المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اليوم كما هو ظاهر ...



عمر ابو صيام
11-04-2011, 11:45 AM
:020:اليوم كما هو ظاهر اسفل شاشة الحاسوب هو الخميس الموافق 6.1.2011 الساعة التاسعة مساء ، لقد
نفذ صبر الملل مني ولم يجد له طريق في الهروب من مخيلتي "المتعجرفة " فقررت أن اكتب ، لا ادري ما سأصل في كتاباتي
ولاكن الملل وجد له طريقة بالخروج ... المكان بيتي المتواضع بجدرانه وسقفه وابوابه ونوافذه ، تجلس أمامي زوجتي الجميلة بروحها
الطيبة بعقلها الرزين وقلبها الحنون ولبسها الرومانسي ، لقد شاب شعرها من واقعيتي التي وجدتني عليه وهي أنني "بيتي" أفضل أن اجلس
أمام عينيها ذات الرموش الناعمة على أن نخرج في نزهة ، وان مؤشر "بورصة" خجلي يصل إلى مستوى نادر جدا ، ودائما تقول ان صمتي
يدل على أمور مخيفة فأجيبها :"يا حياتي قلبي محبوس بين ايديك واذا حاول يطلع بتعصريه " فتنظر الي نظرة عقلانية ...
اما الشك فحدث ولا حرج فرغم وجودي الدائم أمامها في البيت إلا إنها "تفنجل" عينيها مع كل رنة هاتف او رسالة ، ولكن غيرتها تشعرني بأنها ما زالت تحبني ..

الحال ؟؟؟ كما هو...وكأن الإنسانية تنجرف إلى حافة الهاوية كيف لا وكل يوم نرى العجب العجاب ليس من بعيد إنما من اقرب القريب فعندما
كنت اظن بان الانجراف خلف الانحطاط بأنواعه (التربوي ، والاجتماعي ، التعليمي...) بعيدا عن مجتمعي او قريتي او حارتي فما البث إلا أيام
حتى اكتشف بأنني ادخل في دوامة الكذب والانخداع!!
كيف لا والليل اصبح لا يستطيع أن يخفي اثار اصحابه، والنهار الذي وقف عن اظهار غير الحقيقة .. ولكن لا احد يبالي لا للنهار ولا لليل...لان
العلنية اصبحت امر عادي كشرب كوب من الماء ،لا احد يهتم لاحد ،لا يشعر احد باحد ، لا احد يسمع لاحد ، لا احد يحترم احد، لا احد يعتبر من احد ، لا احد يصدق احد ، لا احد .... لا احد يحترم احد !!!

اليوم تلك المجمعة ، مجموعة "لا احد" موجودة في كل قرية أو مدينة أو حارة أو بيت أو زنقا (على قول القذافي ) ... في الماضي البعيد البعيد جدا ،
كان الاهل يحدثوننا على امورا انها اغرب من الخيال !!! اسطورة بالنسبة لنا ،لا اتكلم عن قصص ابطال خرجوا في معركة وانتصروا على الاعداء ..ولكن كانوا يتحدثون
عن جوهر الانسان وعن قلبه الذي ما جمع إلا خير الأمور وافضلها ، كان نبعا للاخلاق ونهرا للمكارم وبحرا للاخوة ..كان محيطا للحب والعطاء ...كان قلبه مرناً ، يحمل الجميع ، كان رونق الحياة...
اين قلبك اليوم ايها الانسان ؟... انه قاسي صلب كقلب ال......
وفجأة تسألني زوجتي ماذا تكتب ؟
وهي تعرف بأنني اعرف بأنها تعتقد باني أراسل احد الفتيات على الشبكة العنكبوتية ..وعندما اقوم لن تبقي ملفا في الحاسوب إلا وفحصته ..
فأجيبها : ما أكتب إلا وصفا لحنان قلبك ، ورزانة عقلك ، وأمومتك الرائعة ...
فتجيبني " ايوه اللعب بعقلي "...
فأقول لها : كيف ذلك ؟...وانا احبك ...
فتقول :
" سلاح الشجاع السيف... وسلاح الخائن القبلة " ....

نادية بوغرارة
11-04-2011, 12:54 PM
ما أجمله من بوح !!

و ما أنقاها من روح تتبدى بين السطور!!

يقولون عن الأغاني القديمة أنها من زمن الفن الجميل ،

و أنا أقول أن هذه النثرية أيضا من الزمن الجميل ،

قرأتها صباح هذا اليوم كما هو ظاهر أسفل شاشة الحاسوب ....

دمت و نبضك.

آمال المصري
11-04-2011, 02:51 PM
جميل أن أبدأ قراءتي اليوم بتلك النثرية الحانية التي خرجت بعفوية البوح
فسكنت القلب
أديبنا المكرم ...
جذبني العنوان وأيقنت أن - اليوم كما هو ظاهر ... هناك جديد ..!
دمت بإبداع ورقي
ومرحبا بك في ربوع الواحة
تحيتي



همسة
ولاكن - ولكن
ايديك - يديك
على امورا - على امورٍ
ومراعاة همزة القطع وألف الوصل

مازن لبابيدي
11-04-2011, 03:01 PM
الكاتب المبدع عمر أبو صيام

خاطرة لطيفة أودعتها الكثير من عناصر الإمتاع في بوح عفوي كما قالت أختي رنيم ، لدرجة أنه جاء على حساب اللغة والتنسيق .

تمتلك أخي عمر روحا طيبة وسلاسة في الكتابة وفكرا متجددا منطلقا ، وكلها عناصر تساعد في إنتاج إبداعي متميز .

تحيتي وتقديري

عمر ابو صيام
11-04-2011, 05:33 PM
بارك الله فيكم على مروركم الخفيف

د. سمير العمري
19-04-2011, 03:03 PM
الأخ الكريم عمر:

هنا قرأت المشاعر النقية الصادرة بعفوية وصدق من قلب كريم.

وهنا للحق وجدت المفكر الذي يحمل الهم الكبير ويتأمل في كنه الأشياء ووصف الواقع المر بما بات يحمل من تردٍ أخلاقي وتهافت الهوى ، ولم أجد الأديب الذي يجيد فنون اللغة أو أساليب التعبير الأدبي خصوصا وقد حفل النص بأخطاء لغوية متفرقة لغة ونحوا وأسلوبا.

ورغم كل هذا قرأت النص بعناية وأدركت منه أنني أمام مفكر يحمل هما وراق لي ما قرأت حسا وشعورا وفكرا إنسانيا عميقا.

دمت بكل خير ورضا!

وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الفكر والأدب.


تحياتي

عدنان الشبول
24-05-2014, 08:03 AM
من أجمل ما قرأت من نثر ( رغم حاجتها لعناية لغوية )


سلاسة وبساطة وصدق وأسلوب مشًوّق وفكر وحكمة و " خفّة دم " جميلة



ألف تحية أيها الجميل عمر أبو صيام

ربيحة الرفاعي
01-06-2014, 06:53 PM
خاطرة عفوة الانثيال حملت فلسفة واقعية وفكرا نيّرا مؤثرا، وعازها الكثير من العناية بلغتها وتنسيقها وأسلوب عرضها لتكون قطعة أدبية
ولا شك أن الدربة والمثابرة والقراءة لكبار أرباب الحرف في الواحة والأدب العربي كفيلان بمد يد العون لهذا الحرف الرائع المحمول للوصول إلىشواطئ الإبداع

دمت بخير أيها الكريم

تحاياي

لانا عبد الستار
24-07-2014, 12:23 AM
خاطرة أدبية فكرية بأسلوب جميل وفكر من عقل وعلم

أشكرك

ناديه محمد الجابي
20-02-2019, 08:53 PM
منثور بديع بلغة عفوية صادقة
قلم رشيق العبارة، سلس التركيب، بسيط التناول عالي الأداء
صدق عاطفة ونبض حرف وجمال لغة
راق لي بلغته الساحرة وتلقائيته الآسرة.
شكرا لهطولك المائز.
:001::hat::001: