د. سمير العمري
12-12-2005, 02:49 AM
آل البيت
شعر: د. سمير العمري
فِيْمَ افْتِخَارُكَ يَا مَنْ قُلْتَ كَانَ أَبِي=وَيَا بْنَ جَدِّكَ هَلْ قَدَّمْتَ مِنْ سَبَبِ؟
الحُرُّ يُحْرِزُ أَمْجَادًا بِبَذْلِ يَدٍ=وَالغِرُّ يُحْرِزُ وَهْمَ المَجْدِ بِالسَّلَبِ
"يَا مَنْ تَعِيبُ عَلَينَا الرَّأْيَ تَطْلُبُنَا= يَا طَالِبَ النَّجْمِ قَدْ أَوْغَلْتَ فِي الطَّلَبِ"
مَا قُلْتَ إِلا هُرَاءً لا يَلِيقُ بِنَا= إِنْ كَانَ يَحْفَلُ ذُو لُبٍّ بِرَأْيِ غَبِي
شَتَّانَ بَيْنَ عَظِيمِ الجُهْدِ ذِي أَرَبٍ =وَبَيْنَ مُسْتَهْتِرٍ بِالجُهْدِ وَالأَرَبِ
لَيْسَ الذِي لِلعُلا يُمْضِي عَزَائِمَهُ=كَالمُرْجِفِي َ وَلَيْسَ الرَّأْسُ كَالذَّنَبِ
أَنَا أُحَلِّقُ بِالدُّنْيَا أَقُولُ: خُذِي=وَأَنْتَ تَلْحَقُ بِالدُّنْيَا تَقُولُ: هَبِي
مِثْلِي وَمِثْلُكَ فِي بَحْرٍ قَدْ اجْتَمَعَا= جَمْعَ النَّقِيضَينِ مِنْ مَاءٍ وَمِنْ لَهَبِ
هَذَا يُجَدِّفُ رُبَّانًا لِبَرِّ هُدَى=وَذَاكَ يَرْجُفُ مَفْزُوعًا مِنَ اللُّجُبِ
خَارَتْ وَخَارَ وَفَرَّ الكِبْرُ مِنْ دَمِهِ=فَالصَّدْرُ فِي رَهَبٍ وَالعَيْنُ فِي هَرَبِ
أَرَى العُلا تَقْتَضِيِني وَهْيَ رَاغِبَةٌ=عَزْمًا يُحَدِّثُ عَنْ فَضْلِي وَعَنْ دَأَبِي
حِينَ الزَّمَانُ سَقَى الإِنْسَانَ حِدَّتَهُ=فَغَابَ عَنْهُ وَحَدُّ السَّيْفِ لَمْ يَغِبِ
وَمَا أَرَى لَذَّةَ الدُّنْيَا لِشَارِبِهَا=إِلا كَلَذَّةِ مَخْمُورٍ مِنَ العِنَبِ
وَمَا سُلافَتُهَا إِلا لِعَاصِرِهَا=إِنْ صَبَّ أَصْبَى وَإِنْ لَمْ يَصْبُ لَمْ يُصِبِ
كَمْ سَامَ حِلْمِي حَقُودٌ فِي مُنَاكَفَةٍ=فَكَانَ عَزْمِي إِلَى العَلْيَاءِ وَالسُّحُبِ
وَمَا خَشِيتُ لِقَاءَ الحَرْبِ مِنْ غَلَبٍ=وَمَا شَكَوتُ قَلاءَ الكَرْبِ مِنْ لَغَبِ
إِنِّي لأَفْخَرُ أَنَّ اللهَ هَذَّبَنِي=وَزَادَنِي شَرَفًا بِالعِلْمِ وَالأَدَبِ
وَإِنْ فَخَرْتُ بِأَصْلٍ طَابَ مَحْتِدُهُ=فَإِنَّ فَخْرِي بِمَا أَنْجَزْتُ أَخْلَقُ بِي
أُجِلُّ قَدْرَ الذِي يَجْلُو بِقُدْرَتِهِ=وَمَا أُسَرُّ سِوَى بِالسَّادَةِ النُّجُبِ
وَمَا احْتَفَيتُ بِأَنْسَابٍ وَإِنْ عَظُمَتْ=إِلا بِآلِ رَسُولِ اللهِ خَيْرِ نَبِي
