تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : واستيقظ العجب...



أحمد عبد المنعم سرساوى
02-03-2011, 10:55 PM
تَوَلَّدَتْ عَلى الجِدَارِ
صرخةُ الحجارةِ الصَمَّاءِ
صارَ خاوياً
عَلى عُروشِ قريةِ الخشبْ
فاسْتيقَظَ العَجَبْ

قالَ الجِدارُ:
رُبَّمَا يكونُ مِنْ
رُطوبَةٍ في الأرضِ
أوْ
تلوثٍ في الجوِّ
أوْ
- وهَكَذَا نَظنُّهُ –
جماعةٌ مِنَ الصِّغَارِ
دَخَّنوا لفائِفَ الشَّغَبْ

وقالَ باحثٌ بعالمِ الكِبارِ:
لم يَعُدْ يُطيقُ تخزينَ السُّمومِ
فاستَفَاقَ طافِحاً للكَيلِ ..
ثم دارَ في هَيَاكِلِ السُّقوفِ وانقَلَبْ

وقالَ حارِسُ الجِدَارِ:
رغمَ أنَّ مَا تَبَقَّى حِفْنَةُ الشَّعيرِ والرُّطَبْ
فإننا سنـزرعُ البلادَ جَنَّةً
وسوفَ تَسبحونَ في بُحيرةٍ من الذهبْ
واسْتيقَظَ العَجَبْ...

فَقَالَ صَاحِبي:
إلامَ يا تُرَى يَأتي الجِدارُ سَامِقاً
وقدْ تخلَّتْ كُلٌ أنواعِ الطِّلاءِ عَنْهُ
واسْتَحَالَ كَومةً مِنَ العَطَبْ ؟!
وهَاهُنَا تَبَسَّمَ العَجَبْ...
***

عَلى ضِفَافِ حُلمِهِ
تَمَدّدَ الفتى ..
وقرَّرَ المبيتَ لوْ لألفِ ليلَةٍ
حتى يَرَى النَّهَارَ
لمْ يَمَسَّهُ التَّعَبْ
تَوَافَدَتْ عَلى الفَتَى
مَوَاكبُ الحِجَارةِ العَصْمَاءِ
فاسْتَقَامَ ظَهرُهُ...
وَراحَ يَطلُبُ الجِدَارَ
أنْ يرُدَّ مَا سَلَبْ
فاسْتَيقَظَ العَجَبْ

عَادَتْ لَهُ رِيَاحُهُ بِغيرِ ما اشْتَهَى
فَصَلَّى جُمعَةَ الغَضَبْ
تَمَخَّضَ الجِدَارُ في احتِضَارِهِ
وهَدَّدَ الجُموعَ بانهِيَارِهِ
وأطْلَقَ الأمطارَ والرياحَ واللهبْ
فَقَاوَمَ الفتى ولم يمسَّهُ التَّعَبْ

ثَارَتْ عَلى الفَتى حِجَارةٌ مِنَ الشُّقُوقِ:
لا تُهدِّدْ الجِدارَ
إنَّهُ الزَّعِيمُ .. والأبُ الرَّحيمُ ..
ما طَغَى .. ومَا نَهَبْ ...
فَصَاحَ صَاحِبِي:
إلى مَتَى تَقُودُنَا يَدُ الطبولِ والخُطَبْ؟
إذنْ ..
سَيُغْنِي عَنهُ مَالُهُ ومَا كَسَبْ

فقرَّرَ الفَتى الصُّمودَ كيْ يُودِّعَ الجدارَ
فالرَّحيلُ عنْ سماءِ عَرشِهِ وَجَبْ
وعِندَهَا ...
تَعَلَّقَتْ حِجارةٌ جديدةٌ بالحلمِ
حينَ عادَ واقترَبْ
فغادَرَ الجِدَارُ سَاخِطاً
عَلَى الحِجَارة الـ " قَلِيلَةِ الأَدَبْ "

تَبَّتْ يَدُ الجدارِ ألفَ مرةٍ وتَبْ
كَمْ كانَ يشْتَهِي ظلامَهُ
وكانَ يقتلُ الضِّيَاءَ عَامِداً
بِلا سَبَبْ
تَبَّتْ يَدُ الجدارِ ألفَ مرةٍ وتَبْ

سهى رشدان
03-03-2011, 03:50 PM
سيدي الله الله كلمات رائعه
قصيدة مدهشه استمتعت بقرائتها
"واستيقظ العجب "
دمت شاعراً ودام حرفك البهي
تقبل مني لك وردة تبجيل على هذه القصيدة

عبدالوهاب موسى
03-03-2011, 05:00 PM
توأمة أدبية بين الحكى فى الحوارية وبين الشعر
فى أدب المقاومة وشعرية الوطن
رمزية عالية
لى عودة
ولك محبتى فى الله

الطنطاوي الحسيني
03-03-2011, 05:58 PM
ثَارَتْ عَلى الفَتى حِجَارةٌ مِنَ الشُّقُوقِ:
لا تُهدِّدْ الجِدارَ
إنَّهُ الزَّعِيمُ .. والأبُ الرَّحيمُ ..
ما طَغَى .. ومَا نَهَبْ ...
فَصَاحَ صَاحِبِي:
إلى مَتَى تَقُودُنَا يَدُ الطبولِ والخُطَبْ؟
إذنْ ..
سَيُغْنِي عَنهُ مَالُهُ ومَا كَسَبْ

فقرَّرَ الفَتى الصُّمودَ كيْ يُودِّعَ الجدارَ
فالرَّحيلُ عنْ سماءِ عَرشِهِ وَجَبْ
وعِندَهَا ...
تَعَلَّقَتْ حِجارةٌ جديدةٌ بالحلمِ
حينَ عادَ واقترَبْ
فغادَرَ الجِدَارُ سَاخِطاً
عَلَى الحِجَارة الـ " قَلِيلَةِ الأَدَبْ "

تَبَّتْ يَدُ الجدارِ ألفَ مرةٍ وتَبْ
كَمْ كانَ يشْتَهِي ظلامَهُ
وكانَ يقتلُ الضِّيَاءَ عَامِداً
بِلا سَبَبْ
تَبَّتْ يَدُ الجدارِ ألفَ مرةٍ وتَبْ


اخي احمد السرساوي
جميلة التنزيل والقص والرمزية
رائعة ومدهشة
كأنني قرأت قصة شعرية رائعة الأدب
تحياتي وتقديري ايها المبدع

أحمد عبد المنعم سرساوى
06-03-2011, 09:58 PM
سيدي الله الله كلمات رائعه
قصيدة مدهشه استمتعت بقرائتها
"واستيقظ العجب "
دمت شاعراً ودام حرفك البهي
تقبل مني لك وردة تبجيل على هذه القصيدة

الأخت الفاضلة/ سهى رشدان

أشكرك على قراءتك ودعائك
أدام الله الصدق والإبداع

تحية وتقدير
أحمد السرساوي

أحمد عبد المنعم سرساوى
06-03-2011, 10:04 PM
توأمة أدبية بين الحكى فى الحوارية وبين الشعر
فى أدب المقاومة وشعرية الوطن
رمزية عالية
لى عودة
ولك محبتى فى الله

الشاعرالفاضل / عبد الوهاب موسى

مرحباً بكم أولاً وآخراً
وتقديري لرؤيتكم المتعمقة
شاكراً ثنائكم الكريم

أحمد السرساوي

سماح عبد اللاوى
06-03-2011, 10:16 PM
حقا لقد إستيقظ العجب
إسمح لى أن أحييك على هذه القصيدة
إسلوبك أكثر من الرائع
دمت بكل الحب والود والتقدير

مازن لبابيدي
08-03-2011, 02:05 PM
الشاعر الجميل أحمد السرساوي
سرني أن أقرأ لك ، هذا النص الشاعر المبدع .
أرحب بك في الواحة الخضراء الجميلة التي أضفت إلى بستانها نخلة
فطب مقاما وأسمعنا من عزف قيثارتك أنعم الأنغام .

ربيحة الرفاعي
08-03-2011, 11:26 PM
الشاعر أحمد السرساوي

قصيدة جميلة غدقة المعاني ورشيقة الجرس
ماتعة حسا ونصا

دمت بألق

أحمد عبد المنعم سرساوى
09-03-2011, 11:17 PM
توأمة أدبية بين الحكى فى الحوارية وبين الشعر
فى أدب المقاومة وشعرية الوطن
رمزية عالية
لى عودة
ولك محبتى فى الله


أشكركم أستاذ عبد الوهاب
وأتمنى أن نلتقي قريباً

مودتي
أحمد السرساوي

نبيل أحمد زيدان
09-03-2011, 11:46 PM
الأخ أحمد عبد المنعم السرساوي الموقر
صوت الغضب يكسر الجدار
والاسلوب الجميل يكسر التقليد
وهذه كلماتك وما فعلت
لها ألق النجوم
دمت بحفظ الله ورعايته

د. سمير العمري
26-09-2011, 10:34 PM
نص أدبي مميز ومعبر عن الحالة الثورية برمزية عالية ولكنها موفقة.

دمت مبدعا متألقا!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي