تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مفتاح وباب



د. سمير العمري
06-12-2006, 03:04 PM
أَتَنْجُو؟ وَهَلْ يُبْقِي الصِّحَابَ عِتَابُ=وَتَرْجُو؟ وَهَلْ يُسْقِي الشَّرَابَ سَرَابُ
إِلامَ تَخُصُّ الحُبَّ مَنْ لَيْسَ يَجْتَبِي=وَتَرْضَى عَنِ الأَيَّامِ وَهْيَ غِضَابُ
إِلامَ؟ وَثَغْرُ الوَجْدِ حَطَّ لِثَامَهُ=سُفُورَاً ، وَفِى الوِجْدَانِ رَانَ حِجَابُ
فَهَا أَنْتَ قَدْ أَرْضَيتَ وُدَّاً وَأَسْخَطُوا=وَأَصْفَيتَ مَا شَاؤُوا الوَفَاءَ وَشَابُوا
وَلَمَّا تَزَلْ فِي المُحْدثَاتِ مُؤَمِّلا=وَهَلْ يُرْتَجَى بَعْدَ المَشِيبِ شَبَابُ؟
أَصَابَكَ مِنْ كَيْدِ الوُشَاةِ شَدَائِدٌ=وَكُلُّ عَظِيمٍ بِالوُشَاةِ مُصَابُ
فَلا تَشْتَكِ النَّاسَ الأَذَاةَ فَإِنَّمَا=لِكُلِّ أَذَى مَهْمَا يَطُولُ ذَهَابُ
وَصَبْرَاً عَلَى بَلْوَى الزَّمَانِ وَعُسْرِهِ=فَفِي الصَّبْرِ مِفْتَاحٌ وَفِي الغَدِ بَابُ
فَيَا رَبَّ هَذَا الفَضْلِ فِي النَّاسِ لَمْ تَزَلْ=غَرِيبَاً إِلَيهِ تَشْرَئِبُّ رِقَابُ
أَقَمْتَ مَعِ الأَحْلامِ وَهْيَ خَصِيبَةٌ=وَسِرْتَ مَعِ الأَيَّامِ وَهْيَ يَبَابُ
وَذُبْتَ تُضِيءُ الحَقَّ دَرْبَا وَمَنْهَجًا=فَلَوْ أَنَّهُمْ لِلحَقِّ مِثْلكَ ذَابُوا
وَيَا رِحْلَةً جَارَتْ عَلَيَّ وَجَرَّعَتْ=كُؤُوسَ عَذَابٍ وَالظُّنُونُ عِذَابُ
سَأَصْبِرُ نَفْسِي مَعْ رِسَالَةِ عِزَّةٍ=وَإِنْ طَالَ تَرْحَالٌ وَعَزَّ رِكَابُ
وَأَمْضِي عَلَى مَتْنِ الرَّجَاءِ مُحَلِّقًا=لِيَبْلُغَ مِنْ جُهْدِ العَلاءِ نِصَابُ
وَإِنْ أَمْسَكَتْ كَفُّ السَّحَابِ بَنَاتهَا=فَيَكْفِي لأَبْنَاءِ الطُّمُوحِ رَبَابُ
عَجِبْتُ لِتَصْرِيفِ الزَّمَانِ وَأَهْلِهِ=أَرَانِي أُمُورًا كُلُّهُنَّ عُجَابُ
زَمَانٌ يَرَى الدَّيْجُورَ نُورًا وَأَهْلُهُ=يَرَونَ الهَوَى حُكْمًا فَغصَّ صَوَابُ
وَقَومٌ تُذِيبُ الصِّدْقَ فِي مُرِّ مَا افْتَرَتْ=وَقَومٌ تُرِيبُ الحَقَّ ثُمَّ تُرَابُ
وَشَاكٍ مِنَ الإِنْصَافِ وَهْوَ فَضِيلَةٌ=وَبَاكٍ عَلَى الإِسْفَافِ وَهْوَ سِبَابُ
وَتَنْفُخُ أَضْغَانُ النُّفُوسِ خَسِيسَهَا= لِتَضْرِمَ نَارَ الحِقْدِ وَهْيَ خَرَابُ