نَسْلٌ تَشَرَّفَ مِنْ "طَهَ" وَعِتْرَتِهِ=لا آلَ مَنْ نَسَلُوا مِنْ عَبْدِ مُطَّلِبِ
هُمُ الأَكَارِمُ أَقْدَارًا وَقَدْ نُسِبُوا=لِخَيرِ جَدٍّ هَدَى الدُّنْيَا وَخَيرِ أَبِ
أَحَبَّ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءَ ذَاتَ تُقَى=كَمَرْيَمِ الطُّهْرِ لَمْ تَعْتَبْ وَلَمْ تَعِبِ
بَرَّتْهُ أُمًّا رَؤُومًا وابْنَةً فَضَلَتْ=كُلَّ النِّسَاءِ وَصَانَتْ طَاهِرَ العَصَبِ
أَهْدَتْ إِلَى قَلْبِهِ زُهْدًا يُسَّرُ بِهِ=وَسَيِّدَينِ هُمَا كَالأَنْجُمِ الشُّهُبِ
فَكَانَ فِي الحَسَنِ السَّلْوَى لِقَلْبِ أَبٍ=وَفِي الحُسَينِ سُرُورًا مِنْ نُبُوغِ صَبِي
رَيْحَانَتَانِ أَفَاحَ اللهُ عِطْرَهُمَا=فِي صَدْرِ أَحْمَدَ فِي جَدٍّ وَفِي لَعِبِ
يَا آلَ بَيْتِ رَسُولِ اللهِ إِنَّ لَكُمْ=فِي قَلْبِ كُلِّ تَقِيٍّ حُبَّ مُحْتَسِبِ
يَا خَيرَ مَنْ وُلِدُوا يَا خَيرَ مَنْ قُصِدُوا=يَا خَيرَ مَنْ حُمِدُوا يَا أَشْرَفَ العَرَبِ
إِنْ كَانَتِ ادَّعَتِ الأَشْيَاعُ حُبَّكُمُ=فَإِنَّ حُبِّي يَفُوقُ القَوْمَ فِي الرُّتَبِ
إِنِّي أُحِبُّكُمُ حُبًّا لِجَدِّكُمُ=وَطَاعَةً لِرِضَا الرَّحْمَنِ فِي رَغَبِ
صَلَّى عَلَيْكُمْ إِلَهُ الكَونِ فَالتَزَمَتْ=مِنَّا الضَّمَائِرُ تَرْجُو حُسْنَ مُنْقَلَبِ
يَا آلَ بَيْتِ رَسُولِ اللهِ مَعْذِرَةً=إِنْ كَانَ أَفْرَطَ فِي الدَّعَوى أُولُو الرِّيَبِ
قَالُوا الرِّسَالَةُ إِرْثُ الآلِ خَالِصَةً=وَبِالإِمَامَةِ حَصْرُ الشَّرْعِ بَعْدَ نَبِي
فَكَذَّبُوا وَشُهُودُ الحَقِّ صَادِقَةٌ=وَصَدَّقُوا وَدَلِيلُ الحُكْمِ فِي كَذِبِ
لَئِنْ وَرِثْتُمْ مِنَ الهَادِي مَحَبَّتَهُ=فَمَا يُوَرَّثُ دِيْنُ اللهِ بِالنَّسَبِ
إِنَّا لَنُؤْمِنُ أَنَّ اللهَ خَالِقُنَا= قَدِ اجْتَبَانَا بِتَقْوَى لَيْسَ بِالحَسَبِ
وَقَسَّمَ الفَضْلَ بَينَ النَّاسِ فَاخْتَلَفُوا=وَإِنْ تَشَابَهَ لَوْنُ الصُّفْرِ وَالذَّهَبِ
وَقَدْ هَدَانَا وَأَهْدَانَا التِي اقْتَرَنَتْ=بِوَعْدِهِ الحَقِّ مِمَّا بَعْدُ لَمْ يَهَبِ
وَمَنْ أَذَلَّ هَوَاهُ الكِبْرُ خَابَ بِهِ=وَمَنْ أَعَزَّ نُهَاهُ الحَقُّ لَمْ يَخِبِ
شعر: د. سمير العمري
فِيْمَ افْتِخَارُكَ يَا مَنْ قُلْتَ كَانَ أَبِي=وَيَا بْنَ جَدِّكَ هَلْ قَدَّمْتَ مِنْ سَبَبِ؟
الحُرُّ يُحْرِزُ أَمْجَادًا بِبَذْلِ يَدٍ=وَالغِرُّ يُحْرِزُ وَهْمَ المَجْدِ بِالسَّلَبِ
"يَا مَنْ تَعِيبُ عَلَينَا الرَّأْيَ تَطْلُبُنَا= يَا طَالِبَ النَّجْمِ قَدْ أَوْغَلْتَ فِي الطَّلَبِ"
مَا قُلْتَ إِلا هُرَاءً لا يَلِيقُ بِنَا= إِنْ كَانَ يَحْفَلُ ذُو لُبٍّ بِرَأْيِ غَبِي
شَتَّانَ بَيْنَ عَظِيمِ الجُهْدِ ذِي أَرَبٍ =وَبَيْنَ مُسْتَهْتِرٍ بِالجُهْدِ وَالأَرَبِ
لَيْسَ الذِي لِلعُلا يُمْضِي عَزَائِمَهُ=كَالمُرْجِفِي َ وَلَيْسَ الرَّأْسُ كَالذَّنَبِ
أَنَا أُحَلِّقُ بِالدُّنْيَا أَقُولُ: خُذِي=وَأَنْتَ تَلْحَقُ بِالدُّنْيَا تَقُولُ: هَبِي
مِثْلِي وَمِثْلُكَ فِي بَحْرٍ قَدْ اجْتَمَعَا= جَمْعَ النَّقِيضَينِ مِنْ مَاءٍ وَمِنْ لَهَبِ
هَذَا يُجَدِّفُ رُبَّانًا لِبَرِّ هُدَى=وَذَاكَ يَرْجُفُ مَفْزُوعًا مِنَ اللُّجُبِ
خَارَتْ وَخَارَ وَفَرَّ الكِبْرُ مِنْ دَمِهِ=فَالصَّدْرُ فِي رَهَبٍ وَالعَيْنُ فِي هَرَبِ
أَرَى العُلا تَقْتَضِيِني وَهْيَ رَاغِبَةٌ=عَزْمًا يُحَدِّثُ عَنْ فَضْلِي وَعَنْ دَأَبِي
حِينَ الزَّمَانُ سَقَى الإِنْسَانَ حِدَّتَهُ=فَغَابَ عَنْهُ وَحَدُّ السَّيْفِ لَمْ يَغِبِ
وَمَا أَرَى لَذَّةَ الدُّنْيَا لِشَارِبِهَا=إِلا كَلَذَّةِ مَخْمُورٍ مِنَ العِنَبِ
وَمَا سُلافَتُهَا إِلا لِعَاصِرِهَا=إِنْ صَبَّ أَصْبَى وَإِنْ لَمْ يَصْبُ لَمْ يُصِبِ
كَمْ سَامَ حِلْمِي حَقُودٌ فِي مُنَاكَفَةٍ=فَكَانَ عَزْمِي إِلَى العَلْيَاءِ وَالسُّحُبِ
وَمَا خَشِيتُ لِقَاءَ الحَرْبِ مِنْ غَلَبٍ=وَمَا شَكَوتُ قَلاءَ الكَرْبِ مِنْ لَغَبِ
إِنِّي لأَفْخَرُ أَنَّ اللهَ هَذَّبَنِي=وَزَادَنِي شَرَفًا بِالعِلْمِ وَالأَدَبِ
وَإِنْ فَخَرْتُ بِأَصْلٍ طَابَ مَحْتِدُهُ=فَإِنَّ فَخْرِي بِمَا أَنْجَزْتُ أَخْلَقُ بِي
أُجِلُّ قَدْرَ الذِي يَجْلُو بِقُدْرَتِهِ=وَمَا أُسَرُّ سِوَى بِالسَّادَةِ النُّجُبِ
وَمَا احْتَفَيتُ بِأَنْسَابٍ وَإِنْ عَظُمَتْ=إِلا بِآلِ رَسُولِ اللهِ خَيْرِ نَبِي
