مشاهدة النسخة كاملة : ديوان الشاعرة وضحة غوانمة
وضحة غوانمة
27-10-2010, 12:40 PM
ولستُ أودُّ ذرَّ الملحِ في جرحٍ، ولستُ أودُّ إجبارَ السّكوتِ على الكلام،،
فقط سأمرُّ مثلَ كرامِ قريتِنا،، على صمتٍ ودون علامةِ استِفهام..
.......
على قلبي من الصمتِ قَبائل،،
سأحمِلُهُا على قلبي،
وَشَعرُ اللّيلِ مَنثورٌ على حِجري
أُضفِّرُهُ جدائلْ،،
لعلَّ اللّيلَ يأنَسُ بي
بوَحدَتِهِ
وكانَ اللّيلُ مَشغولاً بِتَدوينِ الرَّسائلْ
...
زَنابِقُ ملءَ دربِ العُمرِ
راحِلَةٌ إلى المَنفى..
وَوَحدَكَ أنتَ يا قَلبِي
تُرابِطُ في ثُغورِ الوَعدِ
وَحدَكَ والوَفاءُ هُنا تُقاتِلْ
...
غَداةَ غَدَوْ وراءَ البحرْ
هًناكَ غَدَوتَ تَأخُذُني،،
وصارَ البحرُ يحجِزُني وراءَ البحرْ،،
على لَيلِي أُساهرُ نَجمِيَ الآفِلْ
...
مُصَادفةً
بَل الأَقدارُ تَجمَعُنا
تُقَرِّبُنا، تُعَربِشُنا على حَرفَينِ لا أكثَرْ
فإن شاءتْ: تُبَعثِرُنا مُصَادَفةً
بل الأقدارُ،،
والأقدارُ حاصِلْ!
...
هُناكَ أتَيتُني حُلماً
هُناكَ وُلِدتُ كابوساً يُؤَرِّقُني،
وكنتُ هناكَ أقضِمُ أظفَرَ النَّدمِ،
وكانَ الخوفُ يقتُلُنِي
وكانَ دمِي بلا شِريانَ
يَجرِي فوقَ أرصِفَتِي،
وقدْ ترَكَ السِّلاحَ لِمَن يُقاتِلْ
...
هُنا وهُناكَ يجتَمِعانِ في قَتلي
هُنا قد عُدتُ لكنْ لَم أَعُدْ وَحدِي،
هُنا والموتُ يَصحَبُنِي
وأَرجُلُ خَيبَةٍ قامَت تُرَافِقُنِي،،
وَضاعَ الحُلمُ في ظُلَمِ المَجاهِلْ
...
صَدَقتَ أبي..
وكُنْتُ الطِّفلَةَ الـ ضاعَتْ أمانِيها!
بَكيَتُ وأنتَ تَحكِيها:
"يَضيعُ العُمرُ منكِ سُدىً"
أراني بَعدَ هذا العُمرِ ذاتَ الطِّفلةِ الـ ضاعَتْ أمانِيها،،
وضاعَ العُمرُ يا أبَتِ،
وماتَ الفرحُ ، في غَورِ الجَداوِلْ
...
لقَد طَالَت سُطورُ اللّيلِ يَكتُبُها
لِمَن يمتَدُّ طولَ اللّيلِ خاطِرُهُ؛
يُقَلِّبُ في مَواجِعِهِ،
يُشاطرُ نَجمَةً تنهيدَ صَبوَتِهِ
وقبلَ الفجرِ أرسَلَها على جُنحِ الزَّواجِلْ
...
يَخُطُّ اللّيلُ أسطُرَهُ على قلبي
ويُسهِبُ في الجوى فيها
ويكتُبُ أسطُراً للشّوقْ
وأُخرَى مِن دُموعِ الفَقدِ يَروِيهَا،،
طويلٌ جرحُ قلبِ اللّيلِ
أطوَلُ مِن ضَفائِرِه الّتي جَعلَتْ غَدِي راحِلْ
...
بَقيتُ أُلَملِمُ الشَّعرَ الـ تَهُبُّ الرّيحُ تَنثُرُهُ
أُضفِّرُهُ جَدائِلْ
وظلَّ اللّيلُ – كُلَّ اللّيلِ-
مَشغولا بِتَدوينِ الرَّسائلْ!
.
وضحة غوانمة
04-11-2010, 10:30 AM
هديل.. لأنّه الغياب الأبديّ، والرحيل الأخير،،
ولأنّه شجنٌ ويعلَقُ بالضّمير
كانت حكاية فقدها، كلّ الهديل
إلى روح أمّي التي غادَرتُها قسراً إلى مدفن الأحياء،،
ورحَلَتْ دون وداعٍ أخير،،
في اليوم الأوّل لعودتي من هناك
كانت كلّ وجوه الأحبّةِ في انتظاري، سوى وجهها
كان في سماء الفقد دمعةً لا تجفّ!
وبقيّةُ حديثٍ بيننا كانت معلّقةً بانتظار لقاء ظلّت مشبوحةً في حلقي..
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ
مدخل
كنا هنا،،
كانت تفرقنا الهموم
حتى إذا ما أجبروني تركها،،
عصبوا عيوني، كان آخر ما رأيت تبسّما
ها قد رجعتُ أعانق الطيفَ الجميلَ بخاطري
لما رجعتُ.. ولم أجدها ها هنا،،
لم تنتظرْ
ما شدّ ما أرجو البكاءَ لِينهَمرْ
في فقدها
لكنّه لم يستجِبْ
من يومها وجعي يزيدْ
*****
واستوطنتني في الصّباحِ سكينةٌ
منذ المساء أشَرِّبُ القلبَ الرّجاءَ؛ لِيَسْتَكينْ
وتدورُ ما بيني وبيني الذكرياتُ
أُعيدُ جدولةَ التَّنّفسِ لحظةً
والشوقُ يطرق فوقَ جدران الحنينْ
والروح مقفلةُ الدروبِ ودمعُها
في قعر بئرٍ غائرٍ
حفروه شِقّا في دمي،،
فلمَ البكاءُ تعيدُهُ ذكراكِ لي
وأسيرُ تقتلني الحقيقةُ أختفي
منها وراءَ جِدارِ أحلامي العتيقةِ منذُ آلاف السّنينْ!
ها إنّني خبّأتُ دمعاتي لكي
لا تبصري الدّمعَ الهَتونَ بِمُقلتي
عندَ الّلقاءِ فتألَمينْ
وأراكِ من شقّ الجدارِ بعيدةً
أنفاسيَ الحرّى سَتكشِفُني لِلَيلِكِ
لا أحبّ الذكرياتِ العارياتِ؛
يَلُفّها بردٌ وحرمانٌ مبينْ
فَلْتُمهِليني رَيثَما يأتي الرّبيعُ
بُعيدَ هذا العمرِ ضاعَ،،
وأنهكتني لهثةُ الجَريانِ فِيَّ وراء نافذتي التي
كانت تُطِلُّ على المدى
من خلفِ حِرماني وبُؤسي وَالآنينْ
...
من فوقِ جرحي
تُمطر الطرقاتُ ذكراكِ، تُبَلِّلُ أضلُعي
والدفءُ سِحرُكِ حين تأتيني ربيعاً فوقَ بردِيَ تُشرِقينْ
من كومة الأشياءِ ألفُ خِزانةٍ
خبّأتُ فيها كلَّ أسراري وها
أنتِ انهَمَرتِ على مُحيّا خاطري،،
لكِ أبتسمْ
وأُحَرِّرُ الدمعَاتِ حين أكون وحدي في المسا؛؛
... فتّتِ قلبي في الغيابِ
فلا تلوميني لساني اغتاله الصّمتُ
حضوري ناطرٌ حكم الغريبْ..
فلتَنظُري عيني، انظريني واقرأي
ماذا أخبّئُ من كنوزٍ لِلّقاءِ فتفرحينْ
كم من سياجٍ قد بَنَوا من حولنا؟؟
لم تخبريني حينها.... ،،
لم تخبريني قبلها.....
وأنا جبنتُ، سقطتُّ في قاعي، أنا
خبّأت وجهي في يديَّ وما رفَعتُهُما سوى
بعد الأوانْ
فلكم أقولُ لقد أطلتُ الصّبرَ،
أركلُ صمتِيَ المملوءَ أمكنةً
وألعن هذه الأقلامَ خرساءَ اللّسانْ
تأتينَ، في خَجلٍ أعُضُّ على شِفَاهي
أبتسمْ
علّمْتِني أن أحتفي بالقادِمينْ
هذا المساءُ رَوائِحُ الذّكرَى تَهُبُّ بِخاطِري
وأشُمُّ رائحةَ الدُّموعِ الـ سوفَ يُسقِطُها الرّحيلُ
على شَفا أوراقِ دَفتَرِيَ القَديمْ
ذي وشوشاتُ النّارِ في وقتِ المَساءِ
أمامَ حُجرَتِنا القديمةْ،
لا زلتُ أذكرُ بابَها،
والداليةْ
والزنكُ تقطُرُ منهُ حبّاتُ المَطرْ،،
فوقَ الأواني أغنياتٍ لَحنُها شدوٌ حزينْ
ليلاً،، بخارُ الماءِ يَرسمُ لوحةً
شُبّاكِيَ المَكسُورَ.. ما هذي الشقوقْ؟
هل يَنفُذُ التّحنانُ منها كي تُراقِصَني الجراحْ؟!!
