تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : موكب النور



د. سمير العمري
31-01-2004, 03:58 AM
هَلَّ الهِلالُ لِشَهْرِ الحَجِّ فَانْسَـابَا= كُلُّ الحَجِيْجِ لِبَيْتِ اللهِ طُلاَّبَـا
وَأَقْبَلُـوْا بِالتُّقَى فِي كُلِّ قَافِلَةٍ=مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيْقٍ ، وَالعَنَا طَابَا
وَأَخْلَصُوا ذِي الخُطَى بِالطُّهْرِ وَانْطَلَقُوْا = فِي مَوْكِبِ النُّوْرِ آحَادَاً وَأَسْرَابَـا
أَلْقَوْا ثِيَـابَ غُرُوْرِ العِزِّ فَاجْتَمَعُوْا = بِيْضَ القُلُوْبِ وَكُلُّ الفَخْرِ قَدْ ذَابَا
فَلَيْسَ يَرْفَعُ يَوْمُ الحَجِّ مَفْخَرَةً= وَلَيْسَ يَعْـرِفُ أَنْسَابَاً وَأَحْسَابَـا
حَلُّوْا ضُيُوْفَاً عَلَى الرَّحْمَنِ وَانْتَشَرُوْا= فِي الكَعْبَةِ اليَوْمَ تَهْلِيْلاً وَتِرْحَابَـا
تَجْرِي الدُّمُوْعُ رَجَاءً وَهْيَ خَاشِعَةٌ = وَيَنْبِضُ القَلْبُ إِجْـلالاً وَإِطْنَابَـا
وَتَرْتَقِي الرُّوْحُ فَوْقَ الفُلْكِ سَامِيَةً= عَنِ الدَّنَايَـا وَعَنْ دُنْيَـا سَقَتْ صَابَا
فلا هُمُوْمَ سِوَى مَا كَانَ مِنْ زَلَـلٍ = وَلا رَجَاءَ سِوَى الغُفْرَانِ أَثْوَابَا
وَلا حَدِيْثَ سِوَى مَا كَانَ تَلْبِيَـةً = وَلا لِبَاسَ سِوَى الإِحْرَامِ جِلْبَابَا
وَلَيْسَ يُشْـغِلُ مَـالٌ رَغْمَ فِتْنَتِـهِ = وَلا بَنُـوْنَ وَلا زَوْجٌ ، وَمَنْ حَابَـى
جَاؤُوا بِدَمْعَةِ أَيَّامٍ بِهِمْ عَبَرَتْ=وَالعُمْرُ وَلَّي وَشَعْرُ الرَأْسِ قَد شَابَا
جَاؤُوْا حَيَارَى وَهَمُّ الوِزْرِ يَدْفَعُهُمْ = نَحْوَ الغَفُوْرِ وَقَلْبٌ بِالهُدَى ثَابَا
يَدْعُوْنَ رَبَّاً كَرِيْمَاً قَادِرَاً أَحَـدَاً = بَأَنْ يَعُـوْدَ تَقِّـيَ النَّفْسِ أَوَّابَـا
وَأَنْ يُعِيْنَ عَلَى الدُّنْيَـا وَزِيْنَتَـهَا = أَنْ يَغْفِرَ الذَّنْبَ لا يُبْقِي لَـهُ بَابَا
يَرْجُوْنَ جَنَّةَ رُضْوَانٍ وَمَرْحَمَةٍ=فِيْهَا الكَوَاعِبُ حُوْرَ العِيْنِ أَتْرَابَا
يَدْعُونَ فِي رَغَبٍ فَالقَلْبُ فِي طَمَعٍ = أو يَحْتَمِي رَهَبَاً بِالدَّمْعِ مُنْسَابَا
وَاللهُ فِي كَرَمٍ يُعْطِي بِمَا سَأَلـوْا = فَمَنْ يَلُذْ بِحِمَى الرَّحْمَنِ مَا خَابَا
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العَرْشِ يَجْمَعُهُمْ =عَلَى التَّبَـايْنِ إِخْوَانَاً وَأَحْبَابَـا
فِي خَيْرِ مُؤْتَمَـرٍ لِلْخَيْرِ مُنْعَقِــدٍ = فِي كُلِّ عَامٍ فَحِزْبُ الكُفْرِ قَدْ هَابَا
يَخْشَى التَّوَحُّـدَ يُؤْوِي أُمَّةً ضَعُفَتْ = بَعْدَ الشَّتَاتِ فَصَارَتْ فِيْـهِ أَذْنَابَا
وَيُسْـتَبَاحُ حِمَى الإِسْلامِ فِي زَمَنٍ = ضَاعَ الجِهَادُ وَبَاتَ الدِّيْنُ أَلْقَابَـا
وَعَاشَ فِيْهِ دُعَاةُ الحَقِّ فِي أَلَمٍ = وَهُمْ يَرَوْنَ نَصِيْرَ الحَقِّ كَذَّابَـا
يَا مَوْكِبَ النُّوْرِ فِي أَرْكَانِهِ اتَّضَحَتْ = رُوْحُ العَقِيْـدَةِ إِيْمَانَـاً وَإِيْجَابَــا
جَاؤُوْا مُلَبِّيْنَ إِبْرَاهِيْمَ دَعْوَتَهُ = فِي بَطْنِ مَكَّةَ رُجَّالاً وَرُكَّابَا
إِنَّ المَنَاسِكَ رَمْزٌ لَيْسَ يُدْرِكُهُ = إِلاَّ التَّقِيُّ وَمَنْ يَرْتَادُ أَلْبَابَـا
فَلَيْسَ يُرْجَمُ إِبْلِيْسٌ بِحَضْرَتِهِ= وَلَيْسَ نَعْبُـدُ أَوْثَانَـاً وَأَنْصَابَــا
لَكِنَّنَا أُمَّةٌ للهِ طَائِعَةٌ= وَاللهُ يَجْعَلُ لِلْغُفْرَانِ أَسْبَابَا
طُوْبَى لِمَنْ كَسَبُوْا عَفْوَاً وَمَغْفِرَةً = فَالخُلْدُ مَسْكَنُ مَنْ أَوْفَى وَمَنْ تَابَا
أَمَّا لِمَنْ ظَلَمُوْا فَالنَّارُ ذَات لَظَى = وَالوَيْلُ يَصْهَرُهُمْ وَالهُـوْنُ أَحْقَابَـا
وَالحَجُّ يَمْنَحُ لِلتُّجَارِ مَا اكْتَسَبُوا = وَالحَجُّ يَفْتَحُ لِلْفِرْدَوْسِ أَبْوَابَا
وَاللهُ يَغْفِرُ كَلَّ الذَّنْبِ إِنْ صَدَقُوْا= بُشْـرَى الحَجِيْج وَكَانَ اللهُ تَوَّابَا
*******