نَسْلٌ تَشَرَّفَ مِنْ "طَهَ" وَعِتْرَتِهِ=لا آلَ مَنْ نَسَلُوا مِنْ عَبْدِ مُطَّلِبِ
هُمُ الأَكَارِمُ أَقْدَارًا وَقَدْ نُسِبُوا=لِخَيرِ جَدٍّ هَدَى الدُّنْيَا وَخَيرِ أَبِ
أَحَبَّ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءَ ذَاتَ تُقَى=كَمَرْيَمِ الطُّهْرِ لَمْ تَعْتَبْ وَلَمْ تَعِبِ
بَرَّتْهُ أُمًّا رَؤُومًا وابْنَةً فَضَلَتْ=كُلَّ النِّسَاءِ وَصَانَتْ طَاهِرَ العَصَبِ
أَهْدَتْ إِلَى قَلْبِهِ زُهْدًا يُسَّرُ بِهِ=وَسَيِّدَينِ هُمَا كَالأَنْجُمِ الشُّهُبِ
فَكَانَ فِي الحَسَنِ السَّلْوَى لِقَلْبِ أَبٍ=وَفِي الحُسَينِ سُرُورًا مِنْ نُبُوغِ صَبِي
رَيْحَانَتَانِ أَفَاحَ اللهُ عِطْرَهُمَا=فِي صَدْرِ أَحْمَدَ فِي جَدٍّ وَفِي لَعِبِ
يَا آلَ بَيْتِ رَسُولِ اللهِ إِنَّ لَكُمْ=فِي قَلْبِ كُلِّ تَقِيٍّ حُبَّ مُحْتَسِبِ
يَا خَيرَ مَنْ وُلِدُوا يَا خَيرَ مَنْ قُصِدُوا=يَا خَيرَ مَنْ حُمِدُوا يَا أَشْرَفَ العَرَبِ
إِنْ كَانَتِ ادَّعَتِ الأَشْيَاعُ حُبَّكُمُ=فَإِنَّ حُبِّي يَفُوقُ القَوْمَ فِي الرُّتَبِ
إِنِّي أُحِبُّكُمُ حُبًّا لِجَدِّكُمُ=وَطَاعَةً لِرِضَا الرَّحْمَنِ فِي رَغَبِ
صَلَّى عَلَيْكُمْ إِلَهُ الكَونِ فَالتَزَمَتْ=مِنَّا الضَّمَائِرُ تَرْجُو حُسْنَ مُنْقَلَبِ
يَا آلَ بَيْتِ رَسُولِ اللهِ مَعْذِرَةً=إِنْ كَانَ أَفْرَطَ فِي الدَّعَوى أُولُو الرِّيَبِ
قَالُوا الرِّسَالَةُ إِرْثُ الآلِ خَالِصَةً=وَبِالإِمَامَةِ حَصْرُ الشَّرْعِ بَعْدَ نَبِي
فَكَذَّبُوا وَشُهُودُ الحَقِّ صَادِقَةٌ=وَصَدَّقُوا وَدَلِيلُ الحُكْمِ فِي كَذِبِ
لَئِنْ وَرِثْتُمْ مِنَ الهَادِي مَحَبَّتَهُ=فَمَا يُوَرَّثُ دِيْنُ اللهِ بِالنَّسَبِ
إِنَّا لَنُؤْمِنُ أَنَّ اللهَ خَالِقُنَا= قَدِ اجْتَبَانَا بِتَقْوَى لَيْسَ بِالحَسَبِ
وَقَسَّمَ الفَضْلَ بَينَ النَّاسِ فَاخْتَلَفُوا=وَإِنْ تَشَابَهَ لَوْنُ الصُّفْرِ وَالذَّهَبِ
وَقَدْ هَدَانَا وَأَهْدَانَا التِي اقْتَرَنَتْ=بِوَعْدِهِ الحَقِّ مِمَّا بَعْدُ لَمْ يَهَبِ
وَمَنْ أَذَلَّ هَوَاهُ الكِبْرُ خَابَ بِهِ=وَمَنْ أَعَزَّ نُهَاهُ الحَقُّ لَمْ يَخِبِ