تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سجية الأبرار



د. سمير العمري
21-03-2008, 09:19 PM
أَثَابَكَ مَنْ أَقَامَكَ فِي الأَنَامِ=مِثَالا فِي الوَفَاءِ وَفِي الوِئَامِ
وَأَورَدكَ الكَرِيمُ زُلالَ نَهْرٍ=مِنَ الفِرْدَوسِ صَفْوًا وِرْدَ ظَامِي
فَأَنْتَ أَرَقُّ مَنْ صَاحَبْتُ قَلْبًا=وَأَكْرَمُ مَنْ يُبَادِرُ بِالسَّلامِ
أَرَى الإِحْسَانَ فِيكَ ثِمَارَ غَرْسٍ=تَجَذَّرَ أَصْلُهُ وَالفَرْعُ نَامِ
وَفِيكَ الطُّهْرَ فِي الإحْسَاسِ طَبْعًا=جَدِيرًا بِالثَّنَاءِ وَالاحْتِرَامِ
سِرَاجًا قَدْ أَضَأْتَ النَّاسَ حُبًّا=كَأَنَّكَ فِيهُمُ بَدْرُ التَّمَامِ
تُنَادِمُنِي الإِخَاءَ فَلَيتَ شِعْرِي=أَمِنْ دَمْعٍ أَرُدُّ أَمِ ابْتِسَامِ
كِلا الأَمْرَينِ قَدْ نَطَقَا فَقَالا=وَقَدْ صَمَتَ اللِسَانُ عَنِ الكَلامِ
أَرَادَ اللهُ لِلجَسَدِ اعْتِلالا=يُطَهِرُّهُ فَأَكْرَمَ بِالسّقَامِ
فَعَافَ النَّومَ مِنْ أَوجَاعِ قَلْبٍ=وَمِنْ أَلَمٍ تَمَكَّنَ فِي عِظَامِي
وَمَا كَانَتْ مُقَارَعَةُ الليَالِي=لِتُوهِنَ عَزْمَةَ الرَّجُلِ الهُمَامِ
وَلَولا الشَّوقُ لِلأَحْبَابِ أَضْنَى=لَمَا حَظِيَ الهُزَالُ بِالاهْتِمَامِ
لَعَمْرُكَ مَا أَصَابَ الدَّهْرُ مِنَّا=سِوَى مَا اللهُ قَدَّرَ فِي النِّظَامِ
صُرُوفًا لا تَقَرُّ عَلَى قَرَارٍ=وَحَالا لا تَسُرُّ عَلَى دَوَامِ
وَمَا الدُّنْيَا سِوَى نُطَفِ الأَمَانِي =تُجَدِّدُ مَا انْقَضَى فِي كُلِّ عَامِ
فَقَدْ تَلِدُ النَّضَارَ مِنَ المَآسِي=وَقَدْ تَلِدُ البَوَارَ مِنَ الغَمَامِ
وَقَدْ تَجْلُو بِمَا تَهَبُ الرَّزَايَا=وَقَدْ تَبْلُو فَتَرْشُقُ بِالسِّهَامِ
وَأَنْكَرُ مَا تَكُونُ الحَالُ فِيهَا=مَتَى احْتَزَبَ اللِئَامُ عَلَى الكِرَامِ
أَخِي حَسَّانُ قَدْ صَافَحْتَ قَلْبِي=بِمَدْحٍ فَاحَ مِنْ فَاءٍ وَلامِ
عَلِمْتَ بِأَنَّنِي مَا رُمْتُ يَومًا=سِوَى الرضْوَانِ مِنْ رَبِّ الأَنَامِ
وَتَعْلَمُ مَا جَنَاهُ عَلَيَّ صَحْبِي=وَأَعْلَمُ مَا تُرِيدُ مِنَ الوِئَامِ
مَقَامُكَ فَوْقَ مَا تَرْجُو وَلَكِنْ=رَأَيْتُ الحَقَّ أَعْيُنُهُ دَوَامِ
لَقَدْ جَارَ الذِي أَجْرَى ظُنُونًا=تَنَاثَرُ مِثْل عَطْسٍ مِنْ زُكَامِ
فَتُؤْذِي الأَنْقِيَاءَ إِلَى اتِّبَاعٍ=وَتَرْمِي الأَبْرِيَاءَ بِجُرْمِ رَامِ
