د. سمير العمري
15-09-2008, 08:47 PM
نَقَاؤُكَ فِيكَ يَا ابْنَ الصِّدْقِ سَامِقْ=وَقَلْبُكَ حِيكَ مِنْ عِطْرِ الحَدَائِقْ
وَعِلْمُكَ عَنْكَ حَدَّثَ بِالعَوالِي=وَعَزْمُكَ مِنْكَ بِالإِحْسَانِ سَابِقْ
وَشِعْرُكَ إِنْ تَغَنَّى فَاحَ نَشْرٌ=مِنَ الإِبْدَاعِ فِي الإِحْسَاسِ عَابِقْ
وَوَجْهُكَ مِنْ فُيُوضِ ضِيَاءِ صِدْقٍ=تَبَدَّى مِثْل شَمْسٍ فِي المَشَارِقْ
وَلَو مَدَّ الوَفَاءُ لَهُ بِسَاطًا=لَمَدَّ لَكَ الأَرَائِكَ وَالنَمَارِقْ
وَلَو نَطَقَ الجَمَالُ مِنَ الرَّوَابِي=لأَهْدَاكَ الأَقَاحِي وَالزَّنَابِقْ
فَلا عَجَبٌ وَقَدْ رُمْتُ المَعَالِي= بِأَنِّي أَصْطَفِيكَ مِن الخَلائِقْ
وَأَنِّي قَدْ جَعَلْتُ لَكُمْ مَكَانًا=كَتَاجِ الدُّرِّ فِي أَعْلَى المَفَارِقْ
فَأَنْتَ بَوَارِقُ الصِّدْقِ اسْتَقَلتْ=وَقَدْ كَذَبَتْ عَلَى العَينِ البَوَارِقْ
وَأَنْتَ الغَيثُ مُؤْتَمَنًا بِخَيرٍ=مَتَى عَلَتِ الرُّعُودُ بِغَيرِ وَادِقْ
وَمَا فِي عَذْلِ ذِي جَدْبٍ لِغَرْسِي=سِوَى عَذْلِ الطَحَالِبِ لِلشَّقَائِقْ
وَمَا رَجَمَ النَّخِيلَ بِطُوبِ عَيبٍ=سِوَى قَزمٍ بِأَنَّ النَّخْلَ بَاسِقْ
وَكَمْ فِي الخَلْقِ مَنْ صَاحَبْت صَفْوًا=فَإِنْ غصَّ الزَّمَانُ سَقَاكَ مَاذِقْ
وَكَمْ مِنْ مُقْسِمٍ بِاللهِ عَهْدًا=أَرَانِيهِ المُهَيمِنُ عَهْدَ صَادِقْ
مَتَى عَاشَرْتُهُ فِي الدَّهْرِ أَبْدَى=عَلَى سُرُجِ الرَّجَاءِ فَمَ المُمَالِقْ
إِذَا وَافَقْتُهُ زَعَمَ اجْتِبَائِي=وَإِنْ خَالَفْتُ عَلَّقَ لِي المَشَانِقْ
كَأَنَّ لِكُلِّ عَادِيَةٍ شِفَارًا=تُكَدِّرُ عَيْشَنَا وَالعَيشُ رَائِقْ
يُبَادِرُ بِالأَذَى أَهْلٌ وَصَحْبٌ=وَمَا مَلَّ النَّدَى أَو كَلَّ عَاتِقْ
وَلَكِنْ فِي السَّلامَةِ مُسْتَقَرٌّ=لِمُهْجَةِ مُقْبِلٍ وَلِرُوحِ تَائِقْ
أَمَا تَرِدُ النُّفُوسُ مَتَى تَسَامَتْ=مَكَارِمَ تُجْتَبَى مِنْ كُلِّ شَاهِقْ
وَتَأْنَفُ أَنْ تَضِلَّ عَلَى طَرِيقٍ=وَإِنْ نَزَغَتْ عَنِ الحَقِّ الطَرَائِقْ
وَلَيسَ أَغَمُّ لِلأَسْمَاعِ هَدْيًا=مَتَى التَقَتِ القَلاقِلُ وَاللَقَالِقْ
فَإِمَّا أَعْمَلَ العُقَلاءُ رَأْيًا=تَكَشَّفَتِ الدَّخَائِلُ وَالحَقَائِقْ
