تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رسَالةٌ إلى نخلِ العرَاقِ



د. سمير العمري
30-07-2007, 01:03 AM
اسْقِ ثَغْرَ الغَدِ مِنْ دَمْعِ المَآقِي=وَابْتَسِمْ لِلشَّمْسِ يَا نَخْلَ العِرَاقِ
وَاسْتَمِدَّ العَزْمَ عَنْقَاءَ العُلا=مِنْ رَمَادِ الحُزْنِ قَامَتْ بِانْطِلاقِ
لا تَلُمْ لَيلًا عَلَى ظُلْمَتِهِ=كُلُّ لَيلٍ زَائِلٌ وَالنُّورُ بَاقِ
فَانْبِلاجُ الفَجْرِ مِنْ عَينِ الدُّجَى=وَمَخَاضُ البَدْرِ مِنْ رَحْمِ المحَاقِ
وَانْعِتَاقُ التِّبْرِ مِنْ إِحْرَاقِهِ=وَابْتِسَامُ الزَّهْرِ مِنْ نَزْفِ السَّوَاقِي
يَا عِرَاقَ القَلْبِ يَا لَحْنَ الأَسَى=حُزْنُكَ المَبْثُوثُ كَأْسَ المُرِّ سَاقِ
أَيْنَ مِنَّا دَارُ مَجْدٍ حَلَّقَتْ=بِجَنَاحِ العِزِّ تَعْلُو كُلَّ رَاقِ
غَرَّدَتْ فِيهَا عَصَافِيرُ المُنَى=مِنْ تَرَانِيمِ ائْتِلافٍ وَائْتِلاقِ
وَفُرَاتُ الحُبِّ يَلْقَى دِجْلَةً=عِنْدَ ذَاكِ الشَّطِّ فِي ذَاكِ العِنَاقِ
أَيْنَ مِنَّا مَوْطِنٌ فِي دَمِهِ=نَكْهَةُ التَّارِيخِ تَسْرِي بِاعْتِبَاقِ
وَرَشِيدُ المَجْدِ فِي مَجْلِسِهِ=يَجْتَبِي العِلْمَ وَيَقْضِي بِخَلاقِ
وَازْدَهَتْ بِالحَزْمِ فِيهِ دَوْلَةٌ=زَانَهَا الفَخْرُ وَأَعْلاهَا التَلاقِي
ذُلَّ لَيثُ الشَّرْقِ فِي صَوْلَتِهِ=يَومَ رَامَ العِزَّ مِنْ ذِئْبِ الشِّقَاقِ
مَنْ سَقَى الأَيَّامَ مِنْ أَتْرَاحَهَا=غَيرُ مُرِّ الغَدْرِ مِنْ كَأْسِ النِّفَاقِ
وَانْتِهَازِيٍّ وَغِرٍّ تَمْتَمَا=إِنْ يَفُتْنَا السَّبْقُ أَدْرَكْنَا البَوَاقِي
وَيح قَومٍ كَيفَ يَومًا صَدَّقُوا=أَنَّ عِزَّ الحُرِّ فِي ذُلِّ الوَثَاقِ
وَعَلامَ المَوتُ أَضْحَى زَائِرًا=لِلمَنَايَا كُلَّ يَومٍ فِي اشْتِيَاقِ
كُلُّ طِفْلٍ سَابِحٍ فِي دَمِهِ=كُلُّ شَيخٍ عَظْمُهُ وَقْدُ احْتِرَاقِ
وَإِذَا الأَحْقَادُ رَانَتْ أَخْبَثَتْ=وَسَقَتْنَا مِنْ كَرِيهَاتِ المَذَاقِ
يَا عِرَاقَ الجُرْحِ فِي خَاصِرَتِي=وَدَمٌ يَنْثَالُ مِنْ جُرْحِ البُرَاقِ
طَالَ شَوْقُ القَلْبِ هَلْ مِنْ عَودَةٍ؟=إِنَّ حَرْقَ الشَّوْقِ مِنْ حَرِّ الفِرَاقِ
مِنْ إِبَاءِ الصَّخْرِ تَنْمُو زَهْرَةٌ=بِلِحَاءِ الصَّبْرِ فِي جَذْرٍ وَسَاقِ
وَمِنِ الضِّيقِ المُسَجَّى نَزْعَةٌ=لانْعِتَاقِ الرُّوحِ فِي رَحْبِ الوِفَاقِ
فَانْتَصِبْ فَوْقَ احْتِدَامَاتِ الأَذَى=أَنْتَ أَعْلَى هِمَّةً مِمَّا تُلاقِي
سَوفَ يَخْبُو كُلُّ بَرْقٍ طَارِئٍ=وَبَرِيقُ المَجْدِ فِي عَيْنَيكَ بَاقِ
وَالمَعَالِي تَجْتَلِي أَسْبَابَهَا=وَاللَيَالِي تَبْتَلِي وَاللهُ وَاقِ