تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عتاب بين النفس والجسد



سحبان العموري
19-02-2011, 08:41 PM
عتاب بين النفس والجسد

ما بي قِوى يا نفسُ فيكِ أحارُ=تـَقـْفينَ سراً ما حَوَتهُ ديارُ
لا تـُكثري لوماً مقامِعُهُ بـَرَتْ=عَظـْميْ وقلبيْ جـَرَّحَتـْهُ شِفارُ
ما عُدتُ أقوى مَشية ً لِمَداركٍ=عـَظـُمَتْ و منها باللسانِ ِ مَرارُ
إنـَّيْ أنا الكهفُ الذي سَكـَـنتْ به=أحلامُ أهلِ الأرض ِ حينَ تـُثارُ
حُمِّـلتُ أوزاراً و لَسْتُ بقادر ٍ=يا نفسُ حَملاً منكِ كان قرارُ
ما كان ذنبيْ أنني مـُتـَهالكٌ=فكذا خـُلِقتُ من الترابِ أغارُ
إن شِئتِني قفصاً أكـُنْ بجوارحي=أو شِئتِني فرساً فمنكِ أ ُدارُ
إنـَّا بنوا الأجسادِ ما عَسَفـَتْ بنا=إلا حُلومُ بني النفوس ِ كِـبارُ
كـُفَّ النواحَ أيا قيودَ مطامحي=يا سجنيَ المقدورَ فيكَ أُُضارُ
أقفلتَ باباً دونَ جيشِ ِ مآربي=همْ طوعُ عزميْ إنما بكَ خاروا
فإذا عَزَمْتُ مَسَكتني و إذا قـَنِع=ـتُ أهنتني بالله كيفَ خيَارُ
أهوى مُضيّاً لا تــُطيقُ مِراسَهُ=قد ضِقتَ ذرعاً والهمومُ صِغارُ
قد كـُنتَ يوماً في طريق ِ مباذلي=واليومَ قد خانَ الزِّنادَ شرارُ
لا و الذي سَمَكَ السما وأقامها=ما عادَ يُرضى في حِماكَ إسارُ
أمسكتَ خيلَ الفكرِ غِلتَ لِجامَها=و إذا مَضيقـُكَ قد جَفاهُ مَزارُ
هذا أنا لا ما تظنُّّّ بمـَخبـَري=نفسٌ أبت عند الخنوع ِ تـُجارُ
أنتِ الأُخيَّة ُ لا يُرامُ فراقـُها=إنسان ُ نحنُ إذِ السنونُ قِصارُ
ما كُنتُ بالباقيْ بـِلاكِ براحةٍ=يا نفسُ أدوارُ الحياةِ سِفارُ
فلنـمش ِ دربَ العُمرِ في صِلـَةٍ كما=خُذِفـَت على أيدي الحجيج ِ جـِمارُ
إن كلَّ صبري تـُسعدي بمُصابَه=وإذا عَزَمتِ أنا لقـَدحِكِ نارُ
فكذلك الإنسانُ عاصَرَ وقـْتـَه=كـَسْراً و جبراً والرجاء دِثارُ

نبيل أحمد زيدان
19-02-2011, 09:40 PM
الله الله ياسبحان
هذه القصيدة باحت بما بنفسي
رائعة من روائعك فاضلي
دمت بحفظ الله ورعايته

محمد ذيب سليمان
19-02-2011, 09:50 PM
الجسد يطلب المتعة
والنفس امارة بالسوء

فلماذا أوقعت نفسك بينهما ؟؟
مسكين انت تبحث عن المتاعب ...!!

اخي الكريم سحبان

لك فكر نيِّر تستطيع من خلاله إقامة حوار جدي
يقدم للقارئ هذه العلاقة على صورها المختلفة
التي تلامس الكثيرين

لك الحب

خالد الجريوي
19-02-2011, 10:12 PM
ما اروع شاعرنا

سحبان

وحواريه ممتعه

تطرب الروح

دمت سيدي مبدعا

لتمتعنا أكثر

تقديري

ربيحة الرفاعي
19-02-2011, 10:27 PM
حُمِّـلتُ أوزاراً و لَسْتُ بقادر ٍ=يا نفسُ حَملاً منكِ كان قرارُ
ما كان ذنبيْ أنني مـُتـَهالكٌ=فكذا خـُلِقتُ من الترابِ أغارُ
==
لا و الذي سَمَكَ السما وأقامها=ما عادَ يُرضى في حِماكَ إسارُ
أمسكتَ خيلَ الفكرِ غِلتَ لِجامَها=و إذا مَضيقـُكَ قد جَفاهُ مَزارُ
هذا أنا لا ما تظنُّّّ بمـَخبـَري=نفسٌ أبت عند الخنوع ِ تـُجارُ
شعر جميل وشاعر حكيم وحرف نبيل
وقصيدة من أحلى ما قرأت لك

بورك الحرف وصاحبه

دمت بألق

محمد يحيى العارمي
20-02-2011, 10:39 AM
أخي الشاعر البديع / سحبان العموري ..
حفظك الله فقد وقفت بين حروف قصيدتك وكلماتها وعباراتها وقفة المتأمل .. دهشت لبراعتها وقوة صياغتها ،، واستمتعت بجمال حوارها ..
لامست عنفوان نفسك وإباءها وهمتك المتوقدة وثباتها .. أشكرك على شاعريتك الجميلة وقصيدتك بحق تستحق التأمل كثيرا ولي عودة إلى ربوعك الجميلة ..
دمت موفقا

رفعت زيتون
20-02-2011, 05:09 PM
.

عجيب أمرك شاعري

تطرقُ الأبواب البعيدة التي يخشاها غيرك

تتلمسها في غابات الحكمة والفلسفة

فتأتينا بصيدك الجميل

:nj: :0014:

.

محمود فرحان حمادي
20-02-2011, 09:16 PM
وافت رياضَك تشتكي الأشعارُ
وأتتك تجهشُ بالبكا الأفكارُ
ترجو نوالَك بعد ضيمٍ مسَّها
وبمثلِ جودك يحتفي الأبرارُ
هذا عمود الشعر هيضَ جناحُه
شزرًا تُكَدِّرُ وجهَهَهُ الأبصارُ
سحبانُ بات الشعرُ في أيامنا
طللاً يعاتب صرحَهُ السمّارُ
أمستْ قوافيُّ القريضِ حزينةً
مذ بات يبني ركنَها الدولارُ
دعني أبثكَ يا رفيق مشاعري
ألمًا تنوء بحمله الأخيارُ
فلقد عرانا مذ تركنا أمسَنا
همٌّ تكالب في يديه صَغارُ
وبمثل حرفك نستعيدُ شموخَنا
إن غاب عن وجهِ الحياة فخارُ

هذا من فيض حرفك
تحياتي

حازم محمد البحيصي
20-02-2011, 11:23 PM
أخي الحبيب سحبان

ما أجمله من نص وما أبدعه من فكر وما أعذبه من حرف

ماتع الطرح بديع السبك

تحيتي لك

سحبان العموري
21-02-2011, 06:05 PM
الله الله ياسبحان
هذه القصيدة باحت بما بنفسي
رائعة من روائعك فاضلي
دمت بحفظ الله ورعايته

شكرا لمرورك ايها الاخ الشاعر
ان الانسان واحد
وقد تختلف الانفس
لك التحية

مازن لبابيدي
21-02-2011, 06:22 PM
نظرة تشريحية للنفس وهواها والجسد إذا جاراها .
لكنها هي أيضا محل الإباء والطموح والاعتزاز .
قصيدة سامقة فصلت نوازع النفس وتأثيرها وصراعاتها في الداخل والخارج .
شعر حكيم وشاعر حصيف .

تحيتي وتقديري

محمد الشحات محمد
26-02-2011, 01:46 PM
قراءة في قصيدة سحبان العموري :
"عتاب بين النفس و الجسد"




تمهيد:

•إذا كان الإنسان هو الكائن الحيّ المُفكّر ، فَمِنَ البديهيّ أن يكون هذا الإنسان عبارة عن جسد مادي محدود (كائن) ، و بوجود الروح (سر الحياة) يصبح هذا الجسد حياًّ قادراً على التكاثر و النمو و العيش و ..خلافه ،
وحيثُ تلتقي الروح بالمادة (الجسد) تُوجدُ النفس (عقل التمييز) .. ،
و لفظة "النفس" من الألفاظ المشتركة و المتعّددة المعاني .. ، فقد تُطلق على الجسد و الروح معاً بحكم توجيهها لهذا الجسد الحي ، و قد يُراد بها الروح فقط على سبيل المجاز .. ،
و من هنا ، فإن روح سر الحياة لا علاقة لها بالاختيار و التوجية ، و إنما هي سرٌ في علم الغيب .. "ويسألونكَ عن الروحِ قلِ الروحُ من أمر ربي" .. أماّ النفس/روح عقل التمييز هي المسئولة عن ذلك التوجيه ، و يتوقف عملها عند النوم أو الممات ، و لذلك لم يذكر الموتُ مقروناً بالروح ، و إنما قُرن بالنفس .. "كل نفسِ ذائقة الموت" ..
و باختلاف تعامل النفس/روح عقل التميز مع المسئولية عماَّ يدور في الكون و المعرفة و السلوك تختلف نوعية هذه النفس (أمارة بالسوء ، لوَّامة ، مطمئنة ، راضية ، مرضية) ،
إذن نحن أمام ثلاثية مكونات الإنسان (روح ، جسد ، نفس) ، و إذا كانت الروح تؤدي دورها كسرٍّ للحياة ، فما دورالجسد (الوعاء المادي) و نفس عقل التميز؟ و ما دور الإنسان (بثلاثية مكوناته) لكي يحيا حياةً كريمة؟
في محاولة لاكتشاف النفس –لا اكتشاف الروح- و إعادة هيكلة الجسد و تشخيص دوره كانت هذه الحوارية في قصيدة "عتاب بين النفس و الجسد" للصديق الشاعر سحبان العموري

النص :


ما بي قِوى يا نفسُ فيكِ أحـارُ
تَقْفينَ سـراً مـا حَوَتـهُ ديـارُ

لا تُكثري لوماً مقامِعُـهُ بَـرَتْ
عَظْميْ وقلبيْ جَرَّحَتْـهُ شِفـارُ

ما عُدتُ أقوى مَشيـة ً لِمَـداركٍ
عَظُمَتْ و منها باللسانِ ِ مَـرارُ

إنَّيْ أنا الكهفُ الذي سَكَنتْ بـه
أحلامُ أهلِ الأرض ِ حيـنَ تُثـارُ

حُمِّلتُ أوزاراً و لَسْـتُ بقـادر ٍ
يا نفسُ حَملاً منكِ كـان قـرارُ

ما كان ذنبـيْ أننـي مُتَهالـكٌ
فكذا خُلِقتُ مـن التـرابِ أغـارُ

إن شِئتِني قفصاً أكُنْ بجوارحـي
أو شِئتِنـي فرسـاً فمنـكِ أ ُدارُ

إنَّا بنوا الأجسادِ ما عَسَفَتْ بنـا
إلا حُلومُ بني النفـوس ِ كِبـارُ

كُفَّ النواحَ أيا قيـودَ مطامحـي
يا سجنيَ المقدورَ فيـكَ أُُضـارُ

أقفلتَ باباً دونَ جيشِ ِ مآربـي
همْ طوعُ عزميْ إنما بكَ خـاروا

فإذا عَزَمْتُ مَسَكتني و إذا قَنِـع
تُ أهنتنـي بالله كيـفَ خيَـارُ

أهوى مُضيّاً لا تُطيـقُ مِراسَـهُ
قد ضِقتَ ذرعاً والهمومُ صِغـارُ

قد كُنتَ يوماً في طريق ِ مباذلي
واليومَ قد خـانَ الزِّنـادَ شـرارُ

لا و الذي سَمَكَ السما وأقامهـا
ما عادَ يُرضى في حِماكَ إسـارُ

أمسكتَ خيلَ الفكرِ غِلتَ لِجامَها
و إذا مَضيقُكَ قد جَفـاهُ مَـزارُ

هذا أنا لا مـا تظـنُّّّ بمَخبَـري
نفسٌ أبت عند الخنـوع ِ تُجـارُ

أنتِ الأُخيَّـة ُ لا يُـرامُ فراقُهـا
إنسان ُ نحنُ إذِ السنونُ قِصـارُ

ما كُنتُ بالباقيْ بِـلاكِ براحـةٍ
يا نفـسُ أدوارُ الحيـاةِ سِفـارُ

فلنمش ِ دربَ العُمرِ في صِلَةٍ كما
خُذِفَت على أيدي الحجيج ِ جِمارُ

إن كلَّ صبري تُسعدي بمُصابَـه
وإذا عَزَمتِ أنـا لقَدحِـكِ نـارُ

فكذلك الإنسـانُ عاصَـرَ وقْتَـه
كَسْراً و جبـراً والرجـاء دِثـارُ


•النص بناء كلّي متشابك رغم أنه يتكون من أربعة مقاطع ، وكلُّ مقطع بصوتٍ مختلف لكنه مُمْتزجٌ بِبنية إيقاعية ضمن مكونات البناء الشعري للتعبير عن حالة المتكلّم و الدلالة على التوافق و طبيعة التجربة الشعرية .. ،
في المقطع الأول يأتي صوتُ الجسد مُتقّطعاً بعد عنفوان ، و كأنه يتلمس تبرير أخطائه بتوجيهات النفس و إدارتها له (منكِ كان قرارُ/منكِ أُدارُ) و يُحاولُ توكيد ذلك بنسب العسف الذي طاله و طال كل "بني الأجساد" إلى تعدّيات طموحات "بني النفس"
(إناّ بني الأجساد ما عسفت بنا .. إلاّ حلوم بني النفوس كبار)
و في هذا المقطع يُبَيّنُ الجسد أنّ النفس إذْ تلومه على أنه سبب هلاكها و تُكثر من اللوم "لوّامة" ، فإنما كان الأجدرُ بها أن تٌقرَّ بكونها "أمارة بالسوء" ، و إن كان الجسدُ لا يُنكر دوره في تشجيع النفس ، و أقرُّ ضمنياًّ أنه بإمكانه نهيها عن هذا السوء ، كما هو قادرٌ على نهيها عن لومها له "لا تُكثري لوماً"!

صوت الجسد:-



ما بي قِوى يا نفسُ فيكِ أحـارُ
تَقْفينَ سـراً مـا حَوَتـهُ ديـارُ
لا تُكثري لوماً مقامِعُـهُ بَـرَتْ
عَظْميْ وقلبيْ جَرَّحَتْـهُ شِفـارُ
ما عُدتُ أقوى مَشيـة ً لِمَـداركٍ
عَظُمَتْ و منها باللسانِ ِ مَـرارُ
إنَّيْ أنا الكهفُ الذي سَكَنتْ بـه
أحلامُ أهلِ الأرض ِ حيـنَ تُثـارُ
حُمِّلتُ أوزاراً و لَسْـتُ بقـادر ٍ
يا نفسُ حَملاً منكِ كـان قـرارُ
ما كان ذنبـيْ أننـي مُتَهالـكٌ
فكذا خُلِقتُ مـن التـرابِ أغـارُ
إن شِئتِني قفصاً أكُنْ بجوارحـي
أو شِئتِنـي فرسـاً فمنـكِ أ ُدارُ
إنَّا بنوا الأجسادِ ما عَسَفَتْ بنـا
إلا حُلومُ بني النفـوس ِ كِبـارُ


و في المقطع الثاني يردُّ صوتُ النفس مُتحفّزاً و مُفنّداً ما انتهى إليه الجسد و ناهياً عن هذه التبريرات التي تجعل من الجسد و كأنه يبدو ضعيفاً و تابعاً مُطيعاً للنفس ، فهذا الجسد حالة ضعفه كان يُمثّل العائق أمام تنفيذ ما تطمح له النفس من أعمال خيرٍ كبيرة و فتوحات لإعمار الأرض ، و ضعفُ الجسد في هذه الحالة كان بمثابة قوة ضاغطة على النفس تمنعها من تحقيق مطالبها في الخير ، كما إنّ للجسدِ مناطق قوته التي يستطيع بها مقاومة أمر النفس بالسوء ، فيقمع طموحاتها في هذا الشأن ، و تؤكّد النفس أنّ الجسد بإمكانه أن يكون سجناً لهوى النفس كما كان سجناً لتوجهات الخير ، و للجسد عندئذٍ صلاحية أن يكون حامياً للنفس ، و ليس تابعاً لهلاكها ، بينما هو غير أمينٍ عليها ، و في حالة قيامه بأداء أمانة حمايتها ستصير النفس نفساً "مطمئنة" ، و لأنها ترنو للاطمئنان فقد أتى الاستفهام مقروناً بالقسم في صوت النفس "بالله كيف خيار؟" ، و يليه القسم مقروناً بنفي رضا النفس عن وجودها في حماية الجسد إن ظلّ على سلبيته مُختلقاً التبريرات لقيده لها إذا عزمت على الخير "لا .. و الذي سمك السما و أقامها .. ما عاد يُرضي في حماك إسارُ" ، و القسم يؤكّد أنها "راضية" بما قدّر لها الله –الذي تُقسمُ به- ، و ترجو مساعدة الجسد لها في تنفيذ ما أمر به شرع الله حتى تصل -برضا الله عنها- إلى أعلى درجة من درجات النفس لتكون عندئذٍ "مرْضية" بالعفو حيث لا يخيبُ الرجاء،
و لا تغفل النفسُ دورها في توجيه الجسد ، فهي إنّما تأخذ من لوم الجسد شكلاً تقومُ بتوجيهه إلى الطريقة التي ينبغي أن يتعامل بها معها ، و التي تتلخصُ في التهذيب لا التعذيب
و بتنوّع الأسلوب في هذا المقطع ما بين إنشائي وخبري ، و الاستفهام الداعي للعقلانية و العدل ، ثمّ القسم في "بالله" و "و الذي سمك السما" ، و كذلك الربط بين الماضي و الحاضر (قد كنتَ يوماً/ و اليوم ) ، بذلك كلّه يتوقف الجسد منتبهاً ، و خصوصاً عندما هدّدته النفس بأنها لن ترضى بوجودها معه إن ظلّ على هذه الحالة

رد النفس:-


كُفَّ النواحَ أيا قيـودَ مطامحـي
يا سجنيَ المقدورَ فيـكَ أُُضـارُ
أقفلتَ باباً دونَ جيشِ ِ مآربـي
همْ طوعُ عزميْ إنما بكَ خـاروا
فإذا عَزَمْتُ مَسَكتني و إذا قَنِـع
تُ أهنتنـي بالله كيـفَ خيَـارُ
أهوى مُضيّاً لا تُطيـقُ مِراسَـهُ
قد ضِقتَ ذرعاً والهمومُ صِغـارُ
قد كُنتَ يوماً في طريق ِ مباذلي
واليومَ قد خـانَ الزِّنـادَ شـرارُ
لا و الذي سَمَكَ السما وأقامهـا
ما عادَ يُرضى في حِماكَ إسـارُ
أمسكتَ خيلَ الفكرِ غِلتَ لِجامَها
و إذا مَضيقُكَ قد جَفـاهُ مَـزارُ
هذا أنا لا مـا تظـنُّّّ بمَخبَـري
نفسٌ أبت عند الخنـوع ِ تُجـارُ

فيسارع صوتُ الجسد مُستنجداً بصوت الروح (سر الحياة) للعودة بهدوء في المقطع الثالث بعد أن تفهّما ما جبُلت عليه النفس الموجودة بطبيعةالحال نتيجةً لالتقاء المادة (الجسد) بالروح ، و بعد أن استطاعت "نفس التميز" أن تُذكّرهما بأنّ غياب النفس يعني خروج الروح و يُصبح الجسدُ جثّةً هامدة ، و مِنْ ثَمَّ فلا غِنى عنْ أي الأطراف الثلاثة ، و ما ينبغي إلاّ التعاون للأخذ بالأمر الشرعي إذْ لا دخل للأطراف بالأمر القدريّ ، و الذي تُمثّله في هذه الحوارية الروح باعتبارها سرّ الحياة ، و هذا ما قدّره اللهُ لها ، و بالتالي تتحوّل جلْسة إلقاء التهم و التبريرات بين الجسد و النفس إلى جلسة عتاب و حماية لكليهما ، و بقبول من الطرفين لحضور الروح الودّي و المُقدّر تواجدها لاستمرار الحياة ، و احتواء الأزمة بين النفس و الجسد ليتّفق كلاًّ منهما على القيام بدوره الشرعيّ .. ، فالروحُ تبدأُ بتهدئة النفس كونها الأخت التي لا يُرام فراقها ، لأن الإنسان لا يكون له وجود إلاّ باجتماع ثلاثيته (روح ،جسد ، نفس) ، و يؤكّد الجسد أنه بغير أخته "النفس" لن يكون براحة ، و يقرّ بأن الحياة عبارة عن رحْلات دوّارة مابين الخير و الشرِّ ، ثمّ تُذكّر الروح بأنه لا غنى عن الجسد في الخير كذلك ، و تستشهدُ بوضع الجمار بين إصبعي اليد (السبابة و الإبهام) لترميها هذه اليد بسرعة لرجم الشيطان ، و رمي الجمرات من شعائر الحجّ ، و إذا كانت اليدُ جزءاً بسيطاً من الجسد ، فإن لها أهمية قصوى في تنفيذ الركن الخامس من أركان الإسلام ،وهو الحج الذي يعود الإنسان بعد تأديته لرحلة هذا الركن كيومٍ ولدَته أمّه ، و يُواصل الجسد عزمه على التطهّر ، فهو يحمي النفس بعدم طاعته لأهوائها ، و إنما بتشجيعها على ما يتوافق و الخير ، و كذلك تحمي النفس الجسد بما لها من قدرة على التمييز بين الخبيث و الطيب ، فتلتزم بالطيّب حتى و إن كان الجسدُ تُغريه تبريراته الشكلية أو العضلية لأن يقوم بالسوء ، و على النفس أنْ تُوجّه الجسد إلى هذا الطيّب ،
و بينما يتبادلُ الجسد والروح أطراف الحديث إلى النفس تستمعُ تلك النفس و تعقل أنه بهذا التفاعل الجهادي يكون ميثاق التواصل رمزاً للمصالحة حتى تمضي الحياة بطقوسها المُقدّرة سلفاً للإنسان

صوتا الجسد و روح سرّ الحياة :-

الروح (سر الحياة) :-


أنتِ الأُخيَّـة ُ لا يُـرامُ فراقُهـا
إنسان ُ نحنُ إذِ السنونُ قِصـارُ
الجسد:-


ما كُنتُ بالباقيْ بِـلاكِ براحـةٍ
يا نفـسُ أدوارُ الحيـاةِ سِفـارُ
الروح:-


فلنمش ِ دربَ العُمرِ في صِلَةٍ كما
خُذِفَت على أيدي الحجيج ِ جِمارُ
الجسد:-


إن كلَّ صبري تُسعدي بمُصابَـه
وإذا عَزَمتِ أنـا لقَدحِـكِ نـارُ


* وقد يقول قائل إنّ المقطع الثالث كان على لسان الجسد فقط ، أقولُ : ولِمَ لا يكون للروح صوتٌ ، و بما يجعلُ لصوت الجسد أهمية إذْ وجود الصوتين معاً يؤكّد حياة هذا الجسد؟ و لم لا تكون نظرةً مُغايرةً لا يرفضها النصُّ حتى لو لم يقصدها مؤلّف النص؟
و قد يقولُ آخر: فلماذا إذن هنا غاب صوت النفس؟ أقول: و منْ قال أن النفس هنا غابت أو غاب صوتها؟ ، ألم توجد النفس بالتقاء الجسد والروح؟ و هاهما هنا .. ، و بالتالي فوجود النفس في هذا المقطع وجودٌ طبيعي ، و أماَّ عن صوت هذه النفس ، فهو موجودٌ بوجود النفس ، و ما ظهور صوتي الجسد والروح إلاّ مُنطلقاً من إيمان النفس بهذين الصوتين و التأمين عليهما ، فكأنهما قالا ما يُرضي النفس .. أليست النفس هي ما تسمع و تعي و منها روح العقل و التميز؟

و هنا يأتي صوتُ النفس نيابةً عن الإنسان (روح ، جسد ، نفس) في المقطع/الصوت الرابع لإعلان هذه المُصالحة بين النفس (روح سر الحياة ، روح عقل التميّز) و الجسد على أن يلتزم كلا طرفي المُصالحة بالتعاون مع الآخر دون تجاوزٍ ، و إنْ حدث هذا التجاوز العيب من أحدهما ، فعلى الطرفين العمل على تصحيح المسار و جبر الكسر أملاً في الرحمة الكبرى ، و بذلك يكون الرجاءُ غطاءً و ستراً لكل عيب (فكذلك الإنسان عاصرَ وقته .. كسراً و جبْراً ، و الرجاء دثارُ)

صوتُ النفس نيابةً عن الإنسان :-


فكذلك الإنسـانُ عاصَـرَ وقْتَـه
كَسْراً و جبـراً والرجـاء دِثـارُ


و بهذه الذروة في الدراما التصاعدية داخل النص ، و اضطراد النفس الشعري به يُوفّقُ الشاعر في الوصول إلى خاتمة للنص الشعري تتوافق مع الخاتمة المطلوبة في نص الحياة


** موسيقى النص

الموسيقى هي المظهر المحسوس لبنية القصيدة و حركتها بما يُتيحُ إمكانية التعبير عن أدقّ المشاعر و أعمق الأفكار و أوسع الدلالات .. ، و تنقسم الموسيقى إلى ظاهرية و أخرى داخلية ..
فأماّ الظاهرة في قصيدة "عتاب بين النفس و الجسد" تتحدّد بالتزام مبدع النص "سحبان العموري" بالشكل العمودي للقصيدة و توظيفه لثاني البحر الكامل التام بوزنه التقليدي الموروث لتفجير دلالة عميقة موحية من خلال هذا الإطار التعبيري ، كما يلتزم بحرف الراء المردوفة المضمومة رَوياًّ بما تختصّ الراء بالتطريبِ و أماّ حركة رفعها تتوافع مع سمو و رفعة الإنسان ، و هكذا فإن الرؤية الشعرية هي التي خلقت القافية ، و يعتمد الشاعر في دفقته الشعرية على البناء الدرامي المتنامي عبر المقاطع ، مِماَّ يجعل النصّ أكثر تماسكاً وتآلفاً ، و تتواصل رؤية الشاعر حتى تصل إلى النتيجة الحتمية للعتاب بين النفس و الجسد ، و هي المصالحة تهذيباً لا تعذيبا
و أماَّ عن الإيقاع الداخلي ببنيته الصوتية واللغوية لابدّ له أن يتوافق مع السياق العام للمعاني ، و هذا ما حفلت به قصيدة "عتاب بين النفس و الجسد" ، و على سبيل المثال لا الحصر:-
- الاستفادة من الامتداد الزمني لحروف المد مثل ألف المد التي تسبق راء الرويّ ،و الواو في سنون/خنوع/هموم/قيود
- الاستفادة بالتكرار للألفاظ و الجمل مثل تكرار لفظة "شئتني" ، "يا نفس" ، "النفوس" ، وكذلك تكرار التوكيد مع الإيقاع الداخلي في جملتي "قد ضقتَ ذرعاً" و "قد كنتَ يوماً" ، و تتكرر أدوات النداء "يانفس" ، "أيا قيود" للتنبيه و لفت النظر ، كما يتكرر معنى العبارتين "ما بي قُوى" و "ما عدْتُ أقوى" لتوكيد اعتراف الجسد بالضعف حتى وإن كان –وهماً- ذات يومٍ قوياًّ!
- الاستفادة من تكرار أصوات الحروف مثل صوت حرف النون سواء كان الحرف مكتوباً أو عبارة عن التنوين (الإنسان ، كسراً ، جبراً ، نحن ، السنون ، يوماً ، مُضياًّ ، حملاً ، أوزاراً ، اللسان) ، و كذلك الاستفادة بالهمس في صوت السين مثل نفس/سنون/الإنسان/كسراً/سفار/تُسعدي/سمك السما
- تجاور الحروف بما هو أقرب للجناس بين الكلمات مثل "عظمي"/"عَظُمَتْ" ، "عزمتُ"/عزمتِ و كذلك بين "بنوا/ بني" و "بنا"
- تماثل الجمل أو التوازي الإيقاعي بين الجمل مثل "إن شئتني قفصاً" و "أو شئتني فرساً" ، و في هاتين الجملتين الشرطيتين يتكرّر الفعل "شئتني" بما يؤكّد توجيه النفس للجسد حسبما تشاء ، و كذلك ففيها من التوازي الإيقاعي ما يشدّ الأذن و يزيد من التأثير ، و من الهندسة الإيقاعية فيها نجد الترصيع حيثُ التوافق الوزني و القوافي الداخلية
- الترصيع كما هو بين جملة "فإذا عزمتُ مسكتني" و جملة "وإذا قنعتُ أهنتني" ، و كذلك التصريع في أول بيت من القصيدة


** الترميز و الصور:

يظلُّ الشعرُ لغة الترميز و التصوير ، و في قصيدة العموري "عتاب بي النفس و الجسد" تأتي الصورة الكلّية طيّعة دون تكلّف أو اصطناع ، فها هو يُشخّص الجسد و النفس ، و يؤكّد أنّ لهما صوت حتى تكون تلك الحوارية الشعرية إذْ يقول :"إننا بنوا الأجساد" ثم يقول "ما عسفت بنا إلاّ حلومُ بني النفوس" ، و من الصور الجزئية الاستعارة في قول الشاعر "خان الزناد شرار" و الكناية في حكمة قوله "أدوار الحياة سفار" ، و كذلك تتوالى الصور الجزئية مثل "جيشُ مآربي" ، "خيل الفكر" ، و المقابلة بين "إن شئتني قفصاً" و "أو شئتني فرساً" ، و القفص هنا كناية عن الضيق و قلّة الطموح ، بينما الفرس كناية عن الجموح والانطلاق ، و كذلك تشبيه الجسد بالكهف ، و في تشبيه الصلة و التعاون بين الجسد و النفس بالصلة بين المادي (الأيدي و الجمار) و الروحي (الإيمان ورمي الشيطان) في رحلة الحج ، و استدعاء تلك الرحلة بصفتها أعلى درجة يرجوها الإنسان إذا كان الج مبروراً ، فسيعود الإنسان طاهراً من ذنوبه و هنا توكيد على أن الأمل قائم في رحمة الله .. ، و يعدُّ البيت الذي يقول فيه العمري :
"فلنمش دربَ العمر في صلة كما ... خُذفتْ على أيدي الحجيج جمارُ"
هو بيتُ القصيد ، و يتنافس مع البيت الحكمة في خاتمة النص حيثُ يقول:
"فكذلك الإسان عاصر وقته .. كسراً و جبراً و الرجاء دثارُ"


** الكلمة الشاعرة:

الكلمة الشاعرة تنبثق من الفكر و الوجدان ، و في الانتقال من موقف شعوري لآخر تنصهر الغايات في الوهج الأكثر وضوحاً ، و تتبادل الكلمات الشاعرة التناغم و الانسجام ، و قد بيّنت قصيدة "عتاب بين النفس و الجسد" حرَفية شاعرنا "سحبان العموري" في اختيار المفردات و الكلمة الشاعرة و كيفية توظيفها ببناءٍ دلاليٍّ يتوافق مع السياق العام ، و مثالٌ على ذلك فعل "حُمّلتُ" مبني للمجهول لغموض من يُحمّل الجسد أوزاراً ، و كذلك في البيت الأخير فعل "عاصر" جاء ماضياً رغم أن السياق الطبيعي أن يكون مُضارعاً لأن الإنسان يُعاصرُ وقته ، ولكنّ الشاعر أتى به ماضياً لإقراره بأنه مُقدّرٌ سلفاً في علم الغيب ، و ذلك توكيد على الإيمان بالغيب
و إذا كان الجسد يُريد توضيح ما اختصّ به "إني أنا الكهف" ، فكذلك تُبيّن النفس ما تتميز به أيضاً "هذا أنا .. نفسٌ أبت عند الخنوع تُجار"
و حول اختيار الجمع لكلمة الُحلم برفع الحاء و تسكين أو رفع اللام بمعنى ما يراه النائم و يبغي تفسيره و تحقيقه يأتي الجمع مرةً بكلمة أحلام و مرةً أخرى بكلمة حُلوم ، و في الأولى أراد الشاعر كل أنواع الأحلام خيرها وشرها ، بينما في الثانية أراد أن تكون لجمع الأحلام التي تكون سبباً في العسف بالأجساد ..!
و في عبارة "والذي سمك السما" لم تُحذف همزة السماء للوزن الشعري ، و إنما لتوافق السرعة مع اقتصار الشعراء و أهمية الحدث ، كما تأتي كلمة "كبارُ" مرفوعة في عبارة "حلوم بني النفوس كبار" ، و كأنّ لفظة كبار هنا صفة للحلوم على اعتبار أن تركيب الجملة هو "حلومٌ كبار من بني النفوس" ، و كذلك يُمكن أن تكون لفظة "كبار" مرفوعة على أنها فاعل باعتبار الجملة ما عسف بنا إلاّ أن يحلم كبارُ النفوس" ، أو "ما عسف بنا إلاَّ أن حلمت كبار النفوس" ، و لا يُمكن أن تكون لفظة "كبار" صفةً لبني النفوس حيث أن بني النفوس مُعرفة ، و لفظة كبار نكرة
و هكذا تتعانق الكلمة الشاعرة مع الإيقاع البارز المُتمثل في اختيار البحر و القافية المُوحدة و الإيقاعات الداخلية لتشكيل فسحة داعمة لإيقاع القصيدة كَكُلّ بتوظيفٍ واعٍ لما لها من تأثير .

** تحية إلى الصديق الشاعر "سحبان العموري" ، و لرائعته الفلسفية "عتاب بين النفس و الجسد"

مها أبو حامد
26-02-2011, 05:10 PM
أخي الكريم:

نصّ جميل بارع
فيه عتاب بين النّفس والجسد
الرّوح والمادّة
المجرّد والحسّيّ
وما أصعبها من معادلة بين صديقين لدودين...
فالنّفس تحاول جذبنا لما تهوى... والرّوح تحاول السّموّ بنا نحو الكمال... الكمال الّذي لا يمكن الوصول إليه بوجود الجسد....
فالكمال لله وحده....

فلسفة رائعة... حاولت فيها إقامة هذه التّحفة الفريدة...

وقفت عندها طويلاً.... في محاولة لفكّ ألغاز ما بين السّطور

دمت رائعا أخي الكريم.

سحبان العموري
26-02-2011, 05:46 PM
قراءة في قصيدة سحبان العموري :
"عتاب بين النفس و الجسد"





** تحية إلى الصديق الشاعر "سحبان العموري" ، و لرائعته الفلسفية "عتاب بين النفس و الجسد"



استميح الاخوة الكرام عذرا بتقديم الرد على الاخ محمد الشحات
اخي وأستاذي محمد الشحات المحترم
كم هو شرف كبير لكلمات اكتبها وادعي انها شعر ان تقرأ بعيني ناقد حصيف وأستاذ فذ يكشف عما في خفايا الشاعرمثلك.
وأقول لك كأنك كنت في قلبي إلا أنني لا أملك ملكة الإيضاح التي تملكها ولا القدرة على التعبير والصياغة مثلك
ولقد تعلمت من قراءتك الكثير الكثير مما ساستفيد منه مستقبلا في ما أكتبه من شعر في قابل الأيام إن قسم الله لنا عمرا.
لك من أخيك كل ما تجود به النفوس من مشاعر احترام وتقدير

عمار الزريقي
26-02-2011, 09:48 PM
الشاعر القدير سحبان العموري لا يغادر معنى يريده إلا طوّع اللغة وفصلها على مقاسه

صدق من سمّاك سحبان

فقد سحبت البيان على سحبان

أهنئك على خريدة كهذه

دمت

سحبان العموري
27-02-2011, 05:17 PM
الجسد يطلب المتعة
والنفس امارة بالسوء

فلماذا أوقعت نفسك بينهما ؟؟
مسكين انت تبحث عن المتاعب ...!!

اخي الكريم سحبان

لك فكر نيِّر تستطيع من خلاله إقامة حوار جدي
يقدم للقارئ هذه العلاقة على صورها المختلفة
التي تلامس الكثيرين

لك الحب

الاستاذ الحبيب و الشاعر الكبير محمد ذيب سليمان
لقد وجدت أن اكثر ما يثير الشعر هو كثير المتاعب
لقد سعدت جدا باطلالتك البهية والقريبة الى النفس
وابق بالقرب نفسا حيا رطبا يؤنس اليباس
لك محبتي

الطنطاوي الحسيني
27-02-2011, 06:12 PM
ما كان ذنبـيْ أننـي مُتَهالـكٌ
فكذا خُلِقتُ مـن التـرابِ أغـارُ
إن شِئتِني قفصاً أكُنْ بجوارحـي
أو شِئتِنـي فرسـاً فمنـكِ أ ُدارُ
إنَّا بنوا الأجسادِ ما عَسَفَتْ بنـا
إلا حُلومُ بني النفـوس ِ كِبـارُ


اخي الفاضل الكريم سحبان العموري
سلام الله عليك ورحمته وبركاته
بين يدي هذه الخريدة اسوق بعض شعوري وفكري
اقول ان امة محمد لا ينقطع منها الخير ابدا وانتم -نحسبكم - مثال لذلك الخير
و هذا الذي قرأت ليس شعرا فقط بقدر ما هو جمال روح يصاغ ذهب آداب وروعة اخلاق وبديع حرف ولفظ و جلال فكر يصاغ
تقبل شكري لهذا الجمال وهذا الجلال اخي
ودمت شاعرا شاعرا اديبا حبيبا بيننا في واحتك الطيبة

سماح محمد
27-02-2011, 09:18 PM
إنَّـيْ أنــا الكـهـفُ الــذي سَكَـنـتْ بــه
أحــلامُ أهــلِ الأرض ِ حـيــنَ تُـثــارُ
حُـمِّـلــتُ أوزاراً و لَــسْـــتُ بــقـــادر ٍ
يــا نـفــسُ حَـمــلاً مـنــكِ كـــان قـــرارُ
مــــا كــــان ذنــبــيْ أنــنـــي مُـتَـهـالــكٌ
فـكــذا خُـلِـقــتُ مــــن الــتــرابِ أغــــارُ


أخى

تغلل النص القلب متحدياً نفساً ضعيفة
ووجدتنى أنشد ..
تعبت .. تعبتُ من سفرى وحيرة قلبى الظامى
كفانى أننى فى غربتى ضيعت أحلامى
بلا صوت يؤانس وحشتى ويضئ آمادى!

وفقت سبحان ..
وجوزيت على ذهبيتك..
جداً امتعتنى.

سحبان العموري
09-03-2011, 09:19 PM
ما اروع شاعرنا

سحبان

وحواريه ممتعه

تطرب الروح

دمت سيدي مبدعا

لتمتعنا أكثر

تقديري

لي عظيم الشرف بمرورك الطيب
وقراءتك الراقية
لك التحية والاحترام

ميسر العقاد
10-03-2011, 01:16 AM
عتاب بين النفس والجسد

ما بي قِوى يا نفسُ فيكِ أحارُ=تـَقـْفينَ سراً ما حَوَتهُ ديارُ
لا تـُكثري لوماً مقامِعُهُ بـَرَتْ=عَظـْميْ وقلبيْ جـَرَّحَتـْهُ شِفارُ
ما عُدتُ أقوى مَشية ً لِمَداركٍ=عـَظـُمَتْ و منها باللسانِ ِ مَرارُ
إنـَّيْ أنا الكهفُ الذي سَكـَـنتْ به=أحلامُ أهلِ الأرض ِ حينَ تـُثارُ
حُمِّـلتُ أوزاراً و لَسْتُ بقادر ٍ=يا نفسُ حَملاً منكِ كان قرارُ
ما كان ذنبيْ أنني مـُتـَهالكٌ=فكذا خـُلِقتُ من الترابِ أغارُ
إن شِئتِني قفصاً أكـُنْ بجوارحي=أو شِئتِني فرساً فمنكِ أ ُدارُ
إنـَّا بنوا الأجسادِ ما عَسَفـَتْ بنا=إلا حُلومُ بني النفوس ِ كِـبارُ
كـُفَّ النواحَ أيا قيودَ مطامحي=يا سجنيَ المقدورَ فيكَ أُُضارُ
أقفلتَ باباً دونَ جيشِ ِ مآربي=همْ طوعُ عزميْ إنما بكَ خاروا
فإذا عَزَمْتُ مَسَكتني و إذا قـَنِع=ـتُ أهنتني بالله كيفَ خيَارُ
أهوى مُضيّاً لا تــُطيقُ مِراسَهُ=قد ضِقتَ ذرعاً والهمومُ صِغارُ
قد كـُنتَ يوماً في طريق ِ مباذلي=واليومَ قد خانَ الزِّنادَ شرارُ
لا و الذي سَمَكَ السما وأقامها=ما عادَ يُرضى في حِماكَ إسارُ
أمسكتَ خيلَ الفكرِ غِلتَ لِجامَها=و إذا مَضيقـُكَ قد جَفاهُ مَزارُ
هذا أنا لا ما تظنُّّّ بمـَخبـَري=نفسٌ أبت عند الخنوع ِ تـُجارُ
أنتِ الأُخيَّة ُ لا يُرامُ فراقـُها=إنسان ُ نحنُ إذِ السنونُ قِصارُ
ما كُنتُ بالباقيْ بـِلاكِ براحةٍ=يا نفسُ أدوارُ الحياةِ سِفارُ
فلنـمش ِ دربَ العُمرِ في صِلـَةٍ كما
إن كلَّ صبري تـُسعدي بمُصابَه=وإذا عَزَمتِ أنا لقـَدحِكِ نارُ
فكذلك الإنسانُ عاصَرَ وقـْتـَه=كـَسْراً و جبراً والرجاء دِثارُ
حوار رصين بديع
وبوح كريم جميل حافل بكرام المعاني والصور
سلمت ودام فيض يراعك السلسبيل
ولتغفر لقلمي الكليل شاعرنا النبيل
قولك أيها الكريم:عـَظـُمَتْ و منها باللسانِ ِ مَرارُ
المصدر من مرّ المرارة
نعم المُرار بالضم قد تستقيم لك شيئا ما وهو شجر مرّ من أفضل العشب وأضخمه ... ولكن أراك فتحت الميم
إنـَّا بنوا الأجسادِ ما عَسَفـَتْ بنا=إلا حُلومُ بني النفوس ِ كِـبارُ
الألف في بنو لا تصح ولعله سهو كتابي وإنما الألف الفارقة بعد واو الجماعة وذلك في الفعل والواو هنا علامة رفع جمع المذكر السالم
وقولك كبار لا يستقيم الرفع فيه فرفعه على النعتية ولكن ينبغي والحالة هذه اقترانه بال ( الكبار) لأن الحلوم معرفة ( بالإضافة) والنعت يطابق المنعوت في أمور أربعة منها التنكير والتعريف نعم تصح كبار هنا حالا بدون أل ولكن تختلف حركة القافية
يا سجنيَ المقدورَ فيكَ أُُضارُ
يجب تشديد راء أضار المبني للمفعول أو لما لم يسمّ فاعله( للمجهول في الاصطلاح الدارج وهو خطأ) فهو من ضارّ
أما أضار بدون التشديد فهو من ضار ( كقال)بلا تشديد وليس مستعملا لغة
قولك:فإذا عَزَمْتُ مَسَكتني و إذا قـَنِع=ـتُ أهنتني بالله كيفَ خيَارُ
مسك ليس بمستعمل في اللغة وإنما المستعمل في مثل هذا المعنى أمسك
كيفَ خيَارُ يجب اقتران خيار بأل فلا يقال كيف رجل او كيف ضربٌ إنما يعرف ما بعد كيف ككيف زيد وكيف الرجل ........
قولك:إنسان ُ نحنُ إذِ السنونُ قِصارُ
لقد منعت إنسانا الصرف وهو مصروف والجائز في الاضطرارصرف الممنوع لا منع المصروف كما أنك أخبرت بمفرد عن جمع ( نحن إنسان) و لا يستقيم في مثل هذا
قولك:ما كُنتُ بالباقيْ بـِلاكِ براحةٍ
لا يصح قولك بلاك فاصلا حرف الجر عن مجروره الضمير بلا وإنما الصواب بغيرك أو بدونك ...
قولك:فلنـمش ِ دربَ العُمرِ في صِلـَةٍ كمامشى لازم يتعدى بحرف جر ولا يستقيم هنا نزع الخافض لأن مداره على السماع
قولك:وإذا عَزَمتِ أنا لقـَدحِكِ نارُ
يجب اقتران جواب الشرط هنا بالفاء لأنه جملة إسمية ( فأنا لقدحك نار)
وأعتذر عن التأخر في التعليق فلقد كنت بدأت بالتعليق منذ أن أدرجت القصيدة ثم انشغلت عن ذلك
بوركت ودام إبداعك أيها العزيز
مودتي وتحياتي العطرات

محمد الشحات محمد
10-03-2011, 11:19 AM
حوار رصين بديع
وبوح كريم جميل حافل بكرام المعاني والصور
سلمت ودام فيض يراعك السلسبيل
ولتغفر لقلمي الكليل شاعرنا النبيل
قولك أيها الكريم:عـَظـُمَتْ و منها باللسانِ ِ مَرارُ
المصدر من مرّ المرارة
نعم المُرار بالضم قد تستقيم لك شيئا ما وهو شجر مرّ من أفضل العشب وأضخمه ... ولكن أراك فتحت الميم
إنـَّا بنوا الأجسادِ ما عَسَفـَتْ بنا=إلا حُلومُ بني النفوس ِ كِـبارُ
الألف في بنو لا تصح ولعله سهو كتابي وإنما الألف الفارقة بعد واو الجماعة وذلك في الفعل والواو هنا علامة رفع جمع المذكر السالم
وقولك كبار لا يستقيم الرفع فيه فرفعه على النعتية ولكن ينبغي والحالة هذه اقترانه بال ( الكبار) لأن الحلوم معرفة ( بالإضافة) والنعت يطابق المنعوت في أمور أربعة منها التنكير والتعريف نعم تصح كبار هنا حالا بدون أل ولكن تختلف حركة القافية
يا سجنيَ المقدورَ فيكَ أُُضارُ
يجب تشديد راء أضار المبني للمفعول أو لما لم يسمّ فاعله( للمجهول في الاصطلاح الدارج وهو خطأ) فهو من ضارّ
أما أضار بدون التشديد فهو من ضار ( كقال)بلا تشديد وليس مستعملا لغة
قولك:فإذا عَزَمْتُ مَسَكتني و إذا قـَنِع=ـتُ أهنتني بالله كيفَ خيَارُ
مسك ليس بمستعمل في اللغة وإنما المستعمل في مثل هذا المعنى أمسك
كيفَ خيَارُ يجب اقتران خيار بأل فلا يقال كيف رجل او كيف ضربٌ إنما يعرف ما بعد كيف ككيف زيد وكيف الرجل ........
قولك:إنسان ُ نحنُ إذِ السنونُ قِصارُ
لقد منعت إنسانا الصرف وهو مصروف والجائز في الاضطرارصرف الممنوع لا منع المصروف كما أنك أخبرت بمفرد عن جمع ( نحن إنسان) و لا يستقيم في مثل هذا
قولك:ما كُنتُ بالباقيْ بـِلاكِ براحةٍ
لا يصح قولك بلاك فاصلا حرف الجر عن مجروره الضمير بلا وإنما الصواب بغيرك أو بدونك ...
قولك:فلنـمش ِ دربَ العُمرِ في صِلـَةٍ كمامشى لازم يتعدى بحرف جر ولا يستقيم هنا نزع الخافض لأن مداره على السماع
قولك:وإذا عَزَمتِ أنا لقـَدحِكِ نارُ
يجب اقتران جواب الشرط هنا بالفاء لأنه جملة إسمية ( فأنا لقدحك نار)
وأعتذر عن التأخر في التعليق فلقد كنت بدأت بالتعليق منذ أن أدرجت القصيدة ثم انشغلت عن ذلك
بوركت ودام إبداعك أيها العزيز
مودتي وتحياتي العطرات



السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بعد إذن أخي سحبان العموري ، و إذن الإخوة الأكارم ،

أحبُّ أن أتناقش مع أخي "ميسر العقاد" في هذه الملاحظات مُنطلقاً من الفائدة المتبادلة بين أفراد أسرة "الواحة"

أولاً : أتفق مع ملاحظتك في الألف بعد "بنو" ، و أنت قُلْت إنها "سهو كتابي" ، و دعني أُضيف كلمة "شائع"

ثانياً : باقي الملاحظات أحسبُ أنها مردودٌ عليها في ضوء قراءة الشعر
و لنبدأ معاً بمفهومين أحسبهما من الأساس عند القراءة الشعرية
(أ) الضرورة الشعرية : هي مخالفة لغوية يلجأ إليها الشاعر مراعاةً للقواعد العروضية و أحكامها
(ب) الشعراء أمراء الكلام كما قال الخليل بن أحمد و غيره

............


* قولك أيها الكريم:عـَظـُمَتْ و منها باللسانِ ِ مَرارُ
المصدر من مرّ المرارة
نعم المُرار بالضم قد تستقيم لك شيئا ما وهو شجر مرّ من أفضل العشب وأضخمه ... ولكن أراك فتحت الميم

- الشاعر كان يُمكنه ضم الميم كما أشرتَ ، و أُضيف كان يُمكنه كذلك كسر الميم "مِرار" كجمع لـ "مرير" ، و لكن لعلّ الشاعر أراد هنا بكلمة "مَرار" بفتح الميم معنى "كل ما يمرّر به " مثلما كلمة "متاع" تعني كل ما ينتفع به
و هذا أبلغ تصويراً
* وقولك كبار لا يستقيم الرفع فيه فرفعه على النعتية ولكن ينبغي والحالة هذه اقترانه بال ( الكبار) لأن الحلوم معرفة ( بالإضافة) والنعت يطابق المنعوت في أمور أربعة منها التنكير والتعريف نعم تصح كبار هنا حالا بدون أل ولكن تختلف حركة القافية

- كبار هنا مرفوعة باعتبارها فاعل على أساس الجملة "حلم كبارُ بني النفوس" ، و لكثرة ما حلمت به كبار النفوس و الإصرار على تحويلها إلى واقع ، فقد حوّل الشاعر الفعل إلى اسم ، وزاد في الأثر بأن جعله جمعاً
* يا سجنيَ المقدورَ فيكَ أُُضارُ
يجب تشديد راء أضار المبني للمفعول أو لما لم يسمّ فاعله( للمجهول في الاصطلاح الدارج وهو خطأ) فهو من ضارّ
أما أضار بدون التشديد فهو من ضار ( كقال)بلا تشديد وليس مستعملا لغة

- حذف التشديد في الراء للتخفيف مثل قول الشاعر :
فقالوا القصاص و كان التقاصُ ... حقاً و عدلاً على المسلمين

حذف التشديد في صاد "التقاص" للتخفيف
* قولك:فإذا عَزَمْتُ مَسَكتني و إذا قـَنِع=ـتُ أهنتني بالله كيفَ خيَارُ
مسك ليس بمستعمل في اللغة وإنما المستعمل في مثل هذا المعنى أمسك

-الفعل مسك هنا بمعنى قبض أو أخذ أو أمسك بـ .. حيثُ يُقال "مسك الشيءَ" أي قبض عليه ، "مسك بالشيء" أي أخذ به و تعلق
* كيفَ خيَارُ يجب اقتران خيار بأل فلا يقال كيف رجل او كيف ضربٌ إنما يعرف ما بعد كيف ككيف زيد وكيف الرجل ........

- "كيف" اسم للاستفهام يتبعه التعجب ، و حيث أن شاعرنا لم يقصد التعجب و حذف بذلك علامته "!" ، فقد حذف أيضاً التعريف بـ "الـ" ، و كأنه فتح أبواب الخيار ، فلم يُحدّد مثلاً خيار البيع أو خيار الردّ أو في البريد الكتروني خيار التحديث و خلافه ، و اعتبر بهذا التنكير للخيار فتح التأويلات ،كما اعتبر ما بعد "كيف" فعلاً لا اسماً كما في قوله تعالى :"كيف تكفرون بالله"
* قولك:إنسان ُ نحنُ إذِ السنونُ قِصارُ
لقد منعت إنسانا الصرف وهو مصروف والجائز في الاضطرارصرف الممنوع لا منع المصروف كما أنك أخبرت بمفرد عن جمع ( نحن إنسان) و لا يستقيم في مثل هذا

-الجائز صرف الممنوع في الضرورات الشعرية القياسية ، أما هنا الضرورة غير قياسية ، و بالتالي يمنع المصروف كما يشاء .. أليس شاعرنا من أمراء الكلام ؟
أماَّ عن قولك أنه أخبر بمفرد عن جمع ، فهذا إذا أخذت الجملة مستقلة بذاتها و خارجة عن السياق العام للقصيدة ، و لكن بالدخول في القصيدة ستجد أن مجموع الروح والنفس و الجسد (الثلاثة جمع) يكافئ تكوين الإنسان (مفرد) ، و هذا ما جاء في القصيدة بصوت الروح
* قولك:ما كُنتُ بالباقيْ بـِلاكِ براحةٍ
لا يصح قولك بلاك فاصلا حرف الجر عن مجروره الضمير بلا وإنما الصواب بغيرك أو بدونك ...

- الأصل في تركيب الجملة "بلا وجودِكِ" ، و حذف الشاعر لفظة "وجود" لأنها معلومة من اتساق السياق ، و كذلك من مُميزات الشعراء القصْر و الاقتصار ، و ليس القصور
* قولك:فلنـمش ِ دربَ العُمرِ في صِلـَةٍ كمامشى لازم يتعدى بحرف جر ولا يستقيم هنا نزع الخافض لأن مداره على السماع

- الفعل نمشي هنا بمعنى نقطع ، و للشاعر أن يُحملَ عدة معانٍ غير القاموسية ، و بمعنى نقطع يكون الفعل متعدياًّ ، و موقع كلمة "دربَ" مفعولن به منصوب صحيحة
* قولك:وإذا عَزَمتِ أنا لقـَدحِكِ نارُ
يجب اقتران جواب الشرط هنا بالفاء لأنه جملة إسمية ( فأنا لقدحك نار)

- تركيبُ الجملة أصله "و أنا لقدحك نارٌ إذا عزمتِ" و "عزمتِ" هنا بمعنى صبرتِ ، و جملة "أنا لقدحكِ نارٌ من المبتدأ و الخبر و الجار و المجرور كلُّها معطوفة على ما قبله "عطف جملة على جملة"

......

كانت هذه رؤيتي عند قراءتي للقصيدة ، و ليس دفاعاً عن القصيدة أو كاتبها ، و إنما بحثاً عن الجمال كي أستمتع بما أقرأ

* وأعتذر عن التأخر في التعليق فلقد كنت بدأت بالتعليق منذ أن أدرجت القصيدة ثم انشغلت عن ذلك

- بدوري أشكر تأخرك حتى تتاح لي فرصة قراءة القصيدة ، فأفهمها بعيداً عن تأثير ملاحظاتك ، و إلاَّ ما كنتُ استمتعتُ بها أول مرة ،
و أشكر تعليقك الذي أدرجتَ هنا لكي أستمتعُ بالقصيدة للمرة الثانية

و التحية لك أخي ميسر العقاد و لشاعرنا سحبان العموري لما تفضلتما به من إثارة للمتعة بالشعر و النقد معاً

صباحكما إبداع وَ رُقيّ

سحبان العموري
10-03-2011, 05:28 PM
حوار رصين بديع
وبوح كريم جميل حافل بكرام المعاني والصور
سلمت ودام فيض يراعك السلسبيل
ولتغفر لقلمي الكليل شاعرنا النبيل
قولك أيها الكريم:عـَظـُمَتْ و منها باللسانِ ِ مَرارُ
المصدر من مرّ المرارة
نعم المُرار بالضم قد تستقيم لك شيئا ما وهو شجر مرّ من أفضل العشب وأضخمه ... ولكن أراك فتحت الميم
إنـَّا بنوا الأجسادِ ما عَسَفـَتْ بنا=إلا حُلومُ بني النفوس ِ كِـبارُ
الألف في بنو لا تصح ولعله سهو كتابي وإنما الألف الفارقة بعد واو الجماعة وذلك في الفعل والواو هنا علامة رفع جمع المذكر السالم
وقولك كبار لا يستقيم الرفع فيه فرفعه على النعتية ولكن ينبغي والحالة هذه اقترانه بال ( الكبار) لأن الحلوم معرفة ( بالإضافة) والنعت يطابق المنعوت في أمور أربعة منها التنكير والتعريف نعم تصح كبار هنا حالا بدون أل ولكن تختلف حركة القافية
يا سجنيَ المقدورَ فيكَ أُُضارُ
يجب تشديد راء أضار المبني للمفعول أو لما لم يسمّ فاعله( للمجهول في الاصطلاح الدارج وهو خطأ) فهو من ضارّ
أما أضار بدون التشديد فهو من ضار ( كقال)بلا تشديد وليس مستعملا لغة
قولك:فإذا عَزَمْتُ مَسَكتني و إذا قـَنِع=ـتُ أهنتني بالله كيفَ خيَارُ
مسك ليس بمستعمل في اللغة وإنما المستعمل في مثل هذا المعنى أمسك
كيفَ خيَارُ يجب اقتران خيار بأل فلا يقال كيف رجل او كيف ضربٌ إنما يعرف ما بعد كيف ككيف زيد وكيف الرجل ........
قولك:إنسان ُ نحنُ إذِ السنونُ قِصارُ
لقد منعت إنسانا الصرف وهو مصروف والجائز في الاضطرارصرف الممنوع لا منع المصروف كما أنك أخبرت بمفرد عن جمع ( نحن إنسان) و لا يستقيم في مثل هذا
قولك:ما كُنتُ بالباقيْ بـِلاكِ براحةٍ
لا يصح قولك بلاك فاصلا حرف الجر عن مجروره الضمير بلا وإنما الصواب بغيرك أو بدونك ...
قولك:فلنـمش ِ دربَ العُمرِ في صِلـَةٍ كمامشى لازم يتعدى بحرف جر ولا يستقيم هنا نزع الخافض لأن مداره على السماع
قولك:وإذا عَزَمتِ أنا لقـَدحِكِ نارُ
يجب اقتران جواب الشرط هنا بالفاء لأنه جملة إسمية ( فأنا لقدحك نار)
وأعتذر عن التأخر في التعليق فلقد كنت بدأت بالتعليق منذ أن أدرجت القصيدة ثم انشغلت عن ذلك
بوركت ودام إبداعك أيها العزيز
مودتي وتحياتي العطرات
الاستاذ ميسر العقاد المحترم :
لك التحية واشكر لك مرورك الطيب وقراءتك المتانية بهذه العدسة المجهرية الفاحصة .
نعم الاسم من مر هو مرارة وتجمع على مَرار ومرارات وهذا ما هو موجود في النص.
الالف في بنو هي سقط كتابة وقد نبهني اليه احدهم خارج هذا الموقع واصلحته هناك ولم اصلحه في الاصل عندي وقولك صحيح .
كبار : هنا ليست نعتا وانما هي خبر لمبتدا مقدم محذوف تقديره هي.
أضار : ليست من الضر وانما من الضير ولو كانت من الضر وخففتها فهو جائز ايضا ولكنها من ضار يضير وقولك انها غير مستعملة في اللغة فعجيب وابن منظور يقول في مادة ضير :
ضارَهُ ضَيْراً: ضَرَّه؛ قال أَبو ذؤيب: فَقِيلَ: تَحَمَّلْ فَوْقَ طَوْقِكَ إِنَّها مُطَبَّعَةٌ، من يَأْتِها لا يَضِيرُها أَي لا يَضير أَهْلَها لكثرة ما فيها، ويروى: نابَها؛ يقال: ضارَني يَضِيرُني ويَضُورُني ضَوْراً.
وقوله، عليه السلام: أَتُضارُونَ في رؤية الشمس؟ فإِنكم لا تُضارُونَ في رؤيته، هو من هذا؛ أَي لا يَضِيرُ بعضُكم بعضاً. انتهى قول ابن منظور.
اما قولك بان مسك غير مستعملة في اللغة والمستعمل امسك فان ابن منظور يقول في مادة مسك :
ومَسَكَ بالشيءِ وأَمْسَكَ به وتَمَسَّكَ وتَماسك واسْتمسك ومَسَّك، كُلُّه: احْتَبَس.. انتهى قول ابن منظور
اما حول امر بلاك فاني لا اعرف ولم اجد هذه القاعدة انه لايجوز الفصل بين الجار ومجروره الضمير ب(لا) ولا استطيع الحتم هنا .
واذا عزمت انا لقدحك نار : التقدير هو
ان كل صبري تسعدي بمصابه ... وانا لقدحك نار اذا عزمت
اذا هنا ظرف زمان
ومثله قوله تعالى :
((كلا إذا بلغت التراقي وقيل من راق وظن أنه الفراق والتفت الساق بالساق إلى ربك يومئذ المساق ))
هذا مالدي وربما اكون مخطئا
لك التحية والاحترام

مصطفى السنجاري
10-03-2011, 06:21 PM
أبو الروائع الغالي سحبان العموري

ما أحلى المكث بأفياء بوحك

وارتشاف عذب نميرك

دم سامقا رافلا بالعطاء

مصطفى بطحيش
11-03-2011, 06:40 PM
إنَّيْ أنا الكهفُ الذي سَكَنتْ بـه
أحلامُ أهلِ الأرض ِ حيـنَ تُثـارُ

فلنمش ِ دربَ العُمرِ في صِلَةٍ كما
خُذِفَت على أيدي الحجيج ِ جِمارُ

جميلة رائعة هذه النجوى وهذا الصلح على حصيات الجمار
دمت سامقاً ولك ود اخيك

سحبان العموري
13-03-2011, 12:16 PM
شعر جميل وشاعر حكيم وحرف نبيل
وقصيدة من أحلى ما قرأت لك

بورك الحرف وصاحبه

دمت بألق

حياك الله ايتها الشاعرة المحلقة في سماء الشعر
ويسعدني ان تلقى قصيدة اكتبها اعجابا من مثلك
لك التحية

محمود عثمان
13-03-2011, 12:19 PM
لا فض فوك أخي الكريم

لوحة شعرية رائعة

ودي وتقديري إليك

المدني بورحيس
13-03-2011, 07:43 PM
أخي الشاعر الرائع سحبان العموري، نص جميل، ليس في وزنه وإيقاعه فحسب، بل أولا في القيم والحكم التي يعبر عنها، وهي قيم تتصل بالحياة الإنسانية التي تتأرجح فيها النفس بين نوازع القلب وانفعالاته، وبين أحكام العقل ومقتضياته، وهذه هي سنة الحياة وجوهر الوجود.
مودتني الخالصة.

ميسر العقاد
17-03-2011, 12:51 AM
[QUOTE=محمد الشحات محمد;588549][B][CENTER]
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بعد إذن أخي سحبان العموري ، و إذن الإخوة الأكارم ،

أحبُّ أن أتناقش مع أخي "ميسر العقاد" في هذه الملاحظات مُنطلقاً من الفائدة المتبادلة بين أفراد أسرة "الواحة"

أولاً : أتفق مع ملاحظتك في الألف بعد "بنو" ، و أنت قُلْت إنها "سهو كتابي" ، و دعني أُضيف كلمة "شائع"

ثانياً : باقي الملاحظات أحسبُ أنها مردودٌ عليها في ضوء قراءة الشعر
و لنبدأ معاً بمفهومين أحسبهما من الأساس عند القراءة الشعرية
(أ) الضرورة الشعرية : هي مخالفة لغوية يلجأ إليها الشاعر مراعاةً للقواعد العروضية و أحكامها
(ب) الشعراء أمراء الكلام كما قال الخليل بن أحمد و غيره


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وعذرا لتأخر الرد لتعطل حاسوبي إلى يومي هذا وأستميح الشاعر الكريم لإثارة الموضوع ثانية
ملاحظة كلامي الأول بالأحمر وكلام أخي محمد الشحات بالأسود وردي عليه بالأزرق
لا نختلف في هذا ولكن إمرتهم تابعة لا أصلية فهم يسيرون على هدى من سبقهم من الشعراء المحتج بهم
ففي منتصف القرن الثاني الهجري تقريبا انتهى عصر الاحتجاج وأصبح حتما على الشعراء بعدهم سلوك طريق هؤلاء
فلم يقبلوا من المتنبي وهو من هو قوله ليس [COLOR="Red"]إلاك يا علي همام
ولا من المعري قوله فلولا الغمد ="Red"]يمسكه لسالا

............


* قولك أيها الكريم:عـَظـُمَتْ و منها باللسانِ ِ مَرارُ
المصدر من مرّ المرارة
نعم المُرار بالضم قد تستقيم لك شيئا ما وهو شجر مرّ من أفضل العشب وأضخمه ... ولكن أراك فتحت الميم

- الشاعر كان يُمكنه ضم الميم كما أشرتَ ، و أُضيف كان يُمكنه كذلك كسر الميم "مِرار" كجمع لـ "مرير" ، و لكن لعلّ الشاعر أراد هنا بكلمة "مَرار" بفتح الميم معنى "كل ما يمرّر به " مثلما كلمة "متاع" تعني كل ما ينتفع به

و هذا أبلغ تصويراً
مرير ليست من المرارة وإنما من المِرّة والمعنى مختلف كقوله تعالى عن جبريل ذو مرة فاستوى على أن (مرار) ليست جمعا لمرير ثم أنى لك أن معنى مرار هو ما ذكرتَ
ثم قولك كل ما يمرر به لا يصح بل الصواب كل ما يُمَرَُ به لأن الفعل هو مرّ يمَرّ
* وقولك كبار لا يستقيم الرفع فيه فرفعه على النعتية ولكن ينبغي والحالة هذه اقترانه بال ( الكبار) لأن الحلوم معرفة ( بالإضافة) والنعت يطابق المنعوت في أمور أربعة منها التنكير والتعريف نعم تصح كبار هنا حالا بدون أل ولكن تختلف حركة القافية

- كبار هنا مرفوعة باعتبارها فاعل على أساس الجملة "حلم كبارُ بني النفوس" ، و لكثرة ما حلمت به كبار النفوس و الإصرار على تحويلها إلى واقع ، فقد حوّل الشاعر الفعل إلى اسم ، وزاد في الأثر بأن جعله جمعاً
هذا كلام لا يمت لقواعد النحو من قريب أوبعيد وعذرا لحضرتك والعامل في الفاعل له قواعد محددة لا تنطبق هنا ولا مجال لذكرها
* يا سجنيَ المقدورَ فيكَ أُُضارُ
يجب تشديد راء أضار المبني للمفعول أو لما لم يسمّ فاعله( للمجهول في الاصطلاح الدارج وهو خطأ) فهو من ضارّ
أما أضار بدون التشديد فهو من ضار ( كقال)بلا تشديد وليس مستعملا لغة
- حذف التشديد في الراء للتخفيف مثل قول الشاعر :
فقالوا القصاص و كان التقاصُ ... حقاً و عدلاً على المسلمين

حذف التشديد في صاد "التقاص" للتخفيف
استشهادك في غير محله فلم تخفف الصاد في التقاص وإنما هي مشددة و إلا انكسر البيت وإنما شطرها الساكن في الشطر الأول وشطرها المتحرك في الشطر الثاني
ثم قولك للتخفيف لا يصح لأن المعنى يصبح مختلفا أو تصبح الكلمة بلا معنى ألا ترى أن قولك حادّ معناها عادى وشاقّ وخالف فإذا قلت حاد بدون تشديد فمعناها مال وتنكب
كذلك شادّ ( من التشدد) البون بعيد بينها وبين شاد (بنى) بالتخفيف
نعم ذكر أخي سحبان أن ضار مستعملة ذكرها ابن منظور وبهذا أجاب على استشكالي جوابا صحيحا


* قولك:فإذا عَزَمْتُ مَسَكتني و إذا قـَنِع=ـتُ أهنتني بالله كيفَ خيَارُ
مسك ليس بمستعمل في اللغة وإنما المستعمل في مثل هذا المعنى أمسك

-الفعل مسك هنا بمعنى قبض أو أخذ أو أمسك بـ .. حيثُ يُقال "مسك الشيءَ" أي قبض عليه ، "مسك بالشيء" أي أخذ به و تعلق
قولك صحيح وقد عزاه أخي سحبان إلى ابن منظور كذلك وإنما أنا لدي المحيط ولم يذكرها الفيروز * كيفَ خيَارُ يجب اقتران خيار بأل فلا يقال كيف رجل او كيف ضربٌ إنما يعرف ما بعد كيف ككيف زيد وكيف الرجل ........
- "كيف" اسم للاستفهام يتبعه التعجب ، و حيث أن شاعرنا لم يقصد التعجب و حذف بذلك علامته "!" ، فقد حذف أيضاً التعريف بـ "الـ" ، و كأنه فتح أبواب الخيار ، فلم يُحدّد مثلاً خيار البيع أو خيار الردّ أو في البريد الكتروني خيار التحديث و خلافه ، و اعتبر بهذا التنكير للخيار فتح التأويلات ،كما اعتبر ما بعد "كيف" فعلاً لا اسماً كما في قوله تعالى :"كيف تكفرون بالله"
[SIZE="5"]مرة أخرى أنا أخاطبك بالقواعد يا أخي كيف: يستفهم بها ويتبعها الاسم المعرف كما أسلفتُ لأنه لا يُستَفهَم عن غير معروف (أو الفعل كقوله تعالى فكيف كان نكير( هنا الاستفهام للتقرير )وكيف تكفرون بالله هنا الاستفهام للإنكار)*
قولك:إنسان ُ نحنُ إذِ السنونُ قِصارُ
لقد منعت إنسانا الصرف وهو مصروف والجائز في الاضطرارصرف الممنوع لا منع المصروف كما أنك أخبرت بمفرد عن جمع ( نحن إنسان) و لا يستقيم في مثل هذا

-الجائز صرف الممنوع في الضرورات الشعرية القياسية ، أما هنا الضرورة غير قياسية ، و بالتالي يمنع المصروف كما يشاء .. أليس شاعرنا من أمراء الكلام ؟
لا يجوز للشاعر أبدا منع المصروف لا كما يشاء ولا كما لا يشاء فأنى لك هذه القاعدة الجديدة نعم قد يتسامح أحيانا في العلم وإنسان ليست علما
و قد أسلفت الرد على ( أمراء الكلام)الق
صيدة ستجد أن مجموع الروح والنفس و الجسد (الثلاثة جمع) يكافئ تكوين الإنسان (مفرد) ، و هذا ما جاء في القصيدة بصوت الروح

لكلامك هنا وجه





* قولك:ما كُنتُ بالباقيْ بـِلاكِ براحةٍ
لا يصح قولك بلاك فاصلا حرف الجر عن مجروره الضمير بلا وإنما الصواب بغيرك أو بدونك ...

- الأصل في تركيب الجملة "بلا وجودِكِ" ، و حذف الشاعر لفظة "وجود" لأنها معلومة من اتساق السياق ، و كذلك من مُميزات الشعراء القصْر و الاقتصار ، و ليس القصور
القصر صحيح مع اتباع القواعد وهو قصور بغيرها ولو سلمنا العلم بالمحذوف هنا فلا يصح حذفه قاعديا فهل من شاهد على غير ما أقول
* قولك:فلنـمش ِ دربَ العُمرِ في صِلـَةٍ كمامشى لازم يتعدى بحرف جر ولا يستقيم هنا نزع الخافض لأن مداره على السماع

- الفعل نمشي هنا بمعنى نقطع ، و للشاعر أن يُحملَ عدة معانٍ غير القاموسية ، و بمعنى نقطع يكون الفعل متعدياًّ ، و موقع كلمة "دربَ" مفعولن به منصوب صحيحة
وهكذا يقول من شاء ما شاء على قاعدتك هذه أخي محمد الشحات وعلينا التأويل من ورائه وإلغاء القواعد
* قولك:وإذا عَزَمتِ أنا لقـَدحِكِ نارُ
يجب اقتران جواب الشرط هنا بالفاء لأنه جملة إسمية ( فأنا لقدحك نار)
- تركيبُ الجملة أصله "و أنا لقدحك نارٌ إذا عزمتِ" و "عزمتِ" هنا بمعنى صبرتِ ، و جملة "أنا لقدحكِ نارٌ من المبتدأ و الخبر و الجار و المجرور كلُّها معطوفة على ما قبله "عطف جملة على جملة"......
[COLOR="Blue"]الشرط له الصدارة ( وكذلك الاستفهام) أي لا يعمل فيه ما قبله فلا يصح ما تقول وسأفصل ذلك عند ردي على أخي سحبان[/
COLOR]

تحياتي لكليكما أيها الأخوان الكريمان

محمد الشحات محمد
17-03-2011, 01:52 PM
راااااااااااااااائع



بالحبِّ يا الوردُ هلْ ضاعتْ محبّتنا ؟ ... للنقدِ نقدٌ و للإبداعِ رؤيتنا !


أحسنتم ،

و لكم الشكر

ميسر العقاد
19-03-2011, 03:54 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شاعرنا المكرم سحبان
وأستميح كرمك في الرد وسيكون ردي بالأزرق

الاستاذ ميسر العقاد المحترم :
لك التحية واشكر لك مرورك الطيب وقراءتك المتانية بهذه العدسة المجهرية الفاحصة .
ولك عاطر التحية على أن قراءتي لم تكن إلا قراءة واعية كما أقرأ قصيدة أعيرها اهتمامي لا غير

نعم الاسم من مر هو مرارة وتجمع على مَرار ومرارات وهذا ما هو موجود في النص.
لا تجمع مرارة البتة على مراربل هي مصدر منته بهاء التأنيث وجمعه مرارات مثل كرامة كرامات ..... وننبه إلى أن المصدر لا يجمع في الأصل لأنه اسم معنى وإنما يجمع فحسب إذا قصد به الوحدة وهنا المرارة تجمع على مرارات بقصد الوحدة أيضا ولقد عدت ثانية إلى المحيط ولسان العرب احتياطا واستقصيت الأمر فلم أجد هذا الجمع
الالف في بنو هي سقط كتابة وقد نبهني اليه احدهم خارج هذا الموقع واصلحته هناك ولم اصلحه في الاصل عندي وقولك صحيح .
وأنا أجزم بأن خطأك كتابي ومثلك لا يقع فيه و إنما فصلت في الأمر لأن الأمر كما ذكر أخي محمد الشحات شائع فأحببت أن أضع للمستفيد قاعدة تميزها
كبار : هنا ليست نعتا وانما هي خبر لمبتدا مقدم محذوف تقديره هي.
إنما يحذف المبتدأ ( وغيره من المعربات)المعلوم على وجه القطع كما تقول زيد جوابا لمن قال من عندكما فحذف الخبر وأين زيد فيجاب في البيت فحذف المبتدأ وقوله تعالى وعمل صالحا أي عملا صالحا فأما في مثل ما تقول فلا
نعم يجوز قطع النعت أحيانا كقولنا رأيت الرافعي الأديبَ الشاعرُ فنرفع الشاعر على أنها خبر لهو محذوفا ولكن هذا له شرطان تعدد النعت وعدم افتقار المنعوت إلى هذا النعت في تعيينه ولا تحقق لهذين الشرطين في كبار

أضار : ليست من الضر وانما من الضير ولو كانت من الضر وخففتها فهو جائز ايضا ولكنها من ضار يضير وقولك انها غير مستعملة في اللغة فعجيب وابن منظور يقول في مادة ضير :
ضارَهُ ضَيْراً: ضَرَّه؛ قال أَبو ذؤيب: فَقِيلَ: تَحَمَّلْ فَوْقَ طَوْقِكَ إِنَّها مُطَبَّعَةٌ، من يَأْتِها لا يَضِيرُها أَي لا يَضير أَهْلَها لكثرة ما فيها، ويروى: نابَها؛ يقال: ضارَني يَضِيرُني ويَضُورُني ضَوْراً.
وقوله، عليه السلام: أَتُضارُونَ في رؤية الشمس؟ فإِنكم لا تُضارُونَ في رؤيته، هو من هذا؛ أَي لا يَضِيرُ بعضُكم بعضاً. انتهى قول ابن منظور.
قولك صحيح في أن الأصل ضير ولا أوافقك في جواز التخفيف لما ذكرت في ردي على الأخ محمد الشحات
اما قولك بان مسك غير مستعملة في اللغة والمستعمل امسك فان ابن منظور يقول في مادة مسك :
ومَسَكَ بالشيءِ وأَمْسَكَ به وتَمَسَّكَ وتَماسك واسْتمسك ومَسَّك، كُلُّه: احْتَبَس.. انتهى قول ابن منظور
نقلك صحيح مع التحفظ لأن الجوهري والفيروز لم يذكرا هذا ولا يقارن ابن منظور بهما بل هما فقيهان لغويان عظيمان متقدمان وهو ناقل جامع متأخر وإنما نقله عن مرة فهل من شاهد على استعمال مسك كأمسك

اما حول امر بلاك فاني لا اعرف ولم اجد هذه القاعدة انه لايجوز الفصل بين الجار ومجروره الضمير ب(لا) ولا استطيع الحتم هنا .
القاعدة أن أحرف الجر تدخل على الأسماء فحسب لأن الجر من خصائص الأسماء بل هي من علامات الاسم الخمس كما ذكر ابن مالك فلو كانت تدخل على الحرف (وهو هنا لا النافية) لما جعلها وغيره من العلماء من علامات الاسم الخاصة المختصة به
واذا عزمت انا لقدحك نار : التقدير هو
ان كل صبري تسعدي بمصابه ... وانا لقدحك نار اذا عزمت
اذا هنا ظرف زمان
ومثله قوله تعالى :
(كلا إذا بلغت التراقي وقيل من راق وظن أنه الفراق والتفت الساق بالساق إلى ربك يومئذ المساق)O
نعم تتمحض إذا أحيانا للظرفية لا غير كقوله تعالى والليل إذا سجى
وقوله جل وعز عن عصا موسى فإذا هي تلقف ما يأفكون وتسمى في المثال الثاني بالفجائية
أما في قولك في البيت فهي ظرفية شرطية لا مجال في المعنى لتمحضها ظرفا فمعنى الشرط فيها واضح جليّ وعليه تجب الفاء
أما الآيات الكريمات فإذا أيضا شرطية ظرفية ولم تدخل الفاء على جملة إلى ربك ..... لأن الجواب محذوف معلوم من السياق و إلى ربك........ استئناف

هذا مالدي وربما اكون مخطئا
لك التحية والاحترام
وأنا بدوري هذا ما لدي وقد أكون مخطئا
ولك المودة والتقدير

ميسر العقاد
19-03-2011, 04:36 AM
راااااااااااااااائع



بالحبِّ يا الوردُ هلْ ضاعتْ محبّتنا ؟ ... للنقدِ نقدٌ و للإبداعِ رؤيتنا !


أحسنتم ،

و لكم الشكر

بل أنت الرائع الجميل أستاذ محمد الشحات
و لن تضيع محبتنا فلن يفسد الخلاف للود قضية
أحسنتم ودمتم وسلمتم
تحياتي العطرة

سحبان العموري
19-03-2011, 09:21 PM
راااااااااااااااائع



بالحبِّ يا الوردُ هلْ ضاعتْ محبّتنا ؟ ... للنقدِ نقدٌ و للإبداعِ رؤيتنا !


أحسنتم ،

و لكم الشكر





الاستاذ محمد المحترم :
لي الفخر بمرورك الطيب و لك الفضل والاحسان وانت الناقد المبدع والشاعر الفياض . وان كانت شهادتي فيك مجروحة ولكن الشمس لا تحتاج اثبات سطوعها من احد
لك التحية والاحترام

سحبان العموري
19-03-2011, 09:26 PM
الاستاذ الشاعر ميسر العقاد المحترم :
لك التحية والاحترام
واعتذر عن التاخر في الرد بسبب ظروف عملي الحالية .
حول المَرار بانه جمع لمرارة كما تجمع شرارة على شَرار وشرارت ففي هذا يقول ابن منظور :
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، كره من الشَّاءِ سَبْعاً: الدَّمَ والمَرارَ والحَياءَ والغُدّةَ والذَّكَرَ والأُنْثَيَيْنِ والمَثانَةَ؛ قال القتيبي: أَراد المحدث أَن يقول الأَمَرَّ فقال المَرارَ، والأَمَرُّ المصارِينُ. قال ابن الأَثير: المَرارُ جمع المَرارَةِ، . انتهى قول ابن منظور.
أما الحديث فانك تجده في (النهاية في غريب الأثر ) لابن الأثير.
ويقول ايضا الدقيقي النحوي في (اتفاق المباني وافتراق المعاني ) في فصل الثور :
والثور هياج المرار . والمَرار جمع مرارة والمرارة ضد الحلاوة . انتهى كلام الدقيقي النحوي.
وبشأن بلا :
يقول الشاعر : فليعجب الناس مني أن لي بدنا ... لاروح فيه ولي روح بلا بدن
تجد ان حرف الجر الباء دخل على الاسم وهو بدن وفصلت بينهما لا النافية التي لا عمل لها
وفي قول (بلاك) فان الباء حرف جر ولا نافية لا تعمل والكاف ضمير في محل جر بحرف الجر . والضمائر من الاسماء .
هذا ما وجدته فان كان صوابا فالحمد لله وان كان خطا اسال الله ان يبين لنا الصواب واعتذر ثانية عن التاخر في الرد

لك التحية والاحترام

ميسر العقاد
19-03-2011, 11:09 PM
الاستاذ الشاعر ميسر العقاد المحترم :
لك التحية والاحترام
واعتذر عن التاخر في الرد بسبب ظروف عملي الحالية .
حول المَرار بانه جمع لمرارة كما تجمع شرارة على شَرار وشرارت ففي هذا يقول ابن منظور :
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، كره من الشَّاءِ سَبْعاً: الدَّمَ والمَرارَ والحَياءَ والغُدّةَ والذَّكَرَ والأُنْثَيَيْنِ والمَثانَةَ؛ قال القتيبي: أَراد المحدث أَن يقول الأَمَرَّ فقال المَرارَ، والأَمَرُّ المصارِينُ. قال ابن الأَثير: المَرارُ جمع المَرارَةِ، . انتهى قول ابن منظور.
أما الحديث فانك تجده في (النهاية في غريب الأثر ) لابن الأثير.
ويقول ايضا الدقيقي النحوي في (اتفاق المباني وافتراق المعاني ) في فصل الثور :
والثور هياج المرار . والمَرار جمع مرارة والمرارة ضد الحلاوة . انتهى كلام الدقيقي النحوي.
وبشأن بلا :
يقول الشاعر : فليعجب الناس مني أن لي بدنا ... لاروح فيه ولي روح بلا بدن
تجد ان حرف الجر الباء دخل على الاسم وهو بدن وفصلت بينهما لا النافية التي لا عمل لها
وفي قول (بلاك) فان الباء حرف جر ولا نافية لا تعمل والكاف ضمير في محل جر بحرف الجر . والضمائر من الاسماء .
هذا ما وجدته فان كان صوابا فالحمد لله وان كان خطا اسال الله ان يبين لنا الصواب واعتذر ثانية عن التاخر في الرد

لك التحية والاحترام
تحية عطرة شاعرنا المكرم سحبان
نقلك صحيح والحديث صحيح ولكن ألا ترى أن المقصود بالمرارة هنا تلك الهنة في بدن الإنسان و جمعها مراركما نقلتَ أيضا لم نختلف فيها أما خلافنا فهو في جمع المرارة ( الطعم المر) التي هي مصدر مرّ يمَّر ولا تجمع على مرار كما كنتُ أسلفتُ
أما كلام الدقيقي فواضح و لادليل لك فيه فهو جاء بالمرارة الأولى وهي تلك الهنة في البدن أما الثانية فهي المرارة ضد الحلاوة وهما مثال عنده على اتفاق المباني مع اختلاف المعاني لو تأملت عنوان فصله
وبشأن بلا
أنا ذكرت القاعدة في دخول أحرف الجر ودخول لا النافية بين حرف الجر والمجرور مما نوزع فيه بل الصواب أن نقول بغير بدن ولكن جرى التساهل على ما يبدو فيها والسؤال هل البيت لشاعر محتج به
أما خلافنا المقصود من الأساس فهو في فصل لا حرف الجر عن الضمير المجرور به كما في بيتك الشعري و أؤكد على عدم جوازه لأن (لا) لا يصح أصلا أن تتصل بالضمير المتصل فلا تستطيع أن تقول لاك ولاه ولانا إلى آخره
وعليه فهي إذا لا تتصل بالضمير بحرف جر وبدونه بينما سهل ذلك في الأسماء الظاهرة لأنك تستطيع أن تقول مثلا لا بدن ولا أحد
ولو أنك استعملتها متصلة باسم لما نازعتك أيها الكريم
تحياتي العطرات
.