتَ طَلْعَةَ النّهارِ في المُقَلْ
وَقُلْ لهُمْ
بِأنّكَ الذي وَأَدْتَ رَعْشَةَ الإحْساسْ
وَلَهْفَةَ الشِّفاهِ حينَ تَنْطِقُ القُبَلْ
تلكَ الأقاصيص التي قَصَصْتها عنْ حُبِّنا أُكْذوبَةٌ مِنَ الخيالْ
هروبُكَ المَعْهودُ مِنْ شَكِّي .. إجازَةُ السُّؤالْ
هُروبُكَ المعْهودُ في تَلَعْثُمِ الجوابِ .. يُثْبِتُ السُّؤالْ
هُروبُ عيْنَيْكَ اللتَيْنِ غارَتا تَهَرُّبٌ مُبَرَّرٌ
يَنْفي الذي ادَّعَيْتُهُ
عَنْ صُدْفَةٍ تُصيبُ أوْ إصابةِ احْتِمالْ
فَلا تَقُلْ بِأنّهُ حُبٌّ كبيرْ
فليسَ كُلُّ ما يجولُ في الفُؤادِ جُمْلَةً تُقالْ
فَلَمْ أَعُدْ تلكَ التي ظَنَنْتَها ..
ضعيفَةً
وَلَمْ أَعُدْ تلكَ التي مَلَكْتَها ..
جميلةً .. رَشيقَةً
مُشِعَّةً كالبُرْتُقالْ
وَلَمْ أَعُدْ تلكَ التي خَلّفْتَها
كَقِشْرِ ذاك البرتقالْ
.
***
.
مَنْ ضَيّعَهْ ؟!؟!؟
كانَ الهوى في داخِلي
نسيمَ صَيْفٍ دافئٍ
أَحَلْتَهُ لِزَوْبَعَهْ
مَنْ ضَيّعَهْ ؟!؟!؟
كانَ الهوى طِفْلاً صغيراً حالِماً في مَهْدِهِ
أنتَ الذي أماتَهُ
وَشَيَّعَهْ
.
***
فاصْمُتْ ولا تَنْطِقْ بِشَيْ
واذْهَبْ ولا تَنْظُرْ إلَيْ
فَلَسْتَ مَنْ يخافُ قَلْبُهُ عَلَيْ
*
دَعْني أُفَرِّغُ الغَضَبْ
دعني أقاتِلُ التّعَبْ
أليْسَ لي حقُّ النِّقاشْ ؟
أليْسَ لي حقُّ الغَضَبْ ؟
أمْ أنّني سِوى انْتِعاشْ ؟
فلا أُريدُ أنْ تَكونَ العَنْكَبوتْ
ولا أريدُ أنْ أظَلّ كالْفَراشْ
*
حتى إذا أرَدْتَ أنْ تكونَ مثلما أُحِبْ
فلا مكانَ لكْ
.
********
يا قاتِلي
كنْتَ السّماءَ العالِيَهْ
بَنَيْتُها مِنْ فَرْطِ أشْواقي إليكْ
فاذهبْ كما تشاءُ دونَ عَوْدَةٍ
واتْرُكْ بقايايَ التي بَعْثَرْتَها
كَما هِيَهْ
وإنْ أَبَتْكَ أيُّها الظّلومُ فوقَها الدُّنا
فَلَتَحْتَضِنْكَ الهاوِيهْ
*********
يا قاهِري
جَعَلْتُ كُلّ نَبْضَةٍ في داخلي
وَقْفاً لَدَيْكْ
وَصِغْتُ مِنْ حُروفِكَ المُقَدّسَهْ
رَبّاً لَدَيْ
أَوْدَعْتُهُ في أضْلُعي وَوَجْنَتَيْ
يا حَسْرَتي عَلَيَّ منكَ بَلْ
وَلَعْنَتي عَلَيْكْ
فها أنا يا قاتِلي
أَرُدُّ مِنْ تَلَوُّعي شيْئاً بِشَيْ
.
.
*******
*******
*******

