د. سمير العمري
04-12-2007, 03:17 AM
أَشَدُّ البَلايَا طَعْنُ قِسٍّ لِرَاهِبِ=وَرَشْقُ الحَنَايَا مِنْ سِهَامِ التَّرَائِبِ
وَنُجْعَةُ ذِي وُدٍّ وَعَهْدٍ لِنَاكِثٍ=وَدَمْعَةُ مَفْجُوعٍ بِغَدْرِ الأَقَارِبِ
تَنَحَّتْ بِكَ الأَيَّامُ يَا قَلْبُ فِي الوَرَى=وَأَنْحَى عَلَيكَ الدَّهْرُ مِنْ كُلِّ جَانِبِ
يُجَرِّعُكَ الأَقْدَاحَ مِنْ حَنْظَلِ الأَذَى=وَيَسْقِي لَكَ الأَتْرَاحَ مِنْ كَأْسِ وَاصِبِ
بِنَجْوَى عَدُوٍّ أَجْفَلَ الحِقْدُ صِدْقَهُ=وَبَلْوَى تَجَنِّي صَاحِبٍ تلْوَ صَاحِبِ
وَنقْمَةِ مَوتُورٍ يَرَى الحَقَّ فِي الهَوَى=وَنَعْرَةِ مَسْرُورٍ بِأَدْنَى المَنَاصِبِ
يُسَارِعُ فِيكَ العَذْلُ مِنْ طَعْنِ حَاقِدٍ=وَيَصْدِفُ عَنْكَ العَدْلُ مِنْ لَحْنِ كَاذِبِ
وَيَسْلُوكَ مَنْ أَحْبَبْتَ فِي اللهِ مُخْلِصًا=وَيَتْبَعُ آثَارَ الحَسُودِ المُجَانِبِ
أَصَابُوكَ حَتَّى أَنْزَفُوكَ بِجَوْرِهِمْ=وَمَا زِلْتَ رَبَّ الفَضْلِ يَابْنَ النَّوَائِبِ
تَرُدُّ لِسَانَ القَدْحِ عَنْ كُلِّ فَاسِقٍ=وَتُبْدِي عُيُونَ الصَّفْحِ عَنْ كُلِّ تَائِبِ
وَتَحْلُمُ عَنْ جَهْلٍ وَإِنَّكَ قَادِرٌ=وَتَحْمِلُ عَنْ أَهْلٍ عَظِيمَ المَصَائِبِ
وَمَا أَنْتَ بِالجَافِي ودَادَ أَحِبَّةٍ=وَلا أَنْتَ بِالسَّالِي فِرَاقَ المَضَارِبِ
وَلَكِنْ طِلابُ المَجْدِ خَيرٌ مِنَ الجَوَى=عَلَى هَجْرِ أَوطَانٍ وَدَمْعِ حَبَائِبِ
أَعِينِي عَلَى الأَحْزَانِ يَا نَفْسُ إِنَّنِي=أُغَالِبُ بِالصَّبْرِ الذِي هُوَ غَالِبِي
وَلا تَشْتَكِي حَرْبَ اللَيَالِي فَإِنَّمَا=حِرَابُ اللَيَالِي هَذَّبَتْ بِالتَّجَارِبِ
وَلا تَقْنَطِي ، فَخْرُ النُّفُوسِ بِمَا ارْتَقَتْ=وَمِنْهَا اللوَاتِي فَخْرُهَا فِي المَثَالِبِ
وَقَدْ يُبْدِعُ الإِصْلاحَ مَا كُنْتَ تَتَّقِي=وَقَدْ يُسْطِعُ الإِصْبَاحَ طُولُ الغَيَاهِبِ
أَنَا حَاتِمٌ بِالحِلْمِ يَا أُمُّ حَازِمٌ=وَقَدْ كُنْتُ ذَا عَزْمٍ وَلا زِلْتُ يَا أَبِي
إِذَا رَكِبَ الأَقْوَامُ مَرْكبَ شَهْوَةٍ=رَكِبْتُ إِلَى الإِحْسَانِ خَيرَ المَرَاكِبِ
وَإِنْ خَاضَ أَهْلُ الوَجْدِ فِي ضَحْلِ وَهْمِهِمْ=أَخُضْ فِي بِحَارِ المَجْدِ مِنْ غَيرِ قَارِبِ
