محمد محمود مرسى
19-03-2011, 08:50 PM
http://www.anarkismo.net/attachments/jan2011/tahrir_square_001.jpg
(في ثوْرةُ الغَضَبِ)
يا مصر يا أنقى الظباء
(شعر: محمد محمود مرسي)
(كتبت في الأيام الأولي للثورة، قبل التنحّي)
قومُوا وثُوروا أُمَّةَ الغَضَبِ=وَلَّى أوانُ الزَّيْفِ والخُطَبِ
مُومْياءُ فِرْعَوْنَ انْكَفَتْ تهْوي=بِسِلاحِهِ الـمُتَعَفِّنِ العَطِبِ
فِي غمْضةٍ مِنْ عَيْنِ أيُّوبٍ=ضَاقَتْ بصَبْرٍ غالَ في الحِقَبِ
وَلَّتْ عُصورُ الذُّلِّ وَالنُّقْمَى=والقَهْرِ والتوْريثِ والرَّهَبِ
أشْجَارُ (تونِسَ) حينما اجْتُـثَّتْ=مَدَّتْ شَظَى الأحْرارِ بالحَطَبِ
في كُلِّ مِصْرٍ ألْهَمَتْ جِذْعًا=قَدْ ناءَ بالإعْياءِ والنَّصَبِ
فِيضوا وثوروا مَوْجةً كُبْرَى=تَطْوِي قُصورَ الْفاسِدِ الْـخَرِبِ
مَنْ شَيَّدَ الأطْلالَ مِنْ رمْلٍ=فالموْجُ مُغْرِقُها بِلا خُشُبِ
مَنْ لوَّثَ الأشْرافَ خانَهمُ=بعِصابَةِ التَّطْبيعِ والعُصَبِ
يَرْمَى البَغِيُّ حَبائِلًا تَسْعَى=بالسَّطْوِ والتَّرْهِيبِ والشَّغَبِ
لَكِنَّها مَرْدُودَةُ الأفْعَى=صَرْعَى عُرَى الدَّجَّالِ فارْتَقِبِ
فِتَنُ النِّظامِ رَقيعَةٌ حُبْلَى=بالسُّمِّ والتشْوِيهِ للنُّخَبِ
لَنْ تعْصِبَ الأحْرارَ في عُصَبٍ=ياعاصِرَ الأعْصابِ فاكْتَـئِبِ
ما ضاعَ حَقٌ دِرْعُهُ شعْبٌ=مُسْتأسِدٌ بالرُّوحِ والطَّلَبِ
قومُوا وذُودُوا عَنْ كرامَتِكُم=كَيْ تَسْقُطَ النَّجْمَاتُ كالشُّهُبِ
عَنْ كِبْرِ أكْتافٍ توَلَّتْـنا=جارَتْ عَلَى الثَّقَليْنِ بالرُّتَبِ
بَعْضُ النُّجومِ تَخالُها ذَهَبًا=-وهْيَ النَّحاسُ- بومْضَةِ الكَذِبِ
كُلُّ الميادينِ الّتي غَصَّتْ=بالحقِّ غَصَّتْ حَلْقَ مُغْتَصِبِ
والنِّيلُ يـَجْرِي في شوارِعِها=بِنِدا جُموعٍ ماجَتِ: "انْتَصِبي"
وتصاعدت في الأرضِ أَصْواتٌ=للحقِّ لَـمْ للزُّورِ تنتخِبِ
وَجَرَى اقتراعٌ نابِغُ الْمَعْنَى=يُفْنِـي وِصايةَ كلَّ مُكْتَسِبِ
يا مِصْرُ عُذْرًا ضَلَّ جَهْلُهُمُ =كَيْفَ الوِصايةُ إنْ لها تَـهَبي؟!
مَيْدانُ تَحريرِ الرُّؤَى يزْهُو=بِشَبابِكِ الْـمَجْدولِ كالشُّعَبِ!
مِنْ كلِّ نَبْتٍ رائِعٍ زَهْرٌ=مُتَبَتِّلٌ بالفَخْرِ وَالنَّسَبِ
إنْ ما يَـمَسَّ بَهاءَهُ طَمَعٌ=أوْدَى بِناجِذِ أيِّ مُرْتَكِبِ
هَلْ ذاكَ داعِي الحجِّ أمْ يَوْمٌ=للحَشْرِ يُحْصِي كُلَّ مُسْتَلَبِ؟!
لِلأُفْقِ آلافٌ مُؤَلَّفَةٌ=بالقلْبِ قبْلَ العَدِّ والقَصَبِ
في كُلِّ عَزْفٍ مِنْ حَناجِرِها=تشْدو بِما للكِبْرِ لَـمْ يَطِبِ
نادَتْ علَى الطاغوتِ هيّا ارْحَلْ=عنْ ناظِرِ الأمْصارِ ذِي وَغِبِ
نِلْتَ السَّماحَ بفِطْرةِ السَّمْحَى=بالرَّغْمِ مِنْ قَتْلٍ ومِنْ لَهَبِ
لوْ كُنْتَ في قُطْرٍ عَدَا بَلَدي=لَشُنِقْتَ فِي الميدانِ بالطُّـنُبِ
فَحِصارُ شَعْبِكَ ليْسَ مُحْدَثَةً=يا مَنْ تُحاصِرُ غَزَّةً، فَخِبِ
يا مِصْرُ يا أنْقَى الظِّباءِ دمًا=ما أرْوعَ التَّاريخَ إنْ تَثِبي
تَتَجاوَزينَ القَيْدَ تنْـتفِضيــ=ــنَ عَلَى سِياجِ الأسْرِ واللَّهَبِ
وَتُـكَرِّرينَ عُبورَكِ الأسْـمَى= عَبْرَ القَنالِ الـحُرِّ للوَجَبِ
آهاتُكِ المكْبوتَةُ انْبَـثَّتْ=مِنْ باطِنِ الأقمارِ لِلْحُجُبِ
وجِراحُكِ النَّجْلاءُ تَذْكارٌ=قد رصَّعَ العُشَّاقَ بالذَّهَبِ
إنَّا نَدِينُ برُوحِنا الـ"مُدَّتْ"=بالرُّوحِ مِنْ شُهَدائِكِ النُجُبِ
هَدْىُ الشهيدِ لرَبِّهِ يَرْقَى=وَمَدَى هُدَى العَيْنَيْنِ لَمْ يَغِب
والكَوْنُ حَيٌّ ما حَيِــيتُمْ يا=ثُوَّارَها بالبَذْلِ كالسُّحُبِ
تَـهَبُ الحياةَ وَلا تَـمَنُّ فَلا= يَسْتَنْكِفِ الْمِعْطاءُ عَنْ سَغِبِ
يا مِصْرُ يا مَنْ كُرِّمَتْ خَمْسًا=بالذِّكْرِ في القُرْآنِ والكُتُبِ
يحْميكِ ربِّي رابِطِي صَبْرًا=في لُجَّةِ الأوْجاعِ واحْتَسِبي
يا قَلْبَ قَهْرِ العالَمِ الـمُضْنَى=مَعْصومَةٌ مِنْ كُلِّ مُغْتَصِبِ
وطني الأَسِيرُ الـ.."كبَّلُوا" يأسًا=إصْرارُك الْـهَدَّارُ في النُوَبِ
باعوك في سوقِ النخاسةِ أنْــ=تَ الحرُّ يامَنْ لِلدُّنا تَـجْبي
فَبِكَ انتهَاءُ الكِبْرِ لِلْمَنْفَى=وبك ازْدِهاءُ الرُّوحِ بالغَلَبِ
نُظُمُ الجَبابِرةِ الأُلَى انْــسَحَقتْ=فاليَوْمَ لا مَلِكٌ عَلَى العَرَبِ
الْمُلْكُ للمَوْلَى يُوَلِّيهُ=أنَّى يشاءُ لِوِحْدَةِ السَّبَبِ
أَشُعوبُنا العرَبِيَّةُ الْتَئِموا=وامْـحُوْا حُدودَ الفَصْلِ والعَتَبِ
وعَلَى الكِفاحِ تَلاحَمُوا جَسَدًا=يَصِلُ (الرِّباطَ) بِـمُنْتهى (حَلَبِ)
إنْ ما شَكَا مِنْ بُؤْسِهِ عُضْوٌ=حِمَمًا تَدَعَّى سائِرُ العَصَبِ
تُقْصِي الشُّعوبُ الْحُكْمَ، لاتُقْصَي= فَاصْبوْا إلَى الأقْدارِ تَسْتَجِبِ
وطني تَلِيدٌ شَمْسُهُ دَوْمًا=في بؤْرةِ الإعْجَازِ والعَجَبِ!
30 يناير 2011
يشرفنى نقدكم
(في ثوْرةُ الغَضَبِ)
يا مصر يا أنقى الظباء
(شعر: محمد محمود مرسي)
(كتبت في الأيام الأولي للثورة، قبل التنحّي)
قومُوا وثُوروا أُمَّةَ الغَضَبِ=وَلَّى أوانُ الزَّيْفِ والخُطَبِ
مُومْياءُ فِرْعَوْنَ انْكَفَتْ تهْوي=بِسِلاحِهِ الـمُتَعَفِّنِ العَطِبِ
فِي غمْضةٍ مِنْ عَيْنِ أيُّوبٍ=ضَاقَتْ بصَبْرٍ غالَ في الحِقَبِ
وَلَّتْ عُصورُ الذُّلِّ وَالنُّقْمَى=والقَهْرِ والتوْريثِ والرَّهَبِ
أشْجَارُ (تونِسَ) حينما اجْتُـثَّتْ=مَدَّتْ شَظَى الأحْرارِ بالحَطَبِ
في كُلِّ مِصْرٍ ألْهَمَتْ جِذْعًا=قَدْ ناءَ بالإعْياءِ والنَّصَبِ
فِيضوا وثوروا مَوْجةً كُبْرَى=تَطْوِي قُصورَ الْفاسِدِ الْـخَرِبِ
مَنْ شَيَّدَ الأطْلالَ مِنْ رمْلٍ=فالموْجُ مُغْرِقُها بِلا خُشُبِ
مَنْ لوَّثَ الأشْرافَ خانَهمُ=بعِصابَةِ التَّطْبيعِ والعُصَبِ
يَرْمَى البَغِيُّ حَبائِلًا تَسْعَى=بالسَّطْوِ والتَّرْهِيبِ والشَّغَبِ
لَكِنَّها مَرْدُودَةُ الأفْعَى=صَرْعَى عُرَى الدَّجَّالِ فارْتَقِبِ
فِتَنُ النِّظامِ رَقيعَةٌ حُبْلَى=بالسُّمِّ والتشْوِيهِ للنُّخَبِ
لَنْ تعْصِبَ الأحْرارَ في عُصَبٍ=ياعاصِرَ الأعْصابِ فاكْتَـئِبِ
ما ضاعَ حَقٌ دِرْعُهُ شعْبٌ=مُسْتأسِدٌ بالرُّوحِ والطَّلَبِ
قومُوا وذُودُوا عَنْ كرامَتِكُم=كَيْ تَسْقُطَ النَّجْمَاتُ كالشُّهُبِ
عَنْ كِبْرِ أكْتافٍ توَلَّتْـنا=جارَتْ عَلَى الثَّقَليْنِ بالرُّتَبِ
بَعْضُ النُّجومِ تَخالُها ذَهَبًا=-وهْيَ النَّحاسُ- بومْضَةِ الكَذِبِ
كُلُّ الميادينِ الّتي غَصَّتْ=بالحقِّ غَصَّتْ حَلْقَ مُغْتَصِبِ
والنِّيلُ يـَجْرِي في شوارِعِها=بِنِدا جُموعٍ ماجَتِ: "انْتَصِبي"
وتصاعدت في الأرضِ أَصْواتٌ=للحقِّ لَـمْ للزُّورِ تنتخِبِ
وَجَرَى اقتراعٌ نابِغُ الْمَعْنَى=يُفْنِـي وِصايةَ كلَّ مُكْتَسِبِ
يا مِصْرُ عُذْرًا ضَلَّ جَهْلُهُمُ =كَيْفَ الوِصايةُ إنْ لها تَـهَبي؟!
مَيْدانُ تَحريرِ الرُّؤَى يزْهُو=بِشَبابِكِ الْـمَجْدولِ كالشُّعَبِ!
مِنْ كلِّ نَبْتٍ رائِعٍ زَهْرٌ=مُتَبَتِّلٌ بالفَخْرِ وَالنَّسَبِ
إنْ ما يَـمَسَّ بَهاءَهُ طَمَعٌ=أوْدَى بِناجِذِ أيِّ مُرْتَكِبِ
هَلْ ذاكَ داعِي الحجِّ أمْ يَوْمٌ=للحَشْرِ يُحْصِي كُلَّ مُسْتَلَبِ؟!
لِلأُفْقِ آلافٌ مُؤَلَّفَةٌ=بالقلْبِ قبْلَ العَدِّ والقَصَبِ
في كُلِّ عَزْفٍ مِنْ حَناجِرِها=تشْدو بِما للكِبْرِ لَـمْ يَطِبِ
نادَتْ علَى الطاغوتِ هيّا ارْحَلْ=عنْ ناظِرِ الأمْصارِ ذِي وَغِبِ
نِلْتَ السَّماحَ بفِطْرةِ السَّمْحَى=بالرَّغْمِ مِنْ قَتْلٍ ومِنْ لَهَبِ
لوْ كُنْتَ في قُطْرٍ عَدَا بَلَدي=لَشُنِقْتَ فِي الميدانِ بالطُّـنُبِ
فَحِصارُ شَعْبِكَ ليْسَ مُحْدَثَةً=يا مَنْ تُحاصِرُ غَزَّةً، فَخِبِ
يا مِصْرُ يا أنْقَى الظِّباءِ دمًا=ما أرْوعَ التَّاريخَ إنْ تَثِبي
تَتَجاوَزينَ القَيْدَ تنْـتفِضيــ=ــنَ عَلَى سِياجِ الأسْرِ واللَّهَبِ
وَتُـكَرِّرينَ عُبورَكِ الأسْـمَى= عَبْرَ القَنالِ الـحُرِّ للوَجَبِ
آهاتُكِ المكْبوتَةُ انْبَـثَّتْ=مِنْ باطِنِ الأقمارِ لِلْحُجُبِ
وجِراحُكِ النَّجْلاءُ تَذْكارٌ=قد رصَّعَ العُشَّاقَ بالذَّهَبِ
إنَّا نَدِينُ برُوحِنا الـ"مُدَّتْ"=بالرُّوحِ مِنْ شُهَدائِكِ النُجُبِ
هَدْىُ الشهيدِ لرَبِّهِ يَرْقَى=وَمَدَى هُدَى العَيْنَيْنِ لَمْ يَغِب
والكَوْنُ حَيٌّ ما حَيِــيتُمْ يا=ثُوَّارَها بالبَذْلِ كالسُّحُبِ
تَـهَبُ الحياةَ وَلا تَـمَنُّ فَلا= يَسْتَنْكِفِ الْمِعْطاءُ عَنْ سَغِبِ
يا مِصْرُ يا مَنْ كُرِّمَتْ خَمْسًا=بالذِّكْرِ في القُرْآنِ والكُتُبِ
يحْميكِ ربِّي رابِطِي صَبْرًا=في لُجَّةِ الأوْجاعِ واحْتَسِبي
يا قَلْبَ قَهْرِ العالَمِ الـمُضْنَى=مَعْصومَةٌ مِنْ كُلِّ مُغْتَصِبِ
وطني الأَسِيرُ الـ.."كبَّلُوا" يأسًا=إصْرارُك الْـهَدَّارُ في النُوَبِ
باعوك في سوقِ النخاسةِ أنْــ=تَ الحرُّ يامَنْ لِلدُّنا تَـجْبي
فَبِكَ انتهَاءُ الكِبْرِ لِلْمَنْفَى=وبك ازْدِهاءُ الرُّوحِ بالغَلَبِ
نُظُمُ الجَبابِرةِ الأُلَى انْــسَحَقتْ=فاليَوْمَ لا مَلِكٌ عَلَى العَرَبِ
الْمُلْكُ للمَوْلَى يُوَلِّيهُ=أنَّى يشاءُ لِوِحْدَةِ السَّبَبِ
أَشُعوبُنا العرَبِيَّةُ الْتَئِموا=وامْـحُوْا حُدودَ الفَصْلِ والعَتَبِ
وعَلَى الكِفاحِ تَلاحَمُوا جَسَدًا=يَصِلُ (الرِّباطَ) بِـمُنْتهى (حَلَبِ)
إنْ ما شَكَا مِنْ بُؤْسِهِ عُضْوٌ=حِمَمًا تَدَعَّى سائِرُ العَصَبِ
تُقْصِي الشُّعوبُ الْحُكْمَ، لاتُقْصَي= فَاصْبوْا إلَى الأقْدارِ تَسْتَجِبِ
وطني تَلِيدٌ شَمْسُهُ دَوْمًا=في بؤْرةِ الإعْجَازِ والعَجَبِ!
30 يناير 2011
يشرفنى نقدكم