وَكَمْ مُدَّعٍ فِي اللهِ حُبِّي فَإِنْ رَأَى= قُدُورَاً لِطَهْوِ الغَدْرِ سَالَ لُعَابُ
أَلا لَيْتَ شِعْرِي كَيْفَ لِلحَقِّ إِنْ جَرَى=عَلَيهِ غِيَابٌ أَنْ يَكُونَ إِيَابُ
وَكَيفَ يَطِيبُ العَيْشُ لِلحُرِّ فِي الدُّنَى=إِذَا حَكَّمَتْ فِيهَا الشَّرَائِعَ غَابُ
وَكَيفَ يُهَابُ اللَيثُ فِي الغَابِ إِنْ عَوَتْ=عَلَيهِ ذِئَابٌ أَوْ عَصَتْهُ كِلابُ
وَكَيفَ يَكُونُ الجَوُّ فِي النَّفْسِ رِفْعَةً=إِذَا أَخْلَدَ البَازِي وَطَارَ غُرَابُ
أُحَدِّثُ نَفْسِي كُلَّ يَومٍ بِأَنَّهَا=سَتَلْقَى مَوَاعِيدَ الرِّجَالِ تُجَابُ
وَأَنَّ عَرُوسَ المَجْدِ مِنْ بَعْدِ مَهْرِهَا=تُزَفُّ إِلَيهِمْ وَالأَكُفُّ خِضَابُ
فَمَا لِي أَرَى قَومِي عَنِ الفَجْرِ أَعْرَضُوا=وَلِلفُجْرِ قُرْبَانٌ لَهُمْ وَقِرَابُ
أَصَابُوا كِرَامَ الخَلْقِ مِنْ غَيرِ زَلَّةٍ=وَصَابُوا النَّدَى سُخْرًا وَفِي الفَمِ صَابُ
وَمَنْ عَابَ أَقْدَارَ الخَلائِقِ عَيَّبُوا=وَمَنْ هَابَ أَقْدَارَ الضَّرَاغِمِ هَابُوا
عِتَابِي إِذَا جَارَ الكِرَامُ مَثُوبَةٌ=وَعَفْوِي إِذَا جَارَ اللِئَامُ عِقَابُ
وَصَوتِي كِتَابٌ لِلنُّهَى فَصْلُ حِكْمَةٍ=وَصَمْتِي خِطَابٌ لِلوَرَى وَجَوَابُ
وَيَسْأَلُ أَهْلُ الحَرْفِ رَأْيًا عَنِ الذِي=يَرَى فِي الشُّعُورِ الشِّعْرَ أَيْنَ لُبَابُ؟
شُعُورِي كِيَانٌ فِي المَوَاقِفِ كُلِّهَا=وَشِعْرِي لِسَانٌ فِي الصُّرُوفِ وَنَابُ
وَقَوْلِي: كَأَنَّ الشِّعْرَ غَرْسٌ مِنَ النُّهَى=بِأَرْضٍ خَيَالٍ وَالشُّعُورَ سَحَابُ
فَتَزْهُو بُنَيَّاتُ الحُرُوفِ نَدِيَّةً=وَتَعْشُو عَنِ الأَفْهَامِ وَهْيَ ضَبَابُ
وَإِنْ يَطْعَنِ الأَصْحَابُ فِي ورْدِ مَنْطِقِي=فَإِنِّي لِظُلْمِ الأَقْرَبِينَ كِتَابُ
أَيُمْدَحُ بَعْضُ السَّجْعِ مَدْحًا لِطَيْرِهِ=وَشَدْوِي عَلَى أَعْلَى الغُصُونِ يُعَابُ
وَلَو كُنْتُ مِنْ أَهْلِ المُدَاجَاةِ فِي الوَرَى=لَجَلَّ لَنَا قَدْرٌ وَعَزَّ جَنَابُ
وَلَكِنَّنِي أَهْلُ النَّزَاهِةِ وَالعُلا=وَأَنَّى لِمَنْ يَبْغِي عَلَيَّ طِلابُ
وَمَا يُجْحَدُ الحَسُّونُ عَذْبَ تَرَنُّمٍ=عَلَى أَيْكِهِ مَهْمَا يَطِنُّ ذُبَابُ
وَمَا تُرْمِدُ الشَّمْسَ المُضِيئَةَ غَيْمَةٌ=وَمَا يُفْسِدُ التِّبْرَ النَّقِيَّ تُرَابُ