مشاهدة النسخة كاملة : نقوش على جدار التاريخ
محمد البياسي
06-03-2011, 11:36 AM
(1)
الحصري القيرواني
علي بن عبد الغني الفهري الحصري القيرواني، أبو الحسن. من شعراء العصر الأندلسي توفي سنة 488 هـ / 1095 م
شاعر مشهور كان ضريراً من أهل القيروان انتقل إلى الأندلس ومات في طنجة حفظ القرآن بالروايات وتعلم العربية على شيوخ عصره.
يَا لَيْلُ الصَّبُّ مَتَى غَدُهُ= أَقِيَامُ السَّاعَةِ مَوْعِدُهُ
رَقَـدَ السُّمَّـارُ فَأَرَّقَـهُ =أَسَفٌ للبَيْنِ يُرَدِّدُهُ
فَبَكاهُ النَّجْمُ ورَقَّ لـهُ = ممّا يَرْعَاهُ ويَرْصُدُهُ
كَلِفٌ بِغَزَالٍ ذي هَيَفٍ= خَوْفُ الوَاشِينَ يُشَرِّدُهُ
نَصَبَتْ عَيْنَايَ لَهُ شَرَكَاً= في النَّوْمِِ فَعَزَّ تَصَيُّدُهُ
وَكَفَى عَجَبَاً أنِّي قَنِصٌ= للسِّرْبِ سَبَانِي أَغْيَدُهُ
صَنَمٌ للفِتْنَةِ مُنْتَصِـبٌ= أَهْوَاهُ وَلا أَتَعَبَّـدُهُ
صَاحٍ والخَمْرُ جَنَى فَمِهِ =سَكْرَانُ اللَّحْظِ مُعَرْبِدُهُ
يَنْضُو مِنْ مُقْلَتِه ِ سَيْفَاً=وَكَأَنَّ نُعَاسَاً يُغْمِـدُهُ
فَيُرِيقُ دَمَ العُشَّاقِ بِـهِ=والويلُ لِمَنْ يَتَقَلَّـدُهُ
كَلاّ ، لا ذَنْبَ لِمَنْ قَتَلَتْ=عَيْنَاهُ وَلَمْ تَقْتُلْ يَـدُهُ
يَا مَنْ جَحَدَتْ عَيْنَاهُ دَمِي=وَعَلَى خَدَّيْهِ تَـوَرُّدُهُ
خَدَّاكَ قَدْ اعْتَرَفَا بِدَمِي=فَعَلامَ جُفُونُكَ تَجْحَدُهُ
إِنِّي لأُعِيذُكَ مِنْ قَتْلِي=وَأَظُنُّكَ لا تَتَعَمَّـدُهُ
بِاللهِ هَبِ المُشْتَاقَ كَرَىً=فَلَعَلَّ خَيَالَكَ يُسْعِـدُهُ
مَا ضَرَّكَ لَوْ دَاوَيْتَ ضَنَى=صَبٍّ يُدْنِيكَ وَتُبْعِـدُهُ
لَمْ يُبْقِِ هَوَاكَ لَهُ رَمَقَاً=فَلْيَبْكِ عَلَيْهِ عُـوَّدُهُ
وَغَدَاً يَمْضِي أَوْ بَعْدَ غَدٍ =هَلْ مِنْ نَظَرٍ يَتَزَوَّدُهُ
يَا أَهْلَ الشَّوْقِ لَنَا شَرَقٌ= بِالدَّمْعِ يَفِيضُ مُوَرَّدُهُ
يَهْوَى المُشْتَاقُ لِقَاءَكُمُ =وَصُرُوفُ الدَّهْرِ تُبَعِّدُهُ
مَا أَحْلَى الوَصْلَ وَأَعْذَبَهُ= لَولا الأَيَّامُ تُنَكِّـدُهُ
بِالبَيْنِ وَبِالْهِجْرَانِ ، فَيَا=لِفُؤَادِي كَيْفَ تَجَلُّدُهُ
قصيدة على المتدارك , و هي من عيون الشعر العربي ومن القصائد الخالدة التي نُقشت على جدار ذاكرة التاريخ
ربيحة الرفاعي
07-03-2011, 12:34 AM
أختيار جميل وقصيدة ساحرة ما أكثر ما ندندن بما نحفظ من أبياتها
إنما تساءلت هنا استفهاما وليس استنكارا:
فيم كان اختيارك للعنوان؟؟
دمت مبدعا
نبيل أحمد زيدان
07-03-2011, 12:52 AM
الأخ الفاضل محمد البياسي الموقر
ما من شك فاضلي
ذائقتك رفيعة
شكرا على هذه الإطلالة الجميلة
دمت بحفظ الله ورعايته
خشان محمد خشان
07-03-2011, 10:37 AM
الحصري القيرواني
قصيدة على المتدارك , و هي من عيون الشعر العربي ومن القصائد الخالدة التي نُقشت على جدار ذاكرة التاريخ
أخي وأستاذي الكريم
أحد أهم الأسس التي يقوم عليها العروض الرقمي هي التمييز بين الخبب والمتدارك .
أرجو أن تتكرم بالاطلاع على الرابط:
https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/sharean
والله يرعاك.
محمد البياسي
07-03-2011, 10:59 AM
أخي وأستاذي الكريم
أحد أهم الأسس التي يقوم عليها العروض الرقمي هي التمييز بين الخبب والمتدارك .
أرجو أن تتكرم بالاطلاع على الرابط:
https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/sharean
والله يرعاك.
أخي و أستاذي الكريم
أحد أهم الأسس التي تقوم عليها عقيدتي الشعرية أني لا أعترف إلا بما قال الخليل و سيبويه و الأخفش
الخبب بأشكاله كافة هو شكل من أشكال المتدارك
سواء جاء على الأصل ، أو مخبونا أو مخضوما ، او مختلط التفاعيل المشتقة من فاعلن.
أما العروض الرقمي فهو لا يعنيني في شيء ( دع ما يريبك الى ما لا يريبك ).
أرجو أن تتكرم بالاطلاع على الرابط:
http://www.wata1.com/up//uploads/files/wata1-c413ecab44.htm
والله يرعاك .
خشان محمد خشان
07-03-2011, 01:34 PM
شكرا لاهتمامك أخي الكريم
رجعت للرابط وكان ثمة حوار في منتدى الرقمي مع استاذي واخي محمود مرعي حول الموضوع
http://www.arood.com/vb/showthread.php?t=592
تناول البيت :
بَيْـتُـهُ في التّرْبِ رَسَا وَتَداً **** وعَلى الأفْلاكِ لَهُ طُنُبُ (14)
كلمة بَيْتُهُ ( فاعِلُنْ ) ، فحكم الهاء الساكنة الاشباع بعد متحرك .
وقد قرأ ( كلمة بيته ) كل من أستاذي د. عمر خلوف وسليمان أبو ستة وأنا معهم على أنها بيته على وزن فاعلُ دون إشباع ضمة الهاء.
فإن كنت ترى أنها على وزن فاعلن فلا ينبغي أن ترتاب في رؤية أخي محمود.
والله يرعاك.
محمد البياسي
07-03-2011, 02:18 PM
شكرا لاهتمامك أخي الكريم
رجعت للرابط وكان ثمة حوار في منتدى الرقمي مع استاذي واخي محمود مرعي حول الموضوع
http://www.arood.com/vb/showthread.php?t=592
تناول البيت :
بَيْـتُـهُ في التّرْبِ رَسَا وَتَداً **** وعَلى الأفْلاكِ لَهُ طُنُبُ (14)
كلمة بَيْتُهُ ( فاعِلُنْ ) ، فحكم الهاء الساكنة الاشباع بعد متحرك .
وقد قرأ ( كلمة بيته ) كل من أستاذي د. عمر خلوف وسليمان أبو ستة وأنا معهم على أنها بيته على وزن فاعلُ دون إشباع ضمة الهاء.
فإن كنت ترى أنها على وزن فاعلن فلا ينبغي أن ترتاب في رؤية أخي محمود.
والله يرعاك.
اهلا يا اخي الكريم :
كما قلت لك يا أخي ..
أنا لا شأن لي بالعروض الرقمي ..
ما عند الفراهيدي وسيبويه و الاخفش يغنيني عن غيره ..
أنا عندي.. انقطع الاجتهاد في العروض عند الاخفش
كما انقطع الاجتهاد الفقهي عند أحمد
رعاك الله
محمد البياسي
07-03-2011, 05:44 PM
(2)
قطري ابن الفجاءة
شاعر الخوارج وفارسهم وخطيبهم والخليفة المسمّى أمير المؤمنين في أصحابه ، وكان من رؤساء الأزارقة وأبطالهم.
بقي ثلاث عشرة سنة يقاتل , والحجاج يسير إليه جيشاً إثر جيش ، وهو يردّهم ويظهر عليهم. وكانت كنيته في الحرب أبونعامة و( نعامة فرسه ) وفي السلم أبو محمد.
قيل في وصفه : كان طامة كبرى وصاعقة من صواعق الدنيا في الشجاعة والقوة وله مع المهالبة وقائع مدهشة، وكان عربياً مقيماً مغرماً وسيداً عزيزاً . وشعره في الحماسة كثير
أَقولُ لَها وَقَد طارَت شَعاعاً=مِنَ الأَبطالِ وَيحَكِ لَن تُراعي
فَإِنَّكِ لَو سألتِ بَقاءَ يَومٍ=على الأَجَلِ الَّذي لَكِ لَم تُطاعي
فَصَبراً في مَجالِ المَوتِ صَبراً= فَما نَيلُ الخُلودِ بِمُستَطاعِ
وَلا طولُ البَقاءِ بِثَوبِ مجْدٍ= فَيُطوى عَن أَخي الخَنعِ اليَراعِ
سَبيلُ المَوتِ غايَةُ كُلِّ حَيٍّ=وداعِيَه لِأَهلِ الأَرضِ داعِ
وَمَن لا يُعتَبَطْ يَسأَمْ وَيَهرَمْ=وَتُسلِمْهُ المَنونُ إِلى انقِطاعِ
وَما لِلمَرءِ خَيرٌ في حَياةٍ= إِذا ما عُدَّ مِن سَقَطِ المَتاعِ
قصيدة على الوافر , و هي من عيون الشعر العربي ومن القصائد الخالدة التي نُقشت على جدار ذاكرة التاريخ
نادية بوغرارة
07-03-2011, 08:17 PM
شكرا لك على هذه النافذة المتجددة ،
سؤال :
لماذا هذه تحديدا ؟؟؟؟:002:
محمد البياسي
07-03-2011, 08:28 PM
شكرا لك على هذه النافذة المتجددة ،
سؤال :
لماذا هذه تحديدا ؟؟؟؟:002:
جواب ..1
ليست هذه تحديدا..
ففي جعبتي أكثر من ألف قصيدة سأنثرها في فضاء الواحة .. (إن شاء الله )
جواب ..2
لأنها من عيون الأدب العربي و من قصائده الخالدة
جواب ..3
لانها تسري في عروقي واحفظها هي و سابقتها و غيرهما منذ اكثر من ثلاثين عاما .
سؤال :
ولماذا ليست هذه تحديدا ؟
دمتِ
محمد البياسي
07-03-2011, 08:36 PM
أختيار جميل وقصيدة ساحرة ما أكثر ما ندندن بما نحفظ من أبياتها
إنما تساءلت هنا استفهاما وليس استنكارا:
فيم كان اختيارك للعنوان؟؟
دمت مبدعا
أهلا برائعة الواحة
هذه قصائد إن لم تكن في ذاكرة طالب الشعر , فاته من الخير الشعري الكثير ..
في ذلك كان اختياري للعنوان .
احترامي و تقديري
مرشدة جاويش
07-03-2011, 09:49 PM
(1)
الحصري القيرواني
علي بن عبد الغني الفهري الحصري القيرواني، أبو الحسن. من شعراء العصر الأندلسي توفي سنة 488 هـ / 1095 م
شاعر مشهور كان ضريراً من أهل القيروان انتقل إلى الأندلس ومات في طنجة حفظ القرآن بالروايات وتعلم العربية على شيوخ عصره.
