تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : انتظار على ضفاف الوقت



سعيد العواجي
22-03-2011, 06:26 PM
(انتظارٌ على ضفاف الوقت)

مَا كُنْتُ أَحْلَمُ أَنْ أَرَاهَا

حِينَ كُنْتُ عَلَى ضِفَافِ الوَقْتِ وَحْدِي

كُنْتُ أَرْقُبُ أَيَّ قَافِلَةٍ تَجِيءُ إِلى مَدَائِنِ لَوْعَتِيْ

فِإِذَا بِهَا تَأْتِي مِنَ الغَيمِ البَعِيدِ

وَفِي يَدَيهَا مِنْ حَمَاقَاتِ النَّهَارِ ضِيَاؤهُ النّعْسَانْ

وَإِذَا بِهِ شَعْرُ الليَالِي الغَاضِبَاتِ مَعَ الرِّيَاحِ

يَطِيْرُ فَوقَ رُؤوسِنَا،،، وَيُظلُّنَا فِي مُلْتَقَى النِّسْيَانْ

وَالرِّمْشُ مَلْءَ الرّمْلِ يَنْفُثُ بِالدُّمُوعِ

تَقَاطَرَتْ مِنْ وَجْنَتَيْهَا فَوقَ سَاغِبَةِ المَكَانِ حِكَايَتَانْ

مَا كُنْتُ أَحْلَمُ رُغْمَ هَاجِرَةِ السُّكُوتِ تَعَانُقُ الأَغصَانْ

قَالَتْ وَقَالَتْ ثُمَّ قُلْتُ

فَلَمْ نَرَى إِلّا صُعُودَ الهَمْسِ بَيْنَ الكَائِنَاتِ تَشَابَكَتْ

وَتَكَوَّنَتْ مِنْ لَحْظَةِ الإِيمَانِ مِنْ صِدْقِ التَجَلِّي أُلْفَةٌ وَمَنَارَتَانْ

أَحَبِيبَتِي هَلْ أَنْتِ أَنْتِ؟

"أَلَا تَزَالُ الذِّكْرَيَاتُ الخَمْسُ في أَلَقِ الطُّفُولَةِ بَينَنَا

وَعْدٌ وَمِيعَادٌ

وَقِصَّةُ طَائِرٍ مَهْمَا يُسَافِرُ كَانَ يَسْمَعُ هَمْسَنَا

وَعَرُوسَةُ الصُّوفِ التي كانت تُشَاغِبُ مِثْلَنَا

وَتَحَالُفٌ ضِدَّ الذِي يَهْوَاكِ غَيرِي" إِنَّنَا كُنّا مَعَا

ثُمَّ افْتَرَقْنَا عِنْدَ فَاتِنَةِ الدُّروبِ الخَمْسِ

حِينَ أَتَى الفِرَاقُ لَأَجْلِهِ

كَانَ العَدُوُّ هُوَ الحبِيبْ

وَيَدَاكُمَا تَتَعَانَقَانْ

وَأَدَرْتِ ظَهْرَكِ لِلزَّمَانْ

وَضَيَاعُ دَرْبٍ لَا يَدُلُّ إِليكِ

والصَّمتُ المهانْ

أَمَّا أَنَا فَلَقَدْ جَلَسْتُ عَلَى ضِفَافِ الوَقْتِ انتَظِرُ الأَمَانْ

فَأَتَى الغِيَابُ هُنَا لِيَسْأَلَ عَنْ حُضُورِ مَنَابِعِ الإِنْسَانْ

- مَنْ أَنْتَ؟ مِن أيّ البِلَادِ أَتَيتَنَا؟

فَأَجَبْتُهُ وَأَنَا الغَرِيبُ:

تَصَارَعَتْ فِي الذَّكْرَيَاتِ حَقِيقَتِي

وَبِجَانِبي تَتَلَاطَمُ الشُّطْآنْ

وَأَنَا هُنَا أَمْشِي بَعِيدًا فِي مَجَاهِلِ صَرْخَتي

وبيَ الرّحِيلُ مِنَ الهَوَانِ إِلَى الهَوَانْ

- مَنْ ذَا أَكُونُ؟! وَمَنْ أَنَا؟!

أَأَقُولُ أنَّ مَدَامِعِي كَالغَيمِ

تمُطِرُ طُولَ عُمْري ثم تُثْمِرُ في حَيَاتي نَكْبَتَانْ

أَأَقُولُ إِنّي كِدْتُ أُسْرِجُ خَيلَهَا وَ جُنُونَها

لأَسِيرَ نحوَ سَرَابِهَا وَأَهِيم في تلكَ النَّبَاتَاتِ العِذَابِ

لأَقْطِفَ الدُّنيَا

وَأَمْلأ في سلالِ الوَرْدِ طُهْرَ حِكَايتِي

وأسِيرُ ما بينَ الزَّمَانِ إِلى الزّمَانْ

مَا كُنتُ أَحْلَمُ أَنْ أَرَاهَا مَرَّةً أُخْرَى تُدِيرُ الظَّهْرَ سَالِمَةَ الرّؤى

