مشاهدة النسخة كاملة : ديوان الشاعر إدريس الشعشوعي
إدريس الشعشوعي
07-10-2004, 07:17 PM
الحمد لله حمدا كثيرا , و صلى الله على نبينا سيدنا محمد خير خلق الله و صفوتهم و على آله و صحبه الابرار و التابعين لهم باحسان ما دامت الانفاس و سلم تسليما .
السلام عليكم ايها الأحبة الكرام .. كم ذا يطيب لي ان أمرّ من هنا , و أجلس هنا , و أكتب .. مع كثير من الحياء و الهيبة لجلال مقامكم الأدبي الرفيع سادتي الكرام في ملتقى الواحة . كم اسعدني وجود هذه الواحة .. و لقد ابتهج بها قلبي فياربي بارك لنا فيها و فيمن يقف وراءها و لها , و امددنا باصيل الفكر و الأدب و جميل البيان و اللسان و نبيل الصدر و الجنان .
سادتي أنا و إن تسميت باسم شاعر فذاك لحبي لهذا الاسم و لي معه قصة فما أحببت ان أخالفه , لكنني مع الشعر أجد نفسي غريبا , لا لشيء إلا لأنني ما أتقنت هذه البحور العروضية و الموازين الدقيقة التي تضع للشعر دقته و نبضه و جماله الكامل , و مع ذلك سادتي الكرام فأنا لا أحرم نفسي من هذا النصيب , نصيب الشاعر فأحس ان الله أمدني بروح الشاعر و كنت دائما أقول ما هو الشعر ان لم يكن تلك الروح الفياضة , و الكلمات القوية , و الاحساسات المتدفقة , و البيان الجميل ؟
و هنا إذ أضع اول مشاركة لي , فإنني وضعتها في مدرسة الشعر , عسى أن يهني الله ما لم اتعلمه زمانا طويلا , و هل يمكن لمثلي ان يتقن هذا البحر بحر العروض و يصبح ذاك الشاعر الذي يفيض بجمال الكلم على أصوله الشعرية و على سليقة و سجية ؟؟؟ مع العلم سادتي الكرام و اساتذتي الأفاضل أن لي محاولات شعرية في العمودي نسجت اغلبها على السليقة بلا مراعاة الوزن , و لي شعر على طريقة الشعر الحر و هو كذلك لا يفي أظن بتلك التفعيلات و الموازين . فرجاءا ان اجد هنا من يوجهني و ينقدني النقد الذي به أقوّم شعري و أزنه بميزان صحيح و صريح . و بارك الله فيكم .
و أود أن الفت النظر الى أن اسماءا عرفتها , كبيرة كان مما جذبني الى هذا الملتقى الكريم اضافة الى طبيعته و اسمه المتميز , الأستاذ سمير العمري الشاعر الكبير.. و الاستاذ خشان حياهما الله و بارك فيهما .
و أجمل تحياتي و أخلصها لكل الأسماء اللامعة التي تزخر بها هذه الواحة الكريمة الاصيلة . بارك الله في الجميع .
اخوكم شاعر
إدريس الشعشوعي
10-10-2004, 09:05 PM
أيها الأحبة هذه واحدة ممّا كتبت سابقا , و رجاءا من الأحبّة نقدها و القول فيها بصراحة صريحة , مع اعتذراي أنني أكتب بلا رجوع الى اصول الضبط , و ربنا يكرم الجميع .
أبغيكَ تعلم أنّني أهواكْ =ومُنايَ يا أحلى منى لقياكْ
لقياك يا حِبّاً يطيبُ إذا جفت=كلّ الدّنى لم أستطبْ إلاّكْ
أبغيكَ توقنُ أنّني أتجلّدُ=حتى أداري شوقيَ المِرباكْ
يا سحر طيبٍ يا سحابةَ رقّةٍ=يا طيف أنسٍ أرسلتْ ذكراكْ
إنّي تمرُّ بذكريا فتزيلُ ما=ألقى من الأفكار من إنهاكْ
و تحنّ من قلبي مشاعر رحمةٍ=و يفوحُ عطرا إسمكَ الملاّكْ
إنّي أذوبُ لذكركم فلأنّني=لأذوب من شوقي إلى لقياكْ
بالله يا ريحاً يهبُّ ملاقيا=حتى يصير نسائماً بسماكْ
أبلغ سلامي ثمّ شوقاً ضارما=إن لا مست أنسامكَ الأحناكْ
بالله يا نجما تلألأ في سما=أرضي و حِبّي إن رأى سيَراكْ
أبلغه قرباً في الليالي كلّها=إن شاء لاقاني على أضواكْ
بالله يا بحراً أحسّ بموجهِ=يشدو مع الأصداء و الأفلاكْ
إنّي حسيبُك أن تسرّ مواجعي=شوقاً إلى حِبّي إذا لاقاكْ
و اغمُرهُ بالبحريِّ أندى نسمةً=حضنا من الأشواق ما أنداكْ
و الزّهرُ إن فاح الأريجُ بروضهِ=فلذاك شوقي بالشذى ناجاكْ
و اللّيل إن لاذ الجميع بساعهِ=سكناتها حُبلى بما أهواكْ
و البدر إن ضاء الدّجى بسنائهِ=فالبدر بدر القلبِ لن ينساكْ
في كلّ دفئٍ أو جميلٍ ألتقي=في كلّ حسنٍ إنّني ألقاكْ
أو مرّيوم دونما دقّاتهُ=من أجلكم لكأنها أشواكْ
أبغيكَ تعلمُ أنّني أتألّمُ=من بعدكم و لذكركم أملاكْ
أبغيكَ تعلمُ أنّني أهواكْ=و منايَ يا أحلى منى لقياكْ
شاعر
إدريس الشعشوعي
26-10-2004, 05:05 PM
هذه القصيدة... كانت ايام قصف بغداد الأخير قبل سقوطها على يد المحتل الغاشم .
بغدادُ ويحكَ تحت قصف الناّرِ= و بنو العروبة قد رضوا بالعارِ
نبكي دماً أو أدمعاً لا لم يعُد= لبكائنا إلا صدى الإقفارِ
ويْحَ العروبة ويح أمّة أحمدٍ= بالعجزِ صارت مطمعَ الأشرارِ
من ذا يُكفكِفُ يا عراقُ دموعكي= و صلاح غابَ و نُخبة الأحرارِ
و بِنا رؤوسٌ قد غدت أوّابة = لبني العدى و خؤونة للجارِ
سلاّبةٌ لشعوبها قهّارةٌ= و نعامة في ساحة الأخطارِ
من يا عراقُ يصدّ سهماً طالكي= مُدمٍ و عَضْبِ النَّصلِ من غدّارِ
و دروعنا موضوعة لسهامكي= تحمي العدى يا خيبة الأعذارِ
من يا عراقُ يطبُّ جرحاً بعدما= تركوا هناكَ القدس للأحبارِ
أبِمِلْكنا نبقى أذلة قهرنا= نبكي بدمع القلب و الأشعارِ
لا يا عراقُ لكِ اعتذارُ قلوبنا= ما ملكنا إلا دعا الأسحارِ
ندعوه أنّه راحمٌ و القاهر= فوق العبادِ و قاصِمُ الجبّارِ
كيدُ العدوّ سحائبٌ و بوارقٌ= في كلّ حينٍ أمطرتْ بالنارِ
و دعاؤنا بغدادُ مثل سحائبٍ= ترمي العدى و بقدرة القهّارِ
جند الخبيرِ محيطة لا تفزعي= بغدادُ أنتِ صمودُنا فاختاري
إدريس الشعشوعي
28-10-2004, 02:15 PM
* أذكر أنني أكتب بلا رجوع الى اصول الضبط و عذرا .... و هذه مما كتبت سابقا .
سيدتي ..
ليلي كان فراغا ..
و كان نجوما ..
و كان سطورا بدنيا العدمْ
لأني رفضت خيالا لك
فكل خيال
قبل لقاكِ
سراب و وهْمْ ..
و كل خيالٍ ..
بقلبي عدمْ
لأني رفضت سطورا تئنّ
و قلبا يحنّ
و شوقا لوهم بغير هِمَمْ
* * * * * * *
سيدتي ..
و اليوم بليلي أقام القِدَمْ
و كلّ سطوري التي قد دفنتُ
حيت من جديدٍ
و كلّ خيالي و كلّ فراغي
تجلّى بليلي يدين العدمْ
* * * * * * *
و تاهت حروفي
و قاد خيالي طيفٌ سكن
فآهٍ ليومٍ
خيالكِ حطَّ بقلبي
و بعدك عنّي بمثل العدمْ
* * * * * * *
سيدتي ..
بليلي يقيم بعد لقائك
خيال كبير ..
و دفء حنانك
و همس فؤادك
تكاد تلامس روحي كيانك ..
أكاد أحسّ بفرط حنينك
و طيف ابتسامك
أكاد أحسّ بوهج الحِمَمْ
* * * * * * *
تكاد تسافر روحي إليكِ
و تُلقي عليكِ
سلاماً
و تغمرك بالإيناس الضّرمْ .
شاعر
إدريس الشعشوعي
08-11-2004, 03:54 AM
[color=#000099]هذه قصيدة كتبتها في الحرب على بغداد الاخيرة قبل سقوطها على يد المحتل الغاشم, و رغم النهاية الأليمة و السقوط إلا أن بغداد و قراها كشفت عن بطولة كبيرة بعد ذلك كما قبل ذلك . و هي مهداة للمجاهدين في العراق و الفلوجة حفظها الله من كل شر
صــنــاديــدٌ و أبـــطـــال = بـبـغـداد لــقــد صالــوا
و عنها البـأس قـد ذادوا = فمـا لانــوا و مــا زالــوا
و ربّ الـعـرش جـازاهـم = بـألـقـابٍ لــهــا طــالــوا
هــم الآســاد و الـشّـهـدا = هـم الأحــرار مــا مـالـوا
فـحـيّـي أيـهــا الـمـسـلـم = جـهــادا شـامـخـا نـالــوا
بـبــغــدادٍ و مـوصـلْــنــا = و نـجـف الـعــزِّ أهـــوالُ
و بالبصْـرى و ناصِـرْيـا = و أم الـقــصــر أمــثـــالُ
و حـورٌ زغـردت شـوقـا = و أمـــلاكٌ بـهــا جـالــوا
أخـي إن رمـتَ فـردوسـاً = فـبــابٌ مـشــرَعٌ قــالــوا
هـنــاك بــيــن نـهـريــنِ = و عـزّ الـعـرب و الـفـالٌ
صــنــاديــدٌ صــنــاديـــدٌ = أخــيّـــا ثـــــمّ أبـــطـــالُ
أذاقــوا المـعـتـدي مُـــرًّا = فـزهـرُ الـشـوق أوحــالُ
و مـوتٌ قـد سقـى مـوتـاً = و ظــنٌّ خــابَ إذ خـالـوا
لــقــاءا يـنـثــر الــــوردَ = فـلاقـوا الـمـوت يـخـتـالُ
و خــابَ الخـائـنُ الـغــرُّ = فـطـعـنُ الـجــار يـغـتــالُ
و غـدر الصّحـبِ مأسـاة = و صمـت الـغـدرِ إخــلالُ
صــنــاديــدٌ صــنــاديـــدٌ = أخــيّـــا ثـــــمّ أبـــطـــالُ
لئـن ضَربـوا فعيـنُ الــل = ـه تـكـلـؤهــم و تـكــتــالُ
و مــن فيـهـم إذا مــاتَ = شهيـدٌ طــابَ مــا نـالـوا
********
كـــرام فـــوق غَـبْـراهُـم = كـــرامٌ إن هـــمُ زالــــوا
أتـاهــم وغـــد أزمــــانٍ = يـجــرّ الــويــل يـحـتــالُ
تـجـبّـر فـــي أراضــيــهِ = فـجــاء الـيــوم يخـتــالُ
بـــأرضِ الله قـــد بـــات = يُــثــيــبُ فـــهْــــو دوّالُ
يــعــزُّ كـيـفـمــا شـــــاء = و إن يــهــوى فــــإذلالُ
ألا خابـت عـروشُ العُـرْ = بِ بالزُّلـفـى لـقـد مـالُـوا
و باعوا البحر و الأرض = و جـوفُ الأرضِ سـيّـالُ
و باعُـوا يـاأخـي الـدّيـنَ = و عنهُ النّـاس قـد خالـوا
ألا سُحـقـاً لـهـم سـحـقـا = و لا طـابـت لـهـم حـــالُ
و لا مــن خــانَ إخـوانـاً = بـطـعـنِ الـظـهـرخـــذّالُ
ألا يـا بــوشُ قــد خـبـتَ = لَـقــاكَ الــيــوم أبــطــالُ
لئـن ذلّـت جحـوش العُـرِ = بِ لـن يُحنـى هنـا القـالُ
ستلقـى الغُـرمَ و الـشُّـؤم = فـــــعِــــــنــــــدٌ إلاّ ذلاّلُ
يـعـيـشُ إن حـيــا حـــرًّا = و حـــرُّ الـمــوتِ أمّـــالُ
غـذاً يلقـى جـنـانَ الـخُـل = دِ يـشـفـى يـهـنـأ الـبــالُ
إدريس الشعشوعي
10-11-2004, 03:33 PM
هذه قصيدة ساخرة .. و غضبة من حال أثقل القلب و الحال .كتبت ايام مؤتمر الجامعة العربية لقادة العرب الأخير الخائب الذي كاد ألا يكون , و يؤجل يوما بعد يوم , و فلسطين تغرق في الدماء و العراق ...و لما كان لم يكن سوى سرابا و غيوم
إنتحروا
يا قادة العرب
إنتحروا يا أيها الحكامْ
هكذا أفتى الإمامْ
في زمن تساقطت راياتنا
و سال من جراحنا
انهزام و انهزامْ
إنتحروا
فربما انتحاركم
في حقّكم
أفضل أعمالكم فانتحروا
إنتحروا
و ربما جزاؤه جنّاتكم
و خلدكم في جنة الرضوان
إنتحروا
فربما يكفّر انتحارُكم ذنوبكم
و يمحوَ أخطاءكم
و يرفع لكم مقامْ ....
إنتحروا فراحة الشعوب في أوطاننا
و بسمة السلامْ
بموتكم ..
و عزّة الإسلام في بلداننا
بترككم قيادة الزّمامْ
إنتحروا
قد فاض في أوجادنا
ما يقتل الأنين
و يسقط الجنين
و يقهر الكرامة
و يدفن مشاعر الحياة و الإباء
و ينسف الأيّام و الأحلامْ
إنتحروا
هكذا أفتى الإمامْ
و هكذا سمعتُها هواتفاً
في أصدق منامْ
أنْ بلّغوا حكامكم
بأنّ أفضل أعمالهم ينتحروا
و يُدفن الهوان في قبورهم
الى جوارهم ..
و يُلعن الزّمان في زمانهم
و يُحمد انتحارهم
بأنّهم إنتصروا
و قهروا
أعدى العدى
و أعظم الطغيان
بأنّهم قد كتبوا بموتهم
حرية الأوطان
و راحة الأنام
فانتحروا
إنتحروا يا أيها الحكامْ
إدريس الشعشوعي
15-11-2004, 12:25 PM
الى الأحرار في الفلوجة و العراق ...
لكمُ السلامُ من كريمٍ قادرِ = أهل الفلُوجة بالجهاد الثائرِ
قم يا أخيّا في البلاد جميعها=و اشهد بقلبك ذا جهاد الصابرِ
قد صاغ قلبك بالنضال و ما طوى= سيف البسالة في نزالٍ باهرِ
ذرفت عيوني من حروفي قد بدتْ=في جنب ما ترويهِ رسم القاصرِ
أبداً ستحيا أمّتي منصورةً=ما في أوائلها ضياءُ الحاضر
قم يا سليل صلاح إنّ جهادكم=يضفي الفخارَ وتاجُ عزٍّ ظاهر
يجلو المواتَ و من نفوسٍ أُشرِبتْ=ذلّ الهوان بعصر غبنٍ آسر
يذكي الحياة فلا حياةَ إلاّ بال=بذل النّفيس و كسرِ طوقِ الفاجرِ
لكمُ السلامُ يا كراماً فاصبروا=صبرا يهدُّ حشودَ فوج الكافرِ
لكمُ السلامُ يا صِباراً فاهنؤوا=فوزاً كريماً أو مآلَ الظافرِ
هل يستوي القُعّادُ في أوطانهم=و من بلى الله ببذلٍ وافرِ
هل يستوي الأجداثُ في أوطارهم=و من غدى حياًّ بموتٍ فاخرِ
إن يحسبوكم يا كرامُ بمحنةٍ=فلرُبَّ محْناتٍ بعكس الظاهر
لكمُ الشهادةُ بابُ سبقٍ أزلِفتْ=ما في الحياةِ مثيلُ فضلٍ زاخرِ
قم يا سليلَ الأكرمينَ فإنّما=تُرجى الكرامةُ من فؤادٍ ذاكر
قد جاءتِ الأعداءُ تشفي غيظها=حنقاً وودّتْ أن ترشَّ بعاطر
خابتْ و خاب الخائنون لدينهم=بغدادُ ويلٌ للدّنيء الغادر
بغدادُ نارٌ قد كوتْ من مسّها= ظلماً و نادتْ ذا عناقُ الجائر
و شكتْ لربٍّ جرحها و أنينها=و صمْتَ ذلٍّ و اعتزالَ مُجاور
بغدادُ أين الحاكمونَ لعُرْبنا=أترى العروبة قد طوت من باكِرِ
تبّا لعرشٍ بالمذلة صانهُ=رأسٌ تزلّف للعدو الماكر
أيخافَ عزلاً و اختفاء حظوظهِ= فغداً يموتُ يصيرُ لعنَ الذاكر
أين المزيّة في عروشٍ قد خوتْ=إلاّ من الشكلِ السخيفِ السّاخر
هل تعجبونَ من زمانٍ قد علا= فيه السّفيهُ فصار مثلَ الآخَر
بغدادُ أين المسلمون بأرضنا=تعدادُ مليارٍ كأُفٍّ سافرٍ
يا حسرة الآهاتِ في أيّامنا=لولا الخبيرُ لذاب قلب الصابر
يا حسرة النّخواتِ في أعماقنا=تسخو الدّموعُ بحرّ وجدٍ حاسر
ما في العروبةِ سيف عزٍّ يُرتجى=إن غابَ إيمانٌ و ذكر الشاكر
بغدادُ ثوري و الفلوجةُ أبشري=فالله أكرمُ من ظنون الناظر
إدريس الشعشوعي
20-11-2004, 11:49 PM
لا تزال هذه الكلمات طرية خرجت لتوها على الكيبورد.. و عفوا إذا كنت قد استعجلتها فعيبي و الله العجلة .. و كان الأحرى بمثلي أن يدقّق و يحقّق حتى يجلي الهفوات و يزيل الهنات و أنا المبتدئ المتعلم ..غير أنّ الشعر كما أشعره يتدفق مياها دافئة كأنّما خرج من الأرض لفوره .. و اسأل الله أن يمنّ عليّ بمنّة الحلم و التأني حتى لا أكون ثقيلا على الشعر بأصوله و موازينه التي تزيده جمالا و كمالا لا شك و لا ريب في ذلك .. كيف و زهير شاعر المعلقات كان يسمى بشاعر الحوليات وهو من هو ....و إنني مرحبّ بكلّ نقد متطلع له ..يسعدني و بارك الله فيكم .
قد زارني طيفُ الحبيبْ
دجًى بليلي ..في المغيبْ
و رأيتهُ .. متثاقلاً
يخطو الخُطى نحوي كئيبْ
و عيونهُ قد أُنهِكتْ ما عاد يرحمها النّحيبْ
يشكو فؤاداً من هوايَ ..
يقولُ عنّي لم أعد أتحسسّ القربَ القريبْ
و لم أعدْ آتيهِ بالشوق المضمّخ بالطيوبْ ..
و يقولُ عنّي قد سلوتُ
و ما وفيتُ
و قد جفوتُ ..فلا أحسّ شجونهُ
و للقاءِ لا أجيبْ
*********
أسلمتُ للصّمت الحزينِ
أزور أغوارَ السكونِ
لعلّ من بين الضلوعِ يخفقُ الشوقُ يجيبْ
و أنا الغريبْ
ما عادَ يحملني الشعّورُ في متاهاتِ الدّروبْ
صدقاً تغنّى في كياني ..
فصرتُ موطنهُ الحبيبْ
و صارَ عنواني الأصيلُ
حين أهفو حينُ أرجو و حين أخفقُ لا أغيبْ
*********
يا ايّها الرّوح القريبْ
لو كان صدقا ما تحسّ
إحساسُك الصدقُ العجيبْ
و أنا الغريبْ
قد هدّني الغُربُ المُريبْ
أتوقُ شوقاً للقاءِ
فلا أراكَ غير طيفٍ في خيالاتي تجوبْ
أرومُ قطعاً للظنون الكاذباتِ
كيف لا تضحي و تمسي إلاّ وهماً أو غيوبْ
و أنتَ عندي خفقةٌ
من وقعها القلبُ يذوبْ
و أنت في يومي الحقيقةُ لا تفارقُ كي تؤوبْ
أضنانِ أنّي في هواكَ
تهتُ في درب الغروبْ
أضنان أنّي لم أعد أبغي سواكَ لي حبيبْ
أضنان يا حبّا بأنّي ها أبوحُ لك ببوحي
و يظلّ في قلبي الأنينُ
من بعادٍ لا يلينُ
غير أن الله أرجى
و الرّجا في ما نرجّي ربنا
بإذنهِ لا لن يخيبْ
**********
يا أيها الحبّ إذا لمْ
ترَ الحنينَ خلف صمتي
و الأنين سادَ سمتي
و بالنّوى ضجّ الألمْ
فكيف ترجوني بقربٍ ؟؟
و لو ملاكٌ .. أما يحنُّ أما يُضمْ ؟؟
أنا ههنا بشرٌ كغيري
تزورني الغيماتُ حيناً بعض عمري
فلا أرى لون السماء فاقعاً فوق القممْ
و لا أرى لون الزهور القانياتِ
فضباب غيمي قد جثمْ
و لو فريدٌ مثلما قلتَ كثيرا في العلنْ
أأنا نبيٌّ لا أحيد عن السّننْ
و رغم ما تلقاه من وهج الحممْ
فسواك تالله العليم لم أرمْ
و هواك في القلب مقيمٌ ما تزحزحَ أو ندمْ
إدريس الشعشوعي
26-11-2004, 01:32 AM
جنين .. هذه ابيات كتبتها ايام جنين , ما أشبهها بالفلوجة ..برغم قلة السلاح و الذخيرة و نفاذها كانت اياما مشهودة عند الله , و في قلب أمة ..
فلسطيـــــــنُ ذا دربنا للخلودْ= فجاهدْ أخي لا تبالي الحشودْ
فمهما تعالتْ هتوفُ الهوان= تنادي سلاما و نحن نَبيـــــــدْ
لها ما استجبنا ولن نستجيب=وعن دربنا إنّنا لن نحيــــــــدْ
ولا لن نُولّيَ مهما جرى =سنمشي بدربٍ مشاهُ الشهيـــــدْ
فجدّد أخي عهدنا والولا =لربٍّ ارادكَ حرًّا تليـــــدْ
أخي في فلسطينَ أحييتنا= بقوسِ حملتهُ ترمي القرودْ
بروحٍ تسامتْ تفوقُ الدّنى =كسرتَ بها طوق تلك الحدودْ
دماؤك تروي الثرى وهنا =ستروي غراس الايمان العتيدْ
سَيَنبُتُ جيلٌ رَوَتْهُ الدّمــــــا =عزيزٌ مكينٌ سيلغي الحدودْ
و يمضي بحبّ الإلهِ ارْتوى =وجاهدْ شعاره حتى يســـودْ
أخي في فلسطين أحييتنا =فجاهدْ أخي أنت رمز الصمودْ
بحربـــــك أعلنت أنّـــا هنـــا =سنأتي نزيـلُ حشود اليهودْ
أخي نصْرُنا ها قريبٌ نراه =بخطوك إنّا نراه يعـــودْ
أخي إن تولّت فلولُ الدّناة =هواة الخنوع وصاحوا نريدْ
سلامًا يقولونَ عنه السّلام = يعيشونَ فيه بذلّ العبيدْ
فلا لا تعرهمُ أدنى اهتمامْ =وإن كان فيهم رؤوس النّجودْ
وهل شلّ إقـــــلاع أوطاننا =أإلاّ رؤوساً أبت أن تـــــذودْ
يذودُ الصّغــــار بصفوِ الجَنان =ورانُ الرؤوس بدا كالسّدودْ
الاهــــــــــي فهيّء لأمتنا =صلاحا وخالدها كي يقودْ
أخي إن تجاهدْ ستحيي المنى=وتبعث أرواحنا من جديدْ
أخي قد مددنا لكم كفّنــــــا =نعاهدكم أن نصونَ العهودْ
فجاهدْ أخيّا بحقّ السّمـــــا =دروبُ الجهاد بها سنعودْ
كتائبُ عزٍّ و أقصــى و ذي =سرايا جهادٍ تدكُّ الكيودْ
تسطِّرُ في صدرنا عزّنــــــــا =وتذكي بوهجٍ فتيلَ الصمودْ
أخي لو علمت برغم العدى =يزمجِرُ أنْ قد تخطّى المدودْ
وأنّه فــــــوق الدنـــــى قوّةً =وأنّه فوق الحمى والحدودْ
بعزمك أنت قهرتَ القـِـــــوى =وتدْحرُ إن شئت تلك الحشودْ
أخي لا تبالي فحبّ الإلــــــه =يقوّيكَ إن رُمت كسْرَ القيودْ
أخي أنت أقوى وهل في الورى = أشدُّ مِنَ المُحتمي بالودودْ
أخي إنْ حَيِيْتَ فللمُرتقى =سترقى رباطك أجر العقودْ
أو الموت إن كانَ ذاك المُنى =نناجي به الله موت الشهيدْ
أخي أنت في الثغر تُعلي اللِّوا =لوانا أخي في يديك يسودْ
أخي إن تجاهدْ فلا تُلغِنــــــا =قوافلنا قادماتٌ تــــــذودْ
ولستَ لوحدك ترمي العدى = فقوسك والسهمُ ليس فريدْ
فسهمك يخرج من قوسنا =بقربك نحن فلست وحيدْ
أخي هل تُراك تحسُّ بِنـــــا =جحافلُ جندٍ وأنت تقودْ
أخي ما تخلّيتُ عنكَ وإنْ =بدتْ بيننا واهِماتُ الحدودْ
إدريس الشعشوعي
01-12-2004, 10:57 PM
في رثاء الشهيد الرنتيسي عليه رحمة الله و رضوانه .
يا عزف حرفي
كلّ العزوف هي حرامْ
كلّ الكلامْ
يهوى الكبار بلا ضرامْ
يهوى الكرام ..
و الدمع جفّ في المآقي
و الجرح غار فلا ضماد
ولا اندمال ولا التئام
الجرح غار في الصدور
بلا طعان
من فرط صمتٍ ..
من فرط كبتٍ ..
من دموع لا تجيبُ
من عيونٍ راصداتٍ للحِمامْ
الجرح فار بالهوان
و القول قد صار حرام
رنتيسِ مُت مثل الكبار
و ادرك و ساماً للفخار
و ادرك رفاقا
في جنان الخلد حيث الرّاحُ دامْ
رنتيسِ عش مثل الإمامْ
إختارك الله شهيدا
و الجهاد لكم وسام
بشِّرجنودا في القطاع
و في فلسطين ..
بشّر أجاويدا كرام
طعم الشهاده
و نعيما و زياده
و جزاءا لا يرام
يا عزف حرفي
قد سئمتُ أن أرى عزف الجبان
عزف الحروف و البكا
و الصّمت صوتا للزعيم
و تجمّعا يطفي النّدا
إلاّ نداءا للحـِمام
يا صمتَ نذلٍ
ما جعلناك رئيسا
ما قبلناك زعيما
صامتٌ أنتَ بلا صوت سوى
صوت السلام
أيقال بعد الموتِ في أشرافنا
بعد السّفكِ في أحيائنا
بعد الغصب في أوطاننا
بعد السّلب في أقدارنا
أيقال بعد كلّ ذا
نبغي السّلام ؟؟؟؟
ملعونٌ أنتَ
ألم تلدكَ أمّك يوما هُمام ؟؟
مجهولٌ أنتَ
هل نسبناكَ إلى أعراقنا ؟؟
عارٌ في وجودنا أنتَ
و ذنبٌ من ذنوبنا
و لحظة من ذكرك
تمزّق الأحلام
إدريس الشعشوعي
02-12-2004, 12:11 AM
أصحُو على مرّ الوقائع مُجْهَدا=أصحُو و قلبي بالهوى متوقِّدا
متسائلاً كيف السّبيلُ إلى اللّقا=أم كيف تجمعُنا المواعدُ في المدى
أم كيف تصبرُ يا حبيباً من نوى =أم كيف أضمنُني ألاقيكم غدا
متقلّدا عهدي لكم حتى الوفا=و الطوقُ أجفى قد عرفتُ الموردا
عهدي بملكي و اشتياقي قد طفا=و البوحُ منكم قد غدا متردّدا
خفقاً تذوبُ له المنابضُ قد شكا=صمتًا و حبسًا من جوانحكم بدا
أرثي لنفسي إذ سكنتُ بقلبكم=و عجزتُ أن ألقى سرارًا أحمدا
البوحُ إن شئتم شفاءٌ للنّوى=و البوحُ بردٌ للضلوع إذا بدا
و البوحُ عهدٌ ذاك ما يُدمي الحشا=صدقٌ تجلّى في سكوتٍ أرشدا
آهٍ من الصّمتِ المضمّخ بالهوى=ألقاهُ نارًا ثم يُصليني ندى
لا البوحُ يرحمني فأُعتَقُ من جَوَى=و الصّمت يأسرني بنبضٍ قد شدا
ماذا يضيرُ بأن تسّروا ما ابتلى=قلبا بصدق مشاعرٍ متودّدا
ماذا يضيرُ بأن تبوحوا لي سدى=شوقا تردّد في طواياكم صدى
بوحوا فبعدكمُ أذابَ الأفئده=و بصمتكمْ إنّ البعادَ تمدّدا
يكفي بعادًا عن عيوني ملهبٌ=قلبي فهل ألقى سقاءا مبرِدا
دمتم طيبين ..
إدريس الشعشوعي
12-12-2004, 11:55 PM
عفوا ايها الكرام ... كتبتها سابقا بلا ضبط للتفعلية ...و أضعها هنا معتذرا على وزنها ..أرجو ان تجد النقد الذي يضعها في مكانها ..و سلمتم ايها الطيبين
و أضيف ملاحظة : انوه أنني استعملت كلمة الزوج اي زوج الحذاء بمعنى فردة الحذاء ..و لست ادري مدى صحة الكلمة ..و مهما يكن فقد سبق السيف العذل .
http://www.zappos.com/images/585/7139585/985-85552-d.jpg
سندريلا
حذاؤها الذي أيستُ من مقاسه العجيبْ
طفت البلاد و الدروبْ
ارسلتُ في كل النّجودْ
أقوى الجنودْ
لا لن تعودوا
إلا رفقة الزّوج العجيبْ
°°°°°°****°°°°°°°
سندريلا
و أخفق الخيال أن يجيب
و أخفق الجنودْ
حذاؤها مخبّأ في أفضل الزّوايا
في علبة شمّعتها
لكل عامٍ أو يزيدْ
و عند كل ذكرى
أُخرِج الزّوج الفريدْ
ألمّعُه ..
و أمسحه ..
و أجدّد البحثَ
لعلّ بحثيَ يفيد
°°°°°°*****°°°°°°°
من التي مقاسها يحقّق المطلوب ؟
أجيبوا أيها الجنود ..
لن تشرق الشمس الصَّبوح
لن يطلُعَ اليوم الجديدْ
حتى أرى التي لها في قلبنا
زوجاً فريدْ
حذاؤها بتربنا
تلك التي بها روحي انتشت
وأشرقت من زمنٍ بعيد
تلك التي قضى القدر
أنّي بلقياها أعود
أحسّ ميلادي الجديد
و أدخل العهد السعيد
°°°°°°****°°°°°°
سندريلا
انتظرتها عند الشروق
انتظرتها عند المغيبْ
و تحت أضواء النجوم
انتظرتها على شواطئ البحار
و عندما تساقطت أزاهر الأشجار
انتظرتها فوق الغيوم
و عند أنسام الورودْ
°°°°°°****°°°°°°
سندريلا
و مرّت الأيام و الشهور
و مرّت السّنون
يحاول الجنودْ
أن يقنعوني بالذي موجود
أو أعدِلَ عن فكرتي ..
و أهجرَ المفقودْ
و أرجلا من كلّ لون
و كلّما عليه قدروا
و ما عليه عثروا
لكنّ ردِّيَ كان الصدودْ
أحبتي ..
حذاؤها في قلبيَ محفوظ
مقاسه و شكله و لونه
و سمته المشهودْ
°°°°°°°*****°°°°°°
لا تعجبوا حذاؤها سحريّ ..
زجاجيٌّ نقيّ ..
يشفُّ بالخلودْ
ما مثله لو طفتمُ الدّنى
لو طفتمُو الدّنى ..
ما مثله موجودْ
نصف هنا ..
بداخلي
و نصفه في قلبها موجودْ
°°°°°°°*****°°°°°°
سندريلا
و في صبيحةٍ مشهودةٍ
أطوف دونما جنودْ
أزور عالما بلا حدودْ
أصادفُ التي لم يعثروا على مقاسها
تُسائلُ الوجودْ
أين الذي أضعتُ عنده زوجَ الحذاء ؟
أين الأميرُ صاحب الورودْ ؟
أينَ الذي إن يلقني وسْط النساء
ملايين النساء
يشقُّ نحويَ بخيله و سيفِه
كلَّ الحشود ..
لقيتُها أقول يا رحيمُ يا ودودْ
هيَ هيَ ..
و قبل أن أرى مقاسها الفريدْ
هيَ هيَ ..
هي التي دوّخَتِ الأمير و الجنودْ
لقيتُها ..
تحدّقُ إلى عيوني في ذهول ..
يمينها ممسكة بأعتق منديل
كأنما تريد أن تقول
هو هنا الذي عليهِ تبحثوا ..
قفزتُ من جواديَ في لهفةٍ
مُستَلاًّ المنديل ..
نعم هو الذي عليه أبحثُ ..
زجاجيٌّ ليس له مثيل
و بسرعةِ المشتاق و اللّبيبْ
انتعلت حذاءها الفريدْ
مقاسها ..
حذاؤها ..
يا روعة اللّقاء و الوجودْ
و قبل أن أقول ..
تفوّهت بأجمل نشيدْ
مُدِلّةً برأسها ..
عيونها مشعّةٌ بأهنأ عيون
تفوّهت تقول :
سندريلا ..
يا سيدي الأمير .
إدريس الشعشوعي
19-12-2004, 11:32 PM
بعيدًا عن عيونكَ يا حبيبي=و عن لُقياكَ في العهدِ القريبِ
و عن همسٍ يهزُّ الرّوحَ هزّا=لهُ من وقعهِ سحرُ القلوبِ
و عن دفء اقترابٍ باشتياقٍ=حناناً لا يُدانى بالطُّرُوبِ
لقد أعيتكَ أشواقُ التمنّي=و أعْيَى البُعدُ أشواقَ القلوبِ
تروحُ السّاعُ و الأيامُ فرْطاً=وتتلوها الشهورُ على الغروبِ
تثيرُ السّؤلَ في أغوارِ نفسٍ=إلاما المُكثُ في أسرِ الدّروبِ
أيُصبحُ شوقنا بعد انطلاقٍ=رهينَ البُعْدِ و الظنِّ الكذوبِ
لقد خضنا بما رُمنا بحاراً=يُنالُ بخوضها لا بالرّقوبِ
و طيرُ الشوقِ لو قدْ أجَّ نارًا=فنارُ الشوقِ وهجٌ للرّكوبِ
ألا يا حِبُّ إنّ الدرْبَ صعبٌ=فنسجُ القولِ سهلٌ للخطيبِ
قليلٌ أن أقولَ بكلّ فخرٍ=أنا الفعّالُ عملاقُ الوثوبِ
و لكنَّ الرّجالَ لها ائتمانٌ=تجلّوا للحقيقةِ بالنُّجوبِ
لنا في شوقِنا صدقٌ تخطّى=حُصونَ العاذلينَ على الدّروبِ
و في صدقٍ مع العزمِ المُرَجّى=تذوبُ الفاصِلاتُ مع الخطوبِ
أحبّكِ و الهوى قدْ صاغَ قلبي=يلينُ إذا ذُكِرْتِ على الغُيُوبِ
و هل غبتِ على قلبي إذا ما=ذُكِرْتِ كيْ يلينَ .. و لن تغيبي
أحبّكِ خفْقةً غَمرَتْ ضلوعي=غدتْ نبضاً على حبٍّ رهيبِ
و يُؤلُمني على شَدْوِي بخفقٍ=تباعُدُنا.. تُرى تدنو حبيبي؟
سكنتُم في الفؤادِ كمثلِ خفقٍ=و لمّا العيْنُ تشبَعُ من قريبِ
طيوفٌ في الخيالِ و في رؤايا=تجلّيتُم و لكنْ من مغيبِ
ألا يا شوقُ قدْ ألهبتَ قلبي=و في اللّقيا استراحاتُ القلوبِ
لئنْ طالتْ على قلبي فإنّي=للقياكم مضيتُ على دروبي
إدريس الشعشوعي
30-12-2004, 11:00 PM
و هذه مما كتبت سابقا فعفوا ان كان في الوزن خللْ ...
هواكِ قد نزلْ
كوابلٍ من السماء
أو غيثٍ قد هطلْ
أم بذرةٌ مزروعة بداخلي
تفتحت لمّا هطلْ
و أطلقت جذورها بنشوةٍ
و أرسلت فروعها إلى السما
و أورقت بلا وجلْ
و أثمرت حُلوَ الجنى مثل العسلْ
و أثمرت أحلى أملْ
شذى يفوح قد سلا كل الشجون
و أغدق الوجدان بالسّنا
فاق حدائق الدّنى ..
بما ازدهت من الطيور و الزهور و النّدى
و ما اغتنت من القطوف و الحللْ
****************
هواكِ قد أطلّْ
إطلالة من السّما
تشعّ بالهنا و بالأملْ
كشمسنا إذ أشرقت بفجرها
أضاءت الدجى
أزالت الظلام و الظّللْ
و أرسلت شعاعها يُهلّْ
فأيقظت طيورنا
و أنعشت زهورنا
و استيقظ الصّباحُ من منامهِ
كأنما قد نام من أزلْ
و استبشرت بصحوهِ
الحياة و الحقول و المُقلْ
و استبشرت كلّ الدنى
بنشوةٍ
و جذوةٍ
سرت هنا
لماّ سرى بليلنا هواكِ يا سيدتي
هواكِ بالمنى
و بالهنا
و بالسّنا
و بالغِنا لقد أهلّْ
***************
هواكِ سيدتي
أنشودة من الأملْ
أغرودة الطير الطروب في الصّدى
أهزوجة النّسيم في صوامع الجبلْ
رقرقة المياهِ في السّواقي
تشفُّ كاللّجينِ من صفاء
معزوفة الهدوء في اللّيل الثّملْ
و وصلة الحقول في ربيعها
و زهرها النّدي من مزنٍ هطلْ
****************
هواك قد وصلْ
إشراقة بعد العنا
تميمة الشفاء من بعد العِللْ
و نسمة الخلود في القلب الوجلْ
هواك قد نزلْ
كوابلٍ من السماء
كطلّة الربيع في الحدائق الُمُثلْ
كهلّة الشمس الصّبوح في البُكَر
كنفحةٍ من الشّذى من أعطر الزَّهَر
كبسمة الحياة من أملْ
هواك يا سيدتي
فوق الوصوفِ والحروف و الجُمَلْ
إدريس الشعشوعي
01-01-2005, 03:57 PM
هذه الابيات جاءت معانقة لما كتبه استاذي الحبيب د.جمال من سطور تحرق الوجد على حال أمّة ..من أعوام تمضي سدى و الحال كأنّه لا يتغيّر بل يزداد سوءا في ظاهره ... ابيات معانقة لهذه القصيدة الرائعة :إطلالة على العام الجديد (https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=6487&page=1&pp=10)
إيهٍ ملأتَ القلبَ غيظاً يقهرُ=و شوَيْتَ أكباداً بحرفٍ يزفَرُ
عامٌ تلاهُ العامُ في أوجاعنا=يُذكي الأنينَ و في الأضالعِ يحفِرُ
من أينَ أبدأُ يا حبيبُ حكايةً=ملأى بكلّ الفاجعاتِ تُفَطّرُ
قد هدّني صمتي و هدّ جوانحي=تلكَ الحقيقةُ كيفَ أنّي أصبرُ
صبراً تجلّى أم بَلادةُ غافلٍ=من وقعها الأرماحُ ها لا أشعرُ
عامٌ و عامٌ و الحقيقةُ تشتكي=أنّي الذي قد صرتُ عنها أدبِرُ
هذي الهزائمُ من خنوعٍ أينعتْ=بين الجوانح في الرّجالِ.. و تكثُرُ
لمّا رأيتُ مواجعَ الإخوان في=أقطارهم صارتْ عيوني تقطرُ
ثمّ التفتُّ لمهجعي و منازلي=و لقيتُ صحبي في الليالي أسمرُ
لو فاتحوني في مواجعِ أمّةٍ=أُبدي الذّهولَ و صهدَ نارٍ يصهَرُ
لو ما سعيتُ و في الجهودِ لدعوةٍ=من قلّةٍ و من الفتورِ سأحضُرُ
و البذلُ ذاكَ البذلُ في هندامهِ=بذلٌ نفيسٌ في الغوالي تُهدَرُ
من للبطولةِ غيرُ روحٍ أشرقتْ=بسنا الإيمانِ و خفقِ عزٍّ يُبحرُ
في كلّ وادٍ للمكارمِ دعوةٌ=في كلّ فجٍّ نورَ حقٍّ تَنشُرُ
تمضي بعهد الله في وجدانها=تمضي تريدُ الظفْرَ أنّى تعبُرُ
في كلّ ساحٍ قد غدتْ تعلي اللّوا=ساحِ الجهاد بعضبِ نصلٍ يشطُرُ
أو في الحياةِ فسيحةٌ أرجاؤها=دأبٌ و بذلٌ و استباقٌ مُثمِرُ
نفسي اعتذاركِ لو أردتِ توجّعاً=صدقاً لحالكِ فاعتذارُكِ مُسهِِرُ
بذلٌ على ساحاتِ بذلٍ ماجدٍ=و إلى المجيبِ فيمّمي ما يَبدُرُ
تلكَ الحقيقةُ يا صديقي أوْجَعَتْ=قلبي لصمتٍ أو ذهولٍ يُسكِرُ
تلكَ الحقيقةُ أنّني عامٌ قضى=أشكو الجراحَ كمثلِ غيري ينظرُ
عامٌ و عامٌ و السنّونُ تلاحقتْ=الكلُّ يرقبُ حمزةً هل يُحشرُ
الكلّ ينظُرُ يمنة أو يسرةً=علّ السمّاء بخالدٍ قد تمطِرُ
لنْ ينصرَ الإسلامَ في أوطانهِ=غيرُ الرّجالِ و من بنيهِ سيُنصرُ
لن يَهزِم الأعداء إلاّ أنفسٌ=باتتْ ترى في شأنها ما يقدِرُ
لن يحملَ الأنوارَ في ظلْمائنا=أشباحُها أو غيرُنا هل نُبصِرُ
لن يوُلدَ الأبطالُ من صُدْفاتهم =فالشبلُ هذا من سباعٍ تزأرُ
عامٌ و عامٌ ها أنا مثلي كما=كنتُ الفتى في أمسهِ يتعصّرُ
ربّي رجوتكُ أنْ تمنَّ بتوبةٍ=عَلٍّي بدربِ الرّاشدينَ سأظفرُ
أمضي بصدقٍ في اعتناقِ مبادئي=إنْ يشتكي قلبي فجسمي يحضُرُ
إدريس الشعشوعي
08-01-2005, 09:47 PM
و هذه مما كتبتُ سابقا ....
أسافر وحدي ..
و أبحر خلف الصدى
صداكِ هناك
و أبحث عنكِ صدًى و أثرْ
* * * * * * *
أسافر وحدي ..
أنازل بعض البقايا
بقايا شتات
و أغزو الصّروف خلف الضباب ..
لأروي صمودي وألقى القمرْ
* * * * * * *
أسافر حتى يطلّ الصباحْ
في شطّي المقابل ..
حيث الحياة تضجّ جراحا
و حيث الذئابُ
و حيث النوّاحْ
بماضٍ قضى ..
و حيث مدافن حربي هناك ..
أعود لأحسم نصري
أعود لأجلكِ أمحو الضجرْ
* * * * * * *
أسافر بعد رحيلي ..
و هجري الطويلِ
لتلك المدائن
و تلك المواجع ْ..
أحرّر حصنا سبته النوازع ْ
و ألقي البشائر..
و أجعل كلّ حصوني منازل
لتضحي بقلبي أميرا قدَرْ
* * * * * * *
أسافرُ ..
و أنت الرّفيقُ
فما عدت أبغي سواكِ رفيقا
شأفرش قلبي لكِ و الدّررْ
* * * * * * *
أسافرُ ..
و شوقي أليكِ
يزيد انتشارًا
و ينشر نارًا
و لن يسلوَ الهمَّ عني سواكِ
و لقيا أراكِ بها كالقمرْ.
إدريس الشعشوعي
15-01-2005, 10:03 PM
هيّجِ القلبَ شجُوناً و اعتصارا=أيّها الذكرى فجرحي ما توارى
إنْ تعُدْ ذكرى البعيدِ من جديدٍ=خبّرِ الأطيافَ أنّي لن أُثارا
ما عرفتُ في خصالي ما تسمّى=بالصّدودِ دون صدٍّ لا يُجارى
قدْ نهلتُ من كؤوسٍ صافياتٍ=و الوفا طبعي به القلبُ استنارا
إنْ يكنْ فورَ الجراحِ لي معيداً =ذكْرَ من كانوا فإنّ القلب سارا
قد مضوا يومَ اعتنقنا و استبقنا=فلماذا اليومَ يطفو الطّيفُ نارا
و الهوى في الوجدِ عهدٌ و اختيارٌ=بعد هجرٍ منكمُو رمتُ اختيارا
قد طوى عهدُ العناقِ.. لو صدقتمْ =حينَ كنتُ رهنَ قلبٍ لو أشارا
يوم كنتم في فؤادي كالسّواقي=أستقي منها حنيناً و انتظارا
أشتكي منكم غياباً إن أطلتم=و أذوبُ من شعورٍ لا يُدارى
ثمّ كان الهجرُ منكمْ و انفلاتٌ=أجهضَ الخفقَ فأجَّ الغورُ نارا
لم يعُدْ للماضياتِ من مكانٍ=غيرُ ذكرى كالصّبا كانَ و غارا
وأفُلَنْ يا نجمُ من عليا سمائي=فالسّماءُ مِلكُ من أهدى جِوارا
و اقتَمِرْ بدرًا منيرا يا حبيبا=إنّ هذا القلبَ لا يُخشى اعتذارا
لا تُحاسبْني بطيفٍ من خيالي=قدْ أقمتَ اليومَ عشقاً و افتخارا
و سكنتَ الرّوحَ إذ صرتَ المُرَجّى=و ملكتَ اليومَ قصداً وقرارا
هيّجِ القلبَ شجوناً و اعتصارا=هذه شخرةُ موتٍ كيْ تُوارى
إدريس الشعشوعي
16-01-2005, 09:57 PM
أذكر أنني قرأت هذه القصيدة الجميلة - المليئة بمعاني الحب و الجمال الباطني الذي يحتوي الحياة كلّها حبّا و كمالا - في كتاب جدد حياتك للعلامة الشيخ الغزالي عليه رحمة الله و رضوانه .. و معرفة بحقيقة الدنيا قد جمعت المرّ و الحلو .. الحسن و القبيح .. نقلتها و أرجو أن تكون كاملة النقل كما هي ..
رايت أن أضعها فهي جديرة بالقراءة و الاقتباس من معانيها الرائعة
للشاعر مصطفى حمام ..قالوا ألقاها ثم انفجر باكيا ..
