تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قراءة مبسطة في قصيدة " رقصة الأقحوان " لمرشدة جاويش



محمد ذيب سليمان
17-04-2011, 08:06 AM
ابتداء من العنوان

رقصة الزنابق


فبـه ما إشارات قوية الى ما يثير الشهية ويغري بالمتابعة لما يدور في الداخل
فالرقص يوحي بالجمال الحركي ويشد النظر اليه
والأقحوان بلونه وشكله وتسميته يأخذ النفس الى الجمال المعنوي والإسقاطي
وأما القول بأن القهوة لم تعد ساخنة فهذا ربما يقود الى أن شاعرتنا يسيطر عليها الإحساس بالضيق
ونفاذ صبر من الوحدة دونما سمير وطول انتظار تعاني منه البطلة لدرجة إحساسها بالبرد المعنوي وقد عبرت عن ذلك بقولها

كان يومي تبلل بالبرد
وحدي أضيق بوحدي
وتفسر ذلك بعبارات هي اقرب للوضوح منها الى المجاز حين تقول

كأن العبارات فرت إلى الصمت
وأختبأت قرب شوقي إليك
تسيل من الفقد والرغبة الخافية

ويشيرهذا أيضا الى أن الوجد بدأ ياخذ دورا تفاعليا في انفعالات البطلة واحاسيها
وعدم قدرتها الإستمرار في المكوث بعيدا عن الحبيب
وهذا ما بدأ يظهر على البطلة من خلال إفصاحها بقولها :


لم تعد شرفتي تستطيب الإقامة
في البرهة الذاوية
إنني قد تعبت كثيرآ من الانتظار
وراء المطر

وتحمل ذلك الطيف الذي تصفه بـ "يا كائن الضد" مسئولية ما تحسبه وتتهمه باختراع الحيل للإبتعاد عنها
وتساله معاتبة بنبرة المشوق المتلهف مرة تلو أخرى

فيا كائن الضد يا فائق الطيف
تعبت وأنت تفتش عن غربة

وتسأله معاتبة بنبرة من أعياها الشوق
وربما يكون السؤال أيضا موجها لذات النفس

أين الذي كان يأتي
من الحلم للنوم في برزخ من ألذ الشرر

وتعود لنفسها مخاطبة بشفيف العبارات وبلون لا يخلو من الإنكسار مصبرة نفسها
بانه لا بد أن يعود ... فاستعمال مفردة " المؤقت " تؤكد ذلك

والهواء الذي بيننا لم يزل
في الغياب المؤقت

وتعود لتحدث نفسها وتسائلها بأسئلة لا تخلو من الحيرة والإحساس بالفقد
رغم انها تحس ببعض المتعة اثناء محادثة نفسها وكأنها على يقين من عودته
ولهذا ترتب لاستقباله ولكن الحيرة في الكيفية


كيف ألملم بعضي وأمكث في الكلمات
التي في بياض الشغف
كيف أزجي الذي في فراغ الجسد
كيف أرتاب بالحرف بين الأصابع
كيف أذوِّب نوري انا الوردة المشتهاة
لأطرافك العارية

وهنا تكون في قمة الإنتشاء والرغبة وتعبر عن ذلك بصور رمزية رائعة شتى
حين تصف التقاء روحها النورانية والتي تمزجها أيضا بالمادية المحسوسة حين قالت


وانا الوردة المشتهاة
تذوبها بالجسد الآخر
وتنتقل أخيرا الى الحسرة على اندفاعها نحو ذلك الطيف
وهذا يبرز حالة من الإرباك والتشظي لدى نفسها المرهقة العاشقة
وتقول معلنة ذلك


ليتني لم أقاسمك هذا الندى
ليت روحي ظلت كما البحر
زرقاء زرقاء
كالعشب في سدرتي العالية

وتعود لتذكر قهوتها مرة ثالثة تلك التي لا زالت على جمر القلب تقارب الغليان
وبرودتها على أرض الواقع تماثل الصقيع الذي يغلف نفسها لطول انتظارها
لتعيد ذلك الحلم الى ذلك الجسد المنهك من الإنتظار الثقيل
والذي استهلك حيزا كبيرا من شغفها دونما طائل
ومع ذلك فهي أيضا لا تزال تحلم بامتلاكه للحصول على الإرتواء الذي تفتقده ولو بعد حين

فقولها

ها أنا والصدى خافت
أستعيد المدى
أستعيد شذا الوقت
فلتبدئي رقصة الأقحوان الشفيفة
ياشهوتي المبعدة

وللحق فإن الشاعرة تسرد لنا قصة فقد عاطفي موجع وتاجج مشاعر واحتراق يعم سائر الجسد
ولكن بأسلوب
به من الرمزية والإسقاط والإنزياح ما يجعلها تتصف بامتلاك مقدرة عالية
على التعامل مع الحرف وتطويعه ومعناه للوصول الى ما تريد دونما التسبب بأي جرح للغة

هذه هي المرة الولى التي أحاول من خلالها قراءة نص شعري
فأرجو المعذرة
وشكرا لمتابعتكم