يَا لَيْلُ الصَّبُّ مَتَى غَدُهُ= أَقِيَامُ السَّاعَةِ مَوْعِدُهُ
رَقَـدَ السُّمَّـارُ فَأَرَّقَـهُ =أَسَفٌ للبَيْنِ يُرَدِّدُهُ
فَبَكاهُ النَّجْمُ ورَقَّ لـهُ = ممّا يَرْعَاهُ ويَرْصُدُهُ
كَلِفٌ بِغَزَالٍ ذي هَيَفٍ= خَوْفُ الوَاشِينَ يُشَرِّدُهُ
نَصَبَتْ عَيْنَايَ لَهُ شَرَكَاً= في النَّوْمِِ فَعَزَّ تَصَيُّدُهُ
وَكَفَى عَجَبَاً أنِّي قَنِصٌ= للسِّرْبِ سَبَانِي أَغْيَدُهُ
صَنَمٌ للفِتْنَةِ مُنْتَصِـبٌ= أَهْوَاهُ وَلا أَتَعَبَّـدُهُ
صَاحٍ والخَمْرُ جَنَى فَمِهِ =سَكْرَانُ اللَّحْظِ مُعَرْبِدُهُ
يَنْضُو مِنْ مُقْلَتِه ِ سَيْفَاً=وَكَأَنَّ نُعَاسَاً يُغْمِـدُهُ
فَيُرِيقُ دَمَ العُشَّاقِ بِـهِ=والويلُ لِمَنْ يَتَقَلَّـدُهُ
كَلاّ ، لا ذَنْبَ لِمَنْ قَتَلَتْ=عَيْنَاهُ وَلَمْ تَقْتُلْ يَـدُهُ
يَا مَنْ جَحَدَتْ عَيْنَاهُ دَمِي=وَعَلَى خَدَّيْهِ تَـوَرُّدُهُ
خَدَّاكَ قَدْ اعْتَرَفَا بِدَمِي=فَعَلامَ جُفُونُكَ تَجْحَدُهُ
إِنِّي لأُعِيذُكَ مِنْ قَتْلِي=وَأَظُنُّكَ لا تَتَعَمَّـدُهُ
بِاللهِ هَبِ المُشْتَاقَ كَرَىً=فَلَعَلَّ خَيَالَكَ يُسْعِـدُهُ
مَا ضَرَّكَ لَوْ دَاوَيْتَ ضَنَى=صَبٍّ يُدْنِيكَ وَتُبْعِـدُهُ
لَمْ يُبْقِِ هَوَاكَ لَهُ رَمَقَاً=فَلْيَبْكِ عَلَيْهِ عُـوَّدُهُ
وَغَدَاً يَمْضِي أَوْ بَعْدَ غَدٍ =هَلْ مِنْ نَظَرٍ يَتَزَوَّدُهُ
يَا أَهْلَ الشَّوْقِ لَنَا شَرَقٌ= بِالدَّمْعِ يَفِيضُ مُوَرَّدُهُ
يَهْوَى المُشْتَاقُ لِقَاءَكُمُ =وَصُرُوفُ الدَّهْرِ تُبَعِّدُهُ
مَا أَحْلَى الوَصْلَ وَأَعْذَبَهُ= لَولا الأَيَّامُ تُنَكِّـدُهُ
بِالبَيْنِ وَبِالْهِجْرَانِ ، فَيَا=لِفُؤَادِي كَيْفَ تَجَلُّدُهُ
قصيدة على المتدارك , و هي من عيون الشعر العربي ومن القصائد الخالدة التي نُقشت على جدار ذاكرة التاريخ
نقل رائع وانتقائية موفقة
وكثيرا ماتراودنا ألحانها
إنها من عيون الشعر
سلمت
تحاياي
خشان محمد خشان
07-03-2011, 10:06 PM
أخي وأستاذي الكريم
آمل أن يروقك والقراء الكرام نشر هذه البهية للشاعر محمود غنيم في رحاب صفحتك الوضاءة هذه:
مالي وللنجمِ يرعاني وأرعاهُ=أمسى كلانا تعافُ الغمـضَ جفنـاهُ
لي فيك ياليلُ آهاتٌ أردِّدُهـا= أوّاهُ لـو أجـدت المحـزونَ أوّاهُ
لا تحسبنّي محبّاً يشتكي وصباً=أهونْ بما في سبيـل الحـبِّ ألقـاهُ
إني تذكّرتُ والذكـرى مؤرّقـةٌ=مجـداً تليـداً بأيدينـا أضعنـاهُ
أنّى اتجهت للإسلام في بلد=تجـدْه كالطيـر مقصوصـاً جَناحـاهُ
ويحَ العروبة كان الكونُ مسرحَها=فأصبحتْ تتوارى فـي زوايـاه
كم صرّفتْنا يدٌ كنا نصرّفهـا=وبـات يحكمنـا شعبٌ ملكنـاهُ
كم بالعراق وكم بالهند ذو شجن= شكا فردّدت الأهرامُ شكـواه
بني العمومة إن القرح مسّكمُ=ومسّنا نحـن فـي الآلام أشبـاهُ
يا أهل يثربَ أدْمت مقلتيَّ يدٌ=بدريـةٌ تسـأل المصـريَّ جـدواه
الدينُ والضاد من مغناكم انبعثا=فطبّقا الشـرقَ أقصـاه وأدنـاه
لسنا نمدّ لكم أيمانَنـا صلـةً=لكنمـا هـو دَيْـنٌ مـا قضينـاه
هل كان دِيْنُ ابنِ عدنانٍ سوى فلقٍ= شَقّ الوجودَ وليلُ الجهل يغشاه
سلِ الحضارةَ ماضيها وحاضرَها=هل كان يتصلُ العهدان لـولاه
هي الحنيفةُ عينُ الله تكلؤها= فكلما حاولـوا تشويههـا شاهـوا
هل تطلبون من المختار معجزةً= يكفيه شعبٌ من الأجداث أحيـاه
مَنْ وحّد العرْبَ حتى صار واترُهم=إذا رأى وَلـَد الموتـور آخـاه
وكيف كانوا يداً في الحرب واحدةً=مَن خاضها باع دنياهُ بأخـراه
وكيف ساس رعاةُ الأبل مملكةً=ما ساسها قيصرٌ من قبـلُ أو شـاهُ
وكيف كان لهم علمٌ وفلسفةٌ= وكيف كانت لهـم سُفْـنٌ وأمـواه
سنّوا المساواةَ لاعُرْبٌ ولا عجمٌ=ما لإمـرئ شـرفٌ إلا بتقـواه
وقرَّرتْ مبدأ الشورى حكومتُهم= فليس للفـرد فيهـا مـا تمنـاه
ورحّب الناسُ بالإسلام حين رأوا= أن الإخاء وأن العـدلَ مغـزاه
يا من رأى عمراً تكسوه بردتُه= والزيتُ أدم لـه والكـوخ مـأواه
يهتز كسرى على كرسيِّه فرقاً= من بأسه وملـوك الـروم تخشـاه
سلِ المعالي عنـا إننـا عـربٌ= شعارنـا المجـد يهوانـا ونهـواه
هي العروبة لفظٌ إن نطقتَ به= فالشرق والضاد والإسـلام معنـاه
استرشد الغربُ بالماضي فأرشده = ونحن كان لنـا مـاضٍ نسينـاه
إنا مشينا وراء الغرب نقبسُ مـن= ضيائـه فأصابتنـا شظايـاه
بالله سلْ خلف بحر الروم عن عربٍ= بالأمس كانوا هنا ما بالهم تاهوا
فإن تراءت لك الحمراء عن كثب=فسائل الصرحَ أين المجدُ والجـاه
وانزلْ دمشقَ وخاطبْ صخرَ مسجدها= عمّن بناه لعل الصخر ينعاه
وطُفْ ببغدادَ وابحثْ في مقابرها= علّ امرءاً من بني العبـاس تلقـاه
هذي معالمُ خرسٌ كلُّ واحدة=منهنّ قامت خطيبـاً فاغـراً فـاه
إنى لأشْعر إذ ْأغشى معالمهـم=كأننـي راهـبٌ يغشـى مُصـلّاه
الله يعلم ما قلّبتُ سيرتهـمْ= يومـاً وأخطـأ دمـعُ العيـن مجـراه
أين الرشيد وقد طاف الغمامُ به= فحيـن جـاوز بغـداداً تحـداه
ملْكٌ كمُلك بنى "التاميز" ما غَرَبت =شمسٌ عليه ولا بـرقٌ تخطـّاه
ماضٍ تعيش على أنقاضه أممٌ= ونستمد القوى من وحـي ذكـراه
لا دَرَّ درُّ امرئٍ يطري أوائلَه =فخراً ويطرقُ إن ساءلتـَه مـا هـو
ما بال شملِ شعوب الضاد منصدعٌ= رباه أدركْ شعوبَ الضاد ربـّاهُ
عهد الخلافة في البسفور قد درستْ =آثارُه طيّب الرحمـنُ مثـواه
تاجٌ أغرُّ على الأتراك تعرضـه= مـا بالنـا نجـد الأتـراكَ تأبـاه
ألم يروْا: كيف فدّاه معاويةٌ=وكيـف راح علـيٌّ مـن ضحايـاه
غالَ ابنَ بنت رسول الله ثم عدا=على ابن بنتِ أبى بكـر فـأرداه
لما ابتغى يدَها السفاح أمهرها=نهراً من الدم فـوق الأرض أجـراه
ما للخلافة ذنب عند شانئها=قد يظلم السيفَ من خانتـه كفـاه
الحكمُ يسلسُ باسم الدين جامحه=ومن يرمْهُ بحـدّ السيـف أعيـاه
يا رُبَّ مولىً له الأعناقُ خاضعةٌ=وراهبُ الدّير باسم الدين مـولاه
أني لأعتبر الإسلامَ جامعـةً= للشـرق لا محـض ديـنٍ سنّـه اللهُ
أرواحنا تتلاقى فيه خافقـةً= كالنحـل إذ يتلاقـى فـي خلايـاه
دستوره الوحي والمختار عاهله=والمسلمون وإن شتـّوا رعايـاه
لاهمَّ قد أصبحت أهواؤنا شيعاً= فامننْ علينا براعٍ أنـت ترضـاه
راعٍ يعيد إلى الإسلام سيرتـَه =يرعـى بنيـه وعيـنُ الله ترعـاهُ
محمد البياسي
07-03-2011, 11:01 PM
شكرا لك أخي الكريم على هذه الخريدة
وشكرا على جهدك الطيب
من بعد اذنك , لقد نسقتُها , و شكلتُها ..
تقبل كل احترامي و محبتي
محمد البياسي
08-03-2011, 10:45 PM
(3)
دوقلة المنبجي
الحسين بن محمد المنبجي، المعروف بدوقلة.شاعر مغمور، تنسب إليه القصيدة المشهورة باليتيمة
ووقعت نسبتها إليه في فهرست ابن خير الأندلسي وهي القصيدة التي حلف أربعون من الشعراء على انتحالها
ثم غلب عليها اثنان هما أبو الشيص والعكوك العباسيان، وتنسب في بعض المصادر إلى ذي الرمة
وشذ الآلوسي في بلوغ الأرب فجعلها من الشعر الجاهلي
وخلاصة القول إن القصيدة كانت معروفة منذ القرن الثالث الهجري عند علماء الشعر، وأول من ذهب أنها لدوقلة هو ثعلب المتوفى سنة 291هـ.
هَل بِالطُلولِ لِسائِل رَدُّ= أَم هَل لَها بِتَكَلُّم عَهدُ
درسَ الجَديدُ جَديدُ مَعهَدِها= فَكَأَنَّما هو رَيطَةٌ جُردُ
مِن طولِ ما يَبكي الغمامُ عَلى= عَرَصاتِها وَيُقَهقِهُ الرَعدُ
وَتُلِثُّ سارِيَةٌ وَغادِيَةٌ =وَيَكُرُّ نَحسٌ بعدهُ سَعدُ
تَلقى شَآمِيَةٌ يَمانِيَةً =ولَها بِمَورِ تُرابِها سَردُ
فَكَسَت بَواطِنُها ظَواهِرَها =نَوراً كَأَنَّ زُهاءَهُ بُردُ
فَوَقَفت أسألها وَلَيسَ بِها= إِلّا المَها وَنَقانِقٌ رُبدُ
وَمُكَدَّمٌ في عانَةٍ جزأت= حَتّى يُهَيِّجَ شَأوَها الوِردُ
فتناثرت دِرَرُ الشُؤونِ =عَلى خَدّى كَما يَتَناثَرُ العِقدُ
أَو نَضحُ عَزلاءِ الشَعيبِ =وَقَد راحَ العَسيف بِملئِها يَعدو
لَهَفي عَلى دَعدٍ وَما= خُلقتْ إِلّا لطولِ تلَهُّفي دَعدُ
بَيضاءُ قَد لَبِسَ الأَديمُ أديمَ=.. الحُسنِ فهو لِجِلدِها جِلدُ
وَيَزينُ فَودَيها إِذا حَسَرَت= ضافي الغَدائِرِ فاحِمٌ جَعدُ
فَالوَجهُ مثل الصُبحِ مبيضٌّ= والشعر مِثلَ اللَيلِ مُسوَدُّ
ضِدّانِ لِما اسْتُجْمِعا حَسُنا= وَالضِدُّ يُظهِرُ حُسنَهُ الضِدُّ
وَجَبينُها صَلتٌ وَحاجِبها= شَختُ المَخَطِّ أَزَجُّ مُمتَدُّ
وَكَأَنَّها وَسنى إِذا نَظَرَت= أَو مُدنَفٌ لَمّا يُفِق بَعدُ
بِفتورِ عَينٍ ما بِها رَمَدٌ =وَبِها تُداوى الأَعيُنُ الرُمدُ
وَتُريكَ عِرنيناً به شَمَمٌ =أقنى و خَدّاً لَونُهُ الوَردُ
وَتُجيلُ مِسواكَ الأَراكِ عَلى =رَتلٍ كَأَنَّ رُضابَهُ شَهدُ
والجِيدُ منها جيدُ جازئةٍ= تعطو إذا ما طالها المَردُ
وَكَأَنَّما سُقِيَت تَرائِبُها= وَالنَحرُ ماءَ الحُسنِ إِذ تَبدو
وَاِمتَدَّ مِن أَعضادِها قَصَبٌ =فَعمٌ زهتهُ مَرافِقٌ دُردُ
وَلَها بَنانٌ لَو أَرَدتَ لَهُ =عَقداً بِكَفِّكَ أَمكَنَ العَقدُ
وَالمِعصمان فَما يُرى لَهُما= مِن نَعمَةٍ وَبَضاضَةٍ زَندُ
وَالبَطنُ مَطوِيٌّ كَما طُوِيَت= بيضُ الرِياطِ يَصونها المَلدُ
وَبِخَصرِها هَيَفٌ يُزَيِّنُهُ= فَإِذا تَنوءُ يَكادُ يَنقَدُّ
وَالتَفَّ فَخذاها وَفَوقَهُما= كَفَلٌ كدِعصِ الرمل مُشتَدُّ
فَنهوضُها مَثنىً إِذا نَهَضت= مِن ثِقلَهِ وَقُعودها فَردُ
وَالساقِ خَرعَبَةٌ مُنَعَّمَةٌ =عَبِلَت فَطَوقُ الحَجلِ مُنسَدُّ
وَالكَعبُ أَدرَمُ لا يَبينُ لَهُ= حَجمً وَلَيسَ لِرَأسِهِ حَدُّ
وَمَشَت عَلى قَدمَينِ خُصِّرتا= واُلينَتا فَتَكامَلَ القَدُّ
إِن لَم يَكُن وَصلٌ لَدَيكِ لَنا =يَشفى الصَبابَةَ فَليَكُن وَعدُ
قَد كانَ أَورَقَ وَصلَكُم زَمَناً= فَذَوَى الوِصال وَأَورَقَ الصَدُّ
لِلَّهِ أشواقي إِذا نَزَحَت= دارٌ بِنا ونوىً بِكُم تَعدو
إِن تُتهِمي فَتَهامَةٌ وَطني= أَو تُنجِدي يكنِ الهَوى نَجدُ
وَزَعَمتِ أَنَّكِ تضمُرينَ لَنا= وُدّاً فَهَلّا يَنفَعُ الوُدُّ
وَإِذا المُحِبُّ شَكا الصُدودَ ولَم= يُعطَف عَلَيهِ فَقَتلُهُ عَمدُ
نختَصُّها بِالحُبِّ وُهيَ على= ما لا نُحِبُّ فَهكَذا الوَجدُ
أوَ ما تَرى طِمرَيَّ بَينَهُما =رَجُلٌ أَلَحَّ بِهَزلِهِ الجِدُّ
فَالسَيفُ يَقطَعُ وَهُوَ ذو صَدَأ= وَالنَصلُ يَفري الهامَ لا الغِمدُ
هَل تَنفَعَنَّ السَيفَ حِليَتُهُ =يَومَ الجِلادِ إِذا نَبا الحَدُّ
وَلَقَد عَلِمتِ بِأَنَّني رَجُلٌ في= الصالِحاتِ أَروحُ أَو أَغدو
بَردٌ عَلى الأَدنى وَمَرحَمَةٌ =وَعَلى المكاره باسلٌ جَلدُ
مَنَعَ المَطامِعَ أن تُثَلِّمَني= أَنّي لِمَعوَلِها صَفاً صَلدُ
فَأَظلُّ حُرّاً مِن مَذّلَّتِها= وَالحُرُّ حينَ يُطيعُها عَبدُ
آلَيتُ أَمدَحُ مقرفاً أبَداً= يَبقى المَديحُ وَيَذهَبُ الرفدُ
هَيهاتَ يأبى ذاكَ لي سَلَفٌ= خَمَدوا وَلَم يَخمُد لَهُم مَجدُ
وَالجَدُّ حارثُ وَالبَنون هُمُ= فَزَكا البَنون وَأَنجَبَ الجَدُّ
ولَئِن قَفَوتُ حَميدَ فَعلِهِمُ= بِذَميم فِعلي إِنَّني وَغدُ
أَجمِل إِذا طالبتَ في طَلَبٍ= فَالجِدُّ يُغني عَنكَ لا الجَدُّ
وإذا صَبَرتَ لجهد نازلةٍ= فكأنّما ما مَسَّكَ الجَهدُ
وَطَريدِ لَيلٍ قادهُ سَغَبٌ= وَهناً إِلَيَّ وَساقَهُ بَردُ
أَوسَعتُ جُهدَ بَشاشَةٍ وَقِرىً= وَعَلى الكَريمِ لِضَيفِهِ الجُهدُ
فَتَصَرَّمَ المَشتي وَمَنزِلُهُ =رَحبٌ لَدَيَّ وَعَيشُهُ رَغدُ
لِيَكُن لَدَيكَ لِسائِلٍ فَرَجٌ =إِن لِم يَكُن فَليَحسُن الرَدُّ
يا لَيتَ شِعري بَعدَ ذَلِكُمُ= ومحارُ كُلِّ مُؤَمِّلٍ لَحدُ
أَصَريعُ كَلمٍ أَم صَريعُ ردى= أَودى فَلَيسَ مِنَ الرَدى بُدُّ
قصيدة على .. الكامل - أحذ مضمر ..وهي اسطورة من اساطير العرب في الشعر
محمد البياسي
11-03-2011, 10:33 AM
(4)
تأبّط شرّاً
ثابت بن جابر الفهمي المُضَري
من مشاهير صعاليك العرب ومن فرسانهم العظام
كان اذا عدا يسبق الفرس
كان رفيقاً وصهراً للشنفرى شُمْس بن مالك الأزدي
من مشاهير الصعاليك أيضاُ و صاحب قصيدة لامية العرب الصاعقة الشهيرة .
