تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قانون التجاذب



د. سمير العمري
07-03-2010, 05:34 PM
مَا الأَمْرُ يَا دُنْيَا أَشَكْتِ طَرِيقِي=وَمَلأْتِ مِنْ صَابِ الأَذَى إِبْرِيقِي
جَاءَتْكِ أَيَّامِي تَجُودُ بِرَبِّهَا=تُهْدِيكِ صِرْفَ زَبَرْجَدٍ وَعَقِيقِ
فَأَخَذْتِ مَا أَبْقَيتِ إِلا وَاجِمًا=أَسَرَ الوَقَارُ دُمُوعَهُ فِي المُوقِ
أَشْقَيتِ حَتَّى قَالَ غَاضِبُ عِزَّتِي=مِنْ ذَاتِ كَأْسِكِ ذَاتَ بَأْسِكِ ذُوقِي
قَدْ حِرْتُ أَبْتَدِرُ الأُمُورَ مُسَدِّدًا=وَأَنَا الحَفِيدُ البَرُّ لِلفَارُوقِ
هَلْ أُذْهِبَنَّ العُمْرَ بَيْنَ حُثَالَةٍ=فِي غَيرِ شَرٍّ غَيرِ ذَاتِ عُرُوقِ
وأَعِيشُ أجْتَرِعُ الجُحودَ بِصُحْبَةٍ=سَدُّوا عَلَى الإِخْلاصِ كُلَّ طَرِيقِ
لِلخَالِقِ المَوْلَى المُهَيْمِنِ قَدْ عَصَوا=وَتَسَابَقُوا فِي طَاعَةِ المَخْلُوقِ
هَيْهَاتَ ، لا عَيْشٌ يَطِيبُ عَلَى القَذَى=فِي حُلَّةِ التَّزْيِينِ وَالتَّنْمِيقِ
وَرَكِبْتُ صَهْوَةَ هِمَّتِي مُتَعَفِّفًا=ذُلَّ السُّؤَالِ أَحُثُّ صَوبَ شُرُوقِ
أَمْضِي عَلَى حَسَكِ الوَفَاءِ مُذَمَّمًا=أَنِّي الغَرِيبُ أَسِيرُ دُونَ رَفِيقِ
وَلَقَدْ أَصَابَ القَوْمُ إِنَّ خَلائِقِي=تَأْبَى اجْتِبَاءَ الصَّاحِبِ المَمْذُوقِ
مَاذَا اتِّخَاذُ الصُّفْرِ حِينَ تَزَيُّنٍ=وَصَدَى سَرَابِ الوُّدِّ حِينَ وُثُوقِ
خَيرٌ لَكَ الحِرْمَانُ مِنْ مَنِّ الأَذَى=وَعَدَاءُ حُرٍّ مِنْ وِدَادِ صَفِيقِ
فَالوُدُّ إِلا مِنْ حُشَاشَةِ صَادِقٍ=يِفْنَى ، وَيَقْضِي الدَّهْرُ بِالتَّفْرِيقِ
وَرَأَيتُ عَبْدَ الخَالِقِ العَفَّ الذِي=مِنْ يُوسُفَ الكَحْلُوتِ خَيرُ صَدِيقِ
فَعَلِمْتُ أَنَّ البِّرَّ يَرْفَعُ أَهْلَهُ=وَعَلِمْتُ أَنَّ القَلْبَ غَيرُ طَلِيقِ
مَا زَالَ فِي جَنْبِي يُحَلِّقُ خَافِقًا=بِالوِّدِّ حَتَّى جَدَّ فِي التَّحْلِيقِ
وَتَبَسَّمَتْ عَينُ الرَّضَا فَتَلَتْ عَلَى=طِرْسِ ابْتِهَاجِي عَهْدَ ذِي تَوثِيقِ
يَا أَيُّهَا الهَرَمَانِ أَيْنَ لِشَاعِرٍ=قَصَدَ الثَّنَاءَ يَراعَةُ التَوفِيقِ
الصَّوتُ بَاتَ أَمَامَ قَدْرِكُمَا صَدَى=مِنْ وَامِقٍ وَالشِّعْرُ غَيْرُ مُطِيقِ
زَانَتْ خِلالَكُمَا الصُّرُوفُ تَرَفُّعًا=وَتَوَاضُعًا فِي المَنْصِبِ المَرْمُوقِ
وَغَدَا الرُّقِيُّ عَلَى الشَّمَائِلِ مِنْكُمَا=كَالشَّهْدِ يَسْرِي سَائِغًا فِي الرِّيقِ
إِنْ قُمْتُمَا لِلأَمْرِ قَامَ وَإِنْ أَبَى=وَأَقَمْتُمَا لِلحَقِّ خَيرَ فَرِيقِ
وَأَصَبْتُمَا بِالرُّشْدِ رَأيَ مَحَنَّكٍ=وَبِعَزْمِ مَنْ يَسعَى إِلَى التَّحْقِيقِ
وَبَلَغْتُمَا بِالعِلْمِ أَشْرَفَ رُتْبَةٍ=نَهَضَ الحَسُودُ لَهَا بِغَيرِ لُحُوقِ
أَنْبَتُّمَا رِيشَ الفُؤَادِ فَرَفْرَفَتْ=مِنِّي المَشَاعِرُ فِي سَمَاءِ سُمُوقِ
وَهَبَبْتُمَا الرِّيحَ النَّسِيمَ بِمُهْجَةٍ=خَالَتْ جَمِيعَ الوُّدِّ غَيرَ حَقِيقِي
نَزَلَتْ بِنَا بَرْدًا بِأَكْرَمِ صُحْبَةٍ=ثُمَّ انْثَنَتْ عَنْ خَافِقٍ مَحْرُوقِ
فَالقَلْبُ صَفَّقَ ، إِنْ يَبِنْ عَنْكُمْ يَجِدْ=وَإِنِ التَقَاكُمْ بَاتَ كالمَسْرُوقِ
لَكَأَنَّ قَانُونَ التَّجَاذُبِ قَدْ جَرَى=بِتَجَاذُبِ الأَشْبَاهِ دُونَ عُقُوقِ
تَحْلُو بِمِثْلِكُمَا الحَيَاةُ لِسَالِكٍ=دَرْبَ العُلا وَتَزُولُ زَفْرَةُ ضِيقِ
وَعَلَى دُرُوبِكُمَا الرِّجَالُ تَنَكَّبَتْ=بِنَقَاءِ أَفْئِدَةٍ وَصَفْوِ رَحِيقِ
مَا انْفَكَّ يَدْفَعُنِي الفُؤَادُ إِلَيكُمَا=وَلَعَلَّهُ بِالدَّفْعِ غَيرُ خَلِيقِ
لَكِنْ لِمِثْلِكُمَا تُشَدُّ رَوَاحِلٌ=مِنْ كُلِّ فَجٍّ فِي البِلادِ عَمِيْقِ