تركي عبدالغني
21-11-2006, 04:40 PM
أهلا بك سيدي الشاعر الأديب

الرائع علي أسعد أسعد

لقد ازدان المكان بقدومك

وشكرا لتلبيتك دعوتي

وبوركت والوطن

تركي عبدالغني
18-05-2007, 07:51 PM
**** قبل بدء الحالة ****

**** وفي كل حالة ****
.
( رضا )
.
رُدَّتْ بِمَبْسَمِكِ الحياةُ إِلَيَّا
وشَعَرْتُ أنَّ الريحَ مِلْكُ يَدَيَّا
.
و ...
.
شِعْرِي تَجَمَّلَ إذْ وَهَبْتُ حُرُوفَهُ
لكِ يا أعَزَّ الكائِناتِ لَدَيَّا
.
و ...
.
أَغْمَضْتُ عَيْنِي عن فُتُونِكِ خَشْيَةً
مني عليه (رضا) ومنه عَلَيَّا
.
.
**** الحالة ما بعد الأخيرة ****
.
.
لِمْ يَبْقَ لِي فِي الأَرْضِ بَعْدَكِ مَوْضِعُ
كَلاَّ .. وَلاَ مِنْ نَارِ قَلْبِيَ أَضْلُعُ
.
إِنِّي لأَفْضَلُ مَا يَدُلُّ عَلَى الأَسَى
فِيْمَا يَقُوْلُ فَمٌ وَتُوْمِئُ إِصْبَعُ
.
وَلَقَدْ جَرَعْتُ الغَدْرَ مِنْذُ تَشَكُّلِي
كَمَنِ الخَطِيْئَةُ أُمُّهُ وَالمُرْضِعُ
.
حَتَّى إِنِ ابْتَسَمَ الزَّمَانُ فَلِي بِهِ
كَفٌّ تُصَافِحُ ثُمَّ تَطْعَنُ أَرْبَعُ
.
مَا عَادَ يُجْدِي مَا يُبِدِّلُ حَالَتِي
وَكَمَا أَتَيْتُ إِلَى الحَيَاةِ أُوَدِّعُ
.
**** وتستمر الحالة *****
.

القَلْبُ فِيِّ يَئِنُّ مِنْ خَفَقَانِهِ
وَالأَرْضُ مِنْ تَحْتِي تَمِيْدُ وَتَحْتَرِقْ
.
إِذْ جِئْتِنِي أَلِقَاً خَلِيَّاً خَالِيَاً
وَتَرَكْتِنِي صَبَّاً يصارعني الأرِقْ
.
وَضَجِرْتُ مِنْ ثَوْبِي وَضَمِّ وَسَائِدِي
وَبَكَيْتُ حَتَّى عَافَتِ العَيْنُ الحَدَقْ
.
عُذْرُ التَّعَلُّقِ ذا بأَنَّكِ فِتْنَةٌ
تَغْفُو على آفاقِ أَجْنِحَةِ الألقْ
.
لو كانَ ما خَلَقَ الإِلهُ تَدَرُّجًا
حَسْبَ الفُتُونِ لكُنْتِ أوَّلَ منْ خَلَقْ
.

**** الحالة ما قبل الأولى ****
.

مَا كُنْتُ مِثْلَ سِوَايَ يُشْبِهُنِي أَحَدْ
أَوْ كُنْتِ مِثْلَ سِوَاكِ رُوْحاً فِي جَسَدْ
.
الحُسْنُ عِنْدَكِ نَادِرٌ مُتَفَرِّدٌ
وَأَنَا الشَّغُوْفُ بِمَنْ بِنُدْرَتِهِ انْفَرَدْ
.
وَأَنَا الحَزِيْنُ وَإِنْ سَمِعْتِ تَضَاحُكِي
والمَاءُ مَاءٌ إِنْ تَدَفَّقَ أَوْ رَكَدْ
.
سُبْحَانَ مَنْ جَعَلَ الخُمُوْرَ وَفِعْلَهَا
وَنَضَارَةَ الأَزْهَارِ فِي ثَغْرٍ وَخَدْ
.
العُمْرُ أَحْلَى مَا نَكُوْنُ بِهِ مَعاً
خَلْفَ العُيُوْنِ دَقِيْقَتِيْنِ يَدَاً بِيَدْ
.

**** حال لحالة ****
.
كَمْ عَادَنِي شَوْقٌ لَهُ جَبَرُوْتُ
وَكَأَنَّنِي مِنْ فَرْطِهِ مَكْبُوْتُ
.
لَمَّا نَزَلْتُ رِحَابَ أَرْضِكِ آجِلاً
وَيْحِي عَلَى مَنْ خَانَهُ التَّوْقِيْتُ
.
حَيٌّ وَأَشْبَهُ مَا يَكُوْنٌ بِمَيِّتٍ
وَكَأَنَّه فِي هَيْئَةٍ مَنْحُوْتُ
.
يَا مَنْ أَرَقُّ مِنَ النَّسِيْمِ وَإِنَّمَا
لَكَ فِعْلُ مَا لاَ يَفْعَلُ الكِبْرِيْتُ
.
فالشَّوْقُ أَعْذَبُهُ المُمِيْتُ صَبَابَةً
وَأَرَقُّ مَنْ يَشْتَاقُ حِيْنَ يَمُوْتُ
.
.
.**********
للبقية حالة