وعلى الطريقِ تراقَصَت شجراتُ سروٍ
عانَقَتها الريحُ قاسيةُ المدى
والريحُ عاشقةٌ حنونْ
قد تعشقُ الموتَ المجلّل بالأسى حدّ الجنون!
وضحة غوانمة
20-11-2010, 08:05 AM
لأنّها انسكَبت على القلبِ عطراً ثمينا،،
بقلبٍ معطّرْ
لها الشّعرُ غّنى،، وأبكى طويلا،، بحرفٍ تعبَّرْ!!
لها السّطورُ
ولي أجنحةُ الحلمْ!
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
علقيني في التّمائمْ
علّقيني في القِبابْ
صرتُ بعضا من طلاسمْ
ليسَ تَذرُوها رياحٌ
ليسَ يَمحُوها سحابْ!
شَكّليني في دمى الأطفالِ حُلما للمنامْ
للّذي أردَتْهُ سِكّين انتظارْ
والتي ضمّت مخدّاتِ السّرابْ،،
حينَ عقّتها المواسمْ
في "ثرى" الأرضِ اليَبابْ
علقيني في السحاب!
علّقيني في الغَمامْ
إنّني روحُ الشِّتاءْ
زادَها دَمعِي انسِكابْ
قد تزيّنتُ صَباحا
كي أُغنّي في المَساءْ
لحنَ أعراسِ الصّبايا،،
حاملاً لونَ الخِضَابْ
اربُطِيني في نِهَاياتِ الجَدائِلْ
إنني لَونُ النّقاءْ
في الصَّباحاتِ البَريئاتِ الطّلوعْ،،
والنّهَاياتِ العِذابْ!
خبِّئيني بينَ طيّاتِ الثِّيابْ
أشْعِلينِي،،
إنّني بدرٌ تلاشى
قد تغشّاهُ الخسوفْ
عندَما غابَ الصِّحابْ
افتحي في الرّوحِ للآمالِ بابْ!
انثُرِي لِلرّيحِ بَثّي
أوقديني في شتاءِ الرّوحِ نارا للهدى..
ثمّ ألقِيني سَأسعى
ألقَفُ الأحزانَ من قلبِ العذابْ ..
وضِّئيني كَي أُصلّي
إنّني ذَنبٌ وَتابْ!
علّقيني في ثُريّاتِ المَساءْ
حِينَما يَشتدُّ وَجدُ الأُمنِيِاتْ
كي أجَرّحَ ثوبَ هذي الكِبريَاءْ
حرّري الدَّمعاتِ كي تَسقِي التّرابْ
إنَّني غُصنٌ تَكَسّرْ
في شُموخٍ، في إبَاءْ،،
علّميني للّتلاميذِ احفَظيني في كِتابْ،،
إنّني فَحوى الجَوابْ!
ازرَعِيني في حُقولِ الحاصِدين،،
واحصُديني نِصفَ مَوتٍ في عُروقي
نصفَ حيٍّ طالَ في دَمِهِ الغِيابْ
ثمّ نادي للحمائمْ
سوفَ تبني عشّها فوقَ الجَبين
احصدي ظَهري صَباحا،
قبلَ ينقَشِعَ الضّبابْ،،
أطعميني للجياعِ الطّيّبينْ
قدّمي جُرحي شَرابْ!
إنّني شمعٌ وذابْ
دفئيني من سنين الصّمت أعواماً طِوالْ
واتركيني تحت ضوء النجم سبعا من لَيالْ
عوّذيني من عيونٍ غربتني في الإيابْ
علّقي صمتي تميمةْ
كي تُغَنّيني الوصايا،، عِندَما تَبكي القِبابْ
حين يُؤويني التّرابْ!
علّقيني في القِبابْ
12/4/2010
وضحة غوانمة
13-12-2010, 08:54 PM
قد أطلتُ عليكم الغيبةْ،
اعذروني يا عيوني
ساعتي تشتاقُ ميعادي إليكم،، وإن الوقتُ تأخّر
ها أنا آتي، أبدأ القولَ إليكم، أختم القول إليكم
وعلى فنجان قهوة..
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
وجئتكمُ،،
على جمري
ودمع الليل،، ألهب أعيني جمرا
فهذا الجمر حاصرني
وجئتكمُ كما المعتادِ
بعد الوقتِ..
آهٍ منهُ هذا الوقتُ،، لا ينفكُّ يسبقني
وأحملُ في يدي ساعَةْ،،
عقاربُها،، تسايرني
أرى في عينها خجلا
إذا ما صحتُ: يا اللهُ!
منذُ متى يسيرُ الوقتُ في عجلٍ
ويترُكني
مع الأفكارِ سابحة ً
وعائمة ً على بحرٍ من اللاشيءْ
أفتّشُ فيه عن خطرةْ
جميلٌ أن يغوص المرء في أحلامه يوما
جميلٌ أن يُعاوِدَ سبحةَ التّحليقِ في الزمنِ
أسافرُ في حضوري،،
واعداً وقتي بأن آتي،،
وآتي..
بعد أوقاتي بوقتٍ ليسَ في ظنّي!!
فإيهٍ،، إيهِ يا قلبي،،
تُبَعثِرُ نبضَكَ الأزمانُ في الأحلامِ والشّجَنِ
***
حينما كنتُ صغيرة
لم أكُن أحملُ ساعة
لم يكن وقتي على مقدار ساعات النّهار
كانت الأيّامُ: كُرّاسي، وألعابي، ونومي
كانت الأحلامُ نِصفي،،
كان لي في الليل نجماتٌ أناجيها
بأفراحي وأحزاني، وتُطوى بيننا الأسرارْ
...
وثمّ كبرتُ،، صرت أحدّق الساعاتِ في ورقي
وفي كتبي،، وأصمتُ أكثرَ الأوقات!
وبعدُ كبرتُ،، صار الوقت موعِدُنا
غداةَ تخَذتُ من أرضي صَديقَة
...
هل غريبٌ أنني أحببتُ نجماتٍ ثلاثٍ
في السّماء..
و بأرضي لم يكن لي من رفيقة!
ثمّ صارت لي رفيقة،،
وقتنا وعدُ الزيارة
...
لا تعجبوا .. من يومها
وأنا أأخّرِ موعدي،، قهرا بدأتُ
وصار قهري بالسّليقة!
ملحوظة: نسجي على تفعيلات كثر، كلّ دفقة كان لها رعشتها الخاصّة
فجاءت كما ترون،، لم أشأ تغييرها، حمّلتها اعتذاري عن غيابٍ لسماءٍ أحبّها، وأظلّتني بحبّ
.
وضحة غوانمة
15-12-2010, 03:06 PM
"هُوَ"، لم يَكُن بالضّبطِ "هُوْ"
و"أنا" ... "أنا"
والحبُّ لم يكُ بينَنا، شيءٌ شفيفٌ كالسّنا
لكنّما
ما كلُّ شيءٍ عندما تشتدُّ ريحُ البَوحِ يَغدُو مُمكِنا!
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
لا شيءَ يُشبِهُنا هُنا
وَحدِي هُنا والذاكِرَةْ،
وأتيتَ أنتَ، وكانَ يحسنُ أن تغيبْ
هذا الجميلُ بروحِ دهري الغادرة،
هذا الجميلُ.. ولستَ وحدكَ نَاكِرَهْ
لا شيءَ يشبهُ شيئَهُ،
حتّى الهواءُ تعرّضَتهُ النّافذةْ
ألقى بوجهٍ عابسٍ
فرَّ ولا يلوي على أطفالِهِ
تَرَك الدُّنى والآخِرَةْ!
لم يبقَ مِن أخبارِهِ
شيءٌ سِواها: "ذاكِرَة"
وأنا وأنتَ تَلوكُنا الأضراسُ من تعبِ السّنينِ الغابِرَة
والحبُّ ثالِثُنا، أتَتْ أنباؤُهُ
تُلِيَتْ على سمعي
ولَم نَكُ نفقَهُ الآتِي على قلبينِ،،
مِن رَحِمِ الأمانِ أتتهُما كلُّ الطُّعونِ الغادرة!
وأنا وأنتَ وذاكرة
خَزَنَت مواجعَ أجملِ الأوقاتِ في
عُمُرٍ قضى نحبَ الجَمالِ
ولَمْ يَرَهْ
كُنّا ثلاثَتنا
وكلُّ الكائناتِ غَدَت -لأجلِ الفرحِ فينا –
"مُزهِرَة"
وأتَتْ فلولُ ضَياعِنا الـ كانت تَوَلّتْ حينَ أقبلَ سَعدُنا
جادَت علينا بالضَّياعِ كأنَّهُ
قَدَرٌ
تُحَتّمُهُ طقوسٌ ساخِرَة
من ذُروةٍ نَزَلت بنا أبراجُنا
كانت على رملٍ، وكُنّا النّاجِرَه
وغدا جميعُ بنائنا قِطَعاً هُنا مُتَناثِرَة
وعلى الرِّمالْ
ودَّعتُ أطلالَ البكاءِ
هناكَ أودَعتُ البَقايا مِن دِمائي الغائِرَة
ضَحِكَت على دَمعِي غَباوةُ وِقفَتي
وأتى الصّدى في عينِ غدرٍ ماكِرَة
فَـ تَلَوتُ ذاكِرَتي،
وسِرْتُ بِـ نَعيِنا
.
.
لا شيءَ نملِكُهُ هنا
وحدي وهذي الذّاكرَة!
وضحة غوانمة
19-12-2010, 08:59 AM
عندما يُقلِقونَ سكون ليلك
فذلك لأنّك أتيتَ بما أقلَقَ يقظتهم..
وشاية الليلِ بك سكّينٌ لا يرحم
قبيحٌ وجه الغدرِ مهما تجمّل!!
والجرحُ مهما تعدّدت أشكاله واحد
_________
للجرحِ سكّينٌ وحِيدَه
ما عُدتُ أجهَلُها ولا نَبضِي يُسائِلُها وَرِيدَه
والنَّزفُ ألفٌ مِن ألَمْ
بعضُ الكَراماتِ البعيدَةِ والنّدَمْ
وفُتاتُ كَسرِ الكِبرياءِ، وحُرقَةُ النَّفسِ المَجِيدَه
للجرحِ سكّينٌ وحِيدَه!
ألفٌ من الأيدي وإثمٌ واحِدٌ
من كلِّ رؤيا، كلِّ رأيٍ، والهوى، والصّنفِ، والميلِ إلى...
والجرحُ ينزِفُ في ذُهولٍ جاهِلاً
سَبَبَ البلاءِ ؛ لِـ كَثرةِ الأسبابِ في زَمَنِ المَكِيدَه
ألفٌ من النّزفِ الأليمِ وما عدا
جرحٌ .. وسكّينٌ وحِيدَه
في الفجرِ صلَّينا وجاؤوا بالظّلام
يَعلوهُ خوذَتُهُ، و(بَذلَتُهُ) بها النّجماتُ ليسَ بها الضياءْ
في الفجرِ كانَ الحلمُ يغفَو أفزّعُوهُ بلا نِداء
دسّوا أنوفَهُمُ البغيضَةَ فتّشُوا
في كلِّ وجهٍ، كلِّ عينٍ، كلِّ شبرٍ، كلِّ رفٍّ وإِناءْ
وأنا هُنالِكَ أنتَظِر
لا شيءَ: لا خَوفٌ ولا قلَقٌ ولا حتّى انتِظارٌ أو رَجاءْ
يَقِفُ الذّهولُ إلى جِوَارِي
كنتُ قَد أعدَدتُ نفسِي للرّحيلِ، سوى لِساني
لَم يَفُضَّ حَديثَهُ بعدُ لِيَمضِي للسّكوتِ بلا انتِهاء
وَحدِي أُجادِلُ كِبرِيائي
وحدِي وأرسُمُ وِحدَتي من ألفِ لونٍ في خَيالِي
والجرحُ لوَّنَ مُقلَتِي مِنها بأَلوانٍ جَدِيدَه
للجرحِ .. سكّينٌ وَحِيدَه
غَرَسُوا مَخالِبَهُم بِعَقلِي فتَّشوا رِئَتيَّ عن حُزَمِ الهواءِ
عن الشَّهيقِ، عنِ الزَّفيرِ وسرعتي في العَدْوِ.. ظلّي
صنفِ أكلِي في الغَداءِ وفي العَشاءِ..عَن الخَلاء
ما كنتُ أعرِفُ قَبلُ لكنْ صِرتُ أعرِفُ ما يُسمّى "الاعتِداء"
الرّوحُ أيضاً مِثلَما الجسدُ الطّهورُ مساحةٌ لا تقبلُ التّلويثَ والعبثَ الدّنيء
في الرّوحِ وقعُ القولِ سوطٌ يستفزُّ تمرُّدَ النّفسِ العنيدة
في الرّوحِ أُغلِقُ بابَ جرحي عنهُمُ،،
فإذا انفرَدْتُ بِها حرَصتُ بأَن أُعيدَه
بعضُ الجراحِ تَزورُنا وتَظَلُّ خالِدةً قَعِيدَه
وأنا أُقَلِّبُ كومةَ الأفكارِ آكُلُنِي من القهرِ الشّديدِ،
وريحُ أفكارِي شَدِيدَه
في ألفِ ثأرٍ كُلُّهَا من أَصلِ جُرحٍ واحِدٍ
جاءَت بهِ - في الظَّهرِ - سكّينٌ وحيدَة!
11/12/2010
وضحة غوانمة
02-01-2011, 12:53 PM
بعضهم يحاكمك من موقف، ويصدر حكمه ويغلق الملف، مثله يرى حجر النّرد من وجهِ واحد،
والحقيقة أنّ هذا الكائن البشريّ كونٌ بذاته.. ويجمعُ داخلَه متناقضات كون..
ليس ضعفا مطلقا، ولا قوّةً مطلقة، وجه به القسوة، ووجه به رقّة الماء وعذوبته،
كحجر النّرد، ليس 1، ولا 2 ، و... هو الوجوه المختلفة في اجتِماعها، وكلّيتها!
ــــــــــــ
لا تصدّقني فإنّي
قُلتُ صِدقا غيرَ أنّي
لم أقل كلَّ الحقيقَة
...
هل خطيئة
أنّني ما تُبتُ يوما عَن جُنوني،
وضلالاتِ ظُنوني
الكَلامْ
ليسَ كالفِعلِ دقيقَةْ
بالكَلامْ
أفعَلُ الشّيءَ المُحالْ
لا تُصَدِّقني على أيَّةِ حالْ!
...
مستقيلاتٌ حُروفي
من ضلالاتِ الغِوايةْ
في زماناتٍ سِقامْ
تُرصَفُ الأبياتُ عجزا
تِلوَ عجزٍ في نِظام
إنَّني آثَرتُ صَمتي، لَمْ أُحارِبْ
غيرَ أنّي
ما جَنَحتُ للسّلامْ!
...
تَسألُ القلبَ إجابَةْ
عَن خُفوقِ الحُبِّ صَابَهْ
هَل بِهِ من عاتِياتِ الشَّوقِ خَفقَةْ
هَلْ أنا مُضطَرَّةٌ للاستِجَابةْ؟!
...
إنَّني نِصفُ النِّساءِ،
نِصفُها أُمِّي، وَطِفلي..
كُلُّ أهلِ الأرضِ ها إنِّي اكتَمَلتُ!
كُلُّ ما قُلتُ حقيقَةْ
إنَّما مَحضُ افتِراضٍ:
ليسَ لي طِفلٌ ، وأُمّي
من زَمانٍ غادَرتني،
مَحضُ أحلامٍ تَوارَتْ
بعدَما كانَت أَماني،
ثُمَّ ضاعَت من يَميني
كلّ ما قُلتُ حقيقَةْ، غيرَ أنّي
لَمْ أُوَفّيكَ الإِجابَةْ
فاعرِضَنْ عَنها وعَنّيْ
ذاكَ أنّي
مِثلُ أحلامِ الخَيالْ
صلبَةٌ مِثلَ الجِبالْ
وانفِعالاتي زَلازِلْ
نِصفُهُ زُورٌ كَلامي
نَسمًةٌ تَهْتَزُّ روحِي
وَسَتُبكيني البَلابِلْ
عِندَما تَطرَبُ شَدوا في الصَّباحْ
والمَصابيحُ ضِيائي
حِينَ يُغتَالُ الجَمال،
وتَضيعُ الأُمنِيَاتْ
خَلفَ هاتيكَ المَنازِلْ
إنَّني قلتُ، وقولي
صادِقٌ في كُلِّ حَالْ!
...
مُستَحيلاتُ الخُطى بَعضُ الخَطايا
والمرايا
جادَلَتني في المَلامِحْ
هَلْ أنا تِلكَ الّتي كانَتْ تُغَنِّي
حينَ مَلَّ الصّبرُ مِنّي
في الحِواراتِ الكَثيرة؟!
كانت الدُّنيا أَميرَةْ
واستَحالَتْ كُلُّ أحلامي شَظايَا
صارَتْ الدُّنيا سَرابا
صِرتُ للّيلِ أُغَنّي
صِرتُ بَعضاً مِنْ فُتاتٍ غَيرَ أنّي
لَم تَكُن رُوحِي أسيرَةْ
للخَيالاتِ المُثيرَةْ، والأكاذيبِ الضَّلالْ
عِندَماعلَّمتُ دمعَ العَينِ يَجرِي
صامِتاً فوقَ الخُدُودْ
حينَما يَروي دَمي أرضَ الجُدودْ
تلكَ أقوالٌ طِوَالْ
صَدِّقَنِّي
أوْ فَـدَعْنِي
إنّني بعضُ سُؤالْ!
وضحة غوانمة
18-01-2011, 07:20 AM
حقٌّ على من فاضَ منهُ وليدهُ ... أن يذرفَ الدّمعَ العزيزَ غزيرا
والحزنُ يبقى سيل أحرُفنا إذ ... ما جابَ فينا للفراقِ سفيرا !!
ـــــــــــــــــــــــــ
وحدِي ويَسمَعُني المدى
وأتى الرّدى، فاختارَ أنقانا اغتِيالْ
تَقِفُ الجُموعُ بعيدةً
مِن وَهجِ روحِكَ غَادَرت نحوَ الظّلالْ
وبَقِيتَ وحدَكَ، مِثلَما قد عشتَ وحدَكَ
وارتَقيتَ إلى السّماءِ عَلا نِداها أَنْ: تَعالْ
فَتَركتَنا في الليلِ دونَ نُجومِهِ،،
وعَلَوتَ وحدَكَ يا "نِضال"
ورَحَلتَ، ما نفعُ البقاءِ ونحنُ صُمٌّ ليسَ يُسمِعُنا النِّدا
ونمرّ في صرخاتِ سِجنِكَ*، لا نُجيبُكَ بالصّدى
يا أيّها الروحُ التي نَسَجَت عُرى صِلَةِ الجَمال
يا أنتَ، كَم كسراً جَبَرتَ وما تذَمّرتَ، ولَم تُبدِ اعتِلال
هذا هو الكسرُ المُجَبّرُ قد تكَسّرَ في مُصابي
فاحزِمَن روحي بِروحِكَ كي أظَلّ على اتصالْ
قد عِشتَ تسمَعُ بَوحَنا، أخفَيتَ بينَ الضّلعِ آلافاً من الجُمَلِ الطّوالِ
وما جَفَوتَ برغمِ ما جافتكَ دنيانا فَتَحتَ لِقَلبِها بابَ الوِصال
كُنتَ انفِعالَ الكونِ في لغةِ الصّباحِ وإنْ بَدَوتَ بلا انفِعالْ
أوَما تراكَ وفيكَ ذيّاك العُضال
تَبني على سطحِ الفؤادِ جميعَ أبراج الحَمام،،
تُهدي لهُ شَفةَ الصّباحِ لها ابتِساماتُ الدلال
ومَنَحتَني قلَماً بُعَيدَ الصّمتِ يُبحِرُ في مَداراتِ الخَيالْ
لا لَن يضيعَ كثيرُ قولِكَ لي: اكتُبي، لا تَصمِتي
وتَمَترسِي خلفَ الحروفِ كما الجِبال!
ما ضاعَ صَوتُكَ يا ثَميناتِ الخِصالْ
يَشتاقُ سطرُ البوحِ عِطرَكَ
قَهوَتي تلكَ التي نالَ المرارُ بها المَنال
وشِقوَتي: وتَلوتُ فيها كلّ سِفرٍ تلوَ سَفرٍ في اكتِمالْ
ذي كلّها ضمَّتكَ فوقَ الجُرحِ شالْ
هَل مَن يُعزّيني؟ وبَعدَكَ مُهجَتي قد غادَرَت
وأنا الغريبَةُ، ليسَ يعرِفُني الحُضورُ
أنا هُنا وَحدي، وأنتَ وراءَ حُزني والتّلالْ
أنِضالُ ما بالُ الرّحيلِ يحزُّ قلبي كالنّصال؟
ما انفَكَّ يَسقيني المرارَ مُعَتّقاً بِيَدِ ارتِحال
إنّي أُحَدّثُ عنكَ مَن لا يَعرِفونَكَ
دَلّهُمْ أوصافَ روحِكَ رجفةُ القولِ المحمَّلِ بانفِعالْ
يرتجُّ قلبي، خاطِري من فَقدِ روحِكَ تَرتَدِي رُوحِي السّوادَ من الليال
ليتَ المسافاتِ التي حَجَبَتْكَ يوماً لَم تَكُن
أو ليتَ إنّي أستَطيعُ فِداءَ روحِكَ، لافتَدَيتُكَ يا "نِضال"
.
* صرخات سجين المرض، بقلم نضال
17/ 1/ 2011
وضحة غوانمة
18-01-2011, 01:43 PM
هو القلبُ لا جزعاً بالحَوادِثِ
لا الـعـاتياتُ بها قَــد يَضـيق
هو القلبُ رحبٌ، ولكنّ قلبي
أضاقَ عليهِ الصِحابُ الطّريقْ!
______
أنْباكَ دَهــرِيَ أم جــاءَتكَ أخــبَاري
حينَ المَواجِـعُ أمسَت (بالرّضَا)جَارِي
أقــــمارُ ليلِي غَـــــدَت للــرّيحِ بعـثرَةً
هَل تَنثُرُ الـرّيحُ شــيئاً غيرَ أقمارِي؟!
يــا مَن براهُ سُــــهادُ الفـــكرِ غَــرَّبَهُ
عــلى اقـتِرابٍ؛ وهـــذا أصعَبُ النّارِ
قَد أَعجَزَتني خُطَى الأيّــامِ في طلَبي
حـتّى وَشَــتْ بِيَ أســرَارِي لِأَســرَاري
فأنــزَلَـــتني ظُــــنوناً ما نَزَلتُ بِــها
وأورَدَتنِيَ ظَـــــــمآنَ الـمُنَى عـارِي
والناسُ أشتاتُ أفـكارِ المَروعِ فَهُمْ
رِقٌّ ويــعبثُ فــــيهِم ريــحُ إعــصارِ*
ناءون في قـــربِهِم، لا تصطلي بِهِمُ
إذا نـــــزلتَ بـأرضٍ ذاتِ أمـــــــطَارِ
فَلا الـقَريبُ يَمُدُّ العَونَ يُـــــسـعِفُني
ولا الـغَـريبُ يُـخَلِّــينِي بِأعـــــذَارِي
وأكـثَرُ الخَلقِ أطـيَافُ الــسَّـرابِ إذا
ظـــمئتَ لم تـرَ فيهِم جـدولاً جـاري
ويَعزِفونَ عَــلى جُــــرحِي بأعيُنِهِم
ويعزِفونَ عـن الـشّــــدوِ بأوْتَـارِي
فازهَد وأعطِ جفونَ الزّهدِ راحَـتَها
ولا تــبـيتَنَّ في سُـــــهدٍ وأفــــــكارِ
غَـريبُ دارٍ ولــــــو أنّي هُنا مـعَهُم
بعضُ الصِّـــحابِ مَقاديرٌ لأَقـــــدارِ
حينَ المـواجِعُ أحـباري وأسـفاري
أنْباكَ دهرِيَ، أمْ جاءَتكَ أخبَارِي؟!
* الرقّ: أوراق الشجر
وضحة غوانمة
01-02-2011, 09:26 AM
قولوا له قد طال منك تحمّلي
فارحل إذا ما شئتَ أو فلترحلِ
عامٌ بعامٍ فاض صبريَ جملةً
ما عدتُ أرنو بعدها لتجمّلِ
واسأل مياه النيلِ تسمعُ شكوتي
حتّى بها قد جفّ حلقُ المحملِ
فارحل بعرشك عن ترابي وانثني
عني بـــلا عـــودٍ فـــإنّكَ قاتلي
أرخيتَ في مدّ الكــــنانةٍ حلكةً
من عظم سوئك نبتها كالحنظلِ
والليل ألبسـه ســوادُكَ ثــوبَه
فإذا به أعــشى يَضلُّ ويُضلِلِ
ورجمتني سبعا وجئت تطوف بي
قد كان ســـعيكُ باطلا في باطلِ
هذي حروفي، كالسنانِ شفارها
إنّ الحروف تصيبُ مثل المقصلِ
ولقد أصابك من دماء عروبتي
شــعبٌ أتاكَ غِـضـابهُ في مقتلِ
1/2/2011
وضحة غوانمة
12-02-2011, 08:35 PM
كم من مساء
كَمْ مِن مَساءٍ سَيَطوِي في عَباءَتِهِ
لِلّيلِ خَارِطَةً مِنْ وَحْيِ أَحْزَانِي
لَيْلٌ تَهَادَى بِه النَّجْمَاتُ في ألَمِي
في لُجّةِ المِوجِ تَلقَانِي،، وَتَنْسَانِي
يَا سَاهِراً يَقطَعُ السَّاعَاتِ يُحْرِقُهَا
كَالتّبْغِ، إنَّ دُخَانَ القَهْرِ أَعْمَانِي
رِفْقَاً ،، بِرَبّكَ، هَذَا الجُرْحُ أَوْقَدَنِي
نَـاراً بِـلَيْلِكَ، وَالإِعْـيَاءُ أَطْـفَانِي
فَلا تَلُومَنَّ هَذَا القَـــلْبَ إِنَّ بــهِ
مِنْ عَاصِفَاتِ الأَسَى مَا هَدَّ بُنْيَانِي
قَاضُيْتُ نَفْسِي كَأَنِّي فِي مُحَاكَمَةٍ
كُنْتُ القَضَاءَ بِهَا وَالحُكْمَ، وَالجَانِي
وَصَارَ أَمْرِي إِذَا مَا النَّاسُ أَضْحَكَهم
أَمْرٌ، تَعَاظَـمَنِي أَمْرِي فَـأَبْـكَانِي
أَقْصِر فَدَتْكَ عُيُونٌ قَدْ فُتِنْتَ بِهَا
فَالسُّهْدُ، قَدْ خُلِقَتْ لِلسُّهْدِ أَجْفَانِي
غَاصَتْ أَظَافِرُهُ فِي الرُّوحِ فاغْتَرَفَتْ
وَغادَرَتْها بِنَزْفٍ أَحْــمَرٍ قَـانِ
مِنْ فَرْطِ سَيْلٍ جَرَتْ فَي الخَدِّ أَوْدِيَةٌ
جَفَّ الفُؤَادُ لـهَا، وَالدَّمْعُ رَوَّانِي
مُقَرَّحَ الفَجْرِ،، مَوْءُودَ الصَّبَاحِ إِذَا
مَا اعْتَلَّ لَيْلٌ، تَلاهُ لَيْلِيَ الثَّانِي
مُجَنْدَلَ القَلْبِ، أُبْقِينِي عَلَى أَمَلٍ
مَا ثمَّ أَسْــعَدَنِي، إلّا وأشـقاني
وصِرتُ أحصي بأوراقي وخربشتي
صحبي ورفقةَ أيّامي وخِلّاني
كم منهُمُ صَحِبَ الأيّام غافلني..
بخنجر الغدر، في ظهري، وخَلّاني
وما كأنّ بأضلاعي لهم سكنٌ
ولا كـأنّــهمُ خـلّي ونُـدمــاني
أبكي، وليس بكائي من جوى بدمي
بل من تسرّبهم من قلب شرياني
أساير النّفس في عيشٍ بُليتُ بهِ
ما نفعُ عيشيَ في صدٍّ وهُجرانِ
أوفى خليليَّ قادتهُ الخطى أمدا
إن جاد لي الدّهرُ: ألقاهُ ويلقاني
إنّ المحبّ وإن أدمتكَ جفوتهُ
لا يفتأُ القلب في ذكرٍ وتحنانِ
12/1/2010
وضحة غوانمة
01-03-2011, 08:08 AM
وعُدتُ إليكِ
ها قد أشرَقَت في العينِ ذاتُ الدّمعةِ الأولى
وذابَ القلبُ من ألمٍ
وأورقَ نبضِيَ الغافي حنيناً ليسَ يترُكُني،
قد انزَلَقَت على روحي
مدامِعُكِ الّتي خبّأتِ في جوفي
وذاتُ الدّمعةِ الأولى،،
وعدتُ إليكِ
يا أنتِ!
أنا يا كلَّ هذا الصّمتِ
لا يُجدي أناديكِ
وما يوماً سمعتِ أنينَ ناياتي
تُناجيكِ
وأنتِ تُخَضّرينَ الموتَ في موتي
فأغبِطُني عليكِ
وأختَفي فيكِ
أعلّقُ وجهَكِ الغافي على قمَرِي،،
وأنهي ليلَتي فيكِ
لأبدأ بوحِيَ المقتولَ من عطَشٍ،
وأشربَ من مآقيكِ
ولستُ أقولُ ما قد جالَ في كَبِدي
سوى أنّي
رجعتُ إليكِ ثانيةً
وثالثةً
سأرجِعُ كي أناجيكِ!
.
.
فكوني يا أنا يا روحُ يا وجَعا يَصيدُ دمي،
هنا عندَ اكتِظاظِ الليلِ في شُرُفاتِ أورِدَتي،
فإنّي عائدٌ دوماً
كأنّ الرّوحَ قد شُدّت
بحبلٍ في سَواريكِ!
وعدتُ إليكِ
.
أيلول 2010
وضحة غوانمة
27-06-2011, 04:56 PM
وجهٌ صغير
ينمو على دمهِ صقيعُ الزّنكِ من سقفٍ خَفيضْ (يغفو)
وعشرةُ أعينٍ من تحتهِ
باتت تجوبُ الليلَ
ترسمُ لوحةً في السّقفِ
من عَفَنِ الرطوبةِ،
نَزِّ ماءِ الشّتوِ من ثقبٍ جديدْ
والرّيحُ تعوي، تصفَعُ الشّباكَ
يعتَذِرُ المنامُ عن التّأخّرِ واقفاً قد بلَّلتهُ عواصِفُ الأمطارِ،
آتٍ من بعيدْ
ويدسُّ قامَتَهُ الصّغيرةَ في فِراشي
كومةٌ في جيبِ معطَفِهِ من الأحلامِ لي وحدي
وللباقينَ عيدْ
...
نامَت عيونُ الليلِ في سَفحِ المخيَّمِ، والتِلال
في غُربةٍ الـ "كانون" موحِشَةٌ تَمِيد
جوعٌ على مدِّ الفراغِ، أنينُ فقدٍ
ما يَزال يَنوحُ في آثارِهِ كلبُ طريد!
تصطكُّ حبّاتُ البَرَدْ
بالزِّنكِ، هَدهَدَةُ الصّغارِ لكي يناموا
في الصّباحِ ستَرتَدِي الحاراتُ ياقاتِ البياضِ
على ثيابٍ من جليدْ
في الليلِ بردٌ نائحٌ أَلقَى على رأسِ المخيّمِ شالَهُ
يا موتُ يا طفلَ المخيَّمِ
ألفُ أُمٍّ سوف تنجبُ صبرها لك والوليدْ
يا فقدُ يا شالا على سلكٍ تعلّقَ بالسّناسلِ*
عانَقَت "صبرَ"** المخيّمِ، آهِ يا شوكاً رقيقا في عيوني
أنت منّي، سوفَ تشبهُني بيومٍ، حينما تغدو عنيدا
إنّني يا "شوكُ" مشتاقٌ عنيدْ
...
قلبٌ كبير
طاف المخيّمَ في صباحاتِ الخلودِ
تناثرَت أشلاؤهُ في كلّ عينٍ شاهدتهُ،
وودّعتهُ،
غدا يعودْ
وجهٌ صغير
ينمو على دمهِ ترابٌ قد سقاهُ دمُ الشّهيدْ!
_________
* السناسل، جمع سنسلة (لغة محكية): جدار من حجارة الأرض
** الصبر: أشجار الصبار، وهي تكثر في "حواكير" المخيّم
4/3/2011
وضحة غوانمة
27-06-2011, 05:10 PM
مَدخل:
وأتْرُكُني أفكِّرُ بالذي قد كانْ
أفتِّشُ دفترَ الأحزانِ
أنبشُ قبرَ ذاكرتي
أشمّ دمي الذي سَفكوه من عمقي
هنالِكَ من جوى قلبي،،
وطعمُ الخنجرِ المسمومِ في ظهري..
ولا يرحم!
.
.
_____
عَلى كَفِّي يَنامُ الليلُ
يغَفُو مِلءَ جفنَيهِ
ولا يَتعَبْ ..
أُهَدْهِدُهُ طوالَ الليلِ
لا أتَعَبْ ،،
ويُهدِينِي إذا حانَ الصّباحُ قُبَلْ
نُجوماً في سَماءِ القلبْ !!
...
عَلى كفّي يَبيتُ الحُلْمُ سَهرانا
أُفَصّلُهُ
على مِقدَارِ حِرمَانِي
عَلى مِقدَارِ مَا أحْتَاجُ
كَي أَنسَى؛
وأغفو مِلءَ أَجْفَانِي ..
وَأحلُمُ بالدَّفا والحُبْ!
...
على جُرحِي
يَسيلُ الدّمعُ مَهزُوما
مِنَ الإعياءِ والتَّعَبِ
ويَغفو الدَّمعُ مَجرُوحَاً
عَلى خَدِّهْ
وينتَظِرُ الّذي بالغَيبْ
...
وفي قَلبي
تَسابَقَ والرَّدَى مِيلادْ
فَنَصلُ الموتِ مَسلولٌ على رُوحِي:
-قُبورٌ حُضِّرَت ْ للفَرحْ
-ربيعٌ للنَّدى والخِصبْ
وأيّامِي عَلى مَنْفَىً
فَلا صَحبِي هُمُ صَحْبِي
ولا دَرْبي كَمِثْلِ الدَربْ!
وصارَ البحرُ مِلءَ الأرضِ مُنسَكِباً
عَلى كفِّي
وَصَارَ الكونُ كلُّ الكَونِ
في عيني:
كَـ أصغَرِ ثُقبْ!
وضحة غوانمة
27-06-2011, 05:17 PM
طقوس انتظار
الطقسُ الأوّل
وَبِي أَلفٌ مِنَ الأصوَاتِ تَحْكِي،
وَألسِنَةٌ لأفكَارٍ عَدِيدَه
كما طفلٍ أبعثرُها وأمضي
وأَترُكُ للزَّمَانِ بِأَنْ
يُعِيدَ عَليَّ تَرتِيبَ القَصِيدَه
وَآلَمَنِي؛ وَأَبْحَث ُعَنكَ كُلُّ الكَونِ
آلَمَنِي الصَّدِيقُ
كَما العَدُوُّ
وَآلَمَتنِي النّفسُ فِي شَوْقٍ
وَحَرّقَنِي الحَنِينُ
عَلى تَشتِيتِنَا أَرْخَى وَعِيْدَهْ
وَأنْتَ هُنَاكَ مُرْتَهَنٌ،،
"بِـ خَيْطِ الغَيْبِ"
تَتْرُكُنِي مُمَزّقَةً
وَأبْحَثُ عَنْ صَدَى صَوْتٍ
سَيُشْبِهُ صَوْتَنَا يَوْمَاً،،
وَعَنْ وَجْهٍ طُفُولِيٍّ يُحَاكِينَا
يُحَاوِرُنَا، وَيَسْقِيْنَا جَدِيْدَه
وَمَنْ يَسْطِيعُ أَنْ يُدْنِيْكَ
يَا قَمَراً أَضَاءَ دَمِي
وَقَاعَ مُحِيطِ أَحْلامِي،،
وَوَارَى عَنْ عُيُونِي خَيْبَةً طَالَتْ،،
وَأَحْيَانِي
؛لِكَي أَحْيَا
أفتِّشُ عَنْهُ
كُلَّ فُصُولِ أَيّامِي الوَئِيْدَه
طقسٌ مجهول
وَلِلْأَسْرَارِ طَقْسُ أَوَاخِرِ الأَحْزَانِ
وَشْوَشَةُ السُّطُورِ
وَظِلُّ أَوْرَاق ٍ
لَهَا رَأسُ التفكّرِ
فَارَقَتْ فِي الأَمْرِ جِيْدَه
لَهَا فِي الرُّوحِ أَشْرِعَةٌ،،
وَإِبْحَارٌ،،
وَأَسْفَارٌ بَعِيْدَه
وَلِلْأَسْرَارِ مَائِدَةُ الصَّبَاحِ،،
.
.
وَفِي المَسَاءِ المُرِّ
مُتّكَأٌ،،
وَأَغْطِيَةٌ عَدِيْدَه
وَلِلْغُرَبَاءِ عُنْوَانُ
وَلِلْمَذْبُوحِ شِرْيَانُ
وَلِلْمَطْرُوقِ مِطْرَقَةٌ وَسِنْدَانُ
وِ"لِلْحِيطَانِ آذَانُ"
وَلِلْحَرْفِ امْتِدَادُ البَرْدِ فِي شِرْيَانِ أَيَّامِي،
لِمَحْبَرَتِي غَزِيْرُ الدَّمْعِ
يَعْزِفُ فَوْقَ أوْرَاقِي نَشِيْدَه
الطقس بعدَ الأخِير
قَلْبِي
وَفِيْهِ كَمِا اشْتِيَاقُ الأُمِّ
ضَمّةَ طِفْلِهَا بَعْدَ الغِيَابْ
بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَلْفُ بَابْ
وَطُلُوْلُ نَافِذَةٍ وَحِيْدَه
وَالرِّيْحُ تَصْفَعُنِي عَلَى خَدِّ انْتِظَارِيَ:
يَا عَنِيْدَةُ، يَا عَنِيدَةُ، يَا عَنِيْدَه
فَانْظُرْ لِهَاتِيْكَ السِّنِينِ
تَمُرُّ مِثْلَ سَحَابَةٍ
فِي لَيْلِ كَانُوْنَ الحَزِيْنْ
ظَمَأٌ بِنَا
نَحْنُ الّذِيْنَ عَلى الطَّرِيْقِ
تأخّرَتْ عَنَّا الطَّرِيقْ
وَلَا نُطِيقْ
فِي الرُّوْحِ يَشْتَعِلُ الحَرِيقْ
وَيَحُزُّ مِثْل النَّصْلِ
ذَاكَ الشَّوْقُ لِلنَّفْسِ البَعِيْدَه
.
* ملحوظة: الغرابة الموسيقيّة في بعض الطّقوس مقصودة.
..
وضحة غوانمة
27-06-2011, 05:19 PM
لِلشِّعْرِ اعْتِذَارِي
بَيْنِي وَبَيْنِي فِي صِرَاعٍ دَائِرٍ=لَمْ يَخْبُ فِي سِرِّي، فَهَاكَ جِهَارِي
فَالشِّعْرُ أُمِّي حِيْنَ عَزَّ لِقَاؤُهَا=وَأَنَا اليَتِيْمُ بِحُرْقَتِي وَأُوَارِي
والشِّعْرُ سَقْفُ مَنَازِلِي وَمَلَاجِئِي=والشّعرُ أَرْصِفَتِي وَطُوْبُ جِدَارِي
وإِلِيْهِ أَرْحَلُ مِنْ حَرَائِقِ غُرْبَتِي=وَإِلَيْهِ أَلْجَأُ مِنْ فُلُولِ دَمَارِي
وَنَسَجْتُ مِنْهُ مَعَاطِفِي فِي وِحْدَتِي=ورَسَمْتُ فِيهِ مَلَامِحِي وَمَدَارِي
وَضَفَرْتُ مِنْهُ جَدَائِلاً أَزْهُو بِهَا=وَجَعَلْتُ مِنْهُ قِلَادَتِي وَسِوَارِي
وَرَحَلْتُ دَهْراً، ثُمَّ عُدْتُ وَجَدْتُهُ=مِيْنَاءَ أَشْرِعَتِي، وشَطَّ بِحَاري
لكِنْ أَتُرْجِعُنِي حُرُوفُ قَصِيْدَتِي=نَحْوَ الدِّيَارِ، إِذَا أَضَعْتُ مَسَارِي؟
هَلْ تُصْبِحُ الأَشْعَارُ طَوْقَ نَجَاتِنَاُ=إِنْ أَغْرَقَتْنَا لُجَّةُ التَيَّارِ
وَتُعِيْدُ وَصْلَ ضَفِيْرَةٍ مَقْطُوعَةٍ=حَزَمَتْ حَقَائِبَهُمْ لَدَى الأَسْفَارِ
وَتَصِيْرُ خُبْزاً لِلْجِيَاعِ بِمَوْطِنِي=وَتَصِيْرُ ثَدْياً مُرْضِعاً لِصِغَارِي؟
هَلْ يُطْلِقُ الشِّعْرُ الجَمِيْلُ بَرَاعِمِي=وَيُفَتِّحُ الأَكْمَامَ لِلأَزْهَارِ؟!
أَوْ قَدْ يَسِيْلُ غَزِيْرُهُ يَسْقِي الرُّبَى=كَالمُزْنِ حِيْنَ تَجُوْدُ بِالأَمْطَارِ
مِيْقَاتُ إِحْرَامِي، وَقِبْلَةُ خَافِقِي=وَرِدَاءُ حَجِّي لِلْعُلا وَإِزَارِي
أَيَصِيْرُ مَغْفِرَتِي وَتَوْبَةَ زَلَّتِي=يَمْحُو خَطَايَا لَيْلَتِي وَنَهَارِيْ
يَا سَادَتِي هَذِي الحُرُوبُ كَفِيْفَةٌ=لَا تُبْصِرُ التَّشْتِيْتَ فِي أَقْطَارِي
صَمَّاءُ لَيْسَ يُضِيْرُهَا مِنْ نَائِحٍ=صَوْتُ العَوِيْلِ، وَكَثْرَةُ الأَعْذَارِ
لَا تَعْرِفُ القَوْلَ المُنَمَّقَ، أَوْ تَرَى=تِلْكَ السُّطُوْرَ بَهِيَّةَ الأَنْوَارِ
عِنْدَ احْتِدَامِ النَّارِ فِي سَاحِ الوَغَى=لَا وَقْتَ لِلْإِدْهَاشِ وَالْإِبْهَارِ
إِلَّا بِضَرْبَةِ فَارِسٍ مُتَعَجِّلٍ=لِلِقَاءِ رَبٍّ قَاهِرٍ جَبَّارِ
أيّار 2011
وضحة غوانمة
27-06-2011, 05:25 PM
رهينة
"قد يغفر المرء لكلّ من جرحوه، لكنّه لا يغفر لمن تسبّب بالنقطة السوداء في صحيفته
فأفقده براءة الشعور وعلّمهُ كيف يكره.
***
أعِـــــــيـدُونـــي إليَّ بـــلا ضَـــغِـيــنَهْ
غَــــــــريـــقٌ بـــحـرُهُ أضــنى حَــنِينَه
قّضيــتُ الـعـُـمـرَ أبـــحَثُ عَن رُفـاتي
وعُـــدتُ الــيــومَ أبــحَثُ عَن سَـكِينَه
وجُــلُّ الأمــــرِ أنّي عِــــنـدَ مَــــوتِي
بــدأتُ، وصِـــرتُ أُرجِــعُـها سِـنِـينَه
قَـتيل الـــرّوحِ أحـمـِلُها وأمـــــشِي
ولا قـــــبرٌ بِــأرجــــاءِ الــمَـــديـنَــه
وُلِــــدتُ وتَـــوأمِــي حُـــزنٌ مَـريــرٌ
تَـــــولّانِي، وصِــرتُ لَــــهُ رَهِــيــنَه
تَـــآلَــفَـتْ الـقُـلـــوبُ عَــليَّ حـــتّى
أُحِــسُّ بـأنَّــنِي فــيــهِــم سَــــجـيـنَه
وفي الرّوحِ اغــتِــرَابٌ في الحَــنايا
أُهَـــدهِـــــدُهُ وأســـــمَــعُــهُ أنِــــيـنـَه
ألا يــا لائــــمي وتُـــريــدُ نُــــصــحِي
شَـــــكَــرتُ لــكَ الأحَـاديــثَ الثَّـمِـيـنَه
فــكــُلُّ فَــتــىً تَـــعــاظَـــمُــهُ أُمـــــورٌ
وَكُـلّ مــساحَـــةٍ في الأَرضِ طِـــيـنـَه
جَــمــالُ البـحــرِ ليــسَ يَـــفُـتُّ فــيـهِ
إذا ارتَــطَــمَـتْ بــصَـخرَتِهِ سَـــفِـينَـه
دَعُــــونِي إِنْ أَرَدْتُـــــم أَن تَــرَوْنِــي
عَـــلى فَــنَــنٍ أُرَدّدُهـــــا لُـــحُونَـهْ!
تشرين ثاني 2010
وضحة غوانمة
27-06-2011, 05:28 PM
شيءٌ ما.. كَـ اليُتم
جاءَ بهذه من الأعماقِ السّحيقة إلى السطح..
__________
يا ويحَ قلبي النازفِ المكلومِ
مُشتعلا على الظمأ المخَّبأ
مُهجَتي ألمٌ ونَارْ
فلقد تلفَّعتُ السوادَ على الرّحيلِ
وقد تجهَّمَ للحياةِ
خَفوقُ قلبي
واستثارْ
ولكَمْ بكيتُ
وكم بكيتُ
وكم بكيتُ
وملَّ دمعيَ الانهمارْ
ولم يَعودوا..
لم تُغيِّر طَبعَها الأيّامُ
لَم تُرجِعْ لِيَ الصَّدفاتِ
ألقَتْهَا
على الشَطِ البِحَارْ
ولَم يُفِدْ دَمعِي النُّزولُ
ولا التَّحَجُّرُ فِي المَآقِي
لَمْ يَزَلْ فِيَّ الدَّمارْ
وَلَمْ أزَلْ
أبنِي بَقايايَ الَّتي مِنْ بَعْدِهِمْ
ظَلَّتْ تَنوحُ،،
.
.
وتَستَجيرُ،،
ولا تُجَارْ !!
وضحة غوانمة
27-06-2011, 05:31 PM
رؤيـا
إذا تناوبتك الطّعنات من مختلف الجهاتِ في وقتٍ واحد
فاعلم أنّ المسألة ليست مسألة شخوص
بل مسألة توقيت!
والخطاب في هذه الأبيات للوقت الغادر، إذ في يقيني ليس ثمّة شخوص غادرون!
****************
آمَنْتُ بالرُؤْيَا التي سَتُرِيْنِي=فَاشْحَذْ جَفَاكَ، وَتُلَّنِي لِجَبِينِي
مَا أنتَ أوَّلُ مَنْ يَخُونُ مَوَدَّتِي=كلَّا، ولَسْتَ خِتَامَ مَنْ يُؤْذِينِي
إِمَّا كَفَرْتَ بِأَنْعُمِي وَفَضَائِلِي=فَاهْجُ السَّمَاحَةَ بِي وَذُمَّ يَمِيْنِي
مَا تِلكَ آخِرُ طَعْنَةٍ أُمنَى بِهَا= إذْ قَد تَرَكْتُ لِمَنْ أُحِبُّ عَرِيْنِي
مَا كَانَ فِي ظَنِّي اسْتِبَاحَةُ خاَطِرِي=حتَّى أَثَرْتَ زَوَابِعاً بِحُزُونِي
وَلَقَد أَرَى رُوحِي عَلَيْكَ تَنَزَّلَتْ= فَيْضاً، وَتَرْفَعُ أَنتَ مَنْ هُوَ دُونِي
وترَكْتَنِي، الأَرْيَاحُ تَعْصِفُ فِي دَمِي=فَيَئِنُّ تَحْتَ سِيَاطِهِنَّ وَتِيْنِي
حتّى انْحَنَيْتُ عَلى الطّرِيقُ كَأنَّ فِي=سَطْرِ الطّرِيقِ صَحَائِفِي وَمُتُونِي
فَتَذَكَّرَنْ: تِلْكَ انْحِنَاءةُ عَاقِلٍ=لِلعَاصِفَاتِ؛ وَمَا كَسَرْنَ غُصُونِي
قَدَرِي مُواعَدَةُ المَرَاكِبِ دَرْبَهَا=قَلْبِي يَسِيْرُ، وَلَا تَسِيْرُ ظُعُوْنِي
حُلمِي شِرَاعِي عَقّنِي فِي غُرْبَتِي= فَحَزَمْتُ جُرْحِي وَامْتَطَيْتُ شُجُونِي
تَسّابَقُ الأيْدِي لِحَصْدِ سَنَابِلِي= وَالحُبُّ وَيْحَكَ وَحْدَهُ يَجْنِيْنِي
لَهُمُ الغِلالُ وَلِي تُرَابُ بَيَادِرِي=مَا قَلَّ مِمَّا لَمْ يَرَوْا يَكْفِينِي
لا يَستَطِيعُ اللّيلُ خَنْقَ ذُبَالَتِي=قِنْدِيلُ صَبْرِي مُسْرَجٌ بِيَقِيني
سَأمُرُّ فِي خَلَدِ الزمَانِ سَحَابَةً=وَالقَلبُ مِنِّي مُثْقَلٌ بِمُزُونِ
وَأَعِيشُ دَهْرِي فِي ازْدِحَامِ مَوَاجِعِي=أَحْيَا الرِّضَى، وَأَنَامُ مِلْءَ جُفُونِي
إِنْ كُنْتَ نَهْرَاً كَدَّرَتْهُ وُحُولُهُ=فَالبَحْرُ قَلْبِي، والسّمَاحُ سَفِيْنِي!
وضحة غوانمة
حزيران/ 2011
وضحة غوانمة
03-08-2011, 11:09 AM
أغنياتٌ بلا وتر
يُغري انتِظَارُكَ بالقَصِيــ=ـــدِ وبالكتابةِ والرسَائِلْ
اللّيلُ بَحرُ قَصِيدَةٍ=والنجمُ قافِيَةٌ وَسَاحِلْ
والنبضُ سُلَّمُ بوحِنَا=واللّحنُ تَردِيدُ البَلابِلْ
شَمْعُ انتِظَارٍ صَمْتُنَا=قَد ذَابَ فِي حَدِّ الفَواصِلْ
البُعدُ دِجلَةُ فِي دَمي=والحبُّ مَملَكَةٌ بِبَابِلْ
وَقَفَ التَّتارُ عَلى فَمِي=والشّوقُ طَارَ بِلَا زَوَاجِلْ
***
يُغرِي انتِظَارُكَ بالبُكا=ءِ وبالتَّسَربُلِ بالدّموعْ
يَجتَاحُنِي حَرُّ اشتِيَاقِي=مُحْرِقاً حَطَبَ الضلوعْ
والقلبُ رَمّدَهُ الأسى= وَتَفرَّقَت فِيهِ الجُموع
نَاحَتْ حَمائمُ خَاطِري=والرّوحُ ذَبّلَها الخُشوعْ
بعضِي تَبَعثَرَ راحِلاً=والبعضُ حَنَّ إلى الرجُوعْ
فاجْمَعْ شَتَاتِيَ إنَّنِي=في كلِّ ناحيةٍ أضِيعْ
كلُّ الفُصُولِ تَساقُطٌ=والزهرُ أنكَرَهُ الربيعْ
***
يُغرِي انتِظَارُكَ بالسُّكو=نِ وبالتّأمُّلِ والنَّظَرْ
أنْتَ الغَمامُ وإِنَّنِي=أرضُ وتَشْتَاقُ المَطَرْ
فاهْطَلْ غَزِيراً فوقَ عُمرِ=يَ، أَنْبِتَنْ فَيهِ الشَّجَرْ
في الرّوحِ غُصنِي ذَابِلٌ =فِي مُهجَتِي يَذْوِي الثَّمَرْ
بَلْ إِنَّنِي رَملٌ وَمَدْ=دُكَ عَابِرِي وَدَمِي انْحَسَرْ
أَسْنَدْتُّ أحلامي إِلى=كَتِفِ الحُضورِ وَمَا حَضَرْ
كُلُّ الأَمَانِيّ انْزَوَتْ=والأُغنِيَاتُ بِلا وَتَرْ
حزيران 2011
وضحة غوانمة
03-12-2011, 03:39 PM
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?p=639063#post639063
إلى لينا الجربوني*، ولا يكفي اعتذار
بَدَأْتُ أُلَمْلِمُنِي مِنْ بَقَايَا طُلُولٍ
وَبَعْضِ بَقَايَا ذُهُولْ
وَعُدْتُ إِلِى الشَّمْسِ أَرْبُطُ رَأْسِي
فَلَا شَوْقُ قَلْبِي سَيُعْطِيْكِ أُفْقًا
وَلَا أَدْمُعُ الْقَهْرِ شَيْئًا تَقُولْ!
وَكُنْتُ انْتَظَرْتُ،
وَتَشْهَدُ تِلْكَ الْمَعَابِرُ أَنِّي وَقَفْتُ افْتِخَارا
وَقَفْتُ أُرَتِّبُنِي لِلِقَاءٍ
وَكُنْتُ أُهِّيِّئُنِي لِلْمُثُولْ..
سَلِي السَّنَوَاتِ الَّتِي عَذَّبَتْنِي بِوَخْزِ اعْتِذَارٍ
وَسِكّينِ نِسْيانِكِ المُسْتَحِيلْ
وَذَاكَ المَسَاءَ، وَمَا كُنْتُ أَهْذِي بِحُمَّى الْغِيَابِ
بِقَلْبٍ قَتِيلْ
وَكُنْتِ بِلَيْلِيَ طَيْفًا وَرُؤْيَا..
وَكُنْتِ بِخَاصِرَتِي نَزْفَ جُرْحٍ
وَمَا كَانَ يَوْمًا لَهُ أَنْ يَزُولْ
وَأَعْرِفُ أَنَّكِ لَسْتِ هُنَاكَ
وَلَكِنَّنِي كُنْتُ حَمَّلْتُ بَعْضِيْ سَمَاءَ اشْتِيَاقِي
وَقُلْتُ: تَرَاكِ، فَتَعْلُو سَمَاءَ..
وَتُشْرِقُ شَمْسُكِ بَعْدَ الْأُفُولْ!
...
سَيَحْكِي لَكِ الْصَّمْتُ
كُلَّ الخَبَايَا،
وَتَرْوِي الرُّؤَى فَصْلَهَا المُنْتَظَرْ
تُرَى هَلْ يُصَارِحُ تِشْرينَ غَيْمٌ
عَلَى بَابِ آمَالِ قَلْبِي انْهَمَرْ
غَدَاةَ تَقَدَّمَتِ العَائِدَاتُ مِنَ المَوْتِ دُوْنَكِ
مِتُّ، وَوَجْهُ السَّمَاءِ اكْفَهَرّْ
فَهَلْ يَعْرِفُ الْبَابُ
ذَاكَ اْلمُغَلَّقُ دُوْنَ الْحَرَائِرِ
مَاذَا تُخَبِّئُ تِلْكَ الْحُجَرْ؟
وَهَلْ يَفْطِنُ الْقَيْدُ ذَاكَ الَّذِي لَفَّ مِعْصَمَكِ الْمُتَوَضِّئِ فَجْرًا
لِطُهْرٍ حَوَاهُ.. إِذَنْ لَانْكَسَرْ
لَصَبْرُكِ مَدْرَسَةٌ لِلْجِبَالِ
كَأَنَّ الثَّبَاتَ الَّذِي غَادَرَ الْكَوْنَ
حُبًّا أَتَاكِ وَفِيْكِ اسْتَقَرّْ
فَكُنْتِ لَنَا حَاجِزَ الْصَّدِّ دَوْمًا
فَدُوْنَكِ بَرْدٌ، وَدُوْنَكِ حَرّْ
وَدُوْنَكِ بَطْشٌ، وَدُوْنَكِ قَهْرٌ، وَدُوْنَكِ "حَنْظَلَةٌ"
بَلْ لَعَلَّكِ
قَدْ ذُقْتِ مَا هُوَ دَوْمًا أَمَرّْ
سَيَأْتِي بِكِ الْصُّبْحُ مِنْ كُلِّ شَقٍّ
وَقَلْبِي شُقُوْقٌ، وَكُلِّي حُفَرْ
أَ"لِيْنَا" فَكَيْفَ اسْتَطَعْتِ افْتِرَاقَ الْمَشَاعِرِ بَيْنَ الْنَّدَى وَاْلحَجَرْ
وَكَيْفَ بَنَيْتِ جِدَارًا لَهُ ظَاهِرٌ مِنْ صُمُودٍ عَنِيْدٍ عَسِرْ
وَبَاطِنُهُ رَحْمَةٌ تَحْتَوِيْنَا،،
وَتَمْسَحُ عَنَّا الْأَسَى وَالضَّجَرْ؟!
أَ"لِينا" فَمَاذَا يَقُوْلُ الْرِّجَالُ
لِمَدْرَسَةٍ، أَنْتِ، حِيْنَ تَوَلَّتْ جُمُوْعُ الرِّجَالِ إِلَى الظَّلِّ عُمْرَا
وَقَاتَلْتِ وَحْدَكِ دُوْنَ الْبَشَرْ؟؟
بِمَاذَا يُجِيْبُكِ أَلْفُ اعْتِذَارٍ
وَقَدْ كُنْتِ دَوْمًا لَنَا مَنْ عَذَرْ
...
سَيُطْرِقُ مِنْ خَجَلٍ بَابُ غُرْفَتِكِ "الثَّالِثَةْ"*
سَيَصْمِتُ مِفْتَاحُهُ فِي انْكِسَارٍ
يِئِنُّ بِدَوْرَتِهِ كُلَّمَا جَنَّ لَيْلٌ بَهِيْمٌ
وَلَاحَ صَبَاحْ
زَوَايَا الْمَكَانِ الَّتِي جَمَعَتْنَا،
وَجَلْسَتُنَا جَانِبَ السَّاحَةِ "القَبْرِ" فِي الْأَمْرِ نَحْكِي الكلامَ المُباحْ،
وَطَلْعَتُنَا فَوْقَ حُزْنِ الْغِيَابِ
وَوَقْفَتُنَا فَوْقَ صمتِ التأزُّمِ
في حيّزِ الأملِ المُستباحْ
أَنَاشِيْدُنَا يَوْمَ عِيْدٍ، وَأُخْرَى
"الوَصَايَا" الَّتِي كُنْتِ تَهْوَيْنَ مِنّي سَمَاعًا
وَلَا زِلْتُ أَتْلُو، وَأَتْلُو
لِــ "عَشْرِ الوَصَايَا"*.. وَأَلْفِ الْجِرَاحْ
وَأَتْلُوكِ وَحْدَكِ، حَادِيَةً فَوْقَ كُلِّ الْكَلَامِ
فَيُنْصِتُ لَيْلٌ،،،
يُؤَذِّنُ فَجْرٌ،،،
تُصَلِّيْنَهُ
...وَتَصُومُ الرِّيَاَحْ
!
_____________________
* لينا الجربوني: أميرة قسم 12 في سجن تلموند ،محكومة بالسجن خمسة عشر عاما، لم تخرج في صفقة التبادل.
* الغرفة 3: رقم زنزانة "لينا الجربوني".
* الوصايا العشر: قصيدة الشاعر أمل دنقل.
وضحة غوانمة
03-12-2011, 03:50 PM
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=53819
وَأَحْزِمُنِي
وَأَرْبِطُ صُرَّةَ الأَحْزَانِ
أَقْطُبُ "رُقْعَةَ" النَّزْفِ
أُخَبِّئُ كَوْمَ آلَامِي
أُجمَّلُ وَجْهَ حِرْمَانِي
أُغَادِرُ لَيْسَ يَصْحَبُنِي
سِوَى صَخَبِ الْحَنِيْن ِ
يَئُزُّ بِكُلِّ هَذَا الْصَّمْتِ فِي جَوْفِي
...
وَتِلْكَ حَقِيْبَةُ السَّفَرِ
مُرَتّبَةٌ ثِيَابُ الْبُعْدِ
زَاوِيَةٌ لِشَالِ الدَّمْعِ
أُخْرَى يَنْثَنِي فِيْهَا
الْأَنِيْنُ، وَمِعْطَفُ الْخَوْفِ
وَذِيْ أَوْرَاقُ ذَاكِرَتِي
وَهَذَا دَفْتَرُ الْمَاضِي
وَذَا خِذْلَانُ أيَّامِي،
.
.
وَذَا ضَعْفِي
...
تَذَاكِرُ رِحْلَتِي لِلصَّمْتِ
لِلَّاشِيءِ.. لِلْحَتْفِ
وَأَشْرِعَتِي
جَدَائِلُ مِنْ مَسَافَاتٍ
وَأَحْمَالُ عَلَى كَتِفِي
وَلَيْسَ اللَيْلُ إِلَّا بَعْضَ أَوْرِدَتِي
وَلَيْسَ الصُّبْحُ إِلَّا شَهْقَةَ اللَّهَفِ
...
ذَرِيْنِي إِنَّنِي بَعْضِي
وَبَعْضِي تَاهَ فِيْ أَسَفِي
وَمَعْذِرَةً لِأَشْيَائِي
وَأَشْيَائِي بِلَا كَنَفِ
أُلَمْلِمُنِي مِنَ الطُّرُقَاتِ
أَرْصِفَةُ الضَّيَاعِ تَئِنُّ فِي شَغَفِ
وَبِيْ مِنْ غُرْبَةِ التَّحْنَانِ مِيْلَادٌ
وَفِيْ نَبْضِي يُعَشِّشُ رَجْفُ أَيَّامِي
ذئابُ الوقتِ تَعوي في شراييني
وتُنْبِتُ عُشْبَ أوجاعٍ على طرفي
أيُعقَلُ أنّني حيٌّ
وهذا الموتُ في روحي، وفي نبضِ الحياةِ، وفي..
...
نواحُ حمائمِ الوادي
تلاوةُ أوّلِ الصُّحِفِ
!
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir