تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حديقة الياسمين



محمد البياسي
27-02-2011, 11:53 AM
ياسمينة 1

من اللطائف النحوية التي تضمنها القرآن الكريم، ما جاء في سورة المائدة في قوله تعالى:
{ إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحًا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون } (المائدة:69)
قالوا : لِمَ لم ينصب المعطوف { الصابئون } على اسم { إن } وهو { الذين آمنوا والذين هادوا } ؟
و لتقريب المقصود نقوم بالتقدير : (الذين آمنوا=المؤمنون),(الذين هادوا=اليهود)
فيكون تقدير الكلام : إن المؤمنين و اليهودَ و الصابئون و النصارى ؟!!
قيل : لماذا رُفعت كلمة ( الصابئون ) و لم تنصب عطفا على ما قبلها : المؤمنين و اليهود ؟!

إذ إن مقتضى القواعد النحوية أن يقال: ( والصابئين ) لأن اسم ( إنَّ ) منصوب، وما عُطف عليه فحقه أن يكون كذلك.
و الجواب :
إن مجيء الآية على النحو الذي جاءت به، هو وجه من وجوه بلاغة القرآن، وجانب من جوانب إعجازه
يوضِّح هذا ويؤكِّده ما جاء عن أئمة اللغة في توجيه هذه الآية الكريمة .
اولاً:
قال الخليل بن أحمد الفراهيدي و تلميذه سيبويه :
رفعُ ( الصابئون ) في الآية محمولٌ على التقديم والتأخير؛ والتقديم والتأخير أمر جار ومعهود في كلام العرب
وهو كثير في القرآن الكريم، يعلمه كل من كان على دراية وعلم بلغة القرآن وأسلوبه
قالوا: وتقدير الكلام في الآية: ( إن الذين آمنوا والذين هادوا من آمن منهم بالله واليوم الآخر وعمل صالحًا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون، والصابئون والنصارى كذلك )
قالوا: ومن ذلك قول الشاعر:
وإلا فاعلموا أنا وأنتم ... بغاة ما بقينا في شقاق
أي: وإلا فاعلموا أنا بغاة ما بقينا في شقاق، وأنتم كذلك.
وعلى هذا، فإن ( الصابئون ) في الآية على نيَّة التأخير بعد خبر { إنَّ } وهو مبتدأ لخبر محذوف تقدير الكلام: ( والصابئون كذلك ).
وعلى هذا قول الشاعر:
فمن يك أمسى بالمدينة .. رحله فإني وقيَّار بها لغريب
وقواعدياً يجب أن يقال : فإني و قياراً بالنصب .
و لكنه رفع , فيكون تقدير الكلام : فإني بها لغريب، وقيَّار كذلك .
ثانياً:
وقال بعض أهل العلم في توجيه الآية: إن خبر { إن } محذوف، دلَّ عليه قوله سبحانه: { فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون }
قالوا: وجملة { والذين هادوا } معطوفة على جملة { إن الذين آمنوا } ومحلها الرفع؛ لأنها جملة ابتدائية، وما عطف عليها كذلك
وجملة { والصابئون } من المبتدأ والخبر المحذوف، معطوفة على الجملة المرفوعة قبلها؛ فالعطف هنا عطف جُمل على جُمل، وهي مرفوعة
فلأجل هذا جاء قوله تعالى: { والصابئون } مرفوعًا، عطفًا على ما قبله من جُمل مرفوعة .
ثالثاً:
وثمة من يرى من العلماء أن { إنَّ } في الآية بمعنى ( نعم ) كقول الشاعر:
ويقلن شيب قد علاك ... وقد كبرت فقلت: إنَّه
قال الأخفش: ( إنه ) بمعنى ( نعم ) والهاء أدخلت للسكت.
وعلى هذا القول، فـ { الصابئون } في الآية رُفع على الابتداء، وحُذف الخبر لدلالة الثاني عليه
والعطف يكون على هذا التقدير بعد تمام الكلام، وانقضاء الاسم والخبر .


من أراد أن يشارك فأهلاً و سهلاً
و من أراد أن يسأل فأهلاً و سهلاً و مرحباً

محمد البياسي
28-02-2011, 02:26 AM
للتوضيح اكثر ..
فقد ورد في سورة البقرة آية 62
"إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون"

في هذه الاية الكريمة نصب الصابئين عطفا على اسم إن ..
اما في الاية السابقة فكما قلنا رُفعت "الصابئون" :
على الابتداء , محمولا على التقديم و التأخير
او رفعت ابتداءا , عطف جملة على جملة
او ابتداءا بتقدير إنّ على أنها نعم .

محمد البياسي
28-02-2011, 02:50 PM
ياسمينة 2

مواضع كسر همزة إن

يجب كسر همزة ( إن )في اثني عشر موضعا :

1 ـ أن تقع في الابتداء:
- حقيقة نحو : " إن الله و ملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين آمنوا صلوا عليه و سلموا تسليما " الاحزاب 56
- أو حُكما نحو : " كلا إن كتاب الابرار لفي عليين "

2 ـ أن تقع تالية لحيث نحو : قُلْ حيث إن الكلام مباح

3 ـ أن تقع تالية ل ( إذ ) نحو : زرتك إذ إنك مريض

4 ـ أن تقع تالية لموصول نحو : " إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآَتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ "(القصص76)
هذا إذا كانت في صدر الصلة ، أما إذا كانت في حشوها فتفتح نحو : جاء الذي عندي أنه فاضل

5 ـ أن تقع بعد حتى نحو : امتنع الرجل عن الكلام حتى إنه لم ينبس ببنت شفة .

6 ـ أن تقع جوابا لقسم نحو : " يس * و القرآن الحكيم* إنك لمن المرسلين " يس 1-2-3

7 ـ أن تكون محكية بالقول نحو : " قال إني عبد الله آتاني الكتاب و جعلني نبيا " (مريم-30)
فإن وقعت بعد القول غير محكية فتحت نحو : أخصك بالقول أنك فاضل

8 ـ أن تقع حالا نحو : " كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون " ( الانفال 5)

9 ـ أن تقع صفة نحو : نظرت إلى الجبل إنه لكبير

10ـ أن تقع بعد عامل علق بلام الابتداء ( اللام المزحلقة ) نحو :
" والله يعلم إنك لرسوله " ( المنافقون 1 )

11 ـ أن تقع خبرا عن اسم ذات نحو : محمد إنه رسول الله

12 ـ في باب الحصر ( بالنفي و إلا ) نحو : " وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام " ( الفرقان 20 )

محمد البياسي
01-03-2011, 10:42 AM
ياسمينة 3

من اللطائف الاعرابية في القرآن الكريم :

" ولو ترى إذْ وُقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نُردُّ ولا نُكذِّبَ بآيات ربنا ونكونَ من المؤمنين " ( الانعام -27 )

لماذا رُفع الفعل المضارع نُردُّ و نُصب الفعل المضارع نُكذِّبَ

الاعراب :

يا: حرف نداء والمنادى محذوف، ( أو حرف تنبيه ).
ليتنا: ليت: حرف تمنٍّ ونصب، ونا: ضمير متصل في محل نصب اسم ليت.
نُرَدُّ:فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره نحن.
و:واو المعية، حرف مبني لا محل له من الإعراب .
لا:نافية .
نُكَذِّبَ:فعل مضارع منصوب بأن المضمرة وجوبا بعد واو المعية الواقعة في جواب التمني، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن.

محمد البياسي
01-03-2011, 06:50 PM
ياسمينة 4


الموازين النقدية التي تساعد الناقد في تقويم العمل الأدبي

1 ـ الوضوح

وضوح الفكرة و الصورة ووضوع التركيب اللغوي ووضوح الكلمات التي تتناول الفكرة

الخيلُ و الليلُ و البيداءُ تعرفني= و السيفُ و الرمحُ و القرطاسُ و القلمُ


هل هناك اوضح من هكذا فكرة ؟هل هناك اوضح من هكذا صورة ؟
هل هناك ابسط من هكذا تركيب ؟
هل هناك اسهل من هكذا كلمات تناولت الفكرة ؟

مع عظمة هذا البيت و جريانه على ألسنة الناس في العصور كلها , فالمتنبي استعمل أدوات بسيطة جداً .
مبتدأ واحد , و فعل واحد , ثم عطف الباقي من كلماته المنتقاة السهلة على المبتدأ , فأخرج لنا بيتاً ما يزال يشهد على عظمته الى يومنا هذا .

قال توماس كارليل و هو من اعمدة الكتاب و المؤرخين الاسكتلنديين:
فقير هو الخيال الذي عليه ان يفارق الفهم !!

و قد أتيت برأي كاتب اوروبي , لان بعض النفوس المريضة لا تؤمن الا بآراء الغربيين !

محمد البياسي
02-03-2011, 11:37 PM
ياسمينة 5

تابع- الموازين النقدية التي تساعد الناقد في تقويم العمل الأدبي

2- عمق الفكرة :

مدى إحاطة الشاعر بالفكرة، وإخراجها بطريقة مبتكرة و ابداعية .

قال شوقي :


رَكَزوا رفاتَك في الرّمال لواءا=يستنهض الوادي صباحَ مساءا
يا ويحهمْ نصبوا مناراً من دمٍ= يوحي إلى جيلِ الغدِ البغضاءا
ما ضرَّ لو جعلوا العلاقةَ في غدٍ=بين الشعوب مودةً و إخاءا


هنا , انا اصدّقُ العربَ إذْ قالوا إن للشعر شيطاناً يوحي الى الشاعر.
ولكنه ربما يكون ملاكا أيضا ..
هذا الرجل الذي سمي أمير الشعراء منذ أكثر من ثمانين عاما , لم ينازعه في إمارته أحد الى الان ...
ثلاثة ابيات من اعذب ما قيل في الشعر و أبلغه و أسماه ..
ثلاثة أبيات كانها قطعة موسيقية تتدفق بإيقاع منتظم واحد..
ثلاثة أبيات ليس فيها نتوءٌ و لا حفرة
ثلاثة أبيات ليس فيها كلمة شاذة او صعبة تحتاج الى معجم..

و الفكرة ..
عمق الفكرة ..
و ليس عمق الفكرة فقط..
بل استشراف المستقبل !

و الحقيقة إن الابيات في الفهم اسهل بكثير من أن نتاولها بالشرح فنفسد روعتها .
وهذا هو أعذب الشعر و اعظمه بلاغة ..
لقد أحاط بالفكرة كما يحيط السوار بالمعصم .
و لو لاحظت , فإن شوقي يصدر بمادة و يعجِّز بمعنى
رفاتك .. مادة , في صدر البيت الاول
الاستنهاض , معنى و مصدر , في العجز
منارا , مادة , في صدر البيت الثاني
البغضاء في العجز معنى و مصدر
العلاقة , مادة و معنى و مصدر , في صدر البيت الثالث
مودة و اخاءا , معنى و مصدر في العجز

مولود خلاف
04-03-2011, 08:41 PM
بوركت أخي على هاته الياسمينات
ما شاء الله
أرجو أن تتقبل إضافتي هذه على الياسمينة الأولى بهذا المقطع المسجل للدكتور السامرئي علّ المنفعة تزيد به

http://www.youtube.com/watch?v=JSjysUQucVU&feature=related

لك كل الشكر
مودتي

محمد البياسي
05-03-2011, 04:40 AM
بوركت أخي على هاته الياسمينات
ما شاء الله
أرجو أن تتقبل إضافتي هذه على الياسمينة الأولى بهذا المقطع المسجل للدكتور السامرئي علّ المنفعة تزيد به

http://www.youtube.com/watch?v=JSjysUQucVU&feature=related

لك كل الشكر
مودتي

الله
راااااااااااااااائعة يا أخي مولود
شكرا جزيلا لك ..

هذا الرجل (د. فاضل السامرائي ) هو فقيه الامة في العربية الآن, هو و (د. مازن مبارك)

تقبل احترامي و تقديري

محمد البياسي
09-03-2011, 02:34 PM
ياسمينة 6

تابع- الموازين النقدية التي تساعد الناقد في تقويم العمل الأدبي

3 ـ الإقناع :

دعم الأفكار بالأدلة الوجدانية المستمدة من ثقافته وعاطفته وخياله، والأدلة العقلية المستمدة من ثقافته ورؤيته الفكرية.

قال زهير :


سئمتُ تكاليفَ الحياة ومن يعشْ=ثمانين حولاً، لا أبالكَ، يسأمِ
وأعلمُ ما في اليومِ والأمس قبله=ولكنني عن علمِ ما في غدٍ عمِ
ومن لا يصانعْ في أمورٍ كثيرة =يضرِّسْ بأنيابٍ ويوطأْ بمنسمِ
ومن هاب أسباب المنايا ينلْنَه=وإن يرْقَ أسبابَ السماءِ بسلّمِ
ومن يجعلِ المعروفَ في غير أهله=يكنْ حمدُه ذماً عليه، ويندمِ


يسوق الفكرة و يأتي بالحجة
و حججه كلها عقلية مستمدة من الخبرات و المعارف الانسانية
و هي من المسلمات البشرية , بسيطة و غير متكلفة
ولا تحتاج الى تحليل و تدقيق
و لكنها من قوتها مذهلة و خارقة .

مرشدة جاويش
10-03-2011, 08:58 PM
جهد وثقافة تشكر وتحسد عليها
وستكو ن هناك دو ماً عودة
لهكذا نصوص
وارفة وفيها الشساعة والفائدة
سلمت
تحاياي

لمى ناصر
10-03-2011, 09:25 PM
حديقة ماتعة حقا
مواضيع شيقة للباحث عن المعرفة
والغوص في مكنونات الدرر العربية
وأصولها...مقيمة هنا للتعلم
بوركت بعلمك شاعرنا وكاتبنا.

محمد البياسي
11-03-2011, 05:53 PM
حديقة ماتعة حقا
مواضيع شيقة للباحث عن المعرفة
والغوص في مكنونات الدرر العربية
وأصولها...مقيمة هنا للتعلم
بوركت بعلمك شاعرنا وكاتبنا.

شكرا لك يا أخية

أهلا و سهلا بك هنا

نرحب بقلمك لاثراء الموضوع .

احترامي و تقديري

محمد البياسي
11-03-2011, 11:19 PM
من ابسط قواعد النحو في كسر همزة إن :

ـ أن تكون محكية بالقول نحو : " قال إني عبد الله آتاني الكتاب و جعلني نبيا " (مريم-30)

محمد البياسي
14-03-2011, 01:15 AM
ياسمينة 7


متى يكون الضمير واجب الاستتار و متى يكون جائزه ؟

أولاً –
الاستتار الواجب يكون في المواضع الآتية :

1- في الفعل أو اسم الفعل المسندين إلى المتكلم
مثل: (أَقرأُ وحدي ونكتب معاً) ففاعل (أَقرأُ) مستتر وجوباً تقديره (أَنا)، وفاعل (نكتب) مستتر وجوباً تقديره (نحن).
وكذلك اسم الفعل (أفٍّ) بمعنى أتضجر، فاعله ضمير مستتر وجوباً تقديره (أَنا).

2- في الفعل المسند إلى المخاطب المفرد
مضارعاً كان أَم أَمراً مثل: (استقمْ تربحْ) ففاعل كل منهما مستتر وجوباً تقديره (أنت).
واسم الفعل مثل: (نزالِ إلى المعركة يا أَبطال) فاعل (نزالِ) ضمير مستتر وجوباً تقديره (أَنتم).

3- في صيغة التعجب
(ما أَصدق أَخاك) ففاعل (أَصدق) ضمير مستتر وجوباً تقديره (هو) يعود على (ما) التي بمعنى (شيء).

4- في أَفعال الاستثناء (خلا وعدا وحاشا وليس)
ولا يكون عند من يبقيها على فعليتها ويطلب لها فاعلاً كقولنا (حضر الرفاق ما عدا سليماً)
ففاعل عدا ضمير مستتر وجوباً تقديره (هو) ويعود على اسم الفاعل المفهوم من الفعل السابق
والتقدير: عدا الحاضرون سليماً، أَو يعود على المصدر المفهوم من الفعل: عدا الحضورُ سليماً.
منهم من يرى أن هذه الأفعال الجامدة رادفت الحرف (إلا) وتخلت عن معنى الفعلية فأصبحت كالأدوات لا تحتاج إلى فاعل ولا إلى مفعول.

ثانياً-
والاستتار الجائز يكون في الفعل المسند إلى الغائب المفرد أو الغائبة المفردة :

مثل: (أَخوك قرأ وأُختك تكتب) ففاعل (قرأَ) ضمير مستتر جوازاً تقديره ((هو)) يعود على أَخيك
وفاعل (تكتب) ضمير مستتر جوازاً تقديره ((هي)) يعود على (أُختك)، ولو قلت (قرأَ أَخوك وتكتب أُختك) جاز.
وكذلك الضمائر المستترة في اسم الفعل الماضي وفي الصفات المحضة كأَسماء الفاعلين والمفعولين والصفات المشبهة.

محمد البياسي
14-03-2011, 12:32 PM
ياسمينة 8

الباء المفردة

حرف جر لاربعة عشر معنى:

أولها: الالصاق

قيل: وهو معنى لا يفارقها، فلهذا اقتصر عليه سيبويه
ثم إن الالصاق نوعان :
أ- حقيقي : مثل (أمسكت بزيد) إذا قبضت على شيء من جسمه أو على ما يحبسه من يد أو ثوب ونحوه
ولو قلت (أمسكته) احتمل ذلك وأن تكون منعته من التصرف
ب- ومجازي نحو (مررت بزيد) أي ألصقت مرورى بمكان يقرب من زيد
وعن الاخفش أن المعنى مررت على زيد، بدليل (وإنكم لتمرون عليهم مصبحين)
وأقول: إن كلا من الالصاق والاستعلاء إنما يكون حقيقيا إذا كان مفضيا إلى المجرور نفسه :
(أمسكت بزيد، وصعدت على السطح) فإن أفضى إلى ما يقرب منه فمجاز ك (مررت بزيد) .
فإذا استوى التقديران في المجازية، فالاكثر استعمالا أولى بالتخريج عليه
ك (مررت بزيد، ومررت عليه) وإن كان قد جاء كما في (لتمرون عليهم) (يمرون عليها).

ولقد أمرُّ على اللئيم يسبّني = فمضيتُ ثُمة قلتُ: لا يعنينى


إلا أن (مررت به) أكثر، فكان أولى بتقديره أصلا
ويتخرج على هذا الخلاف خلاف في المقدر في قوله:

تمرّون الديارَ ولم تعوجوا = كلامُكمُ عليَّ إذاً حرامُ


أهو الباء أم على ؟

المعنى الثاني للباء: التعدية

وتسمى باء النقل أيضا
وهى المعاقبة للهمزة في تصيير الفاعل مفعولا
وأكثر ما تعدى الفعل القاصر، تقول في ذهب زيد: ذهبت بزيد، وأذهبته، ومنه (ذهب الله بنورهم).


المعنى الثالث للباء: الاستعانة

وهى الداخلة على آلة الفعل، نحو (كتبت بالقلم)

قيل: ومنه [باء] البسملة، لان الفعل لا يتأتى على الوجه الاكمل إلا بها

المعنى الرابع للباء: السببية

مثل : (إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل)

(فكلاً أخذنا بذنبه)

ومنه: لقيت بزيد الاسد، أي بسبب لقائي إياه

المعنى الخامس للباء: المصاحبة

{ قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم } -هود 48

اهبط بسلام : أي معه
الجار "بسلام" متعلق بحال من فاعل "اهبط"، أي: مصحوبا

{ وإذا جاؤوكم قالوا آمنا وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به والله أعلم بما كانوا يكتمون } - المائدة 61

الجار "بالكفر" متعلق بحال مقدرة من الواو، أي: مصحوبين بالكفر .

المعنى السادس للباء: الظرفية

نحو (ولقد نصركم الله ببدر)


والسابع: البدل


فليت لى بهم قوما إذا ركبوا=شنوا الاغارة فرسانا وركبانا

والثامن: المقابلة

وهى الداخلة على الاعواض، نحو (اشتريته بألف) و (كافأت إحسانه بضعف) وقولهم (هذا بذاك)

ومنه (ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون)
النحل 32


المعنى التاسع: المجاوزة كعن

فقيل: تختص بالسؤال، نحو (فاسأل به خبيرا) , الفرقان 59

بدليل (يسألون عن أنبائكم) الاحزاب 20

العاشر: الاستعلاء

نحو (من إن تأمنه بقنطار) آل عمران 75
بدليل (هل آمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل) يوسف 64
ونحو (وإذا مروا بهم يتغامزون) المطففين 30, بدليل (وإنكم لتمرون عليهم مصبحين) الصافات 137

ومنه ايضا وقوله:

أربٌّ يبول الثعلبان برأسه ؟ بدليل تمامه: * لقد هان من بالت عليه الثعالب

أربٌّ يبولُ الثعلبـانُ برأسـه=لقد هان مَنْ بالت عليه الثعالبُ

المعنى الحادى عشر: التبعيض

أثبت ذلك الاصمعي والفارسي والقتبى وابن مالك
قيل: والكوفيون، وجعلوا منه (عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا) الانسان -6

الثاني عشر: القَسَم

وهو أصل أحرفه، ولذلك خصت بجواز ذكر الفعل معه
نحو (أقسم بالله لتفعلن) ودخولها على الضمير نحو (بك لافعلن)
واستعمالها في القسم الاستعطافي نحو (بالله هل قام زيد) أي أسألك بالله مستحلفا

الثالث عشر: الغاية
نحو (وقد أحسن بى إذ أخرجني من السجن) يوسف 100
أي أحسن إليّ
وقيل: ضمّن أحسن معنى لطف.

الرابع عشر: التوكيد وهى الزائدة

وزيادتها في ستة مواضع :

أحدها: الفاعل

وزيادتها فيه: واجبة، وغالبة، وضرورة.

فالواجبة
نحو (أحسن بزيد) في قول الجمهور: إن الاصل أحسن زيد بمعنى ذا حسن، ثم غيرت صيغة الخبر إلى الطلب، وزيدت الباء إصلاحا للفظ.

والغالبة
في فاعل كفى، نحو (كفى بالله شهيدا) وقال الزجاج: دخلت لتضمن كفى معنى اكتف، وهو من الحسن بمكان .

والضرورة
كقوله: -

ألم يأتيكِ والانباء تنمى=بما لاقت لبونُ بنى زيادِ

والثانى مما تزاد فيه الباء: المفعول

نحو (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)
(وهزى إليك بجذع النخلة)
(فليمدد بسبب إلى السماء)
(ومن يرد فيه بإلحاد)
(فطفق مسحا بالسوق) أي يمسح السوق مسحا، ويجوز أن يكون صفة: أي مسحا واقعا بالسوق

والثالث: المبتدأ
وذلك في قولهم (بحسبك درهم)
(خرجت فإذا بزيد)
(كيف بك إذا كان كذا)
ومنه عند سيبويه (بأيكم المفتون)

والرابع: الخبروهو ضربان:

غير موجب

فينقاس نحو (ليس زيد بقائم) (وما الله بغافل عما تعملون)
وقولهم (لا خير بخير بعده النار) إذا لم تحمل على الظرفية

وموجب

فيتوقف على السماع، وهو قول الاخفش ومن تابعه، وجعلوا منه قوله تعالى (جزاء سيئة بمثلها)

والخامس: الحال المنفى عاملها

كقوله: فما رجعت بخائبة ركاب

والسادس: التوكيد بالنفس والعين

(قمتم أنتم بأنفسكم)




المصدر ( مغني اللبيب-ابن هشام)

محمد البياسي
14-03-2011, 12:46 PM
ياسمينة 9

تابع- الموازين النقدية التي تساعد الناقد في تقويم العمل الأدبي


4 ـ الابتكار / عدم التقليد أو التأثّر بالغير.

الاتيان بأفكار و صور جديدة غير مستهلكة
واذا كانت الافكار مطروقة و الصور مستعملة فلا بد له ان ياتي بها بشكل جديد و بطريقة مبتكرة أفضل من سابقتها

نادية بوغرارة
14-03-2011, 08:55 PM
قبل قليل كتبت ردا على إحدى فوائد الأستاذ فريد البيدق ، قلت له فيه أنني لم أتصالح بعدُ مع حفظ قواعد الإعراب ،

لأنني أعتمد على الذائقة بشكل كبير دون معرفة و إلمام بالقواعد .

أما ياسميناتك ، فهي مائدة منوعة سهلة خلت من تفريعات المؤلفين و من تدقيق اللغويين و تعقيب الباحثين .

زائرة لهذه الصفحة ، أترقب الياسمينة العاشرة و ما بعدها .

دمتم و الواحة .

:os:

محمد البياسي
14-03-2011, 11:56 PM
اهلا بك .. حتى الياسمينة المليون

تحياتي

محمد البياسي
13-04-2011, 05:25 AM
النعت


النعت نوعان : حقيقي و سببي .

اولاً -النعت الحقيقي :

1- النعت الحقيقي يتبع متبوعهُ في الإعراب والتعريف والتنكير والتذكير والتأنيث والعدد
وأما إذا كان المنعوت مذكراً غير عاقل فيجوز في نعته أن يكون مفرداً مؤنثاً، نحو: تسلّقت جبالاً شاهقة .

أنواع النعت الحقيقي :

1- اللفظ المفرد : "و إن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم"

2- شبه جملة :وهي نوعان:
أ- جار و مجرور : "يريد الله ألا يجعل لهم حظاً في الآخرة"
ب- ظرف : رأيت طائرا فوق الغصن

3- جملة :
أ- اسمية : قرأت كتابا اسلوبه سهل .
ب- فعلية : " ربنا اننا سمعنا مناديا ينادي للايمان "

ثانيا- النعت السببي:

- هو مفردٌ في كل حال, وبعده اسمٌ مرفوعٌ في كل حال.
2- يتبع ما قبله في الإعراب والتعريف والتنكير.
3- يطابق ما بعدَه تذكيراً وتأنيثاً.
4- النعت السببي هو نعت لما بعده و ليس لما قبله .

مثال : هذه فتاةٌ طويلٌ شعرُها .

والنعت السببي، له حالتان:

أ- إذا كان متحملاً لضمير المتبوع، طابقه في كل ما يطابقه فيه النعت الحقيقي، نحو:
جاء الرجلان الطويلا القامةِ.
رأيتُ الرجلين الطويلي القامةِ.
ساعدتُ المرأتينِ الكبيرتي السن.

ب- إذا كان النعت غير متحمّل ضمير المتبوع، روعي فيه فقط مطابقته لمتبوعه في حركة الإعراب ومطابقته في التذكير والتأنيث لما بعده، مثل:
أكرمت الولدَ الحسنَةَ سجيتُه.
جاءتكم هندٌ الكريمُ خلقُها.
ساعدتُ الولدين الفقيرَ أبوهما.
ساعدتُ البنتين الفقيرةَ أمهُما

محمد البياسي
17-05-2011, 01:34 AM
الصورة الشعرية

1

مما لا شك فيه أن من أهم أركان البيت الشعري هو الصورة الشعرية .

ووضوح الصورة أو غموضها هو الذي يتحكم بالمعنى , قرباً من المتلقي أو بعداً عنه
والصورة الشعرية تتركب من مجموعة من العناصر و الأدوات
ومن اهم عناصرها و أدواتها التحكم بمفردات اللغة و سوقها بين ضفتين بحرفية عالية.

يقول ( داي لويس ) : " الصورة الشعرية رسمٌ قوامه الكلمات ".
وفي قول لويس هذا ايجاز عبقري لمفهوم الصورة الشعرية .

الكلمات هي الالوان التي يستخدمها الشاعر لرسم الصورة
والريشة هي مدى تفاعله مع المفردة و احساسه بها
واللوحة هي الخبرات الطويلة المتراكمة في نفسه الشاعرة .
والخبرات المقصودة هنا : هي المخزون اللغوي و التراثي و الثقافي

كل هذه الأمور مجتمعة هي التي تشكل الصورة الشعرية .
وتعتمد قوة الشاعر في رسم الصورة على تمكنه من هذه الادوات مجتمعة .
وهذه احدى الركائز التي يتفاضل بها الشعراء قوة و ضعفاً .
اضافة الى الركائز الاخرى الاساسية التي تقوم عليها القصيدة .

اذكر هنا بيتا واحدا لشاعر كان الاولى ان يسمى ملك الشعراء لا اميرهم فحسب , هو شوقي .
عبقري الشعر , وواحد من اساطين و اساطير البيان و البلاغة في القرن العشرين :

رَكَزوا رفاتَك في الرمالِ لـواءا
يستنهضُ الوادي صباحَ مساءا


في النظر الى هذا البيت نظرة متأنية و عميقة يظهر لك لماذا سمي هذا الرجل امير الشعراء .

في البيت صورة واحدة فقط كما ترى
ولكنها صورة متحركة و ليست ثابتة
وهي تتألف من اكثر من ثماني صور
كل صورة منهن تتألف بدورها من عدد اخر من الصور
فانظر:
في بيت واحد فقط و في صورة واحدة فقط , كم استخدم هذا الاسطورة من الادوات لتشكيل صورة واحدة , لكي يصل بنا الى المعنى الذي أراد .



يتبع ...

محمد البياسي
19-05-2011, 02:57 AM
الصورة الشعرية

2

بعيدا الآن , عن الغوص في اعماق البلاغة و البيان و استقصاء تفاصيلهما و دقائقهما
فإننا سنتناول هذه الصورة من السطح فقط ..

الصورة هنا تتألف من مجموعة من الصور الصغيرة
تجمعت لتشكل هذه الصورة العبقرية المعبرة
يتألف البيت من فعلين و ضميرين ظاهرين و ضميرين مستتريين و حرف جر و ستة اسماء منها ظرفا زمان .
الفعلان يشكلان صورتين متحركتين
و الاسماء الاربعة تشكل صورا ثابتة
و ظرفا الزمان يشكلان مرآتين تعكسان حركة الصور المتحركة و الثابتة


يتبع ...

محمد البياسي
21-05-2011, 06:56 PM
الصورة الشعرية

3


الصورة الأولى :

ركزوا :

الرَّكْزُ: غَرْزُكَ شيئاً منتصباً كالرمح ونحوه تَرْكُزُه رَكْزاً في مَرْكَزِه، وقد رَكَزَه يَرْكُزُه ويَرْكِزُه رَكْزاً ورَكَّزَه: غَرَزَه في الأَرض؛
أَنشد ثعلب:

وأَشْطانُ الرِّماحِ مُرَكَّزاتٌ= وحَوْمُ النَّعْمِ والحَلَقُ الحُلُولُ



لم يقل شوقي نصبوا , بل قال : ركزوا , لأن الركز يشمل معنيي الغرز و النصب , أي نصبوا و غرزوا , و هذا طبعاً أبلغ بكثير .

وهي كما ترى صورة متحركة .

الصورة الثانية :

رفاتك :

والرُّفاتُ: الحُطام من كل شيء تكَسَّر.
ورُفِتَ الشيءُ، فهو مَرْفوتٌ.
ورَفَتَ عُنُقَه يَرْفُتُها ويَرْفِتُها رَفْتاً، عن اللحياني.
ورَفَتَ العَظْمُ يَرْفِتُ رَفْتاً: صار رُفاتاً.
وفي التنزيل العزيز: (أَئِذا كنَّا عِظاماً ورُفاتاً)؛ أَي دُقاقاً.
وفي حديث ابن الزبير، لما أَراد هَدْمَ الكعبة، وبناءَها بالوَرْسِ، قيل له: إِن الوَرْسَ يَتَفَتَّتُ ويَصير رُفاتاً.
والرُّفاتُ: كل ما دُقَّ فكُسِرَ.
ويقال: رَفَتَ عِظامَ الجَزور رَفْتاً إِذا كِسَرها ليَطْبُخَها، ويَسْتَخْرِجَ إِهالَتَها

وكما ترى - الرفات صورة ثابتة .

ولكن التشكيل بين ركز , و الرفات أمر فيه غرابة , إذ كيف تُركز الرفات ؟ و أين ؟ في الرمال , و ماذا ؟ لواءً
ربما كان ما قاله على شاكلة ما قاله أبو تمام :
فضربت الشتاء في أخدعيه= ضربة غادرته عودا ركوبا


وهذه الصورة الاستعارية يسميها بعض النقاد : المنافرة الدلالية بين الفعل والمفعول، أو المسند و المسند إليه .
و الإلتفاتة هنا أيضاً أن الرفات تكون في عمق الأرض و اللواء يكون بارزاً فوق الأرض .
وهذا فيه شيء من الطباق .

الصورة الثالثة :

الرمال .

و الرمال هي أضعف مكان يُستطاع فيه ركز شيء , و المعنى هنا فيه قوة .
فعلى الرغم من ضعف الرمال عن التثبيت , إلا أن رفات شيخ الشهداء ثبتت و انتصبت فيها لواءً .




يتبع...

محمد البياسي
22-05-2011, 02:55 AM
الصورة الشعرية

4


الصورة الرابعة :

لواء

اللِّواء: الرايةُ ولا يمسكها إِلا صاحبُ الجَيْش

وهي صورة ثابتة كما ترى , و لكنه حركها بـ :


الصورة الخامسة :

يستنهض

اسْتَنْهَضَهُ لكذا: أمَرَه بالنُّهوض له.

و النهوض أبلغُ لغةً و أسمى من القيام , فقولك : نهض بالأمر أبلغ من قولك : قام به , لأن النهوض يحتمل الجهد و المثابرة.


الصورة السادسة :

الوادي

والوادي معروف، وهو كل مَفْرَج بين الجبالِ والتِّلال والإِكام، سمي بذلك لسَيَلانه، يكون مَسْلَكاً للسيل ومَنْفَذاً.

وربما هنا وضحت الصورة أكثر ..
اللواء الذي لا يحمله إلا صاحب الجيش , يخفق عالياً يطلب من الوادي وممن في الوادي النهوض
اللواء في الأعلى يحث الذي هو في الأسفل على النهوض , و النهوض بمعناه السامي هو : الحركة من الأسفل إلى الأعلى مع الجهد و المثابرة .


الصورتان السابعة الثامنة :

صباح مساء

الحث على النهوض في الليل و النهار .



يتبع..

محمد البياسي
24-05-2011, 05:07 PM
الصورة الشعرية

5


يقول ابن سنان الخفاجي:
ان الحروف التي هي أصوات تجري من السمع مجرى الالوان من البصر.

ويقول عبد القاهر الجرجاني في " أسرار البلاغة " :
اعلمْ أن الكلام هو الذي يُعطي العلومَ منازلها، ويبيّن مراتبها، ويكشفُ عن صُوَرها .

ويقول :
وإذا كان هذا الوصفُ مقوِّمَ ذاته وأخصَّ صِفاته، كان أشرف أنواعه ما كان فيه أجلى وأظهر.

ويقول :
وهذا الحُكْمُ - أعني الاختصاص في الترتيب - يقع في الألفاظ مرتَّباً على المعاني المرتَّبَة في النفس .

اذاً :
فالحروف هي ألوان , و الكلام هو الذي يكشف الصور التي تدل على المعاني
فالكلام اذاً هو جسر المعنى , و الصورة هي مرآته .



يتبع ...

رفعت زيتون
02-06-2011, 09:46 PM
.

أرهقتنا علما أخي الكريم البياسي

وأشبعتنا بعد جوع

صفحات نورانية عظيمة في بلاغة كتاب الله

كنتُ هنا لأكثر من ساعتين وأشعر أنني لا أود أن أفارق المكان

وأقول أن هذه الصفحات لا تقرأ مرة واحدة بل إنها كماء الكوثر

يجبُ أن نردها كل يوم لنرتوي مرارا

وددتُ أن اجد بعض الأجوبة لبعض الأسئلة وبعض ما حيرني

ولم أجدها وقلتُ ربما تتطرق إليها في مشاركات قادمة

ومع تفتّح ياسمينة أخرى في بستانك

ولو شئتَ وضعت بعضها للنقاش على أمل أن أحظى بأجوبة غير تلك التي عرفتها

ولم أقتنع فيها كثيرا

تحياتي لك ولهذا البستان النوراني

.

محمد البياسي
02-06-2011, 10:45 PM
كنتُ هنا لأكثر من ساعتين وأشعر أنني لا أود أن أفارق المكان



أهلاً بأخي الحبيب رفعت زيتون
أهلاً بالمقدسي النبيل
يا سيدي الفاضل : تشرّفَ المكانُ و ازداد قيمة بوجودك فيه
وما قرأت اسمك الا استحضرت الاف السنين من عراقة و قدسية و أصالة بيت المقدس و أهلها




وددتُ أن اجد بعض الأجوبة لبعض الأسئلة وبعض ما حيرني
ولم أجدها وقلتُ ربما تتطرق إليها في مشاركات قادمة
ومع تفتّح ياسمينة أخرى في بستانك
ولو شئتَ وضعت بعضها للنقاش على أمل أن أحظى بأجوبة غير تلك التي عرفتها


يا سيدي الفاضل : العلم اكتساب , فضعْ هنا ما تشاء مما علّمك الله كي نستفيد
وأيضا : أرجو أن تثير هنا ما شئت من القضايا كي نثرى من الآراء عن طريق البحث و الاستقصاء.


محبتي و احترامي و تقديري


حقاً شرّفتني بمرورك الكبير أيها الكبير
و لا استطيع أن أشرح لك مدى سعادتي بك .

رفعت زيتون
03-06-2011, 01:05 PM
.

الأخ البياسي

أكرمتني بترحيبك في بستانك

وأذهلتني بعظيم بديعك وبيانك

وليتَ كلمات الشكر تستطيع أن تفيك حقّك عليّ

....

الأخ الكريم كنّا ذات يوم في جلسة علمٍ

ودار بيننا نقاش حول الآيتين الأولى التي ذكرت" ان الذين امنوا والذين هادوا والنصارى ... "

في سورة البقرة وآل عمران وكان الجواب هو أحد الاجوبة التي ذكرتها أنتَ بخصوص العطف على الجمل

ولكنك بوضع أكثر من احتمال كنتَ أشمل وأتيتَ بكلّ الآراء وهذا أحسن الحسن

وقد سأل أحدهم عن آية أخرى وهي الآية العاشرة في سورة الفتح

( إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ
فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا )

وكان السؤال عن سبب رفع عليهُ فأجاب الشيخ في جلسة أخرى أن بعض قبائل العرب

كانوا يلفظونها هكذا . فهل هذا هو الجواب الوحيد أو الصحيح أم لدى أستاذنا البياسي ما هو أقرب للصواب

هذا أولى أسئلتي ولدي المزيد مما دوّنته سأضعها هنا على شكل أسئلة تفيد السائلين والراغبين إن شاء الله

شكرا لما تأتي به اخي البياسي من علم مفيد

.

محمد البياسي
03-06-2011, 03:32 PM
.
سأل أحدهم عن آية أخرى وهي الآية العاشرة في سورة الفتح
( إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ
فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا )

وكان السؤال عن سبب رفع عليهُ فأجاب الشيخ في جلسة أخرى أن بعض قبائل العرب كانوا يلفظونها هكذا .


مرحباً بك و بياسمينك أيها المقدسي النبيل
شرفتني بحضورك يا سيدي الفاضل
و أهديتني عباءة فضفاضة من الثناء لا أستحقها .

فيما يخص ضم الهاء في الآية التي ذكرتَها , فالموضوع - بعد البحث - على ثلاثة أقوال :

الأول :

على أنها على لغة أهل الحجاز , لأن أهل الحجاز يضمون هاء المذكر فيقولون : بهُ , عليهُ .

والثاني :

أنّ الضم هو الأصل في حركة هاء الكناية التي هي هاء الضمير الزائدة عن بنية الكلمة
و التي يكنى بها عن المفرد المذكر الغائب.
الأصل فيها البناء على الضم مثل لهُ , منْهُ
إلّا أن يقع قبلها كسر مثل : بِهِ
أو ياء ساكنة مثل عليهِ
فحينئذ تكسر و ذلك لمجاورتها الكسرة أو الياء الساكنة
و قد قرأها حفص بالضم في موضعين مراعاة للأصل و تبعاً للرواية في :
ما أنسانيهُ (الكهف : 63) , عليهُ الله ( الفتح :10 )

الثالث : بلاغي

فمن المعلوم تجريباً وباتفاق العلماء أن الضمة هي أثقل الحركات و أقواها
وأن النطق بها يحتاج إلى جهد من عضلات الفم أكثر من الكسرة .
و بالنظر و التمعن في الآية الكريمة نجد أنّ الإتيان بالضمة -التي هي أثقل الحركات- كان للدلالة على ثقل هذا العهد وعظمه
وذلك من جملة نَواحٍ منها :

– قوله تعالى : " إن الذين يبايعونك " وهذه البيعة كانت يوم الحديبية
وكانت بيعة على الموت في نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم , ونصرة دينه والبيعة على الموت أشد وأثقل البيعات وأقواها .

ب- وقال تعالى : " إنما يبايعون الله " وهذا تعظيم لهذه البيعة التي يكون فيها الله هو الطرف المبايع .

ج- وقال تعالى : " يد الله فوق أيديهم " ‘ وهذا توكيد لما قبله وتوثيق لأمر هذه البيعة العظيمة .

د- حذر من نكث هذه البيعة ونقض هذا العهد ، وقال إن ضرر نكثه يعود على الناكث نفسه .

هـ - وذكر أن من أوفى بهذا العهد سيؤتيه الله أجراً عظيما فهو كما ترى عهد عظيم ثقيل
فناسب بأن يأتي بأثقل الحركات وهي الضمة مجانسة لثقل هذا العهد

ثم إن الضمة ينطق معها لفظ الجلالة بتفخيم اللام بخلاف الكسرة
فإنها ينطق معها لفظ الجلالة بترقيق اللام ، فجاء بالضم لتفخيم النطق بلفظ الجلالة إشارة إلى تفخيم العهد
فناسب بين تفخيم الصوت وتفخيم العهد وهو تناظر جميل
و أيضاً الضم في الآية يوصل إلى تفخيم لفظ الجلالة الملائم لتفخيم أمر العهد المذكور به .


و الأمر ينطبق على الآية 63 في سورة الكهف للتذكير بعظم الحدث .


مسرور جداً بحضورك البهي الكريم .


" منقول من أكثر من مصدر"

رفعت زيتون
04-06-2011, 08:43 AM
.

لم يساورني شكّ أخي الكريم البياسي

أنني سأجد في صفحتك ضالتي

بعدما قرأتُ ما قرأت

ويسرّني أن أعود كثيرا

فمن خلال النقاش والسؤال تكون المعرفة

وإن سمحت حجزتُ لي مقعدا دائما في صفحتك

ولن أكون متلقيا فحسب بل جالبا للمعلومة ومعينا على كلّ خير

وأنا على يقين أن لديك في كل الحالات ما تضيفه

وهذا ما يعطي صبغة الشمولية للموضوع

ويسدّ ثغرات النقص إن وجدت

وأيضا يفرض الموضوعية والأمانة

فالموضوعية تكون عندما نتناول المعلومة من كلّ مصادرها المعتمدة طبعا

والأمانة لأن في نقل كلّ ما يتعلق بالمعلومة لا نهضم نصيب أيّ مجتهد .

أشكرك أخي وبارك الله فيك وزادك بسطة في كلّ ما تحب

.

محمد البياسي
04-06-2011, 09:03 AM
.

وإن سمحت حجزتُ لي مقعدا دائما في صفحتك

ولن أكون متلقيا فحسب بل جالبا للمعلومة ومعينا على كلّ خير





هي : صفحتك قبل أن تكون صفحتي
و : حديقتك قبل أن تكون حديقتي

فازرع فيها ما شئت من ريحانك و ياسمينك

فليس أحلى و لا أرقى من الزروع المقدسية و الشآمية

و لو سمحتَ , حجزتُ لي مقعداً في صفحتك هذه , متلقياً و جالباً .



محبتي و احترامي أيها المقدسيّ النبيل .

رفعت زيتون
04-06-2011, 09:12 AM
مداخلة في معنى (جاء وأتى )وهي مقدمة لحديث أطول

---------------------------------------

في قصص القرآن الكريم أعظم العبر وأجمل ما يدخل على النفس السرور والبهجة

ومن أجمل هذه القصص قصية سيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام التي سأثير بعض النقاط البلاغية فيها

للنقاش والسؤال في مشاركات قادمة ,

ولكن في هذه المشاركة سأتناول بعد إذن أخي البياسي شيئا من قصة سيدنا موسى

عليه الصلاة والسلام وما أكثر الحديث عنه في القرآن الكريم

فلقد استخدِمتْ الكلمة (أتاها )في الآية 30 من سورة القصص

( فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ )

أما في الآية 8 من سورة النمل فقد استخدِمتْ كلمة (جاءها)

(فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )

وهناك طبعا الكثير من الآيات والشواهد .

ولأن الكلمات في القرآن الكريم لا ترادف فيها فإن لكلّ كلمة معنى يختلف ولو قليلا عن الكلمة الأخرى

ونسمي العلاقة بينهما بالتشابه وهذا مبحث عظيم يسمى ( تشابه المعاني واختلاف المباني )

فماذا يقول العلماء أستاذنا في ذلك

وربما إذا ربطّت المعاني بكلمتين أخريين وهما كلمة (الخبر والنبأ )يكون ذلك أجدى في فهم الفكرة

وكذلك من خلال تقارب المفاهيم وإن شئتَ جعلنا نقاش هاتين الكلمتين ( الخبر والنبأ )

في مشاركة أخرى وما ربطتُ بينهما إلا لغاية في نفسي وسؤال سأسأله لاحقا

ولأستاذنا البياسي كلّ التّحية

( بالمناسبة لا داعي لأن ترهق نفسك وتستطيع المشاركة بما تملك من وقت إضافي
حتى لا أشعر بأنني غيرت شيئا من النهج الذي انتهجته في هذه الصفحة المباركة
واعلم انك ما أن تجيب حتى تجدني إن شاء الله في نقاش آخر )
.

محمد البياسي
05-06-2011, 11:35 PM
مداخلة في معنى (جاء وأتى )وهي مقدمة لحديث أطول

.




أهلاً بالحبيب المقدسي


إليك بعض قناعاتي

هناك التفاتة وتفصيل في هذا الموضوع :
اما الالتفاتة
فهي أن صيغة المضارع للفعل (جاء) لم تستعمل مطلقاً في القرآن كله
وإنما استعمل دائماً بصيغة الماضي.
أما فعل " أتى " فقد استخدم بصيغة الماضي والمضارع .

وأما التفصيل :
فهو أن الفعل " جاء " يستعمل لما فيه مشقة أما الفعل " أتى " فيستعمل للمجيء بسهولة ويسر
هكذا قال بعض العلماء و منهم الدكتور فاضل السامرائي
و مثاله :
قال تعالى في سورة النحل
(أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ {1})
وقال
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاء أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ) (78)

هنا أشقّ لأن فيه قضاءً وخسراناً وعقابا.

وفي سورة مريم (فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27))؟

الاتيان بالولد محمولاً هيّن و لكن المجيءَ بولدٍ من غير أبٍ أمرٌ جللٌ عظيمٌ فيه إعجاز .

وهناك تفصيل أكثر , جاء في موضوع للدكتور عبد العزيز العمار في موقع شبكة الفصيح لعلوم اللغة
قرأته منذ زمن و أعجبني جداً , فيه تفصيل كثيرعن هاتين الكلمتين
وأنقله إليك كاملاً بتصرف بسيط , مع الاعتذار لصاحب الموضوع لأني أنقله من غير إذنه
ومع شكره على هذا الجهد الرائع.

الموضوع :

من العلماء من لا يرى فرقاً بين لفظتي : "جاء، وأتى"، ويرى أنهما من المترادفات، فتراه يفسر الإتيان بالمجيء والمجيءَ بالإتيان .
بيد أن هناك فروقاً كثيرة بين هاتين اللفظتين؛ إذ تختص كل واحدة منهما بدلالة عن الأخرى، وبإيحاء ليس في أختها.
فقد وردت هاتان اللفظتان في كتاب الله كثيراً، و لكل واحدة منهما موضعها المناسب، وسياقها الملائم، مما يستحيل معه أن تأخذ كل واحدة منهما موضع الأخرى
وقد تنبه كثير من العلماء إلى ما بين اللفظتين من فروق، فأشاروا إليها، وذكروها في مواضعها،
ومن ذلك ما يفرده بعض العلماء في مصنفاتهم فصولاً تحت عنوان ( ألفاظ يُظن بها الترادف وليست منه )
ويذكرون من هذه الألفاظ لفظتي : جاء وأتى ، ثم يذكرون ما بينهما من فروق .
ومن الفروق بين هاتين اللفظتين ما يلي : أول فرق يُلحظ بينهما ما يتعلق بالجانب الإيقاعي في نطق اللفظتين،
وذلك أن لفظة ( أتى ) أخف في النطق من ( جاء ) بما فيها من ثقل المد وإطالة الصوت به ،
ولعل هذا السبب هو السرّ في أن لفظة ( جاء ) لم تأتِ في القرآن إلاَّ بهذه الصيغة،
بخلاف لفظة ( أتى ) فقد جاء الماضي منها والمضارع والأمر ، ( أتى، يأتي، أئتِ، يأتون، فأتنا، فأتوا )
أما "جاء" فلم تأتِ في القرآن إلاّ بصيغة الماضي ، ولا مراء في أن لفظة ( يأتي ) أخف من لفظة ( يجيء ) .
فهذا فرق بينهما يتعلق بالجانب الإيقاعي، بيد أن هذا الفارق لا يكاد يُذكر أمام الفروق المعنوية بين هاتين اللفظتين،
فقد اختصت كل واحدة من هاتين اللفظتين بمعاني لا تشاركها الأخرى فيها،
يدل على هذا الأمر استعمال القرآن لهاتين اللفظتين في مقامات متعددة، وفي سياقات مختلفة،
ومن خلال استقراء لتلك المقامات، والنظر في تلك السياقات تتبين بعض الفروق بين هاتين اللفظتين .

ومن هذه الفروق ما يلي :

أولاً :

إن لفظة ( جاء ) تأتي - غالباً - مع الأعيان والأمور المشاهدة المحسوسة،
بخلاف لفظة ( أتى ) فإنها تأتي مع المعاني المعنوية التي لا تُشاهد، يدل على هذا أمثلة كثيرة من كتاب الله.
ومن ذلك قوله { ولمن جاء به حمل بعير ... } [ يوسف : 72 ] ، يعني صواع الملك؛ وهو عين .
وقوله { وجاءوا على قميصه بدم كذب ... } [ يوسف : 18] ( 5)،
ولهذا فرَّق بينهما - سبحانه - في قوله { قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون * وأتيناك بالحق وإنا لصادقون } [ الحجر : 63 - 64 ]
فقد جاءت لفظة { جئناك } ؛ لأنها للعذاب وهو مشاهد، بخلاف { الحق } فليس مرئياً فجاءت معه لفظة { أتيناك } . (6 )

ثانياً :

ما قام به أحد الباحثين ( 7) باستقراء مواضع كل من ( جاء ) و ( أتى ) في القرآن الكريم،
وبعد نظر وتأمل لهذا الاستقراء في مواضعهما توصل إلى أن ( جاء ) لا تُستعمل في القرآن إلاَّ دليلاً على القرب، سواء كان هذا القرب زمانياً أو مكانياً
بخلاف لفظة ( أتى ) فإنها لاتُستخدم في القرآن إلاّ دليلاً على البعد، سواء كان هذا البعد، زمانياً أو مكانياً أو نفسياً،
ثم ذكر بعد ذلك الشواهد الكثيرة من القرآن التي تؤيد ما ذهب إليه،
ومن هذه الشواهد قوله { فأتتْ به قومها تحمله قالوا يامريم لقد جئت شيئاً فرياً } [ مريم : 27 ]،
فقد أقبلت عليهم به من مكانها القصي البعيد، فعُبِّر عن ذلك بلفظة { أتت } ثم قالوا منكرين عليها بلفظة { جئت } ؛
لأنها حينما وصلت إلى قومها كان عيسى عليه السلام قريباً منهم، فقد كانت حاملته بين يديها،
ومن الشواهد - أيضاً - قوله - تعالى - { وقال الملك ائتوني به فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن... } [ يوسف : 50 ]
فقد جاءت - أولاً- لفظة { أتى }؛ بسبب ما بين مكان يوسف ومكان الملك من بعد؛ إذ كان يوسف في السجن، وما أبعد السجنَ عن قصر الملك،
ثم جاءت - ثانياً - لفظة { جاءه }؛ وذلك لقرب يوسف وقتها من الملك، فقد كان ماثلاً بين يديه،
ومن الأمثلة - أيضاً - على ذلك قوله - تعالى - في حديثه عن القرآن :
{ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد } [ فصلت : 42 ]
فقد جاءت هذه اللفظة { لا يأتيه }؛ وذلك لبعد حدوث هذا الأمر، بل لانتفاء وقوعه أصلاً، ومن هنا جاءت هذه اللفظة الموحية بهذا المعنى .

ثالثاً :

ومن الفروق بينهما : ما قام به أحد الباحثين - أيضاً - من استقراء لمواضع كل من ( جاء ، وأتى ) في القرآن، من خلال النظر في مواضعهما، والغرض الذي سيقتا له، مستصحباً معه دلالتهما، فبعد نظر وتأمل اهتدى إلى أن بين اللفظتين فوارق دقيقة تتضح بجلاء من خلال سياق كل واحدة منهما،
وخلاصة هذا الفرق : أن ( الإتيان ) تحيط به ثلة من الغموض والشك والجهل وعدم القصد،
في حين أن ( المجيء ) تحيط به ثلة من معاني العلم واليقين وتحقق الوقوع،
ثم ذكر شواهده على ذلك من الكتاب العزيز،
ومن ذلك ما ذكره - تعالى - في قصة موسى مع فرعون ،
فإن فيها خير شاهد - كما يقول - على ما ذهب إليه من معنى الشك في ( الإتيان )، واليقين في ( المجيء )
يقول تعالى :
{ فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله آنس من جانب الطور ناراً قال لأهله امكثوا إني آنست ناراً لعلى آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون *
فلما أتاها نُودي من شاطىء الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة ...} [ القصص : 29 - 30 ] ،
ويقول في موضع آخر { إذ قال موسى لأهله إنى آنست ناراً سآتيكم منها بخبر أو آتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون *
فلما جاءها نُودي أن بُورك من في النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين } [ النمل : 7 - 8 ] ،
فقد جاء في الموضع الأول { فلما أتاها }، وفي الموضع الثاني { فلما جاءها }، وسبب هذه المغايرة اختلاف المقامين بين الشك واليقين،
ففي سورة ( القصص ) سبق الإتيانَ شكٌ ورجاء، يدل على ذلك قوله { لعلى آتيكم }
في حين سبق المجيءَ عزم ويقين في قوله { فلما جاءها }،
ومن الشواهد على هذا - أيضاً - قوله - تعالى -
{ قال إنْ كنتَ جئتَ بآية فأت بها إن كنت من الصادقين } [ الأعراف : 106 ]
فالمجيء في الآية ذُكر في حق موسى وقد كان مستيقيناً من هذه الآية،
أما الإتيان بها فقد كان طلباً من فرعون على وجه التحدي، يدل على شك في نفسه كما يدل عليه قوله { إن كنت من الصادقين } .
ومن الشواهد على مجيء كلمة ( جاء ) في الأمور المحقق وقوعها اليقينية قوله - تعالى -
{ وجاء ربك والملَك صفاً صفاً } [ الفجر :22 ] وقوله { وجيء يؤمئذ بجهنم...} [ الفجر :23 ]، وغيرها من الآيات التي تدل على هذا الأمر .
وبهذا يتبين أن هاتين اللفظتين تختص كل واحدة منهما بإيحاءات خاصة بها، مما ينتفي معه أن تقوم كل واحدة منهما مكان الأخرى،
إذ ليست اللفظتان مترادفتين، كما اتضح هذا الأمر من خلال سياق كل واحدة منهما في القرآن الكريم،
وقد كان القرآن هو الحكم الفصل في هذه القضية، فرأينا كيف يفرق بين هاتين اللفظتين في استخدامهما، نظراً إلى اختصاص كل واحدة منهما بدلالة مغايرة للأخرى،
مما يستحيل معه أن تحلَّ كل واحدة منهما محل الأخرى مما يجعل القول بترادفهما قولاً مردوداً مرفوضاً .
ويتضح مما تقدم، ومن خلال هذا المبحث كله أن لا ترادف في ألفاظ القرآن كلها؛ فلكل لفظة من هذه الألفاظ خصائصها التي تميزها عن غيرها، وتنفرد بها من بين سائر الألفاظ، مما يستحيل معه القول بترادفها، أو أن تحل محل أختها؛ وذلك أن لكل لفظ قرآني خصائصه الفريدة، ودلائله الدقيقة، التي لا توجد في سواه من الألفاظ التي تشترك مع ذلك اللفظ في أصل المعنى

رفعت زيتون
06-06-2011, 12:11 AM
.

الأخ الكريم البياسي

جهد كبير ومعلومات أوسع وأكثر مما توقعت

وعلم أتيتنا به من بعيد ,فلما جئتَ به ووصل إلينا

أيقنتُ أنّه أشملُ مما كان بين يديّ

وعرفتُ أنّك لن تترك للسؤال ثغرة إلا وتسدّها بمعلومة

شكرا لك ولي عودة للحديث باقتضاب فلم تترك لي ما أقول

ولكن كأنك أردتَ فصل الشقّ الثاني للسؤال ( بخصوص خبر ونبأ )

عن الشقّ الأول ولو أني طمعتُ بالرّبط بينهما وربّما كان الفصل أنفع

نظرا للكم الهائل من المعلومات التي أغنيتنا بها

مرور سريع للشكر والعرفان

:0014:

,

نادية بوغرارة
06-06-2011, 12:59 AM
الأستاذ محمد البياسي ،

جعلتَها حديقة الياسمين ، و رأيتها بعد هذا الجمال و الألق و الخير الذي جمعته فيها ،

جنة الياسمين .

تقبل إعجابي بتفانيك و بملكة البحث عندك التي لا تقبل الثغرات .

نفعنا الله و إياكم بما تجتهدون لإضافته لطلبة العلم .

مثل هذا الموضوع أحبّ أن أثبته تقديرا للجهد المبذول فيه ، و أستأذن الأستاذ فريد البيدق في ذلك .

للتثبيت .

رفعت زيتون
06-06-2011, 01:09 AM
الأستاذ محمد البياسي ،

جعلتَها حديقة الياسمين ، و رأيتها بعد هذا الجمال و الألق و الخير الذي جمعته فيها ،

جنة الياسمين .

تقبل إعجابي بتفانيك و بملكة البحث عندك التي لا تقبل الثغرات .

نفعنا الله و إياكم بما تجتهدون لإضافته لطلبة العلم .

مثل هذا الموضوع أحبّ أن أثبته تقديرا للجهد المبذول فيه ، و أستأذن الأستاذ فريد البيدق في ذلك .

للتثبيت .


عندما يكون العلم من كتاب الله فكلنا سنكون سعداء بان نكون طلبة علم

والاستاذ البياسي يثبت كل يوم أنه خير من يحمل أمانة هذا العلم

وبالتالي فأنا سعيد أن أكون هنا طالب علم

شكرا له ولكلّ من يمرّ هنا

وليت الكثيرين يصطحبونا في هذه الرحلة التي اتمنى أن تطول

.

محمد البياسي
29-06-2011, 01:03 PM
عندما يكون العلم من كتاب الله فكلنا سنكون سعداء بان نكون طلبة علم

والاستاذ البياسي يثبت كل يوم أنه خير من يحمل أمانة هذا العلم

وبالتالي فأنا سعيد أن أكون هنا طالب علم

شكرا له ولكلّ من يمرّ هنا

وليت الكثيرين يصطحبونا في هذه الرحلة التي اتمنى أن تطول

.



كلنا طلابُ علم يا أبا يحيى
كلنا ..
فلا تحملني أمانة هي أثقل عليّ من جبل قاسيون .

أنا أعتبر الواحة مدرسة
كلُّ مَن فيها طلابٌ وكلُّهم أساتذة , فالكلُّ يأخذ من الكلِّ.

ولكنَّ وجودَك هنا يجعل المكانَ أكبرَ قيمةً وأبهى جمالاً وأكثر نفعاً .


فجُدْ علينا بما تعلم , جعله الله في ميزان حسناتك .




محبتي واحترامي أيها المقدسي النبيل .

محمد البياسي
29-06-2011, 07:44 PM
.
ولكن كأنك أردتَ فصل الشقّ الثاني للسؤال ( بخصوص خبر ونبأ )
:0014:



نعم يا أبا يحيى

أردتُ الفصل بينهما لأسباب , منها :
- التيقن من " المعلومة " والتبحّر أكثر
- لكي لا أشتت ذهن القارئ في أمرين

واليك ما وصلت إليه بعد المتابعة
وأرجو أن تراجعني إن كنتُ مخطئاً
وأرجو أن تزيدني إن كنتُ مصيباً


الفرق بين الخبر و النبأ


النبأ لايكون إلا للإخبار بما لايعلمه المُخبَر ، ويجوز أن يكون الخبر بما يعلمه وبما لايعلمه
ولهذا يقال : تخبرني عن نفسي ، ولايقال تنبئني عن نفسي ، وكذلك تقول : تخبرني بما عندي ولاتقول تنبئني
وفي القرآن الكريم :"فَسَيَأْتِيهِمْ أَنبَاء مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون " الشعراء (6)
وإنما استهزؤوا به لأنهم لم يعلموا حقيقته ، ولو علموا ذلك لاتّقوه , يعني العذاب
وقال تعالى : " ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ.." هود (100)، ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يعرف شيئا منها.
وقال علي بن عيسى : في النبأ معنى عظيم الشأن
والإنباء عن الشيء أيضا قد يكون بغير حمل النبأ عنه
تقول هذا الأمر ينبئ بكذا ولاتقول يخبر بكذا لأن الإخبار لايكون إلا بحمل الخبر .

والخلاصة :

1- كلمة النبأ استعملت في القرآن الكريم للإخبار عن الأمم السابقة, و لم تستعمل كلمة الخبر عنهم
2- النبأ يكون للأمر العظيم
3- النبأ أمر حق وصحيح
4- النبأ يعرفه المخبِر و لا يعرفه المخبَر


والله أعلم



احترامي ومحبتي أيها الحبيب المقدسي .

محمد البياسي
29-06-2011, 09:31 PM
الأستاذ محمد البياسي ،

جعلتَها حديقة الياسمين ، و رأيتها بعد هذا الجمال و الألق و الخير الذي جمعته فيها ،

جنة الياسمين .

تقبل إعجابي بتفانيك و بملكة البحث عندك التي لا تقبل الثغرات .

نفعنا الله و إياكم بما تجتهدون لإضافته لطلبة العلم .

مثل هذا الموضوع أحبّ أن أثبته تقديرا للجهد المبذول فيه ، و أستأذن الأستاذ فريد البيدق في ذلك .

للتثبيت .



شكراً جزيلاً أيتها الأخت الفاضلة نادية بوغرارة ..
على إطرائك أولاً ..
و على التثبيت ثانياً ..

ولكن أرجوكِ ألا تبالغي في المديح
فأنا طالب علم
وسأظل طالب علم إلى أن أموت .


شكرا مرة أخرى



احترامي وتقديري

محمد البياسي
21-07-2011, 06:57 AM
الصورة الشعرية

6


مما قاله عبد القاهر الجرجاني في الجناس والطباق في كتابه الخالد أسرار البلاغة :


فالذي يجب عليه الاعتماد في هذا الفنّ، أن التوهُّم على ضربين:
ضربٍ يستحكم حتى يبلُغ أن يصيرَ اعتقاداً
وضربٍ لا يبلغ ذلك المبلغ ، ولكنه شيءٌ يجري في الخاطر
وأنت تعرف ذلك وتتصور وَزْنه إذا نظرت إلى الفرق بين الشيئين يشتبهان الشَبَهَ التامَّ
والشيئين يشبه أحدُهما بالآخر على ضرب من التقريب، فاعرفه،
وأما الحشو فإنما كُرِهَ وذُمَّ وأُنْكر ورُدَّ، لأنه خلا من الفائدة، ولم يَحْلَ منه بعائدةٍ، ولو أفاد لم يكن حشواً، ولم يُدْعَ لغْواً
وقد تراه مع إطلاق هذا الاسم عليه واقعاً من القَبُول أحسنَ موقعَ، ومُدْركاً من الرّضَى أجزلَ حظّ
وذاك لإفادته إيَّاك، على مجيئه مجيءَ ما لا يعوّلَ في الإفادة عليه، ولا طائل للسامع لديه
فيكون مَثَلُه مَثَلَ الحَسَنةِ تَأتيك من حيث لم ترقبها، والنافعةِ أتتك ولم تحتسبها
وربّمَا رُزِقَ الطُّفَيْليُّ ظَرْفَاً يحظَى به حتى يحلَّ محلّ الأضياف الذين وقعَ الاحتشاد لهم، والأحباب الذين وُثِقَ بالأُنس منهم وبهم

وأما التطبيق والاستعارة وسائر أقسام البديع، فلا شبهة أنَّ الحُسْن والقُبْح لا يعترض الكلامَ بهما إلاّ من جهة المعاني خاصّةً
من غير أن يكون للألفاظ في ذلك نصيبٌ، أو يكون لها في التحسين أو خلاف التحسين تصعيدٌ وتصويب

أما الاستعارة، فهي ضربٌ من التشبيه، ونَمَطٌ من التمثيل،
والتشبيه قياس، والقياس يجري فيما تعيه القلوب، وتُدركه العقول، وتُسْتَفتَى فيه الأفهامُ والأذهان، لا الأسماع والآذان،

وأما التطبيق، فأمره أبينُ، وكونه معنوياً أجْلَى وأظهر، فهو مقابلة الشيء بضدِه،
والتضادّ بين الألفاظ المركَّبة مُحال، وليس لأحكام المقابلة ثَمَّ مَجَال،
فخذ إليكَ الآن بيت الفرزدق الذي يُضْرَب به المثل في تَعَسُّفِ اللفظ:

ومَا مِثْلُهُ في الناسِ إلا مُمَلَّكَا=أبُو أمِّهِ حيٌّ أبوه يُقـاربـه


فانظر أتتَصَوَّر أن يكون ذلك للفظهِ من حيث إنّك أنكرتَ شيئاً، من حروفه، أو صادفتَ وحشيّاً غريباً، أو سُوقيّاً ضعيفاً ؟
أم ليس إلاّ لأنه لم يُرَتَّب الألفاظ في الذكر، على مُوجب ترتيب المعاني في الفكر ؟
فكدَّ وكَدَّر، ومنع السامع أن يفهم الغرضَ إلاّ بأنْ يُقدِّم ويؤخّر، ثم أسرفَ في إبطال النِّظام، وإبعاد المرَام،
وصار كمن رَمَى بأجزاء تتألّف منها صورةٌ، ولكن بعد أن يُراجَعَ فيها باباً من الهندسة، لفرط ما عادَى بين أشكالها، وشدّةِ ما خَالف بين أوضاعها،
وإذا وجدت ذلك أمراً بيِّنَاً لا يُعارضك فيه شكٌّ، ولا يملكك معه امتراءٌ، فانظر إلى الأشعار التي أَثنوا عليها من جهة الألفاظ، ووصفوها بالسلامة، ونسبوها إلى الدَّماثة، وقالوا: كأنَّها الماءُ جَرَياناً، والهواءُ لُطفاً، والرياضُ حُسْناً، وكأنها النَّسِيم، وكأنها الرَّحيقُ مِزاجها التَّسْنِيم، وكأنها الديباج الخُسْرُوانيّ في مَرامي الأبصار، ووَشْيُ اليمَن منشوراً على أذْرُع التِّجَار، كقوله:

ولَمَّا قَضَيْنَا مِنْ مِنًى كُلَّ حَـاجةٍ=ومَسَّح بالأركان مَنْ هو ماسـحُ
وشُدَّت على دُهْم المهَارَى رِحَالُنا=ولم يَنْظُر الغادي الَّذِي هو رائحُ
أخذْنا بأطراف الأحاديث بَيْنَـنـا=وسَالَتْ بأعناق المطيِّ الأباطحُ


ثم راجعْ فكرتَك، واشْحَذْ بصيرتَك، وأحسِنِ التأمُّل، ودع عنك التجوُّز في الرأي،
ثم انظر هل تجدُ لاستحسانهم وحَمْدهم وثَنائهم ومَدحهم مُنْصَرَفاً، إلاّ إلى استعارةٍ وقعت موقعَها، وأصابت غَرَضها،
أو حُسن ترتيب تكاملَ معه البيانُ حتى وصلَ المعنى إلى القلب مع وصول اللفظ إلى السمع، واستقرَّ في الفهم مع وقوع العبارة في الأذن،
وإلا إلى سلامة الكلام من الحشو غير المفيد، والفضل الذي هو كالزيادة في التحديد، وشيءٍ داخَلَ المعاني المقصودَة مداخلةَ الطفيليّ الذي يستثقل مكانهُ، والأجنبيّ الذي يُكره حُضوره، وسلامتهِ من التقصير الذي يَفْتَقِر معه السامِعُ إلى تَطَلُّب زيادةٍ بقيت في نفس المتكلم، فلم يدلَّ عليها بلفظها الخاصّ بها، واعتمد دليلَ حالِ غير مُفْصِح، أو نيابةَ مذكورِ ليس لتلك النِّيابة بمُسْتَصْلَح،
وذلك أن أوّل ما يتلقَّاك من محاسن هذا الشعر أنه قال:
"ولمَّا قضينا من مِنًى كلَّ حاجة" فعبّر عن قضاء المناسك بأجمعها والخروج من فُروضِها وسُنَنِها، من طريقٍ أمكنه أن يُقصِّر معه اللفظ، وهو طريقة العموم،
ثم نبّه بقوله: "ومسّح بالأركان من هو ماسحُ" على طواف الوداع الذي هو آخر الأمر، ودليل المسيرِ الذي هو مقصوده من الشعر،
ثم قال: "أخذنا بأطراف الأحاديث بيننا" فوصل بذكر مسح الأركان، ما وليه من زَمِّ الركاب وركوب الرُّكبان،
ثم دلّ بلفظة الأطراف على الصّفة التي يختصّ بها الرِّفاق في السَّفر، من التصرف في فنون القولِ وشجون الحديث، أو ما هو عادة المتظرِّفين، من الإشارة والتلويح والرَّمْز والإيماء، وأنبأ بذلك عن طِيب النفوس، وقُوَّة النشاط، وفَضْلِ الاغتباط، كما تُوجبُه ألفة الأصحاب وأُنسةُ الأحباب، وكما يليق بحال من وُفَّق لقضاء العبادة الشريفة ورجا حُسن الإياب، وتنسَّمَ روائح الأحبّة والأوطان، واستماع التهاني والتَّحايا من الخُلاَّن والإخوان،
ثم زانَ ذلك كلَّه باستعارة لطيفةٍ طَبَّق فيها مَفْصِل التشبيه، وأفاد كثيراً من الفوائد بلُطْف الوَحْي والتنبيه،
فصرحّ أوّلاً بما أومأ إليه في الأخذ بأطراف الأحاديث، من أنهم تَنَازعوا أحاديثهم على ظهور الرَّواحل، وفي حال التوجُّه إلى المنازل، وأخبر بعدُ بسرعة السير، ووَطَاءة الظَّهر، إذ جَعَل سلاسة سَيْرها بهم كالماء تسيل به الأباطح، وكان في ذلك ما يؤكّد ما قبْله، لأن الظُّهور إذا كانت وَطِيئةً وكان سيرها السَّيْرَ السهلَ السريع، زاد ذلك في نشاط الرُّكبان، ومع ازدياد النشاط يزداد الحديث طِيباً،
ثم قال: بأعناق المطيّ، ولم يقل بالمطيّ، لأن السرعة والبُطءَ يظهران غالباً في أعناقها، ويَبِين أمرهما من هَواديها وصدورِها، وسائِرُ أجزائها تستند إليها في الحركة، وتَتبعها في الثِّقَل والخفَّة، ويُعبِّر عن المَرَح والنشاط، إذا كانا في أنفسها، بأفاعيلَ لها خاصّة في العنق والرأس، وتَدُلّ عليهما بشمائل مخصوصةٍ في المقاديم .

فقل الآن: هل بقيتْ عليك حسنة تُحِيل فيها على لفظة من ألفاظها حتى إنّ فَضْلَ تلك الحسنة يبقى لتلك اللفظة لو ذُكرتْ على الانفراد، وأزيلت عن موقعها من نظم الشاعر ونسجه وتأليفه وترصيفه، وحتى تكون في ذلك كالجوهرة التي هي، وإن ازدادت حُسناً بمصاحبة أخواتها، واكتست بهاءً بمُضَامَّة أترابها، فإنها إذا جُلِيتْ للعين فَرْدةً، وتُركت في الخيط فَذَّة، لم تعدم الفضيلة الذاتية، والبهجة التي في نفسها مَطويَّة والشَّذْرةِ من الذهب تراها بصُحْبة الجواهر لها في القلادة، واكتنافها لها في عنق الغَادة، ووَصْلها بريقَ جَمرتها والتهاب جَوْهَرها، بأنوار تلك الدُّرَر التي تجاورها، ولألاء اللآلئ التي تُناظرها تزداد جمالاً في العين، ولُطْف موقِع من حقيقة الزين،
ثم هي إن حُرِمت صُحبة تلك العقائل، وفَرَّقَ الدهرُ الخؤُون بينها وبين هاتيك النفائس، لم تَعْرَ من بَهْجتها الأصيلة، ولم تذهب عنها فضيلة الذَّهبية، كلاَّ، ليس هذا بِقياس الشعر الموصوفِ بحسن اللفظ، وإن كان لا يبعد أن يتخيّله مَنْ لا يُنعم النظر، ولا يُتمّ التدبُّر، بل حقُّ هذا المثل أن يوضع في نصرة بعض المعاني الحكمية والتشبيهية بعضاً، وازدياد الحسن منها بأن يجامِعَ شكلٌ منها شكلاً، وأن يصل الذِّكرُ بين متدانيات في ولادة العقول إياها، ومتجاوراتٍ في تنزيل الأفهام لها.

رفعت زيتون
25-07-2011, 12:18 AM
.

ليتك أخبرتني أخي الكريم أنك عدت

لأعود

فانتظرني في رحلة ستكون جميلة بإذن الله

ونحن على اعتاب شهر البركة

وكل عام وأنتم بخير

.

رفعت زيتون
25-07-2011, 01:01 AM
هو ما قلت أخي الكريم وقد أحسنت أحسن الله إليك

فالخبر كما قال العلماء هو عندما يكون الحديث عن القريب المعلوم

والنبأ يكون عن البعيد المجهول وأقصد المجهول بالنسبة للمتلقي كما قلت


وقد جاء في سورة النمل الآية 7

( إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُم بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ )

أي أن موسى عليه السلام عندما يصل إلى منطقة النار وتكون معلومة له فلسوف يجلب

معه خبرها أو قبسا منها

وكذلك ما جاء في سورة الكهف الآية 91


( كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا )

فالإحاطة بالشيء هي علم الشيء والعلم به تعني أنه أصبح خبرا للمتلقي

أما النبأ فكما ذكرتَ في التفصيل والشواهد القرآنية

بارك الله بك أخي الكريم

وبالتالي فإننا نخلص من خلال هذه المداخلة وسابقتها

أن الفعل جاء يستعمل للقريب المعلوم

وكذلك كلمة خبر فهو للقريب المعلوم

وأما أتى فقد استخدمت للبعيد المجهول

وكذلك كلمة نبأ فقد استخدمت لما كان بعيدا مجهولا

وهنا أطرح سؤالا:

قال طرفة بن العبد في معلقته :

ستبدي لك الأيام ماكنت جاهلا .... ويأتيك بالأخبار من لم تزود ِ

فهل جهل هو نفسه الفرق بين المعاني

ولماذا استخدم الفعل يأتيك مع كلمة الأخبار

وهل كان يجب ان يقول يأتيك بالأنباء لأنها باختصار مجهولة

كما جاء في البيت نفسه ( ما كنتَ جاهلا)

وهل كان هذا البيت قد وصل إلينا بنقل خاطئ

أنا لم اجد إجابة إلا عندما توجهت بالسؤال لدكتور باحث

في اللغة العربية في القدس فقال سآتيك بالخبر غدا .

وفعلا في اليوم التالي قال ان كلّ المراجع كانت باستخدام كلمة الأخبار

إلا مرجعا واحدا استخدمت فيه كلمة الأنباء

فهل كان سوء نقل أم ماذا ؟

وبقي السؤال

وربما لدى استاذنا البياسي ما يضيف

وإذا انتهينا انتقلنا إن شاء الله إلى مداخلة أخرى

بوركتم

.

محمد البياسي
25-07-2011, 03:41 AM
وبالتالي فإننا نخلص من خلال هذه المداخلة وسابقتها
أن الفعل جاء يستعمل للقريب المعلوم
وكذلك كلمة خبر فهو للقريب المعلوم
وأما أتى فقد استخدمت للبعيد المجهول
وكذلك كلمة نبأ فقد استخدمت لما كان بعيدا مجهولا
وهنا أطرح سؤالا:
قال طرفة بن العبد في معلقته :

ستبدي لك الأيام ماكنت جاهلا .... ويأتيك بالأخبار من لم تزود ِ

فهل جهل هو نفسه الفرق بين المعاني
ولماذا استخدم الفعل يأتيك مع كلمة الأخبار
وهل كان يجب ان يقول يأتيك بالأنباء لأنها باختصار مجهولة
كما جاء في البيت نفسه ( ما كنتَ جاهلا)
وهل كان هذا البيت قد وصل إلينا بنقل خاطئ
أنا لم اجد إجابة إلا عندما توجهت بالسؤال لدكتور باحث
في اللغة العربية في القدس فقال سآتيك بالخبر غدا .
وفعلا في اليوم التالي قال ان كلّ المراجع كانت باستخدام كلمة الأخبار
إلا مرجعا واحدا استخدمت فيه كلمة الأنباء
فهل كان سوء نقل أم ماذا ؟
.



أخي الحبيب رفعت

هناك قضية قبل كل شيء , دقيقة جداً , وهي :
أن ما استعمله القرآن الكريم من ألفاظ متقابلة , كان لحكمة معينة استنبطها العلماء من التدبر والتأمل
والألفاظ نفسها لم يستعملها العرب قبل القرآن الكريم كاستعماله لها تماماً
وهذا موضوع طويل ودقيق جداً وشاق

أعطيك أمثلة :

أنت تفضلت ( أو نحن ) بأن القرآن الكريم استعمل كلمة خبر للقريب المعلوم ..
ولكن قس بن ساعدة وهو أشهر خطباء العرب قبل الإسلام لم يستعملها كذلك :

( إنّ في السماء لخَبَرا , وإنّ في الأرض لعِبَرا ) !!

استعملَها هنا للبعيد المجهول !!

وتفضلتَ بأن ( أتى ) استعملها القرآن الكريم للبعيد المجهول أيضاً ..
ولكن النابغة استعملها للقريب المعلوم :

أتاني أبيتَ اللعن أنك لُمتني
وتلك التي أهتمُّ منها وأنصبُ

وتفضلت بأن كلمة ( نبأ ) كان في القرآن الكريم للبعيد المجهول
ولكن كعبَ بنَ زهير رضي الله عنه استعملها للقريب المعلوم :

نُبِّئتُ أنّ رسولَ الله أوعدني
والعفوُ عند رسول الله مأمولُ

أما كلمة جاء فهناك شواهد كثيرة في كلام العرب استعملت للبعيد المجهول , لا يحضرني شيء منها الآن ولكني سآتيك منها بشيء في القريب .


هذا ما أراه , فما رأيك ؟ وما رأي دكتورنا الباحث ؟

ما أريد قوله , إن القرآن الكريم خصص ألفاظاً معينة للدلالة على تفاصيل معينة ..
ولكنّ العرب قبل الإسلام لم يستعملوا بعضها للدلالة على التفاصيل نفسها ..

فما رأيكما ؟

وهل كنتُ موفقاً فيما ذهبتُ إليه ؟



محبتي واحترامي

رفعت زيتون
25-07-2011, 08:47 PM
أحسنت أخي الحبيب

وأنت على واب فيما ذهبت إليه

ولكن هنا في حديقة الياسمين كان حديثنا عن كلمات القرآن الكريم

أما ما كان من كلام العرب فلا شكّ أن هناك اختلافا كبيرا

ولو أردنا ان نرجح الكفة في دقّة المعنى فالأولوية ستكون للقرآن الكريم

ومن الشواهد، تأكيدا على ما تفضلت به من اختلاف بين كلمات القرآن الكريم وكلام العرب من الشعر وغيره

أن بعض الكلمات قد صيغت أحيانا بطريقة لو كتبها أحدنا لقلنا له أخطأت،

وعلى سبيل المثال ما جاء في سورة الواقعة

قال تعالى: (فأما إن كان من المقربين(8فروح وريحان وجنت نعيم (89))

فكلمة جنة كتبت جنت، مع أنها في باقي المواضع كُتبت جنة ،

وبالتالي فالكلمة القرآنية وحتى طريقة كتابتها ( أو ما يسمى بالرسم القرآني )

لها دلالات خاصة وأسباب عرف بعضها العلماء أو ربما ظنوا بمعرفتها تفسيرا وليس تأويلا طبعا

وهذا يقودنا إلى سؤال آخر وهو هل كان نزول القرآن تاريخا فيصلا في الفهم الصحيح للمعاني

كما أرادها الله في كتابه؟

بمعنى هل يتوجب علينا عندما نكتب أن تكون كتابتنا من منطلق فهمنا للمعنى القرآني

وأين سيكون محل تراثنا العربي القديم من الاعراب في هذه الحالة

هذا سؤال خارج عن لبّ الموضوع وربما نجعل له مكانا للنقاش ولنعد إلى حديقتك الجميلة

وكلمات أخرى فيها ما فيها من البلاغة ،

ولكنها لن تخلو من السؤال الذي سيفيد كلّ قارئ إن شاء الله

وبعد قليل أضع سؤالا جديدا للبحث إن شاء الله

تحياتي أخي الكريم

.

رفعت زيتون
25-07-2011, 09:12 PM
.

أسعد الله مساءكم جميعا

قال تعالى في محكم كتابه العزيز

في الآية 50 من سورة يوسف

(وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ الَّلاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ )

فجاء في الآية الكريمة أن النسوة ( قطّعنَ ) وقال عنهن ( اللاتي) وبالتالي فالكلمة كما يعرف جميعنا هي كلمة مؤنثة

أما في الآية 30 من السورة نفسها فقد قال عزّ وجلّ

( وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ)

فإن كلمة نسوة سبقت بالفعل قال وليس قالت أي أنها جاءت على التذكير

وقد قال بعض العلماء أن من عادة العرب إذا أرادوا تكثير شيء أنثوه وإذا أرادوا تقليل شيء ذكّروه

أي أنّ عدد النسوة اللاتي تحدثت عنهم الآية كان قليلا

وهنا سؤالين

الأول : هل هناك من تفسير آخر غير ما ذكرت؟

الثاني : ما مدى السماح باستخدام ذلك في الكتابة؟

فلو قال قائل غنّى الطّيور فهل ذلك سيكون مقبولا ومفهوما من القارئ العادي او الناقد؟

لك ولكل من يمرّ من هنا أخي البياسي كلّ الودّ
.

.

محمد البياسي
28-07-2011, 06:22 AM
.

أسعد الله مساءكم جميعا

قال تعالى في محكم كتابه العزيز

في الآية 50 من سورة يوسف

(وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ الَّلاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ )

فجاء في الآية الكريمة أن النسوة ( قطّعنَ ) وقال عنهن ( اللاتي) وبالتالي فالكلمة كما يعرف جميعنا هي كلمة مؤنثة

أما في الآية 30 من السورة نفسها فقد قال عزّ وجلّ

( وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ)

فإن كلمة نسوة سبقت بالفعل قال وليس قالت أي أنها جاءت على التذكير

وقد قال بعض العلماء إن من عادة العرب إذا أرادوا تكثير شيء أنّثوه وإذا أرادوا تقليل شيء ذكّروه

أي أنّ عدد النسوة اللاتي تحدثت عنهم الآية كان قليلا

وهنا سؤالان

الأول : هل هناك من تفسير آخر غير ما ذكرت؟

الثاني : ما مدى السماح باستخدام ذلك في الكتابة؟

فلو قال قائل غنّى الطّيور فهل ذلك سيكون مقبولا ومفهوما من القارئ العادي او الناقد؟

لك ولكل من يمرّ من هنا أخي البياسي كلّ الودّ
.

.


أشكرك أيها الرائع
هذا الذي أتيت به هو من فقه اللغة
وفقه اللغة هذا شيء عظيم عظيم
وما أسمى أن نخوض فيه لنعلَمَ دقائق هذه اللغة المجيدة الخالدة
سأبحث في المعنى وأتابع وأدرس وسوف آتيك بما أصل إليه .
وأرجو من الأحبة في الواحة أن يدليَ كلٌّ بدلوه إذا استطاع .

مرة أخرى , بارك الله فيك وفي يراعك .


احترامي وتقديري أيها المقدسي النبيل

محمد البياسي
28-07-2011, 06:56 AM
يقول سيد قطب في كتابه القيّم ( النقد الأدبي ) :

" ذلك أن وظيفة التعبير في الأدب لا تنتهي عند الدلالة المعنوية للألفاظ والعبارات
بل تضاف إلى هذه الدلالة مؤثرات أخرى يكمُل بها الأداء الفني وهي جزء أصيل من التعبير الأدبي .
هذه المؤثرات هي الإيقاع الموسيقي للكلمات والعبارات والصور والظلال التي يشعها اللفظ وتشعها العبارات زائدة على المعنى الذهني .
ثم طريقة تناول الموضوع والسير فيه , أي الأسلوب الذي تعرض به التجارب , وتنسق على أساسه الكلمات والعبارات .
وكل هذه العناصر التعبيرية , تبدو وحدة في العمل الأدبي ولا تكمل دلالة كل منها إلا باجتماعها وتناسقها " .

نادية بوغرارة
10-04-2012, 07:01 PM
تذكرت كم استفدت من هذه الحديقة ،

فعدت لأجدد الشكر للأستاذ محمد البياسي

على الخير الذي أهداه إلينا .

تقبل الله جهودك في أبواب لغة القرآن .