تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : العيد ..حلاوه وطراوه



عبدالغني خلف الله
28-02-2011, 06:08 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
طراوه وحلاوه-عبد الغني خلف الله
يا سلام علي العيد في الجزيرة وسط الأهل والأصدقاء ..وما أجمل الخريف المغادر وهو ينفحنا يوم الوقفة بامطار غزيرة وكأن السماء تمارس بكاءها المر وهي تمسح علي أعتاب رمضان الذي سرعان ما لملم اشياءه وانصرف وسط مشاعر الدهشة والإستغراب ..ومشكلة رمضان أنه ما أن يبدأ حتي ينتهي ..وقد قابلت أحد الزملاء برئاسة الشرطة أول ايام رمضان وقلت له ( رمضان كريم ) ..وبدلاً من أن يرد علي بالعبارة المعروفة ( الله أكرم ) أو( البحبو كلو كريم ) رد عليّ بصورة جاده ( رمضان كريم ولاّ العيد ضايق ؟! ) قلت ليهو يا زول قول بسم الله ..نحن في أول يوم من شهر الصيام والقيام تقول لي العيد ضايق ؟! ..قال لي حتشوف آخرة كلامي ده براك ..وصدق الرجل ..فلا ندري حتي هذه الساعة كيف انقضت أيام الشهر الفضيل بهذه السرعة ..وعلي أحدهم أن يورينا الحاصل شنو ؟..ربما يقول قائل ..الزمن ده لا في شهر ولا في سنه ..وكل شيء صار ( سفح ولفح ) ..لدرجة أن الساعة تمضي كالدقيقة والدقيقه وانت مافي مره ما بنقدر نطيقا ..لم تعد هنالك فسحة من الوقت للونسه ولعب الطاوله والكوتشينه ..وحتي المناسبات التي كانت تشغلنا من وفيات وأعراس وأعياد أضحت تختفي بسرعة البرق ..غايتو نقول ربنا يصلح الأعمال لكن في الحقيقة لا ندري لماذا هذا الدوران الرهيب للايام ..؟! البعض يعزو هذا الركض المخيف للوقت وازدياد وتيرة إيقاع الحياة بسبب المشغوليات والطموحات ..وأن اليوم ياهو اليوم والساعة ياها الساعة ..لكن ايام الفاقة والإنطلاقة ولت بلا عوده ..زمان يشتغل نفر واحد في العائلة والباقين يستمتعون بأوقاتهم سباحة ورياضة وربما فروسيه ..وكرة سله وكرة قدم و( بنق بونق ) بالمناسبه في ( بنق بونق ) الزمن ده ؟! ..واليوم تحتاج العائلة كلها لتعمل لتوفير لقمة العيش الكريمة لأفراد الأسرة وبحراق روح ..بيد أن أيام العيد الموشحة برائحة االدعاش هذه المره أنستنا تداعيات الحياة في المدينة وتقلباتها المفرحة والموجعة ..وكان النهار طويلاً جداً علي غير العادة والصباحات مفعمة بالطيبة والحنان ..وثمة أوقات لشرب القهوة وزيارة الأهل ومواصلة الأرحام والمشاوير المسائية وفي العصر وأنصاص الليالي حيث الغناء الجميل الذي طغت عليه هذه المرة تلك الألعاب النارية الملعونة التي زادت وتكثفت في القري والأرياف وباتت تشوه هدوء الضواحي وطرف المدائن ..شيء مزعج ومربك ..ولا نعلم من هو ذاك التاجر الشاطر الذي استوردها بهذه الكميات المهولة التي حولت ساحة صلاة العيد عندنا بالجزيرة إلي ساحة معركه ..والشفع آخر انبساط .. لم لا ؟! والكبار يفضلونها ذخيرة حيه وليس مجرد ملعبه .. ..وطبيعي أن تسيطر عادات الكبار علي عقول الصغار ..زمان ونحن صغار كنا نشوف الذخيرة الحية فقط في الأفلام ..( سرتانا لا يرحم ) (ورنقو قاهر الأبطال ) ..( والشريف لا يريد نقاشاً مع الغرباء ) ..والكاوبوي يجرجر خلفه تابوته استعداداً للمواجهه..ويخرج مسدسه بسرعة البرق ليقتل الناس بالعشرات وينفخ عنه الدخان ثم يعيده بحركة بهلوانية لجرابه .. ولو تجولت قرب الشاشة بعد انتهاء العرض لأمكنك ملء زكيبة من الرصاص الفارغ ..عموماً لكل الذين لم يعيدوا مع أهلهم لدواعي العمل نقول ليهم جزيتم خيراً عنا ..وكل من أمضي العيد بعيدا عن الوطن الصغير وكان بإمكانه السفر نقول ليهو ما تقول عيدت .. بل قول أخدت إجازه والسعيد من لم يكن عنده سبب حماه العيد هناك يحضرو ..وكل عام والعيد طراوه وحلاوه والجميع بألف خير .
من أرشيف كتاباتى الصحفية .

ربيحة الرفاعي
04-03-2011, 05:57 PM
نص جميل فاجأني توقيته
وفكرة حلوة أجدت طرحها ومعالجتها

وما زلت اتساءل .. لماذا الان؟

دمت بألق أيها الكريم

عبدالغني خلف الله
06-03-2011, 03:27 PM
عزيزتى ربيحة ..أتفاجأ كل أسبوع بمن يقول لى غداً الجمعه ..يا أخوان ما ممكن ..لكأننى كنت بالمسجد يوم أمس فقط وليس قبل ستة أيام ..حتى إننى لأتذكر كل كلمة تفوه بها حطيب المسجد ..وأنظر بداخل خزانة الملابس لأجد نفس الجلباب لم يتغير وحتى العطر لا يزال مبعثر فى ثناياه ..وقصتى مع الشهر الفضيل تتجدد كل عام ولسبب آحر هو أننى كنت قبل رفع الموضوع بقريتنا وشربت حتى الثمالة من مواصلة الأرحام وأنا بهذه المناسبة خال لمملكة من الصبايا والصبيان فلدى والحمد لله سبعة شقيقات جميعهن تزوجن وأنجبن وما أن أصل إلى هناك حتى تثور عاصفة من الحبور وسط الأطفال ..خالو جا ..خالو جا ..ربما تكون هذه الأسباب مجتمعة قد حملتنى على رفع الموضوع ..هذا مع تحياتى .