تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : وجهٌ صغير



وضحة غوانمة
05-03-2011, 05:23 PM
وجهٌ صغير
ينمو على دمهِ صقيعُ الزّنكِ من سقفٍ خَفيضْ (يغفو)
وعشرةُ أعينٍ من تحتهِ
باتت تجوبُ الليلَ
ترسمُ لوحةً في السّقفِ
من عَفَنِ الرطوبةِ،
نَزِّ ماءِ الشّتوِ من ثقبٍ جديدْ
والرّيحُ تعوي، تصفَعُ الشّباكَ
يعتَذِرُ المنامُ عن التّأخّرِ واقفاً قد بلَّلتهُ عواصِفُ الأمطارِ،
آتٍ من بعيدْ
ويدسُّ قامَتَهُ الصّغيرةَ في فِراشي
كومةٌ في جيبِ معطَفِهِ من الأحلامِ لي وحدي
وللباقينَ عيدْ
...
نامَت عيونُ الليلِ في سَفحِ المخيَّمِ، والتِلال
في غُربةٍ الـ "كانون" موحِشَةٌ تَمِيد
جوعٌ على مدِّ الفراغِ، أنينُ فقدٍ
ما يَزال يَنوحُ في آثارِهِ كلبُ طريد!

تصطكُّ حبّاتُ البَرَدْ
بالزِّنكِ، هَدهَدَةُ الصّغارِ لكي يناموا
في الصّباحِ ستَرتَدِي الحاراتُ ياقاتِ البياضِ
على ثيابٍ من جليدْ

في الليلِ بردٌ نائحٌ أَلقَى على رأسِ المخيّمِ شالَهُ
يا موتُ يا طفلَ المخيَّمِ
ألفُ أُمٍّ سوف تنجبُ صبرها لك والوليدْ
يا فقدُ يا شالا على سلكٍ تعلّقَ بالسّناسلِ*
عانَقَت "صبرَ"** المخيّمِ، آهِ يا شوكاً رقيقا في عيوني
أنت منّي، سوفَ تشبهُني بيومٍ، حينما تغدو عنيدا
إنّني يا "شوكُ" مشتاقٌ عنيدْ
...
قلبٌ كبير
طاف المخيّمَ في صباحاتِ الخلودِ
تناثرَت أشلاؤهُ في كلّ عينٍ شاهدتهُ،
وودّعتهُ،
غدا يعودْ
وجهٌ صغير
ينمو على دمهِ ترابٌ قد سقاهُ دمُ الشّهيدْ!

_________
* السناسل، جمع سنسلة (لغة محكية): جدار من حجارة الأرض
** الصبر: أشجار الصبار، وهي تكثر في "حواكير" المخيّم
4/3/2011

ربيحة الرفاعي
05-03-2011, 05:33 PM
يا الله
أحرقتني بها ثانية وكأني لم أقرأها أمس
أيتها الشاعرة الباهرة
خبريني بربك
كيف نقشت المخيم حاضرا، وقد محته الذاكرة؟
كيف أعدت غرسه في خاطري وقد جففت جذره السنون؟

لله أنت وهذا الحرف المجبول بتراب العز
أحبك يا قطعة من الوطن

دمت بألق

د. مختار محرم
05-03-2011, 05:33 PM
في الليلِ بردٌ نائحٌ أَلقَى على رأسِ المخيّمِ شالَهُ
يا موتُ يا طفلَ المخيَّمِ
ألفُ أُمٍّ سوف تنجبُ صبرها لك والوليدْ
يا فقدُ يا شالا على سلكٍ تعلّقَ بالسّناسلِ*
عانَقَت "صبرَ"** المخيّمِ، آهِ يا شوكاً رقيقا في عيوني
أنت منّي، سوفَ تشبهُني بيومٍ، حينما تغدو عنيدا
إنّني يا "شوكُ" مشتاقٌ عنيدْ





يالجمال هذه الصورة ..
كلماتك أستاذة وضحة تنساب في الوجدان وكأنها نابعة منا
حين تحمل الكلمات قضية .. تصبح القصيدة وطنا
كوني دائما بخير أيتها الشاعرة القديرة

مصطفى السنجاري
05-03-2011, 05:36 PM
سعيد بأني كنت الناهل الأول

من هذا الرذاذ البهي

المتراشق من قلمك الشاعر

دمت سامقة

محمد ذيب سليمان
05-03-2011, 05:46 PM
ايتها الأخت الشاعرة الباهرة حسا ونقدا
نقلت الصورة بكل تفاصيلها ووجعها
والقيتنا هناك حيث المخيم بتفاصيله
باطفاله وشيوخه برجاله ونسائه

بشتائه القارص الممطر وصيفه اللهب
ولم نر فيه ربيعا

شكلرا لك

لمى ناصر
05-03-2011, 06:10 PM
نبض يحاكي صقيع المخيم
ونظرة طفل يحمل وجه الموت
بابتسامة المطر .. تراب سقاه الدم
سينبت ألف من تلك العيون.
سلمك ربي شاعرتنا على تلك اللوحة
المعتيقة بتراب الوطن الحبيب.

محمود فرحان حمادي
06-03-2011, 10:00 AM
لوحة شاعرية آسرة
ووصف دقيق مميز
والنص برغم ما اعتوره من لوعة وألم
إلا أنه جاء ماتعًا بديعا
بورك النبض الأصيل
تحياتي

وضحة غوانمة
06-03-2011, 04:12 PM
يا الله
أحرقتني بها ثانية وكأني لم أقرأها أمس
أيتها الشاعرة الباهرة
خبريني بربك
كيف نقشت المخيم حاضرا، وقد محته الذاكرة؟
كيف أعدت غرسه في خاطري وقد جففت جذره السنون؟

لله أنت وهذا الحرف المجبول بتراب العز
أحبك يا قطعة من الوطن

دمت بألق


ما زال يعيش في أوردتنا
أزقّته، حاراته، وجوه المطاردين
قصص الكبار حول النار في الحارات في مساءات أيّام الانتفاضة
كلّها تعيش فينا، لم ترتحل لخزائن الذكريات، بل تعيش حياتنا كاملة يا حبيبة
لم يغادر أرواحنا صقيع المخيّم، لن تنهيه سوى شمس التحرّر، فأينَها؟!

القديرة ربيحة الرفاعي
لا زال للمخيّم حكاياتٌ لم تبح بها الجبال للسّماء
ودفنها الليلُ في جوفه...

حضوركِ ماطرٌ كروحكِ النّقاء

مودّتي

الطنطاوي الحسيني
06-03-2011, 04:22 PM
قلبٌ كبير
طاف المخيّمَ في صباحاتِ الخلودِ
تناثرَت أشلاؤهُ في كلّ عينٍ شاهدتهُ،
وودّعتهُ،
غدا يعودْ
وجهٌ صغير
ينمو على دمهِ ترابٌ قد سقاهُ دمُ الشّهيدْ!


قصيدة من تراب العز في المخيم
لسماء العز في الامل
قصيدة رائعة النسج والتصوير
أختي وضحة غوانمة الشاعرة الأصيلة
شكرا للغتك المنسابة والجميلة
تحياتي لابداعك

نبيل أحمد زيدان
07-03-2011, 12:26 AM
الأخت الفاضلة وضحة غوانمة الموقرة
يصرخ صوت الجرح
في ضميرنا ولا يلتئم
وتعتلي الثقوب حجرات الجسد
هتاف بين الشعور والشعور
هذا فاضلتي ما فعله نصك
وأيقنه فينا
وقد وصل النص
وأدى المطلوب
(متميزة)
دمت بخير فاضلتي

وضحة غوانمة
09-03-2011, 04:49 PM
في الليلِ بردٌ نائحٌ أَلقَى على رأسِ المخيّمِ شالَهُ
يا موتُ يا طفلَ المخيَّمِ
ألفُ أُمٍّ سوف تنجبُ صبرها لك والوليدْ
يا فقدُ يا شالا على سلكٍ تعلّقَ بالسّناسلِ*
عانَقَت "صبرَ"** المخيّمِ، آهِ يا شوكاً رقيقا في عيوني
أنت منّي، سوفَ تشبهُني بيومٍ، حينما تغدو عنيدا
إنّني يا "شوكُ" مشتاقٌ عنيدْ





يالجمال هذه الصورة ..
كلماتك أستاذة وضحة تنساب في الوجدان وكأنها نابعة منا
حين تحمل الكلمات قضية .. تصبح القصيدة وطنا
كوني دائما بخير أيتها الشاعرة القديرة



الشاعر البهيّ الحرف د. مختار محرم
حضوركَ يسعد الحرف، ويضيء الصفحة
قراءتكَ أعطت القصيدةَ أفقا باتّساع الوطن "قبل أن يقسّموه"

شكرا مطر لمرورك
كبير تقدير

وضحة غوانمة
10-03-2011, 11:33 AM
سعيد بأني كنت الناهل الأول

من هذا الرذاذ البهي

المتراشق من قلمك الشاعر

دمت سامقة


الشاعر مصطفى السنجاري
وصار الحرف أبهى، وصار الوقت مطراً بمرورك
لا عدم يا قدير

تحياتي

مرشدة جاويش
10-03-2011, 12:02 PM
نص مائز برغم الحزن والالم والتشرد الذي
حملته عواصف البؤس
بتصويرية رائعة ولغة متنامية وحس صادق
تحاياي

وضحة غوانمة
14-03-2011, 12:53 PM
ايتها الأخت الشاعرة الباهرة حسا ونقدا
نقلت الصورة بكل تفاصيلها ووجعها
والقيتنا هناك حيث المخيم بتفاصيله
باطفاله وشيوخه برجاله ونسائه

بشتائه القارص الممطر وصيفه اللهب
ولم نر فيه ربيعا

شكلرا لك


شكرا لقراءتك العميقة، ورؤيتك الدقيقة
وإحساسك العالي بالنصّ وفيضه،،

الأستاذ الكبير محمّد ذيب سليمان
لا عدمتُ هذا الحضور الغدق أبدا

تقديري، وألف تحية

جهاد إبراهيم درويش
14-03-2011, 01:24 PM
يا الله ..
اللهم كن في عوننا وعون المخيم
ما أجمل هذه اللوحة المتدفقة التي تعكس وجع المخيم بتفاصيله
وما أجمل هذا الختام الذي يستحضر رائحة الدم الزكي ليعلنها مدوية :
أنه لا سبيل للإنعتاق بغيره
أختاه ..
بوركت وبورك إبداعك
وألف تحية لقلب يحمل هذا الوجع الكبير

تحياتي
وود لا ينتهي

عمار الزريقي
23-03-2011, 09:05 PM
يا لجمال هذا الطيف الذي أبرق من سماءك

أبدعت وأمتعت أختي الشاعرة الفاضلة

لك مني أسمى آيات المودة

تحياتي

مازن لبابيدي
24-03-2011, 03:37 PM
وضحة غوانمة
كم هي مؤلمة هذه الكلمات ، كصقيع الشتاء
وكم هي صارخة كرياح الكوانين .
من هنا تولد الثورة أختاه ... فاحقني حرفك في عروق الجيل القادم .

تحيتي

هاشم الناشري
24-03-2011, 04:13 PM
وجهٌ صغير
ينمو على دمهِ صقيعُ الزّنكِ من سقفٍ خَفيضْ (يغفو)
وعشرةُ أعينٍ من تحتهِ
باتت تجوبُ الليلَ
ترسمُ لوحةً في السّقفِ
من عَفَنِ الرطوبةِ،
نَزِّ ماءِ الشّتوِ من ثقبٍ جديدْ
والرّيحُ تعوي، تصفَعُ الشّباكَ
يعتَذِرُ المنامُ عن التّأخّرِ واقفاً قد بلَّلتهُ عواصِفُ الأمطارِ،
آتٍ من بعيدْ
ويدسُّ قامَتَهُ الصّغيرةَ في فِراشي
كومةٌ في جيبِ معطَفِهِ من الأحلامِ لي وحدي
وللباقينَ عيدْ
...
نامَت عيونُ الليلِ في سَفحِ المخيَّمِ، والتِلال
في غُربةٍ الـ "كانون" موحِشَةٌ تَمِيد
جوعٌ على مدِّ الفراغِ، أنينُ فقدٍ
ما يَزال يَنوحُ في آثارِهِ كلبُ طريد!

تصطكُّ حبّاتُ البَرَدْ
بالزِّنكِ، هَدهَدَةُ الصّغارِ لكي يناموا
في الصّباحِ ستَرتَدِي الحاراتُ ياقاتِ البياضِ
على ثيابٍ من جليدْ

في الليلِ بردٌ نائحٌ أَلقَى على رأسِ المخيّمِ شالَهُ
يا موتُ يا طفلَ المخيَّمِ
ألفُ أُمٍّ سوف تنجبُ صبرها لك والوليدْ
يا فقدُ يا شالا على سلكٍ تعلّقَ بالسّناسلِ*
عانَقَت "صبرَ"** المخيّمِ، آهِ يا شوكاً رقيقا في عيوني
أنت منّي، سوفَ تشبهُني بيومٍ، حينما تغدو عنيدا
إنّني يا "شوكُ" مشتاقٌ عنيدْ
...
قلبٌ كبير
طاف المخيّمَ في صباحاتِ الخلودِ
تناثرَت أشلاؤهُ في كلّ عينٍ شاهدتهُ،
وودّعتهُ،
غدا يعودْ
وجهٌ صغير
ينمو على دمهِ ترابٌ قد سقاهُ دمُ الشّهيدْ!

_________
* السناسل، جمع سنسلة (لغة محكية): جدار من حجارة الأرض
** الصبر: أشجار الصبار، وهي تكثر في "حواكير" المخيّم
4/3/2011




أختي الشاعرة / وضحة غوانمة

مع كل نصٍّ ترحلين بنا في عوالمك التي لايعرف
الطريق إليها إلاّ أنت ، فلا نعود قبل البكاء.
استمري أختاه فلعل ابتسامة النور قادمة.

لك الله ما أروعك حرفاً وفكراً وخلُقاً.

د. سمير العمري
17-09-2011, 06:45 PM
يا لحرف مبهر يرسم بريشة الذاكرة صورا تلاحقت تعيد في النفس تلك الأيام الغابرة بهذه الدقة وهذا الرصد الموجع حتى في "دلف سطح الزنك والقرميد".

لقد أبدعت في رسم هذه الصور المتلاحقة حتى كأنني عدت إلى حياة المخيم بكل تفاضيله فلله درك شاعرة!

دمت بخير وعافية!

وأهلا ومرحبا بك في أفياء واحة الخير.


تحياتي

نداء غريب صبري
15-02-2012, 01:07 PM
حتى الذين لم يجربوا وجع الحرمان وعذابه في المخيم
أصبحوا يفهمونه لروعة الوصف الذي نطق بها شعراء وأدباء صنعتهم الابداع

قصيدة باهرة أختي

بوركت

آمال المصري
15-02-2012, 05:16 PM
يعتَذِرُ المنامُ عن التّأخّرِ واقفاً قد بلَّلتهُ عواصِفُ الأمطارِ،
آتٍ من بعيدْ
ويدسُّ قامَتَهُ الصّغيرةَ في فِراشي
كومةٌ في جيبِ معطَفِهِ من الأحلامِ لي وحدي

وصف يتيه العقل فيه شاردا من جمال الصورة
شاعرتنا المجيدة واضحة ...
يولد الإبداع من رحم المعاناة
وهنا كان المخاض وطنا ..
رغم مايصبغ النص من ألم جاء القصيد باهرا زاخرا بالبهاء
دمت بشعر
تحاياي