وَأَنَا انْتَظَرْتُ هُنَا انْتَظَرْتُ العُمْرَ كُلَّ العُمْرِ عَلَّ حَبِيبَتِي

مِنْ خَلْفِ سَاهِرَةِ النُّجُومِ تَجِيءُ مِنْ أَجْلِي

وَلَكِنْ حِينَ جَاءَتْ أَعْلَنَتْ مِنْ فَوقِ رَاحِلَةِ الكَوَاكِبِ غَدْرَهَا

وَعَلَى خُدُودِ العِشْقِ تَبْدُو دَمْعَةٌ و عَلَامَتَانْ

مَا كُنتُ أَحْلَمُ أَنْ أَرَاهَا رُغْمَ فَاضِحَةِ العُيونِ تَطِيرُ عَنِّي

ثمّ يَصْرُخُ بِالوَدَاعِ جَبِينُهَا وَنِكَايَتَانْ....

سعيد العواجي...
...
..

محمود فرحان حمادي
25-03-2011, 09:58 PM
لوحة شاعرية ندية متكاملة القسمات
بمفردة مقتدرة جميلة
وخيال خصب رحيب واسع
وسبك محلق سامق
بورك النبض شاعرنا
تحياتي

ربيحة الرفاعي
03-05-2011, 04:55 AM
أَأَقُولُ إِنّي كِدْتُ أُسْرِجُ خَيلَهَا وَ جُنُونَها
لأَسِيرَ نحوَ سَرَابِهَا وَأَهِيم في تلكَ النَّبَاتَاتِ العِذَابِ
لأَقْطِفَ الدُّنيَا
وَأَمْلأ في سلالِ الوَرْدِ طُهْرَ حِكَايتِي
وأسِيرُ ما بينَ الزَّمَانِ إِلى الزّمَانْ
مَا كُنتُ أَحْلَمُ أَنْ أَرَاهَا مَرَّةً أُخْرَى تُدِيرُ الظَّهْرَ سَالِمَةَ الرّؤى
وَأَنَا انْتَظَرْتُ هُنَا انْتَظَرْتُ العُمْرَ كُلَّ العُمْرِ عَلَّ حَبِيبَتِي
مِنْ خَلْفِ سَاهِرَةِ النُّجُومِ تَجِيءُ مِنْ أَجْلِي
وَلَكِنْ حِينَ جَاءَتْ أَعْلَنَتْ مِنْ فَوقِ رَاحِلَةِ الكَوَاكِبِ غَدْرَهَا
وَعَلَى خُدُودِ العِشْقِ تَبْدُو دَمْعَةٌ و عَلَامَتَانْ

بعض الحروف يسكنها السحر حسا وجرسا وصورة
وهنا قرأت جمال الصورة سابيا للرؤى، وروعة الحس آسرة باهرة ، والجرس ينساب كماء الغدير صافيا ذات ظهيرة ربيعية

شعر شائق وشعور رائق

توّاقون لجديدك

دمكت بألق

عمار الزريقي
03-05-2011, 10:07 PM
فَأَتَى الغِيَابُ هُنَا لِيَسْأَلَ عَنْ حُضُورِ مَنَابِعِ الإِنْسَانْ

- مَنْ أَنْتَ؟ مِن أيّ البِلَادِ أَتَيتَنَا؟

فَأَجَبْتُهُ وَأَنَا الغَرِيبُ:

تَصَارَعَتْ فِي الذَّكْرَيَاتِ حَقِيقَتِي

وَبِجَانِبي تَتَلَاطَمُ الشُّطْآنْ


نوّر الله قلبك وزادك من فضله

هنا قرأت شعراً مالت معه نفسي حيث مال

شكرا أخي الشاعر القدير سعيد العواجي.


فَلَمْ نَرَى إِلّا صُعُودَ الهَمْسِ بَيْنَ الكَائِنَاتِ تَشَابَكَتْ

دم مبدعا

حازم محمد البحيصي
03-05-2011, 11:06 PM
بديع هذا النص ماتع

راقني الحرف هنا


تحيتي لك

آمال المصري
04-05-2011, 12:07 AM
لا فضّ فوك شاعرنا المكرم
قرأت هنا قصيدة تسكن قصور الألق
تتجلى فيها الكلمات شعرا وشاعرية
أثملني الحرف هنا ... فأطلت البقاء
عظيم التقدير ... وطوق ياسمين

نداء غريب صبري
04-05-2011, 02:31 AM
جميلة هذه القصيدة
وصورها الملونة الرائعة

أبدعت أخي لا فض فوك

بوركت

محمد ذيب سليمان
04-05-2011, 06:12 AM
شعر محلق ممتع

وشاعر ملك الجمال ونثره جمالا بوجه راق بيننا

شكرا أيها الشاعر

د. سمير العمري
22-08-2011, 01:02 AM
فتنة بل خمر من سحر الكلمات السابحة في هالات من ألق وإبداع!

