تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : يا جدة ُالأحزانُ.. ومعذرةً*



بندر الصاعدي
04-03-2011, 05:56 PM
مَا بَالُ جُدَّةَ أُغْرِقَتْ بِسُيُولِهَا=وَاغْرَوْرَق تْ دَمْعًا عُيُونُ خَلِيلِهَا
قَامَتْ قِيامَتُهَا وَخَيَّمَ حُزْنُهَا!=أَمْ أَنَّ ذَلِكَ فِي صَمِيمِ غَسِيلِهَا!
مَاءٌ وَإِنْ أَحْيَا فَكَمْ جَلَبَ أَرْدَى=أَوْدَى وَلَمَّا يَكْتَرِثْ بِأَهِيلِهَا
يَا جُدَّةُ الأَحْزَانُ مِلْءُ عُيُونِنَا=وَلَقَدْ دَهَتْكِ نَوَازِلٌ بِمَهَوْلِهَا
لَمَّا تَجَلَّى الخَطْبُ فِيكَ مُرَوِّعًا=تَرَكَ العُقُولَ أَسِيرةً لِذُهُولِهَا
طَمَرَتْكِ مَدْرَجَةُ السُّيُولِ وَهَدَّمَتْ=فِيكَ المَبَانِيَ وَالبُيُوتَ بِغُوْلِهَا
فَتَشَاكَلَتْ حَتَّى غَدَا مَهْجُورُهَا=مُتَعَطِّفًا يَحْنَو عَلَى مَأْهُولِهَا
وَتَدَافَعَتْ طَفَحَاتِهِ الطُّرُقُ التِي=خَنَقَ الفُرُوعَ بِهَا جُشَاءُ أُصُولِهَا
مَسْتَوْحِلاتٍ فَالعَمَائِرُ سَائِخَا=تٌ كَالمَرَاكِبِ فِي خِضَمِّ سُيُولِهَا
وَالقَوْمُ إِمَّا هَالِكٌ فِي بَيْتِهِ=حَرَضًا وَإِمَّا هَالِكٌ بِوُحُولِهَا
المَرْكَبَاتٌ رُكَامُهَا مُتَكَدِّسٌ=فِي عَرْضِهَا وَمشَتَّتٌ فِي طُولِهَا
لَتَخَالُهَا آَثَارَ حَرْبِ جَحَافِلٍ=ضَاقَ المَدَى بِسِلاحِهَا وَخُيُولِهَا
الطَّيْنُ فِي أرْجَائِهَا يُنْبِي الوَرَى=أَنَّ الوَرَى مِنْهَا وَمَنْ مَعْمُولِهَا
رِحْمَاكَ يَا رَحْمَنُ مِنْ بَعْدَ الرِّضَى=بِمُصَابِهَا وَشَهِيدِهَا وَنَزِيلِهَا
لَا يَسْتَطِيعُ الخَلْقُ رَدًّا للِقَضَا=وَلأَنْتَ أَلْطَفُ مِنْ صَمِيمِ عُقُولِهاَ
كَمْ مِنْ وَلِيدٍ غَارِقٍ أَوْ وَالِدٍ=وَحَلِيْلَةٍ لَمْ تَكْتَحِلْ بِحَلِيلِهَا
وَثَرِيِّ كَدْحٍ صَارَ يَشْكُو فَاقَةً=وصَحِيحِ رُوحٍ خَارَ مَثْلَ عَلِيلِهَا
كَمْ آهِلٍ فِي أهْلِهِ رَاثٍ وَكَمْ=مِنْ أُسْرةٍ مَفْجُوعَةٍ بِمُعِيلِهَا
وَمُعَمِّرٍ بِالدَّينِ عَمَّرَ قَلْبَهُ=هَمًّا وَأَسْلَمَ دَارَهُ لِطُلُوِلَهَا
وَمَغَرِّبٍ لِلتُّرْبِ عَادَ وَتَاجِرٍ=عَافَ البََقَالَةً لَوْثَةً بِبُقُولِهَا
لَوْلا جَلالُ الرُّزْءِ يُمْكِنُ وَصْفَهُ=بِقَصِيْدَةٍ لَمَضِيْتُ فِي تَطْوِيلِهَا
لَكِنَّما فِي العَيْنِ رَائِةً غِنًى=عَنْ قَوْلٍ وُصَّافٍ وَعَنْ مَنْقُولِهَا
تُنْبِيكَ أَنَّ الخَيْرَ شَرُّ رُبَّمَا=والشَّرَّ خَيْرٌ فِتْنَةً لِجَهُولِهَا
وَالحَامِلِينَ أَمَانَةً قَدْ فُضِّحُوا=بِمُصِيبَةٍ دَلَّتْ عَلَى مَدْلُولِهَا
مِنْ كُلٍّ مَسْئُولٍ وَلَيْس بِسَائِلٍ=عَنْهَا وتَسْأَلُ لا مُجِيبَ لِسُولِهَا
أَنْ أَهْدَرُوا بِصَنِيعِهِمْ مَا قَدْرُهُ=يَبْنِي الصُّرُوحَ بِبَحْرِهَا وَمَسِيلِهَا
لَكِنَّمَا الأَمْوَالُ إِمَّا فِي يَدٍ=لَمْ تَغْتَسِلْ أَوْ فِي طَرِيقِ غَسِيلِهَا
ضَاقَتْ بِجُدَّةَ حَالُهَا لَولا الذِي=خَشِيَ العَظِيمَ وَهَابَهُ بِأَهِيلِهَا
رَاعِي حِمَى التَّوْحِيدِ حَاكِمُ دَوْلَةٍ=بَلَغَتْ سَمَاءً فِي ثَبَاتِ أُصُولِهَا
مَا كَانَ أَعْيَاهُ الذِي أَعيَاهُ بَلْ=حَقُّ الرَّعِيَّةِ حَيِّهَا وَقَتِيلِهَا
الشَّمْسُ وَالفَيْءُ الرَّبِيعُ وَغَيْثُه=ظِلُّ العِبَادِ بَسَعْيِهَا وَمَقِيلِهَا
يَا خَادِمَ الحَرَمِينِ إِنَّ دَوَاءَنَا=فِي أَنْ تُزِيَّنَ أَرْضَكَمْ بُحُلُولِهَا
سَيَّرْتَ عَنْ بُعْدٍ أَوَامِرَكَ التِي=إِمَّا مَضَتْ أَوْ فِي خِتَامِ سَبِيلِهَا
يَمْضِي بِهَا شِبْلُ البِلادِ أَخْوكُمُ=النَّائِبُ الثَّانِي إِلَى مَفْعُولِهَا
لِتَعُودَ جُدَّةُ فِي ذَرَاكَ عَرَوْسَةً=فِي شَطِّهَا وَحُزُونِهَا وَسُهُولِهَا
وَلِعَزْمِكُمْ حَقًّا تِذِلُّ شَدَائِدٌ=واللهُ عَونُكُمُ عَلَى تَذْلِيلِهَا


* لا عذر لي في تأخير نشرها , غير أن الأحداث متزاحمة, والقصائدة معها متلاحمة, والوقت لا يسعها جميعا .
أسال الله لجدة وأهلنا فيها الرحمة والسلامة والعافية وحسن الحال وتحقق الآمال .

ربيحة الرفاعي
04-03-2011, 06:23 PM
معانقة أولى لهذا البهاء المنهمر
أتشرف فيها بمرور قراءة وتذوّق

ولي عودة بإذن الله

دمت متألقا شاعرنا

نداء غريب صبري
04-03-2011, 11:43 PM
شكرا للقصيدة
ودعاؤنا لجدة بالخير


بوركت أخي

محمود فرحان حمادي
06-03-2011, 10:24 AM
لغة رصينة وحرف ناصع بهي
ما أجمل هذا القرض الأصيل
أحيي جمال وبهاء نبضك
تحياتي

مصطفى السنجاري
06-03-2011, 11:50 AM
رائعة من رائع

واعتلاء مبهر لمتن القصيد

وتمكن فريد من امتشاق البيان

دم ثرا نميرا

محمد ذيب سليمان
06-03-2011, 12:16 PM
لا أجد ما أصف به شعرك

سوى أنك تملكه وتجعلنا نتوقف وننحني

أما الموضوع فقد أوفيت به مسئولية الأديب رغم طول المسافة
وحسن الإعتذار

لك الحب والتقدير

بندر الصاعدي
06-03-2011, 02:02 PM
الأخت ربيحة الرفاعي
أهلا بك في معانقتك الأولى , وشكرا لك قراءتك وتذوقك

بانتظار عودتك

تحيتي

بندر الصاعدي
06-03-2011, 09:05 PM
أخي محمود فرحان
شكرا لك حضورك البهي وقراءتك المقدرة وإشادتك الكريمة

تقبل تحيتي وتقديري

رفعت زيتون
07-03-2011, 10:50 AM
[QUOTE=بندر الصاعدي;585907]
مَا بَالُ جُدَّةَ أُغْرِقَتْ بِسُيُولِهَا=وَاغْرَوْرَق تْ دَمْعًا عُيُونُ خَلِيلِهَا
قَامَتْ قِيامَتُهَا وَخَيَّمَ حُزْنُهَا!=أَمْ أَنَّ ذَلِكَ فِي صَمِيمِ غَسِيلِهَا!
مَاءٌ وَإِنْ أَحْيَا فَكَمْ جَلَبَ أَرْدَى=أَوْدَى وَلَمَّا يَكْتَرِثْ بِأَهِيلِهَا
يَا جُدَّةُ الأَحْزَانُ مِلْءُ عُيُونِنَا=وَلَقَدْ دَهَتْكِ نَوَازِلٌ بِمَهَوْلِهَا
لَمَّا تَجَلَّى الخَطْبُ فِيكَ مُرَوِّعًا=تَرَكَ العُقُولَ أَسِيرةً لِذُهُولِهَا


[QUOTE]

الأخ الكريم

نسأل الله السلامة لجدة وأهلها

وأن يمنعها من الكوارث والمحن

حرفك كبير وفيّ

أشكرك أيها القدير
؟ : هل أردتَ الردى عندما قلت جلبَ أردى
.

بندر الصاعدي
08-03-2011, 08:44 AM
الأخ الأستاذ : مصطفى السنجاري
أستعدني تقريظك وشرفني مرورك , فشكرا لك كريم قولك .

تحياتي

بندر الصاعدي
09-03-2011, 05:25 PM
أخي محمد ذيب
مرحبا بك
شكرا لك هذا اللطف وهذه الإشادة
مرورك مقدر
لك تحتي وتقدير