علمتني الحياة أن أتلقى كل ألوانها رضا وقبولا
ورأيت الرضا يخفف أثقالي ويلقي على المآسي سدولا
والذي ألهم الرضا لا تراه أبد الدهر حاسدا او عذولا
أنا راض بكل ما كتب الله ومزج إليه حمدا جزيلا
أنا راض بكل صنف من الناس لئيما ألفيته او نبيلا
لست أخشى من اللئيم أذاه لا, ولن اسأل النبيل فتيلا
فسح الله في فؤادي فلا ارضى من الحب والوداد بديلا
في فؤادي لكل ضيف مكان فكن الضيف مؤنسا أو ثقيلا
ضل من يحسب الرضا عن هوان أويراه على النفاق دليلا
فالرضا نعمة من الله لم يسعد بها في العباد إلا القليلا
علمتني الحياة أن لها طعمين مرا وسائغا معسولا
فتعودت حالتيها قريرا وألفت التغيير والتبديلا
أيها الناس كلنا شارب الكأسين إن علقما وإن سلسبيلا
نحن كالروض نضرة وذبولا نحن كالنجم مطلعا وافولا
نحن كالريح ثورة وسكونا نحن كالمزن ممسكا وهطولا
نحن كالظن صادقا وكذوبا نحن كالحظ منصفا وخذولا
قد تسري الحياة عني فتبدي سخريات الورى قبيلا قبيلا
فأراها مواعظا ودروسا ويراها سواي خطبا جليلا
أمعن الناس في مخادعة النفس وضلوا بصائرا وعقولا
عبدوا الجاه والنضار وعينا من عيون المها وخدا اسيلا
الأديب الضعيف جاها ومالا ليس الا مثرثرا مخبولا
والعتل القوي جاها ومالا هو أهدى هدى وأقوم قيلا
وإذا غادة تجلت عليهم خشعوا أو تبتلوا تبتيلا
لا يريدوا آجلا من ثواب الله إن الإنسان كان عجولا
فتنة عمت المدينة والقرية لم تعف فتية أو كهولا
وإذا ما انبريت للوعظ قالوا لست ربا ولا بعثت رسولا
أرأيت الذي يكذب بالدين ولا يرهب الحساب الثقيلا
أكثر الناس يحكمون على الورى وهيهات أن يكونوا عدولا
فلكم لقبوا البخيل كريما ولكم لقبوا الكريم بخيلا
ولكم أعطوا الملح فأغنوا ولكم أهملوا العفيف الخجولا
رب عذراء حرة وصموها وبغي قد صوروها بتولا
وقطيع اليدين ظلما ولص اشبع الناس كفه تقبيلا
وسجين صبوا عليه نكالا وطليق مدلل تدليلا
جل من قلد الفرنجة منا قد أساء التقليد والتمثيلا
فأخذنا الخبيث منهم ولم نقبس من الطيبات إلا القليلا
يوم سن الفرنج كذبة إبريل غدا كل عمرنا إبريلا
نشروا الرجس مجملا فنشرناه كتابا مفصلا تفصيلا
علمتني الحياة ان الهوى سيل فمن ذا الذي يرد السيولا
قالت: والخير في الكون باق بل أرى الخير فيه اصلا اصيلا
إن تر الشر مستفيضا فهون لا يحب الله اليئوس الملولا
ويطول الصراع بين النقيضين ويطوي الزمان جيلا فجيلا
وتظل الايام تعرض لونيها على الناس بكرة وأصيلا
فذليل بالأمس صار عزيزا وعزيز بالأمس صار ذليلا
ولقد ينهض العليل سليما ولقد يسقط السليم عليلا
رب جوعان يشتهي فسحة العمر وشبعان يستحث الرحيلا
وتظل الأرحام تدفع قابيلا فيردي ببغيه هابيلا
ونشيد السلام يتلوه سفاحون سنوا الخراب والتقتيلا
صور ما سرحت بالعين فيها وبفكري إلا خشيت الذهولا
قال صحبي : نراك تشكو جروحا أين لحن الرضا رخيما جميلا
قلت أما جروح نفسي فقد عودتها بلسم الرضا لتزولا
غير أن السكوت عن جرح قومي ليس إلا التقاعس المرذولا
لست أرضى لأمة أنبتتني خلقا شائها وقدرا ضئيلا
أنا أبغي لها الكرامة والمجد وسيفا على العدا مسلولا
علمتني الحياة أني إن عشت لنفسي أعش حقيرا هزيلا
علمتني الحياة أني مهما أتعلم فلا أزال جهولا
إدريس الشعشوعي
22-01-2005, 08:25 PM
و جاء العيدُ يعتصرُ السّرورا=و يُنسِي النّفس إغساقاً مريرا
برغمِ الليلِ جثامٌ ثقيلٌ=على الأنفاسِ جاء العيدُ نورا
برغمِ الجرحِ غوّارٌ بنزفٍ=سرى الإشراقُ في عيدي حُبورا
ذوى حزني على حينٍ و هامتْ=رياحينٌ تثيرُ الشوقَ فورا
فسبحان الذي أحيا الأماني= و قد كانتْ منازلها قبورا
و زيّنها و أعطاها انتشاءا=و أرسلها على يأسٍ نسورا
أتانا العيدُ بالتكبيرِ دوّى=بأنّ النّصرَ آتٍ و الطّهورا
بأنّ اللهَ أكبرُ من طغاةٍ=تجمّع جيشهم ظلماً حقيرا
و أكبرُ من ليالٍ مظلماتٍ=تطاوَلَ ليلُها و أبتْ مرورا
و أنّ اللهَ أكبرُ من ظنونٍ=تمورُ بلا رجا موراً كبيرا
و جاءَ العيدُ سمّاعَ الأغاني=أناشيداً تثيرُ السرَّ سيرا
تذيبُ الحَزْنَ في صدرٍ كليمٍ=و تحيي الودَّ فوّاحاً عبيرا
فيمضي المرءُ بالآمالِ تسمو=يرى الأهوالَ في دربٍ جُسوراً
و يصحو اليومَ بعدَ العيدِ مرءاً=عفتْ أوهامهُ فغدا بصيرا
كطيرٍ إذ علا فوقَ المباني=رأى الآفاقَ قد لاحتْ ظهورا
هو الخيرُ الذي قد كان أصلاً=و هذا الشرُّ بعضٌ قد أُثيرَا
كمالُ الوصفِ للرحمنِ أصلٌ=و في الدنيا ابتلانا كيْ نسيرا
فبالإيمانِ تشتدُّ المعاني=و بالخذلانِ يمشي الغرُّ جُورا
فجاءَ العيدُ مشحونَ الأواني=بهِ الأسرارُ تجتاحُ الصُّدورا
فمقتبسٌ دنا حتى تدلّى=و معترضٌ شكا بالتّيهِ سُورا
دمتم طيبين
إدريس الشعشوعي
23-01-2005, 01:57 AM
و هذه مما كتبت سابقا
أغيبُ ..
و قلبي إلى شوقكِ يستجيبُ
أغيبُ ..
لأنّي أردتُ بقاءاً يطيبُ
و راهنت نفسي ..
و راهنت ظرفي و صبري ..
بأنيّ عثرتُ عليكِ أخيراً
فأنتِ الحبيبُ
***********
أغيبُ غياب الحبيبِ ..
سأجمع أمري هنا
ألملِمُ عزمي ..
و أعلن هذا أوان القدر
سأمضي أعانق وجه القمر
عناقُه أضحى إليّ قريبُ
***********
أغيبُ ..
و أخشى فراقكِ قبل لقائي ..
و أخشى اشتياقاً ..
يصدّهُ يوم اللقاء نصيبُ
***********
أغيبُ ..
و يحمل قلبي إليكِ اشتياقي
و يلزمني ..
و يقنعني باللقاء اختياري
و أؤمن أنّ الحظوظ نصيبُ
***********
أغيبُ ..
و حلمي أراكِ الرّفيق بدربي
و حلمي لقاكِ في يومٍ قريبٍ
لذاكَ ..
لذاك أغيبُ .
إدريس الشعشوعي
23-01-2005, 08:10 PM
يا سائرا نحو العُلا إنّي=قد ساءني ما صارَ من غبن
لكنَّ من يرجو العلا مرمى=لا بدّ من أهوالهِ يجني
هل يستوي الأعيانُ من قومٍ= و صغارُهم في الفضلِ و الشأنِ
إنْ يحملِ الأغرارُ ما همّوا=فهمومهمْ في الذاتِ و البطنِ
أمّا الكبارُ فهمّهمْ فاقتْ=هامَ الرّبى و كواهلاً تُضني
فتمايزتْ أعباؤهمْ عدلاً=بتمايزٍ الأوطارِ و الشأنِِ
يا طالباً لكرامةٍ عظمى=تبغي الجوارَ لسيّدِ الكونِِ
فمعلّمٌ من علمهِ جوداً=ورثَ النبيَّ بجودهِ المُغني
ورثَ النبيّ معلّماً هادي=يهدي الأنامَ لمنهجِ الأمنِ
ورثَ الأذى يلقاهُ في دربٍ=متعدّدَ الأصنافِ و اللّونِ
مثل النبيّ فبالهدى يهدي=و يُصيبُهُ الإنكارُ من إحْنِ
كالباسقاتِ منَ الحصى تلقى=و تجودُ بالأثمارِ من غصنِ
سيظلُّ في أسفارهِ يلفى=عالي الرجّا أهوالها تُضني
أولمْ يجُدْ صدّيقنا دهرا=من مالهِ و لمسْطحٍ أعني
فأثابَهُ إفكاً على جودٍ=فتعهّدَ الصّديقُ لنْ يُغنِ
فتنزّلتْ آياتها نورٌ=تدعو الكريمَ لجودهِ يبني
كلٌّ يجودُ بما الحشا تحوي=ويجودُ أهلُ الفضلِ بالحُسنِ
يا سائراً نحو العُلا تدري=أنّ العُلا بالفضلِ و المنِّ
جُدْ بالبيانِ و بالذي يجري= من نهركمْ بسجيّةٍ تُدني
لا تمنعِ السُّقيا فما سدٌّ = قدْ قامَ للتعطيلِ من مُزنِ
بل قد اقيمَ وللذي أسمى=يسقي الأنامَ و كلّهمْ يعني
سمّيتَها الواحاتِ في البيدا=تسقي الظميءَ بظلّها اليُمني
هل يُنصبُ الحرّاسُ في البيدا=يسقونَ من يأتيها بالظنِّ
من يفطِرِ الآبارَ في الصّحرا=إلاّ نبيلٌ وافرُ الشأنِ
أنتَ الكريمُ و مهدهُ طيبٌ=ما قلتُ إلاّ ما رأتْ عيني
جدْ بالخصالِ نبيلةَ المغزى=أعيا الكرامَ مكارمٌ تُثني
دونَ الذُّرى فضلٌ على فضلٍ=هذي الخصالُ عظيمةُ الوزنِ
و محمّدٌ بلغَ الذرى فضلاً=صلّى عليهِ اللهُ باليُمنِ
و لئنْ جرى من نبعهِ شعري=نصحاً فحبّا صانهُ حضني
إدريس الشعشوعي
26-01-2005, 01:19 AM
هذه معانقة لأخي االفاضل ياسر على قصيدته الرائعة الفلسطينيّ الفلسطيني (https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?p=53055&posted=1#post53055)
لكنْ عرفتُكَ يا فلسطينيُّ باتْ=رمزَ البطولةِ إذ غدا علمَ الثباتْ
قدْ قدّرَ الرّحمنُ فيهِ نهضةً=يُذكي اللّهيبَ بأمّةٍ سلبَ السّباتْ
و يذوذُ عن ثغرٍ حصينٍ أيْمنٍ=قدْ بوركتْ فيهِ النّصالُ الباسلاتْ
قدْ بوركَ الأجيالُ منهُ أينما= حلّوا أحالوا الأرضَ رمزاً للهباتْ
سبحانَ ربٍّ باركَ الأقصى و مَنْ=قد قامَ من تلكَ الحقولِ الطيّباتْ
فتوزّعتْ بركاتُهُ قدرٌ تجلّى=في الظواهرِ أنّهُ قدرُ الشتاتْ
و لربّكَ الأقدارُ تجري حكمةً=يُجري معَ الإعصارِ تلقيحَ النّباتْ
أنتَ الفلسطينيُّ لا يدري ثوابكَ =غيرهُ ربٌّ يُثيبُ على الفتاتْ
قدْ قالها صلّى عليهِ اللهُ لمّا=قُّسّمتْ أموالُ حربٍ كالهباتْ
و تألّمتْ تلكَ القلوبُ بيثربٍ=كيفَ الرّسولُ لقدْ نسى أهلَ الغياثْ
من ناصروا فأجابهمْ خيرُ البرايا= ما سلكتمْ لا بديلَ لهُ البتاتْ
أنتمْ رفيقي أيّما فجٍّ سلكتمْ=فهْو فجّي من ترى حاز الهباتْ
و بمثلِ هذا قدْ تحرّى ربّنا=ذخرا عظيماً فاصطبر فالوعدُ آتْ
خالص تحياتي :001:
إدريس الشعشوعي
08-02-2005, 07:27 PM
على هامش حرب بين النثر و الشعر ...و أجمل التحايا و أعطرها لكلّ فارس حرف أصيل :0014:
قُل في القوافي ما رأيتَ فلم نَزَلْ=نسقي الشعورَ بفيضِ بوحٍ ما وَجَلْ
و أراكَ لم تدركْ مدادَ حروفنا=ما سالَ حرفٌ من فنانا في كللْ
لا ما عبدتُ الشعرَ كي أغوى بهِ=بل قدْ ولدتُ أصوغُ شعري من عِللْ
لا لستُ بيّاعاً أقيمُ بهِ الشّرا=بلْ قدْ تفجّرَ في الجوانحٍ و اشتعلْ
مهما شرحتُ فربّما لم تلْقني=قد لا يُحسُّ بسُكرهِ إلاّ الثّمِلْ
الشّعرُ روحٌ لم أرى ندّاً لهُ=يهوي بحسٍّ في الطوايا منفعلْ
يسقيكَ فكراً إنْ جرى من عالِمٍ=ويزدْكَ روحاً في خلافهِ قد أفلْ
الشّعرُ حيٌّ فاقَ نثراً فائقاً=بالنّبضِ يخفقُ في حروفهِ للأزلْ
الشعر عندي ليسَ تركيبَ الدّمى=أو مِن تكلّفِ مَنْ تسلّى مِن مَللْ
أبداً فشعري قد تنزّل وابلاً=مثل السّحابِ إذا تثاقلَ من بللْ
غيثٌ يجودُ وبشرُ قطرهِ في الدّنى=يُحيي سهولاً أو نفوسا بالأملْ
الشّعرُ عندي أحرفٌ منثورة =ذابتْ بوجدي فاستفاقتْ لا تمِلّْ
و الفكرُ قصدٌ في شعوري لم أزلْ=أبنيهِ فكراً بالأصولِِ و بالمُثُلْ
ما طاب شعري إنْ تخلّف مُعرِضًا=عن بعضِ روحي فانتمائي لم يَزُلْ
فكرٌ اصيلٌ و استقامةُ منهجٍ=و حياةُ حقٍّ بالإنابةِ للأجلّْ
هل ضرَّ نثرٌ يا صديقي قد سما=بالحرفِ حتّى قد تشرّف و استهلّْ
هذا الجمالُ يظلُّ سرّا كامناً=بينَ السيولِ يجيءُ في شتّى البِدَلْ
في النّثر حيناً أو بشعرٍ باهرٍ=فالسرُّ في قلبِ الحروفِ وما حملْ
و القصدُ مهما قد تباينَ رأينا=باتَ المجمّعَ و التفاضلُ في العملْ
و القصدُ أنعم باتفّاق قلوبنا=نبغي رضا الرّحمنِ لا عشقَ المُقلْ
إدريس الشعشوعي
12-02-2005, 10:42 PM
و ممّا سبق ..مع علمي باختلال بعض مواضعه لكنني أقدمه كما صدر أول مرة
سيدتي ..
الصمتُ فيّ أبلغ من الكلام
سيدتي ..
كلّ الكلام قبلكِ ..
قبل لقائك حرام
كلّ الكلام نَسجُه من البعاد ..
و الشوق يأبى أن يظل قابعاً
يأبى الرّكون كالجماد
و الشوق نارٌ
و أوّارها الكلام ..
لكنّ صمتي أبلغُ ..
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
و الصّمتُ فيّ رغم صمته كلام
الصّمت يا سيدتي ..
كلّ الذي لم تسمعيه
من رسائل العشاق ..
و روايات الغرام
كلّ الذي لمّا أقله
من رقائق الكلام ..
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
الصمت فيّ ما يُخبِئُ فؤادٌ
بين أضلُع امرءٍ ..
يجتاحه فيض الهوى ..
يغمره غيظ النّوى ..
إن باحَ ثار كالبركانْ ..
أو دارى يا سيدتي ..
فاسترسلي هنيهةً ..
كيف الثرى الذي عليه تطئي ..
صامت و جامدٌ
فذاك ما عليه بانْ ..
لكنّ تحته ذوى ..
و فائر يغلي
مثلي ..
الصمتُ فيّ أبلغ من الكلام
°°°°°°°°°°°°°°°°°
سيدتي ..
ذا قدري ..
عاشق و شاعرٌ
أحوّل جبالَ صمتي ..
إلى صخورٍ ..
أنحتها
و أصنعُ منها بناياتٍ عظام ..
أبراجاً
و قصوراً
و قلاعاً
و أصنع الأهرام ..
لكنّها تبقى برغم شأنها
إلى جنب الجبال كالأقزام
الصمتُ فيّ أبلغ من الكلام
إدريس الشعشوعي
13-03-2005, 02:41 AM
هذه الدنيا امتحانٌ و ابتلاء=و ارتحالٌ يا صحابي لا بقاءْ
قد يصيبُ المرءُ فيها بعضَ ظفرٍ=غير أنّ الظفرَ صدقاً في الوفاء
ليس إذ تمضي بعيداً ذا انتصارٌ= قد يكونُ النّصرُ في لطفِ البقاء
ليس أنْ تُعليَ راياتِ احتفاءٍ=ذاكَ فضلٌ بل بتحقيقِ الصّفاء
سوف تمضي هذه الايامُ حتماً=ثمّ يبقى بعدها صفوُ النّقاء
سوف يأتي ما ارتقبنا من طلوعٍ=من يلُذ باللهِ يُوردْهُ الشفاء
ربما قد تعثرُ الأقدامُ حيناً=ليسَ فينا إذ مضينا أنبياء
غيرَ أنّا قد جزمنا بانطلاقٍ=فيه صدقٌ و الهوى أصلُ الشقاء
إنّ صدقاً في قلوبٍ ما تولّى=لا و لو أبدى زمانٌ من جفاء
ذاكَ ما يبدو جليّاً في سماءٍ=ذاتِ نجمٍ و هدوءٍ و ارتقاء
دعكَ من أوهامِ حالٍ ليس يبقى=ليس يبقى غيرُ ودٍّ و التقاء
ما استطبنا غيرَ روضٍ فاحَ مسكاً=فاستحالَ الحبُّ فينا كالضياء
إنّ عهداً من ودادٍ ليس يبلى=في صدورٍ ما استطابتْ طعمَ داء
يا كراماً ها أراني في اعتصارٍ=لا خلوداً في مقامٍ أو بناء
قد بنيناها حصوناً للمعالي=فلتكنْ حصناً لنا يومَ العناء
لا أرى الصّبرَ منالاً أو مقاماً=إنْ غدىَ الصّبرُ كؤوساً للشقاء
بل صبورٌ من تجلّى دونَ خوفٍ=ينقدُ النّفسَ جريئا في نقاء
و شجاعٌ من تولّى عن شقاقٍ=يطلبُ الودَّ مقيماً في الدّماء
ودّنا صدقٌ تراءى لا خيالاً=ذي المرايا شاهداتٌ بالإخاء
ودّنا إنْ قد صدقنا كيفَ يخبو؟=كيفَ نرضى بالتولّي و الجفاء؟
كيفَ نرضى لحروفٍ قد تجلّتْ=أن تكونَ اليومَ معنى للخواء؟
لم أزلْ أُسقى بهذا الأمرِ مرّاً=و أنا بالسّترِ ملفوفَ الرّداء
ليسَ إنْ تمضِ بريئاً ذا سموٌّ=كمْ منَ الأشخاصِِ يسطيعُ المضاء
بلْ تحدٍّ للهوى في النّفس يطفو=فاتهامُ النّفسِ عنوانُ الإباء
قمْ فسائلْ أوّلاً أينَ المعاني=أينَ ما سطّرتَ في عهدِ الرّخاء؟
و لماذا اليومَ جانبتَ اصطحابي=تنقضُ العهدَ و قد كنتَُ البراء؟
ليسَ من يرمي نفوساً بانتقاصٍ=ثمّ يمضي يرتجي بُرءاًَ براء
كلّنا للنقصِ أهلٌ لو عرفنا=و كريمٌ من سقى النّفسَ اتقّاء
كلّنا خطّاءُ و التوّابُ خيرٌ=هكذا أوحى لنا ربُّ السّماء
إدريس الشعشوعي
18-03-2005, 01:09 AM
كلام .....(1) :007: ....
لَذرّة من أجمل المشاعرِ=أحلى من الدنّى و من مَفاخرِ
أشفى لقلبٍ لم يزلْ مكذّباً=كلّ المعاني في الصديقِ الساحرِ
لا لا تقلْ إنّ الوفا في أحرفٍ=أو جملةٍ تدورُ في المنابرِ
لا تنطقِ الشعورَ في صناعةٍ=إنّ الشعورَ في صدى المصائرِ
قلبي الذي أسكنتُهُ رقائقي=ضجَّ الأنينُ منهُ بالمشاعرِ
عافَ الرّسومَ مثلما أمانيًا=و ضاقَ بالفساحِ و المظاهرِ
إدريس الشعشوعي
20-03-2005, 12:34 AM
قال تعالى "الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين"
أقبلْ فهذا النّورُ قد وافانا=و نبيّنا العدنانُ قدْ نادانا
صلّى عليهِ الله ما عبقَ الوفا=و تنّفستْ أضلاعُنا إيمانا
صلّى عليهِ اللهُ ما سقط الهوى=و تسابقتْ أرواحنا إحسانا
صلىّ عليهِ اللهِ ما هامَ الهوى=نحوَ الصّفا مستسمحاً إخوانا
صلّى عليهِ اللهُ ما هُجِرَ الجفا=و تناثرتْ من أنفسٍ أدوانا
صلّى عليهِ اللهُ ما دامَ الهدى=متنّسماً يسري فلا ينسانا
داعِي الرحيمِ دعا بدعوةِ منذرٍ=و بشارةٍ تدعو إلى منجانا
فوُلدتُ في مهدِ الهدى لا حيلةً=فيما اعتنقناغيرَما وافانا
أعظمْ بنعمةِ مُكْرِمٍ متفضّلٍ=أهدى الهدى عن غيرنا آوانا
سبحانَ ربّي إنّنا في غفلةٍ=إذ عن شُكورٍ قد لهتْ أهوانا
ربّاهُ هل كان الولاءُ مزية=لمّا سرى بعروقنا ريّانا
إلاّ اصطفاءاً سابقاً و مقدّرا=في أمّة المختارِ قد أحيانا
نسبٌ عظيمٌ قائمٌ من فضلهِ=من ذا يقيسُ بغيرهِ إحسانا
لهجاً بذكر اللهِ تلفظُ ألسنٌ=و سجودنا لله قد رجّانا
ماذا يفيدُ لنا انتسابٌ فاضلٌ=إنْ لم نقِمْ في شكرهِ الوجدانا
ماذا نقيمُ بهِ التديّنَ صادقاً=إنْ ذا الهوى قد حرّكَ الأبدانا
لا فضلَ في الأركانِ تسجدُ مظهراً=و قلوبنا لا تبتغي الرّحمانا
رُبَّ اعتقادٍ خادعٍ في شكلِهِ=يُبدي الجمالَ و أصلُهُ أشقانا
ليسَ الجمالُ سوى الذي ألوانهُُ=قامتْ هدًى وميولُهُ عادانا
فنفوسنا لمّا تزلْ ميّالةً=لحظوظنا و اللهُ قد نادانا
قد خابَ من دسّاها يا ويحَ الذي=دسّاها بالأهواءِ لا يخشانا
و تقرّبتْ خُطواتُهُ من قد زكى=يبغي الهدى في خُلفها إحسانا
من كانَ يبغي من دناهُ نصيبها=و سعى لحظٍّ ثُوّبَ الخذلانا
ذاكَ الذي جاءُ الرّسولُ المصطفى=يدعو بهِ و بهديهِ وعاّنا
صلى عليهِ اللهُ ما بانَ الضّيا=وتعاقبتْ أيّامُنا تِحنانا
صلّى عليهِ الله ما غابَ الشّقا=في مهجةٍ لم تستسغْ أضغانا
صلىّ عليهِ اللهُ ما راقَ البقا=في ذكرهِ خيرَ الذي ربّانا
صلّى عليهِ اللهُ ما طابَ الرّجا=في قربهِ و جوارهِ عدنانا
صلّى عليهِ اللهُ ما دبَّ النّقا=و تمازجتْ اشواقنا ألحانا
أقبل فهذا النّور في إيماننا=و يقيننا باللهِ قد قوّانا
أقبلْ فما طابَ المقامُ بجنّةٍ=ملأى بهمٍّ لمْ يزلْ يغشانا
أقبلْ فبعدَ اللهِ ما من جنّةٍ=إلاّ الهوى ثمّ الشقا ألوانا
أقبلْ نصحتكَ بالشفاء ملاذنا=في قومةٍ نجلو بها أهوانا
أقبلْ فهبّة مخلِصٍ تطوي إذاً=في دربها الأعوامَ و الشطآنا
أقبلْ فما فضلُ الذي ورثَ الهدى=لكنّهُ لمْ يكتمِلْ إيمانا
لازلتُ أنطقُ أحرفي حولَ النّقا=و حقيقة الإخلاصِ يا إخوانا
كنْ من تشاءُ و أطبقَ الأرضَ احتفا=لكنْ ولا لن تبلغَ الرّضوانا
إلاّ إذا أخلصْتَ نفسكَ صادقا=تبغي رضا الرحمانِِ لا الشّكرانا
فكيفَ لو ألبستَ ثوبَ إمامةٍ=نفساً تريدُ بها لكَ الإحصانا
لا ينفعُ العلمُ الكثيرُ بغيرما=تقوى تقودُ و تحفظُ الأركانا
إخلعْ حظوظكَ و انفلِتْ من أسْرِها=لا يخدعنّكَ من رأى الألوانا
و رماكَ بالعرفانِ يشهدُ ظاهرا=و بواطنٌ قد مازجتْ أعطانا
ستزولُ أيّامَ الفناءِ بزيفها=و تقولُ ربّي خانني من دانى
من كانَ يبغي مورداً من حوضهِ=و جوارهِ فليمتثلْ إذعانا
صلى عليهِ اللهُ ما قامَ الهدى=في النّفسِ من أخلاقهِ يرعانا
صلى عليه اللهُ ما انشرحَ الهوى=في حُبّهِ و استملكَ الأجْنانا
إدريس الشعشوعي
24-03-2005, 03:48 AM
و هذه ممّا سبق ..
سيدتي ..
ارفعي عن المشاعر الستارْ
بقلبي قد تأجج استعارْ
هواكِ في فؤادي قد سكن
و ألهب الضلوع ..