وَلَسْتُ أُبَالِي مِنْ غَرَابِيبَ نُعَّبٍ=وَلا اهْتَزَّ صَدْحِي مِنْ صَرِيرِ الجَنَادِبِ
أَسِيرُ عَلَى دَرْبِي وَأَبْذُلُ هِمَّتِي=لأَرْفَعَ صَرْحًا لِلعُلا وَالمَنَاقِبِ
وَأَبْنِي مَعَ الأَحْرَارِ مَجْدًا لأُمَّةٍ=لِنَجْنِي مِع الإصْرَارِ خَيرَ العَوَاقِبِ
فَلِي هِمَّةٌ لَمْ تُعْنَ إِلا بِأُمَّةٍ=وَمِثْلِيَ لَمْ يُخْلَقْ لِغَيرِ النَّجَائِبِ
وَلَو شِئْتُ مَجْدِي كَانَ أَدْنَى إِلَى يَدِي=وَأَقْرَبَ مِمَّا بَينَ أَنْفِي وَشَارِبِي
وَلَكِنْ هُنَا نَجْنِي غَدَ المَجْدِ وَالعُلا=مَعًا، وَالأَمَانِي مِنْ نَبِيلِ المَآرِبِ
وَلَولاهُ مَا كَلَّفْتُ نَفْسِي حَسُودَهَا=وَلا كُنْتُ أَرْضَى بِاحْتِمَالِ الشَّوَائِبِ
فَيَا وَاحَةَ الفِكْرِ الرَّشِيدِ وَرِحْلَةً=مَعَ الأَدَبِ السَّامِي وَصَقْلِ المَوَاهِبِ
وَيَا مِنْبَرًا لِلحَقِّ وَالخَيرِ وَالهُدَى=وَدَارَ الغَطَارِيفِ الكِرَامِ الكَوَاكِبِ
بِفَخْرٍ قِفِي فَوْقَ النُّجُومِ الثَّوَاقِبِ=وَلا تَحْتَفِي إِلا بِأَعْلَى المَرَاتِبِ
نَشَأْتِ عَلَى الإِيثَارِ وَالبِرِّ وَالنَّدَى=وَأُسِّسْتِ بِالتَّقْوَى لِكُلِّ مُصَاحِبِ
وَكُنْتِ ضِيَاءَ الدَّرْبِ فِي ظُلْمَةِ المَدَى=وَوَاحَةَ ظَمْآنٍ بِتِيهِ السَّبَاسِبِ
عَرِينًا يَقِي الحَيرَانَ مِنْ هَدْرِ قَدْرِهِ=وَعَيْنًا تَفِي الظَّمْآنَ صَفْوَ المَشَارِبِ
وَمَنْ جَرَّبَ الآجَامَ دَارًا وَصُحْبَةً=يَعفُّ شُمُوخًا عَنْ جُحُورِ الثَّعَالِبِ
وَلَيسَ الذِي يَبْنِي العَرِينَ مُبَادِرًا=كَمَنْ يَبْتَنِي وَكْرًا بِنِقْمَةِ غَاضِبِ
فَيَا ظَافِرَ البُشْرَى بِبَالِغِ حِكْمَةٍ= وَيَا مَاجِدَ الذِّكْرَى بِنُبْلِ المَذَاهِبِ
وَكُلَّ أَخِي فَضْلٍ وَبَذْلٍ وَهِمَّةٍ=وَأَهْلَ النَّدَى مِنْ كُلِّ آتٍ وَذَاهِبِ
رِجَالا أَثَابُوا الفَخْرَ قَدْرًا وَقُدْرَةً=بِنَيلِ المَعَالِي لا بِفَتْلِ الشَّوَارِبِ
رِجَالا لَهُمْ غَايَاتُ كُلِّ فَضِيلَةٍ=عَلَى حِينِ جَفَّ الدَّهْرُ مِنْ كُلِّ طَالِبِ
إِذَا أَمْلَقَتْ دَارٌ فَأَنْتُمْ كُنُوزُهَا=وَإِنْ أَجْدَبَتْ أَنْتُمْ هَتُونُ السَّحَائِبِ
