المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : امتِحانٌ



كاملة بدارنه
03-03-2011, 01:41 PM
امتِحانٌ

أَفَقْتُ مُسْتَغرِبًا انزِعَاجَ أُمِّي وَحَوْقَلَتَهَا... نَظَرْتُ إلى عَقارِبِ السّاعَةِ، فَأَدْرَكْتُ السَّبَبَ .
كانَ نَومي عَمِيقًا؛ لِأنّي قَضَيْتُ مُعْظَمَ سَاعَاتِ اللّيْلِ مُقَلِّبًا صَفَحاتٍ كَثيرَةً؛ سَأُمْتَحَنُ فيها اليَوْمَ الامْتِحانَ النِّهائِيَّ لِلمَرْحَلَةِ الثّانَوِيَّةِ .
طَلَبْتُ مِن والِدَتي المُسامَحَةَ عَلى ما سَبَّبْتُهُ لَها مِنْ إِجْهادٍ في إيقاظي ... وَكَيْفَ لا.. وَهِيَ وَوالِدي قَدْ رَعَماني جيّدا، وغَرَسَا في داخِلي شَجَرَةَ مَحَبَّةِ العِلْمِ، وَسَقَياها بِماءِ التَّشْجيعِ، وَرَعَياها بِدُرَرِ الأَدْعِيَةِ ؟... وَبَعْدَما رَبَّتَتْ عَلى كَتِفي، طَمِعْتُ مِنْها بِالدُّعاءِ؛ كَي يُسَهِلَّ اللهُ أمْري " سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ" .
جَلَسْتُ في غُرْفَةٍ أَحْسَسْتُ ضيقَهَا؛ رُغْمَ اتِّساعِها؛ ساحِبًا مِلَفّاتٍ عَديدَةً مِنْ مَكنوناتِ ذاكِرَتي لِلمُراجَعَةِ؛ وَقابِضًا عَلَى قَلَمي بِيَدَيْنِ مُرْتَجِفَتَيْنِ... حَتَّى اسْتَلَمْتُ دَفْتَرَ الفَحْصِ. قَلَّبْتُ وَرَقاتِهِ دونَما تَرْكيزٍ؛ كَي أُخَفِّفَ عَن نَفْسِي جَزَعَها !
بَدَأْتُ رِحْلَتي الكِتابِيَّةَ بِالوَرَقَةِ الأولى " بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ".
تَنَفَّسْتُ الصُّعَداءَ بَعْدَ إِنْهاءِ تَفْكيكِ رُموزِ الوَرَقَةِ الأولى دونَ صُعوباتٍ " الحَمْدُ لِلهِ رَبِّ العالَمينَ" .
تَخْتَرِقُ أُذُنَيَّ هَمَساتُ جاري الذي يَطْلُبُ مِنّي الالتِفاتَ إِلَيْهِ، فيما أَفْكاري تَتَلاطَمُ أَمْواجُها في بَحْرِ حِبْرِ الأَوْراقِ . لَمْ أُعِرْهُ اهتِمامًا، فَرَفَعَ صَوْتَهُ... لا أَرْغَبُ في جَزْرِ مَوْجِ فِكري بَعْدَ هُدوئِهِ، والاسْتِجابَةِ لِإزْعاجِهِ
" اللهُ أَكْبَرُ"
لكِنَّ نَغَماتِ صَوْتِهِ الحَزينِ، وَكَلِماتِهِ التي سُمِعَتْ كَالحَشْرَجَةِ، قَطَعَتْ عَلَيَّ التَّرْكيزَ، وَأَضْعَفَتْ مَقْدِرَتي عَلى الصُّمودِ دونَ الالتِفاتِ إِلَيْهِ ... وَإِذْ بِيَدٍ ضَخْمَةٍ تُمْسِكُ راحَتُها بِعُنُقي، وَتُديرُ رَأسِي، فيما أَصابِعُ اليَدِ الثّانِيَةِ تَنْتَزِعُ اليَراعَ مِن يَدي، وَتَرْسِمُ إِشارَةَ تَنْبيهٍ وَتَحذيرٍ لي !
اجْتاحَتْني رَغْبَةٌ جارِفَةٌ في لَكْمِ الرَّجُلِ؛ لكِنَّني تَذَكَّرْتُ دُعاءَ والِدَتي لي بالاصْطِبارِ، ومُناجاتَها لِرَبِّها؛ داعِيَةً إِيّاهُ أَنْ يُوَفِّقَني... وَتُتْبِعُ دُعاءَها بِنَذْرٍ في قَضاءِ مُعْظَمِ وَقْتِها لِفَضْلِ رَبِّها حامِدَةً شاكِرَةً ." رَبَّنا وَلَكَ الحَمْدُ ".
عاوَدْتُ الكِتابَةَ بَعْدَ زَوالِ انتِفاخِ أَوْداجي ، وَتَوَقُّفِ جِسمي عَنْ تَحريكِ الكُرْسِيّ، وَما هِيَ إِلّا دَقائِقُ حَتَّى عاوَدَ جاري استِغاثَتَهُ واستِجْداءَهُ .
ماذا سَأَفْعَلُ ؟ ...أَنا لا أعْرِفُ مُبْتَغاهُ ، وَلا أَجْرُؤُ على الالتِفاتِ ثانِيَةً ... سَأَخْسَرُ امتِحاني!...
إِنْ كانَ يَطلُبُ مُساعَدَةً في الحَلِّ، فَأَنا لا أَستَطيعُ تَلبِيَةَ رَغْبَتِهِ؛ لِأَنَّ في ذلكَ غِشًّا..." لَكُم دينُكُم وَلي دينٌ".
عَزَمْتُ عَلى مُواصَلَةِ الكِتابَةِ، وَقَرَّرْتُ صَمَّ أُذُنَيَّ اللتَيْنِ يُزْعِجُهُما صَوْتُ جاري، وَأَزيزُ كُرسِيِّهِ، حينَ تَذَكَّرْتُ وُعودي وَتَعَهُّداتي بِالنَّجاحِ.
انتَهى وَقْتُ الامتِحانِ. "اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد " .
غادَرْنا القاعَةَ وَالضَّوضاءُ والجَلَبَةُ، يُضاعِفُهُما اتِّساعُ المَكانِ، وَإِذ بِطالِبٍ يُضَيِّقُ عَلَيَّ الطَّريقَ، وَيَرْمِقُني بِنَظَراتٍ غَريبَة أَو قُلْ حَزينَة ... سَأَلتُهُ عَن أَمرِهِ ، فَأَجابَ وَعَيناهُ مُغرَوْرِقَتانِ بِدُموعٍ غاضِبَةٍ، وَناظِرَتانِ إلى زُجاجَةِ الماءِ التي بِيَدي: أَسْتَكثَرْتَ أنْ تَتَكَرّمَ عَلَيَّ بِجَرعَةِ ماءٍ تُرَطِّبُ جَفافَ حَلقي، وَتُخَفِّفُ من تَوَتُّري؟!...
لَقَد نادَيتُكَ مِرارًا، وَلكنَّ حِرصَكَ وَأَنانِيَّتَكَ مَنعاكَ مِن مَعرِفَةِ ما أَحْتاجُ، وَأَنتَ الذي تَدَّعي مُساعَدَةَ الآخَرينَ! . " السّلامُ عَلينا وَعَلى عِبادِ اللهِ الصّالِحين"
هَوْلُ المَوقِفِ أَخْرَسَ لِساني، وَلَن يُنْجِدَني ما سَأُحاوِلُ التّلَفُّظَ بِهِ!. لَقَدْ خَضَعْتُ عَقلًا وَقَلبًا لِتَنبيهِ مُراقِبٍ، لَم يَتَعدَّ بِضعَ نِقاطٍ من حِبْرٍ، وَلَم أَعِرِ اهتِمامي لِنِداءاتِ زَميلي التي كرَّرَها مَلهوفًا .
لَمْ أَجِدْ مِن مَخْرَجٍ سِوى الاعتِذارِ؛ مُتَّخِذًا مِن تَهديدِ المُراقِبِ ذَريعَةً؛ وَموقِنًا عَدَمَ تَقَبُّلِهِ لَهُ .
حِمْلٌ مِن التَّأنيبِ أُلقِيَ على كاهِلِ ضَميري، وَلَمْ يُغادِرْني ...
وَصَلْتُ البَيْتَ وَحِبالُ تَفكيري تُجَرجرُني نَحْوَ عَوالِمَ غَريبَةٍ... " أَشهَدُ أن لا إلهَ إلّا اللهُ" ...
تَحرَّكَتْ سَبّابَةُ أَنامِلي، فانتَبَهْتُ أنّي في المَراحِلِ الأَخيرَةِ من صَلاتي ...
وَوَجَدْتُني مُضطَرًا أَن أَعودَ وَأَبدَأَها مِن جَديدٍ.!

خالد الجريوي
04-03-2011, 11:53 AM
الله الله

ما أجمل الولوج بين حروف هذا الأبداع

وهذا التناسق الجميل بين الصلاة .. والإمتحان

ونثر كثير من القضايا .. في سطور قليله

أحمد الله .. أننا لازلنا عندنا من العقول والقلوب الجميله

التي ستأخذ بيد أمتنا إلي المجد من جديد

أختي كامله بدارنه

تقديري الكبير

عبدالغني خلف الله
04-03-2011, 01:24 PM
الأستاذة المتألقة كامله ..عودتنا العقول الكبيرة اقتحام العزائم الصعبة فكانت هذه الأهزوجة المفعمة بكل هذا البهاء الإيمانى الرحب .قصة تنداح فى دواخلنا فى هذا اليوم المبارك و...جمعة مباركة لك ولمن حولك .

كريمة سعيد
04-03-2011, 01:37 PM
الأديبة القديرة
قصة جميلة جدا أبدعت في صياغتها مما جعلني أتابعها بشوق كبير من أول حرفها إلى آخره
كل المودة والتقدير غاليتي

رفعت زيتون
04-03-2011, 02:11 PM
امتِحانٌ


غادَرْنا القاعَةَ وَالضَّوضاءُ والجَلَبَةُ، يُضاعِفُهُما اتِّساعُ المَكانِ، وَإِذ بِطالِبٍ يُضَيِّقُ عَلَيَّ الطَّريقَ، وَيَرْمِقُني بِنَظَراتٍ غَريبَة أَو قُلْ حَزينَة ... سَأَلتُهُ عَن أَمرِهِ ، فَأَجابَ وَعَيناهُ مُغرَوْرِقَتانِ بِدُموعٍ غاضِبَةٍ، وَناظِرَتانِ إلى زُجاجَةِ الماءِ التي بِيَدي: أَسْتَكثَرْتَ أنْ تَتَكَرّمَ عَلَيَّ بِجَرعَةِ ماءٍ تُرَطِّبُ جَفافَ حَلقي، وَتُخَفِّفُ من تَوَتُّري؟!...
لَقَد نادَيتُكَ مِرارًا، وَلكنَّ حِرصَكَ وَأَنانِيَّتَكَ مَنعاكَ مِن مَعرِفَةِ ما أَحْتاجُ، وَأَنتَ الذي تَدَّعي مُساعَدَةَ الآخَرينَ! . " السّلامُ عَلينا وَعَلى عِبادِ اللهِ الصّالِحين"
هَوْلُ المَوقِفِ أَخْرَسَ لِساني، وَلَن يُنْجِدَني ما سَأُحاوِلُ التّلَفُّظَ بِهِ!. لَقَدْ خَضَعْتُ عَقلًا وَقَلبًا لِتَنبيهِ مُراقِبٍ، لَم يَتَعدَّ بِضعَ نِقاطٍ من حِبْرٍ، وَلَم أَعِرِ اهتِمامي لِنِداءاتِ زَميلي التي كرَّرَها مَلهوفًا .
لَمْ أَجِدْ مِن مَخْرَجٍ سِوى الاعتِذارِ؛ مُتَّخِذًا مِن تَهديدِ المُراقِبِ ذَريعَةً؛ وَموقِنًا عَدَمَ تَقَبُّلِهِ لَهُ .


بعيدًا عن الحديث عن عناصر القصة

والتي أنتِ أعلم وادرى بها ولن يفوتك شيء منها دون الأخذ به في الحسبان

ابتداءً بالمقدمة وانتهاءً بالخاتمة والحبكة والعنصر الأهم طبعا وهو التشويق

أردت أن اتحدث عن عنصر آخر وهو عنصر المفاجأة الذي تمثل في هذه الفقرة التي اقتبست

والذي ذكرني بمقولة " expect the unexpected "

أي توقع غير المتوقع بحيث جعلتِ كلّ أنظارنا تتجه إلى احتمال واحد وهو أن الجار ما أراد إلا الغشّ

وإذا به يطلب شيئا آخر ليحقّق مقولة أخرى تتمثل في الآية الكريمة ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ )

وكأنّه بردّ سهمَ الظنّ بسهم أشدّ وهو سهم الندم الذي لا دية له إلاّ الاعتذار

الذي بدا دِيةً دون ما يطلب وليَ الضحية

ولو أنّي , وهذا طبعي وليس من باب الشكِّ بقدر ما هو التفكير دائما بخطط بديلة وهذا طبعي في الحياة ,

ربّما أقول أن الجار لم يفلح أمام بطل القصة في أن يغشّشه فأراد أن يظهر بالصورة التي ظهر عليها

اقول ذلك فقط تخفيفا على البطل من جلدِ الذات وليس هذا بعذر طبعا .

وأعود للقصة لأقول أن " كلّ إناء بما فيه ينضح " والكاتب يكتب نفسه أو شيئا منها بين سطوره

وهذا القلم الذي جعل خطواته مقرونة كلّ خطوةٍ منه بآية كريمة لدليل على مدى قرب هذا القلم من نهج الصراط المستقيم

كيف لا وهي " كاملة "

تحياتي لك

.

سهى رشدان
04-03-2011, 02:11 PM
رائعه اختي لن اقول اكثرمن هذا ...لاني سأقصر في اعجابي

زهراء المقدسية
04-03-2011, 02:38 PM
الرائعة كاملة

امتحان سهله الله على بطلة قصتك
بتوفيق منه وجهد منها ودعوات الوالدة
وخرجت منه بتأنيب ضمير وجلد للذات لعدم مساعدتها لجارها
رغم أني لست معها في الندم
فبإمكانه طلب الماء من المراقب لا منها هي
والمراقب مجبر بتلبية طلبه

أما للربط بين الصلاة والإمتحان
ربما تعكسين من خلالها كم تشغلنا الحياة عن الآخرة
لدرجة السهو في الصلاة وإعادتها من جديد

والأولى التوجه بقلوب وعقول لا هم لها إلا مناجاة الكريم
وحده القادر على فرج الغم وكشف الهم
والنجاح في كل امتحان


كنت رائعة وأكثر
تقديري الكبير

عبد الله راتب نفاخ
04-03-2011, 05:50 PM
جميلة جداً ....
و محبوكة ...
بوركتم و بورك حرفكم

كاملة بدارنه
04-03-2011, 06:13 PM
السّلام عليكم أخ خالد ... وأنا أحمد الله أنّ قرّاء نصوصي من الأفاضل والمبدعين أمثالكم
شكري الجزيل ... وأمل أن أظلّ عند حسن الظنّ بي
تقديري وتحيّتي

كاملة بدارنه
04-03-2011, 06:16 PM
دعاؤك لي ولمن حولي أثلج صدري أستاذنا الفاضل عبد الغني

أعتزّ بمرورك وبكلماتك الرّائعة ... شكري لك

تقديري وتحيّتي

ربيحة الرفاعي
05-03-2011, 01:52 AM
سيدة في ميدان القص مطاعة، خضع لها الحرف واليراع
دخول حذق يقع من نفس القارئ حيث لا يمكنه الإفلات
وتقدم واثق تنامى مع وتيرة الانفعال قبل الفعل خالقا حالة من الترقب والتوق للغوص وراء النص

وقفلتان كانت كل واحدة منها تحمل فكرة وتحمّل النص بعدا آخر

قصة رائعة أيتها الكاملة

دمت بألق

كاملة بدارنه
05-03-2011, 09:23 PM
أعتزّ ببهاء حضورك عزيزتي كريمة لأنّ له بصمة مميّزة

شكري الجزيل لك ، ودمت متألّقة

تقديري وتحيّتي

كاملة بدارنه
05-03-2011, 09:39 PM
يعجبني (التّحليل) الهندسيّ الذي يقيس كلّ الزّوايا ... فكيف إذا جاء على يد مهندس ؟!

إنّ خطّتك البديلة تعكس نباهة وذكاء مميّزين أستاذنا الشّاعر رفعت ، وأبدعت في هذا .