و صامدٌ أنا مع النهارْ
ارفعي يا سيدتي الستارْ
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
سيدتي ..
هواكِ قد أقام كالملِكْ
و أسألكْ ..
الى متى يظلّ بيننا
الى جنب البعادْ
و حرقة الفؤادْ
الى متى يظل مسدلٌ
هذا الستارْ ..
ارفعي يا سيدتي الستارْ
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
بقلبي قد تأجج استعار
و قادم سيدتي ..
أزيل ليلك المقيم
قادم أنا مع النهار
هواكِ قد سكن
و طيفكِ يزورني ليطمئنْ
و أسأل النجوم
و أسأل الاطيارْ
هل طيفيَ يزورها ..
هل طيفيَ أنيسها برفقة الأقمارْ ..
هل صدرها يحضنني في وحشة الأسحارْ ..
هل إسميَ يؤجج بقلبها استعارْ ..
ارفعي يا سيدتي الستار
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
هواكِ قد سكنْ ..
و قلبي لن يحنّ ْ
لغيركِ ما دامت الأنفاس و الأشجارْ
صامدٌ أنا ..
أكابد البعاد مرتين ..
لبعدكِ المقدورْ ..
و سدلكِ سيدتي الستار
ارفعي يا سيدتي الستار
إدريس الشعشوعي
06-04-2005, 12:07 AM
و هذه مما كتبنا سابقا ..
في الأحلام أرفض أن أعيش
أرفض أن أحيا زمانا حبّك
ثمّ أفيق فلا أجد ..
غير أيامي بلا تفتيش
إنتظرتك بعض عمري
و انتظرت غيابك ..
و انتظرت لقياك فما ..
لقيتُ غير القهر
ينقش في عمق صدري
أسرار قبري ..
يا صديقي
عد من حيث أتيت
عد و اترك سرّك ينبت حلُما
في أقداري ..
وحدي أحمله ..
وحدي أدركه ..
وحدي أختار أن أبقيه حيا
أو يختار له القدر فلا يعيش
هل لقيتك تحت شمسي ؟
هل عرفتك كيف تصبحُ ؟
كيف تمسي ؟
ما عرفتك إلاّ قلبا
خلف أصداء الأثير
و لمستُ فيك روحا
لامست أغوار نفسي
هل تريد اليوم حقا أن تصير ؟؟
فوق أطواق الأثير ؟؟؟
ههنا يقبع قلبي
يرشف الحزن المرير
أنّك الأحلام صرتَ
و المحال ..
هل عرفت سرّ يأسي ؟؟؟
ربما كان اللقاء صدفةً
ربما قد صرتَ حبّي عنوة ً
ربما كدتُ أقول
أنّك الحب الكبير
بيد أني يا عزيزي
أرفض الأحلام عمرا
مهما كنتُ في هيامك
أرفض أرى سواك
في الحياة لي أمير
يا صديقي ..
مات قلبي
مات من سكنتَ يوما
و أنا اليوم بقايا
و هواك كالشظايا
لستُ أدري ..
أيّ أقداري سأندب
يوم لقياك الفريد
أم وقع أنياب الحقيقة
أنّك الحلم البعيد
يا صديقي
إن سألتَ عن شعوري
كلّ أشعاري تئنّ
من بعادك
كلّ أنفاسي تحنّ
من غيابك
و الجوى قد شجّ روحي
ثمّ تبغيني أجيبك
هل سواك في فؤادي ؟؟
إن عجزتَ أن تحسّ باعتصاري
و هيامي و احتضاري ..
عد من حيث أتيت ..
عد فهذا قدري ..
أحياه وحدي بانتظاري
أو عرفتَ ما ألاقيه سجونا
و عذابا و اشتياقا ..
و أردت لقائي و انتصاري
فأنا شطر فؤادك
و أنا شطر القرارِ
دمتم بخير
إدريس الشعشوعي
24-04-2005, 08:35 PM
هامَتْ خوافقنا بالصّبِّ فاصطبري=روحي للُقيا مُحبٍّ في هوًى عَطِرِ
إنّي شعرتُ الشّعورَ من مواجدهِ=ففاضَ بوحي على أوتارِ مُنكسِرِ
يا عاذلي بعزوفي اليومَ عن دِيَمٍ=ماذا يُفيدُ النّهولُ إن جفا قدري
ماذا يفيدُ الكلامُ في ترنّمهِ=أو هل يُجيبُ البعيدُ إن شجا وتَري
ما للتّكلّفِ قد صارتْ موائدهُ=كُثراً و صرنا بُعيدَ الصّفوِ في كدرِ
ما طابَ يومٌ منَ الأيّامِ مختلطٌ=و قد عرفتُ شعورَ الصّفوِ بالفطرِ
نأبى العزوفَ عنِ الإسفافِ في سِيَرٍ=و كمْ تورّدَ مَفتونٌ منَ العَكِرِ
ما قيمةُ القدْرِ تسقينا بهِ مُهَجٌ=و قدْرُنا عندَ من يدري على قترِ
يا مالكاً خفقَ قلبي رقّةً وهوى=و آسراً طيرَ شوقي و النوّى قدري
أسلمتُ روحي لربّي و الوفا قدَمي=أبكيكَ شوقاً و بعضُ الشوقِ كالقمرِ
ما زلتُ أصحو بصبحٍ ملؤهُ أملٌ=لعلَّ صبحاً يجيءُ و اللّقا سمري
ما زالَ ذكرُكَ يسقيني على ظمَإ=و يسقينيَ الحبُّ لو تدري بلا نظرِ
تريدني دائمَ التجديدِ في كَلِمٍ=و قلبيَ الصّبُّ فيكَ دائمُ الفكرِ
إن بحتُ حُبّا فذاكَ ما خفى فبدا=أو دام صمتي فبوحي في لقاً نَضِرِ
بينَ الشعورِ و بينَ البينِ قد نزفتْ=دما فؤادي بلوعةٍ معَ الحسَرِ
تجري الدّماءُ و إن لم تجرِ هل عتقتْ=قلباً يذوبُ من الأشواقِ كالشّررِ؟
يا عاشقاً مثلَ طيرٍ دونَ أجنحةٍ=عسى جناحُ اعتزامٍ أو رضا القدرِ
عسى لقاءٌ على الغيوبِ قد طُرزَتْ=بهِ المباسمُ و اللّحْظاتُ كالدُّررِ
عسى أراكَ و في قرْبٍ فدونك ما=تزكى الطّيوبُ و لا تحلو بياَ سِيَري
يا دوحَ قلبي و يا طيفاً أهيمُ بهِ=صحواً و غفواً و أرجوهُ مدى العُمُرِ
دمتم بخير
إدريس الشعشوعي
04-05-2005, 10:25 AM
و يسألني
أنا في حياتهِ من أكون ؟
و في حياتي من يكون ؟
ٍٍو يسألُ عنّي أعماقَ السّكون
و يسألُ كلّ دفءٍ .. كلّ شوقٍ
و كلّ ألوانِ الظنون..
فما أجيبُكَ يا حنونْ ؟
و ما أقولُ بعدَ خفقٍ
بتَّ في القلبِ الشجونْ
أنا في هواكم قد أقمتُ
و في سماكم قد هتفتُ :
حبّكم دربي المكينْ
و وصلُكم كنزي الثمينْ
و ما سواكم أبتغي
فذاكَ بعضُ من تكونْ ..
و من تكونْ ؟
البوحُ يا سيدتي
الصدقُ منهُ في العيونْ
و في لقاكم أبتغي
بوحاً يطيبُ مدى السّنينْ
بوحاً يطيرُ بأشرعتي و اشواقي
فأرى اللّقاءَ بلا حدودٍ
يملأُ الكونَ حنينْ
و من تكونْ ؟
أنتَ دنيايَ التي
ما عشتُ كي أحكي افتتاني
أو مدى سحر المعاني
أو صدى موجِ المواني
يا أجمل الناسِ عيونْ ..
و من تكونْ؟
و لم أزلْ في صفوكمْ و حسّكمْ
هائماً حتّى الجنونْ
أعياني نبضكَ مرهفاً
و مدى سناكَ ..
و رقةٌ يُعيي الغواني حسّها
و دلالُ قلبٍ و الفتونْ
ومن تكونْ ؟
لكنّكِ نسيتِ سؤلي كامناً؟
بين الضلوعِِ في سكونْ
من أنتِ يا سيدتي
و ما هواكِ ؟
و مالذي دبَّ بروحي يملاُ العمرَ فنونْ
و مالذي يبقيني رهناً
من نواكم للشجونْ ؟؟
فمن تكون؟؟
قل لي أنتَ من تكون ؟؟؟
إدريس الشعشوعي
04-08-2005, 12:42 AM
شكا إليّ صديق قريب إدبار الأصدقاء و قلّة الوفاء .. فكتبت له هذه الكلمات و ربما كنت قاسيا في جوابي ..:
ألِحُسنكَ الميّاسِ ترجو ميلا=أم أنّ سراًّ يستميلُ عقولا
ماذا تظنُّ الناّسَ إن هُمُ أدبروا=قد لا يكونُ مُيولُهمْ تبجيلا
قد لا يكونُ سوادُ جمعٍ حاكماً=كم أخطأ التضليلُ فينا قيلا
كمْ أوهمَ المدّاحُ دهراً مادحاً=ظنّا بأنَّ القولَ أقصرُ طولا
إنّ القلوبَ بطبعها ميّالةٌ=لا تخطئُ المطلوبَ و المفضولا
قد تُستمالُ ببارقٍ لكنّها=أبداً تجيدُ على المدى تفضيلا
ليس الكثيرُ دليلُ حقٍّ دائما=ليسَ الرِّضا أن تستميلَ فلولا
هيَ ذي الحياةُ عليلةٌ في شأنها=يشقى بها من ظنّها إكليلا
بينَ الجميلِ بأصلها أثمارهُ=و هوًى تمازجَ بالقبيحِ حُلولا
أقبلْ هناكَ إذا أردتَ وصالنا=تجدِ الجمالَ مُرصّعاً مَجذولا
واقطفْ بدربكَ حُسنَنا و كنوزنا=لن تخطئَ العينُ الكحيلُ جَميلا
أمّا إذا أرْمَدتَ عينكَ طالباً=فينا نبيّاً لمْ تزلْ معلولا
من ذا يلاقي في الخليقةِ كاملاً=حسبُ الكرامِ وجودُهم موصولا
حسبُ الكرامِ محامدٌ معدودةٌ=و النُبْلُ فينا يُكْمِلُ المفصولا
أدركْ شعوركَ في الأحبّة إنّهم=لم يحملوكَ سوى وفاً و قبولا
لم يقبلوكَ سوى الموفّق بينهم=رأيا حكيماً أو ندًى و هطولا
إنْ تُقبلنَّ و بالسماحةِ ماشياً=و على التواضعِ لم تزلْ مقبولا
إنْ تعدلنَّ عن التميّزِ ساعةً=في غورِ نفسكَ ترتقي تفضيلا
طُفْ في المدائنِ أو على أفلاكها=عبثاً تُلاقي سرّها المجهولا
سرُّ القلوبِ تواضعٌ و مساحةٌ=بيضاءُ تسري في النفوسِ قبولا
و الحبُّ دربٌ للذينَ توشحوا=بدلَ العتابِ نقاوةً و أفولا
ستظلُّ تلعقُ من عُدُولِكَ موجعاً=و ترى الأحبّةَ في سماكَ عُذولا
ستظلُّ ترشفُ من ظنونكَ غربةً=و تعيشُ في وكرِ الهمومِ نزيلا
هيهاتَ تُدركُ بالتمنّي منزلاً=فالدّاءُ داءٌ من يُداوي عليلا
أقصرْ فبعضُ الدّاءِ في إقبالها=و شفا النفوسِ فطامُها تأصيلا
تبغي نصوحاً ذي نصيحةُ شاعرٍ=عرفَ الحقائقَ بالشعورِ وُصولا
يبغي التحقّقَ أو تعذّرَ وصلُهُ=كانَ التحقّقُ فكرةً فمثولا
إدريس الشعشوعي
10-08-2005, 05:57 PM
لكُمْ من فؤادي لو دريتمْ مواجدا=ستبقى فتيلاً للحنينِ و رافدا
ألِلْبينِ حكمٌ في هوانا يُقيمُهُ=أما كانَ رُكناً في هوانا و شاهدا
ألا يا بعيداً قد سجنتَ مدائني=فبتُّ أسيراً في رُبُوعيَ زاهدا
أرومُ لقاكمْ و الدّروبُ طويلةٌ= و ما حيلةُ المشتاقِ يبغيكَ قاصدا
ستسكُنُ كلُّ الذائعاتِ بدربنا=و يصبحُ شعري في نِداكَ مُباعِدا
يفيضُ بشوقٍ لا يلينُ فينتهي=و يرصدُ قرباً لا أراهُ تواجدا
قريبٌ لروحي قد سكنتَ أضالعي=فليتَكَ تغدو في وجوديَ سائدا
و ليتَ أُلاقي من عيونكَ همسةً=تذيبُ حنيناً للمواجعِ قائدا
فباللهِ سلّمْ يا نسيمُ بأرضِ منْ=أهوى و حرّكْ من هُبوبكَ واجِدا
و خبّرْهُ عنّي عن صبابةِ خفقةٍ=تدبٌّ بقلبي من نواهُ رواعِدا
لكَ اللهُ يا قلبي بلوعةِ عاشقٍ=فما لكَ غيرُ النّبضِ ملكاً و شاهدا
و مالكَ غيرُ البيْنِ تُسفي رياحُهُ=عليكَ رجيعاً بالمواجعِ جالِدا
أتذكرُ لمّا قد نزلنا بساحةٍ=لنا الودُّ ساقٍ يستحثُّ مواجِدا
أقولُ بقلبٍ مُستمالٍ و ناقدٍ=سنصحو بيومٍ نشتكيهِ تباعُدا
هو اليومُ فينا قدْ تأكّدَ طولُهُ=يُحيلُ مُنانا من نوانا شواردا
فآهٍ ليومٍ هل أراكَ تُجيبُني= و أصحو قريباً من عيونكَ حامدا
و آهٍ لآهٍ لا تزالُ تذيبُني=و أُبقي فؤادي لا يبوحُ مُجالدا
لقدْ عزَّ يومٌ و القديرُ حسيبنا=و لو شاءَ يُدني لا حؤولَ و حاسدا
هو اليومَ ذخري و اعتمادي و عدّتي=إليهِ عَهِدْتُ الأمرَ عبداً و عابدا
إدريس الشعشوعي
27-08-2005, 01:00 PM
لا تسأليني قد مُلئتُ مَرارا=لمّا هجرتمْ ما وجدتُ خيارا
و لقد شكوتكِ ثمّ نُحتُ جهارا=لكنّ صمتكِ أحرقَ الأعذارا
لكنّ صمتكِ حوّلَ الأشعارا=موضوعةً للفنِّ أو تذكارا
و جعلتني أبدو دخيلاً طارا=و مغرّدا في صمتكم محتارا
***
لا تقتليني اليومَ من تحنانٍ=قد رُمتُ دهراً أنْ أراهُ جوارا
لكنَّ عِندَكِ لمْ يُجبْ أشجاني=و غدوتُ نُكراً أطلبُ الأقمارا
لا تعذليني قد بكيتُ مكاني=و صدحتُ وجْداً حرّكَ الأوتارا
هل تذكريني أمْ ترى أغواني=قلبي الجريءُ فغيّرَ الأستارا
***
تبكي عيونُكِ لوعةً أوّاهُ=لم يُبْكِها قهري زمانا فارا
مستحلفاً مَن قلبُكم يهواهُ=فأجبتِ غيرَكَ هل نسيتِ حوارا
و تركتِ قلبي حسرةً تغشاهُ=يبكي فراقاً و الهوى الغدّارا
إنّي عجبتُ لحبّنا تنعاهُ= أضلاعكم و فؤادُكمْ من جارا
***
رُدِّي الزمانَ لتذكري تغريدي=رُدِّي الذي ردّدتهُ تكرارا
عُديّ الهوى لا تجرحي تجديدي=لو كانَ لي هذا الذي قد صارا
لو كنتُ أعلمُ منكمُ تمجيدي=أيكونُ دربي غيرُكمْ أقدارا
و اليومَ قولي ما أردتِ و زيدي=فاللهُ أكبرُ إنْ أرادَ مسارا
***
إدريس الشعشوعي
01-09-2005, 12:46 AM
فمن حبٍّ أتيناكم نزورُ=و في صفحٍ عسى قلباً يُشيرُ
سميراً قد عرفنا ما أصبنا=و كانَ الصّدقُ حوّاماً يدورُ
لقدْ أعياني ما قلتُ احتجاجاً=و كلُّ الحرصِ في قولي مديرُ
فلو تعفو فأنت الأهلُ أرجو=و إنْ تعدِلْ فقدْ جئنا نسيرُ
هيَ الأخطاءُ تستلُّ البقايا=و هذا الودُّ في قلبي منيرُ
بأيِّ الثوبِ تختارُ اختباري=فإنَّ الصّفوَ إيماني الكبيرُ
وما جئناكَ منْ زورٍ ننادي=و لكنَّ الفؤادَ لكمْ حسيرُ
يجرُّ الحزنَ في تيهٍ و فكرٍ=و بعضُ الحزنِ ملاّكٌ خطيرُ
إلى عهدٍ من الصفوِ اشتياقي=لعلّ اللهَ في يومٍ يثيرُ
لئنْ حطّتْ غيومِ السوء دهراً=ففي الآفاقِ قد لاحَ البشيرُ
على الإخلاصِ قد سرنا اعتماداً=و هل يذوى و لي سربٌ قديرُ
و لنْ تفنى المعاني ما استدامتْ=معاني الصّفوِ في جمعٍ تمورُ
تذيبُُ الوحرَ و الإحسانُ ينمو=كما الروضاتُ يغزوها العبيرُ
إدريس الشعشوعي
09-09-2005, 12:35 AM
ذاب قلبي في انتظار الشروقِ=بينَ ليلٍ مُستمرَءٍ بالشُّفوقِ
كلّما لاحَ في المدى فجرُ يومٍ=بانَ ليلٌ مستقبِلٌ للطّروقِ
أيُّ عهدٍ قد رُمْتُهُ في وصالٍ=فلّ عزمي مُستنفداً جُهدَ نُوقي
من صريحِ الشكوى غزلتُ ارتجالي=علَّ قدْراً ما اعتادني في مُروقِ
أيْ إلهي ألِمتُ دهرا أسيراً=في دروبٍ قد أجْهَدتني بطوقِ
و الذّنوبُ المُستحضراتُ بفكري=أذهلتني هل تختفي في عروقي ؟
و الرّكاماتُ تعتلي صحنَ قلبي=ليتَ شعري فكيفَ يصفو طريقي ؟
بينَ طينِ الحياةِ شطَّ هواهُ=و الهوى المَسقِيُّ طهراً سموقي
هدّني وهْني المُستديمُ و قصدي=أمنياتٌ تصدّعتْ كالشّقوقِ
فاضَ وجدي و كمْ فزعتُ حنيناً=مثلما الماءُ يُرتجى للحريقِ
لاهبٌ من ذنوبِ عمرٍ و دُونٍ=و السّما تدعوني لأسموَ فوقي
بينَ عيني مستشرقونَ بجاهٍ=و بمالٍ مستغربونَ بتوقِ
و الميولُ المُستهلِكاتُ تنادتْ=فاستجابتْ لها نفوسُ فريقِ
عمّني الضيقُ حيثُ ولّيتُ وجهي=ذا فريقٌ أقامَ دينَ العقوقِ
وفهومٌ لظهرِ حرفٍ عتيقٍ=رصَدَتهُ و غابَ سرُّ العميقِ
يا سبيلاً بالأفْقِ قد بِنْتَ نورا=و ملكتَ الأعماقَ وهجاً لشوقي
قلّ منْ يحظى باحتضانكَ درباً=في فجاجٍ مخدوعةٍ بالبَريقِ
يا سبيلي و مهجتي و نجاتي=ليتَ كلَّ المستنجدينَ بسوقي
يا عليماً بما كوى القلبَ قهراً=جدْ بعتقٍ و همّةٍ و وثوقِ
جدْ بقلبٍ مُشاهدٍ لكَ دوماً=ليسَ يهوى سواكَ أنْساً بذوقِ
ليسَ يهوى سوى جوارَ حبيبٍ=في دناهُ و يومَ كشفِ الفروقِ
صلواتُ الإلهِ يا نورَ كونٍ=و سلامٌ مسترسلٌ بالعُبوقِ
صلواتٌ يا مصطفانا توالتْ=طيّباتٌ استفرغتْ كلّ شوقِ
إدريس الشعشوعي
17-09-2005, 08:44 PM
يا نقيّ الرّوحِ يا دوحَ الهنا=يا ملاكاً من فؤادي قد دنا
أيُّ صدرٍ ضمّ طيفي موطنا=تقبعُ الأشواقُ خجلى و المُنى
يا جميلا أينَ بوحي أين ما=يدّعي العشّاقُ في ساعِ الفنا
يا ذكيَّ الوجدِ يا شوقاً سرى=يقطعُ الأميالَ و الظَّلما سنا
أذهلَ القلبَ نقاكم و الجوى=فاستحالَ القلبُ يشكو من ضنى
أجهدَ الوجدانَ شوقي و النّوى= ليتَ شعري هل يُعافى إنْ دنا؟
كلّما أثملتُ قلبي غفلةً=ألّبَ التحنانُ شوقاً فانثنى
كلّما علّلتُ بُعدي عنكمُ=قرّعَ الأجراسَ نبضٌ ما ونى
زادَ خفقي فاضَ شوقي وابتدا=عهدُ صبري بانقضاءٍ و الفنا
إيهِ يا بوحي تمادى و اسقني=شعرَكَ المشبوبَ حتى أسْكُنا
ويكأنّ الشعرَ يشفي لوعتي=هل يزيلُ النّارَ زيتٌ أو قنا؟
هذه الأشعارُ بركانٌ و ذا=فيضُها الموقوتُ بعضٌ من عنا
ما عسى الأرواحَ تبدي لو غدا=همُّها التحليقُ تبغي المسكنا
عزَّ عنها في جسومٍ حبسُها=فاستثارتْ للشغافِ الألسنا
كالمطايا و الحوايا خفقةٌ=تشتكي الأوجاعَ بيناً أزمَنا
يا نديمَ الرّوحِ يا وهجَ الهوى=يا رفيقَ القلبِ قلبي أدمَنا
يا خليلَ الخفقِ يا دفقَ الشذى=هل سيطفو القربُ فينا مُعلِنا ؟
لم يزلْ سؤلي يدوّي آسفاً=جهلَهُ غيباً و تُرجيهِ المُنى
لم يزلْ شعري كسيرا عازفا=لحنَ إقبالٍ و لحناً مُحزنا
إنَّ أمراً في كتابٍ بِشرُه=ليسَ يعنيهِ سدودٌ أو عنا
ليسَ ذنبي إنْ سباني سحرُكمْ=و استباحَ القلبَ شطراً و الأنا
ليسَ عيبي رهفةُ الإحساسِ إذ=حلّقتْ أطيارهُ فوقَ الدّنى
حيثُ كنتَ الشطرَ في خفقي جوًى=ليسَ يكفيني سوى أنْ نسْكُنا
ليسَ تكفيني القوافي شعلةً=حسبُها الأشواقُ تذكي نبضنا
قدّرَ اللهُ المواني و اقتضى=من يُردْ فيها رسُوّاً سفّنا
أو أرادَ اللهُ أمراً قاهراً=أرسلَ الأنسامَ تجري عكسنا
أيّها الحِبُّ جناحي قائمٌ=عزمةٌ و اللهَ نُولي كفّنا
إدريس الشعشوعي
30-09-2005, 08:46 PM
قال الله عز وجل(يوم لاينفع مال و لابنون إلا من أتى الله بقلب سليم)
و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( ألا و إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله , وإذا فسدت فسد الجسد كلّه , ألا و هي القلب )
و قال أحد العارفين : " اللهمّ دلّني عليك و دلّني على من يدلّني عليك"
ويْحي ذنوبي أثقلتْ وجداني=فكأنّ عمري داكنُ الألوانِ
و كأنّ شمسي بالكسوفِ تستّرتْ=خجلى لذنبٍ فاضحِ الأركانِ
و كأنَّ همّي عُتّقتْ جرُعاتُهُ=من دهرِ نوحٍ فاحتسَتْ أبداني
و كأنّ صدري بالحصى متكدّسٌ=أنفاسُهُ عزّتْ على الخفقانِ
و كأنَّ روحي بالأنينِ تلذذتْ=فالآهُ منه أعذبُ الألحانِ
جرحي عيوبٌ لا تزالُ نزيلةً=ترجو المقامَ كأنّها تهواني
و النّزفُ ذنبٌ تلوَ ذنبٍ شاهدٌ=أنّ المقامَ نتيجةُ الخذلانِ
ذنبي انغماسٌ في الدّنايا غامرٌ=أعيا الطبيبَ وذا الطبيبُ يُعاني
ذنبي انفلاتٌ و ارتباكٌ هدّني=و على غراري جُلّهمْ أقراني
فتّشتُ قلبي كي ألمَّ شتاتَهُ=فوجدتُهُ مُستنقعَ الأدرانِ
مالي و مالمظاهرٍ مخدوعةٍ=نُسبتْ إليَّ و حُسنها أغراني
و أنا المضمّخُ بالخطايا والهوى=يا ليتَ ألقى من يقودُ عناني
ياربِّ ألهمتَ الحياةَ منائراً=في الناّسِ تُضوي .. سادةَ الأزمانِ
و جعلتَ للعللِ الدّواءَ أمرتنا=أن نستطبَّ فلاقنا بالدّاني
إن كانَ للأمراضِ وصْفاتٌ لها=و طبيبُها فبما أزيحُ هواني
لا شيءَ يشفي علّتي و كآبتي=إلاّ هُداكَ يضمّني يرعاني
لا شيءَ يَبْرِي سَوْرتي و شقاوتي=غيرُ اللّقاءِ بمنْ يُضيءُ كياني
سلكَ السّبيلَ فبانَ من خطَراتهِ=سمتُ الخبيرِ يدلُّنا لأمانِ
شيخٌ جليلٌ نورُهُ متسلسلٌ=حتى يَعودَ لأصلهِ الرّباني
نورُ الرّسولِ المًُصطفى أحيى بهِ=أمماًً تسمّتْ أمّة العدنانِ
صلّى عليكَ اللهُ يا نورَ الهدى=إنّي اعترفتُ بما حواهُ جناني
ليسَ الذنوبُ بمظهرٍ فلربما=تأتي القلوبُ بأعظمِ العصيانِ
ربّاهُ إنّ الذنبَ فينا باطنٌ=أخفى العيوبَ مُغلّفٌ بالرّانِ
ربّاهُ إنَّ الذنبَ قلبٌ غافلٌ=يبغي الخلاصَ بقلّةِ الشكرانِ
فاضتْ جراحي بالأسى و استنزفتْ=كلّ الدّماء و لا ضمادَ شفاني
أيطيبُ عيشٌ في الحياةِ بلا هوًى=في اللّهَ ميلُهُ أو يطيبُ زماني
هذي الحياةُ مظاهرٌ و زخارفٌ=و النّفسُ تبدي ما يُجلُّ مكاني
و حقيقتي عند الإلهِ حقيقةٌ=ما قيمةُ التزويقِ و النّكرانِ
جُدْ يا كريمُ فقد رشفتُ من الشقا=و جرعتُ ذلاّ بالهوى الشيطاني
و مضتْ سنوني عابثاتٍ لا حِجىً=تذكي الفؤادَ بنفحةِ الإيمانِ
آهٍ لعمرٍ قد طوتْهُ سيرةٌ=ملأى بخلطٍ و ارتباكِ أمانِ
آهٍ لعزمٍ بالكؤوسِ مخدّرٌ=أيصحُّ عزمٌ و الهوى إثنانِ
ربّاهُ لو كانَ الرّجوعُ بدايةً=فبدايتي إنّي اعترفتُ فدانِ
إنّي صدحتُ ببعضِ ما قد شابني=و كتمتُ جُرماً لا يُطيقُ أواني
و رميتُ كلّي عندَ بابكَ سائلاً=أنتَ الكريمُ فهل أخيبُ مكاني
أنتَ المُرجّى و الملاذُ و بُغيتي=أنتَ الرّحيمُ و ما سواكَ أماني
إدريس الشعشوعي
16-12-2005, 10:23 AM
لقد ماج الشعورُ على الصّدورِ=فهل تسطيعُ إبداءًا بُحوري
كموجٍ غامرٍ أعيا فؤادي= و في تصويرهِ تعيا سطوري
رويدكَ يا بعيداً عن مكاني= و في زمني قريباً كالشعورِ
أحبّك هل تجيبُك عن سؤالٍ=و هل أهواكَ ؟ لو صدقتْ نذوري
ألا تبّاً لهذا الشعر تبّا=إذا يوماً تساوى بالحضورِ
حضوركَ يا حبيباً أم حضوري=فما أشقاني يا أهلَ الحُبورِ
دعوني .. إنْ نطقتُ اليومَ شعرا=تكذبُني الوقائعُ في قصوري
فما طابتْ بنا الأشواقُ يوماً= إذاهيَ في الأضالعِ للضّمورِ
أصَبِّرُ في الغوادي عهدَ قلبي=و لكنّ التشابهَ هدّ سُوري
فما يُغني عن التحقيقِ شيءٌ=سوى الآمالُ تُرصدُ بالبذورِ
أحبّكِ قد سكنتِ بذي الطوايا=و أذكيتِ المشاعرَ كالعبيرِ
عبيرٌ ذكركمْ أمّا المرايا=تزيّنها مطالعُكمْ بنورِ
أحبّكِ لا تكافئُها حروفٌ=و تصدرُ رغمَ آهاتِ الضميرِ
أحبّكِ هل يُداويني شغافٌ=أم الأسقامُ تحييها جسوري
سأنسجُ من خيوطي بعضَ وهمٍ=لعلَّ الوهمَ يسقيني سروري
و أرشفُ من كؤوسي ماءَ وصلٍ=بقلبي ماؤكمْ يسقي جذوري
رثاءٌ أم حنينٌ يا قريباً=و أيُّ القربِ في بينِ البُرورِ؟
سأطلقُ في سمائي نجمَ شوقٍ=يناجيكمْ بليلٍ في سحورِ
و يأتيكمْ من القمراءِ وهجٌ=يخبّرُكمْ بحرّي في الصّدورِ
و من وردِ االرّوابي ريحُ عطرٍ=بهِ الأشواقُ كلْمى من حضورِ
أحبّكِ لو سرحتُ بلا عنانٍ=أتى قولي عجيباً من غرورِ
و أعجبُ من خيالاتِ التمنّي=و أحلى من بديعاتِ القصورِ
و هل يكفي من الأوصافِ رصفٌ=يكافئُ سحرَكمْ عند البكورِ
و رقّتكمْ تداعبُ خفقَ قلبٍ=و نظرتُكمْ تُجاريني حُبوري
فآهٍ ثمّ آهٍ كيفَ تصفو=ليَ الأيّامُ من بعدِ البدورِ
تجلّتْ في ظلاماتي ضياءاً=و لكنْ في سماءٍ دونَ كورِ
رويدكَ يا حبيباً هذا لحني=بهِ الآهاتُ و اللّوعاتُ تُوري
و كمْ بوحاً لنا خضناهُ قسراً=و لو عُدنا كتمنا في الصّدورِ
إدريس الشعشوعي
19-12-2005, 11:32 PM
هذه مما كتبت سابقا ..
يا أيّها العملاقْ
قد داستِ الظّلماءُ في أرواحهم
إصباحنا ..
و داستِ الإشراقْ
و أظلمتْ دروبنا من وهننا
و بابُِنا..
سجّانُنا قد أحكمَ الإغلاقْ
قدساهُ قد تكسّرتْ سيوفنا في غمدها
و قيّدَ الشجعانُ في أوطاننا
و أُسْرِجَ الجبانُ إيْ جبانُنا ..
بجبّةِ السلطان ..
جبانُناأمّارُنا منافقٌ أفّاقْ ..
و اغتيلتِ الصّيحاتُ في وجداننا
و صاحتِ الأوجاعُ في الأعماقْ
يا عالماً بضرِّنا
أوطانُنا تخوننا
و قدسنا نداؤها و جرحها
يزلزلُ الأكوانَ و الآفاقْ
يا أيّها العملاقْ
يكفيكَ أنْ نجرّدَ الإخلاصَ في أرواحِنا؟
و نبضنا..
لكلِّ ما يصوغُهُ حسامكمْ
و نعلنَ الولاءَ من صميمنا
و نُشهدَ الإشراقَ و الإغساقْ ..
بأنّكَ الرّباطُ في رباطنا بقدسنا
مدافعٌ و صامدٌ و مُرهِبٌ جحافلَ الفسّاقْ ..
يا أيّها العملاقْ
مهما استدامَ ظلمُهمْ و كيدُهمْ
و جاوزوا الحدودْ
و استبسلوا بصرحهمْ و كثرةِ الأطواقْ
و قوّةِ الأحلافِ و الحشودْ
لأنتَ يا أخي صدى الصّمودْ
مُستبسلٌ بربّك
مستمسكٌ بمالكِ النّواصي
و قاهرِ الأحزابِ و الجنودْ
فرعونهم وعادهم
و كلَّ منْ تجبّروا..
فمثلهمْ مصيرهُ اختناقْ
و أنتَ يا أخي إمامنا
صمودكَ اقتدارُنا
و نصرك انتصارنا
و عزّكم يا أيّها العملاقْ
كرامةٌ لشعبنا في حقبةِ الإخفاقْ
يا أيّها العملاقْ
إنْ داستِ الظلماءُ في أوكارهمْ
إصباحنا ..
فليلنا إنْ أظلمتْ علياؤهُ
وأغسقتْ ..
يُبشّرُ البقاعَ منْ ربوعنا
بطلّةِ الإشراقْ
ستشرقُ الأسفارْ
و تطلعُ الأشماسُ في الأبكارْ
تغرّدُ الأطيارْ
أطيارُنا ..
و تُعلنُ النهاية ..
نهايةَ المكابرِ الأفّاقْ
يا أيّها العملاقْ
إدريس الشعشوعي
30-12-2005, 08:59 PM
هِم في هواهُ إنّهُ المختارُ=و بجاههِ ما رُدّتِ الأوطارُ
صلّى عليهِ اللهُ قد خاب الذي=لم يكتملْ في قلبهِ الإقرارُ
إنّي بحبٍّ يا شفيعي لم أزلْ=في فضلكَ التمِّ العظيمِ أحارُ
قلْ ما تشاءُ بمدحِ أحمدَ و استغثْ=فبهِ استغاثَ الصّادقونَ و ساروا
وهو المشفّعُ و الشفيعُ لنا إذا=يومَ القيامةِ زاغتِ الأبصارُ
و هو المعلّمُ قد أقامَ لنا الهدى=درباً منيراً خاضهُ الأحرارُ
إلاّ الذينَ تمرّدتْ أفهامُهم=عنْ قدرهِ المشهودِ فيهِ ماروا
يا سيّدي ما ضرّ شعري نقدُهم=قد ذُمَّ قبلي سادةٌ أبرارُ
و لقد فصلتَ مبيّنا و موجّها=ذي أمّتي في جلّها الأخيارُ
من شذَ عنها شدّ حبْلاً مارقاً=و يكادُ في إرجافهِ ينهارُ
يا سيدي ما ضرّ شعري غيرما=أخشى إذا قالَ الكرامُ و جاروا
دعوى المحبّة و القرابة منكمُ=و أنا البعيدُ و ذنبيَ الجوّارُ
و أنا الصّغيرُ بكلّ سمتٍ قاصرٍ=أعيا فؤادي حِمْلُهُ و العارُ
أعيا فؤادي أنّني أدركتكمْ=في ذكركمْ يشفى العليلُ يُجارُ
أوَ ليسَ غيرُهُ من إلهٍ نرتضي=والبابُ أنتَ لمن سعى يختارُ
صلّى عليكَ اللهُ يا نورَ الدّنى=يا سيدي هل تُقبلُ الاشعارُ؟
إنّي ألوذُ بقدركمْ وبفضلكمْ=ألاّ أخيبَ و بالشقا أحتارُ
إنّي أذِنتُ لأحرفي ذكرا لكم=فعسى تُجابُ بذكركمْ أذكارُ
مهما رويتُ من المحابرِريشتي=فالبحرُ ينفدُ في ثناكَ يحارُ
أنتَ الذي فيكَ العظيمُ بوَحْيِهِ=أثنى فأنتَ السيّدُ المختارُ
خلُقٌ عظيمٌ من شهادةِ خالقٍ= الرّحمةُ المهداةُ و الأنوارُ
و صلاةُ ربٍّ في دوامٍ لم تزلْ=تترى عليكَ بخٍ لكَ الإظهارُ
صلّوا عليه و سلِّموا يا من همُ=سعدوا بهِ فضلاً فلن تحتاروا
صلِّوا عليه و سلّموا فذنوبنا=غلاّبةٌ فعسى القلوبَ تُنارُ
صلىّ عليكَ اللهُ دوماً خالداً=في كلّ حرفٍ أغفلوا و أشاروا
في كاملٍِ طابَ الكلامُ بذكركمْ=و بكاملٍ طابتْ ليَ الأشعارُ
و لقدْ كَمُلتَ و كُمِّلَتْ أوصافُكمْ=فالبحرُ أنتَ و غيرُكَ الأنهارُ
و عَلَوتَ بالقدرِ العظيمِ فما دَرَوا=أنّ المديحَ بسحرهِ إقتارُ
لو جادَ كلُّ الواصفينَ بجهدهمْ=عبثاً يخيبُ الوصفُ و الإشهارُ
هلْ ما يرومُ المبدعونَ كمثلما=سوّى القديرُ الفاطرُ القهّارُ
المصطفى بحرُ العلومِ و سرّها=كنزُ الحقائقِ بابُها و الدّارُ
الهاشميُّ و من صفا نسباً وطهرا=فاعتلتْ من قدْرهِ الأقدارُ
و ترنّمتْ تلكّ البقاعُ بمولدٍ=و الوقتُ نادى من سوايَ يُثارُ
عيدٌ أنا لو قد درى من أنكروا=أنَّ الزّمانَ لذكرهِ ذكّارُ
يرجو التشبّهَ في السنينَ تقرّباً=إنّ التشبّهَ بالكرامِ فخارُ
و كذا لنا نحنُ الذينَ نحبّكمْ=ميلادكمْ و متاعكمْ و الغارُ
يا ليتَ ألقى من نسيمكَ هبّةً=أو من ثراكَ فلن يخيبَ قرارُ
إنّي اعتبرتُ بمن يُديرُ ولاية= الأقربونَ حظوا لديهِ فصاروا
فكيفَ أنتَ و أنتَ خيرُ بريّةٍ=سوّاكَ ربِّ فهل يخيبُ جوارُ ؟
و هو الكريمُ و أنتَ أفضلُ مُكْرَمٍ=سبحانَ ربِّ لمَ الفهومُ قِصارُ؟
قل ما تشاءُ على مقامِ محمّدٍ=فهو الذي من نوره الأسرارُ
أرقى مقاماتِ التعبّدِ و الهدى=الأحمدُ المحمودُ و المختارُ
صلّى عليكَ اللهُ يا بدرَ الورى=قد صارَ همّي في الدّنى إقرارُ
من ذا يرى بدرَ الوجودِ بنومهِ=قد طابَ عُمراً و الجنانُ الدّارُ
أبشرْ و بشرى ليسَ أرقى منحةً=من أنْ تراهُ دونَها الأقدارُ
هذا الذي مُنحَ العطايا و المنى=و تواترتْ في قدرهِ الآثارُ
منْ شكّ جزءاً في مقامِهِ و انثنى=فعليهِ صلّوا أربعاً و احتاروا
إنّي تعجّبتُ وفي من يدّعي= علماً و يُنكرَ قدركم أيَغارُ ؟
مالي أراهمْ لا يرونكَ حلمَهم =أوْ لا تفيضُ بحبّهمْ أشعارُ ؟
العاشقون بعشقهمْ قد غرّدوا=و الهائمون بحبّكمْ أطيارُ
أوَما دروا يا سيدي لولاك ما=عرفوا الهدايةَ و الإلهَ اختاروا؟
قالَ الإلهُ لك الشفاعةُ منحةً=فاشفعْ لمنْ بك يسثغيثُ يُجارُ
لمّا غرقتُ بأبحرٍ ناديتُ يا=سبّاحُ قمْ .. أوليسَ صمتي العارُ ؟
فلمَ النّداءُ لمنْ جوارُهُ ضامنٌ= و البحرُ دنيا بالذنوبِ ونارٌ؟
أعيا العقولَ المُلهماتِ قصارُها=فالقلبُ يعمى ليستِ الأبصارُ
أعيا زماني من تشدّقَ عالماً=و بعلمهِ الكلِّ اقتدى الأغرارُ
و لقدْ يثوبُ الرّاشدونَ إذا اهتدوا=و تبدّدتْ في فكرهمْ أحذارُ
و اللهِ إنّي قد وددتُ لها الصّفا=فقصيدتي قد شابها النُّكّارُ
لكنْ و أعلمُ أنَّ قدرهُ ماجدٌ=و يضيرُ مثلي أنْ يغيبَ ظِهارُ
صلّى عليكَ اللهُ يا خيرَ الورى=صلّى و باركَ ما اهتدى المُحْتارُ
و ترنّمتْ فوقَ الرّبوعُ طيورُها=و تورّدتْ من حُسْنِها الأزهارُ
و تزيّنتْ من قَطْرها هذي الثرى=و تساقطتْ في قُطرها الأمطارُ
صلّى عليكَ فذي البدايةُ حبّكمْ=و نهايةٌ حبُّ الإلهِ ثمارُ
إذ لا إلهَ سوى المهيمنُ غايةٌ =و محمّدٌ هذا الرسولُ مسارُ
ثمّ الصلاةُ على الصّحابة كلّهم=و الآلِ أيضاً ما بدتْ أسفارُ
و التّابعينَ أُلي الهدى و مُتابعٍ=ما أشرقتْ شمسٌ و لاحَ نهارُ
يا سيدي مهما تواترَ ذكرها=أو لامَ بعضُ الجاهلينَ و ثارُوا
إنّي استعذتُهُ من تصنّعِ باطني=شافي الصّدورِ الرّاحمُ الستّارُ
و أعيذها من فتنةٍ تسري إذا=شاءَ اجتبى فهو الذي يختارُ
و ختمتُ قولي حامداً فالحمدُ للّه=الّذي من فضلِهِ الأنوارُ
إدريس الشعشوعي
11-01-2006, 12:30 PM
مازل العيد ينفث في روعي قبساته ..
لنا عيدٌ بأشواقٍ تجلّى=و بالإيمانِ للأحزانِ جلىّ
يفيضُ بنورِهِ في كلّ صدرٍ=مع الشكرانِ و التسليمِ كُلاّ
بهِ الرّحماتُ قد فاضتْ فسادتْ=صدورَ المؤمنينَ لكيْ تُظّلاّ
ففي الإنعامِ شكرانٌ و حمدٌ=و في التسليمِ ربٌّ ما تخلّى
فيقضي اللهُ في الآزالِ أمراً=يثيبُ بهِ الشكورَ و من تسلّى
يجيءُ العيدُ فوّاحاً طهوراً=بهِ تحيا الحقائقُ لنْ تضلّا
ستسقطُ شرعةُ الطغيانِ حتما=و تخفقُ رايةٌ الإسلامِ أعلى
و يصحو فجرنا في الأفقِ شمسا=تضيءُ العالمينَ بما تلألا
*****
لنا عيدٌ و إنْ نزفتْ جراحٌ=و طالَ اللّيلُ بالأحداثِ ويلا
و سادَ الظلمُ و انتحبتْ قلوبٌ=و فاضَ الكيلُ عن حدٍّ فَشَلاّ
لنا عيدٌ يبشّرُنا بنصرٍ=و فجرٍ باسمٍ بالعزِّ طلاَّ
لنا عيدٌ أيا قومي اسمعوني=صدى التكبيرِ في الآفاقِ دلاّ
فقد يعرونا ما يعرو الأواني= ولكنْ أصلنا ذهبٌ تطلاّ
و هل يزدادُ بعدَ النّارِ إلاّ=صفاءاً و اعتداداً ثمَّ أصلا
يقينٌ لا يخالجُهُ ارتيابٌ=كذا الأقدارُ و الرّحمنُ أعلى
فعشْ إن عشتَ دهراً باعتزازٍ=نقيّ الرّوحِ و الإخلاصُ مولى
ترومُ الحقَّ لا تبغي سواهُ=و تمضي لا تبالي من تولّى
و متْ إنْ كانَ منكَ الموتُ حقّاً=عزيزاً لا يعيشُ الحرُّ ذلاَّ
*****
لنا عيدٌ يبشرنا و يعلي=مع الأيّامِ عزماً لن يكلاّ
و هذا الحقُّ للأخيارِ سمتٌ=فلا تعدلْ عن الأخيارِ ميْلاَ
تنبّؤك الجواهرُ و المباني=و أمرُ الله مقدورٌ لِتُبلى
إدريس الشعشوعي
24-01-2006, 06:37 PM
هذه أبيات مرتجلة على هامش حرب كانت قائمة و وضعت أوزارها .. بين النثر و الشعر
و يبدو أنّ الذين شعروا بوخز الهزيمة و ذلّها .. عادوا للثأر .. عادوا لعلّ القدر يكتب لهم صفحة أفضل من التي سبقت ..
فكان هذا الرد السريع و هذه الأبيات ..وضعتها هناك .. و أضعها اليوم هنا على أمل أن يطلع فرسان الشعر على ما يحدث هناك ..
للنثر قمنا ففجرنا محامدَهُ=كأنّ في الشعرِ ضرّاتٍ تنافسُهُ
ألقى القلائدَ يُبديها معلّقةً=و الشعرُ كالنّجم في الجوزاءِ موضعهُ
يأبى الكلامُ برغمِ الشعرِ أبهَرُهُ=يبدي الخضوعَ و في الأغيارِ دافعُهُ
قد كانَ يوماً إذِ الساحاتُ قد فرغتْ=نلقى الحسامَ و لكنْ فرَّ حاملُهُ
و اليومَ جاءَ يقيمُ العُتبَ يرشقناَ=ينسى عويلاً و فرّاً بانَ صاحبُهُ
إنْ عادَ يومٌ و ذي الرّاياتُ تتبعنا=لا تختفي لا ..و كنْ للسيفِ قائدُهُ
أيا أديباً لك الألفاظُ قد حُشِدتْ=تأتي الغريبَ و منها الحُسْنُ تنثرهُ
لكنِ لشعرٍ فمن أعماقها سجدتْ=إذ صاغَ منها تراتيلاً تسامرهُ
أخشى عليكَ إذا الأفذاذُ قد ركبوا=و استُلَّ سيفٌ من الأشعارِ مبردُهُ
و الرابط هنا أيها الأحبة .. فشمروا على سواعدكم
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=6757&page=12&pp=10
إدريس الشعشوعي
25-01-2006, 07:07 PM
و إليكم قصيدة جديدة .. تجدونها في دولة النثر في المنتدى الأدبي للنثر .. على هامش حرب بين النثر و الشعر .. و التحيات لكلّ أدبائنا و شعرائنا الأفاضل ...
قالت بنظمك لو قفّيتَ ما انفعلا=و فاضَ نثراً و في أضلاعنا اشتعلا
تنسى الكلامَ و ما كنّا له جُحُدا=إذ جاءَ خلقاً و للتنويعِ قد جُعِلا
شعرٌ و نثرٌ لكلٍّ كانَ موضعهُ=فالنّثرُ أصلٌ و في التعبيرِ قد سَهُلا
لكنَّ سرّا من الإحساسِ نطلقٌهُ=يفضي بسحرٍ منَ الأشعارِ منْجذلاَ
هامَ الشعورُ فلمّا اختارَ منطقَهُ=اشتقَّ إسماً لهُ التفويضُ قد كمُلا
شعرٌ شعورٌ فذا ينبيكَ عن خبرٍ=لا تبتعدْ فلديكَ الحقُّ قد مَثُلا
النّثرُ أصلٌ و كالبستانِ تعمرُهُ=خضرُ الغصونِ و زَهرٌ فاحَ و اعتدَلا
و الشعرُ منهُ لهُ الأنظارُ قد ذهلتْ=زهرٌ بديعٌ يثيرُ الرّوحَ إذ جمُلا
فأجملُ العينِ لو أرسلتَ تسألهم=دونَ انتظارٍ يجيكَ الظنُّ منفعلا
من ذا يسائلُ في التفضيلِ بينهمُ=غيرُ الضريرِ و كلِّ الشمِّ فارتجلا
هذا المؤرّخُ قد أنباكَ عن قممٍ=في الشعرِ كانوا و في أحيائهم نَزَلا
عدَّ الأسامي من الشُّعارِ من سطعوا=و النّثرُ شعبٌ من الأعلامِ قد أفلا
إنّي عجبتُ لأهلِ النّثرِ منبعهمْ=بحرٌ يهيجُ و لكنْ شعرُناَ فضُلا
أعطى الكلامَ من التصوير أروعهُ=مثلَ الجوامعِ لا تلقى بهِ خللا
كادتْ حروفهُ من إشعاعها دُرَراً=صُفّتْ بحسنٍ فتاهَ الحسنُ و اعتزلا
جميلُ روحٍ و في الهندامِ متّسقٌ=حكيمُ حرفٍ منَ الأمثالِ قد حَمَلا
مهما ابتدرتَ من الإبداعِ تنثرُهُ=الشعرُ بِدعٌ يضاهي السّحرَ إنْ ثمِلا
*****
أنداءُ وردٍ لها الوجدانُ في طربٍ=حيا رواهُ و إرواءاً بهِ عَجِلا
أنداءُ ليلٍ لقد كانتْ لذي ظمئٍ=من بعدِ جدبٍ لهُ الإحياءُ إذ خَمَلا
هنَّ الحياةُ و هنَّ البعثُ يرسلُهُ=خلقاً جديدًا و قد عانى المدى عِللا
حيا سُقيتُ بهِ حييتُ و ارتشفتْ=روحي انتظاراً لهُ إن عادَ مؤتمِلا
يُضنيهِ جَهدٌ من التفكيرِ متّصلٌ=ليلٌ طويلٌ معَ الإصباحِ قد فُصِلا
يضنيهِ سربٌ من الأفكارِ تنقدُهُ=و المقبلاتُ زوتْ من وحدةٍ خجلا
لا روحَ فيها سوى الإقبالِ مُكتَنَزاً=يُحيي الفؤادَ و ذاكَ اليأسُ قد قتلا
حتى تراءتْ على التحقيقِ فاصلةً=فارتدَّ جيشٌ من الأوهامِ و انخذلا
أو خابَ فيها صدى الإحقاقِ فانقلبتْ=من بعدِ ظنٍّ إلى الإظلامِ فانسدلا
حبّاتُ قطرٍ و كالماساتِ أجمعها=عِقداً بجيدي من الأفضالِ ما انفصلا
أو تاجَ رأسٍ ما انفكّت تفارقهُ=تذكي الوفاءَ و عودَ النّبلِ مُشتعلا
دمتم بخير
إدريس الشعشوعي
27-01-2006, 11:16 PM
رسولَ اللهِ قد فاض الهوانُ=و ذلَّ الحالُ فاستاءَ الزمانُ
رمَونا بالرّزايا ما توانوا=عِدانا و استباحوا فاستهانوا
بأقصانا لقد ذبحوا و عاثوا=و بالنهرينِ أحياءًا أهانوا
كتابُ اللهِ ما راعوا حماهُ=و قتلاً بالجموعٍ لقد تفانوا
فذلٌّ تلو ذلٍّ يا صحابي =و جرحٌ بعد جرحٍ قد أبانوا
و هذا الصمتُ فينا مستدامٌ=كأنّا ميّتونَ إذا استكانوا
أمَوتٌ في الحياةِ بلا مواتٍ=و عيشٌ بالهوانِ لنا يُصانُ
فوا ذلاّهُ ما أقسى زماناً=و ما أدنى شعوباً ما أدانوا
رسولَ اللهِ ما ساؤوكَ لكنْ=لنا التسفيهُ إذ هانَ الكيانُ
و هنّا حتى صارَ كلُّ كلبٍ=إذا استحلى سباباً لا يَغانُ
فوا حزناهُ من قولٍ طريدٍ=و ذي الأفعالُ خذلانٌ يُزانُ
تفرّقنا فصرنا في البرايا=كمليارٍ بأصفارٍ تٌهانُ
كثارٌ دونَ حولٍ كالمواشي=و ذئبُ السّربِ تُغريهِ السّمانُ
فواكرباهُ ما يُجدي ندائي=فقد جفّتْ من الحولِ الرّهانُ
لنا منهم من الطّعناتِ باعٌ=و خيرُ الأرضِ منّا مُستعانُ
أقاموا من تشرذمنا احتلالا=و من أرماحنا تُسبى القيانُ
زماني يا زماني قد بلغنا=من الإذلالِ ما يأبى الجبانُ
بني قومي لقد حانتْ حياةٌ=بها الإيمانُ لو يُرعى أمانُ
و ليسَ اليومَ يُعلي ما تدانى=سوى التمكينُ فالأقوى مُصانُ
إدريس الشعشوعي
31-01-2006, 03:49 PM
صلّى عليكَ اللهُ بدراً مشرقا=في الكونَ ضاءَ شعاعُهُ فتألّقا
حزتَ الفضائلَ كلّها بكمالها=فبكَ الخلائقُ تقتدي فيما ارتقى
و بكَ الكرامُ تمثلوا دربَ الهدى=و الخيرُ أنتَ و ذا السلامُ تحقّقا
ألهمتَ دنيانا المكارمَ صبغةً=محمودةَ التوجيهِ إذ فاضتْ تُقى
لا تستقيمُ مكارمٌ لمْ يسقها=إخلاصُ قلبٍ بالهدايةِ و النّقا
و أقمتَ نهجاً بالحقائقِ ناصعاً=فاسترشدَ الإنسانُ من بعدِ الشّقا
هذي العلومُ و ذي الصّروحُ أساسها=من أرسلَ الألبابَ تقفو المنطقا
حيانُ و البيرونِ و الرازي سموا=خلدونُ و الإدريسُ تخطيطاً لقى
في الطبِّ سينا و المعادنُ هيثمٌ=زريابُ فاقَ العازفينَ فنمّقا
بغدادُ سادتْ قاهراتُ بمصرنا=غرناطةُ الفردوسُ قرطبةُ البقا
و دمشقُ تعلو فاسُ ضاءتْ رفعةً= و بجايةٌ بالعلمِ فخرُ الملتقى
كنّا زماناً سادةً و بنا الضيا=من نورِ من أحيا القلوبَ على التقى
كنّا السلامَ إذا ملكنا قريةً=و إذا تظلّم معتدٍ كنّا الرُّقى
" وامعتصمْ" لمّا لقَتهُ ماجداً=ألقى الجيوشَ على الكلابِ و حرّقا
و صلاحُ وجهٌ ما تبسّمَ ضاحكاً=حتىّ توارى المعتدونَ عن اللّقا
و إذ تخلّى المسلمونَ عن الهدى=فإلى الوراءِ تخلّفوا عمّا رقى
و من الهوانِ تشرّبوا و تعرّضوا=و لكلّ ألوانِ المذلةِ و الشقا
" دنمركُ " تنسيْ يا سليلةَ فاسقٍ=من علّمَ الإحسانَ و الخيرَ استقى
من أرسلَ الإسلامَ سلماً ساطعا=يهدي الأنامَ و بالإخا قد وثّقا
" دنمركُ " تبّاً إذ هويتِ خسّةً= و جرؤتِ فعلاً شفَّ عن لؤمِ السّقا
في كلّ يومٍ نستشفُّ بواطناً=ليسجِّلَ التاريخُ إنصافاً بقى
و يسجلَّ الإنصافُ كذبةَ فاجرٍ=ظنَّ التحرّرَ في التمرّدِ أُطلِقا
يهوي إلى دركاتِ فحشٍ قاذعٍ=و يرى بأخلاقَ الحياءِ تغلّقا
" دنمركُ " حيدي إن أردتِ و شانئي=فاللهُ كافٍ عبدهُ و هو الوِقا
و هو النّصيرُ ترقبي أقواسنا=باللهِ ترمي و المصيرُ لكِ الشقا
و صلاةُ ربٍّ لم تزلْ متبوعةً=و سلامُهُ أبد الدّهورِ مرافقا
يغشى الحبيبَ محمّد خير الورى=و شفيعنا يومَ التنادي و اللّقا
*** و كل و انتم طيبين و الى الله أقرب ***
إدريس الشعشوعي
05-02-2006, 11:20 PM
قصيدة تنزف من واقع أستقرؤه عن كثب ..
و ربما لم يكن وقتها اليوم أنسب لنشرها ,
و لكنها ولدت فلزم أن تظهر .
و الحرف نرسله من إيمان و الله إليه الأمر من قبل و من بعد
. و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم تسليما .
غاب الكرام
غابَ الكرامُ فغابَ القدْرُ و الأثرُ=و استعبرَ الحقُّ لا يلفى من انتصروا
أبكي على الهممِ الكبرى و بي حَسَرُ=أينَ الذينَ استقاموا و الضيا نشروا
لم تلقَ في ساحهم ظلماءَ لو حضروا=بدرٌ بليلٍ و نورٌ ضاءَ فاستتروا
يا سُقمَ روحٍ فهل تشفى و من وجعٍ=يسري يبيّنُ عن فقدٍ لهُ خطرُ
فاض الهوانُ و سادَ الجهلُ و انقلبتْ=بيضُ الحقائقِ سوداً فالهوى نظرُ
عادَ الخوارجُ و التسطيحُ مذهبهم=فكلُّ أهلِ الهدى و الحقِّ قد وزروا
لم يُجْدِ يا صاحبي في ردّهمْ نُجُبٌ=قد جاوزوا الحقَّ و الأصحابُ ما قُبِروا
هل ينفعُ العلمُ و الأعلامُ قد رحُبتْ=بها الحقابُ .. أوِ التحقيقُ و الدُّررُ ؟
أشكَّ إنّي و ذي الأخبارُ قد فصَلتْ =فارجعْ لتدري فقد يُنبيكَ ذا الخبرُ
لُذ يا نبيهاً بما الأفذاذُ قد تركوا=و دعْ خروجكَ عن تحقيقِ من عبَروا
العلمُ دينٌ فحاذرْ كيفَ تأخذهُ=لا يخدعنّكَ قشرٌ لبّهُ الضّررُ
نصحتكَ الخيرَ و المولى إرادتنا=و ليسَ يُجدي دليلي و الهوى أشِرُ
و إذ تجلّى زمانُ القلبِ في مُثلٍ=هل ينفعُ الأصلُ و الإحقاقُ و الفِطَرُ؟
حادتْ دلائلُ حقٍّ بلْ قد اتُّهِمَتْ=فكيفَ يُرْشِدُ عقلٌ كيف يعتبرُ ؟
و القلبُ عامتْ بهِ الأهواءُ من عللٍ=يبغي الحميّةَ لا الإخلاصَ يختمرُ
واحسرتاهُ فكيفَ الشعرُ مركبُهُ=أم كيفَ يُقطفُ من أقوالنا الثّمَرُ
أم كيفَ نوفي لذي الأخلاقِ منهجَهاُ=و الرّوحُ ظمأى إلى الإيمانِ تفتقرُ
قادَ الّزمانَ نفاقُ الحالِ يبهرُهُ=و يقتفي الوهمَ أشباهٌ بهمْ غرَرَُ
رفعتُ قولي فما يُضنيهِ مُنتقدٌ=يُضني فؤادي ركونٌ باتَ يَشتهِرُ
سأرسمُ الحقَّ ما دامتْ لنا لُسُنٌ=فالحقُّ منتصرٌ لكنْ ليعتبروا
و أبعثُ الشّهدَ مفطوراً على أملٍ=يلقى لهُ ذمِماً لمْ يُسقمِ الكدرُ
قد ينفعُ الطّبُ و الترياقِ ما بقيتْ=في أصلها الجسمُ لم يستفحلِ الضررُ
لكنْ إذا خربتْ نفسٌ بما جهلتْ=لم يهدها النّصحُ و الإرشادُ و العبرُ
أما رأيتَ إلى الأنعامِ يرفعها=إذ لم يكنْ بقلوبِ القومِ مُعتَبَرُ
العقلُ و الأذنُ و الأبصارُ إذ شَهِدوا=لكنْ إذا عمِهوا ما نفعُها العمُرُ
لا تقتفِ القصَّ و التأصيلَ منقطعاً=يُردي الجهولَ طروزٌ شكلُها الأثرُ
العلمُ نورٌ و ليسَ الحفظُ مصدرهُ=يُرجى الفقيهُ إذا أشياخهُ شَهَروا
نورٌ تسلسلَ لا يؤتاهُ منفرِطٌ=نورُ الرّسولِ سرى بالإذنِ ينتشرُ
جيلٌ و جيلٌ قرونٌ طابَ مورِدُها=إلاّ زماني بجهلٍ باتَ ينتصِرُ
لا يُقبضُ العلمُ نزعاً من صدورهمُ=لكنْ يُنادى بأشباهٍ فيحتضِرُ
ادريس قندوز الشعشوعي
إدريس الشعشوعي
01-05-2006, 05:50 PM
أعتذر ايها الكرام عن غياب طال .. و قد فقدت واحدا من أعز الإخوان و الاصدقاء - رحمه الله و أسكنه فسيح جنانه - و هذه ابيات بسيطة في حقه و ما شهدنا إلا بما شهد به الصالحون و الناس .
مضى الأحبابُ وا لَهفَ الجَنانِ=فما حرفي سوى رجعِ الأماني
و ما حرفي بُعيدَ القومِ ساروا=سوى الأصداءِ من نوحِ الأغاني
بكيتُ و هل يعيدُ الدّمعُ خلاّ=سرى في القلبِ سرّاً من كياني
أضاءَ الرّوحَ من طُهرٍ و فضلٍ=كذا الأخيارُ أنوارُ الأواني
محمّدُ يا نقيّاً كيفَ رُحتمْ=و ما كنّا طويناها المعاني ؟
برغمِ الدّاءِ أقعدكمْ بقهرٍ=نظرتُكَ من يقيني للأمانِ
نظرتُك كي نُعيدَ الدّربَ نوراً=و نحييِ الرّوحَ من شهدِ الزّمانِ
و لكنْ دون توديعٍ رحلتمْ=و كانَ الدّاءُ أنذرَ بالأوانِ
أما طابتْ لكَ الأيّامُ تمضي=برفقتنا نُداولُها التّفاني ؟
أما طبنا لكمْ في الدّهرِ صحباً=فآثرتمْ مغايرةَ المكانِ ؟
محمّدُ إنَّ درباً قد نزلنا=عظيمُ القدر مغمورٌ بشانِ
طرقناهُ بتسليمٍ و قلنا=بغيرِ السّيرِ لا تُجدي الأماني
و لكنْ دون إنذارٍ مضيتمْ=و في قلبي مواجيدُ الحنانِ
نبيلُ القصدِ ما رامتْ خُطاكم=سوى الإخلاصِ و التقوى مواني
ذكيُّ القلبِ موفورٌ بعقلٍ=تُطيلُ البحثَ في أصلِ المباني
ثقيلُ الخطوِ عن شُبَهٍ و خلطٍ=و في الخيراتِ لا ترضى التّواني
رفيعُ القدرِ ذو وجهٍ صبوحٍ=و في الأحزانِ مفتوحُ الجَنانِ
شريفُ الأصلِ قد نلتَ المزايا=فزادَ الطيبُ في أصلِ الكيانِ
بأيِّ الأرضِ مثلُكَ في انشغالٍ=بصفوِ الرّوحِ ألقى هل تُراني ؟
كثيرٌ من يثيرُ الأرضَ نوراً=من الطاعاتِ و الخيرِ المُصانِ
و لكنْ من ينيرُ القلبَ حبّاً=و يطوي الدّربَ في صدقٍ بآنِ
يجاهدُ كلّ حينٍ في اصطبارٍ=و يبغي الحقَّ مرفوعَ المعاني ؟
قليلٌ ذاكَ رأيي يا صديقي=فليسَ بمثلكمْ في الحيِّ ثانِ
نحى بالصّدقِ يرقبُ دربَ حقٍّ=بوسْطِ القومِ في لُججِ الأماني
فشدَّ الحبلَ موصولاً برفدٍ=من التقوى همُ التحقيقُ دانِ
ألا ِرفدَ الصّلاحِِ سرى ضياهم=ليصبغَ من بتسليمٍ يُداني
و حبِّ المصطفى فالحبُّ ذخرٌ=بهِ يحظى المحبُّ من التّداني
محمّدُ قد مضيتَ إلى رحيمٍ=و أهلُ اللهِ أخدانُ الثواني
طليقُ الرّوحُ تسرحُ حيثُ شئتم=و تنعمُ بالحقائقِ في ائتمانِ
و ألقيتَ المحبّةَ حيث كنتم=بخلاّنٍ فصانوا بالتفاني
سيسعدُ من يلازمهمْ بصفوٍ=و يحظى بالتآزرِ في الزّمانِ
و ما عشتمْ بمُنعزلٍ و لكنْ=مع الإخوانِ أسّستَ المعاني
و بالتكشيفِ حوّلتَ السّرايا=من الأشبالِ كشّافا و بانِ
رياضيٌّ و ما أوقفتَ سعياً=عن التثقيفِ أو علمٍ لآنِ
سيبكيكَ الزمانُ و ليس يدري=كثيرٌ أنَّ مثلكمُ مواني
تدلُّ التائهينَ و نبعَ خيرٍ=يفيضُ بلا نُضوبٍ بالمعاني
محمّدُ إنْ مضيتَ على شبابٍ=فعمرُكَ في المواقفِ قد كفاني
سألتُ اللهَ أن يُجزيكَ خيراً=و يرفعَ قدركمْ أعلى الجنانِ
و يلحقنا بكمْ في دارِ خلدٍ=و حيثُ المصطفى بدرُ المكانِ
إدريس الشعشوعي
01-06-2006, 12:08 AM
"لئن ناءتْ بنا الأجسادُ فالأرواحُ تتّصِلُ"
سرَتْ أشواقِيَ الكلمى و هذا الحبُّ منفعلُ
لأنتمْ إن هفا قلبي لهُ الذكرى لهُ الأملُ
ملكتُمْ رقّةَ النّجوى و أنفاساً لكمْ تصِلُ
و مهما فاضَ من كلِمي فرَسْمٌ ليس يشتعِلُ
فهذي النّارُ في صدري يؤجِّجُها بكُمْ شُغُلُ
فآهٍ من سيعذرني و هل عذراً هو الدّمَلُ ؟
و آهٍ من سيرحمني هوايَ اليومَ يبتهِلُ
أيا من صرتُمُ الأطواقَ و الأشواقَ فاختزلوا
لأنّي اليومَ ضاق الحالُ و اشتدّتْ بيَ العِلَلُ
سأحمِلُ من صدى روحي لكُمْ لحناً لتحتفلوا
سأحملُ قصّةً ثكلى كمثلِ الحُلْمِ ينعَزِلُ
تعدّى لحنيَ الإفرادَ و العشّاقُ ما عجِلوا
عجزتُ اليومَ من سِرِّي بأنْ أفضي بما ثمِلوا
أمِنْ عشقٍ أغنّي اليومَ أم تغريدَ من ثكِلوا ؟
أمنْ صدقٍ شدَتْ روحي لكمْ أمْ إنّهُ الخجَلُ ؟
سينبِضُ خفقُنا دهراً مع الأصداءِ يرتجلُ
نعانقُ بعضنا شوقاً و أطيافاً و نرتحِلُ
فهلْ ألقي لكُمْ بوحاً يُذيبُ السرَّ يشتعِلُ ؟
و يمضي اليومُ و اليومانِ و الأيّامُ تنسدِلُ
سأجمعُ شوقَكُمْ دهري فإنْ ألقاكُمُ أصِلُ
و ليسَ اليومَ لي خبرٌ و لا قدَرٌ فأعتزِلُ
و لا لي غيرُ ما أقرَرْتُ في بدءٍ فيُحتَمَلُ
و هل لي أن أبوحَ اليومَ و الأجسادُ تنفصِلُ ؟
"لئنْ ناءتْ بنا الأجسادُ فالأرواحُ تتّصِلُ "
و لكنْ ضيقُها الأجسادُ بالأزمانِ تنشَغِلُ
و بينُ الحالٍ و الآمالُ بالتّحقيقِ تكتمِلُ
لكُمْ حبُّ على بينٍ و إنْ شئتُمْ فذا زجلُ
فإنْ صحّتْ لنا دعوى فبالأجسادِ لو وُصِلوا
فإنْ ناءتْ بنا الأجسادُ و الآمادُ هل نصِلُ ؟
سأكتُبُ قصّةً أحلى ، فبعضُ الشعرِ يعتدِلُ
و ليس اليومَ أحرُفُنا لتمنعنا فنمْتَثِلُ
و لكنْ شوقُنا و الحالُ و اللّقيا إذا اكتمَلوا
إدريس الشعشوعي
22-06-2006, 01:17 AM
رفثَ الشعورُ و أَتخَمَتْ أغوارَنا=فمشاهدُ الطغيانِ عمّتْ دارَنا
اللّيلُ صاحٍ بالملاهي ههنا=و هناكَ ليلٌ بالفواجعِ زارَنا
قد ماتَ بعضي يا إلهي مالنا=صرنا نُداري بالتنادبِ ثارَنا؟
كمْ أزهقتْ أرواحُهمْ أرواحَنا=ذهبوا و عدنا.. عوّدوا أبصارَنا
ذهبوا مراراً أُزهِقوا و أمامنا=و على موائدِنا شجَبْنا عارَنا
و بحُرقةِ الأعصابِ ممّا نالنا =من زفرةٍ خرجتْ تُجلّي نارَنا
ملَكتْ و فينا أنْ نغيّرَ مابنا=في لحظةٍ قدحَ اللّحاظُ جِمارَنا
اضغطْ زنادًا يختفي عنكَ العنا=و اخترْ لنفسكَ ما يُزيلُ أوَارَنا
لكنّهم وابؤسهمْ يا تعسهمْ=ما غيّرَ الإقلابُ عنهمْ ما رَنا
ما غيّرَ التغييرُ منّا دمعهم=أشلاءهمْ و دماءهمْ و حصارَنا
و مضى الشهيدُ و بالشهادةِ ظافراً=و إلى المُهيمنِ شاكياً إدبارَنا
إدريس الشعشوعي
17-07-2006, 11:59 AM
أصلت سيوف العز يا بطل الزمانْ=إنّ الزمان من الفدى عرّى المكانْ
و تواترت صيحاتُه في كلّ آنْ=يا أيها المغرورُ من أرخى العنانْ
اركبْ مطاياك التي ما خنتها=و اشحذعزيماتٍ بكارى في الجَنانْ
أنت الذي إنْ أدبروا أنت الشرى=أنت الذي لم يبقَ غيرُك للطعانْ
أنت المُرابط إن رموكَ بثلمةٍ=لا يُنقُصُ الشجعانُ إلاّ من جبانْ
أنت المجاهد لو رقبتَ قلوبنا=تقفو خطاكَ على صمودٍ في رهانْ
أنت الإمام و نحن خلفك كلّنا=اضربْ حماك الله لا تخشى امتِهانْ
الويلُ للخوّانِ من ولّى على=أعقابهِ و قضى عقوداً في توانْ
الويلُ للمسؤولِ عن عقدِ اللّوا=و أبى انعقادا لليتامى للقيانْ
للنازفاتِ دماؤهمْ تحت القنا=للثاكلاتِ و للألوفِ بلا أمانْ
يا ربِّ إنّ القومَ قد سادوا بلا=تفويضِ شعبٍ ثمّ خانوا الامتحانْ
هذي قرودُ الجبنِ آسادُ الوغى=لا من نُخيِّ اللّيثِ لكنْ من هوانْ
و ذوى صناديدُ البطولةِ و انحنى= رأسُ العروبةِ في نواحيها الحِصانْ
قد أدبرَتْ أجنادُ زيفٍ مالها=من بأسها غيرَ التعرّضِ للمُصانْ
"أسدٌ عليّ و في الحروبِ نعامةٌ"=يا ويحَ عُرْبٍ كيفَ يرثيها الزّمانْ
أصلتْ سيوفَ العزِّ لا عزّاً لنا=و ارمِ الأراذلِ بالرّعودِ و بالسّنانْ
أصلتْ سيوفَ العزِّ إنْ رمتَ الهنا=فهناكَ عزٌّ لا بتدبيرِ الجبانْ
لبنانُ طيبي رغمَ قصفِ المعتدي=و تشرّفي إنّ الكرامةَ لا تُشانْ
يا أهل غزّةَ و الضفافَ و مقدسٍ=يا أهل عزٍّ بالبطولاتِ الحسانْ
قفْ للكتائبِ حيِّها و جهادَها=و أمامَ حزبِ اللهِ أبوابُ الجنانْ
قفْ إنْ أبيتَ سوى الفرارِ على المدى=فهناكَ فخرٌ لا يُدانى بامتنانْ
و هناكَ أرّخ للبسالةِ مهدَها=و على العروبةِ ألقِ أطلالَ الهوانْ
إدريس الشعشوعي
24-07-2006, 12:15 PM
ألاَ للبقاياَ يا كرامَ المطالعِ=بقاياَ اعتبارٍ في ثنايا الفَوَاجعِ
لقَدْ سامَ ذلاّ من أنلناَ رقابنا=و أعطى الدّناياَ أن نُباحَ لطامعِ
و أيُّ افتخارٍ في الزّمانِ ندسّهُ=و أيُّ اعتبارٍ في احتضانِ المضاجعِ
و أيّ انتظارٍ في الحياةِ نودّهُ=و هذي المناياَ في حميمِ المَرابعِ
أيسقي العدّوُ من نحبُّ حتوفَهمْ=و نسقي عدانا من كريمِ الطّبائعِ ؟
فنعلي لواهُ في قُرانا ملوِّحاً=و يُعلي قُرانا بارتدادِ المَدافعِ ؟
و نرويهِ تبراً من ثرانا فنرتوي= دماءً و دمعاً و اجترارَ المصارعِ ؟
و يمضي العدوُّ في الحروبِ أمامَهُ=فنمضي شكاةً بارتقابِ المراجعِ ؟
ألا ليتَ عهداً للكرامةِ ماجداً=أقامَ بعُرْبٍ فاستضاءَ كلامعِ
صلاحٌ و عمرو و المثنى و خالدٌ=و ليسَ رؤوساً من دنيِّ المَراتعِ
إذا ما المعاني في العروبةِ غيّبتْ=و أفرِغَ دينٌ فارتقبها كضائعِ
وليسَتْ تُجارى في العظائمِ أمسَها=إذا لمْ تُواكَبْ سالفاتُ الرّوائعِ
فكنّا سراةً يا لحسرةِ نادبٍ=و صرنا دُناةًَ في حضيضِ المواقعِ
ألا للبقايا من كرامةِ أمّةٍ=تدكُّ العداةَ الغاصبينَ الشّنائعِ
سراياَ جهادٍ و الكتائبُ عزُّنا= بواسلُ حزب اللهِ حزبِ الرّوادعِ
ألبنانُ إنّي قد مدحتُكِ عاتباً= على العرْبِ جمعاً و الشمّوخُ توابعي
و مالي اعتزازٌ بائتلاقِ بقاعهمْ=و هذي الزّرايا من رُباهاَ الخوانعِ
لقد سادَ فيها الأرذلونَ بذلّةٍ=فهانتْ رباها رغمَ عزِّ الطّلائعِ
فلسطينُ فخراً فالبسالةُ مهدُها=تذوذُ اصطباراً في القلاعِ الموانعِ
قلاعَ صمودٍ و الإباءُ سلاحها=فلا طابَ عيشٌ دونَ عزِّ المنابِعِ
ألا للبقايا من حياةِ أعزّةٍ=لعلَّ زماناً قد يعودُ برائعِ
إدريس الشعشوعي
15-09-2006, 06:46 PM
أللشعراءِ مفخرةُ الكلامِ=أمِ التحقيقُ في فعلٍ إمامي؟
أفيضُ القلبِ بوحكَ في احتراقٍ=أمِ التزويقُ في ضمِّ السّنامِ؟
عجيبٌ أن يجودَ الشعرُ دهراً=و في الأشعارِ إخلافُ المرامِ؟
لأنّي شاعرٌ فاضتْ سطوري=تخيّبني و من يمشي أمامي
إذا ما سرتَ في الأحلام يوماً=و لمْ تَخْبُرْ فلا تُخبِرْ كلامي
تحالفني الحروفُ على انتشاءٍ=و في عزمٍ تخالُفني سهامي ؟
سأكتبُ من شعوري باعترافٍ=بأنّ الشعرَ إدمانُ الهُيامِ
و تسويقُ المعاني في احترافٍ= و عجزُ الذاتِ عن لمِّ الزّمامِ
فيا عُظمَ النّذيرِ لأهل شعرٍ=و قد هاموا بأوديةِ الكلامِ
و قد قنعوا من التصويرِ طرّاًً=و ما لا ذوا بأدويةِ السّقامِ
شعورُ الملهمينَ لهُ امتدادٌ=و شعرُ القاصرينَ بلا تمامِ
نظمنا القولَ من شهدِ المعاني=و تُهنا في جلابيبِ العظامِ
سيحملكَ اقتداري و اعتذاري=فتمدحني فما جدوى سآمي
إذا الأشعارُ رافعةٌ لذكري=فذكري في قوافيها كسامِ
عمدتُ القولُ مجترئاً صريحاً=فإنّ اليومَ أدعى للذمامِ
و ليسَ الفخرُ في شعرٍ بليغٍ=و لا قولٍ حكيمٍ في انسجامِ
و لكنْ أن تقيمَ الحرفَ ذخراًً=لهُ قدمٌ على صدقِ الكرامِ
كنجمٍ في علاهُ قد تسامى=و دلَّ القومَ في بيدِ الظلامِ
فأطلقَ من مفاخرهِ ائتلاقا=و خلفَ بريقهِ سرُّ التزامِ
على فرطي لقد أطلقتُ شعري=و في نفسي نداماتُ الغرامِ
و قد أعياني أن ألفى سبيلي=و ما ألفيتُ في الدنيا اهتمامي
و ما همّي سوى الإفصاحِ عزماً=و لكنْ خانني عزمُ العظامِ
يؤرّقني التراوحُ في زماني=و تهجرني عزيماتُ الهُمامِ
بقلبي الحبُّ دفّاقٌ كبحرٍ=و هل يكفي لمثلي في مرامي
تَخَالَفْنا فليسَ النّاسُ صنواً=فطالبُها المعالي بالزّحامِ
و طالبُها بقلبٍ ليسَ يبغي=من الدّنيا سوى صفوِ الكرامِ
تمرُّ الساعُ و الأيّامُ هدراً=فتهدُرُني و تسقيني انهزامي
تُصافحني المعاني في انطلاقٍ=فأغدو مُلهماً أطوي ركامي
و تلبَسُني ركاماتي زماناً=فأشربُ من قذاها كالزُؤامِ
و قالَ الحِبُّ أفصحْ يا بعيداً=و جدِّدْ شوقنا و اقشعْ ظلامي
و ما يدري بأنَّ الشوقَ نارٌ=و هذا البُعدُ أمطارُ الغمامِ
و ذاكَ الصبُّ في قلبي طيورٌ=و لكنْ ريشُها مثلَ الحُطامِ
بأيّ اللّونِ أظهرهُ التزامي=و دعوى البذلِ من خلفِ الّلثامِ
سكبتُ القولُ اشعاراً و شوقاً=فحارَ القومُ في سحرِ الغرامِ
و لمْ أسبقهُ لو صحّ احتراقٌ=لدخنَّ ثمّ أرْمدَ كالحِمامِ
ألاَ يا أيّها الأحبابُ عذراً=فلوْ بالمِلكِ ما بَطِئتْ ذمامي
و لو ملكتْ يميني بعضَ ذخرٍ=أتاكمْ ما ذخرتُ على التّمامِ
فإنّي قائلٌ و اللهُ يدري=و يأبى ظنّكمْ طعنَ التزامي
أللشعراءِ مفخرةُ الكلامِ=أمِ الأوجاعُ تهدلُ كالحمامِ
*****
إدريس الشعشوعي
02-11-2006, 11:42 AM
نزفتْ جروحي
و انثنى عهدُ الصّروحِ
و رجعتُ فرداً
هائماً تحتَ انسدالاتِ الهوى
فالقلبُ شابَ على النّوى
و الشوقُ فاضَ بلا ثوا
و القهرُ سالَ على مساحاتِ السّفوحِ
آهِ لوردٍ يابسٍ
لفحُ الهوا
أذواهُ من دفقِ النّدى
و رماهُ في قفرِ الجنوحِ
الأيدي مُدّتْ
و العيونُ بكتْ و شُدّتْ
و الرّوحُ غابتْ في ميادينِ الجموحِ
لا شيءَ يدني
أو يُجيبُ لكمْ تمني
فأنتمُ الأصداءُ في بيدِ الفلاه
و أنتمُ الأوراقُ تُسبى
في خريفٍ رهنَ ريحِ
لا عطرَ يصبغُ ثوبكمْ
لا نورَ يكشفُ سحركمْ
حتى الحروفُ تململتْ و تمرّدتْ
و الشعرُ صارَ على الضّروحِ
ليتَ الشعورَ إذا انجلى
قد صاحَ من صدقِ السّلا
و تكسّرتْ كلُّ اعتباراتِ الملا
و غدى نزيفاً من جراحاتِ القروحِ
إنْ تطلبوني
فأنا الجريحُ
وأنا الذبيحُ
و أنا المسربلُ في متاهاتِ الدّنى
قد صاغني الإحساسُ من بعضِ طّفوحي
كفرتُ بالدّنيا تُكابرُ عزّةَ
و بها الكرامُ تأوّهوا
و تولّهوا
و تشتّتوا في زحمةِ التمثيلِ و التّلويحِ
ليسَ الكلامُ بهِ الشفاءْ
ليسَ المساءْ
و أنجمٌ غارتْ تبوحُ على المدى
من كثرةِ الآهاتِ و التسبيحِ
فدعْ سفيني
و اغرقْها في بحرِ الشجونِ
حتى يصيرَ تنفسّي و تعيّشي
و تروُّحي و إلهامُ تدويني
من نزفِ روحي
و من دماءاتِ الجروحِ
إدريس الشعشوعي
23-11-2006, 10:01 PM
مالوا إليكَ فصاغوا الحبَّ أشعارا=و طرّزوها بتبرِ القولِ إكبارا
و أدمنُوا البوحَ لو سايَرْتَ منطقهمْ=ألقيتَ سحركَ و الأشواقَ أعذارا
يا منْ سباني بوسْطِ الغيدِ فاتنةً=و أحرقَ الزّيفَ و الأوهامَ أستارا
و أهدرَ الشعرَ في الأحوالِ أغلبَهُ=ألقى الغرامَ و عرّى البوحَ خدّارا
إنّي لشعري أتيتُ اليومَ مُحتَكِماً=و قد خبَرْتُ أفولَ الشعرِ أطوارا
و جئتُ أسعى و ما بوحي بمُعتبَرٍ=فقدْ يعيبُ مليحُ البوحِ أغوارا
من لي بقلبٍ إذا من أقبلوا ذهبوا=و قد تجلّوا على الوجدانِ أقمارا ؟
و قد تدلّوا كقابِ القوسِِ فاقتربوا=و صيّروا الرّوحَ في زوْراتهمْ دارا
و حمّلوا الوجدَ من ماضيهِ في أزلٍ=كأنّما الإلفُ في الآزالِ قد دارا
من لي صديقي ، و هذا القلبُ قد نضبتْ=منهُ السّيولُ سوى الأوجاعِ آثارا؟
أعياهُ دأبي و ذاكَ الدّأبُ منصرفٌ=ما للمصائرِ غيرُ اللّوحِ أقدارا
إنْ يُقبِلوا فهمُ الإيناسُ من قِدمٍ=أرواحُنا ظفرتْ بالسّعدِ مشوارا
أو يدبروا فلقدْ أدمنتُها مدُني= بها ألِفْتُ حِقابَ الغُربِ بحّارا
قد صارحوني و قد أدنَوْا ، قد اغتربوا=كما اغتربتُ بما لاقيتُ إقرارا
ليتَ الهوى جزرٌ ما أرّقتْ سفني=و لا دريتُ بها .. ما ألفحَ النّارا
بلْ ليتَ يجمعنا يومٌ له عَقِبٌ=فيهِ الودادُ جرى في الخلدِ أنهارا
يا عاذلاً عِلَلي ، الوجدُ في سبلي=لو ذقتَ من عسلي ، ما كنتَ مُحتارا
إنّ الهوى دِيمٌ لو كنتَ تدركُها=تجري السّفينُ بها و القلبُ ما اختارا
سلّمتهمْ أملي ، أرماشهمْ نُزُلي=حديثهمْ دَمَلي ، و الأنسُ قد زارا
لولا الشعورُ جرى و اعتادَها وطرا=داريتُهُ قمرًا أبقيهِ أسرارا
يا ليتني ما نطقتُ الشعرَ في صُحُفي=و لا استطبتُ من التصريحِ أخبارا
لكنْ إذا سطعتْ قمراؤنا وهَجاً=و بانَ مطلعُها في الأفْقِ أنوارا
من ذا يُداري شموسَ الصبحِ مائلةً =مالتْ على ظُلَمٍ لم تُبقِ آثارا
شدوي غدا كنسيمِ الرّيحِ أو كشذا=إنّ الوعاءَ له حدٌّ و قد فارا
فلتملؤوا قدحي أنتمْ مدى منحي=علَّ الضّلوعَ تفيضُ اليومَ آبارا
علَّ الفؤادَ يَشي للنّاسِ من صبَبٍ=و يسكبُ العشقَ في الأشعارِ أشعارا
إدريس الشعشوعي
21-12-2006, 03:17 PM
خذني إليهِ فإنّ الشوقَ قد قَطَعا=أوصالَ روحي و بِتُّ اليومَ مُنقطِعا
و مورِدُ البسْطِ قد لاقيتُهُ مدَداً=و هلْ عليَّ خيارُ الرّفدِ إن نبعاَ
الشّعرُ خلّي لئنْ باحَتْ مواجِعُهُ=فذاكَ قلبي من الأثقالِ قد ركعا
يا سائلين عن الأشواقِ موقعُها=سلُوا و لكنْ سوى ذا الشوقِ إنْ قرعا
نارٌ و نارٌ كمثلِ الصّهدِ أو برَدٍ=منها يجيءُ فيغشى القلبَ إنْ وُجِعا
خذني إليهِ لعلّ القربَ يحضنُني=و ينتفي البينُ ويحَ البيْنِ قد فجعا
خذني إليهِ تراهُ الرّوحُ حاضرةً=لعلّ قلبي قُبَيلَ العينِ ما وَلِعا
و لا تسلني بُعيدَ اللّحظِ عن نُزُلي=أرى الجسومَ سجونَ الرّوحِ و المُنُعا
و لا تسلني لماذا الوجدُ يجلدني=قد بتُّ أحسبُ عُمرَ البيْنِ مجتمِعا
تبكي ضلوعي و هذا الشوقُ محترقٌ=و هلْ يعيدُ شواظُ الشوقِ ما نُزِعا
رفقا صديقي ، فبعضُ الرّفقِ مرحمةٌ=و بعضُ غيبٍ وإن جافاكَ ما وَضَعا
أوّاهُ روحي من التّحنانِ يلبسني=و عزّةِ النّفسِ بالتسليمِ إنْ فُرِعا
ربّاهُ إنّي لما أوليتَ مؤتمرٌ=و القلبُ باكٍ فبُعدُ الحِبِّ قد خلَعا
بأيِّ عينٍ أرى الايّامَ بَعدهُمُ=و هُمْ مثالي و هُمْ أعلاهُ قد لمعا
و أيُّ شوقٍ يجيبُ القلبَ إنْ عُدموا=هلْ يعدلُ الشمسَ للظلماءِ ما سطعا ؟
يا ذاكرينَ خصالَ الحِِبِّ مفخرةً=منهُ البعادُ يكافي العدَّ مجتمِعا
منهُ القلوبُ إذا أشواقها حُبِستْ=باتتْ بليلٍ فلا تُكفى بما وَسِعا
أرَقُّ خفقٍ لكمْ قد بتُّ أشعرُهُ=سكنتمُ الرّوحَ في عليائها قُطُعا
ملأتمُ الوجدَ بالأمدادِ تنشلُهُ=منَ العزوفِ و منْ شُرْبِ القذى قَنِعَا
و شوّهَ الحسنُ حسنَ الغيدِ أمثلهُ=و ها شرعتمُ ترونَ القربَ مُمتنعا
لكَ اللّطيفُ أيا قلبي بما غرَفتْ=لكَ الحوادثُ من كاساتِها جُرَعاَ
لك الكريمُ ففي أقدارهِ منحٌ=و العبدُ زاكٍ إذا في القربِ قد طمِعا
إنّي مضيتُ و هذا القلبُ أرسلُهُ=أنّى يقيمُ بأمرِ اللهِ قد قنِعا
إدريس الشعشوعي
16-02-2007, 08:22 PM
أتاك الحبُّ معتذراً يُوالي=و قد قطفَتْ أزاهرَهُ الليالي
متى صرتمْ على قلبي ربيعاً=فهلْ يشفي ربيعكمُ اعتلالي
فإنْ شئتمْ تملّكتُمْ فعهدي=أغالبُها جراحاتي و حالي
و أطوي من سوابقها شجوني=و أبذلُ لو قدرتُ على النّوال
فأيُّ العاقلينَ يشيحُ وجهاً=عن الأقمارِ في قفرِ الضّلالِ
أشعّتُ روحكمْ من نورِ عشقٍ=كأنَّه مِ انعكاساتِ الخوالي
و منْ يصدُقْ تصدّقهُ الأماني=و إنْ طالتْ سراباتُ التّوالي
و أنْ أهوى ، هوايا من هواكمْ=فهذا القلبُ مرآةُ الوصالِ
تحُومُ به المودّاتُ فتغدو=صغائرها كبيراتُ الظلالِ
وأوعيةُ عرفناها لضيقٍ=سوى في القلبِ تكبرُ بالمنالِ
و لو أخذوا من القلبِ الزوّايا=فأنتمْ نبضهُ في كلِّ حالِ
و لو غرفوا كثيراً ذاك نزرٌ=فبحركمُ محيطٌ من خيالي
و لو سكنوا زماناً و استقرّوا=فسكناكمْ من القلبِ الأعالي
ملكتُمْ و استبحتُمْ غورَ روحي=و لمّا تقضموا ثمرَ الغلالِ
و هيّجتمْ حنيني و الحنايا=كأنّكمُ ربيعي في اكتمالِ
يواسيني و يشفيني هواكمْ=هواكمْ قد أطلّ على تلالي
سيُشرقُ في مرابعها فتشدو =و تزهرُ من جديدٍ لا تبالي
فمهما أقبلَتْ يوماً صَباكم=أعادتْ في نسائمها اعتدالي
ألا قولوا إلامَ البينُ يرمي=بِوادينا عناوينَ العقالِ ؟
فننشدُ من عليلِ الوجدِ شعراً=يواسينا و ذاك البينُ سالِ
و حتّامَ المواجعُ تصطفينا=و أهلينا بأقسى من نبالِ
نبالُ القوسُ تنفذ ثمّ تقضي=و ذي افترقتْ على سبعٍ طوالِ
ألا عودي ليالينا إلينا=أحبّتنا كأقمارِ اللّيالي
تسامرنا اللّوامعُ في علاها=و يغمرُنا الحنينُ بلا ثقالِ
و يوجعنا الهوى من فرطِ تيمٍ=لهُ من رشقهِ طعمُ الزلالِ
فنبكي كالرّضيعِ بلا مجيبٍ=يهدهدهُ بأحضانِ الدّلالِ
و نضحكُ إنْ ضحكنا مثلَ صبحٍ=تبسّمهُ الأشعّة في انسدالِ
هناكَ الفجرُ يشرقُ في سماءٍ=بها الأمجادُ من صنعِ الرّجالِ
و يأمنُ في الأقاصي و الأداني=أهاليها و عدلُ الملكِ والِ
و يذهبُ كيدُ ظلمٍ و افتتانٍ=و يعلو الحقُّ أبراجَ الجلالِ
فثمّةَ إن غزلنا العشقَ شعرا=أتى بوحاً يميلُ إلى الكمالِ
إدريس الشعشوعي
12-03-2007, 11:09 AM
إلى جميع روّاد الواحة : شعراء و أدباء و أساتذة و مشرفين بمناسبة 4 مليون زيارة ، هذه الأبيات المرتجلة وقوفا عند موضوع استاذنا الكبير الحبيب د.سمير العمري
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=21018
لاحَ الحصادُ لزارعِ الآمالِ=فابشرْ أخي بتضاعفٍ لغلالِ
النّورُ يسري في الظلامِ مبدّداً=و الماءُ يُحيِ بعد موتِ تلالِ
هذا السَميرُ لقد أتاكَ مبشراً=و قُبيلَ ذلكَ صاحبُ الأفضالِ
الطّيبُ يثمرُ في أصولِ كيانهِ=و من الجميلِ يلوحُ كلُّ جمالِ
فاهتفْ بصدقٍ كلّما أبصرتَهمْ=فازَ الكرامُ و من حظى بوصالِ
الواحة الفيحاءُ أقبلَ سيدُها=يعلونَ صفوَ مشاربٍ و خلالِ
السائرونَ على دروبِ ريادةٍ=يُحيونَ عهدَ السّيدِ و الأبطالِ
الأكرمونَ و قد تظافرَ جهدُهم=هذا الأديبُ و شاعرٌ و مُوالِ
القائمونَ على نقاوةِ نبعها=و المخلصونَ على شريفِ مثالِ
سادَ العطاءُ بساحهم و تلألأتْ=من صدقها أنوارهمْ بجلالِ
بشرى لمنْ أعطى الحياةَ فنونَهُ=و براها سعياً في هدى الأجيالِ
و سها كريماً عن أناهُ مؤثراً=ما العيشُ فخراً غيرُ ظهرِ معالِ
:0014: :0014: :0014: :0014: :0014:
إدريس الشعشوعي
25-03-2007, 01:37 PM
قلنا هذه الأبيات مرتجلة و مشاركة في هذا الموضوع " مللت الشعر يازهوى " ..على الرابط :
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=18045
للأستاذ الجليل الشاعر الحبيب د. جمال مرسي .. و قدارتأيت اليوم أن أفردها في موضوع ، و والله أجدها أقلّ ما يمكن ن أقوله في هذا الشاعر الحبيب و الإنسان الكريم خلقا و نقاءً :0014: :001: :hat: ..
فأنتم سيدي للشعرِ روحٌ=و شعركمُ الوصالُ بمجدِ دينِ
شرُفتمْ في المواقفِ و المعاني=و أطلقتمْ حروفاً من حنينِ
و ما زلتمْ على الأخلاقِ تسعى=لكمْ في الدّهرِ نفْحاتُ الأمينِ
كرامٌ و الكرامُ لهمْ صدورٌ=يجاوزُ رُحبها شأنَ الضنينِ
ابا رامي و ما ألقي كلامي=مجاملةً و لكنْ ذا يقيني
فبارككم إلهي يا كريماً=و باركَ شعركم أبدَ السّنينِ
و دمتمْ للأحبّةِ غيمَ صفوٍ=يجودُ بما سما في كلّ حينِ
مع كلّ المودة و المحبة و التقدير :hat:
إدريس الشعشوعي
15-04-2007, 05:02 PM
كانت متفرقات في هذا الموضوع
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=7052
فجمعناها هنا ... و بالله التوفيق . :001:
.......(1)
لَذرّة من أجمل المشاعرِ=أحلى من الدنّى و من مَفاخرِ
أشفى لقلبٍ لم يزلْ مكذّباً=كلّ المعاني في الصديقِ الساحرِ
لا لا تقلْ إنّ الوفا في أحرفٍ=أو جملةٍ تدورُ في المنابرِ
لا تنطقِ الشعورَ في صناعةٍ=إنّ الشعورَ في صدى المصائرِ
قلبي الذي أسكنتُهُ رقائقي=ضجَّ الأنينُ منهُ بالمشاعرِ
عافَ الرّسومَ مثلما أمانيًا=و ضاقَ بالفساحِ و المظاهرِ
*****
........(2)
ضاقَ الزّمانُ رغمَ ما أحصيتُه=من كثرةِ القريبِ و المُناصرِ
يا كثرةً تضيفُني لظافرٍ=لكنّني من غبنها في قافرِ
هل كانَ ما جنيتُهُ من غربةٍ=إلاّ دليلي عن بِلى الأواصِرِ
يا غربتي لا تنقمي من غربتي=فموجعي في طعنةِ الضمائرِ
*****
........(3)
نعم لقد شربتُ من كؤوسها=دنيايَ و ابتليتُ بالمخاطرِ
لكنّني أدركتُ في دروبها=أنّ النقاءَ أجملُ المشاعرِ
و العفوَ و العذولَ عن مساوئي=لا لانتفاعٍ بل رجاءَ القادرِ
و الشربَ من صفائها منابعي=أحلى سِقاءًا من دنى الظواهرِ
و الحرُّ مهما ذاقَ في زمانهِ=فالله حسبٌ للكريمِ الطّاهرِ
*****
.............(4)
و الحرُّ يمضي في شموخٍ باطنٍ=كذا الكرامُ لم تزلْ كالعابرِ
تجودُ من بحارِ ما قد أودعتْ=ما أودعتْ قد فاق ظنَّ الشاطرِ
ما همّها إن أدركتْ محامداً= فهمّها سلامةُ الضمائرِ
لو كانَ في محامدٍ نوالها=لضاعتِ الأحرارُ بالمظاهرِ
*****
.............(5)
و من رجيعي لم أزل مُلازما=منابعَ الإمساءِ و البواكرِ
أذوبُ في سكونِها و أمتطي=نجومَها علَّ الصّفا مؤازري
لقد هوتْ أطيافكمْ فغربتي=غدتْ هنا حقيقةً لناظري
و أمطرتْ حكايتي بقطرها=فأوجعتْ و أذهبتْ قرائري
*****
.............(6)
ألا اعذروا تشتّتي فإنّني=مسافرٌ و أقبلتْ بشائري
تشدّني مواطني ألفتها=و هامتي تجلُّ عن مظاهري
أطوفُ في رحابكمْ مؤمِّلاً=و ما عرفتُ كيف هيْ أواخري
أوائلي أواخري بسطتها=و همتُ في مسالكِ السّرائرِ
*****
.............(7)
يا سائلاً عن زفرتي و صهدِها=لستُ الذي أصدرتُها أو ضامري
لكنّني لفظتُها من واقعي=و أعْربتْ عن بعضِ ما في خاطري
نعم فقدْ تذيبُ كلّ جامدٍ=لو أنّهُ استقلّ بالضمائرِ
ضمائرٌ موؤودة و أنفسٌ=عتيّةٌ ، تشبُّ في مكابرِ
*****
.............(8)
أعيا الفؤادَ رقّتي أصونها=و صولتي محبوسةٌ و جاسري
يغري الرجالَ قدرهُم و رأيُهم=و ليسَ أسمى من حياةِ الطائر
إنْ حطّ أرضاً قاصدا أقواتها=عافَ القعودَ في حمى المخاطرِ
يرى البعيدَ إن علا له انجلى=سيرُ الدّروبِ و التباسُ السائرِ
إدريس الشعشوعي
06-05-2007, 05:04 PM
المُصطَفَونَ على الأخلاق قد ركبوا=لهمْ خلالٌ بنورِ اللهِ تنجذبُ
يُسقى الغريبُ بحولِ الذاتِ معتقداً=أنَّ الذواتَ تقيمُ الحقَّ تقترِبُ
و همْ شهودٌ لحولِ اللهِ قدْ علموا=أنَّ المآثرَ لا تُعطى لمنْ سُلِبوا
ما قامَ فيهم نداءُ النفسِ يلهمُهم=فالنّفسُ فيهمْ خبتْ ترتادُ فانتُخِبوا
بالله قاموا فذي أنفاسُهمْ خلُصَتْ=أضحتْ يميناً لمنْ ولّوهُ فانتِدُبوا
همُ الرّجالُ إذا لاقيتهمْ فأنِخْ=ركابَ حبّكَ قدْ يُحييكَ لو رَغِبُوا
ما زالَ عبدي- يقولُ الحقُّ - يطلبني=حتى يصيرَ بصدقٍ قدرتي تثبُ
الأذنُ و العينُ و الأيدي إذا بطشتْ=لمّا استجابوا لداعي اللّهِ قد وُهِبوا
دعْ عنكَ طولاً و دعْ حولاً و مفخرةً =تأتي المفاخرُ من باللهِ يحتسِبُ
اللهُ أحيا و يُحيي الكلَّ في قدَرٍ=و لا يقومُ بأمرِ اللهِ من حُجِبوا
خالفْ هواكَ و حظّ النّفسِ و انفِهموا=تُسقى المواهبَ و التحقيقَ ما اجتنبوا *
و لا تقلْ فرطُ علمي ذا و موهبتي=شابهتَ قبلكَ من بالذّاتِ قد عُجبوا
قارونُ ماجتْ بهِ الأموالُ في غرفٍ=قالَ اتّقادي و وهجُ العقلِ قد رَتَبوا
و عادُ ظنّتْ بأيدي البطشِ في صلَفٍ=أنّ الوجودَ بهمْ قد باتَ يضطِرِبُ
لا تحسبنَّ قيامَ الكونِ من عبثٍ=بل قامَ عبْداً لمنْ للهِ ينتسِبُ
اللهُ سخّرَ ما في الكونِ أجمَعَهُ=للمخبتينَ له من حولِهِِمْ هربوا
غيِّرْ بنفسِكَ ذا التغييرُ أكملُهُ=تُكفى بحولهِ ما حامتْ بهِ الشّهبُ
و الزمْ حماهُ و لا تفرحْ بما فرِحوا=فلا يُقيمكَ في التغييرِ ذي الرُّتبُ
اللهُ وحدَهُ لو شاهدتَ قدرتَهُ=و ما حباكَ فهل قاضٍ أمِ السّببُ ؟
---------
* الهوى و حظ النفس و النفس = ثلاثة فجاء الضمير للجمع ، للفت الانتباه بارك الله فيكم .
إدريس الشعشوعي
09-05-2007, 12:18 PM
هامَتْ خوافقنا بالصّبِّ فاصطبري=روحي للُقيا مُحبٍّ في هوًى عَطِرِ
إنّي شعرتُ الشّعورَ من مواجدهِ=ففاضَ بوحي على أوتارِ مُنكسِرِ
يا عاذلي بعزوفي اليومَ عن دِيَمٍ=ماذا يُفيدُ النّهولُ إن جفا قدري
ماذا يفيدُ الكلامُ في ترنّمهِ=أو هل يُجيبُ البعيدُ إن شجا وتَري
ما للتّكلّفِ قد صارتْ موائدهُ=كُثراً و صرنا بُعيدَ الصّفوِ في كدرِ
ما طابَ يومٌ منَ الأيّامِ مختلطٌ=و قد عرفتُ شعورَ الصّفوِ بالفطرِ
نأبى العزوفَ عنِ الإسفافِ في سِيَرٍ=و كمْ تورّدَ مَفتونٌ منَ العَكِرِ
ما قيمةُ القدْرِ تسقينا بهِ مُهَجٌ=و قدْرُنا عندَ من يدري على قترِ
يا مالكاً خفقَ قلبي رقّةً وهوى=و آسراً طيرَ شوقي و النوّى قدري
أسلمتُ روحي لربّي و الوفا قدَمي=أبكيكَ شوقاً و بعضُ الشوقِ كالقمرِ
ما زلتُ أصحو بصبحٍ ملؤهُ أملٌ=لعلَّ صبحاً يجينا و اللّقا سمري
ما زالَ ذكرُكَ يسقيني على ظمَإ=و يسقينيَ الحبُّ لو تدري بلا نظرِ
تريدني دائمَ التجديدِ في كَلِمٍ=و قلبيَ الصّبُّ فيكم دائمُ الفكرِ
إن بحتُ حُبّا فذاكَ ما خفى فبدا=أو دام صمتي فبوحي في لقاً نَضِرِ
بينَ الشعورِ و بينَ البينِ قد نزفتْ=دما فؤادي بلوعةٍ معَ الحسَرِ
تجري الدّماءُ و إن لم تجرِ هل عتقتْ=قلباً يذوبُ من الأشواقِ كالشّررِ؟
يا عاشقاً مثلَ طيرٍ دونَ أجنحةٍ=عسى جناحُ اعتزامٍ أو رضا القدرِ
عسى لقاءٌ على الغيوبِ قد طُرزَتْ=بهِ المباسمُ و اللّحْظاتُ كالدُّررِ
عسى أراكَ و في قرْبٍ فدونك ما=تزكى الطّيوبُ و لا تحلو إذاً سِيَري
يا دوحَ قلبي و يا طيفاً أهيمُ بهِ=صحواً و غفواً و أرجوهُ مدى العُمُرِ
******
قصيدة سبق أن وضعناها في هذا الركن ، كانت أوّل محاولة على البحر البسيط حينها ، و قد سدّدها أساتذتنا الكرام أذكر منهم على سبيل الذكر : الأستاذة القدير نهى فريد ، الاستاذ سمير العمري ، الأستاذ عبد الوهاب قطب ،... جدّدت لها الموضوع حتى يقرأها القارئ نقية من هناتها العروضية . و لو كان بيدي أداة التعديل لعدّلتها في مكانها الأصلي من هناتها و أبقيت الموضوع في ثوبه الأول ، فهو عندي أجمل و أفخر محبة و تقديرا للذين مرّوا بها و ساهموا في تسديد مواهبنا . بارك الله في الجميع .
و على هذا الرابط تجدونها ...
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=7674
إدريس الشعشوعي
11-05-2007, 09:00 PM
سأعودُ أعلنُ صفو مائدتي=فلعلّكمْ لن تفقدوا مزني
اليومَ تعصفُ بالمدى ريحٌ=و غداً يتوقُ الشيخُ للإبنِ
و غداً يزولُ الأكثرونَ فلنْ= يبقى لنا إلاّ الذي يُغني
حبٌّ بنا لا ينثني فينا=مهما بدا من جنبكمْ يُضني
إلاّ اغتنمتمْ من منابعهِ=فلربَّ يوماً يأتي بالغبنِ
الأكرمونَ لهمْ صدى روحٍ=ترجو الفلاحَ و ليس ما يُدني
و لهمْ جوابٌ في مشاعرهمْ=يُحيونَ صفو الشربِ و الرّكنِ
جيناكمُ بالودِّ نستجدي=و لنا ركابٌ حازمُ الشأنِ
و لنا هناكَ الحقُّ نقصدُهُ=و مكارمُ الأخلاقِ و الظنِ
إن تطلبونا لسنا نخلفُكمْ=أو تفلتونا عهدنا مبني
إدريس الشعشوعي
13-03-2009, 09:35 PM
كتبناها في الخريف الماضي على سجيّة السمع و الوقع ، فلربّما شابتها الهنّات ، فمرحبا بكلّ تصويب و تسديد ، و نذكر أنّنا لم نكتب شعرا منذ نحو سنتين .
*** أنتِ ، أنا و المطرْ ***
*****
ضوءُ السّحابِ و قطرُ السّماءِ
و صوتُ المطرْ
و صبحٌ تعتّقَ منذ الأزلْ
نشى الهائمينَ ..
فوق الهضابِ و نحو الفضاءِ
وراءَ الجُدُرْ ..
يُخالِفُ دفءَ الصباحِ العليلْ
كعادَتِهِ بشمْسٍ تُطلّْ
يُواري شروقَ الشّعاعِ الجميلْ
و يُوقظُ في القلبِ عشقَ النّدى
و عشقٌ هناكَ ..
عتيقٌ أصيلْ
تفتَّحَ كالزّهرِ عندَ البُكَرْ ..
كنفحِ الورودِ كضوءِ القمرْ
كتلك الأماسي التي لمْ تزّرْ
كطيفٍ لبِثتَ طوالَ السنين
تودُّ اعتناقَهُ فيكَ ظهرْ
و ها قد ظهرْ ..
أنا باغترابي
و أنتِ أمامي
و يجمعنا سحرُ ذاكَ المطرْ
رأيتُكِ قربي
فتاةً تسيرُ ..
و لونُ السّحابِ
و غيمُ الضّبابِ
و حبّاتُ قطرٍٍ كمثلِ اللُّجينِ
و أرمقُكِ بانعتاقٍ أسَرْ
و أوقِفُ كلّ الثواني الغرابِ
أجرِّدُ مشهدكَ المعتبَرْ ..
أنا بانسيابي
و أنتِ هناكَ عيونُكِ ترنو
إليَّ تلاحظني في خطَرْ ..
أحنُّ إليها و هْيَ تراني
أودُّ أبادِلُها ما انشطَرْ
أودُّ أعانِقُها من مكاني
و أنسى زماني
و يصهَلُ خيلي طليقَ العنانِ
يُسابقُ رشْقَ سهامِ المطرْ ..
بياضُهُ يسبي
و ركضُهُ يُنبي ..
عن فرطِ حلمٍ عظيمِ الأثرْ
أنا باقترابي
و أنتِ أمامي ببيضِ الثيابِ
كوردةِ فلٍّ
كلوحةِ ظلٍّ
تجسّدَ عشقاً تحدّى القدَرْ
كحُلْمٍ غفا عن جنودِ السّهرْ
رسمتُكِ ..
أنتِ ، أنا و المطَرْ .
إدريس الشعشوعي
14-03-2009, 12:58 PM
ذكرتُ أنّني رسمتُ هذه من نحو سنة ... :hat:
شدا الحادي و غنىّ العندليبُ=تمامٌ في مرابعنا نجيبُ
و بدرٌ في محاسنهِ و ظبيٌ=جميلُ القدِّ ، أخلاقٌ تطيبُ
و شمسٌ لو أرادَ القلبُ يوماً=شموساً في مطالعهِ تجوبُ
و إلفٌ و انعتاقٌ و اشتياقٌ=و أصلٌ قد تولاّهُ حسيبُ
فثمّةَ ذاكَ حسنٌ يا رفيقاً=يمانيٌّ ، و لكنْ لا يُجيبُ
بعيدٌ لا تراهُ العينُ عيناً=و في الأضلاعِ موجودٌ قريبُ
و ما سمِعَتْ لهُ الآذانُ صوتاً=و لكنْ صوتُهُ نبضٌ رهيبُ
ألا قولوا لمنْ عَشِقَ الغواني=جمالُ الحسِّ و المعنى طبيبُ
و طِيبُ الرّوحِ كالبستانِ دَوْحٌ=يفوحُ بهِ العبيرُ و لا يغيبُ
و لو قالوا تمنَّى يا عُبيداً=لقلتُ لهمْ أمانٍ ..هل تجيبُ ؟
دعوني.. قد زرعتُ الأرضَ عشقاً=فلم يَنبُتْ بها زرعٌ خصيبُ
و قد أفلتْ شموسي ، ماتَ عشقي=و قد جذبتْ حقولي و الدّروبُ
يمانيٌّ تجلّى في سمائي=نقيَّ الروحِ تنفحُهُ الطّيوبُ
كنجمٍ لامعِ الأضواءِ ناءٍ=تزيّنَتِ السماءُ بهِ تنوبُ
فأجملُهُ بعيداً عن منالٍ=عصيَّ القربِ رمزاً لا يخيبُ
ورودٌ في الرّياضِ بكلّ لونٍ=إذا قُطفتْ بأيدينا تذوبُ
و بعض الورد قد قطفوا ليُهدى=و باسمكَ قد أتاكَ فذا نصيبُ
و ما كتبَ القضاءُ لك استباقاً=فلا تمحيهِ في الدنيا خطوبُ
يُعيُّرُنا الكثيرُ لخفقِ قلبٍ=يحنُّ إلى الدّلالِ و يستجيبُ
و تسحرُنا العيونُ و ما تجلّتْ=بسحرٍ للعيانِ و قد تُذيبُ
أيا صاحِي فدعْ لوماً لصدرٍ=غدا وكراً لأطيافٍ تؤوبُ
و هلْ عيباً إذا خفقتْ ضلوعٌ=تعانقُ ذا الجمالَ ! فما يعيبُ ؟
جمالُ الرّوحِ شفّافُ السّجايا=و هذا القلبُ لوّاعٌ حبيبُ
إدريس الشعشوعي
11-11-2009, 10:45 PM
خبِّرْ صِحاباً بأنَّ اللّيْلَ قد ذاباَ=و عرّمَ الحُزْنُ في الأعماقِ أحقاباَ
و ذرّفَ القلبُ مِنْ أوزارهِ عَطباً=ويْحَ القلوبِ إذا إشراقُها غابا
ويْحَ النّفوسِ ترى الأيّامَ قد نُسِخَتْ=و عشّشَ البُومُ و الغِرْبَانُ أسرابا
لحنُ الجرَاحِ و قفْرُ البِيدِ في عَتَمٍ=أنّى التَفتَّ كواكَ اليأسُ لهّاباَ
ما للأحبّةِ طافَ النّحسُ فانقرَضوا=و استُبْدِلُوا بِطُيُوفِ الغيْبِ غُيّاباَ
عَيِيتُ أنّي مَجَجْتُ العيشَ مُغترِباً=و بانَ أنّي أعيشُ العُمْرَ مُرْتاباَ
و بانَ أنّ حياةَ القومِ في عبَثٍ=و الظُّلْمُ فيها و كُلُّ اللُّؤمِ قد عاباَ
و بان منها إذا حقّقْتَ قد فُرِقَتْ=و خادعَ الحقُّ أقواماً فما طابا
فيها فريقٌ جرى في الدّهرِ مُنطلِقاً=و ذا فريقٌ سلاهُ الحقُّ غلاّبا
العِشْقُ بادٍ على العُشّاقِ إذ غُرِمُوا=ما طابَ عَيْشٌ لهُمْ في الهجرِ مُذ جاباَ
يَرَونَ كلَّ مُصابٍ لذَّ قدْ سَعِدُوا=إذا أقاموا على الأهوالِ رُغّاباَ
و العِشْقُ نارٌ سرَتْ في الصّدْرِ فاتّقَدَتْ=لها أُوَارٌ إذا أذكَتْهُ ذوّاباَ
و العِشقُ أُنْسٌ إذا لاقَيْتَهُمْ سَلََبُوا=منك الفؤادَ فلا نارٌ و لا ذاباَ
قد عاتَبَتْني فلُولٌ زعمُهُمْ وَصلوا=ألاّ أُقيمَ حُدودَ الأمْرِ أسباباَ ؟!
فقُلتُ إنّي خَبِرْتُ العِشقَ فانتبِهوا=باتَ المحبُّ لمن يهْواهُ طلاّباَ
يسعى بجَهْدٍ يُقيمُ الأمرَ في كلَفٍ=إذا رآهُ إليهِ اليومَ أبواباَ
باللهِ إنّي لقد حُيّرتُ في عَطَبي=فما أقمْتُ بِدُنيا القومِ خطّاباَ
و لا سَعَيْتُ لأُخْرَى اليومَ في سَبَبٍ=و الحالُ يقهَرُ ذا الوجدانَ شيّاباَ
آهٍ و آهٍ فيا آهاً لها نَسَبٌ=بيْنَ التأوُّهِ و التوحيدِ ما خاباَ
و العِشْقُ يَقطعُ دَرْبَ الوصْلِ إنْ أَيِسُوا=أهلُ الغرامِ بهِ مالوا و ما آباَ
بيْنَ التّمَلْمُلِ لا وصْلٌ و لا يئسُوا=منهُمْ شهيدٌ و منهُمْ شاحِبٌ شاباَ
فلا لَقََوهًُ يَرَوْنَ الحِبَّ مُبْتسِماً=و لا قُنُوطٌ مِنَ اللّقيا إذا غاباَ
و لا اقتِرابٌ مِنَ الأميالِ يَجْمَعُهمْ=تُجابُ برّاً أوِ الإبْحارَ رُكّاباَ
في القُربِ قامُوا و هذا البُعدُ مُنْعَقِدٌ=و لا رَحِيمَ سوى الرّحمانِ لو ناباَ
جُدْ يا كريمُ بما قدْ جُدْتَ من نِسِبٍ=على الّذينَ طوَوا ذا البَيْنَ أحْباباَ
لهُمْ حُضورٌ مِنَ الأمْدادِ ما انقَطعُوا=و هُمْ بِحُبٍّ أقامُوا الأمْرَ نُجّاباَ
لو شِئتَ ربّي رَحِمْتَ القلْبَ من نصَبٍ=فما غدَوْنا على الأفذاذِ نُسّاباَ
أَمِتْ عُبَيْداً لهُ في الحقِّ منقصَةٌ=فما تسابقَ في الطّاعاتِ أوّاباَ
و لا استقامَتْ لهُ في اللّيْلِ ملْحَمَةٌ=و لا رأَوْهُ على الأورادِ رتّاباَ
هَبْ يا رحيمُ لهُ التفريجَ مِنْ كُرَبٍ=و اجعَلْ نجاةً لهُ في القَبْرِ إعْقاباَ
و اشْهَدْ بأنَّي على الأحْوالِ قدْ عَطَبَتْ=منّي الدّوافِعُ و الطّاقاتُ إعطاباَ
و هدَّ يأسي عُرَى عزمي قدِ انفرَطَتْ=و ليسَ لي غيرُكُمْ ربّاهُ أعتاباَ
مولايَ صلِّ على المُختارِ في أزلٍ= بهِ دُعائي إذا ناديتُ ما خاباَ
- 29-08-2009م -
إدريس الشعشوعي
02-01-2010, 06:07 PM
غابَ القريضُ و ناحَتِ الجـوزاءُ=تبكي الحروفَ مدادُهـا الإقصـاءُ
أرْنو إلى الأفقِ الرّحيـبِ مُكابِـراً=و ممالكـي مرهونـةٌ تعـسـاءُ
الكونُ مـن ربِّ الخلائـقِ بدعـةٌ=ألوانُهـا يعيـا بهـا الإحصـاءُ
و مناظري مـن عيّهـا فكأنّهـا=سودُ الظلاّلِ و بعضُهـا بيضـاءُ
أخفي الحقيقةَ أنْ أكلّـلَ بالعِـدى=أو أن يُقالَ فتى غشـى الإعمـاءُ
و أخوضُ في الألوانِ أفصِحُ طامِعاً=عـلَّ الحيـاةَ يعودُهـا الإحيـاءُ
الموتُ وقفٌ للقلـوبِ و نبضِهـا=و اليـأسُ مـوتٌ للحيـاةِ و داءُ
و القهرُ لحنٌ ليسَ نملـكُ عزفَـهُ=عزفـتْ بـهِ أحزانُنـا الـكـأداءُ
أهي العيونُ تغيّمتْ أم ذي الدّنـى=هجمَ الظلامُ و شمسُها الكسفـاءُ
إنّي كفرتُ بذي المسالـكِ جُملـةً=و كفرتُ بالدّعوى لهـا أضـواءُ
و كفرتُ بالإنسانِ يَنشُـدُ جاهَـهُ=و شعـارُهُ الإصـلاحُ و الإنشـاءُ
و كفرتُ بالتفريقِ و الوهْنِ الـذي=أضحى يُشيعُ تعصّـبٌ و عَمَـاءُ
في كلّ صُبحٍ نُخبـةٌ تزهـو بـه=و غـداً بهـا تتراكـمُ الأعبـاءُ
أحزابُ من فرْطِ التشتّـتِ شُتّتـوا=و توالدوا و تكاثـروا و تنـاءوا
و تباغضوا و تناحروا و تجمّلـوا=للنّاظريـنَ و همُّهـمْ إحـصـاءُ
و النّاسُ مَن لمْ يَعْتطِنْ في حزبِه=قد أوغـرَتْ أضلاعَهـمْ شحنـاءُ
هذي الرياضةُ في تفرّقها ارتَمـوا=و تخندقـوا فكأنّـهـم أعــداءُ
و الدّينُ أصبـحَ للسّفيـهِ مطيّـةً=شـانَ التديّـنَ عُصبـةٌ جهْـلاءُ
حسِبَتهُ شكْلاً بالطّقـوسِ مُجمّـلاً=و فؤادُهم مـن إحنِهـم عَصّـاءُ
يرمونَ أهلَ الحقِّ بالـوزرِ الّـذي=أبلـى أواصـرَ أمّـةٍ ، شُـنّـاءُ
حتى الجهـادُ تفرّقـتْ أشياعُـهُ=زُمَـراً تُبـدّدُ شملََهـا الأهــواءُ
ما عادَ في الدّنيا قداسـةُ وِجهـةٍ=الكُـلُّ لـوّثَ طُهـرَهُ الإغــراءُ
الكلُّ في ركْبِ الحضـارةِ راكـضٌ=عصرُ الغـلابِ و سرعـةٍ عـدّاءُ
و بسرعةٍ تبغي النّفوسُ وصولَها=أحلامُهـا مصباحُهـا و عــلاءُ
بالأمسِ كانَ لنا التـدرُّجُ منهجـاً=و منَ الزّمـانِ معلّـمٌ و ضيـاءُ
تُفضي المدارجُ بالتحقّـقِ للمُنـى=و يسودُ فـي أزمانِهـا العُظُمَـاءُ
و اليومَ رِ الألقابَ أختَ بضاعـةٍ=تُشرى و يَسْرِقُ زَيْفَها الأسْـواءُ
سادَ الطّلائـعَ بالتّحايـلِ دُونُهـا=بالدّونِ تألـفُ دونَهـا الأشيـاءُ
و طفَتْ على الدّنيا عصابةُ شرّها=و تنـكّـرَتْ لمـبـادئٍ أبـنـاءُ
من نالَ جاهاً كي يُقيـمَ صلاحَنـا=لعبِتْ بـهِ الأطمـاعُ و الأضـواءُ
و العلمُ باتَ عن الحيـاةِ مُباعِـداً=و الجيلُ تصنعُ شخصَهُ الأصـداءُ
مـن كـلّ شـرٍّ يستمـدُّ مثالََـه=من كـلّ سَقْـطٍ يدفـعُ الإفضـاءُ
و تزيّنَ الحلُـمُ السّريـعُ لفتيـةٍ=فبدا لهـم خلْـفَ البحـارِ ثـراءُ
فتوجّهوا و البحرُ يحفـرُ قبرَهـمْ=و إذا نجـوا فمصيرُهـم إنـواءُ
و القاعدونَ بوطْْنِهـم و ديارِهـم=نخرَ المخدّرُ بعضَهم ، قد سـاؤوا
و لمن تعلّمَ و احتفـى بشهـادةٍ=فلربّمـا لعـنَ الزّمـانَ دُعَــاءُ
من هولِ ما قد حَفَّها مِـن بعدِهـا=فكأنّهـا مــن هونِـهـا إزراءُ
كمْ من فتى قـد أهمَلـوا و بُنّيـةٍ=من بعدِ ما شهِـدتْ لهُـم أكفـاءُ
طلبَ الرّفّاهَ على الدّمارِ عصابـةٌ=تَشرِي البوارَ و شعبُِهـا يستـاءُ
و تظافرَتْ زُمَرُ الضّبـاعِ تريدُهـا=عزّاً علـى أنقاضِنـا إذ جـاؤوا
ليسَ اللّصوصُ الخاطفينَ رغيفهم=من جُوعِهم قد طاشـتِ الأفيـاءُ
لكنّمـا المُتلبّـسـونَ نُفَـوذهـم=و بظُلْمِهـم يتضاعـفُ الإغنـاءُ
ركِبوا الوسائلَ حِلّهـا و حرامَهـا=و تمنّعُـوا تزهـو بهـم أرجـاءُ
و تجمّعتْ من حولهـمْ أغرارُهـا=فتأصّلتْ مـن جوْرِهـمْ ظلْمَـاءُ
و غدَتْ سبيـلاً للعـلاءِ يخالُـهُ=مـن أذهبـتْ أخـلاقَـهُ الأرزاءُ
عجباً يُذيبُ العقلَ والأحشـا معـاً=من غفلـةٍ قـد أدْمـنَ الأحيـاءُ
من فتنةٍ تبغـي علـى أوطانِنـا=و تعولُها مـن جهلنـا الأخطـاءُ
يا سائلي أيـنَ النّشيـدُ بنصرنـا=نرمي العدوَّ و شأنُنـا الإعـلاءُ ؟
إنّي حَنَيْتُ الرأسَ مـن أحوالِنـا=هل يُنصَـرُ الأرْذالُ و العُمَـلاءُ ؟
النّصرُ يبداُ فـي الدّيـارِ طريقَـهُ=إنْ أخلـصَ القُطّـانُ و الأبنـاءُ
و ولى الوظيفةَ في الزّمانِ جديرَها=يبغِي الصّلاحَ و ليسـتِ الأهـواءُ
و تظافرَ القُطّانُ فـي إصلاحِهـم=و لهـمْ مُــرادٌ واحــدٌ و ولاءُ
و تراجعَ الخطّاءُ عـن أخطائـهِ=و تقوّمـتْ ميزانُهـا الأشـيـاءُ
فهنـاكَ أبشِـرْ بالحيـاةِ عزيـزةً=و هنـاكَ هلّـلْ أن يُـرادَ عـلاءُ
لا ظلمَ يعلو في الزّمـانِ مُكابِـراً=و النّاس من وُدٍّ سقى الإغضـاءُ
و جيوشُنا من عزّهـا موسومَـةٌ=أُسُدُ الشّـرى هابَتْهُـمُ الأعـداءُ
و بُنودُنا مـن نورِهـا مدروسَـةٌ=يزهو بها في المَحْفَـلِ النُّجبـاءُ
و نشيدُناَ من صدقِهِ تشـدو بـهِ=أمجادُنـا و تــردّدُ الـجـوزاءُ
- 13/06/2009 -
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir