تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هلال العيد



د. سمير العمري
02-12-2009, 09:41 PM
تَدَانَتْ لِلُقْيَاهَا العُيُونُ الْهَوَامِلُ=وَدَانَتْ لِسُقْيَاهَا المُزُونُ الْهَوَاطِلُ
وَحَامَتْ عَلَى نَفْسِي حَمَائِمُ لَهْفَةٍ=تَعُدُّ اللَيَالِي وَاسْتَهَاجَتْ بَلابِلُ
وَذِكْرَى الصِّبَا فِيْهَا وَأَهْلٍ وَمَنْزِلٍ=أَجَدَّ حَنِيْنِي فَهْوَ بالرُّوحِ رَاحِلُ
وَلا غَرْوَ أَنْ يَشْتَاقَ قَلْبِي لِغَزَّةٍ=وَمِنْ دُونِهَا أَنَّى تَطِيبُ المَنَازِلُ
تَمُرُّ بِهَا الأَعْيَادُ فِي اليَمِّ شُرَّعًا=وَعَيْنُ الأَمَانِي فِي يَدِ السَّبْتِ سَاحِلُ
كَأَنَّ هِلالَ العِيدِ تَسْلِيمُ عَابِرٍ=يُلَوِّحُ بِالكَفَّينِ ثُمَّ يُمَاطِلُ
يُعَانِقُهُ أَطْفَالُ غَزَّةَ بِالأَسَى=وَتَبْكِي مِنَ الحِرْمَانِ فِيهِ الأَرَامِلُ
وَمَا العِيدُ إِلا زَائِرٌ غَيرُ مُبْهِجٍ=إِذَا أَوْجَفَتْ ذِكْرَى وَجَفَّتْ مَنَاهِلُ
وَكَيفَ يَكُونُ العِيدُ فِي النَّفْسِ بَهْجَةً=وَفِي كُلِّ بّيتٍ يُتَّمٌ وَثَوَاكِلُ
وَكَيفَ يُرَى لِلكَفِّ بَذْلٌ وَسَطْوَةٌ=إِذَا أَوْجَعَتْ رَاحَ الأَكُفِّ الأَنَامِلُ
هُمُ الأَهْلُ وَالأَحْبَابُ وَالعُزْوَةُ التِي=عَلَيْهِم رَسُولُ الوَجْدِ فِي الْخَدِّ جَائِلُ
أَغَارَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ ذُرَى الشَّرِّ غَارَةٌ= وَكرَّتْ أَسَاطِيْلٌ لَهُمْ وَجَحَافِلُ
وَجَرَّتْ إِلَيهِمْ مَا الرَّدَى مِنْهُ خَائِفٌ=عَلَى نَفْسِـهِ مِمَّا تَدُكُّ القَنَابِلُ
فَولَّى دُعَاةُ السِّلْمِ غَدْرًا وَلَمْ تَزَلْ=يَدُ العِزِّ فِي يَوْمِ التَّلاقِي تُنَاضِلُ
وَهْلْ غَيرَ حَزْمٍ عِنْدَ حَزْبٍ وَسِيْلَةٌ=إِذَا أَرْجَفَتْ رَاْيَ الأَبِيِّ الوَسَائِلُ
رَمَوْهُمْ بِعَزْمِ الْمُسْتَعِيْنِ بِرَبِّهِ=فَأَحْنَتْ لَهُمْ رَأْسَ الوَلاءِ الجَنَادِلُ
لَعَمْرُكَ مَا الشَّكْوَى مِنَ الجَوْرِ حِكْمَةٌ=مَتَى عَزَّ فِي أَهْلِ الزَّمَانِ المُخَاتِلُ
وَمَا يَنْفَعُ الأَحْلامَ تَنْظِيرُ عَالِمٍ=مَتَى ضَيَّعَ التَّدْبِيْرَ فِي الكَونِ جَاهِلُ