فقد كان بمقدور الجار (الموبّخ) أن يستأذن المراقب لإحضار الماء ، ولا أظنّه يرفض له هذا الطّلب ؛ لكنّه أراد تعذيب جاره لأنّه لم يهتمّ به ، وأفلح في ذلك مثلما تفضّلت ، وكأنّه

وجّه له ضربة قاضية ؛ وإلّا لما سيطر الموقف على تفكيره طويلا ... حتّى في صلاته .

تسلم الخطط البديلة ومن يخطّطون لها ...

تقديري وتحيّتي

أحمد عيسى
05-03-2011, 10:22 PM
قصة محبوكة باقتدار بأسلوب سلس جميل وقدرة رائعة على السرد المتقن
هذه " قصة " بامتياز ، تصلح كأنموذج راق للقصة القصيرة بكامل عناصرها

أحييك أيتها الأديبة المقتدرة
تقبلي مودتي

كاملة بدارنه
07-03-2011, 08:48 PM
شكرا لك أخت سهى ...

يكفيني مرورك العبق

تقديري وتحيّتي

كاملة بدارنه
07-03-2011, 08:55 PM
شكري الجزيل لمرورك عزيزتي الأخت زهراء
السّهو في الصّلاة من الأمور التي يعاني منها الكثير ، حيث نأخذ معنا همومنا الدّنيويّة إلى مقرّ راحتنا ، فنفسد على أنفسنا الكثير
أمّا بالنسبة لملاحظتك الرّائعة أنّك لست مع البطل في ندمه ... فأنا أيضا مثلك فهو قد وقع ضحيّة جاره الذي أراد الإثقال عليه ليظهر له أنّ ظنّه ليس في مكانه ... وهذا ما أشار له الأخ رفعت
دمت بخير
تقديري وتحيّتي

كاملة بدارنه
10-03-2011, 02:27 PM
" العين لا تعلو على الحاجب " عزيزتي الأخت ربيحة مثلما ورد في أمثالنا الفلسطينيّة
مرورك يمنح النّص دفئا خاصا ؛ كونه يتضمّن تحليلا مقتضبا ومباشرا
شكري لك ولحضورك البهيّ
تقديري وتحيّتي

محمد الشحات محمد
10-03-2011, 04:29 PM
جميلٌ هذا التوازي بين الإجابة و الماء ،

و كالتوازي بين الماء و الحياة يكون التوازي بين الحياة و الامتحان


* لابدّ لمختلف القوى من البدء من جديدٍ

أرى التوازي بين إعادة الصلاة من جديد و إعادة النظر فيما يدورُ حولنا -رغم قبضة المراقب و تهديده- من أهم متطلبات مبادئ الانفتاح على العالم ،

ربما يكون ضيق و سكون قاعة الامتحان موازياً لضيق أفق استجماع مواطن القوة ،
و يقابل هذا التوازي توازٍ آخر هو التوازي بين الانفتاح و "اتساع المكان و الضوضاء"


ما ظهر من تحقيقات و انشغال أثناء الصلاة يؤكّد أهمية الصحوة ، و لو كنا "في المراحل الأخيرة"

فقد كان التوازي بين انزعاج الأم لحرصها على إيقاظ الابن/الابنة ، و بين اليقظة بعد "النوم العميق" داعياً للحاق بقاعة الامتحان ،
و كذلك فإن الصحوة ضرورة ، و إن مرّ على ذلك وقتٌ طويل أو دفع في سبيل ذلك مجهودٌ كبير


و كما يقولون "عند الامتحان يُكرمُ المرء أو يهان" ، فكذلك في الامتحان بعد أن يختتم المُمْتحن إجابته لابدّ له من المراجعة من أوّل حرف كتبه ، و التغلب على مشكلة الوقت

التقابل بين التبرير و الاعتذار يعالجُ أهمية الإصلاح ، إذْ لا معنى للاعتذار و ذريعة المراقب أمام مَنْع المياه/ كنايه عن الحياة

و هنا إسقاط على ما يحدث حولنا مِمّن يمنع عنا الحياة الكريمة في أوطاننا مثلاً بحجة الأيدي الخفية ، و قد تكون مُندسة في ثوبٍ مشروع هو المراقب ،
فالقصة لم تُبين من المراقب كما صورت سوى قبضته على عنقها ، و أصابع يده الثانية تهدّد بسحب الورقة و رفع القلم إذا التفت البطل حوله ،
وكأنه هنا يحجر على الرؤية ، و من ثمّ يمنع التفكر بعين الحقيقة ، و يرفض الاختيار بحرية ، و العمل بوحي الضمير !

و هل قيام التبريرات على الظن (طلب الغش) يغني عن الحق الظاهر (طلب المياه) شيئاً؟


قصة بدأتْ بالنهاية ، فكأني أقرأُ الرسالة هي "بغير اليقظة يكون الانزعاج ، و بدون العمل و المراجعة و قراءة كل مفردات الحياة بسرعة يكون تأنيبُ الضمير"


...................

المبدعة

كاملة بدارنة

هذا ما حضرني لأول وهْلة بمجرد قراءتي الأولى لفريدتك "امتحان"

و من وحْي الضمير أقولُ لك : "أبدعتِ ، و تألقتِ"

و لعلّ تقديري في هذا الـ "امتحان" يكون "مقبولاً"


مع خالص تحياتي

مرشدة جاويش
10-03-2011, 07:55 PM
نص ير تقي إلى النص الحسي العام
بتناقضاته
وتلاوينه
هناك توظيف دراماتيكي في الحالة بين النفس ونوازعها ثم
التساؤل وبالنهاية كان الحلم هذا التر اتل والادماج للمفردة الدينية نكه النص واعطاه
التأثر الحيوي وادماج بنيوي
جعلها طرفاً متفاعلاً او جزءاًمؤثراُ
نص ر اقي بحسه
بليغ في لغته
نسيجه السردي يتماهى مع الحس العام
وارف نسيجك
سلمت
تحاياي

كاملة بدارنه
11-03-2011, 08:27 PM
السّلام عليكم الأخ الشّاعر والقاص أحمد عيسى

أعتزّ بتقييمك وكلماتك ... وإذا حصلت على علامة الإمتياز من كاتب متمكّن أمثالكم فهذا فخر لي والحمد لله

تقديري وتحيّتي

كاملة بدارنه
11-03-2011, 08:39 PM
جميل هذا التّقييم والتّحليل أستاذي العزيز محمّد... وكيف لا يكون وقد خطّ بقلم سيّد المبدعين والنّاقدين ؟!

إذا كان هذا التّحليل لأوّل وهلة، وتقديرك في هذا (الامتحان )هو ممتاز *** ، فماذا مع الثّانية ؟

أعتبر نفسي محظوظة طالما حظيت بهذا المرور الرّائع والمثمر ... وأتمنّى من الله أن أكون عند حسن الظّن فيما أنشر

دمت متألّقا ونورا للكلمة ودلالاتها

تقديري وتحيّتي

رفعت زيتون
11-03-2011, 09:20 PM
جميل هذا التّقييم والتّحليل أستاذي العزيز محمّد... وكيف لا يكون وقد خطّ بقلم سيّد المبدعين والنّاقدين ؟!

إذا كان هذا التّحليل لأوّل وهلة، وتقديرك في هذا (الامتحان )هو ممتاز *** ، فماذا مع الثّانية ؟

أعتبر نفسي محظوظة طالما حظيت بهذا المرور الرّائع والمثمر ... وأتمنّى من الله أن أكون عند حسن الظّن فيما أنشر

دمت متألّقا ونورا للكلمة ودلالاتها

تقديري وتحيّتي

هذا لأن النصوص الكبيرة

كالأزاهير تجتمع عليها الفراشات الجميلة

وشاعرنا وناقدنا الأستاذ الشحات له عين ثاقبة

ترى الجمال وتسعى إليه

سعيد أنا بهذه المداخلات والردود

.

كاملة بدارنه
16-03-2011, 04:42 AM
أسعدني مرورك أديبتنا العزيزة مرشدة وأعتزّ به

لقراءتك المميّزة للسّطور .. وما بينها

شكرا لك ولمرورك العبق

تقديري وتحيّاتي

نزار ب. الزين
17-03-2011, 04:17 AM
أختي الفاضلة كاملة
تلقي القصة الضوء على عدة ممارسات تجري في بلادنا في عالم الإمتحانات عامة و عالم نهايات المراحل الدراسية خاصة ،
أولها أساليب أسئلة الإمتحان التي تدفع إلى قلق الممتحن و توتره ، بل تدفع أسرته كلها و خاصة الوالدين إلى القلق و التوتر
ثانيا أساليب مراقبة سير الإمتحان التي تتسم غالبا بالغلظة و التعنت و التي تؤدي إلى مزيد من التوتر
و ينعكس ذلك كله – ثالثا - على العلاقات بين الممتحنين كاضطرار بطل القصة إلى تجاهل نداءات زميله تحت وطأة الخوف من المراقب ، الذي بوسعه القضاء على أحلامه بالفوز بجرة قلم
امتازت القصة بسلاسة الطرح و قوة اللغة
سلمت أناملك أختي الكريمة كاملة
و دام ألقك
نزار

آمال المصري
17-03-2011, 11:57 AM
أكتفي بالقراءة وتسجيل الحضور
فكل كلمات الإطراء لاتفيك والنص ماتستحقين أستاذتي الفاضلة كاملة
هنا قرأت واستمتعت وتعلمت وضللت طريق العودة
قلم راقي .. وفكر جدير بالتصفيق
وحبكة قصية أدهشتني
مازلت أقول مدْرسة أنت
تقديري ومحبتي

كاملة بدارنه
25-03-2011, 04:34 PM
شكرا لك أستاذ نزار على مرورك ..
وعلى إلقاء الضّوء على جوانب مختلفة من القصّة
بارك الله فيك
تقديري وتحيّتي

كاملة بدارنه
25-03-2011, 04:40 PM
يا له من حضور متألّق عزيزتي رنيم
كلماتك يعطّرها ذوقك وأدبك الرّفيع
شكرا لك على كلّ ما تقولين ... وعلى الثّقة التي تمنحين
واسمحي لي أن أقول إنّني طالبة في مدرستنا الواحة .. ولست المدرسة
تقديري ومحبّتي لك

ناديه محمد الجابي
12-02-2013, 05:07 AM
نص قصصى متميز يسمو بفكرته وسرده ولغته القوية
نموذج رائع للقصة القصيرة متكاملة العناصر
كيف لا والكاتبة هى ( كاملة ) .

نداء غريب صبري
20-03-2013, 12:59 AM
سردك جميل مشوق أستاذتي الرائعة كاملة بدارنة
وقصتك جذبتني وأشبعتني بفكرتها وخاتمتها والوصف والتفاصيل الرائعة

شكرا لك استاذتي

بوركت

د. سمير العمري
03-10-2013, 06:41 PM
ذكرتني قصتك بما حدث معي غير مكرة أهمها تلك التي كانت في امتحجان الثانوية العامة وبكاء جار لي يريد أن أغششه وأنا أمقت هذا ولكني ضعفت لحظة أمام دموعه فدفعت ثمنا غاليا كأن الله عاقبني على ذلك.
والقصة جميلة مكتملة المقومات وبلغة جميلة وأسلوب جذاب ، وللبطل هنا العذر في عدم فهم المطلوب في ظل ظروف المراقبة والامتحان ، وعلى الطالب ذنبه حين لم يستعد جيدا كصاحبه.

تقديري

خلود محمد جمعة
17-09-2014, 10:30 AM
حرص على إتمام واجباته و إرضاء ربه ودينه ووالديه وتوكل على الله
هذه أهم مقومات النجاح
أما الدراما التي تحدث داخل قاعة الإمتحان من ضغط نفسي خوفا من الفشل مرة وخوفا من زعل اللأصدقاء مرة وخوفا من المراقب مرة وقطع حبل الأفكار والتركيز لمرات كثيرة فهي من بروتوكلات الامتحان
هل تعلمين كاتبتنا أن معظم ما نقع فيه من سوء فهم ومشااكل هو عدم قدرتنا على قول لا وبوضوح حين يجب أن تقال
لا داعي لأن يأنبه ضميره فذلك أفضل من تأنيب المراقب أو حرمانه الامتحان أو تأنيب الضمير على الغش
كما عهدناك تطرحين قضايا هامة وعميقة بأسلوب مائز وخفيف ولطيف ورشيق
دمت سيدة الحرف الذهبي
تقديري و كل المودة
:014::014::014: