المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : انصهار في شتاء قطبي



فلسطين أم الرؤى
27-02-2011, 07:24 PM
انصهار في شتاء قطبي
لعلك ترتاح حين تنيخ قوافل الصمت في ميدان صدرك ومنصة حضوري,
وأنا أشتعل بجذوة الاحتمالات لأسئلة تدور في فلك رأسي:لماذا؟ أي ذنب صدر؟ أي شاغل أصمته؟ متى؟.....
وأكتوي بجمر أمنيات تلتهب في الحال,يتسع لي الهامش لأتقلب في حواشيه ,تتناوشني أنياب القلق ,ويكرمني الليل فيستضيفني, فأغزل من ضفائره وشاح صدري,وأرطب أجواءه بغيث عيني,وأملأ أركانه الباردة بهزيم حنيني,

وحده الليل يتقن الاستماع فلا يغضب ولا يمل,وحده الليل يعشق ولا يتلون.

وحين تذعن حواسك لعاصفة قطبية ,فتكتسي بالصقيع ,ولا ترف لطابور مؤثرات تناوبت الاستعراض في امتداد أفقك,ولا تأبه لعبق الوجد يهامس روحك,
أحاول أن أعبر القناة إلى عينيك,أن أستلب منهما شعاعا أوسده قلبي,فأجابه بطوق الجليد يغلف أهدابك,وينصب سدا منيعا أمام محاولاتي,
لكني لا زلت أنتظر فسحة أو انفراجا لأتسلل إلى ميناء عينيك.

حين تنقلب معايير القراءة لديك,فتشوب صوري التي طالما كانت جلية في صفحات روحي /ضبابية في فضاء نظرك,
وتغفل عن قراءة عناوين لي بدت لك أكثر من مرة بديعة,وتختفي الدلالات ومعانيها المعتادة,فتولي وجهك,وألمح وحش الصمت الموجع يتمطى من جديد على مدى شفتيك,
أتلوى أنا ألما,وألف قطار يجوب تلافيف دماغي,أتحطم أنا في خضم هدوئك,ينسحب الأكسجين من دروبه في جسدي ويولي إلى المجهول,
سيحتفي بصمتك في دربه إلى النهاية ,ليفرح صمتك الآن ,ها صدري يضيق....أنفاسي تتلاحق وتلاحق جزيئات الأكسجين الهاربة,
صدري يضيق, يضطرب,,يبكي,أبكي, يتهالك,أتهالك,تلملم طاقة جسدي أذيالها في طريق الأفول,تسحب بقاياها من أزقة أجزائي المنسكبة على ضفاف الألم,إني أذوي,أقطر وَهْنا,

وحده الليل مرة أخرى بعرف أمري,وقد احتضن سكونه سكوني وغابا في قبلة طويلة ,ووحده الواحد يتلطف بي,فأتنفس من جديد نسمات فجره بعد عناء,
وحدك من البشر من يعيد إلى حقول عروقي اخضرارها ,ومن يتقن ترتيب زهوري,
وحدك من تحيل جفاف الحياة أمامي نسيم ربيع,وحدك تعرف سر احتضاري,
فهلا نثرت ضجرك في صدري؟ وهل أدركت الآن أي سياط تلذعني حين تلوذ أنت بركن صمتك في حفل حضوري؟ فهلا كسرت قساوة المشهد؟

لمى ناصر
27-02-2011, 07:45 PM
وحده الليل ينبش الذاكرة
فيكتبه مداده باسئلة المشهد
فتكتوي الجدران بصمت الانصهار
لغة جميلة ورشفة قهوة
كانت حاضرة بليلي.
سلمك ربي على إحساسك البديع.

محمد البياسي
27-02-2011, 07:57 PM
يا لله ما احلى ما كتبتِ
ما هذه الصور الرائعة و الكنايات الخطيرة و المعاني الخصبة

" تتناوشني أنياب القلق ,ويكرمني الليل فيستضيفني
فأغزل من ضفائره وشاح صدري
وأرطب أجواءه بغيث عيني
وأملأ أركانه الباردة بهزيم حنيني "

هذه ليست كلمات و حروفا
بل هي درر و لآلئ منثورة في نص ابداعي خطير

تقبلي احترامي و تقديري لك و لهذا الفن السامق .

كريمة سعيد
01-03-2011, 12:54 PM
لله درك أيتها الأديبة المبهرة
حروف منتقاة بعناية بالغة وصيغت باقتدار
أدهشني هذا النص بجودة صوره وعمق تصويره لأغوار النفس المتأرجحة بين اليأس والأمل
بوركت وبورك هذا النبض القوي

فلسطين أم الرؤى
01-03-2011, 07:15 PM
وحده الليل ينبش الذاكرة
فيكتبه مداده باسئلة المشهد
فتكتوي الجدران بصمت الانصهار
لغة جميلة ورشفة قهوة
كانت حاضرة بليلي.
سلمك ربي على إحساسك البديع.

العزيزة الأديبة لمى :
يشرفني هذا المرور العذب على شرفة نصي,,فأنارت .
أدامك الله معطاءة أيتها الفاضلة

دمت بكل خير
:001:

فلسطين أم الرؤى
01-03-2011, 07:18 PM
يا لله ما احلى ما كتبتِ
ما هذه الصور الرائعة و الكنايات الخطيرة و المعاني الخصبة

" تتناوشني أنياب القلق ,ويكرمني الليل فيستضيفني
فأغزل من ضفائره وشاح صدري
وأرطب أجواءه بغيث عيني
وأملأ أركانه الباردة بهزيم حنيني "

هذه ليست كلمات و حروفا
بل هي درر و لآلئ منثورة في نص ابداعي خطير

تقبلي احترامي و تقديري لك و لهذا الفن السامق .

الأستاذ الأديب محمد:
أعتز بشهادتك الكبيرة على كلماتي,وأفرح لمرورك الراقي.

حفظ الله أفراح قلبك
ودمت بكل خير

محمد البياسي
01-03-2011, 07:24 PM
الأستاذ الأديب محمد:
أعتز بشهادتك الكبيرة على كلماتي,وأفرح لمرورك الراقي.

حفظ الله أفراح قلبك
ودمت بكل خير

زيدينا و لا تتوقفي يا أخيّة

فالادب العربي يحتاج الى النخبة من امثالك لكي يعيش من جديد

تقبلي احترامي

ربيحة الرفاعي
01-03-2011, 09:45 PM
أي در نثرت على طرس الأحاسيس أيتها الرائعة، وأية معان للجمال غزلت حروفك في لوحة ساحرة وشاها الحلم وزانتها ألوان طيف الحنين

نص وارف طاب لي المكوث في أفيائه

دمت بألق

رفعت زيتون
02-03-2011, 10:12 AM
انصهار في شتاء قطبي
لعلك ترتاح حين تنيخ قوافل الصمت في ميدان صدرك ومنصة حضوري,
وأنا أشتعل بجذوة الاحتمالات لأسئلة تدور في فلك رأسي:لماذا؟ أي ذنب صدر؟ أي شاغل أصمته؟ متى؟.....
وأكتوي بجمر أمنيات تلتهب في الحال,يتسع لي الهامش لأتقلب في حواشيه ,تتناوشني أنياب القلق ,ويكرمني الليل فيستضيفني, فأغزل من ضفائره وشاح صدري,وأرطب أجواءه بغيث عيني,وأملأ أركانه الباردة بهزيم حنيني,
وحده الليل يتقن الاستماع فلا يغضب ولا يمل,وحده الليل يعشق ولا يتلون.

وحين تذعن حواسك لعاصفة قطبية ,فتكتسي بالصقيع ,ولا ترف لطابور مؤثرات تناوبت الاستعراض في امتداد أفقك,ولا تأبه لعبق الوجد يهامس روحك,
أحاول أن أعبر القناة إلى عينيك,أن أستلب منهما شعاعا أوسده قلبي,فأجابه بطوق الجليد يغلف أهدابك,وينصب سدا منيعا أمام محاولاتي,
لكني لا زلت أنتظر فسحة أو انفراجا لأتسلل إلى ميناء عينيك.

حين تنقلب معايير القراءة لديك,فتشوب صوري التي طالما كانت جلية في صفحات روحي /ضبابية في فضاء نظرك,
وتغفل عن قراءة عناوين لي بدت لك أكثر من مرة بديعة,وتختفي الدلالات ومعانيها المعتادة,فتولي وجهك,وألمح وحش الصمت الموجع يتمطى من جديد على مدى شفتيك,
أتلوى أنا ألما,وألف قطار يجوب تلافيف دماغي,أتحطم أنا في خضم هدوئك,ينسحب الأكسجين من دروبه في جسدي ويولي إلى المجهول,
سيحتفي بصمتك في دربه إلى النهاية ,ليفرح صمتك الآن ,ها صدري يضيق....أنفاسي تتلاحق وتلاحق جزيئات الأكسجين الهاربة,
صدري يضيق, يضطرب,,يبكي,أبكي, يتهالك,أتهالك,تلملم طاقة جسدي أذيالها في طريق الأفول,تسحب بقاياها من أزقة أجزائي المنسكبة على ضفاف الألم,إني أذوي,أقطر وَهْنا,

وحده الليل مرة أخرى بعرف أمري,وقد احتضن سكونه سكوني وغابا في قبلة طويلة ,ووحده الواحد يتلطف بي,فأتنفس من جديد نسمات فجره بعد عناء,
وحدك من البشر من يعيد إلى حقول عروقي اخضرارها ,ومن يتقن ترتيب زهوري,
وحدك من تحيل جفاف الحياة أمامي نسيم ربيع,وحدك تعرف سر احتضاري,
فهلا نثرت ضجرك في صدري؟ وهل أدركت الآن أي سياط تلذعني حين تلوذ أنت بركن صمتك في حفل حضوري؟ فهلا كسرت قساوة المشهد؟


الأخت الكريمة

حتى يأخذ النصّ حقّه يجب أن يأخذ الوقت الكافي من القراءة

وربّما أن تعاد قراءته مرات عديدة وهذا ما كان مني

مررتُ مرّة على عجل ومرة بتمهل ومرة لأردّ

ووقفت كثيرا على ما جاء في سطوره

قرأتُ نصّا قويا استطاع أن يصلَ إلينا وأن يحيط بوجداننا بسرعة البرق

وهذا له أسباب عديدة

- التساؤلات التي وردت في النصّ وضعت القارئ أمام نفسه ليجيب

- الاشتغال الرائع على التراكيب وبعض الصور وقد جعلتها باللون الأحمر

- الرابط المتقن بين هذه التراكيب كما جاء في جملة (وأنا أشتعل بجذوة الاحتمالات ,لأسئلة تدور في فلك رأسي)
مما خلق صورة جميلة مكونه من هذين التركيبين الرائعين

- البداية كانت صارخة ومستفزة ( انصهار في شتاء قطبي) وتناقض يوحي بالكثير ويسحب القارئ عنوة إلى الولوج أكثر وأبعد
وهذا ذكاء من الكاتبة

-وقرأتث كذلك رسالة فيها من العتب الرقيق والمؤلم بذات الوقت والذي يعكس لنا صورة الكاتبة التي آثرت أن يكون الألم من نصيبها
عندما لم تصل بعتابها إلى أكثر من الرقّة بينما كالت لنفسها الألم جرعات كبيرة

- الصور المتلاحقة عند وصف الحال من بداية ضيق الصدر مما جعل القارئ يشعر أنه أمام فيلم سريع الأحداث في مكان ضيق

- الأخت الكريمة وددّت لو رأيتُ الهمزات والشّدات لأنها حروف لا يمكن تجاهلها وربّما لا نتقيّد فيها بالرّدود كما فعلت أنا هنا
ولكن في ذات النصّ ضروريّة لاكتماله ( بالمناسبة أنا أحيانا أقع في هذا الخطأ فينبهني غيري)

وأخيرا أيتها الكاتبة الجميلة أرجو قبولي قارئا صغيرا في لاحق نصوصك الكبيرة
وربّما أعود لسابقها

ولك أجمل باقة زهر مقدسية

:0014:

فلسطين أم الرؤى
03-03-2011, 07:32 PM
لله درك أيتها الأديبة المبهرة
حروف منتقاة بعناية بالغة وصيغت باقتدار
أدهشني هذا النص بجودة صوره وعمق تصويره لأغوار النفس المتأرجحة بين اليأس والأمل
بوركت وبورك هذا النبض القوي

أسعدني جدا هطولك الخصب على نصي,وقراءتك العميقة له

دمت معطاءة أخية

فلسطين أم الرؤى
03-03-2011, 07:34 PM
أي در نثرت على طرس الأحاسيس أيتها الرائعة، وأية معان للجمال غزلت حروفك في لوحة ساحرة وشاها الحلم وزانتها ألوان طيف الحنين

نص وارف طاب لي المكوث في أفيائه

دمت بألق

الفاضلة الأستاذة ربيحة :
ازدان النص بمرورك العابق, وتزيا إذ وضعت بصمتك

كوني بالقرب ودمت معطاءة
:0014:

فلسطين أم الرؤى
03-03-2011, 07:39 PM
حضرة الأستاذ رفعت زيتون حماه الله:
شرفني جدا جدا مرورك الراقي على نصي, وأسعدتني قراءاتك المتكررة له , وأنرت ساحتي بقراءتك الناقدة المسهبة في التعمق,إنني محظوظة جدا بتعليقك القريب على نص لي, قرأته مرارا, وأفدت من ملاحظاتك ,وتنبهت لحلاوة في نصي من كلماتك ,

شرف كبير كبير لي أخي

دام قلمك سنابل خير

ودم بكل خير

محمد ذيب سليمان
03-03-2011, 08:34 PM
وحدك من تحيل جفاف الحياة أمامي نسيم ربيع,وحدك تعرف سر احتضاري,
فهلا نثرت ضجرك في صدري؟ وهل أدركت الآن أي سياط تلذعني حين تلوذ أنت بركن صمتك في حفل حضوري؟ فهلا كسرت قساوة المشهد؟

لو لم أقرأ سوى هذه الفقرة
لكفاني ما بها من معنى

ولم تكن الأقوى ولكنها مكثت تتحرك داخلي
وفيض من متعة المعنى يندلق

لك الألق

فلسطين أم الرؤى
05-03-2011, 12:42 PM
وحدك من تحيل جفاف الحياة أمامي نسيم ربيع,وحدك تعرف سر احتضاري,
فهلا نثرت ضجرك في صدري؟ وهل أدركت الآن أي سياط تلذعني حين تلوذ أنت بركن صمتك في حفل حضوري؟ فهلا كسرت قساوة المشهد؟

لو لم أقرأ سوى هذه الفقرة
لكفاني ما بها من معنى

ولم تكن الأقوى ولكنها مكثت تتحرك داخلي
وفيض من متعة المعنى يندلق

لك الألق

الأستاذ الفاضل محمد سليمان:
قراءتك لنصي تبعث فيه حياة أخرى , يزهو وهو يرى عينيك تعانقان حروفه .
بوركت أستاذنا
ودام قلمك رقراقا

أماني عواد
05-03-2011, 04:20 PM
الاستاذة فلسطين


وحدك من البشر من يعيد إلى حقول عروقي اخضرارها ,ومن يتقن ترتيب زهوري,
وحدك من تحيل جفاف الحياة أمامي نسيم ربيع,وحدك تعرف سر احتضاري,
فهلا نثرت ضجرك في صدري؟ وهل أدركت الآن أي سياط تلذعني حين تلوذ أنت بركن صمتك في حفل حضوري؟ فهلا كسرت قساوة المشهد؟

على الرغم من قساوة المشهد الا ان جمالية الوصف وبلاغته جعلت من هذه القسوة لوحة فنية رائعة

سلمت وسلم قلبك

فلسطين أم الرؤى
08-03-2011, 05:36 PM
الأستاذة أماني حفظك الله:
أشكرك لرقة قلمك التي تخللت قساوة المشهد الذي اوردت.

دام قلمك معطاء

فاطمه عبد القادر
08-03-2011, 09:04 PM
وحدك من البشر من يعيد إلى حقول عروقي اخضرارها ,ومن يتقن ترتيب زهوري,
وحدك من تحيل جفاف الحياة أمامي نسيم ربيع,وحدك تعرف سر احتضاري,
فهلا نثرت ضجرك في صدري؟ وهل أدركت الآن أي سياط تلذعني حين تلوذ أنت بركن صمتك في حفل حضوري؟ فهلا كسرت قساوة المشهد؟






السلام عليكم يا صديقتي العزيزة
انصهار في شتاء قطبي منتهى العذاب والألم وحتى الشعور بالمهانة ,, وهي أيضا عذاب مقيم
أحس انكما قطبان ..الشمالي والجنوبي
كلاكما ينصهر في قطب الآخر الجليدي
وماذا كان سيحدث لو أشعلت شمعة بيدك بدل من ان تلعني الظلام
ماذا كان سيحدث لو اقترب انصهارك من جليده حتى تصبحا معا في جو معتدل دافئ وهانئ
عفوك يا عزيزتي ,,, من كان على الشاطئ يبدو دائما من العرافين
نص جميل باهر يا فلسطين العزيزة
فيه من اللوحات الفنية ما يثري الروح ويغني العين
دمت عزيزتي بكل جمال
ماسة

مصطفى السنجاري
09-03-2011, 05:11 PM
نص راق رائع

بلغته الثرة وصوره المبتكرة

نسج محكم لخطاب النبض الصادق

دمت ودام إبداعك