وَكَيْفَ يَرَى الإِصْبَاحَ مَنْ لا يَرَى الدُّجَى=وَكَيفَ يَعِي الإِصْلاحَ مَنْ لا يُسَائِلُ
وَمَا قِيمَةُ الإِنْسَانِ إِلا مَنَاقِبٌ=يُهَذِّبُهَا فِي النَّاسِ حَقٌّ وَبَاطِلُ
وَمَا طَابَ لِي بَينَ البَرَايَا سِوَى الذِي=خَلائِقُهُ شَمْسٌ وَفَحْوَاهُ وَابِلُ
وَإِنَّ الذِي أَحْبَبْتُ بَحْرٌ مِنَ النَّدَى=وَغَيْثٌ مِنَ الأَفْكَارِ فِيهَا الشَّمَائِلُ
وَرَوضُ هُدَى فِيهِ النَّوَايَا بَرَاعِمٌ=تَفُوحُ نَقَاءً وَالسَّجَايَا خَمَائِلُ
سَمَيحٌ إِذَا آذَى السَّمَاحَةَ بَاخِلٌ=مَسِيحٌ إِذَا بِالجَورِ آذَاهُ هَامِلُ
فَصِيحٌ إَذَا أَعْيَا الفَصَاحَةَ بَاقِلٌ=حَصِيفٌ إِذَا اصْطَفَّتْ إِلَيهِ المَحَافِلُ
هُمَامٌ يَضِيقُ الشَّعْرُ عَنْ وَصْفِ كُنْهِهِ=وَتَعْجَزُ عَنْ سَرْدِ الخِلالِ الفَضَائِلُ
لَهُ ذُرْوَةُ المَجْدِ المُؤَثَّلِ وَالعُلا=وَسَبْقٌ إَذَا هَمَّ الكّمِيُّ المُنَازِلُ
عَلَيهِ مِنَ الأَخْلاقِ تَاجٌ وَهَيْبَةٌ=وَفِيهِ لمَنْ وَافَاهُ كَافٍ وَكَافِلُ
وَصُولٌ لإخْوَانٍ وَدُودٌ لِصَاحِبٍ=خَلُوقٌ بِإِسْلامٍ عَفِيفٌ وَعَاقِلُ
يَقُودُ نَوَاصِي العِزِّ بالعّزْمِ مَاجِدًا =وَيُقْرِي الذِي تَهْفُو إِليهِ البَوَاسِلُ
إِذَا مَا سَقَانِي مِنْ أَبَارِيقَ وُدِّهِ=فَلا الوَصْلُ مَمْلُولٌ وَلا الشَّوقُ آفِلُ
وَلا الرًّوْضُ مَفْرُوكُ السَرِيرَةِ مَا أَتَى=وَلا عَرفَتْ سِحْرَ المَجَالِسِ بَابِلُ
هُوَ الفَضْلُ يُبْدِي فِي الوَرَى حِينَ كُرْبَةٍ=نَوَافِلَ مَا تُسْدِي الفَرُوضُ الجَلائِلُ
خَلِيلَيَّ مَا فِي اليَأْسِ خَيرٌ لِعَاقِلٍ=وِلا فِي التَّوَانِي قَدْ يَسُودُ الحُلاحِلُ
مَتَى أَيْنَعَتْ فِي النَّفْسِ صِدْقُ مَوَدَّةٍ=تَدُلُّ عَلَيهَا بِالفِعَالِ الدَّلائِلُ
إِذَا الفِكْرُ وَالشِّعْرُ اسْتَقَامَا لِصَادِقٍ=تَسَامَتْ لَهُ بِالمَكْرُمَاتِ العَوَاهِلُ
وإِنِّي أَرَى الإِيمَانَ خَيْرًا لِحَاصِدٍ=إِذَا مَا اسْتَطَالَتْ لِلحَصَادِ السَّنَابِلُ
وسَعْدُ فُؤَادِي أنَّنَا إِخْوَةُ الهُدَى=فَإِنَّ التَّآخِي لِلعُيُونِ المَكَاحِلُ