المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إلى متى؟!!!



د. سمير العمري
31-12-2002, 01:37 AM
دَارَتْ عَلَيْـــكَ بِكَأْسِـــهَا الأيَّـــــــامُ=وَسَــــ قَتْكَ مِمَّـــــا تَأْنَفُ الأَنْعَـــــامُ
وَرَمَتْكَ مِنْ كَفِّ الْخِيَانَــــةِ بِالرَّدَى=وَبَرَاكَ مِنْ ذُلِّ الْخُنُــــوْعِ ســــــقَامُ
يَا أيُّهُــــا الْحُــــرُّ الأَبِـــــيُّ بِمَوْطِنٍ=مِنْ كُلِّ أَصْـــنَافِ الْهَـــوَانِ يُسَـــامُ
فَالذُّلُّ فِي مَثْـــوَاكَ أَضْـحَى رَاتِعًـــا=وَعَلَى حُصُونِكَ فِي العُرُوْشِ لِئَـــامُ
السَّـــــاقِطُونَ الْخَائِنُــــونَ لِدِينِهِـــمْ=الْمُرْجِف ـــــونَ القِلَّــــــةُ الأَقْــــــزَامُ
الْمُرْتَشُــــونَ بِمَنْصِــبٍ وَبِدِرْهَــــمٍ=الوَاثِب ـــــونَ وَقَلْبُهُــــمْ إِحْجَـــــــــامُ
تَرَكُوا الزِّمَــامَ لِكَفِّ أَخْبَثِ فَاجِـــرٍ=فَــــإِذَا بِـــهِ لَكَ حَارِسٌ وَإِمَـــــــامُ
كَالثَّوْرِ هَاجَ إِلَى الدَّمَـــارِ بِقَرْنِـــــهِ=فَاللَونُ أَحْمَـــرُ وَالدِّيَــــارُ رُكَــــامُ
فِي القُدْسِ أَقْصَى الْمُسْـلِمِينَ مُدنَّسٌ=وَعَلَى المُآذِنِ يُصْلَــــبُ الإِسْــــلامُ
صَرَخَتْ فِلِسْطِينُ الْجَرِيحَةُ تَشْتَكِي=نَصْلُ القَرِيبِ يِئِـــــــزُّ لا الآلامُ
مَنْ لِلْحَرَائِرِ فِي المُصَـابِ إِذَا نَعَوا=مَوْتَ الرَّجَــــاءِ وَأُخْبِتَ الإقْـــــدَامُ
مَنْ لِلْيَتَــــامَى البَاكِيَــــاتِ كَلالَــــةً=إِنْ يَظْلِـــمِ الأَخْــــوَالُ وَالأَعْمَــــامُ
مَنْ لِلْبَرَاءَةِ حِيْنَ تَصْرُخُ مِنْ أَسْـــىً=بِفَمِ الطُّفُوْلـــــةِ طَالَهَا الإِجْــــــــرَامُ
نَصَرُوا القَضِيًّةَ بِالشِّــــعَارَاتِ التِي=ضَـــــجَّتْ بِهَا الآذَانُ وَالأقْــــــلامُ
وَتَشَـــدَّقُوا سَفَهًا بِغَيرِ عَقِيدَةٍ=فَالنُّورُ يَسْــــطَعُ وَالعُيُـــونُ ظِــلامُ
يَا أيُّهَـــــا الْحُرُّ الذِي يَرْضَى بِمَا=يَأبَــى الكَرِيمُ وَيَاْنَفُ المِقْــــــدَامُ
أفْدِيكَ مِنْ عَجْزٍ يُكبِّـــــلُ فَارِسًـــــا=إِنْ كَانَ يَوْمًـــــا يَخْنَـــعُ الضِّرْغَامُ
لِمَ أنْتَ كَالرِّعْدِيـــدِ مُرْتَعِـــدُ القُوَى=يَنْتَاشُكَ الخنْزِيــــرُ وَالأَقْحَــــــامُ
أنَسِـــــيْتَ خَالِــدَ فِي الكَرِيهَةِ فَاتِكًا=يَغْشَى الرَّدَى فَتَعِيْشُـــهُ الأَعْـــــوَامُ
وَصَلاحَ قَامَ إَلَى الصَّلِيبِ بِعِــــــزَّةٍ=حَتَّى تَألَّـــــقَ لِلْهِــــــلالِ مَقَـــــــامُ
كَمْ فَارِسٍ لَبِسَ الكَرَامَــةَ وَامْتَطَــى=سَرْجَ الشَّـــجَاعَةِ فَاعْتَلَى الإِسْـــلامُ
يَأْبَـــوْنَ قَهْــــرًا مِن قَرِيْبٍ ظَالِــــمٍ=وَإِلَــــى العَــــدُوِّ تَوثُّبٌ وَضِــــــــرَامُ
حَفِظُوا بِــهِ الأَوْطَانَ مِنْ جَوْرٍ وَمَا=سَــــجَدُوا لِغَيْرِ مُهَيْمِنٍ أَو قَـــــامُوا
وَاليَوْمَ نَجْعَلُ فِي "الْرُمُوزِ" قَدَاسَـةً=فَإِلَى مَتَـــى تُتَعَبَّـــــدُ الأصْنَـــــــامُ
وَإِلَى مَتَى نَخَشَى ذُيُـــوْلَ كِلابِهـــمْ=وَنَظُــــنّ فِـــي إِذْلالِهِــــمْ إِكْـــــرَامُ
أَتَقُـــوْلُ آيَــــــاتٌ وَتَخْرَسُ أُمَّــــــةٌ=وَتَمُوتُ فِي إِيْمَــــانِنَا الأَكْمَامُ
أَيْنَ الكَرَامَــةُ فِيكِ أُمَّةَ أَحْمَــــدٍ=أَيْنَ الرُّجُوْلَــــةُ فِيْكِ وَالإِلهَــــامُ
يَا أُمَّـــةَ البِلْيُــــونِ وَالرُبْــــعِ التِـي=تَقَتَــــادُهَا الشَّـــهَوَاتُ وَالأَوْهَـــــامُ
عَادَ الصَّلِيْبُ لَكُـمْ يُرِيْــــدُ هِلالَكُـــمْ=فِي حِقْدِهِ الأَطْمَــــاعُ وَالأَسْـــــــقَامُ
إِنَّ العِــرَاقَ لَـــهُ بِدَايَــــةُ رِحْلَـــــةٍ=تُجْتَـــاح فِيْهَا الْبِيــــدُ وَالآكْـامُ
وَإِلَى الْحِجَازِ وَنَجْدَ يَكْتُـــمُ غَيْظَـــهُ=وَلِمِصْرَ جـــرْحٌ تَشْـــتَكِيهُ الشَّــــامُ
وَلَــهُ مِنَ "الكَرَزَاي" أَلْفُ مُقَامِرٍ=وَلَـــهُ مِنَ البُغْضِ المقِيْت زِمَـــــامُ
حَتّى إِذَا دَانَتْ لَـــهُ الأَمْصَـــارُ فِي=شَـــــرْقٍ وَغَرْبٍ تُذْبَـــح الأَغْنَــــامُ
هَـــذَا وَإِنَّ القَــــوْمَ أَرْحَـــامٌ لَكُــــمْ=إِلَّمْ تَقَطَّــــعُ فِيْكُــــمُ الأَرْحَـــــــامُ
فَإِلَى الْجِهَادِ إِلَى السِّلاحِ إِلَى الفِــدَا=وَعَلَى السَّـــــوَابِحِ فَارِسٌ وَهُمَــــامُ
هَيَّــا لإِحْــدَى الحُسْــنَيَينِ تِجَــــارَةً=فَالدَّرْبُ صَعْبٌ وَالخُطُوبُ جِسَـــامُ
وَلْتَحْفَظُـــوا لِلْمُسْـــلِمِيْنَ وُجُوْدَهَــمْ=بِيَدٍ فَمَا يُجْدِي الخُطُوبَ مَلامُ
إنِّي نَصَـــحْتُ لَكُمْ بِقَلْبِ مُحَــرِّضٍ=إِنْ تَسْــــمَعُوا مَا تَنْصَحُ الأَحْــــلامُ
فَاللهُ حَسْـــبُ الدِّيْن وَالوَطَن الــذِي=قَــــدْ خَانَــــهُ العُلَمَــــاءُ وَالحُكَّـــامُ
هُوَ ربُّنَــــا الرَّحْمَنُ فَوْقَ عِبَــــــادِهِ=إِنْ تَنْصُـــرُوهُ تُثَبَّتِ الأقـــــدامُ