رجلان اسطوريان , كل منهما كان طامة كبرى في الفروسية و في الشعر .
يَا عَيدُ مَا لَكَ مِنْ شَوْقٍ وَإيِراقِ= وَمَرِّ طَيْفٍ عَلَى الأَهْوَالِ طرَّاقِ
يسرِي على الأينِ والحيَّات مُحتفياً= نفسي فداؤكَ من سارٍ على ساقِ
إنِّي إذَا خُلَّة ٌ ضَنَّتْ بِنَائِلِها=وَأَمْسَكَتْ بِضَعِيفِ الْوَصْلِ أَحْذَاقِ
نَجَوْتُ مِنْهَا نَجَائِي مِنْ بَجِيلة َ إذْ=أَلْقَيْتُ لَيْلَة َ خَبْتِ الرَّهْطِ أَرْوَاقِي
لَيْلَة َ صَاحُوا وَأَغْرَوْا بِي سِرَاعَهُمُ=بِالْعَيْكَتَ ْنِ لَدَى مَعْدَى ابنِ بَرَّاق
كَأَنَّمَا حَثْحثُوا حُصّاً قَوَادِمُهُ= أو أمَّ خشفٍ بذي شثِّ وطُبَّاقِ
لا شيءَ أسرعُ منِّي ليسَ ذا عُذَرٍ=وذا جناحٍ بجنبِ الرَّيدِ خفَّاقِ
حتى نجوتُ ولمَّا ينزِعوا سَلَبي=بوالهٍ من قَبيضِ الشَّدِّ غيداقِ
ولا أقولُ إذا ما خُلٌّة صَرَمت= يا ويحَ نفسِي من شوقٍ وإشفاق
لكنَّما عَوَلِي إن كنتُ ذا عولٍ=على بصيرٍ بكسبِ الحمدِ سبَّاقِ
سَبَّاقِ غَايَاتِ مَجْدٍ في عَشِيرَتِهِ =مُرجِّع الصَّوتِ هدّاً بينَ أرفاقِ
عَارِي الظَّنَابِيبِ مُمْتدٍّ نَوَاشِرُهُ=مِدْلاَجِ أَدْهَمَ وَاهِي الْمَاءِ غَسَّاقِ
حَمَّالِ أَلْوِيَة ٍ شَهَّادِ أَندِيَةٍ=قوَّالِ مُحكمة ٍ جوَّابِ آفاقِ
فذاك همِّي وغزوي أستغيثُ بهِ=إذَا اسْتَغَثتَ بِضَافِي الرَّأْسِ نَغَّاقِ
كَالْحِقْفِ حَدَّأَهُ النَّامُونَ قلتُ لَهُ =ذُو ثَلَّتَيْنِ وَذُو بَهْمٍ وَأَرْبَاقِ
وقلَّة ٍ كسنان الرُّمح بارزةٍ=ضَحْيَانَة ٍ فِي شُهُورِ الصَّيْفِ مِحْرَاقِ
بادرتُ قنَّتها صحبي وما كسِلوا=حَتَّى نَمَيْتُ إلَيْهَا بَعْدَ إشْرَاقِ
لا شيء في ريدها إلاَّ نعَامتُها= مِنْهَا هَزِيمٌ وَمِنْهَا قَائِمٌ بَاقِ
بشرثة ٍ خلقٍ يوقى البنانُ بها=شددتُ فيها سَريحاً بعد إطراقِ
بل من لعذَّالة ٍ خذَّالة ٍ أشِبٍ =حرّق باللّوم جِلدي أيَّ تحراقِ
يقولُ أهلكتَ مالاً لو قنعتَ به=من ثوبِ صدقٍ ومن بزٍّ وأعلاقِ
عاذلتي إنّ بعضَ اللَّوم معنفة وَهَلْ مَتَاعٌ وَإنْ أَبْقَيْتُهُ بَاقِ
إنِّي زعيمٌ لئن لم تتركوا عَذَلي=.أَنْ يَسْأَلَ الْحَيُّ عَنِّي أَهْلَ آفَاقِ
أَنْ يَسْأَلَ الْقَوْمُ عَنِّي أَهْلَ مَعْرِفَةٍ=فَلاَ يُخَبِّرُهُمْ عَنْ ثَابِتٍ لاَقِ
سدِّد خلالكَ من مالٍ تُجمّعهُ=حَتَّى تُلاَقِي الَّذي كُلُّ امْرِىء ٍ لاَقِ
لتقرَعِنَّ عليَّ السِّنَّ من ندمٍ =إذا تذكَّرتَ يوماً بعضَ أخلاقي
قصيدة على البسيط , و هي اسطورة من اساطير الشعر العربي و من قصائده الخالدة
محمد البياسي
17-03-2011, 05:55 AM
المُنخَّل اليَشكُري
شاعر جاهلي من ندماء الملك النعمان بن المنذر
إنْ كنتِ عاذلتي فسِيري=نحو العراقِ ولا تحُوري
لا تسألي عن جلِّ مالـي=وانظري حسبي وخيري
واذا الريـاحُ تكمشـت=بجوانب البيـت الكسيـر
ألفيتَني هـشَّ اليديـن=بمَريِ قِدْحي أو شجيري
وفـوارسٍ كـأُوارِ حَـرِّ=النارِ أحـلاس الذكـورِ
شـدّوا دوابـرَ بِيضِهـم=في كل محكمـةِ القتيـرِ
واستـلأمـوا وتلبـبـوا=إنّ التلـبـبَ للمغـيـرِ
وعلى الجياد المضمرات=فوارسٌ مثـلُ الصقـورِ
يخرجن من خلل الغبـار=يجِفـن بالنِّعـم الكثيـرِ
أقررتُ عيني من أولئـك=والفـوائـحِ بالعبـيـرِ
يرفلن في المسك الذكيِّ= وصائكٍ كدمِ النّحيرِ
يعكفـن مثـل أســاود=التنّومِ لم تعكـفْ بـزورِ
ولقد دخلتُ على الفتـاة=الخدرَ في اليوم المطيـرِ
الكاعبِ الحسناءِ ترفـلُ =في الدّمقسِ وفي الحريرِ
فدفعتُـهـا فتـدافـعـتْ=مشيَ القطاة الى الغديـرِ
ولثمتـُهـا فتنـفـسـتْ=كتنفس الظبـي الغريـرِ
فدنتْ وقالت يـا منخـّلُ=ما بحسمك مـن حرورِ
ما شفَّ جسمي غيرُ حبِّك=فاهدئي عنـي وسيـري
وأُحبـهـا وتحـبـنـي=ويحب ناقتَهـا بعيـري
يا رُبَّ يومٍ للمنخّل= قد لها فيه قصيرِ
ولقد شربتُ من المدامـةِ=بالصغـيـر وبالكبـيـرِ
فـإذا انتشيـتُ فإنـنـي=ربُّ الخوَرْنقِ والسديـرِ
واذا صحـوتُ فإنـنـي=ربُّ الشُّويهـة والبعيـر
يـا هنـدُ مـَن لمتـيـمٍ=يا هندُ للعانـي الأسيـرِ
محمد البياسي
22-03-2011, 05:27 AM
لامية العرب
الشنفرى
توفي نحو 70 قبل الهجرة
وهو ثابت بن أوس الأزدي الملقب بالشنفرى
وهو من أشهر عدَّائي الصعاليك كتأبط شراً
وعمرو بن براقة ، ومن أشهرهم بسالة و فروسية .
أقيمـوا بنـي أمّي ، صدورَ مَطِيكم=فإني ، إلى قومٍ سِواكم لأميلُ !
فقـد حُمّت الحاجاتُ ، والليلُ مقمرٌ=وشُدت ، لِطياتٍ ، مطايا وأرحُلُ؛
وفي الأرض مَنْأىً ، للكريم ، عن الأذى=وفيها ، لمن خاف القِلى ، مُتعزَّلُ
لَعَمْرُكَ ، ما بالأرض ضيقٌ على أمرئٍ=سَرَى راغباً أو راهباً ، وهو يعقلُ
ولي ، دونكم ، أهلونَ : سِيْدٌ عَمَلَّسٌ=وأرقطُ زُهلول وَعَرفاءُ جيألُ
هم الأهلُ . لا مستودعُ السرِّ ذائعٌ=لديهم ، ولا الجاني بما جَرَّ ، يُخْذَلُ
وكلٌّ أبيٌّ ، باسلٌ . غير أنني=إذا عرضت أولى الطرائدِ أبسلُ
وإن مُدتْ الأيدي إلى الزاد لم أكن=بأعجلهم ، إذ أجْشَعُ القومِ أعجل
وماذاك إلا بَسْطَةٌ عن تفضلٍ=عَلَيهِم ، وكان الأفضلَ المتفضِّلُ
وإني كفاني فَقْدُ من ليس جازياً=بِحُسنى ، ولا في قربه مُتَعَلَّلُ
ثلاثةُ أصحابٍ : فؤادٌ مشيعٌ =وأبيضُ إصليتٌ ، وصفراءُ عيطلُ
هَتوفٌ ، من المُلْسِ المُتُونِ ، يزينها=رصائعُ قد نيطت إليها ، ومِحْمَلُ
إذا زلّ عنها السهمُ ، حَنَّتْ كأنها=مُرَزَّأةٌ ، ثكلى ، ترِنُ وتُعْوِلُ
ولستُ بمهيافِ ، يُعَشِّى سَوامهُ=مُجَدَعَةً سُقبانها ، وهي بُهَّلُ
ولا جبأ أكهى مُرِبِّ بعرسِهِ=يُطالعها في شأنه كيف يفعلُ
ولا خَرِقٍ هَيْقٍ ، كأن فُؤَادهُ=يَظَلُّ به المكَّاءُ يعلو ويَسْفُلُ
ولا خالفِ داريَّةٍ ، مُتغَزِّلٍ يروحُ ويغدو ، داهناً ، يتكحلُ
ولستُ بِعَلٍّ شَرُّهُ دُونَ خَيرهِ=ألفَّ ، إذا ما رُعَته اهتاجَ ، أعزلُ
ولستُ بمحيار الظَّلامِ ، إذا انتحت=هدى الهوجلِ العسيفِ يهماءُ هوجَلُ
إذا الأمعزُ الصَّوَّان لاقى مناسمي=تطاير منه قادحٌ ومُفَلَّلُ
أُدِيمُ مِطالَ الجوعِ حتى أُمِيتهُ =وأضربُ عنه الذِّكرَ صفحاً ، فأذهَلُ
وأستفُّ تُرب الأرضِ كي لا يرى لهُ=عَليَّ ، من الطَّوْلِ ، امرُؤ مُتطوِّلُ
ولولا اجتناب الذأم ، لم يُلْفَ مَشربٌ=يُعاش به ، إلا لديِّ ، ومأكلُ
ولكنَّ نفساً مُرةً لا تقيمُ بي=على الضيم ، إلا ريثما أتحولُ
وأطوِي على الخُمص الحوايا ، كما انطوتْ=خُيُوطَةُ ماريّ تُغارُ وتفتلُ
وأغدو على القوتِ الزهيدِ كما غدا=أزلُّ تهاداه التَّنائِفُ ، أطحلُ
غدا طاوياً ، يعارضُ الرِّيحَ ، هافياً=يخُوتُ بأذناب الشِّعَاب ، ويعْسِلُ
فلمَّا لواهُ القُوتُ من حيث أمَّهُ=دعا ؛ فأجابته نظائرُ نُحَّلُ
مُهَلْهَلَةٌ ، شِيبُ الوجوهِ ، كأنها=قِداحٌ بكفيَّ ياسِرٍ ، تتَقَلْقَلُ
أو الخَشْرَمُ المبعوثُ حثحَثَ دَبْرَهُ=مَحَابيضُ أرداهُنَّ سَامٍ مُعَسِّلُ
مُهَرَّتَةٌ ، فُوهٌ ، كأن شُدُوقها=شُقُوقُ العِصِيِّ ، كالحاتٌ وَبُسَّلُ
فَضَجَّ ، وضَجَّتْ ، بِالبَرَاحِ ، كأنَّها=وإياهُ ، نوْحٌ فوقَ علياء ، ثُكَّلُ
وأغضى وأغضتْ ، واتسى واتَّستْ بهِ=مَرَاميلُ عَزَّاها ، وعَزَّتهُ مُرْمِلُ
شَكا وشكَتْ ، ثم ارعوى بعدُ وارعوت=ولَلصَّبرُ ، إن لم ينفع الشكوُ أجملُ
وَفَاءَ وفاءتْ بادِراتٍ ، وكُلّها=على نَكَظٍ مِمَّا يُكاتِمُ ، مُجْملُ
وتشربُ أسآرِي القطا الكُدْرُ بعدما=سرت قرباً ، أحناؤها تتصلصلُ
هَمَمْتُ وَهَمَّتْ ، وابتدرنا وأسْدَلَتْ=وَشَمَّرَ مِني فَارِطٌ مُتَمَهِّلُ
فَوَلَّيْتُ عنها ، وهي تكبو لِعَقْرهِ=يُباشرُهُ منها ذُقونٌ وحَوْصَلُ
كأن وغاها ، حجرتيهِ وحولهُ=أضاميمُ من سَفْرِ القبائلِ ، نُزَّلُ
توافينَ مِن شَتَّى إليهِ ، فضَمَّها=كما ضَمَّ أذواد الأصاريم مَنْهَل
فَعَبَّتْ غشاشاً ، ثُمَّ مَرَّتْ كأنها ،=مع الصُّبْحِ ، ركبٌ ، من أُحَاظة مُجْفِلُ
وآلف وجه الأرض عند افتراشها=بأهْدَأ تُنبيه سَناسِنُ قُحَّلُ
وأعدلُ مَنحوضاً كأن فصُوصَهُ=كِعَابٌ دحاها لاعبٌ ، فهي مُثَّلُ
فإن تبتئس بالشنفرى أم قسطلِ=لما اغتبطتْ بالشنفرى قبلُ ، أطولُ !
طَرِيدُ جِناياتٍ تياسرنَ لَحْمَهُ=عَقِيرَتُهُ في أيِّها حُمَّ أولُ
تنامُ إذا ما نام ، يقظى عُيُونُها=حِثاثاً إلى مكروههِ تَتَغَلْغَلُ
وإلفُ همومٍ ما تزال تَعُودهُ=عِياداً ، كحمى الرَّبعِ ، أوهي أثقلُ
إذا وردتْ أصدرتُها ، ثُمَّ إنها=تثوبُ ، فتأتي مِن تُحَيْتُ ومن عَلُ
فإما تريني كابنة الرَّمْلِ ، ضاحياً=على رقةٍ ، أحفى ، ولا أتنعلُ
فأني لمولى الصبر ، أجتابُ بَزَّه=على مِثل قلب السَّمْع والحزم أنعلُ
وأُعدمُ أحْياناً ، وأُغنى ، وإنما=ينالُ الغِنى ذو البُعْدَةِ المتبَذِّلُ
فلا جَزَعٌ من خِلةٍ مُتكشِّفٌ=ولا مَرِحٌ تحت الغِنى أتخيلُ
ولا تزدهي الأجهال حِلمي ولا أُرى=سؤولاً بأعقاب الأقاويلِ أُنمِلُ
وليلةِ نحسٍ ، يصطلي القوس ربها=وأقطعهُ اللاتي بها يتنبلُ
دعستُ على غطْشٍ وبغشٍ ، وصحبتي=سُعارٌ ، وإرزيزٌ ، وَوَجْرٌ ، وأفكُلُ
فأيَّمتُ نِسواناً ، وأيتمتُ وِلْدَةً=وعُدْتُ كما أبْدَأتُ ، والليل أليَلُ
وأصبح عني بالغُميصاءِ جالساً=فريقان : مسؤولٌ ، وآخرُ يسألُ
فقالوا : لقد هَرَّتْ بِليلٍ كِلابُنا=فقلنا : أذِئبٌ عسَّ ؟ أم عسَّ فُرعُلُ
فلمْ تَكُ إلا نبأةٌ ، ثم هوَّمَتْ=فقلنا قطاةٌ رِيعَ ، أم ريعَ أجْدَلُ
فإن يَكُ من جنٍّ ، لأبرحَ طَارقاً=وإن يَكُ إنساً ، مَاكها الإنسُ تَفعَلُ
ويومٍ من الشِّعرى ، يذوبُ لُعابهُ =أفاعيه ، في رمضائهِ ، تتملْمَلُ
نَصبْتُ له وجهي ، ولا كنَّ دُونَهُ=ولا ستر إلا الأتحميُّ المُرَعْبَلُ
وضافٍ ، إذا هبتْ له الريحُ ، طيَّرتْ=لبائدَ عن أعطافهِ ما ترجَّلُ
بعيدٍ بمسِّ الدِّهنِ والفَلْى عُهْدُهُ=له عَبَسٌ ، عافٍ من الغسْل مُحْوَلُ
وخَرقٍ كظهر الترسِ ، قَفْرٍ قطعتهُ=بِعَامِلتين ، ظهرهُ ليس يعملُ
وألحقتُ أولاهُ بأخراه ، مُوفياً=على قُنَّةٍ ، أُقعي مِراراً وأمثُلُ
تَرُودُ الأراوي الصحمُ حولي ، كأنَّها=عَذارى عليهنَّ الملاءُ المُذَيَّلُ
ويركُدْنَ بالآصالٍ حولي كأنني=مِن العُصْمِ ، أدفى ينتحي الكيحَ أعقلُ
غنية عن التعريف , اسطورة شعرية على الطويل
محمد البياسي
23-03-2011, 09:35 PM
العصماء
للفرزدق
قالها في زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين .
هـذا الـذي تـعرف البطحاءُ وطأتَه=والـبيتُ يَـعرِفه والـحلُّ والـحرمُ
هـذا ابـنُ خـيرِ عـبادِ الله كـلِّهمُ=هـذا الـتقيُّ الـنقيُّ الـطاهرُ العَلَمُ
هـذا ابـنُ فـاطمةٍ إن كنتَ جاهِلَهُ=بـجَـدِّه أنـبـياءُ الله قـد خُـتِموا
ما كان قولُك مَنْ هذا بضائره=العُرْبُ تعرف مَنْ أنكرتَ و العجمُ
هــذا عـلـيٌّ رسـول الله والـدُه=أمـسَتْ بـنور هـداه تـهتدي الأممُ
إذا رأتــه قـريـشٌ قـال قـائلها=إلـى مـكارمِ هـذا يـنتهي الـكرمُ
يـكـاد يُـمـسكه عـرفانَ راحـته=ركـنُ الـحطيم إذا ما جاء يستلمُ
الله شــرّفـه قِـدْمـاً وعـظّـمه =جـرى بـذاك لـه فـي لوحِه القلمُ
يُـنمى إلـى ذُروة العزّ التي قصُرَتْ=عـن نـيلها عَـرَبُ الإسلامِ والعجمُ
مـشتقّةٌ مـن رسول الله نبعتُه=طـابت مغارسه والخيم والشيمُ
يـنشقّ ثـوبُ الدجى عن نور غُرّته=كـالشمس ينجاب عن إشراقها الظُّلمُ
يُـغضي حـياءً ويُغضى من مهابته=فـمـا يُـكـلّمُ إلاّ حـيـن يـبتسمُ
مـا قـال لا قـطُّ إلاّ فـي تـشهده=لـولا الـتشهد كـانت لاءَه نَعمُ
عـمّ الـبريةَ بـالإحسان فـانقشعت=عـنها الغياهبُ والإملاقُ والألمُ
كـلـتا يـديه غـياثٌ عـمّ نـفعُهُما=يُـستوكَفانِ ولا يَـعْروهما عَدَمُ
سـهل الـخليقة لا تُـخشى بـوادره=يَـزينه اثـنانِ: حُسنُ الخُلْقِ والكرمُ
لا يُـخلف الـوعدَ مـيمونٌ نـقيبتُهُ=رحب الفِناء، أريب حين يعتزمُ
حـمّـال أثـقالِ أقـوامٍ إذا فُـدِحوا=حُـلْوُ الـشمائل تـحلو عـنده نِـعَمُ
هـم الـغيوث إذا مـا أزمـة أزمَتْ=والأُسـدُ أسـدُ الشَّرى والبأس مُحتدِمُ
لا يُـنقص الـعسرُ بـسطاً من أكفّهمُ=سـيانَ ذلـك إن أثْـرَوا وإن عَدِموا
مِـنْ مـعشرٍ حـبُّهم دِيـنٌ وبغضُهمُ=كـفرٌ، وقـربُهمُ مـنجى ومُـعتصَمُ
مُـقـدَّم بـعـدَ ذِكْـر الله ذِكـرُهمُ =فـي كـل بـدء ومـختومٌ بـه الكَلِمُ
إن عُـدّ أهـلُ الـتقى كـانوا أئمتَهم=أو قيل مَنْ خيرُ أهل الأرض قيل: هُمُ
لا يـسـتطيع جـوادٌ بـعد غـايتهم=ولا يُـدانـيهمُ قــوم وإن كـرموا
يقول ابن خَلِّكان في أعيانه: « وتُنسَب إلى الفرزدق مكرمة يرجى له بها الجنّة ».
وهي أنه لما حج هشام بن عبدالملك، فطاف وجَهِد أن يصل إلى الحجر ليستلمه، فلم يقدر
عليه من كثرة الزحام، فنُصِب له منبر وجلس عليه، ينظر إلى الناس ومعه جماعة من أعيان أهل الشام.
وفيما هو كذلك إذ أقبل زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما ، وكان من أحسن الناس وجهاً
وأطيبهم أرجاً، فطاف بالبيت، فلما انتهى إلى الحجر، تنحّى له الناس، وانشقت له الصفوف، ومكّنته من استلام الحجر،
فقال رجل من أهل الشام: منْ هذا الذي هابه الناس هذه الهيبة ؟! فقال هشام : لا أعرفه
( مخافة أن يرغب فيه أهل الشام ). وكان الفرزدق الشاعر حاضراً، فقال: أنا أعرفُه!
فقال الشاميّ: مَن هذا يا أبا فراس ؟ فقال الفرزدق قصيدته الشهيرة العصماء.
فلما سمع هشام هذه القصيدة، غضب وحبس الفرزدق،
فأنفذ إليه الإمام علي بن الحسين عشرين ألف درهم،
فردّها وقال: مدحتُكم لله تعالى لا للعطاء،
فقال الإمام رضي الله عنه:
إنّا أهل البيت، إذا وهبنا شيئاً
لا نستعيده،
فقَبِلها.
و الفرزدق هو همام بن غالب بن صعصعة الدارمي التميمي وكنيته أبو فراس (38 -110 هجري) ,
من فحول الشعراء في العصر الأموي , و كان هو و أبوه و جده من سادات العرب و أشرافهم .
قال أهل اللغة : لولا الفرزدق لضاع ثلث العربية . ومع أن هذا القول مبالغ فيه,
إلا أنه يعطي فكرة عن مكانة هذا العَلَم في الشعر العربي .
قصيدة على البسيط , وهي فعلاً اسطورة من أساطير الشعر العربي
محمد البياسي
28-05-2011, 04:40 AM
فتح عمورية
لأبي تمام الطائي
حبيب بن أوس بن الحارث الطائي، كنيته أبو تمام، أحد كبار الشعراء في العصر العباسي،
قال عنه ابن خلكان " أخذ في تحصيل الشعر فحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة غير القصائد"،
كما يقول عنه الباحثون في فنه: إن ديوانه ينبئ بإطلاعه العميق على القرآن الكريم وكتب التاريخ والفقه والنحو.
ولد في "جاسم" وهي إحدى القرى القريبة من دمشق عام 188هـ - 803م ، ويمتد نسبه إلى قبيلة طيء.
وقصيدته الأسطورة هذه , كانت في الخليفة العباسي المعتصم بالله
يوم فتح عمورية بسبب القصة الشهيرة للمرأة المسلمة التي نقل عنها الركبان انها استغاثت بالمعتصم يوم أسرها ونادت:
وامعتصماه !
السَّيْفُ أَصْدَقُ أنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ =في حدهِ الحدُّ بينَ الجدِّ واللَّعبِ
بيضُ الصَّفائحِ لاَ سودُ الصَّحائفِ في =مُتُونِهنَّ جلاءُ الشَّك والريَبِ
والعِلْمُ في شُهُبِ الأَرْمَاحِ لاَمِعَة ً= بَيْنَ الخَمِيسَيْنِ لافي السَّبْعَة ِ الشُّهُبِ
أَيْنَ الروايَة ُ بَلْ أَيْنَ النُّجُومُ وَمَا= صَاغُوه مِنْ زُخْرُفٍ فيها ومنْ كَذِبِ
تخرُّصاً وأحاديثاً ملفَّقة ً= لَيْسَتْ بِنَبْعٍ إِذَا عُدَّتْ ولاغَرَبِ
عجائباً زعموا الأيَّامَ مُجْفلة ً= عَنْهُنَّ في صَفَرِ الأَصْفَار أَوْ رَجَبِ
وخَوَّفُوا الناسَ مِنْ دَهْيَاءَ مُظْلِمَة ٍ= إذا بدا الكوكبُ الغربيُّ ذو الذَّنبِ
وصيَّروا الأبرجَ العُلْيا مُرتَّبة ً= مَا كَانَ مُنْقَلِباً أَوْ غيْرَ مُنْقَلِبِ
يقضون بالأمر عنها وهي غافلة= ما دار في فلك منها وفي قُطُبِ
لو بيَّنت قطّ أمراً قبل موقعه =لم تُخْفِ ماحلَّ بالأوثان والصلُبِ
فَتْحُ الفُتوحِ تَعَالَى أَنْ يُحيطَ بِهِ= نَظْمٌ مِن الشعْرِ أَوْ نَثْرٌ مِنَ الخُطَبِ
فتحٌ تفتَّحُ أبوابُ السَّماءِ لهُ =وتبرزُ الأرضُ في أثوابها القُشُبِ
يَا يَوْمَ وَقْعَة ِ عَمُّوريَّة َ انْصَرَفَتْ= عنكَ المُنى حُفَّلاً معسولة ََ الحلبِ
أبقيْتَ جدَّ بني الإسلامِ في صعدٍ= والمُشْرِكينَ ودَارَ الشرْكِ في صَبَبِ
أُمٌّ لَهُمْ لَوْ رَجَوْا أَن تُفْتَدى جَعَلُوا= فداءها كلَّ أمٍّ منهمُ وأبِ
وبرْزة ِ الوجهِ قدْ أعيتْ رياضتُهَا= كِسْرَى وصدَّتْ صُدُوداً عَنْ أَبِي كَرِبِ
بِكْرٌ فَما افْتَرَعَتْهَا كَفُّ حَادِثَة ٍ= ولا ترقَّتْ إليها همَّة ُ النُّوبِ
مِنْ عَهْدِ إِسْكَنْدَرٍ أَوْ قَبل ذَلِكَ قَدْ =شابتْ نواصي اللَّيالي وهيَ لمْ تشبِ
حَتَّى إذَا مَخَّضَ اللَّهُ السنين لَهَا= مَخْضَ البِخِيلَة ِ كانَتْ زُبْدَة َ الحِقَبِ
أتتهُمُ الكُربة ُ السَّوداءُ سادرة ً= منها وكان اسمها فرَّاجة َ الكُربِ
جرى لها الفالُ برحاً يومَ أنقرة= ِ إذْ غودرتْ وحشة ََ الساحاتِ والرِّحبِ
لمَّا رَأَتْ أُخْتَها بِالأَمْسِ قَدْ خَرِبَتْ= كَانَ الْخَرَابُ لَهَا أَعْدَى من الجَرَبِ
كمْ بينَ حِيطانها من فارسٍ بطلٍ= قاني الذّوائب من آني دمٍ سربِ
بسُنَّة ِ السَّيفِ والخطيَّ منْ دمه= لاسُنَّة ِ الدين وَالإِسْلاَمِ مُخْتَضِبِ
لقد تركتَ أميرَ المؤمنينَ بها= للنَّارِ يوماً ذليلَ الصَّخرِ والخشبِ
غادرتَ فيها بهيمَ اللَّيلِ وهوَ ضُحى= ً يَشُلُّهُ وَسْطَهَا صُبْحٌ مِنَ اللَّهَبِ
حتَّى كأنَّ جلابيبَ الدُّجى رغبتْ =عَنْ لَوْنِهَا وكَأَنَّ الشَّمْسَ لَم تَغِبِ
ضوءٌ منَ النَّارِ والظَّلماءُ عاكفة ٌ= وظُلمة ٌ منَ دخان في ضُحى ً شحبِ
فالشَّمْسُ طَالِعَة ٌ مِنْ ذَا وقدْ أَفَلَتْ= والشَّمسُ واجبة ٌ منْ ذا ولمْ تجبِ
تصرَّحَ الدَّهرُ تصريحَ الغمامِ لها =عنْ يومِ هيجاءَ منها طاهرٍ جُنُبِ
لم تَطْلُعِ الشَّمْسُ فيهِ يَومَ ذَاكَ على= بانٍ بأهلٍ وَلَم تَغْرُبْ على عَزَبِ
ما ربعُ ميَّة َ معموراً يطيفُ بهِ =غَيْلاَنُ أَبْهَى رُبى ً مِنْ رَبْعِهَا الخَرِبِ
ولا الْخُدُودُ وقدْ أُدْمينَ مِنْ خجَلٍ =أَشهى إلى ناظِري مِنْ خَدها التَّرِبِ
سَماجَة ً غنِيَتْ مِنَّا العُيون بِها= عنْ كلِّ حُسْنٍ بدا أوْ منظر عجبِ
وحُسْنُ مُنْقَلَبٍ تَبْقى عَوَاقِبُهُ= جاءتْ بشاشتهُ منْ سوءٍ منقلبِ
لوْ يعلمُ الكفرُ كمْ منْ أعصرٍ كمنتْ= لَهُ العَواقِبُ بَيْنَ السُّمْرِ والقُضُبِ
تَدْبيرُ مُعْتَصِمٍ بِاللَّهِ مُنْتَقِمِ= للهِ مرتقبٍ في الله مُرتغبِ
ومُطعَمِ النَّصرِ لَمْ تَكْهَمْ أَسِنَّتُهُ =يوماً ولاَ حُجبتْ عنْ روحِ محتجبِ
لَمْ يَغْزُ قَوْماً، ولَمْ يَنْهَدْ إلَى بَلَدٍ= إلاَّ تقدَّمهُ جيشٌ من الرَّعبِ
لوْ لمْ يقدْ جحفلاً، يومَ الوغى ، لغدا =منْ نفسهِ، وحدها، في جحفلٍ لجبِ
رمى بكَ اللهُ بُرْجَيْها فهدَّمها= ولوْ رمى بكَ غيرُ اللهِ لمْ يصبِ
مِنْ بَعْدِ ما أَشَّبُوها واثقينَ بِهَا =واللهُ مفتاحُ باب المعقل الأشبِ
وقال ذُو أَمْرِهِمْ لا مَرْتَعٌ صَدَدٌ= للسارحينَ وليسَ الوردُ منْ كثبِ
أمانياً سلبتهمْ نجحَ هاجسها =ظُبَى السيوفِ وأطراف القنا السُّلُبِ
إنَّ الحمامينِ منْ بيضٍ ومنْ سُمُرٍ= دَلْوَا الحياتين مِن مَاءٍ ومن عُشُبٍ
لَبَّيْتَ صَوْتاً زِبَطْرِيّاً هَرَقْتَ لَهُ= كأسَ الكرى ورُضابَ الخُرَّدِ العُرُبِ
عداك حرُّ الثغورِ المستضامة ِ عنْ =بردِ الثُّغور وعنْ سلسالها الحصبِ
أجبتهُ مُعلناً بالسَّيفِ مُنصَلتاً =وَلَوْ أَجَبْتَ بِغَيْرِ السَّيْفِ لَمْ تُجِبِ
حتّى تَرَكْتَ عَمود الشرْكِ مُنْعَفِراً= ولم تُعرِّجْ على الأوتادِ والطُّنُبِ
لمَّا رأى الحربَ رأْي العينِ تُوفلِسٌ= والحَرْبُ مَشْتَقَّة ُ المَعْنَى مِنَ الحَرَبِ
غَدَا يُصَرِّفُ بِالأَمْوال جِرْيَتَها= فَعَزَّهُ البَحْرُ ذُو التَّيارِ والحَدَبِ
هَيْهَاتَ! زُعْزعَتِ الأَرْضُ الوَقُورُ بِهِ= عن غزْوِ مُحْتَسِبٍ لا غزْو مُكتسبِ
لمْ يُنفق الذهبَ المُربي بكثرتهِ =على الحصى وبهِ فقْرٌ إلى الذَّهبِ
إنَّ الأُسُودَ أسودَ الغيلِ همَّتُها= يوم الكريهة ِ في المسلوب لا السَّلبِ
وَلَّى ، وَقَدْ أَلجَمَ الخطيُّ مَنْطِقَهُ= بِسَكْتَة ٍ تَحْتَها الأَحْشَاءُ في صخَبِ
أَحْذَى قَرَابينه صَرْفَ الرَّدَى ومَضى= يَحْتَثُّ أَنْجى مَطَاياهُ مِن الهَرَبِ
موكِّلاً بيفاعِ الأرضِ يُشرفهُ= مِنْ خِفّة ِ الخَوْفِ لا مِنْ خِفَّة ِ الطرَبِ
إنْ يَعْدُ مِنْ حَرهَا عَدْوَ الظَّلِيم، فَقَدْ= أوسعتَ جاحمها منْ كثرة ِ الحطبِ
تِسْعُونَ أَلْفاً كآسادِ الشَّرَى نَضِجَتْ= جُلُودُهُمْ قَبْلَ نُضْجِ التينِ والعِنَبِ
يا رُبَّ حوباءَ لمَّا اجتثَّ دابرهمْ= طابَتْ ولَوْ ضُمخَتْ بالمِسْكِ لم تَطِبِ
ومُغْضَبٍ رَجَعَتْ بِيضُ السُّيُوفِ بِهِ= حيَّ الرِّضا منْ رداهمْ ميِّتَ الغضبِ
والحَرْبُ قائمَة ٌ في مأْزِقٍ لَجِجٍ= تجثُو القيامُ بهِ صُغراً على الرُّكبِ
كمْ نيلَ تحتَ سناها من سنا قمرٍ= وتَحْتَ عارِضِها مِنْ عَارِضٍ شَنِبِ
كمْ كان في قطعِ أسباب الرِّقاب بها= إلى المخدَّرة ِ العذراءِ منَ سببِ
كَمْ أَحْرَزَتْ قُضُبُ الهنْدِي مُصْلَتَة ً= تهتزُّ منْ قُضُبٍ تهتزُّ في كُثُبِ
بيضٌ، إذا انتُضيتْ من حُجبها، رجعتْ =أحقُّ بالبيض أتراباً منَ الحُجُبِ
خَلِيفَة َ اللَّهِ جازَى اللَّهُ سَعْيَكَ عَنْ =جُرْثُومَة ِ الديْنِ والإِسْلاَمِ والحَسَبِ
بصُرْتَ بالرَّاحة ِ الكُبرى فلمْ ترها= تُنالُ إلاَّ على جسرٍ منَ التَّعبِ
إن كان بينَ صُرُوفِ الدَّهرِ من رحمٍ= موصولة ٍ أوْ ذمامٍ غيرِ مُنقضبِ
فبَيْنَ أيَّامِكَ اللاَّتي نُصِرْتَ بِهَا= وبَيْنَ أيَّامِ بَدْر أَقْرَبُ النَّسَبِ
أَبْقَتْ بَني الأصْفَر المِمْرَاضِ كاسِمِهمُ= صُفْرَ الوجُوهِ وجلَّتْ أَوْجُهَ العَرَبِ
على البسيط- و هي أغنى عن التعريف
محمد البياسي
02-06-2011, 07:43 AM
خطبة الحجّاج في الكوفة
مرّ الخبر أنّ عبد الملك لمّا ملك العراق ومعه أخوه بِشر بن مروان استخلفه على الكوفة ثمّ العراقَين
وفي أوّل سنة ( 75 هـ ) كان بالبصرة فمات وهو ابن نيّف وأربعين سنة .
فكتب عبد الملك إلى الحجّاج : أمّا بعد ، يا حجّاج ، فقد ولّيتك العراقين صدقة ،
فإذا قدمت الكوفة فطأها وطأة يتضاءل منها أهل البصرة ، وإيّاك وهوينا الحجاز ! فإنّ القائل هناك يقول ألفا ولا يقطع بهنّ حرفا ،
وقد رميت الغرض الأقصى فارمه بنفسك وأرد ما أردته بك ، سِر إلى العراقين ، واحتلْ لقتلهم ؛ فإنّه قد بلغني عنهم ما أكره !
فتوجّه الحجّاج ومعه أربعة آلاف من أخلاط الناس وألفا رجلٍ من مقاتِلة الشاميّين .
فلمّا بلغ القادسيّة أمر الجيش أن يُقيلوا ثمّ يروحوا وراءه ،
ولبس ثياب السفر وتعمّم بعمامته ، ودعا بجمل عليه قتب فجلس عليه بغير حشية ولا وطاء !
وأخذ الكتاب بيده حتّى دخل الكوفة وحده فجعل ينادي : الصلاة جامعة !
حتّى صعد المنبر متلثّما متنكّبا قوسه ، فجلس عليه ،
وفي المسجد رجال جلوس في مجالسهم مع كلّ منهم العشرون والثلاثون وأكثر من ذلك من أهله ومواليه .
فمن قائل يقول : أعرابي ما أبصر محجّته ( طريقه )
ومن قائل يقول : حُصر الرجل فما يقدر على الكلام ! وقال بعضهم لبعض : قوموا حتّى نحصبه !
ودخل محمّد بن عمير الدارمي التميمي في مواليه ، فلمّا رأى الحجّاج جالسا على المنبر لا ينطق قال :
لعن اللّه بني أُميّة حين يولّون العراق مثل هذا ! واللّه لو وجدوا أذمَّ من هذا لبعثوه إلينا !
ثمّ ضرب بيده إلى حصباء المسجد ليحصبه فقال له بعض أهله : أصلحك اللّه اكفف عن الرجل حتّى نسمع ما يقول .
فلمّا غصّ المسجد بأهله حسر اللثام عن وجهه ثمّ قام ونحّى العمامة عن رأسه وقال :
أنا ابن جلا ، وطلاّع الثنايا = متى أضع العِمامة تعرفوني
ثمّ ما حمد اللّه ولا أثنى عليه ولا صلّى على نبيّه
وقال : إنّي واللّه لأرى أبصارا طامحة وأعناقا متطاولة ، ورؤوسا قد أينعت وحان قِطافها ! وإنّي لصاحبها
كأ نّي أنظر إلى الدماء تَرقرَقُ بين العمائم واللحى !
هذا أوانُ الشدِّ فاشتدِّي زيمْ = قد لفّها الليلُ بسوّاقٍ حُطَمْ
ليس براعي إبِلٍ و لا غنَمْ= و لا بجزّارٍ على ظهر وضَمْ
إنّ أمير المؤمنين نثر كنانته فوجدني أمرّها طعما وأحدّها سنانا وأقواها قداحا ،
فإن تستقيموا تستقمْ لكم الاُمور ، وإن تأخذوا لي بِنيّات الطريق تجدوني لكلّ مرصد مُرصدا ، واللّه لا اُقيل لكم عثرة ، ولا أقبل منكم عُذرا .
يا أهل العراق ، يا أهل الشقاق والنفاق ، ومساوئ الأخلاق ،
واللّه ما أُغمَز كتغماز التّين ولا يُقعقع لي بالشِنان ، ولقد فررت عن ذكاء وفُتّشت عن تجربة !
واللّه لألحونّكم لحو العود ، ولأعصبنّكم عصب السلمة ، ولأضربنكم ضرب غرائب الإبل ولأقرعنّكم قرع المَروة !
يا أهل العراق ! طالما سعيتم في الضلالة ، وسلكتم سبيل الغواية ، وسننتم سنن السوء ، وتماديتم في الجهالة !
يا عبيد العصا وأولاد الإماء ! أنا الحجّاج بن يوسف ،
إني واللّه لا أعد إلاّ وفيت ، ولا أخلق إلاّ فريت ! فإياكم وهذه الزرافات والجماعات وقال وقيل وما يكون وما هو كائن ؟!
وما أنتم وذاك يا بني اللكيعة ؟! لينظر الرجل في أمر نفسه ، وليحذر أن يكون من فرائسي !
يا أهل العراق أنتم كما قال اللّه عزّ وجل : كمثل « قَرْيَة كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ »
فأسرعوا واستقيموا ، واعتدلوا ولا تميلوا ، وبايعوا وشايعوا واخضعوا ،واعلموا أ نّه ليس منّي الإكثار والإهذار ! ولا منكم الفِرار والنفار !