*
*
**

تركي عبدالغني
02-06-2008, 11:07 PM
.
.
إغتراب
.
*************
.
.
أنا الأَحَدُ
.
أنا لَهَبٌ وَأَرْتَعِدُ
.أنا ثَلْجٌ على ثلج
.. وَأَتّقِدُ
.
.
أنا شَيْءٌ عَنِ الأشْياءِ مُنْفَصِلٌ
وَبالأشياءِ .. مُتَّحِدُ
وبي أفراحيَ الثكلى
وبي أحزانيَ الحُبلى
إذا ما زُحزحت ..
تلِدُ
.
أنا وَسَطِيَّةٌ
عَبَثِيَّةُ التَّكوينِ فيها الشكُ مُعْتَقِدٌ ..
وَمُعْتَقَدُ
.
أنا لُغْزٌ مُشَفَّرَةٌ تَراكيبي
وَأَقْطابٌ إذا اقْتَرَبَتْ ..
مِنَ الأقطابِ تَبْتَعِدُ
.
.
أنا روحٌ مُقدَّسةٌ
يُعاقِرُ طُهْرَها ...
جَسَدُ
.
***
***
***
.
أَنَـا نِصْفَانِ مِنْ قَلَقٍ
وَمِنْ خَوْفِِ
.
.
وَضَيْفٌ - حَلَّ فِي الإثْنَيْنِ - مِمْنُوعٌ
مِنَ الصَّـرْفِ
يُعَشِّشُ بَيْنَ أَنْسِجَتِي
وَيَكْبُـرُ فِي جِرَاحَاتِي
وَمِنْ نَزْفِـي
.
وَلِـي عَيْنَانِ تَتَّقِيَانِ بَعْضَهُمَـا
فأين هما .. لأنظرني
وأَيْنَ أَنَـا .. لأَعْثُرَ بِـي ..
عَلَـى نصفي !؟
كَأَنِّـي ... مَا نَظَرْتُ إِلـيَّ إلاَّ خِلْتُنِي
... خَلْفِـي
.
**
**
**
.
لأنَّ اسمَ ابنتي
عَفراءْ
ولي كوفيَّةٌ
من نسجِ أورِدتي
وشَعري أسودٌ، وملامِحي
سمراءْ
عَرَفْتُ بأنَّ آدَمَ لَم يَكنْ أبَتي
وأُمّي لمْ تكُنْ حوَّاءْ
.
**
**
.
وَعدْت أقول في نفْسي
أنا وَحدي
أنا المسموم مِنْ وِرْدي
أنا المزروع في
ضِدي
أنا مَنْ لست أفْهمه
كأنَّ سِوايَ في جِلْدي
.
**
**
.
فّأينَ أنا
وّكيفَ أتوه عَنْ إبِلِي
وكيْف تَتوه عنْ خِيَمي..
فوانيسي !؟
وأين أنا
لأخْجَلَ منْ يراعي ..
حينَ يَعْشَقُ سَرْجَ سابِحَة
ويرْكبُ أظْهرَ العِيس !؟
وأين أنا
ليقْتَلَ أحمدٌ
في عُقْرِ مُفْرَدَتي
وتَصغُرَ دمْعةُ الخنْساء في عَيْني
وأفْرُودِيت .. تَعْظُمُ في مَقاييسي !؟
وَما باريسُ ما مدريدُ ما روما
وَمَنْ سِيزيفُ يبْعَثُ في ..
كَراريسي !؟
وأين أنا
لتوشِكَ مِصْرُ أن تُنْعَى..
بِقافيَتي
وتُمْحَى مِنْ قواميسي !؟
وكيف بِبَرْشَلونَةَ أرْتَضي ..
حـُـلُمـــــــــاً
وكيفَ دمشْقُ تصْبِحُ مِنْ ...
كوابيسي !!؟؟
.
***
***
***
.
بِمنْتَصفِ الطَّريقِ أنا
وَلَمْ أخلُدْ لِمَوتيَ بَعدْ
.
بِمنْتَصفِ الطَّريقِ أنا
وفي جرْحي
مساحاتٌ لِسِكين
وباقَةِ ورْدْ
.
بِمنْتَصفِ الطَّريقِ أنا
وَفي قلْبي اتساعاتٌ
لعصْفور ومقبرة
وعشْق ما
وتربَة حقْدْ
.
بِمنْتَصفِ الطَّريقِ أنا
وَما زالتْ على عنقي
فَراغاتٌ
لأَعْقِدَ حَبْلَ مشْنَقَة
وألبِسَ عقْدْ
.
.
بِمنْتَصفِ الطَّريقِ أنا
وفِيَّ تَمَردٌ يَكفي
لأصبِحَ عرْوَةَ بْنِ الوَرْدْ
.
.
***********
***********
***********

تركي عبدالغني
11-06-2008, 03:45 PM
ثورة الدم
.
.
.
لأنّكَ تَسْتَبيحُ دَمي
لأنّكَ مِثْلُ أعْدائي
لأَنّكَ طَعْنَةٌ في الْجِسْمِ مِنْ رأْسي
إلى قَدَمي
سَأبْدَأُ دونَ بَسْمَلَةٍ
وَأَقْتُلُ في فَمي نَعَمي
وَأعلنُ دونها
لائي
. . .
لأنّي أسْمَعُ الصّرخاتِ مِنْ تُرْبي
تَهُزُّ قُبورَ آبائي
لأني أيْنَما أمْشي
على دَمٍّ وَأشْلاءِ
سأَلْعَنُ وَجْهَكَ المَلْعونَ مِنْ أَلِفي
إلى يائي
. . .
*
*
. . .
لأَنّكَ أنْتَ يا ... مِنّي
وَفي ذاتي
وَدَمُّكَ مِلْءُ أوْرِدَتي
وجَمْرُكَ في احْتِراقاتي
لأنّ لِوَجْهِكَ الْمَذْبوحِ آثاراً
على وَجْهي
تُعَبِّئُ لي مساماتي
فلا أسْتَغْرِبُ السّرَطانَ في دَمّي
ولا الْحِقْدَ الذي اسْتَوْلى
على ذاتي
ولا أسْتَهْجِنُ الْقُبْحَ الذي يَبْدو
بِمِرْآتي
. . .
*
*
. . .
تُحَيِّرُني!!
.
فَأبْحَثُ فيكَ عَنْ رُوحٍ
فألْقى فيكَ لا الْحَيَّ الذي
لَوْ متُّ يَرْثيني
ولا الْمَيْتَ الذي يُرْثى
.
تُحَيِّرُني!!
.
فأَبْحَثُ فيكَ عَنْ سِمَةٍ
فَأَلْقى فيكَ لا لَوْناً
وَلا طعَْماً
كَأَنّكَ مِثْلُ لا ذَكَرٍ
وَلا أُنْثى
. . .
*
*
. . .
أنا ما كُنْتُ مِنْ خَشَبٍ
ولا في أضْلُعي قَلْبٌ
مِنَ الخَشَبِ
لِكَيْ أُنْجيكَ مِنْ حِقْدي
وَمِنْ غَضَبي
وَلَسْتُ اللّهَ كَيْ أُهْديكَ مَرْحَمَتي
وَغُفْراني
وَلَسْتُ نَبي
وَلَسْتُ ابْناً لِمِثْلِكَ يا ...
وَلَسْتَ أَبي
فَيا حُزْني !! وَيا أسَفي !!
ويا عَجَبي !!
كَأنّكَ لَمْ تَكُنْ عَرَبي
. . .
*
. . .
تُحَيِّرُني!!
.
كَأنّكَ لَمْ تَكُنْ مني
لِتَحْزَنَ حينَ تَلْقُفُني
وَتَفْرَحَ حينَ تُلْقيني
.
تُحَيِّرُني!!
.
كَأنّكَ لَمْ تَكُنْ مني
لِتُخْطئَ حينَ تَكْتُبُني
وَتُبْدِعَ حينَ تَمْحوني
تُحَيِّرُني!!
.
وشيْءٌ فيكَ يُضْحِكُني
وشيْءٌ فيكَ يُبْكيني
.
.
تُحَيِّرُني!!
.
كَأنّكَ لَمْ تَكُنْ مِثْلي
لِنَغْدو مِثْلَ سَجّانٍ
وَمَسْجونِ
.
تُحَيِّرُني!!
.
كَأنّكَ لَمْ تَكُنْ مِثْلي ..
تَروحُ على امْتِدادِ الأرضِ مِنْ جُرْحٍ ..
إلى جُرْحٍ
وتغفو فوق قُنبُلَةٍ
وَتَصْحو تحت سِكّينِ
.
تُحَيِّرُني!!
.
كَأنّكَ لَمْ تَكُنْ مِثْلي
مِنَ الطّينِ
فَلَسْتَ اللهَ تَقْتُلُني
وَتُحْييني
.
تُحَيِّرُني!!
ويا أسَفي
.
كأنّكَ لَمْ تَكُنْ مِثْلي
فِلَسْطيني
.
.
.
*****
*****
*****

تركي عبدالغني
26-06-2008, 02:59 PM
جلَسَتْ محتَدّةً مضطربةَ الأنفاس
منثورةَ الشَّعْرِ
وقد أصابها شيءٌ من الجنون يلازمها حينا ويتركها حينا
وتخاطب الموت على قبره وتقول:
.