أَلَيسَ الضَّبُّ يَدْخُلُ كُلَّ جُحْرٍ=وَتَرْتَادُ الكَوَاكِبُ كُلَّ شَاهِقْ
وَتَنْكَفِئُ الرِّعَاعُ عَلَى عِظَامٍ=وَيَرْقَى لِلعَظَائِمِ كُلُّ حَاذِقْ
فَكَيفَ يَرَى النَّدَى حُرٌّ بِأَرْضٍ=بَنُوهَا بَينَ مُحْتَرِبٍ وَمَارِقْ
وَكَيفَ يُرَى الهُدَى إِنْ ضَلَّ قَصْدٌ=وَإِنْ أَفْتَى لأَهْلِ الحَقِّ فَاسِقْ
وَمَا يَكُ مِنْ رِضَا لَو لَمْ يَرُقْ لِي=رِدَاءَ الحِلْمِ يُلْجِمُ كُلَّ نَاعِقْ
وَأَنِّي مُخْلِصٌ صَافِي النَّوَايَا=رَفِيقٌ شَاكِرٌ بِاللهِ وَاثِقْ
وَأَنِّي لَسْتُ أَجْزَعُ فِي خُطُوبٍ=وَلا أَخْشَى مِنَ الزَّمَنِ الطَّوَارِقْ
فُخُذْ مِنِّي المَحَبَّةَ يَا صَدِيقِي=عَلَى طَبَقِ الوَفَاءِ وَكَأْس وَامِقْ
وَدَعْ شِعْرِي يُغَرِّدُ فِيكَ مَدْحًا=بِمَا أَوْلَيتَ فَضْلا مِنْكَ دَافِقْ
وَمَا وَأَبِيكَ قَدْ خَاتَلْتُ يَوْمًا=وَمَا حَرْفِي بِغَيرِ نَدَاكَ نَاطِقْ
فَأَنْتَ أَجَلُّ مَنْ خَالَطْتُ قَدْرًا=وَأَرْفَقُ مِنْ مُلاقٍ أَو مُفَارِقْ
وَأَنْتَ أَبَرُّ مَنْ وَافَيتُ عَهْدًا=كَرِيمَ النَّفْسِ مَحْمُودَ الخَلائِقْ
وَعِلْمُكَ عَنْكَ حَدَّثَ بِالعَوالِي=وَعَزْمُكَ مِنْكَ بِالإِحْسَانِ سَابِقْ
وَشِعْرُكَ إِنْ تَغَنَّى فَاحَ نَشْرٌ=مِنَ الإِبْدَاعِ فِي الإِحْسَاسِ عَابِقْ
وَوَجْهُكَ مِنْ فُيُوضِ ضِيَاءِ صِدْقٍ=تَبَدَّى مِثْل شَمْسٍ فِي المَشَارِقْ
وَلَو مَدَّ الوَفَاءُ لَهُ بِسَاطًا=لَمَدَّ لَكَ الأَرَائِكَ وَالنَمَارِقْ
وَلَو نَطَقَ الجَمَالُ مِنَ الرَّوَابِي=لأَهْدَاكَ الأَقَاحِي وَالزَّنَابِقْ
فَلا عَجَبٌ وَقَدْ رُمْتُ المَعَالِي= بِأَنِّي أَصْطَفِيكَ مِن الخَلائِقْ
وَأَنِّي قَدْ جَعَلْتُ لَكُمْ مَكَانًا=كَتَاجِ الدُّرِّ فِي أَعْلَى المَفَارِقْ
فَأَنْتَ بَوَارِقُ الصِّدْقِ اسْتَقَلتْ=وَقَدْ كَذَبَتْ عَلَى العَينِ البَوَارِقْ
وَأَنْتَ الغَيثُ مُؤْتَمَنًا بِخَيرٍ=مَتَى عَلَتِ الرُّعُودُ بِغَيرِ وَادِقْ
وَمَا فِي عَذْلِ ذِي جَدْبٍ لِغَرْسِي=سِوَى عَذْلِ الطَحَالِبِ لِلشَّقَائِقْ
وَمَا رَجَمَ النَّخِيلَ بِطُوبِ عَيبٍ=سِوَى قَزمٍ بِأَنَّ النَّخْلَ بَاسِقْ