إنّما هو انتضاء السيف ثمّ لا أغمده في شتاء ولا صيف ! حتّى يقيم اللّه لأمير المؤمنين ! أودَكم ويذلّ له صعبكم .
إني نظرت فوجدت الصدق مع البّر ووجدت البّر في الجنة ! ووجدت الكذب مع الفجور ووجدت الفجور في النار .
ألا وإنّ أمير المؤمنين أمرني بإعطائكم أُعطياتكم ، وإشخاصكم إلى محاربة عدوّكم مع المهلّب !
وقد أمرتكم بذلك وأجّلت لكم ثلاثا ! وأعطيت اللّه عهدا يؤاخذني به ويستوفيه منّي :
أن لا أجد أحدا من بعث المهلّب بعدها إلاّ ضربت عنقه وانتهبت ماله ! يا غلام اقرأ عليهم كتاب أمير المؤمنين !
فقرأ كاتبه : « بسم اللّه الرحمن الرحيم ، من عبد اللّه عبد الملك بن مروان أمير المؤمنين إلى من بالعراق من المؤمنين والمسلمين ، سلام عليكم »
فلم يردّ عليه سلامه أحد ، فقال الحجّاج للغلام : اسكت يا غلام ، ثمّ قال :
يا أهل النفاق والشقاق ومساوئ الأخلاق ! يا أهل الفرقة والضلال ! يسلّم عليكم أميرالمؤمنين ! فلا تردّون عليه السلام ؟!
أما واللّه لئن بقيت لكم لألحونّكم لحو العود ولاُؤدّبنكم أدبا سوى هذا الأدب!
ثمّ أمر غلامه باستئناف الكتاب فاستأنفه فلما بلغ السلام أجاب أهل المسجد : وعلى أمير المؤمنين السلام ورحمة اللّه وبركاته !
ثمّ نزل وأمر للناس باُعطياتهم ، وضرب على الناس بعثا لنصرة المهلّب بن أبي صفرة الأزدي لحرب الأزارقة الخوارج بالبصرة والأهواز .
صفاء الزرقان
02-06-2011, 10:46 AM
ما اشبه اليوم بالبارحة هو التاريخ يعيد نفسه
وحكامه المستبدين الذين يقابلون كل اعتراض بقطع وجز للرقاب ولكنني اترحم على
الحجاج "كان رجل طيب" عندما ارى ما يحصل الان. نقف وقد اصابنا الخرس لرؤية ما يحدث
اذا كان الحجاج قد سفك الدماء وحصد الرقاب فانه قد ترفق بهم
اما ما يحدث هذه الايام فهو مالا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر......
اساليب لم تخطر على بال ابليس للقتل والتنكيل والتمثيل بالجثث واسلحة لم نرها عندما قتل اطفال العراق وفلسطين
فرأيناها على تستخدم على اهلنا فيذكرني ذلك بابيات تصف الحجاج:
أسد علي وفي الحروب نعامة…… ربداء تجفل من صفير الصافر,
هلا برزت إلى غزالة في الوغى….. بل كان قلبك في جناحي طائر
اللهم اغثنا وارحمنا
دخل الحجاج دخولا يعكس قوة و جبروتاً وتحدث بفصاحة تعكس مدى فخره واعتزازه بنفسه
فعرض العقاب بلغة فصيحة مدوية .
رائعة تلك النصوص التي تحمل عبق التاريخ و قدمه ولكنها تصف يومنا بشكل دقيق
فيزيد ذلك من الق النص وروعته وقيمته
رائع اختيارك
دمت بخير
محمد البياسي
03-06-2011, 09:04 PM
ما اشبه اليوم بالبارحة هو التاريخ يعيد نفسه
وحكامه المستبدين الذين يقابلون كل اعتراض بقطع وجز للرقاب ولكنني اترحم على
الحجاج "كان رجل طيب" عندما ارى ما يحصل الان. نقف وقد اصابنا الخرس لرؤية ما يحدث
اذا كان الحجاج قد سفك الدماء وحصد الرقاب فانه قد ترفق بهم
اما ما يحدث هذه الايام فهو مالا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر......
اساليب لم تخطر على بال ابليس للقتل والتنكيل والتمثيل بالجثث واسلحة لم نرها عندما قتل اطفال العراق وفلسطين
فرأيناها على تستخدم على اهلنا فيذكرني ذلك بابيات تصف الحجاج:
أسد علي وفي الحروب نعامة…… ربداء تجفل من صفير الصافر,
هلا برزت إلى غزالة في الوغى….. بل كان قلبك في جناحي طائر
اللهم اغثنا وارحمنا
دخل الحجاج دخولا يعكس قوة و جبروتاً وتحدث بفصاحة تعكس مدى فخره واعتزازه بنفسه
فعرض العقاب بلغة فصيحة مدوية .
رائعة تلك النصوص التي تحمل عبق التاريخ و قدمه ولكنها تصف يومنا بشكل دقيق
فيزيد ذلك من الق النص وروعته وقيمته
رائع اختيارك
دمت بخير
نعم يا أخيتي الفاضلة
لقد قتل الحجاج الكثيرين و سفك من الدماء الحرام ما يسبح فيه جيلُه
و من أشهر الذين قتلهم عبد الله بن الزبير رضي الله عنه و سعيداً بنَ جُبير رحمه الله
ولكن :
الا تتفقين معي على أن الحجاج لا يقارن بالحكام العرب القتلة و المستبدين في هذا الزمان ؟
الحجاج كان أفصح العرب في زمانه و أشهرهم خطابة
والحجاج قضى على فتن لا تعد و لا تحصى و أخمد ثورات شعوبية مارقة كثيرة ما كانت لتخمد بغيره
وبرغم إجرامه فقد وحد الدولة الاسلامية و اختصر عدد الخلفاء الحاكمين وقتها من ثلاثة الى واحد !!
علينا أن ننظر إلى الرجل بعينين اثنتين لا بعين واحدة .
شكرا لك على مرورك الطيب و حضورك الكريم
احترامي
محمد البياسي
09-06-2011, 02:05 PM
خطبة قسّ بن ساعدة في سوق عكاظ
قسُّ بن ساعدة بن حُذَافة بن زُهَير ابن إياد بن نِزَار الإيادي.
من أعظم حكماء العرب و خطبائهم قبل الإسلام .
توفي في عام 600 م (حوالي 23 قبل الهجرة).
و روى الطبري في البداية و النهاية و المسعودي في مروج الذهب
أن الرسول صلى الله عليه وسلم سأل عنه وفدَ إياد يومَ فتحِ مكة فأخبروه أنه قد مات
فروى لهم كيف رآه في عكاظ قبل البعثة ثم سرد لهم خطبته يومذاك
و ترحّم عليه وقال :" يُبعثُ يوم القيامة أمةً وَحَده ".
ومما يٌنسب إلى قسٍّ أنه أوّل من خطب متكئاً على عصا
و أول من كَتَب "من فلان إلى فلان"
و أول من قال "أما بعد"
وأول من قال "البينة على مَنْ ادَّعَى واليمينُ عَلَى من أنكر"
الخطبة
أيها الناسُ، اسمعوا وعُوا، إنه مَن عاش مات، ومن مات فات، وكلُّ ما هو آتٍ آت.
إنّ في السماء لخبرا، وإن في الأرض لَعِبَرا.
ليلٌ داجٍ، ونهارٌ ساجٍ، وسماءٌ ذاتُ أبراج، وأرضٌ ذاتُ فِجاج، وبحارٌ ذاتُ أمواج.
ما لي أرى الناسَ يذهبون ولا يرجعون؟ أرَضُوا بالمقام فأقاموا أم تُركوا هناك فناموا ؟
تبّاً لأرباب الغافلة والأمم الخالية والقرون الماضية.
يا معشرَ إياد، أين الآباءُ والأجداد؟ وأين المريض والعواد؟ وأين الفراعنة الشداد؟
أين من بنى وشيّد، وزخرف ونجد؟ أين من بغى وطغى، وجمع فأوعى، وقال أنا ربُّكم الأعلى؟
ألم يكونوا أكثر منكم أموالا، وأطول منكم آجالا ؟
طحنهم الثرى بكلكلِه، ومزقهم الدهر بتطاولِه، فتلك عظامُهم بالية، وبيوتُهم خاوية، عمَرتها الذئابُ العاوية.
كلّا بل هو اللهُ الواحدُ المعبود، ليس بوالد ولا مولود .
فـي الـذاهـبــيــن الأوّلـيـنَ=.. من القرون لنا بـصائـرْ
لـما رأ يــتُ موارداً = للـموت لـيـس لها مصـادرْ
ورأ يت قومي نـحـوها =يمضي الأصاغرُ والأكابرْ
لا يـرجـع الــماضـي ولا = يـبـقى مـن البـاقـيـن غـابـرْ
أيـقــنــتُ أ نـي لا مــحــالة=.. حـيث صار القوم صائرْ
محمد السبعاوي
16-06-2011, 03:08 AM
وبأي مداد تكب أحرفاً برائحة زهر الليمون كأعطر ماأحب
وبألوان هي مزيج بين الواحد وقوس قزح
تترك في نفسي انطباعا بأنك مما يسطرن الإحساس وليس الأحرف كما قد يخيل للبعض
وكم أهوى قراءة الأحاسيس خاصة حين تكون بصفاء بلور الثلج
وكتلك الماسة المصقولة من كل الجوانب عكست شعاع النفس فلكأنها كلها ثغر يبتسم
محمد البياسي
16-06-2011, 10:09 AM
ابن زيدون
394 - 463 هـ / 1003 - 1070 م
أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي الأندلسي، أبو الوليد.
وزير، كاتب وشاعر من أهل قرطبة، انقطع إلى ابن جهور من ملوك الطوائف بالأندلس،
فكان السفير بينه وبين ملوك الأندلس فأعجبوا به. واتهمه ابن جهور بالميل إلى المعتضد بن عباد فحبسه
فاستعطفه ابن زيدون برسائل عجيبة فلم يعطف.فهرب واتصل بالمعتضد صاحب إشبيلية فولاّه وزارته، وفوض إليه أمر مملكته
فأقام مبجّلاً مقرباً إلى أن توفي باشبيلية في أيام المعتمد على الله ابن المعتضد.
ويرى المستشرق كور أن سبب حبسه اتهامه بمؤامرة لإرجاع دولة الأمويين.
وفي الكتاب من يلقبه بحتري المغرب، أشهر قصائده: هذه القصيدة.
ومن آثاره غير الديوان رسالة في التهكم بعث بها عن لسان ولاّدة إلى ابن عبدوس
وكان يزاحمه على حبها، وهي ولاّدة بنت المستكفي.
وله رسالة أخرى وجهها إلى ابن جهور طبعت مع سيرة حياته في كوبنهاغن
وطبع في مصر من شروحها الدر المخزون وإظهار السر المكنون.
عن-الموسوعة العالمية للشعر العربي
إنّي ذكرْتُـكِ، بالزّهـراء، مشتاقـا
والأفقُ طلقٌ ووجهُ الأرضِ قد راقَـا
وَللنّسيـمِ اعْتِلالٌ، فـي أصائِـلِهِ
كأنـهُ رَقّ لـي ، فاعْتَـلّ إشْفَـاقَـا
والرّوضُ، عن مائِه الفضّـيّ، مبتسـمٌ
كما شقَقتِ ، عنِ اللَّبّـاتِ، أطواقَـا
يَوْمٌ، كأيّامِ لَـذّاتٍ لَنَـا انصرَمـتْ
بِتْنَا لها، حينَ نـامَ الدّهـرُ، سُرّاقَـا
نلهُو بما يستميلُ العيـنَ مـن زهَـرٍ
جالَ النّدَى فيهِ، حتى مـالَ أعناقَـا
كَـأنّ أعْيُنَـهُ، إذْ عايَنَـتْ أرَقي
بَكَتْ لِما بي، فجالَ الدّمـعُ رَقَرَاقَـا
وردٌ تألّـقَ، فـي ضاحـي منابـتِـهِ
فازْدادَ منهُ الضّحى ، في العينِ، إشراقَا
سَـرَى ينافحُـهُ نيلـوفـرٌ عـبـقٌ
وَسْنَانُ نَبّـهَ مِنْـهُ الصّبْـحُ أحْدَاقَـا
كـلٌّ يَهِيـجُ لنَـا ذكـرَى تشوّقِنَـا
إليكِ، لم يعدُ عنها الصّـدرُ أن ضاقَـا
لا سكّـنَ اللهُ قلبـاً عـقَّ ذكرَكُـمُ
فلم يطرْ، بجنـاحِ الشّـوقِ، خفّاقَـا
لوْ شاء حَملي نَسيمُ الصّبحِ حينَ سرَى
وافاكُمُ بفتـى ً أضنـاهُ مـا لاقَـى
لوْ كَانَ وَفّى المُنى في جَمعِنَـا بكـمُ
لكانَ مِـنْ أكـرمِ الأيّـامِ أخلاقَـا
يا علقيَ الأخطرَ، الأسنى ، الحبيبَ إلى
نَفسي، إذا ما اقتنَى الأحبابُ أعلاقَـا
كان التَّجاري بمَحض الوُدّ، مذ زمَـن
ميدانَ أنـسٍ، جريْنَـا فيـهِ أطلاقَـا
فالآنَ، أحمـدَ مـا كنّـا لعهدِكُـمُ
سلوْتُـمُ، وبقينَـا نحـنُ عشّـاقَـا
محمد البياسي
17-06-2011, 12:33 PM
وبأي مداد تكب أحرفاً برائحة زهر الليمون كأعطر ماأحب
وبألوان هي مزيج بين الواحد وقوس قزح
تترك في نفسي انطباعا بأنك مما يسطرن الإحساس وليس الأحرف كما قد يخيل للبعض
وكم أهوى قراءة الأحاسيس خاصة حين تكون بصفاء بلور الثلج
وكتلك الماسة المصقولة من كل الجوانب عكست شعاع النفس فلكأنها كلها ثغر يبتسم
أهلاً بأخي الحبيب السبعاوي
يشرفني يا صاحبي أن يعجبك ما أختار من حديقة التاريخ العربي
و أرجو الله عزّ وجلّ أن يوفقني فيما أسعى إليه .
شكراً لك على هذا الحضور الكريم أيها الكريم
محبتي و احترامي
نادية بوغرارة
19-06-2011, 06:40 PM
في انتظار المزيد ،
فوجود هذه النقوش مجموعة ، يجعل هذه الصفحات مقصد كل من يريد تذوق الشعر، الشعر .
بوركت و سعيك للمحافظة على التراث و جمعه و تقريبه للمتلقي .
=====
http://www.youtube.com/watch?v=sDO8niB_O3M
======
http://www.youtube.com/watch?v=3m0iuzsdc0Y
محمد البياسي
02-07-2011, 03:01 AM
شكراً على هذه الإضافة الرائعة أخيتي الفاضلة نادية بوغرارة
احترامي
محمد البياسي
20-07-2011, 10:33 AM
نَالَتْ عَلَى يَدِها
يزيد بن معاوية
قصيدة لو كانت في زمن المعلقات لكانت معلقة
نَالَتْ عَلَى يَدِها مَا لَمْ تَنَلْهُ يَدِي=نقشاً على معصمٍ أوهتْ بهِ جلدي
كأنهُ طُرْقُ نملٍ في أناملها=أَوْ رَوْضة ٌ رَصَّعَتْها السُّحْبُ بِالبَرَدِ
كأَنَّها خَشِيَتْ مِنْ نَبْلِ مُقْلَتِها=فألبستْ زندها درعاً منَ الزردِ
مَدَّتْ مَوَاشِطَهَا في كَفِّها شَركاً=تصيدُ قلبي بهِ منْ داخلِ الجسدِ
وَقَوْسُ حَاجِبِها مِنْ كُلِّ نَاحِيَة ٍ=وَنبلُ مقلتها ترمي بهِ كبدي
وَعقربُ الصدغِ قدْ بانتْ زبانتهُ =وَناعسُ الطرفِ يقظانٌ على رصدي
إنْ كانَ في جلنارِ الخدَّ منْ عجبٍ=فالصدرُ يطرحُ رماناً لمنْ يردِ
وَخصرها ناحلٌ مثلي على كفلٍ=مرجرجٍ قدْ حكى الأحزانِ في الخلدِ
إنسية ٌ لوْ بدتْ للشمسِ ما طلعتْ=منْ بعدِ رؤيتها يوماً على أحدِ
سأَلْتُها الوَصْلَ قَالَتْ أَنْتَ تَعْرِفُنا=مَنْ رَامَ مِنَّا وِصالاً مَاتَ بالكَمَدِ
وَكمْ قتيلٍ لنا في الحبَّ ماتَ جوى ً=منَ الغرامِ وَلمْ يبدئْ وَلمْ يعدِ
فَقُلْتُ أَسْتَغْفِرُ الرَّحْمنَ مِنْ زَلَلٍ=إنَّ المُحِبَّ قَلِيلُ الصَّبْرِ والجَلَدِ
قَالَتْ وَقَدْ فَتَكَتْ فِينا لَوَاحِظُها =مَا إنْ أَرَى لِقَتِيلِ الحُبِّ مِنْ قَوَدِ
قدْ خلفتني طريحاً وَهيَ قائلة ٌ=تأَمَلُوا كَيْفَ فِعْلُ الظَّبْيِ بِالأَسَدِ
قالتْ لطيفِ خيالٍ زارني وَمضى=بِالله صِفْهُ وَلاَ تَنْقُص وَلاَ تَزِدِ
فقالَ أبصرتهُ لوْ ماتَ من ظمإٍ =وَقُلْتِ قِفْ عَنْ وُرُودِ المَاءِ لَمْ يَرِدِ
قَالَتْ صَدَقْتَ الوَفَا فِي الحُبِّ عَادَتُهُ=يا بردَ ذاكَ الذي قالتْ على كبدي
وَاسترجعتْ سألتْ عني فقيلَ لها=مَا فِيهِ مِنْ رَمَقٍ دَقَّتْ يَداً بِيَدِ
وَأمطرتْ لؤلؤاً منْ نرجسٍ وَسقتْ =ورداً وَعضتْ على َ العنابِ بالبرد
وأَنْشَدَتْ بِلِسانِ الحالِ قَائِلَة ً=مِنْ غَيْرِ كُرْهٍ وَلاَ مَطْلٍ وَلاَ جَلَدِ
وَاللهِ ما حزنتْ أختٌ لفقدِ أخٍ=حزني عليه وَلا أمٌّ على َ ولدِ
فأَسْرَعَتْ وأَتَتْ تَجْري عَلَى عَجَلٍ=فعندَ رؤيتها لمْ أستطعْ جلدي
وَجرعتني بريقٍ منْ مراشفها=فعادتِ الروحُ بعدَ الموتِ في جسدي
همْ يحسدوني على موتي فوا أسفي=حتى على الموتِ لا أخلو منَ الحسدِ
نافع مرعي بوظو
20-07-2011, 11:36 AM
الأستاذ محمد البياسي شكراً لك على الموضوع الرائع وأود هنا أن أشارك في إضافة قصيدة رائعة من روائع أبو فراس الحمداني لموضوعك الشيّق .
أبو فراس الحمداني
هو الحارث بن سعيد بن حمدان، كنيته "أبو فراس". ولد في الموصل واغتيل والده وهو في الثالثة من عمره على يد ابن أخيه جرّاء طموحه السياسي، لكنّ سيف الدولة قام برعاية أبي فراس.
استقرّ أبو فراس في بلاد الحمدانيين في حلب. درس الأدب والفروسية، ثم تولّى منبج وأخذ يرصد تحرّكات الروم. وقع مرتين في أسر الروم. وطال به الأسر وهو أمير ، فكاتب ابن عمه سيف الدولة ليفتديه، لكنّ سيف الدولة تباطأ وظلّ يهمله.
كانت مدة الأسر الأولى سبع سنين وأشهراً على الأرجح. وقد استطاع النجاة بأن فرّ من سجنه في خرشنة، وهي حصن على الفرات. أما الأسر الثاني فكان سنة 962 م. وقد حمله الروم إلى القسطنطينية، فكاتب سيف الدولة وحاول استعطافه وحثّه على افتدائه، وراسل الخصوم . وفي سنة (966) م تم تحريره.
وفي سجنه نظم الروميات، وهي من أروع الشعر الإنساني وأصدقه.
لماذا تأخّر سيف الدولة في تحريره؟
علم سيف الدولة أن أبا فراس فارس طموح، فخاف على ملكه منه، ولهذا أراد أن يحطّ من قدره وان يكسر شوكته ويخذله ويذلّه بإبقائه أطول فترة ممكنة في الأسر.
ولهذا قام بمساواته مع باقي الأسرى، رغم انه ابن عمه، وله صولات وجولات في الكرم والدفاع عن حدود الدولة وخدمة سيف الدولة الحمداني.
أبو فراس الحمداني بين فكّي التاريخ
سقوط الفارس في ساحة الميدان
بعد سنة من افتداء الشاعر، توفي سيف الدولة (967) م وخلفه ابنه أبو المعالي سعد الدولة، وهو ابن أخت الشاعر. وكان أبو المعالي صغير السن فجعل غلامه التركي فرعويه وصياً عليه.
وعندها عزم أبو فراس الحمداني على الاستيلاء على حمص، فوجّه إليه أبو المعالي مولاه فرعويه، فسقط الشاعر في أوّل اشتباك في الرابع من نيسان سنة 968 م وهو في السادسة والثلاثين من عمره.
وهكذا نجد أنّ رأي سيف الدولة الحمداني فيه كان صادقاً وفي محله. فقد كان أبو فراس الحمداني طموحاً الأمر الذي جرّ عليه الويلات
أرَاكَ عَصِيَّ الدّمعِ شِيمَتُـكَ الصّبـرُ
أمَا لِلْهَوَى نَهْيٌ عَلَيْـكَ وَلا أمْـرُ
بَلى ، أنَا مُشتَـاقٌ وَعِنْديَ لَوْعَـةٌ
وَلَكِنّ مِثْلـي لا يُـذَاعُ لَـهُ سِـرُّ
إذا اللّيلُ أضْوَاني بَسَطتُ يدَ الـهَوَى
وَأذْلَلْتُ دَمْعـاً من خَلائقـهِ الكِبْـرُ
تَكادُ تُضِيءُ النّـارُ بيـنَ جَوَانِحِـي
إذا هيَ أذْكَتْـهَا الصّبَابَـةُ والفِكْـرُ
مُعَلّلَتي بالوَصْـلِ ، وَالمَـوْتُ دُونَـهُ
إذا مِتُّ ظَمْآنـاً فَلا نَـزَل القَطْـرُ
حَفِظْـتُ وَضَيَّعْـتِ المَـوَدّةَ بَيْنَنَـا
وأحسنُ ، مِن بَعضِ الوَفاءِ لكِ العُذْرُ
وَمَـا هَـذِهِ الأيّـامُ إلاّ صَحَائِـفٌ
لأَحرُفِها ، مِنْ كَفّ كاتِبها ، بَشْـرُ
بنَفسي مِنَ الغَادِيـنَ فِي الحَيّ غَـادَةً
هَوَايَ لهَا ذَنْبٌ ، وَبَهْجَتُـها عُـذْرُ
تَرُوغُ إلى الوَاشِيـنَ فِيَّ ، وإنَّ لِـي
لأُذْناً بِهَا ، عَنْ كُلّ وَاشِيَـةٍ ، وَقـرُ
بَدَوْتُ ، وَأهْلي حَاضِرُونَ ، لأنّنـي
أرَى أنّ دَاراً ، لَسْتِ مِنْ أهلِها ، قَفْرُ
وَحَارَبْتُ قَوْمي فِي هَوَاكِ ، وإنّهُـمْ
وَإيّايَ ، لَوْلا حُبّـكِ ، المَاءُ وَالخَمـرُ
فإنْ يَكُ مَا قَالَ الوُشَـاةُ وَلْمُ يَكُـنْ
فقَدْ يَهدِمُ الإيِمَانُ مَا شَيّـدَ الكُفـرُ
وَفَيـتُ ، وفِي بَعضِ الوَفَـاءِ مَذَلّـةٌ
لآنِسَةٍ فِي الحَـيّ شِيمَتُـهَا الغَـدْرُ
وَقُورٌ ، وَرَيْعَـانُ الصِّـبَا يَسْتَفِزّهـا
فَتَأْرَنُ ، أحْيَاناً ، كمَـا أرِنَ المُهْـرُ
تُسَائِلُنـي : مَنْ أنتَ ؟ وَهيَ عَلِيمَـةٌ
وَهَلْ بِفَتىً مِثْلي عَلى حَالِـهِ نُكـرُ ؟
فَقُلتُ كمَا شاءَتْ وَشَاءَ لَهَا الهَـوَى
قَتِيلُكِ ! قالَتْ : أيّهُـمْ ؟ فهُمُ كُثـرُ
فَقُلْتُ لَهَا : لَوْ شِئْـتِ لَمْ تَتَعَنّتـي
وَلَمْ تَسألي عَني وَعِنْـدَكِ بـي خُبـرُ
فَقَالَتْ : لَقد أزْرَى بكَ الدّهرُ بَعدنـا
فَقُلتُ : مَعاذَ الله بَل أنتِ لا الدّهـرُ
وَما كانَ للأحزَانِ ، لَوْلاكِ ، مَسلَكٌ
إلى القَلْبِ ، لكِنّ الهَوَى للبِلى جسـرُ
وَتَهْلِكُ بَينَ الهَـزْلِ والجِـدّ مُهجَـةٌ
إذا مَا عَداها البَيـنُ عَذّبَهـا الهَجْـرُ
فَأيْقَنْتُ أنْ لا عِـزّ بَعـدي لعاشِـقٍ
وَأنّ يَدِي مِمّا عَلِقْـتُ بِـهِ صِفْـرُ
وَقَلّبْـتُ أمْـرِي لا أرَى لي رَاحَـةً
إذا البَينُ أنْسَانـي ألَحّ بـيَ الهَجْـرُ
فَعُدْتُ إلى حكمِ الزّمـانِ وَحكمِهـا
لَهَا الذّنْبُ لا تُجْزَى بِـهِ وَليَ العُـذْرُ
كَأنـي أُنَـادي دُونَ مَيْثَـاءَ ظَبْيَـةً
على شَرَفٍ ظَمْيَـاءَ جَلّلَهـا الذّعـرُ
تَجَفّـلُ حِينـاً ، ثُمّ تَرْنُـو كَأنّهـا
تُنادي طَلاً بالوَادِ أعجَـزَهُ الحُضْـرُ
فَلا تُنْكِرِينـي ، يَابْنَةَ العَـمِّ ، إنّـهُ
ليَعرِفُ مَن أنكَرْتِهِ البَـدْوُ وَالحَضْـرُ
وَلا تُنْكِرِينـي ، إنّنـي غَيرُ مُنْكَـرٍ
إذا زَلّتِ الأقْدامُ ، وَاستُنـزِلَ النَّصْـرُ
وَإنـي لجَـرّارٌ لِكُـلِّ كَتـيـبَـةٍ
مُعَـوَّدَةٍ أنْ لا يَخِـلَّ بِهَـا النّصـر
وَإنـي لَنَـزّالٌ بِكُـلِّ مَـخُـوفَـةٍ
كَثِيـرٌ إلى نُزّالِهَـا النّظَـرُ الشَّـزْرُ
فَأَظمأُ حتَّى تَرْتَوي البِيـضُ وَالقَنَـا
وَأسْغَبُ حتَّى يَشبَعَ الذّئبُ وَالنِّسـرُ
وَلا أُصْبِـحُ الحَيَّ الخَلُـوفَ بِغَـارَةٍ
وَلا الجَيشَ مَا لَمْ تأتِه قَبلـيَ النُّـذْرُ
وَيا رُبَّ دَارٍ ، لَمْ تَخَفْنـي ، مَنِيعَـةٍ
طَلَعتُ عَلَيْهَا بالـرّدى ، أنا وَالفَجـرُ
وَحَيٍّ رَدَدْتُ الخَيـلَ حَتَّـى مَلكتُـهُ
هَزِيمـاً وَرَدّتْنـي البَرَاقِـعُ وَالخُمْـرُ
وَسَاحِبَةِ الأذْيالِ نَحـوي ، لَقِيتُهَـا
فَلَمْ يَلقَهـا جَافِي اللّقَـاءِ وَلا وَعْـرُ
وَهَبْتُ لَهَا مَا حَـازَهُ الجَيـشُ كُلَّـهُ
وَرُحْتُ وَلَمْ يُكشَفْ لأبْياتِهـا سِتـرُ
وَلا رَاحَ يُطْغِينـي بأثْوَابِـهِ الغِنـى
وَلا بَاتَ يَثْنينـي عَنِ الكَرَمِ الفَقْـرُ
وَما حَاجَتي بالـمَالِ أبْغـي وُفُـورَهُ
إذا لَمْ أفِرْ عِرْضِـي فَلا وَفَرَ الوَفْـرُ
أُسِرْتُ وَما صَحبي بعُزْلٍ لدى الوَغى
وَلا فَرَسي مُهـرٌ ، وَلا رَبُّـهُ غُمْـرُ
وَلكِنْ إذا حُمّ القَضَاءُ على امـرِىءٍ
فَلَيْـسَ لَهُ بَـرٌّ يَقِيـهِ ، وَلا بَحْـرُ
وَقالَ أُصَيْحَابي : الفِرَارُ أوِ الـرَّدى ؟
فقُلتُ : هُمَا أمرَانِ ، أحلاهُما مُـرّ
وَلَكِنّنـي أمْضِـي لِمَـا لا يَعِيبُنـي
وَحَسبُكَ من أمرَيـنِ خَيرُهما الأسْـرُ
يَقُولونَ ، لي : بِعتَ السّلامَةَ بالرّدى
فَقُلْتُ : أمَا وَالله ، مَا نَالَنـي خُسْـرُ
وَهَلْ يَتَجَافَى عَنـيَ المَـوْتُ سَاعَـةً
إذَا مَا تَجَافَى عَنـيَ الأسْرُ وَالضّـرُّ ؟
هُوَ المَوْتُ ، فاختَرْ ما عَلا لك ذِكْرُه
فلَمْ يَمُتِ الإنسانُ ما حَيِيَ الذكـرُ
يَمُنّـونَ أنْ خَلّوا ثِيَابـي ، وَإنّمَـا
عَليّ ثِيَابٌ ، من دِمَائِهِـمُ ، حُمْـرُ
وَقَائِمُ سَيْـفٍ فيهِمُ انْـدَقّ نَصْلُـهُ
وَأعقابُ رُمحٍ فيهِمُ حُطّـمَ الصّـدرُ
سَيَذْكُرُنـي قَوْمي إذا جَدّ جدّهُـمْ
وفِي اللَّيْلَةِ الظَلْمَـاءِ يُفْتَقَـدُ البَـدْرُ
فإنْ عِشْتُ فَالطّعْـنُ الذي يَعْرِفُونَـه
وَتِلْكَ القَنَا والبِيضُ والضُّمّرُ الشُّقـرُ
وَإنْ مِتّ فالإنْسَـانُ لا بُـدّ مَيّـتٌ
وَإنْ طَالَتِ الأيّامُ ، وَانْفَسَحَ العمـرُ
وَلَوْ سَدّ غَيرِي ما سددتُ اكتفَوْا بـهِ
وَما كانَ يَغلو التّبـرُ لَوْ نَفَقَ الصُّفْـرُ
وَنَحْنُ أُنَـاسٌ ، لا تَوَسُّـطَ عِنْدَنَـا
لَنَا الصّدرُ ، دُونَ العالَمينَ ، أو القَبرُ
تَهُـونُ عَلَيْنَا فِي المَعَالـي نُفُوسُنَـا
وَمَنْ يخَطَب الحَسناءَ لَمْ يُغلِهِ المَهـرُ
أعَزُّ بَني الدّنْيَا وَأعْلَـى ذَوِي العُـلا
وَأكرَمُ مَن فَوقَ التـرَابِ وَلا فَخـْرُ
الأستاذ البياسي الموقر
عندي استفسار بسيط هل الصحيح يُغْلهِ أم يُغلِهَا جاءت بالمصدر ( يغلها )وقمت بتعديلها ما هي الكلمة الصحيحة ؟
منقول .