.=.
.=.
يُحَيِّرُني سُكونُكَ وانْفِعالي=وَيُدْهِشُني بُرودُكَ وانْشِغالي
.
وَلَمْ أَرَ بَعْدُ ناراً تحتَ رَمْلٍ=وماءً يَسْتَقِرُّ على الرِّمالِ
.
وَلَمْ أَرَ بَعْدُ شيئاً في حياتي=أَشَدّ على النساءِ مِنَ الرِّجالِ
.=.
.=.
هِيَ الدنيا وأنْتَ على خُطوطٍ=تَساوَتْ في الجوابِ وفي السؤالِ
.
وهاأنذا أتَيْتُكَ في وُلوعٍ=وَقَدْ شُدّتْ إلى اللقيا رِحالي
.
.
أَعِدْهُ إِلَيَّ أوْ خُذْني إليْهِ=فإنّي قَدْ تَعِبْتُ مِنَ اشْتِعالي
.
ولا تَعْبَثْ بِما أَبْقَيْتَ مِنّي=ولا تَصْمُتْ لِتَخْتَبِرَ احْتِمالي
.
أَتَيْتُكَ والإلهُ على يَميني=وَشيْطاني الرَّجيمُ على شمالي
.
.=.
.=.
.
فإنْ تُطِلِ السُّكوتَ تُطِلْ فُضولي=وَإنْ تُطِلِ الكَلامَ تُطِلْ جِدالي
.
أنا مِنْ رِقَّةٍ خُلِقَتْ طِباعي=وَكُوِّنَتِ الحرائِقُ مِنْ خِصالي
.
وَبي مِنْ هذهِ في كُلِّ شيْءٍ=وَبي مِنْ ضِدِّها في كُلِّ حالِ
.
فإنّي حينَ تُغْضِبُني فَجَمْرٌ=أُحَرِّقُني وَأَحْرِقُ مابدا لي
.
وأجعلُ أثقلَ الأشياء تَبْدو=أخفّ مِنَ النسيمِ على الجِبالِ
.
وَأجعلُ مِنْ نسيمِ الأرضِ ريحاً=إذا ألقيْتُ فوق الأرض شالي
.
.=.
.=.
.
فَخذ عني وأخبره بأنّي=أُفَتِّشُ في الزّوالِ عن الزّوالِ
.
*
.
وأنّي بي مِنَ الأشواقِ فَيْضٌ=تساقَطَ في اليمينِ وفي الشمالِ
.
كَأنّي فاضَ بي حتّى أراني=أخافُ مِنَ المَسيرِ على ظِلالي
.
.=.
.=.
.
فَوا أَسفي على زَمَنٍ ظَلومٍ=يشاءُ لِيَ البَقاء على ارْتِحالي
.
وَيا حُزْني يُفارِقُني حبيبٌ=فَلا أَلْقاهُ إلاّ في خَيالي
.
تَمُرُّ يَداهُ .. مِنْ جَسَدي .. إلَيْهِ =وَأحضنه فيَنْفِذُ مِـنْ خِلالـي
.
.
*=*
*=*
*=*

تركي عبدالغني
24-09-2008, 05:57 PM
حقيقة طلب أخي وحبيبي الشاعر الكبير الدكتور حسان الشناوي قصيدة مني في هجائه
فلبيته وأنا لست هجّاءً ولا مدّاحاً ولكن مداعبة صديق لصديقه
.
وتحية للشاعر الدكتور هزاع الحبيب الذي تبرع بهجائي معه
.
وأرجو ألاّ تؤخذ أبيات الفخر فيها مأخذ الجد ولا أبيات الذم
.
فاعتبروها معاكسة بين الأحباب
.
.

*=*
*=*
مِنْكَ الأسى، والعقلُ والتّفْكيرُ=مِنّي، وَمِنْ رَبِّ الْعُلا التّدْبيرُ
.
الْعُمْرُ يَمْضي والْحَياةُ غَرورَةٌ=والحَقُّ يَقْضي والزّمانُ يَدورُ
.
بَعْضُ الأُمورِ مُفَسَّرٌ تَقْديرُها=حيناً، وَلَيْسَ لِبَعْضِها تَفْسيرُ
.=.
.=.
أَوَ ما عَلِمْتَ، وَقَدْ عَلِمْتَ بِأنّهُ=عَبَث الكلامِ على اللِّسانِ يَسيرُ؟
.
أمْ سَلَّطَتْكَ عَلَيَّ مِنْكَ جَهالَةٌ=بي، أو تُرى قَدْ خانَكَ التّعبيرُ؟
.=.
.=.
مَنْ كانَ يَجْهَلُني فذاكَ مُبَرَّرٌ=عندي، وليسَ لِعارِفٍ تَبْريرُ
.
أخْمَدْتُ ريحي عنْكَ فاضْرَعْ داعِياً=ألاّ يُريكَ اللّهُ كيفَ تَثورُ
.
قَدَماكَ أوْهَنُ مِنْ خُيوطِ عَناكِبي=فانْظُرْ خُطى قَدَمَيْكَ أيْنَ تَسيرُ
.
إِنْ كانَ لي حَقٌّ لَديكَ أَخَذْتُهُ=والشّمْسُ بازِغَةٌ وأنْتَ تَدورُ
.=.
.=.
وا شَرَّ عاقِبَةَ الأُمورِ إذا الْتَقى=فَوْقَ الْفَلاةِ النّسْرُ والشّحْرورُ
.
وَيْحَ الذي سَلَّمْتَهُ ما خَصَّني=لا يستَوي الدّحنونُ والزّعْرورُ
.
هَزّاعُ يَطْلُبُهُ وَلَيْسَ بِأهْلِهِ=قُلْ:حانَ ذا أنْ يُكْشَفَ المَسْتورُ
.=.
.=.
إِنْ تُغْرِكُمْ بالزّحْفِ نحوَ مَداخِلي=حالاتُ صَفْوي فالخُروجُ عَسيرُ
.
أَوْلى لَكُمْ أنْ تَحْبِسوا أنْفاسَكُمْ=لَنْ يَبْلُغَ الرّيحَ الْجَموحَ صَفيرُ
.
بيني وبينَ سِوايَ أزْمِنَةُ المُنى=لا العَيْنُ تَبْلُغُها ولا التّفْكيرُ
.
قالوا: يشابِهُني الدُّجى والنّورُ في=غَضَبي وَصَفوي والكَبيرُ كَبيرُ
.
.
لا شَيْءَ يُشْبِهُني فَأقْرِنُني بِهِ=حتّى يُشَبّهَ بي الدُّجى والنّورُ
سَتَظَلُّ فَوْقَ العالمينَ مَكانَتي=مادامَ طَيْرٌ في السّماءِ يَطيرُ
.
إنْ كانَ بالأرقامِ تَقْييمُ الوَرى=فَأنا الصّحيحُ وَماعَدايَ كُسورُ
.
للشِّعْرِ عندي حينَ أصْفو رِقَّةٌ=وَلَهُ إذا غَضِبَ الفُؤادُ زَئيرُ
.
وَلِيَ الْقَوافي والسُّيوفُ حُروفُها=وَلَكُمْ إذا احْتَدَمَ النِّزالُ نُحورُ
.
إنِّي إذا غازَلْتُ فابْنُ رَبيعَةٍ=وَإذا هَجَوْتُ فَأَخْطَلٌ وَجَريرُ
.
.
.
**=**
**=**

تركي عبدالغني
28-10-2008, 03:30 AM
كالعادة أتدلل عليكم وأنشر جزء من قصيدة ثم أنشرها كاملة وربما يكون مرده إقلالي في الكتابة وعدم رضاي في الغياب عنكم.
لا إله إلا الله صاحب الرحمة المطلقة

.=.
.=.
.=.
إِنِّي لأجْزِمُ أَنَّنَا=نصفان كلهُمَا أَنَا
.=.
لا خَلْقَ نَقْرِنُنا بِهِ=لِنَقولَ نُشْبِهُ غَيْرَنا
.=.
إنْ لَمْ نَكُنْ أحْلى الخَلا=ئِقِ كُلّها..فَكَأَنّنا
.=.
واللّهُ كُنْتُ أَظُنُّهُ=لا شَيْءَ يَخْلِقُ بَعْدَنا
*=*
.=.
*=*
لا أُفُفْقَ كُنْتَ تَمُرُّهُ=مِنْ أَعْيُني..إلاّ انْثَنى
.
أوْ أَيَّ شَيْءٍ كُنْتَ تَنْـ=ظُرُهُ معي..إلاّ انْحَنى
*=*
.=.
*=*
ما كانَ ذاكَ تَمَنِّياً=لِنَقولَ فيهِ..لَعَلّنا
.
أَوْ كانَ ذاكَ نُبوءَةً=لِيُقالَ كانَ تَكَهُّنا
*=*
*=*
كالضَّوْءِ نَحْنُ، أَلَمْ نَكُنْ!=فَعَلامَ لَمْ نَرَ ظِلَّنا؟
*=*
فَلنا الشّمالُ مَعَ اليَميـ=ـنِ وَما تَباعَدَ أوْ دَنا
.
وَلَقَدْ بَلَغْنَا مَبْلَغَاً=لاَ فَوْقَ إِلاَّ تَحْتَنَا
*=*
*=*
*=*
فتَركتَني في لحظة=فِي اللاَّهُنَاكَ وَلاَ هُنَا
.
وَرَأَيْتُني بِفَمِ القِيا=مَةِ ذاتُهُ بِيَدِ الدُّنا
.
وكَأَنّني خَلْفَ انْكِسا=ري..مُنْحَنىً في مُنْحَنى
.=.
*=*
.=.
في الأمْسِ..أَيْنَهُمُ..السُّؤ ا=لُ وَبَعْدَ فَقْدِكَ..أيْنَنا؟
.
وازْدَدْتُ شَكّاً بالجوا=بِ، وبالسُّؤالِ تَيَقُّنا
.
حتى جَهلتُ مِنَ الودا=عِ مَنِ المُوَدَّعُ بَيْنَنَا
.=.
.=.
بكَ ما تُعلّقُني به=فعلامَ يرحلُ ما بنا
.
النَّاسُ تَذْرِفُ أَدْمُعَا=وَأَنَا ذَرَفْتُ الأَعْيُنَا
.=.
.=.
*=*
*=*

تركي عبدالغني
17-03-2010, 04:50 PM
الْفاتِحَهْ


.
.
.
.
.









الْفاتِحَهْ

.
.
.
.
.






أَتُرى القَضِيَّةُ واضِحَهْ ؟؟؟

.
.
مُذْ بَدْءِ مَلْمَلَةِ الرُّؤى بِمَدارِكي..






واللّوْزُ ذاتُ اللّوْزِ ..





والرُّمّانُ نَفْسُ اللّوْنِ نَفْسُ الطّعْمِ نَفْسُ الرّائِحَهْ





وَأنا ... أنا





واليَوْمُ مِثْلُ الْبارِحَهْ





....

...............
....
..
( قَدّرْتُ معنى النّصِّ في نَفْسي )
.
وَتَركْتهُ رِحْماً بِلا نُطفٍ
لِيَموت جِنْسُ المَوْتِ في جِنْسي
.
وَأدَرْتُه مِنْ حَيْثُ أَلْمَسُهُ
فَلَمَسْتُ حاجَتَه إلى لَمْسي
.







وَصَنَعْتُ مِنْهُ هَيْكَلاً شَبِقاً

في هَيْئَةٍ مَبْتورَةِ الرّأْسِ
.
وَعَرَفْتُ أنْ لا بَعْدُ مِنْ طُرُقٍ
إلاّ إلى بؤْسٍ على بؤْسِ
......
......
......
مِنْ أينَ أمضي..حَيْثُ توصِلُني
طُرُقي إلى حَتْمِيّةِ اليأْسِ
......






ما عُدْتُ مِنْ لَبْسٍ أُبَدِّدُهُ

إلاّ وَبي شَوْقٌ إلى اللَّبْسِ






أوْ كُنْتُ أبْلُغُ حَدَّ مَعْرِفَةٍ

إلاّ وَجُرْتُ بِها على حَدْسي
......
......
......
لَوْ لَمْ يَكُنْ بي ما يُشاغِلُني
لَوَقَفْتُ عِنْدَ مَدارِكِ الإِنْسِ






وَكَأنّني مِمّنْ أُريدَ لَهُ

في أنْ يَرى مِنْ بُؤْبؤِ الشّمْسِ
......
......
......
فَخَلَعْتُ أشياءً يُحَصِّنُها
سِتْرٌ..أقامَ مقامَهُ حِسِّي






وَرَحَلْتُ عَنْ لُغةِ الكلامِ إلى

لُغَةِ الرُّؤى في الأعْيُنِ الخُرْسِ






وَتَرَكْتُ ما لِلْعَيْنِ مُتّسَعاً

فيها..وما لِلْخَمْرِ في رأْسي






......





وَوَضَعْتُ كأْسي تَحتَ طائِلَتي

كَيْ يَنْتَشي الْمَنْسِيُّ بِالْمُنْسي






وَصَحَوْتُ بَعْدَ السُّكْرِ مُفْتَرَقاً

فَوَجَدْتُ أنْ لاشَيْءَ في كَأْسي






......





وَرَجَعْتُ أشْكو طولَهُ قِصَراً

وَأَعَدتُ مَنْحوسي إلى نَحْسي






وَعَجِبْتُ مِمّا دارَ في صَخَبٍ

بَيْني وَبَيْنَ الغَيْبِ في هَمْسِ






وَحَبَسْتُ نَفْسي في غَياهِبِها

فَعَرَفْتُ أنَّ السِّرَّ في حَبسي






......=......

......=......
......=......

تركي عبدالغني
07-08-2010, 06:29 PM
الشيءْ
.
.
.
.
يُعَذِّبُكَ الْخَيارُ والاْخْتِيارُ
فَإِنَّ كِلا البَديلَيْنِ انْتِحارُ
.
فلا تَسْتَنْفِدِ الأيّامَ خَلْفي
لأنَّ العُمْرَ وَقْتٌ مُسْتَعارُ
.
وَإِنْ فَتّشْتَ في الأسماءِ عَنّي
فَإنّي الْمَرْكزِيَّةُ والمَدارُ
.
وَإنْ تَحْمِلْكَ نَفْسُكَ أنْ تَراني
فَليسَ عَليكَ إلاّ الإِعْتِذارُ
.
.
.
.


أنا في كُلِّ شَيْءٍ كُلُّ شَيْءٍ
وَفِيَّ الْمَسْلَكِيَّةُ والمَسارُ
.
وَمِنْ فَرَضِيَّةِ المَعْنى بَديلٌ
وَعَنْ جَدَلِيَّةِ اللّفْظِ اخْتصارُ
.
وفي أُفُقي انْبِعاثٌ وارْتِدادٌ
وَمَزْجٌ والْتِحامٌ وانْشِطارُ
.
وَفي كَفَّيَّ للطَّيَرانِ حَدٌّ
وفي عَيْنَيَّ لِلضَّوْءِ انْكِسارُ
.
.
.
.


وَإنْ لَمْ تَبْتَعِدْ كالبُعْدِ عَنّي
سَيُهْلِكُكَ الصُّعودُ والاْنْحِدارُ
.
وَلَنْ تَدْري ـ مِنَ الدَّوَرانِ ـ شَيْئاً
ولا مِنْ أيْنَ يَأْتيكَ الدُّوارُ
.
.
.
.


أنا الشّيْءُ المُؤَجَّلُ فاجْتَنِبْني
وَلَيْسَ على قوى الغَيْبِ اقْتِدارُ
.
فَلَمْ أَكُ في النّدى لِتَقول:ماءٌ
وَلَمْ أَكُ في اللّظى لِتَقول:نارُ
.
وَلَيْسَ لِسَيْرِ أزْمِنَتي حدودٌ
ولا لِجِهاتِ أَمْكِنَتي قَرارُ
.
وَليْسَ لأيِّ مُقْتَرِبٍ وُصولٌ
إلَيَّ..وَلا لِمُبْتَعِدٍ فَرارُ
.
وفيما أنْتَ فيهِ الْخَيْرُ بُعْداً
وَخَيْرٌ أنْ يكونَ لَكَ الْخَيارُ
.........
.........
.........

تركي عبدالغني
10-01-2011, 07:50 PM
سِفر التراب
.
****
****
.

.=.
.=.
كَبِدٌ أنا .. وَعلامتي الكَبَدُ=فاخْرُجْ بِرَبِّكَ أيُّها الجَسَدُ
.
ما أنْتَ إلاّ فِيَّ آوِنَةٌ=كَسْلى تَمُرُّ كَأنّها الأَبَدُ
.
.
..=..
..=..
..=..
.
.
وَحدي .. وَضِدِّي ألْفُ مُطْلَقَةٍ=وَكَأنّني في النَّصِّ لا أَحَدُ
.
أَتْباعُهُ في كُلِّ مُنْطَلَقٍ=فُرَقاؤُكَ القُدَماءُ وَالجُدُدُ
.
مَرّوا عَلى قُدسَيْنِ مِنْ قَبَسٍ=واسْتَنْزَفوا التّأْويلَ وابْتَعَدوا

.=.
ترَكوهُ خَلْفَ الأمسِ مُفْتَرَقاً=وَكَأنّهُ المَرصودُ والرَّصَدُ
.
.
وَتَدورُ وَحدَكَ في دَوائِرِهِ=وَتَظَلُّ تَصْغُرُ وَهْوَ يَضْطَرِدُ
.


وعَلَيْكَ بالتَّرهيبِ ما تَرَكوا=وَعَلَيْكَ بالتَّرغيبِ ما اعتَقَدوا
.
أوْ عَيْنُ مَسْغَبَةٍ وَبَحرُ لَظىً =وَيَدٌ تَدُقُّ وتَسْتَبيحُ يَدُ
.
..=..
..=..
..=..
.
.
فَهُمُ .. هُمُ في كُلِّ شاكِلَةٍ=لا مَرْجِعِيَّتُهُ ولا السَّنَدُ
.
وأنا.. أَنا لا شَيْءَ يُدْرِكُني=في الكَوْنِ إلاّ الواحِدُ الأحَدُ
.
..=..
..=..
..=..


ما كُنْتُ أَنْتَحِلُ الحَياةَ ثَرىً=في الأرضِ .. لوْلا ذلِكَ الوَتَدُ
.
وَلِيَ انْبِعاثُ الضَّوْءِ أجْنِحَةٌ=وَلَدَيَّ كُلُّ جِهاتِهِ صُعُدُ
..=..

وَلَدى الْخطيئَةِ ما يُبَرِّرُها=وَلَديْك بالتَّبْريرِ ما تَجِدُ
.
وَيعيشُ معنى الوَجْدِ كُلُّ جَوٍ=وَيَعافُ معنى الوَأْدِ مَنْ وُئِدوا
..=..

فاخْرُجْ .. فَما لِلنَّفْسِ فيكَ هَوىً=يُرْجى .. ولا في الفَقْدِ تُفْتَقَدُ

إنِّي أنا البَحْرُ العَميقُ مَدىً=وَعَلَيَّ وَحْدي يُحْسَبُ الزَّبَدُ
.=.
.=.

*******=********
*******=********
*******=********