وَكَمْ فِي الخَلْقِ مَنْ صَاحَبْت صَفْوًا=فَإِنْ غصَّ الزَّمَانُ سَقَاكَ مَاذِقْ
وَكَمْ مِنْ مُقْسِمٍ بِاللهِ عَهْدًا=أَرَانِيهِ المُهَيمِنُ عَهْدَ صَادِقْ
مَتَى عَاشَرْتُهُ فِي الدَّهْرِ أَبْدَى=عَلَى سُرُجِ الرَّجَاءِ فَمَ المُمَالِقْ
إِذَا وَافَقْتُهُ زَعَمَ اجْتِبَائِي=وَإِنْ خَالَفْتُ عَلَّقَ لِي المَشَانِقْ
كَأَنَّ لِكُلِّ عَادِيَةٍ شِفَارًا=تُكَدِّرُ عَيْشَنَا وَالعَيشُ رَائِقْ
يُبَادِرُ بِالأَذَى أَهْلٌ وَصَحْبٌ=وَمَا مَلَّ النَّدَى أَو كَلَّ عَاتِقْ
وَلَكِنْ فِي السَّلامَةِ مُسْتَقَرٌّ=لِمُهْجَةِ مُقْبِلٍ وَلِرُوحِ تَائِقْ
أَمَا تَرِدُ النُّفُوسُ مَتَى تَسَامَتْ=مَكَارِمَ تُجْتَبَى مِنْ كُلِّ شَاهِقْ
وَتَأْنَفُ أَنْ تَضِلَّ عَلَى طَرِيقٍ=وَإِنْ نَزَغَتْ عَنِ الحَقِّ الطَرَائِقْ
وَلَيسَ أَغَمُّ لِلأَسْمَاعِ هَدْيًا=مَتَى التَقَتِ القَلاقِلُ وَاللَقَالِقْ
فَإِمَّا أَعْمَلَ العُقَلاءُ رَأْيًا=تَكَشَّفَتِ الدَّخَائِلُ وَالحَقَائِقْ
أَلَيسَ الضَّبُّ يَدْخُلُ كُلَّ جُحْرٍ=وَتَرْتَادُ الكَوَاكِبُ كُلَّ شَاهِقْ
وَتَنْكَفِئُ الرِّعَاعُ عَلَى عِظَامٍ=وَيَرْقَى لِلعَظَائِمِ كُلُّ حَاذِقْ
فَكَيفَ يَرَى النَّدَى حُرٌّ بِأَرْضٍ=بَنُوهَا بَينَ مُحْتَرِبٍ وَمَارِقْ
وَكَيفَ يُرَى الهُدَى إِنْ ضَلَّ قَصْدٌ=وَإِنْ أَفْتَى لأَهْلِ الحَقِّ فَاسِقْ
وَمَا يَكُ مِنْ رِضَا لَو لَمْ يَرُقْ لِي=رِدَاءَ الحِلْمِ يُلْجِمُ كُلَّ نَاعِقْ
وَأَنِّي مُخْلِصٌ صَافِي النَّوَايَا=رَفِيقٌ شَاكِرٌ بِاللهِ وَاثِقْ
وَأَنِّي لَسْتُ أَجْزَعُ فِي خُطُوبٍ=وَلا أَخْشَى مِنَ الزَّمَنِ الطَّوَارِقْ
فُخُذْ مِنِّي المَحَبَّةَ يَا صَدِيقِي=عَلَى طَبَقِ الوَفَاءِ وَكَأْس وَامِقْ
وَدَعْ شِعْرِي يُغَرِّدُ فِيكَ مَدْحًا=بِمَا أَوْلَيتَ فَضْلا مِنْكَ دَافِقْ
وَمَا وَأَبِيكَ قَدْ خَاتَلْتُ يَوْمًا=وَمَا حَرْفِي بِغَيرِ نَدَاكَ نَاطِقْ
فَأَنْتَ أَجَلُّ مَنْ خَالَطْتُ قَدْرًا=وَأَرْفَقُ مِنْ مُلاقٍ أَو مُفَارِقْ
وَأَنْتَ أَبَرُّ مَنْ وَافَيتُ عَهْدًا=كَرِيمَ النَّفْسِ مَحْمُودَ الخَلائِقْ