يُحَدِّثُ بِالذِي هُوَ مِنْ حَدِيثِي=وَيَحْسَبُ أَنَّهُ فَمُ الاتِّهَامِ
كَمِثْلِ مُكَابِرٍ أَعْشَتْهُ شَمْسٌ=فَقَالَ: العَينُ أَبْصَرُ فِي الظَلامِ
أَبِالتَّفْرِيقِ تُرْتَادُ المَعَالِي=وَبِالتَّقْلِي ِ تُنْتَقَدُ المَرَامِي
وَمَنْ يُحْدَى بِأَذْنَابِ الأَفَاعِي=فَإِنَّ الوَكْرَ يَسْكُنُ فِي الخِتَامِ
وَمَهْمَا أَجْفَلَتْ قَلْبِي نفُوسٌ=فَإِنَّ نَفَائِسَ الدُّنْيَا أَمَامِي
أَكَارِمَ لا يُضَامُ بِهُمْ رَفِيقٌ=سَوَاءٌ أَهْلُ مِصْرَ وَأَهْلُ شَامِ
وَفِي أَرْضِ الجَزَائِرَ فِي حِجَازٍ=وَفِي يَمَنٍ وَفِي البَيتِ الحَرَامِ
وَفِي شعْبِ الكِوَيتِ وَفِي عُمَانٍ=وَفِي قَطَرٍ وَفِي دَارِ السَّلامِ
وَلِي فِي المَغْرِبِ الأَقْصَى إِخَاءٌ=وَفِي السُّودَانِ نَبْعُ الحُبِّ هَامِ
وَفِي كُلِّ البِلادِ لَنَا رِفَاقٌ=تُكِنُّ لَنَا المَحَبَّةَ بِالتِزَامِ
هُوَ المَولَى يُكَافِئُ مَنْ يُوَافِي=فَيُنْعِمُ فِي الرِّضَاعِ وفِي الفِطَامِ
فَمَا زِلْنَ الخُطُوب يَسِرْنَ إِثْرِي=وَلَكْنْ دَامَ بِاللهِ اعْتِصَامِي
وَأَنِّي فِي الحَوَادِثِ طَلْعُ نَخْلٍ=يُسَاقِطُ تَمْرَهُ وَالعِذْقُ دَامِ
وَأَنِّي مَا عَصَيتُ العَفْوَ يَوْمًا=وَلَمْ أَجْزِ الجَهُولَ بِالانْتِقَامِ
وَأَنِّي قَدْ أَهِمُّ بِلَومِ صَحْبِي=فَيَصْرِفُنِي الإِبَاءُ عَنِ المَلامِ
أُهَذِّبُ بِالوَقَارِ نُفُورَ نَفْسِي=وَأَخْطبُ مَا تُرِيدُ بِالاحْتِشَامِ
عَفَا الرَّحْمَنُ عَنْهُمْ إِنَّ عَينِي=عَلَى هَجْرِ الأَحِبَّةِ فِي انْسِجَامِ
وَلَولا أَنْ يُقَالَ لَقُلْتُ أَهْلا=بِكُلِّ مُؤَازِرٍ لِلحَقِّ حَامِ
أُقَبِّلُ مَنْ يَثُوبُ عَنِ الخَطَايَا=وَأَقْبَلُ مَنْ يَؤُوبُ إِلَى الذِّمَامِ
فَإِنَّ الحِلْمَ أَرْفَعُ فِي مَقَامٍ=وَإِنَّ الصَّمْتَ أَسْمَعُ فِي الخِصَامِ
وَتِلكَ سَجِيَّةُ الأَبْرَارِ تَعْلُو=فَتَسْخُو بِالتَّسَامُحِ وَالتَّسَامِي
وَلَيسَ فَتَى التَّعَلُّلِ كَالمُعَنَّى=وَلا الكَلُّ المُدَلَّلُ كَالعِصَامِي
وَمَنْ يَصْدُقْ نَوَايَا البِرِّ صَلَّى=وَلَمْ يُغْرِ الجَمَاعَةَ بِالإِمَامِ
لأَنَّ اللهَ أَعْلَمُ بِالخَفَايَا=وَأَنَّ اللهَ أَعْدَلُ فِي احْتِكَامِ



ردا على قصيدة الأخ الحبيب د. حسان الشناوي طهور إن شاء الله (https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=28208)