وَمَا يَسْتَوِي فِي النَّاسِ بَرٌّ وَبَائِرٌ=وَلا قَولُ ذِي رَأْيٍ وَتَهْرِيجُ صَاخِبِ
وَلا تَسْتَوِي نَفْسٌ تَصُونُ وَقَدْرُهَا=نَفِيسٌ، وَنَفْسٌ تُشْتَرَى بِالرَّغَائِبِ
وَقَالَ حَسُودٌ: إِنْ يَرَ الحُلْمَ مَوْطِنًا=فَأَيْنَ سَيَغْدُو مِنْ حَقِيقَةِ كَاسِبِ؟
فَقُلْتُ: أَذَاكَ الكَيدُ يَا ذَيْلَ كَاشِحٍ=وَهَلْ يُعْجِزُ الشَّاهِينَ كَيدُ الأَرَانِبِ
أَتَرْشُقُ بَيْتًا فِي ذُرَى العِزِّ رَاسِخًا=وَبَيْتُكَ أَوْهَى مِنْ بُيُوتِ العَنَاكِبِ
وَمَا الوَاحَةُ الغَرَّاءُ إِلا مَنَارَةٌ=دَلِيلُ الحَيَارَى قِبْلَةٌ لِلمَوَاكِبِ
وَمَا أَمْرُهَا مُذْ كَانَ أَوَّلُ بَعْثِهَا=لِغَيرِ وَفَاءٍ أَوْ قَضَاءٍ لِوَاجِبِ
بِهَا رِفْعَةُ الأَيَّامِ مِنْهَاجُ صَفْوِهَا=وَإِنْ سَاوَرَتْهَا بِالخُطُوبِ الحَوَازِبِ
فَطَبْعُ الوَرَى مَا بَينَ زُهْدٍ وَرَغْبَةٍ=وَبَينَ أَدِيبٍ فِي الخِلافِ وصَاخِبِ
وَتَبْقَى لِمَنْ يَرْتَادُ مَوْطِنَ عِزَّةٍ=وَلَيسَ عَلَى مَنْ غَابَ ضَرْبَة لازِبِ
مُهَفْهَفَةَ الأَفْيَاءِ مَهَمَا تَخَاتَلُوا=تَظَلُّ لَهُمْ شَمْسًا بَدَتْ فِي المَغَارِبِ
وَنُجْعَةُ ذِي وُدٍّ وَعَهْدٍ لِنَاكِثٍ=وَدَمْعَةُ مَفْجُوعٍ بِغَدْرِ الأَقَارِبِ
تَنَحَّتْ بِكَ الأَيَّامُ يَا قَلْبُ فِي الوَرَى=وَأَنْحَى عَلَيكَ الدَّهْرُ مِنْ كُلِّ جَانِبِ
يُجَرِّعُكَ الأَقْدَاحَ مِنْ حَنْظَلِ الأَذَى=وَيَسْقِي لَكَ الأَتْرَاحَ مِنْ كَأْسِ وَاصِبِ
بِنَجْوَى عَدُوٍّ أَجْفَلَ الحِقْدُ صِدْقَهُ=وَبَلْوَى تَجَنِّي صَاحِبٍ تلْوَ صَاحِبِ
وَنقْمَةِ مَوتُورٍ يَرَى الحَقَّ فِي الهَوَى=وَنَعْرَةِ مَسْرُورٍ بِأَدْنَى المَنَاصِبِ
يُسَارِعُ فِيكَ العَذْلُ مِنْ طَعْنِ حَاقِدٍ=وَيَصْدِفُ عَنْكَ العَدْلُ مِنْ لَحْنِ كَاذِبِ
وَيَسْلُوكَ مَنْ أَحْبَبْتَ فِي اللهِ مُخْلِصًا=وَيَتْبَعُ آثَارَ الحَسُودِ المُجَانِبِ
أَصَابُوكَ حَتَّى أَنْزَفُوكَ بِجَوْرِهِمْ=وَمَا زِلْتَ رَبَّ الفَضْلِ يَابْنَ النَّوَائِبِ
تَرُدُّ لِسَانَ القَدْحِ عَنْ كُلِّ فَاسِقٍ=وَتُبْدِي عُيُونَ الصَّفْحِ عَنْ كُلِّ تَائِبِ