محمد البياسي
20-07-2011, 11:52 AM
أهلاً بك ..
لم يغلها , هذا أولاً
وثانياً : هل تؤيد قصيدة يُسبُّ فيها صحابي جليل وعظيم من عظماء الإسلام ؟
وَلا خَيـرَ فِي دَفْعِ الـرّدَى بِمذَلّـةٍ
كمَا رَدّهَا ، يَوْماً بِسَوْءَتِـهِ عَمـرُو
هل تعرف من هو عمرو الذي يقصده الرافضيُّ أبو فراس ؟
هو عمرو بن العاص عن رواية الرافضة في أنه عندما تمكن منه سيدنا عليّ رضي الله عنهما , وهمّ بقتله كشف سوءته فأشاح سيدنا علي بوجهه عنه ففر هارباً ..
أخي الفاضل..
إن لم تحذف هذا البيت سأقوم بحذف القصيدة كلها من بعد إذنك ..
من هو هذا الصعلوك أبو فراس حتى يسبّ صحابياً مثل عمرو بن العاص ؟
أبو فراس أُسر سبع مرات على ما تقول الروايات
وهذا يعني أنه كان رعديداً جباناً فما أن يحمى وطيس المعركة ويشتد بأسها حتى يلقي سلاحه ويسلم نفسه للروم اتقاء القتل .
محبتي.
نافع مرعي بوظو
20-07-2011, 02:14 PM
أهلاً بك أستاذ محمد
أرى أن نحذف المشاركة لأنك غير راضي عنها وأنا آسف جداً لتطفلي على صفحاتك الناصعة .
وقد أعجبني مع النص من الناحية الشعرية بغض النظر عن المشاكل المثارة حولة .
والمتنبي قد ادعى النبوة وتاب بعدها لكن لا أحد ينكر شاعريته .
و الحجاج أيضاً كان سفاحاً.ولكن بلاغته الخطابية موضوع آخر .
ومن هل تدري ربما تاب هذا الشاعر أيضاً بالمعركة التي قتل بها.
و كذلك الأندلس سقطت لما ابتعد أهلها عن الدين و اتبعوا الشهوات وهذه حقيقة .
وربما صدق الشاعر رواية خاطئة آنذاك وهي فعلاً خاطئة بتحليل جميع المتخصصين .
على جميع الأحوال أنا أوافقك الرأي بإلغاء مشاركتي هنا .مع الإعتذار الشديد لما أكون قد تسببت فيه من إزعاج .
والدنيا مازالت بخير ما يزعجك لا يرضيني أبداً وبالفعل لم انتبه لهذا البيت المشكوك بأمره
محمد البياسي
15-08-2011, 11:36 PM
بشر بن عوانة العبدي
أَفَاطِمُ لَوْ شَهِدْتِ بِبَطْنِ خَـبْـتٍ =وَقَدْ لاَقى الهِزَبْرُ أَخَاكِ بِشْـرَا
إِذاً لَـرَأَيْــــتِ لَـيْثـاً زَارَ لَـيْثـاً= هِــــــزَبْرَاً أَغْلَباً لاقـى هِـزَبْـرَا
تَبَهْنَسَ ثم أحجم عَنْهُ مُهْـرِي= مُحَاذَرَةً، فَقُلْتُ: عُقِرْتَ مُهْـرَا
أَنِلْ قَدَمَيَّ ظَهْرَ الأَرْضِ إِنِّـي= رَأَيْتُ الأَرْضَ أَثْبَتَ مِنْكَ ظَهْرَا
وَقُلْتُ لَهُ وَقَدْ أَبْـدَى نِـصـــــالاَ=مُحَدَّدَةً وَوَجْهـــــاً مُـكْـفَـهِــــراًّ
يُكَفْـكِـفُ غِـيلَةً إِحْـــــدَى يَدَيْهِ= وَيَبْسُطُ للْوُثُوبِ عَلـىَّ أُخْـــرَى
يُدِلُّ بِمِخْـلَـبٍ وَبِـحَـدِّ نَــــــابٍ= وَبِاللَّحَظاتِ تَحْسَبُهُنَّ جَـمْــــرَا
وَفي يُمْنَايَ مَاضِي الحَدِّ أَبْقَـى = بِمَضْرِبهِ قِــراعُ المْـوتِ أُثْـرَا
أَلَمْ يَبْلُغْكَ مَا فَعَـلَـتْ ظُـبـــــــاهُ =بِكَاظِمَةٍ غَدَاةَ لَقِـيتَ عَـمْــــــرَا
وَقَلْبِي مِثْلُ قَلْبِكَ لَيْسَ يَخْـشَـى =مُصَاوَلةً فَكَيفَ يَخَافُ ذَعْرَا ؟!
وَأَنْتَ تَرُومُ للأَشْـبَـالِ قُـوتــــــاً =وَأَطْلُبُ لابْنَةِ الأَعْمامِ مَـهْــــرَا
فَفِيمَ تَسُومُ مِـثْـلــــي أَنْ يُوَلِّـي =وَيَجْعَلَ في يَدَيْكَ النَّفْسَ قَسْرَا؟
نَصَحْتُكَ فَالْتَمِسْ يا لَيْثُ غَـيْرِي =طَعَامـــاً؛ إِنَّ لَحْمِي كَـانَ مُـرَّا
فَلَمَّا ظَنَّ أَنَّ الغِشَّ نُـصْـحِـــــى =وَخالَفَنِي كَأَنِي قُلْتُ هُـجْــــــرَا
مَشَى وَمَشَيْتُ مِنْ أَسَدَيْنَ رَامـا =مَرَاماً كانَ إِذْ طَلَبـاهُ وَعْــــرَا
هَزَزْتُ لَهُ الحُسَامَ فَخِلْتُ أَنِّـــــي =سَلَلْتُ بِهِ لَدَى الظَّلْماءِ فَجْـرَا
وَجُدْتُ لَـهُ بِـجَـائِشَةٍ أَرَتْــــهُ =بِأَنْ كَذَبَتْهُ مَا مَـنَّـتْـهُ غَــــــدْرَا
وَأَطْلَقْتُ المَهَّنَد مِـنْ يَمِـيِنــــــي =فَقَدَّ لَهُ مِنَ الأَضْلاَعِ عَـشْــــرَا
فَخَرَّ مُـجَـدَّلاً بِـدَمٍ كَــــــأنـيَّ =هَدَمْتُ بِهِ بِناءً مُـشْـمَـخِـــرا
وَقُلْتُ لَهُ: يَعِـزُّ عَـلَّـــــــي أَنِّـــي =قَتَلْتُ مُنَاسِبي جَلَداً وَفَـخْـــرَا؟
وَلَكِـنْ رُمْتَ شَـيْئاً لـمْ يَرُمْـــــهُ =سِوَاكَ، فَلمْ أُطِقْ يالَيْثُ صَبْـرَا
تُحاوِلُ أَنْ تُعَلِّمـنِـي فِــــــرَاراً! =لَعَمْرُ أَبِيكَ قَدْ حَاوَلْتَ نُـكْــــرَا!
فَلاَ تَجْزَعْ؛ فَقَدْ لاقَـيْتَ حُـــــرًّا =يُحَاذِرُ أَنْ يُعَابَ؛ فَمُـتَّ حُــــــــرَّا
فَإِنْ تَكُ قَدْ قُتِلْتَ فَلـيْسَ عَــــــاراً =فَقَدْ لاَقَيْتَ ذا طَرَفَـيْنِ حُــــــرَّا
وللقصيدة قصة خلاصتها :
أن الشاعر أرسل إلى عمه يخطب ابنته، ومنعه العم أمنيته فآلى ألا يُرعي على أحدٍ منهم ، إن لم يزوجه ابنته.
ثم كثرت مضراته فيهم، واتصلت معرّاته إليهم. فاجتمع رجال الحي إلى عمه وقالوا: كُفَّ عنا مجنونَك.
فقال: لا تلبسوني عاراً، وأمهلوني حتى أهلكه ببعض الحيل. فقالوا أنت وذاك.
ثم قال له عمه : إني آليت ألا أزوج ابنتي هذه إلا من يسوق إليها ألف ناقةٍ مهراً، ولا أرضاها إلا من نوق خزاعة .
وكان غرض العم أن يسلك بشرٌ الطريق بينه وبين خزاعة، فيفترسه الأسد،
لأن العرب قد تحامت من ذلك الطريق، وكان فيه أسدٌ يسمى داذاً وحيةٌ تُدعى شجاعاً.يَقُولُ فِيِهِمَا قَائِلهُمْ:
أَفْتَكُ مِنْ دَاذٍ وَمِنْ شُجَاعِ=إِنْ يِكُ دَاذٌ سَيِّدَ السِّبَـاعِ
ثم إن بشراً سلك ذلك الطريق، فما نَصَفَهُ حتى لقي الأسد، ففزع مُهْرُه، فألقاه عن ظهره , فتناول بشرٌ قناتَه ليضرب بها الأسد وبعد محاولة انتزع منه الأسدُ قناتَه ,
فاخترط بشرٌ سيفَه إلى الأسد , واعترضه وقطَّه، ثم كتب بدم الأسد على قميصه إلى ابنة عمه هذه القصيدة .
محمد البياسي
27-08-2011, 10:51 PM
بشارة الخوري
( الأخطل الصغير )
أمير الشعراء بعد شوقي
عملاق من عمالقة الشعر في القرن العشرين
بويع على إمارة الشعر في عام 1961
والحقُّ , إن شعر هذا الشاعر في الغزل خاصة , هو أقرب إلى السحر منه إلى الشعر
الهوى والشباب
الهـوى والشبـابُ والأمـلُ المنشـودُ=.. تُــوحــي فـتـبـعــثُ الـشِّــعــرَ حــيّـــا
والهوى والشباب والأمل المنشـود=.. ضــاعــت جـمـيـعُـهـا مـــــن يــديّـــا
يشربُ الكـأسَ ذو الحِجـى ويبقّـي=لــغـــدٍ فـــــي قـــــرارةِ الــكـــأسِ شـــيّـــا
لـم يكـن لـي غـدٌ فأفرغـتُ كأسـي=ثــــــــمّ حـطَّـمْــتُــهــا عــــلــــى شــفــتــيّـــا
أيُّـهــا الـخـافـقُ الـمـعـذبُ يـــا قـلـبـي=..نَـزَحْــتَ الـدمــوعَ مـــن مقلـتـيّـا
أَفَــحَــتْــمٌ عـــلـــيَّ إرســـــــالُ دمـــعــــي=كــلــمــا لاح بـــــــارقٌ مـــــــن مُــحــيّـــا
يـا حبيبـي لأجـل عينيـكَ مــا ألـقـى=.. ومـــــــــــا أوَّلَ الـــــوشــــــاةُ عـــلــــيّــــا
أأنـــــــا الــعــاشـــقُ الــوحــيـــدُ لِـتُــلــقــى=تــبــعـــ تُ الـــهــــوى عـــلــــى كـتــفــيّــا
إسقني من لماكَ أشهى من الخمر=.. ونَـمْ ســـاعـةً عـلى راحــتــيّـــا
أنا ماضٍ غداً مـع الفجـرِ فاسكـبْ=نـغـماتِ الـحنانِ فـي أذُنيّا
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir