بندر الصاعدي
25-02-2011, 03:20 PM
يَا شَعْبُ بِنْغَازِيِّ مَا المُخْتَارُ=العَارُ أَمْ مَا سَنَّهُ المُخْتَارُ
أَمْ أَنْتَ مَسْلُوبُ القَرَارِ مُسَيَّرٌ=حَيْثُ الهَوَانُ, عَذِيرُكَ الإِجْبَارُ
مَا ذَا بِقِي! اهْرِيقَتْ دِمَاؤُكَ فِي المَدَى=وَتَلَهَّبَتْ فِي جَانِبَيْهِ النَّارُ
مَا عَمَّرَ القَذَّافُ يَرْمِي مَا رَمَى=إِلا وَطَاشَتْ دُونَهُ الأَحْجَارُ1
فَاعْجَبْ لَقَذَّافِيِّ عَصْرِكَ قَوْمُهُ=مَرْمَى قَذَائِفِهِ وَهُنَّ شَرَارُ
جَلَبَ القِتَالَ إِلَيْكَ وَالهَمَجَ التِي=أَغْرَاهُمُ سِعْرٌ بِِهِ وِسُعَارُ
جَابُوا المَدَائِنَ وَالسِّلاحُ دَلِيلُهُمْ=الصُّبْحُ لَيْلٌ وَالمَسَاءُ نَهَارُ
وَالطَّائِرَاتُ غَمَائِمٌ فِي جُوِّهَا=قَصْفًا تَجُودُ رَصَاصُهَا أَمْطَارُ
لَكِنَّمَا السَّيْفُ المَجَرَّدُ بِالفَلا=أَمْضَى فَلَيْسَ سِوَى الإِبَاءِ خَيَارُ2
لَبَّى لَهُ الأَغْيَارُ تَقْتَحِمُ الوَغَى=فِيهَا دُخَانُ القَاصِفَاتِ مَثَارُ
ثَارُوا لِأخَلاقِ الرِّجَالِ وَلِلْعُلَا=لَوْلا هُمَا لَولا هُمَا ما ثَارُوا
فِي لِيبِيَا عُنْفٌ وَرَوْعٌ مُفْزِعٌ=وَتَمَزُّقٌ وَتَأَزُّمٌ وَدَمَارُ
الخَلْقُ فِي الأَصْقَاعِ تَرْقُبُ مَا تَرَى=وَعَلَى وُجُوهِ القَادِرِينَ شَنَارُ
صَمْتٌ فِإِنْ نَطَقُوا حَمِدْتَ سُكُوتَهمْ=إِذْ لَيْسَ إِلا الشَّجْبُ وَالإِنْكَارُ
وَإِذَا أَرَادُوا نُصْرَةً لِمُنَاهِضٍ=جَاءَتْ نَسِيْجًا حَشْوُهُ اسْتِعْمَارُ
أَ مُخَوِّفٌ بِالاحتْلالِ وَفِعْلُهُ=أَنْكَى وَأَخْزَى وَالصَّنِيعَةُ عَارُ
وَمُهَدِّدٌ بِالقَتْلِ بَعْدَ نَفَاذِهِ=وَعَلَى يَدَيْهِ مِنِ الدِّمَا آثَارُ
نَكَبَ البِلادَ عَلَى العِبَادِ بِبَطْشِهِ=يَا بِئْسَ ذَاكَ البَاطِشُ الجَبَّارُ
أَفْعَالُهُ مِنْ قَبْلُ تَشْهَدُ أَنَّهُ=عَاتٍ سَفِيهٌ طَائِشٌ مِهْذَارُ
أَضَحَتْ طَرَابُلُسٌ تَئِنُّ أَنِينَهَا=شَذَّتْ وَأَطْمَاعُ الذِّئَابِ حِصَارُ
مُسْتَفْرِدٌ كُلٌّ وَكُلُّ خَاسِرٌ=وَالرَّابِحُونَ الكُفْرُ وَالفُجَّارُ
دُوَلٌ بِعَجْزِ المُسْلِمِينَ تَعَاظَمَتْ=رُؤَسَاؤُهَا فِي العَالَمِينَ شِرَارُ
فَرِّقْ تَسُدْ سَادُوا بِهَا فَانْظُرْ إِلَى=أَقْطَارِنَا تَشْكُو لَكَ الأَقْطَارُ
ائْسَفْ لِحَالِ المُسْلِمِينَ فَإِنَّهُمْ=فِرَقٌ لِكُلٍّ مَنْهَجٌ وَقَرَارُ
لا بَأْسَ لَوْ مَلَكُوا زِمَامَ أُمُورِهِمْ=بَعْضٌ لِبَعْضٍ حُرْمَةٌ وَجِوَارُ
كَمْ فِتْنَةٍ فِي المُسْلِمِينَ مُقِيمَةٍ=فِي شَأْنِهَا تَذَرُ الحَلِيمَ يَحَارُ
تَدْعُو المَآذِنُ لِلْمَسَاجِدِ وَالذِي=يُؤْتَى إِلَيْهِ مِنْ القُبُورِ مَزَارُ
وَالآيُ يُتْلَى غَيْرَ أَنَّ جَوَارِحًا=أَغْوَى بِهِنَّ الطَّبْلُ وَالمِزْمَارُ
وَالبَيْعُ فِي عُرْفِ الوَرَى مِثْلُ الرِّبَا=حَكَمَتْ بِذَاكَ مَصَارِفٌ وَتِجَارُ
الدَّهْرُ لا يُعْفِيكَ مِنْ أَعْبَائِهِ=حَتَّى تَعِيكَ الخَمْسَةُ الأَشْبَارُ
فَاصْبِرْ جَمِيلاً فِي الشِّدَائِدِ وَالْتَمِسْ=فَرَجَ الرَّؤوفِ تَسُرَّكَ الأَقْدَارُ
وَالْبَسْ مِنَ الأَخْلاقِ أَحْسَنَهَا وَكُنْ=عَطِرَ الفِعَالِ تَحُفَّكَ الأَخْيَارُ
والْزَمْ صِرَاطَ مُحَمَّدٍ ثُمَّ اسْتَقِمْ=فَالخَيْرُ فِيمَا سَنَّهُ المُخْتَارُ
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
1- القذّاف : مبالغة من القاذف وهو إشارة إلى كل آلة تقذف ومنها المنجنيق .
2- إشارة إلى بيت أحمد شوقي الشهير"يا أَيُّها السَيفُ المُجَرَّدُ بِالفَلا=يَكسو السُيوفَ عَلى الزَمانِ مَضاءَ"في رثاء عمر المختار رحمهما الله .
أَمْ أَنْتَ مَسْلُوبُ القَرَارِ مُسَيَّرٌ=حَيْثُ الهَوَانُ, عَذِيرُكَ الإِجْبَارُ
مَا ذَا بِقِي! اهْرِيقَتْ دِمَاؤُكَ فِي المَدَى=وَتَلَهَّبَتْ فِي جَانِبَيْهِ النَّارُ
مَا عَمَّرَ القَذَّافُ يَرْمِي مَا رَمَى=إِلا وَطَاشَتْ دُونَهُ الأَحْجَارُ1
فَاعْجَبْ لَقَذَّافِيِّ عَصْرِكَ قَوْمُهُ=مَرْمَى قَذَائِفِهِ وَهُنَّ شَرَارُ
جَلَبَ القِتَالَ إِلَيْكَ وَالهَمَجَ التِي=أَغْرَاهُمُ سِعْرٌ بِِهِ وِسُعَارُ
جَابُوا المَدَائِنَ وَالسِّلاحُ دَلِيلُهُمْ=الصُّبْحُ لَيْلٌ وَالمَسَاءُ نَهَارُ
وَالطَّائِرَاتُ غَمَائِمٌ فِي جُوِّهَا=قَصْفًا تَجُودُ رَصَاصُهَا أَمْطَارُ
لَكِنَّمَا السَّيْفُ المَجَرَّدُ بِالفَلا=أَمْضَى فَلَيْسَ سِوَى الإِبَاءِ خَيَارُ2
لَبَّى لَهُ الأَغْيَارُ تَقْتَحِمُ الوَغَى=فِيهَا دُخَانُ القَاصِفَاتِ مَثَارُ
ثَارُوا لِأخَلاقِ الرِّجَالِ وَلِلْعُلَا=لَوْلا هُمَا لَولا هُمَا ما ثَارُوا
فِي لِيبِيَا عُنْفٌ وَرَوْعٌ مُفْزِعٌ=وَتَمَزُّقٌ وَتَأَزُّمٌ وَدَمَارُ
الخَلْقُ فِي الأَصْقَاعِ تَرْقُبُ مَا تَرَى=وَعَلَى وُجُوهِ القَادِرِينَ شَنَارُ
صَمْتٌ فِإِنْ نَطَقُوا حَمِدْتَ سُكُوتَهمْ=إِذْ لَيْسَ إِلا الشَّجْبُ وَالإِنْكَارُ
وَإِذَا أَرَادُوا نُصْرَةً لِمُنَاهِضٍ=جَاءَتْ نَسِيْجًا حَشْوُهُ اسْتِعْمَارُ
أَ مُخَوِّفٌ بِالاحتْلالِ وَفِعْلُهُ=أَنْكَى وَأَخْزَى وَالصَّنِيعَةُ عَارُ
وَمُهَدِّدٌ بِالقَتْلِ بَعْدَ نَفَاذِهِ=وَعَلَى يَدَيْهِ مِنِ الدِّمَا آثَارُ
نَكَبَ البِلادَ عَلَى العِبَادِ بِبَطْشِهِ=يَا بِئْسَ ذَاكَ البَاطِشُ الجَبَّارُ
أَفْعَالُهُ مِنْ قَبْلُ تَشْهَدُ أَنَّهُ=عَاتٍ سَفِيهٌ طَائِشٌ مِهْذَارُ
أَضَحَتْ طَرَابُلُسٌ تَئِنُّ أَنِينَهَا=شَذَّتْ وَأَطْمَاعُ الذِّئَابِ حِصَارُ
مُسْتَفْرِدٌ كُلٌّ وَكُلُّ خَاسِرٌ=وَالرَّابِحُونَ الكُفْرُ وَالفُجَّارُ
دُوَلٌ بِعَجْزِ المُسْلِمِينَ تَعَاظَمَتْ=رُؤَسَاؤُهَا فِي العَالَمِينَ شِرَارُ
فَرِّقْ تَسُدْ سَادُوا بِهَا فَانْظُرْ إِلَى=أَقْطَارِنَا تَشْكُو لَكَ الأَقْطَارُ
ائْسَفْ لِحَالِ المُسْلِمِينَ فَإِنَّهُمْ=فِرَقٌ لِكُلٍّ مَنْهَجٌ وَقَرَارُ
لا بَأْسَ لَوْ مَلَكُوا زِمَامَ أُمُورِهِمْ=بَعْضٌ لِبَعْضٍ حُرْمَةٌ وَجِوَارُ
كَمْ فِتْنَةٍ فِي المُسْلِمِينَ مُقِيمَةٍ=فِي شَأْنِهَا تَذَرُ الحَلِيمَ يَحَارُ
تَدْعُو المَآذِنُ لِلْمَسَاجِدِ وَالذِي=يُؤْتَى إِلَيْهِ مِنْ القُبُورِ مَزَارُ
وَالآيُ يُتْلَى غَيْرَ أَنَّ جَوَارِحًا=أَغْوَى بِهِنَّ الطَّبْلُ وَالمِزْمَارُ
وَالبَيْعُ فِي عُرْفِ الوَرَى مِثْلُ الرِّبَا=حَكَمَتْ بِذَاكَ مَصَارِفٌ وَتِجَارُ
الدَّهْرُ لا يُعْفِيكَ مِنْ أَعْبَائِهِ=حَتَّى تَعِيكَ الخَمْسَةُ الأَشْبَارُ
فَاصْبِرْ جَمِيلاً فِي الشِّدَائِدِ وَالْتَمِسْ=فَرَجَ الرَّؤوفِ تَسُرَّكَ الأَقْدَارُ
وَالْبَسْ مِنَ الأَخْلاقِ أَحْسَنَهَا وَكُنْ=عَطِرَ الفِعَالِ تَحُفَّكَ الأَخْيَارُ
والْزَمْ صِرَاطَ مُحَمَّدٍ ثُمَّ اسْتَقِمْ=فَالخَيْرُ فِيمَا سَنَّهُ المُخْتَارُ
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
1- القذّاف : مبالغة من القاذف وهو إشارة إلى كل آلة تقذف ومنها المنجنيق .
2- إشارة إلى بيت أحمد شوقي الشهير"يا أَيُّها السَيفُ المُجَرَّدُ بِالفَلا=يَكسو السُيوفَ عَلى الزَمانِ مَضاءَ"في رثاء عمر المختار رحمهما الله .