وَتَحْلُمُ عَنْ جَهْلٍ وَإِنَّكَ قَادِرٌ=وَتَحْمِلُ عَنْ أَهْلٍ عَظِيمَ المَصَائِبِ
وَمَا أَنْتَ بِالجَافِي ودَادَ أَحِبَّةٍ=وَلا أَنْتَ بِالسَّالِي فِرَاقَ المَضَارِبِ
وَلَكِنْ طِلابُ المَجْدِ خَيرٌ مِنَ الجَوَى=عَلَى هَجْرِ أَوطَانٍ وَدَمْعِ حَبَائِبِ
أَعِينِي عَلَى الأَحْزَانِ يَا نَفْسُ إِنَّنِي=أُغَالِبُ بِالصَّبْرِ الذِي هُوَ غَالِبِي
وَلا تَشْتَكِي حَرْبَ اللَيَالِي فَإِنَّمَا=حِرَابُ اللَيَالِي هَذَّبَتْ بِالتَّجَارِبِ
وَلا تَقْنَطِي ، فَخْرُ النُّفُوسِ بِمَا ارْتَقَتْ=وَمِنْهَا اللوَاتِي فَخْرُهَا فِي المَثَالِبِ
وَقَدْ يُبْدِعُ الإِصْلاحَ مَا كُنْتَ تَتَّقِي=وَقَدْ يُسْطِعُ الإِصْبَاحَ طُولُ الغَيَاهِبِ
أَنَا حَاتِمٌ بِالحِلْمِ يَا أُمُّ حَازِمٌ=وَقَدْ كُنْتُ ذَا عَزْمٍ وَلا زِلْتُ يَا أَبِي
إِذَا رَكِبَ الأَقْوَامُ مَرْكبَ شَهْوَةٍ=رَكِبْتُ إِلَى الإِحْسَانِ خَيرَ المَرَاكِبِ
وَإِنْ خَاضَ أَهْلُ الوَجْدِ فِي ضَحْلِ وَهْمِهِمْ=أَخُضْ فِي بِحَارِ المَجْدِ مِنْ غَيرِ قَارِبِ
وَلَسْتُ أُبَالِي مِنْ غَرَابِيبَ نُعَّبٍ=وَلا اهْتَزَّ صَدْحِي مِنْ صَرِيرِ الجَنَادِبِ
أَسِيرُ عَلَى دَرْبِي وَأَبْذُلُ هِمَّتِي=لأَرْفَعَ صَرْحًا لِلعُلا وَالمَنَاقِبِ
وَأَبْنِي مَعَ الأَحْرَارِ مَجْدًا لأُمَّةٍ=لِنَجْنِي مِع الإصْرَارِ خَيرَ العَوَاقِبِ
فَلِي هِمَّةٌ لَمْ تُعْنَ إِلا بِأُمَّةٍ=وَمِثْلِيَ لَمْ يُخْلَقْ لِغَيرِ النَّجَائِبِ
وَلَو شِئْتُ مَجْدِي كَانَ أَدْنَى إِلَى يَدِي=وَأَقْرَبَ مِمَّا بَينَ أَنْفِي وَشَارِبِي
وَلَكِنْ هُنَا نَجْنِي غَدَ المَجْدِ وَالعُلا=مَعًا، وَالأَمَانِي مِنْ نَبِيلِ المَآرِبِ
وَلَولاهُ مَا كَلَّفْتُ نَفْسِي حَسُودَهَا=وَلا كُنْتُ أَرْضَى بِاحْتِمَالِ الشَّوَائِبِ
فَيَا وَاحَةَ الفِكْرِ الرَّشِيدِ وَرِحْلَةً=مَعَ الأَدَبِ السَّامِي وَصَقْلِ المَوَاهِبِ
وَيَا مِنْبَرًا لِلحَقِّ وَالخَيرِ وَالهُدَى=وَدَارَ الغَطَارِيفِ الكِرَامِ الكَوَاكِبِ
بِفَخْرٍ قِفِي فَوْقَ النُّجُومِ الثَّوَاقِبِ=وَلا تَحْتَفِي إِلا بِأَعْلَى المَرَاتِبِ
نَشَأْتِ عَلَى الإِيثَارِ وَالبِرِّ وَالنَّدَى=وَأُسِّسْتِ بِالتَّقْوَى لِكُلِّ مُصَاحِبِ
وَكُنْتِ ضِيَاءَ الدَّرْبِ فِي ظُلْمَةِ المَدَى=وَوَاحَةَ ظَمْآنٍ بِتِيهِ السَّبَاسِبِ
عَرِينًا يَقِي الحَيرَانَ مِنْ هَدْرِ قَدْرِهِ=وَعَيْنًا تَفِي الظَّمْآنَ صَفْوَ المَشَارِبِ
وَمَنْ جَرَّبَ الآجَامَ دَارًا وَصُحْبَةً=يَعفُّ شُمُوخًا عَنْ جُحُورِ الثَّعَالِبِ
وَلَيسَ الذِي يَبْنِي العَرِينَ مُبَادِرًا=كَمَنْ يَبْتَنِي وَكْرًا بِنِقْمَةِ غَاضِبِ
فَيَا ظَافِرَ البُشْرَى بِبَالِغِ حِكْمَةٍ= وَيَا مَاجِدَ الذِّكْرَى بِنُبْلِ المَذَاهِبِ
وَكُلَّ أَخِي فَضْلٍ وَبَذْلٍ وَهِمَّةٍ=وَأَهْلَ النَّدَى مِنْ كُلِّ آتٍ وَذَاهِبِ
رِجَالا أَثَابُوا الفَخْرَ قَدْرًا وَقُدْرَةً=بِنَيلِ المَعَالِي لا بِفَتْلِ الشَّوَارِبِ
رِجَالا لَهُمْ غَايَاتُ كُلِّ فَضِيلَةٍ=عَلَى حِينِ جَفَّ الدَّهْرُ مِنْ كُلِّ طَالِبِ
إِذَا أَمْلَقَتْ دَارٌ فَأَنْتُمْ كُنُوزُهَا=وَإِنْ أَجْدَبَتْ أَنْتُمْ هَتُونُ السَّحَائِبِ
وَمَا يَسْتَوِي فِي النَّاسِ بَرٌّ وَبَائِرٌ=وَلا قَولُ ذِي رَأْيٍ وَتَهْرِيجُ صَاخِبِ
وَلا تَسْتَوِي نَفْسٌ تَصُونُ وَقَدْرُهَا=نَفِيسٌ، وَنَفْسٌ تُشْتَرَى بِالرَّغَائِبِ
وَقَالَ حَسُودٌ: إِنْ يَرَ الحُلْمَ مَوْطِنًا=فَأَيْنَ سَيَغْدُو مِنْ حَقِيقَةِ كَاسِبِ؟
فَقُلْتُ: أَذَاكَ الكَيدُ يَا ذَيْلَ كَاشِحٍ=وَهَلْ يُعْجِزُ الشَّاهِينَ كَيدُ الأَرَانِبِ
أَتَرْشُقُ بَيْتًا فِي ذُرَى العِزِّ رَاسِخًا=وَبَيْتُكَ أَوْهَى مِنْ بُيُوتِ العَنَاكِبِ
وَمَا الوَاحَةُ الغَرَّاءُ إِلا مَنَارَةٌ=دَلِيلُ الحَيَارَى قِبْلَةٌ لِلمَوَاكِبِ
وَمَا أَمْرُهَا مُذْ كَانَ أَوَّلُ بَعْثِهَا=لِغَيرِ وَفَاءٍ أَوْ قَضَاءٍ لِوَاجِبِ
بِهَا رِفْعَةُ الأَيَّامِ مِنْهَاجُ صَفْوِهَا=وَإِنْ سَاوَرَتْهَا بِالخُطُوبِ الحَوَازِبِ
فَطَبْعُ الوَرَى مَا بَينَ زُهْدٍ وَرَغْبَةٍ=وَبَينَ أَدِيبٍ فِي الخِلافِ وصَاخِبِ
وَتَبْقَى لِمَنْ يَرْتَادُ مَوْطِنَ عِزَّةٍ=وَلَيسَ عَلَى مَنْ غَابَ ضَرْبَة لازِبِ
مُهَفْهَفَةَ الأَفْيَاءِ مَهَمَا تَخَاتَلُوا=تَظَلُّ لَهُمْ شَمْسًا بَدَتْ فِي المَغَارِبِ