تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سقوط الدكتاتوريات



طارق السكري
16-02-2011, 04:17 AM
سقوط الدكتاتوريات
أهي نبوءة درويش في سقوط الأقنعة ؟ سقط القناع ولا أحد ... !
أنظمة خشبية ٌ تتهاوى في وقدة الضمير ! وشعلة الحرية تتعالى في صرخة الشعب الغضوب ! ويشرق على الناس يوم من أيام الله ! يومٌ طال انتظاره ! وشعب طال ليله ! وواد ٍ قل خيره وطم َّ سيله , واستعلى زبده ! وأفقٌ غاب نيروزه , وأفل قمره , وتشظى مداه !
بعد أن استكان الناس تحت وطأة القهر ! وتراخى الشباب تحت نير القمع ! وتوارى الأحرار في غياهب السجون ! فشب الرضيع على مداهنة الباغي , وهرم الكبير على مداجاة الطاغي ! جاءت من وراء الألم , وفلسفة الوجع , سنة من سنن التاريخ : (( ونريدُ أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ً ونجعلهم الوارثين )) .
وكأني في زلزلة الشوارع , وجلبة الأقدام , وجلجلة الحناجر , والأعلام تلوح في الآفاق , والخيام تفترش الأرض , والشعارات تمدها من السماء قوة , ومن المحيطات شهوة ! ألمس في هدير النيل الطاهر , هدير شوقي الثائر :
وللحرية الحمراء باب ٌ , بكل يدٍ مضرجةٍ تدق ُّ
وفي شموخ مأرب العظيم , وقلعة المظفر الشماء في تعزَّ العز ! زئيرَ أبي الأحرار الزبيري وهو يقول :
خرجنا من السجن شم الأنوف , كما تخرج الأسد من غابها
نمر ُّ على شفرات السيوف , ونأتي المنية ُ من بابها
كان الحاكم ذاهبا بنفسه كل مذهب , آخذا من الزهو والعجب كل مأخذ ! ضاربا بهموم الناس صفحا , متسخفا بعواطف شعبه , فالتلفاز شقة مفروشة له , والجرائد الرسمية مسرحا لتجولاته , وجيش البلاد تحت عينه , ومجلس القضاء الأعلى ملعبا لزبانيته ! نازلا على رغباته , واقفا عند حدوده ! والشعب يذوي كماتذوي أصول السنبلة ! سنةٌ تأكل منه اللحم ! وسنة تذيب منه الشحم ! وسنة تدقّ منه العظم ! فإذا طاحت عمارة هناك في المكسيك ! بكـَّر الناس هنا على ارتفاع في السعر , وتفلت ٍ في الأمن ِ , وتغير ٍ في الخطاب ! حتى أفلت الزمام , وتصاعدت الأبخرة إلى الدماغ , وتنزلت الجحيم في الأفئدة , وتحرك الرأي العام , وحوصر قصر الرئيس !
كانت إسرائيل تنعم في ظل هذه الأنظمة ِ الخشبية ِ , كما تنعم الماشية في المروج الخضراء ! ماؤها نمير , وعشبها وفير , وراعيها أمين !
ليس من مكر ٍ تخاف ! فقد أمنت على نفسها في ظل الحاكم العربي حتى من نفسها ! فلما سطعت شمس الحرية , وطارت الطيور ! وقامت الثورات وعلت الهتافات , وتداعت الحصون , أخذتها رعدة المحموم , وهلوسة الملدوغ ! تبحث عن ذاتها وهي بين جنبيها ساكنة ! وعن ترساناتها العسكرية وهي دونها خاشعة !
كان بين المطالب المشروعة وتحقيقها ! وبين المنجزات الشعبية وتمكينها , عقدة تسمى الرهاب السياسي ! فانطلقت من تونس الخضراء تعويذة الشابي :
إذا الشعب يوما أراد الحياة , فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي, و لا بد للقيد أن ينكسر !
فتنفست بناتُ الجبل ! فسقط هبل , واندحرت فلوله , وانقشعت أباطيله , وتوارت خيوله !
وصارت أنصاره أغياره , وأصحابه أغرابه , وأحبابه أعداؤه ! وصارت أمانيه برقا خلبا ! وصار ليله موحشا كليل النابغة !
ومن كان يدري أن الساعد قد تبطش بالكف أحيانا ؟!!
إذن ! لقد انكسر حاجز الخوف , وانطلقت شرارة الحرية , وعلم الناس أن الباغي لايبغي حين يبغي, وفي عزمة الناس فطنة ! ولايجورُ حين يجور , وفي همة الناس يقظة ! ولا يقطعُ بالأمر دون رعيته , وبين رعيته من يقول : من أين لك هذا ؟!
أبا مجرم ٍ ما غير الله نعمة ً , على عبده حتى يغيرها العبدُ
أفي دولة المهدي حاولت غدرة ً , إلا إن أهل الغدر آباؤك الكرد
أبا مجرم ٍ خوفتني القتل فانتحى , عليك بما خوفتني الأسد الورد ُ
فانتظروا أيها الطغاة من السماء صاعقة , ومن الشعب نازلة , لاتجدي معها رقية , ولاتقوم لها تعويذة !
وسيعلمُ الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون !!

المملكة العربية السعودية – الدمام
taruik@hotmail.com
zabnh@yahoo.com

ربيحة الرفاعي
16-02-2011, 07:15 AM
إذن ! لقد انكسر حاجز الخوف , وانطلقت شرارة الحرية , وعلم الناس أن الباغي لايبغي حين يبغي, وفي عزمة الناس فطنة ! ولايجورُ حين يجور , وفي همة الناس يقظة ! ولا يقطعُ بالأمر دون رعيته , وبين رعيته من يقول : من أين لك هذا ؟!
هذه وحدها مقالة تصف واقع الحال
صدقت وأصبت أيها الكريم الحذق
وما بعد هذا الإيجاز من قول، فقداختصرت ما كان وما يكون وماسيكون بعون الله

دمت مبدعا

باسم عبدالله الجرفالي
16-02-2011, 10:58 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي العزيز طارق السكري .
أبدعت في الصياغة وبالغت في في الفصاحة ، حتى ليظن القارئ أنه ليستمع أثناء قراءته لقس بن ساعدة .
أخي الكريم
الحال العربي حال مأساوي بكل المقاييس ، ولكن الحري بنا النظر إليه بنظرة العقل لا العاطفة ، فالعاطفة عند كل البشر اجمعين تطالب إزالة النجاسة من الثوب العربي ، ولكن العقل هو ما يفرق كل فئة عن أختها ، فالأعداء ينظرون المصلحة في بقائهم ، والاستمرار في إذلال الشعوب العربية على أيديهم ، والمسلم الفطن يطالب بالتريث والنظر في التجارب السالفة ، والاستفادة من إيجابياتها وسلبياتها في المسيرة ، ثم العلم على منهاج مطور ، لا الثورة من أجل الثورة كما هو الحال .
أخي الفاضل :
أعلم أن الحال مرير ، والحياة ضنك ، ولكني أخشى أن تكون كما يقال : ( من جرف إلى دحديرة ) .
ولك خالص الدعاء بالتوفيق .
وأظن الخطبة العصماء خرجت كتابة لسوء الحال بحنجرتك ( طهور إن شاء الله ) .

عبدالصمد حسن زيبار
16-02-2011, 01:50 PM
(( ونريدُ أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ً ونجعلهم الوارثين ))

صدقت أخي الكريم

و هذا عين العقل فلله سنن في المجتمع تفعل فعل قوانين الكون.

و المطلوب هو إستكمال بناء الوعي سعيا صوب النهضة المنشودة.

تحياتي

زهراء المقدسية
16-02-2011, 04:05 PM
بوركت أيها الكريم

أبدعت والله

ما رأيت اسرائيل تتخبط مثل أيامها هذه
كانت وأمريكا كالثيران الهائجة
وما زال الزلزال ثائرا بل ويزيد توهجا

وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون

تقديري الكبير
النص للتثبيت تقديرا وامتنانا

طارق السكري
16-02-2011, 05:53 PM
هذه وحدها مقالة تصف واقع الحال
صدقت وأصبت أيها الكريم الحذق
وما بعد هذا الإيجاز من قول، فقداختصرت ما كان وما يكون وماسيكون بعون الله

دمت مبدعا

ألف شكر لك أديبتنا .. ألف شكر لك على مرورك الكريم

طارق السكري
16-02-2011, 06:12 PM
حياك الله أخي باسم .. لقد ظل فقهاؤنا طيلة قرن وهم يأمروننا بالتريث والحكمة وماكنت هذه الدعوة إلا زيادة في تثبيت أركان المستبد .. إلا أن تزيد من بغي الباغي وظلم الظالم وموت الشعوب !لا أعتقد أن هناك مايدعو للتريث , فحق التعبير مغصوب , وحق المنح الدراسية منهوب , وحق المال العام مسروق ! وحق العيش الكريم منحصر في فئة باغية !
المهم .. أخي .. أنا أشكرك على سؤالك عني وعن صحتي والحمدلله على كل حال .

طارق السكري
16-02-2011, 06:16 PM
(( ونريدُ أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ً ونجعلهم الوارثين ))

صدقت أخي الكريم

و هذا عين العقل فلله سنن في المجتمع تفعل فعل قوانين الكون.

و المطلوب هو إستكمال بناء الوعي سعيا صوب النهضة المنشودة.

تحياتي
بارك الله فيك أستاذي .. فعلا هو ماذكرت :إستكمال بناء الوعي ! وذلك من خلال تمكين المؤسسات التربوية والفكرية والنقابات الصحفية النزيهة وإطلاق الحريات ! شكرا لك

طارق السكري
16-02-2011, 06:21 PM
بوركت أيها الكريم

أبدعت والله

ما رأيت اسرائيل تتخبط مثل أيامها هذه
كانت وأمريكا كالثيران الهائجة
وما زال الزلزال ثائرا بل ويزيد توهجا

وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون

تقديري الكبير
النص للتثبيت تقديرا وامتنانا
مرورك الكريم شرف لي .. وتثبيتك مقالي تشجيع منك أكبره وأجله .. أسأل الله أن يثيبك ويرفع قدرك .. لقد أسعدتيني شكرا لك !

رفعت زيتون
16-02-2011, 06:54 PM
.

أخي الحبيب السكريّ

كمْ أنّ لكَ من اسمك نصيب

فشهد بيانك وفصيح لسانك يشهدان لعلو مكانك

فقد أطاعتك لغتك وأدوات كتابتها , وانحنت لك السطور وكلماتها

تقدري لك أيها الكبير فأنتَ بالثناء جدير

.

سامي عبد الكريم
16-02-2011, 09:23 PM
ما اروعك أيها الرجل
سددت فأصبت
حتى في ردودك على الردود

ظل فقهاؤنا طيلة قرن وهم يأمروننا بالتريث والحكمة وماكنت هذه الدعوة إلا زيادة في تثبيت أركان المستبد .. إلا أن تزيد من بغي الباغي وظلم الظالم وموت الشعوب !لا أعتقد أن هناك مايدعو للتريث , فحق التعبير مغصوب , وحق المنح الدراسية منهوب , وحق المال العام مسروق ! وحق العيش الكريم منحصر في فئة باغية

جزاك الله خيرا

طارق السكري
17-02-2011, 02:01 AM
.

أخي الحبيب السكريّ

كمْ أنّ لكَ من اسمك نصيب

فشهد بيانك وفصيح لسانك يشهدان لعلو مكانك

فقد أطاعتك لغتك وأدوات كتابتها , وانحنت لك السطور وكلماتها

تقدري لك أيها الكبير فأنتَ بالثناء جدير

.
سلام الله عليك .. سلام الربى وهو تسبح في أضواء الفجر , وسلام الشعب الفلسطيني وهو يعلمون الناس أبجديات الكفاح ..

إن فضل الله علينا كبير ..ومابكم من نعمة فمن الله .. ألف شكر لك

طارق السكري
17-02-2011, 02:10 AM
ما اروعك أيها الرجل
سددت فأصبت
حتى في ردودك على الردود


جزاك الله خيرا

أيها السامي في زمن الخنوع ألف شكر لك

حمزة صبحي حمزة
24-02-2011, 11:47 PM
بعض النقاط سأضمنها الرد ضمن الاقتباس لرد الأخ باسم




بسم الله الرحمن الرحيم

[[ به نستعين وهو على كل شيء قدير .. قدر الله وما شاء فعل ]]

أخي الكريم
الحال العربي حال مأساوي بكل المقاييس

[[ إذا هنا الحال العربي والصفة المأساوية وربط الرد بالحال العربي يتطلب منا عرض الحالة العربية هل هي حالة داخلية أم خارجية يواجهها الواقع العربي , فمن حيث الواقع الفعلي يوجد احتلال واحد خارجي هو الأساس في الحال العربي ألا وهو وجود الكيان الصهيوني وتبعاته في المنطقة العربية .. كل المقاييس القائمة على الحال الداخلي منطلقها إرادة الحاكم العربي والفجوة القائمة بين السلطة والشعب الذي نستطيع توصيفة بالحرية الانسانية والحق في الحياة الطبيعية التي سلبت من المواطن العربي والقاعدة الأساس هنا الدولة وليس الدين والمواطنة وليس العبادة - العنوان يحتاج لبحث مستقل - ]]

ولكن الحري بنا النظر إليه بنظرة العقل لا العاطفة

فالعاطفة عند كل البشر اجمعين تطالب إزالة النجاسة من الثوب العربي

ولكن العقل هو ما يفرق كل فئة عن أختها

[[ العقل يقول الحرية عندما تنزل إلى الشارع يفقد الحكام عقولهم فهل نتعاطف معهم ]]

فالأعداء ينظرون المصلحة في بقائهم ، والاستمرار في إذلال الشعوب العربية على أيديهم

[[ تغير شكل الاستعمار من حيث الشكل وتم الانتقال إلى تلاقي مصالح مع أفراد من نسيج المنطقة وعلى حساب الشعوب .. عندما تقر هنا أخي أن الشعوب العربية مذلولة على أيديهم يقودنا الأمر سواء بالعاطفة أو بالعقل أو العروبة أو الدين وبكل أبعاده الانسانية للنظر إلى مصيرنا كشعوب ولننطلق من المصلحة الفردية على الأقل ]]

والمسلم الفطن يطالب بالتريث والنظر في التجارب السالفة

[[ أكثر من مليون مسلم وتقام صلاة الجمعة في ميدان التحرير في الأسبوع الماضي ** ربنا تقبل منا ** ]]

والاستفادة من إيجابياتها وسلبياتها في المسيرة

ثم العلم على منهاج مطور

لا الثورة من أجل الثورة كما هو الحال .
[[ الشمولية قضية عامة وليس خاصة والثورة تولد في الماغما قبل الظهور للسطح ومع توفر قشرة ومخرج تتعدد الأشكال سواء من خلال هزة أرضية أو انبعاث غازات أو رماد بركاني أو ثورة وحمم ..
ما الفرق بين الحالات الثلاث المعاصرة وهي , ليبيا ومصر وتونس ؟
آلية المواجهة مع الشعب هي الفرق بين الحالات الثلاثة من حيث القمع
ماذا تغير في الواقع العربي الرسمي ما بعد تونس ومصر ومع ليبيا ؟ مزيدا من شكل إغراء للشعوب لتستمر بالصمت وسنشهد بعد رحيل القذافي عراقا جديدا في ليبيا أو الأساس في معالجة قضايا المنطقة وهو الاحتلال الصهيوني لفلسطين
فعلى اعتبار أن الإصلاح ممكن من الحاكم وبقرار دون الحاجة لثورة وقمع , فهنا من حق المواطن حريته وما بعد ليبيا وما مورس فيها

من حق الإنسان العربي الحياة

ألا يستحق الأمر الثورة ؟ ]]