لله درك شاعرا رسم لوحة بألوان وظلال وأصوات كغناء البلابل في ربيع مزهر.


دمت بكل خير ورضا!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

وضحة غوانمة
22-08-2011, 11:29 AM
وَعْدٌ وَمِيعَادٌ

وَقِصَّةُ طَائِرٍ مَهْمَا يُسَافِرُ كَانَ يَسْمَعُ هَمْسَنَا

وَعَرُوسَةُ الصُّوفِ التي كانت تُشَاغِبُ مِثْلَنَا

وَتَحَالُفٌ ضِدَّ الذِي يَهْوَاكِ غَيرِي" إِنَّنَا كُنّا مَعَا

ثُمَّ افْتَرَقْنَا عِنْدَ فَاتِنَةِ الدُّروبِ الخَمْسِ

حِينَ أَتَى الفِرَاقُ لَأَجْلِهِ

كَانَ العَدُوُّ هُوَ الحبِيبْ

وَيَدَاكُمَا تَتَعَانَقَانْ

وَأَدَرْتِ ظَهْرَكِ لِلزَّمَانْ

وَضَيَاعُ دَرْبٍ لَا يَدُلُّ إِليكِ

والصَّمتُ المهانْ

أَمَّا أَنَا فَلَقَدْ جَلَسْتُ عَلَى ضِفَافِ الوَقْتِ انتَظِرُ الأَمَانْ

فَأَتَى الغِيَابُ هُنَا لِيَسْأَلَ عَنْ حُضُورِ مَنَابِعِ الإِنْسَانْ

- مَنْ أَنْتَ؟ مِن أيّ البِلَادِ أَتَيتَنَا؟

فَأَجَبْتُهُ وَأَنَا الغَرِيبُ:

تَصَارَعَتْ فِي الذَّكْرَيَاتِ حَقِيقَتِي

وَبِجَانِبي تَتَلَاطَمُ الشُّطْآنْ

وَأَنَا هُنَا أَمْشِي بَعِيدًا فِي مَجَاهِلِ صَرْخَتي

وبيَ الرّحِيلُ مِنَ الهَوَانِ إِلَى الهَوَانْ

- مَنْ ذَا أَكُونُ؟! وَمَنْ أَنَا؟!

أَأَقُولُ أنَّ مَدَامِعِي كَالغَيمِ

تمُطِرُ طُولَ عُمْري ثم تُثْمِرُ في حَيَاتي نَكْبَتَانْ

أَأَقُولُ إِنّي كِدْتُ أُسْرِجُ خَيلَهَا وَ جُنُونَها

لأَسِيرَ نحوَ سَرَابِهَا وَأَهِيم في تلكَ النَّبَاتَاتِ العِذَابِ

لأَقْطِفَ الدُّنيَا

وَأَمْلأ في سلالِ الوَرْدِ طُهْرَ حِكَايتِي

وأسِيرُ ما بينَ الزَّمَانِ إِلى الزّمَانْ

مَا كُنتُ أَحْلَمُ أَنْ أَرَاهَا مَرَّةً أُخْرَى تُدِيرُ الظَّهْرَ سَالِمَةَ الرّؤى

وَأَنَا انْتَظَرْتُ هُنَا انْتَظَرْتُ العُمْرَ كُلَّ العُمْرِ عَلَّ حَبِيبَتِي

مِنْ خَلْفِ سَاهِرَةِ النُّجُومِ تَجِيءُ مِنْ أَجْلِي

وَلَكِنْ حِينَ جَاءَتْ أَعْلَنَتْ مِنْ فَوقِ رَاحِلَةِ الكَوَاكِبِ غَدْرَهَا

وَعَلَى خُدُودِ العِشْقِ تَبْدُو دَمْعَةٌ و عَلَامَتَانْ

مَا كُنتُ أَحْلَمُ أَنْ أَرَاهَا رُغْمَ فَاضِحَةِ العُيونِ تَطِيرُ عَنِّي

ثمّ يَصْرُخُ بِالوَدَاعِ جَبِينُهَا وَنِكَايَتَانْ....

سعيد العواجي...
...
..


ما كنتُ أحلمُ أن أتوهَ بذي السطور
من وحيِ سحر الحرفِ، من حمّى احتراق
ما كنتُ أحلمُ أنّ غيماتٍ تبلِّلُ صمتَ حرفي
والمعاني كالعناقيدِ التي رسَمَت نهايات المواسم!

هذا نصٌّ يغرق المتلقّي فيه بزحفِ رملِ شواطئهِ في خفّة
فإذا بنا في محيطٍ من الإبداع..
الصورة المرسومة هنا كانت رشيقة الإيقاع كعسعسة الليل
رقيقة الظلال، آسرة التفاصيل..

كنت هنا، وسأعود للإبحار في جمالها مرارا

تقديري أيها الشاعر المبدع