تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بدايــة النهايــة



محمد رامي
14-02-2011, 07:46 PM
بدايــة النهايــة
يالها من خطوة نحو الأمان !…
لقد خطت خطوتها الأولى بعناد وإصرار ، وأبعدت عن طريقها المخاوف ، وأمسكت بعصا الأمان ، وتسلقت جدار الزمان ، وحكت قصة الأيام ، وأزالت الغبار عن خواطرها ، وأظهرتها من الأعماق .
في وداع حزين للماضي ، استقبلت قصة الأيام ، وانتزعت من أحشائها صورة الماضي ، وتحررت من قيودها ، وأحاطت حكايتها الماضية بستائر النسيان .
في وضح النهار ، وفي دجى الليل ، أخذت تتراءى لها صور المستقبل ، تنام وملئ جفونها السعادة ، لتستيقظ مع أحلام الخوف … باكية …

* * *
يالها من روح طاهرة ، وقلب نقي ، وجسدٍ فتي ! …
يالها من ابتسامة عذراء مطمئنة ! …
من يومها وهي لا تعرف للغدر مستقراً في نفسها .ولا تجيد إبداع كوادر الحقد والكراهية .
من يومها وهي وردة مزهوة في حدائق الحياة ، تتربع على عرش الجمال ، تشع من عيونها شمس الشرق .
اقتربت منها أيدي الغدر ، فكانت أشواكها خير رادع ، ولم تستسلم قط إلى لمسات الغدر . فبقيت شامخة تفوح بالعطر والحب .

* * *
لم تتكلم … مع أنها تجيد الكلام .
لم تعترف … مع أنها قاست من جور الأيام الكثير .
لم تبكي … مع أن في أعماقها ألف حكاية حزن .
لقد تبلورت على شفاها كلمات الحقيقة ، ولكن صعب عليها أن تغدر بالقدر ، فاختنقت قبل ظهورها .
لقد جفت الدموع في مآقيها كي لا تظلم الأيام .

* * *
يا لها من معجزة الأيام … تنحني أمام عظمتها أجل الرؤوس ، وتتفاخر بها الألسن ، وتحكي قصتها للأجيال .
رؤوفة … حنونة … شفوقة … عطوفة … إنها ملاك طاهر ، في ابتسامتها عشق البراءة ، وفي نظرتها همسات الحب . وفي كلماتها أشعار الطيور ، وفي حديثها صفاء الروح ، وفي حيائها ثوب العبادة .

* * *
خلق الله الجمال آية . وقدم لآدم هدية من أضلاعه . وسما بالإنسان فوق مخلوقاته ، وأورثه الحب والخير . إلا أن الإنسان ترك وراءه سماته الطيبة ، وراح يعتصر الحقد والشر من صفوف الأمان ، وانساق نحو الدمار ، فكانت بداية للظلم والعدوان . فأرسل أنبياءه هداية للبشرية ، فمنهم من تاب ، وإلى الله أناب ، ومنهم من تعاظمت عليه كبرياؤه , وعلا به شموخه ، فطغى وتجبر ، وأبى المغفرة ، وهلل بالضلالة .
هكذا كان الإنسان منذ بداية الخليقة .

* * *
كيف لا يولد في نفوسنا الحب ونحن أبناء آدم ؟…
لماذا لا نتوج حياتنا بالخير والأمان ؟…
كيف لا نسعى إلى طريق السعادة بكل دأب وإخلاص ؟…
نحن خلقنا لتستمر رسالة الحياة في سيرها ، فلا يحق لنا أن نعترضها .
فنحن بنو الإنسان الأرجل التي تخطو بها رسالة الحياة ، وتسير بها نحو البعيد . ولا يمكن أن تستمر تلك الرسالة العظيمة دون عمل مشترك ، فما من مولود يولد إلا ويكون بداية النهاية ، وما من مخلوق يلاقي حتفه إلا وتكون نهاية البداية . وهكذا نجد تبادلاً مطلقاً بين البداية والنهاية . بين الاستمرار والزوال . حتى ينفخ في الصور .

* * *

حلب 1973

نهلة عبد العزيز
14-02-2011, 09:52 PM
استاذى العظيم

محمد رامى


أتعلم أنكـ لست كَ غيركـ

ثرىٌ أنت باناملك

كلماتك غزيرة بالحكمه حتي انها تكاد تمطر ماساً
...يبلل الربوع ليغسل الحقد من القلوب
ويجرف المفاسد خارج كل الحدود...

سيدى الغالى

محمد

فلسفتك ليس لها إلاّ أن تنتصر !
وكل قلب غادر نفسه حتما سيندثر

وكل بدايه لابد لها من نهايه


اخى محمد


ما عادت الـ عين تخطئ حرفكـ

لِ روحكـ الـ سكينة



تقديرى واحترامى



نور

زهراء المقدسية
14-02-2011, 09:55 PM
فما من مولود يولد إلا ويكون بداية النهاية ، وما من مخلوق يلاقي حتفه إلا وتكون نهاية البداية
وما بين البداية والنهاية

حياة...

لا حياة فيها

لمن لا رسالة له

وهنا كنت أستاذ محمد صاحب رسالة

تقديري الكبير

فاطمه عبد القادر
14-02-2011, 11:05 PM
اقتربت منها أيدي الغدر ، فكانت أشواكها خير رادع ، ولم تستسلم قط إلى لمسات الغدر . فبقيت شامخة تفوح بالعطر والحب




السلام عليكم أخي محمد رامي
هذة التي استحقت هذا الوصف الرائع من قلمك هي المثل الأعلى
علَّ كل النساء تكون هي ,وكل الأمم تكون هي, ليستتب الأمن والسلام والحب النقي في كل مكان في هذا العالم
كلنا يحتاج إلى أشواك رادعة لتدمي أيدي الغدر ,لأن هذة الأخيرة لن تتوقف أبدا طول الحياة ,,حياة الإنسان على الأرض
صورة رائعة أخي
سلمت ريشتك المعطاء
ماسة

محمد ذيب سليمان
15-02-2011, 08:53 AM
أخي الكريم
محمد رامي

في كل نص تدخل بنا عناوين نعرفها ولكننا لا نتنبه لها

تمر امامنا ولا نراها أو لا نعيرها بالا واهتماما

وهذه هي رسالة الأديب البصير الذيرى ويضع إصبعه

على ما لا يبصره الناس فيفتح عيونهم ويوجههم الى

أسرار الحياة بطريقة عالية السمو

شكرا لك

كريمة سعيد
15-02-2011, 11:38 AM
لوحات صيغت بريشة الروح المتألمة مما تراه فأبت إلا أن تجسد مراحل مختلفة
من حياة بإمكاننا أننجعل معيشها أقل ألما وقسوة على بعض
المبدع الراقي محمد رامي
يروقني هذا الانغماس في الواقع ومحاولة النهوض به من خلال تجسيد ما هو كائن بغية التفكير في ما يجب أن يكون
تحية تقدير ومودة

لمى ناصر
15-02-2011, 12:54 PM
عشقنا هذه الرسائل وما زلنا نبحث
عنها في اروقة الروح لنلتحف
بفلسفة الحياة والحكمة.
ما أندى كلماتك أستاذي.
مودتي.

أماني عواد
15-02-2011, 10:33 PM
الاستاذ الكبير محمد رامي

كنت رائعا هنا في سرد فلسفة النشئ والزوال لتوصل عقلاني بان الخلود لا يكون لغير الله
فالبداية والنهاية ينطلقان معا من نفس النقطة وبنفس اللحظة باتجاهات متعاكسة في محيط دائرة الحياة وما ان يلتقيا حتى تتلاشى البداية عند اعتاب النهاية

سلمت وسلم قلبك

محمد رامي
16-02-2011, 06:20 PM
استاذى العظيم

محمد رامى


أتعلم أنكـ لست كَ غيركـ

ثرىٌ أنت باناملك

كلماتك غزيرة بالحكمه حتي انها تكاد تمطر ماساً
...يبلل الربوع ليغسل الحقد من القلوب
ويجرف المفاسد خارج كل الحدود...

سيدى الغالى

محمد

فلسفتك ليس لها إلاّ أن تنتصر !
وكل قلب غادر نفسه حتما سيندثر

وكل بدايه لابد لها من نهايه


اخى محمد


ما عادت الـ عين تخطئ حرفكـ

لِ روحكـ الـ سكينة



تقديرى واحترامى



نور


اللهم نسأل الإلهام دائما
كي ننطق الصواب لنقدم ما يستحسنه الآخرين
من حرف وكلمة وعبارة
ايتها النور ..
تثلجني تلك المتابعة الحية والتواصل الدائم
وذلك المرور الرائع

تحيتي وتقديري

محمد رامي
16-02-2011, 06:24 PM
وما بين البداية والنهاية

حياة...

لا حياة فيها

لمن لا رسالة له

وهنا كنت أستاذ محمد صاحب رسالة

تقديري الكبير



الزهراء المتميزة بحضورها
فالنص يجسد واقعة ورسالة وهدف
حتى تتحقق الغالية من العرض
شكرا لتواجدك الدائم
تحيتي وتقديري

محمد رامي
16-02-2011, 06:27 PM
اقتربت منها أيدي الغدر ، فكانت أشواكها خير رادع ، ولم تستسلم قط إلى لمسات الغدر . فبقيت شامخة تفوح بالعطر والحب




السلام عليكم أخي محمد رامي
هذة التي استحقت هذا الوصف الرائع من قلمك هي المثل الأعلى
علَّ كل النساء تكون هي ,وكل الأمم تكون هي, ليستتب الأمن والسلام والحب النقي في كل مكان في هذا العالم
كلنا يحتاج إلى أشواك رادعة لتدمي أيدي الغدر ,لأن هذة الأخيرة لن تتوقف أبدا طول الحياة ,,حياة الإنسان على الأرض
صورة رائعة أخي
سلمت ريشتك المعطاء
ماسة

الأخت الموقرة
رائعة تلك القراءة
والشمولية في العرض
فقد قراتِ مابين الحروف بوضوح
مما أعطى النص توضيحا أكثر
فقد كان مرورك رائعا
تحيتي وتقديري

محمد رامي
17-02-2011, 10:36 PM
أخي الكريم
محمد رامي

في كل نص تدخل بنا عناوين نعرفها ولكننا لا نتنبه لها

تمر امامنا ولا نراها أو لا نعيرها بالا واهتماما

وهذه هي رسالة الأديب البصير الذيرى ويضع إصبعه

على ما لا يبصره الناس فيفتح عيونهم ويوجههم الى

أسرار الحياة بطريقة عالية السمو

شكرا لك


وفي كل مرور لكم ايها الغالي يزهر نصي مبتهجا بتواجدكم

دائما أجد ضرورة حرفكم لتعانق سطوري بمحاكاة رائعة

لا يسعني الا ان اشكر هذا التواصل الجدي والمميز

تحيتي وورودي

محمد رامي
17-02-2011, 10:40 PM
لوحات صيغت بريشة الروح المتألمة مما تراه فأبت إلا أن تجسد مراحل مختلفة
من حياة بإمكاننا أننجعل معيشها أقل ألما وقسوة على بعض
المبدع الراقي محمد رامي
يروقني هذا الانغماس في الواقع ومحاولة النهوض به من خلال تجسيد ما هو كائن بغية التفكير في ما يجب أن يكون
تحية تقدير ومودة

احمد الله انني استطعت ان انقل تلك الصور الحية
التي استسغتموها بهذا الشكل
فالحياة تحمل الكثير بين طياتها
ونحن من واجبنا ان نكتشفها وننقلها
شكرا لمرورك الدائم
تحيتي وتقديري

محمد رامي
17-02-2011, 10:46 PM
عشقنا هذه الرسائل وما زلنا نبحث
عنها في اروقة الروح لنلتحف
بفلسفة الحياة والحكمة.
ما أندى كلماتك أستاذي.
مودتي.


عندما يتسلل للنفس نبض الحياة
تنطلق عبارات فيها ترانيم تنشد الوضوح وحسن الترتيب الانساني
شكرا لك على هذا التواجد المزهر دوما
تحيتي وتقديري

محمد رامي
17-02-2011, 10:54 PM
الاستاذ الكبير محمد رامي
كنت رائعا هنا في سرد فلسفة النشئ والزوال لتوصل عقلاني بان الخلود لا يكون لغير الله
فالبداية والنهاية ينطلقان معا من نفس النقطة وبنفس اللحظة باتجاهات متعاكسة في محيط دائرة الحياة وما ان يلتقيا حتى تتلاشى البداية عند اعتاب النهاية

سلمت وسلم قلبك



الاخت أماني في هذه الترجمة الرائعة دلالات المقدرة على التغلغل في مخارج الحروف
واتقان مبرر للوصول الى الغاية من العرض
فكان مرورك ميزان التوازن النقدي المميز لهذا النص
شكرا لمرورك الكريم
تحيتي وتقديري

ربيحة الرفاعي
17-02-2011, 11:41 PM
إضاءات رائعة
وصور تعبيرية مميزة رسمت ملامح اللوحة ما بين البداية النهاية

حرف رسالي أحني لألقه قامة يراعي

دمت بألق

محمد رامي
18-02-2011, 07:02 PM
إضاءات رائعة
وصور تعبيرية مميزة رسمت ملامح اللوحة ما بين البداية النهاية

حرف رسالي أحني لألقه قامة يراعي

دمت بألق


مابين البداية والنهاية إرساء لقواعد بناء الحياة
وما تخللته من مضامين انسانية
جل احترامي لمرورك الكريم
تحيتي وتقديري