مرشدة جاويش
17-04-2011, 10:11 AM
الاستاذ المحترم والراقي جداً

بو رك جهدك وانا اراها من اجمل الحروف التي أتت نحو لغتي

تكفيني هذه الالتفاتة منك وحسك بلغتي بكل هذا الصدق وتلك الطوالع

لغتك لها جينات أخرى في جمالية المفردة وعفويتها البعيدة عن التكلف اللغوي

لقد كانت رؤيتك راصدة وو اضحة وشفيفة

وهذا يكفيني

وأفتخر بك لانها المرة الأو لى وبحت بكل شفافية وحضور

لك مستقبل سيدي في القراءات والمقاربات لتؤتي قراءات قادمة

انت أهل لكل ابداع وخلق شعري ور ؤية نقدية

اشكرك من كل نبضي لهذا الحس الوارف

تحاياي

ربيحة الرفاعي
18-04-2011, 02:56 AM
ما أروعك أيها الجريء المغامر

ليس النص الذي تعرفت عليه في قراءتك هنا بالسهل الامتطاء في قراءة أولى

وقد أجدت العبور بين ثنايا صوره ودلالاتها بحس أديب ورقة شاعر

تأملته هنا
وسأمضي من فوري إلى قسم الشعر لأبحث عنه هناك

شكرا لإضاءاتك الرائعة

دمت بألق

محمد الشحات محمد
19-04-2011, 03:47 AM
و مرحباً بشاعرنا أ. محمد ذيب سليمان

في باكورة محاولاته النقدية .. ،

و مع القراءات التالية سنقرأُ أكثر معك ، و هلْ أفضل من المبدع إذا كانت لديه مَلَكة النقد؟

قامت قراءتكم على الذائقة ، و الذائقة هي من المراحل الأولى المهمة لقراءة النصوص ، و يليها بعد ذلك المصطلحات النقدية ..

أتفق مع الأستاذة ربيحة في قولها :-
"ليس النص الذي تعرفت عليه في قراءتك هنا بالسهل الامتطاء في قراءة أولى

وقد أجدت العبور بين ثنايا صوره ودلالاتها بحس أديب ورقة شاعر"



و أرى أنه لابدّ من الجرأة أو قل المغامرة في بداية دخول هذا المجال ، و لكنه مع المِراس و الدربة -وخصوصاً إذا كان مبدعاً مثلك- تصبح القراءة النقدية لأي نص مثلها تماماً مثل كتابة النص ، و قد تكون القراءة أسهل من إبداع النص ذاته


أُحييك أستاذنا ، و أحيي أديبتنا "مرشدة جاويش" لنصّها الذي استفزّ ذائقة النقد


و لكما أهدي هذا الرابط

https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=49928

محمد ذيب سليمان
19-04-2011, 09:48 AM
الأخت الكبيرة

ربيحة الرفاعي /أم ثائر

هي فعلا مغامرة ولا أراها نقدية لأنني لا أعرف النقد ولم أقرأ لنقاد

ولا دراسات نقدية وإنما كانت في البداية محاولة للتعليق على النص ثم

اجررت في دواخل النص

ولهذا أراني سأقوم بمتابعة النقاد في دراساتهم للنصوص

لعلني أتقدم قليلا من خلال التعرف على المصطلحات النقدية

ولي أجمل من استاذنا محمد الشحات ليرسم لنا الطريق

شكرا لك ايتها الكريمة

محمد ذيب سليمان
19-04-2011, 09:51 AM
الأخ والحبيب الستاذ

محمد الشحات

شكرا لك على التشجيع

وفعلا لم أفكر يوما في الدخول الى أي نص لمتابعته نقديا

وقد جاءت دخولا الى ولنقل تفسيرا ومحاولات للإضاءة الداخلية للنص

وعذرا حتى هنا لا أجد ما أريد من معنى

لأنها كانت مجازفة لمن لا يعرف المصطلحات النقدية

ولكن بمتابعتكم والأساتذة ربما أكون أفضل على الأقل لفائدة نفسي

شكرا على متابعتكم الكريمة

د. مختار محرم
19-04-2011, 01:14 PM
غوص عميق في أبعاد الكلمات أستاذ محمد أوصلك لتقمص روح الكاتبة والتحدث بلسانها
والإبحار في كلمات الأستاذة مرشدة ولغتها ليس بالأمر السهل لكنك قمت بذلك ونجحت ...
أهنئك على هذه القراءة وعلى هذه البصيرة
دمت رائعا أيها القدير

نداء غريب صبري
19-04-2011, 03:37 PM
نعم أخي
لقد غصت عميقا في أبعاد الكلمات حتى كأنك عشت ولادة النص، وعاينت انفعالات الكاتبة مباشرة

أحب هذا النوع من النقد الأدبي
وأستمتع بقراءته وأشعر أنه يتصل فعلا بالنص بعيدا عن المصطلحات النقدية التي تدخلني في حيرة لا افقه معها القراءة إلا نادرا

بوركت

رفعت زيتون
20-04-2011, 02:34 AM
.

بداية رائعة أخي

ولعل ما أشار أليه أستاذنا الشحات

يبدأ به في مدرسة النقد فكلنا في انتظار ترتيبات التدريس

والدراسة العملية والنظرية

وعندها أستاذي محمد أتمنى أن نرتقي معا في هذا المجال

كانت تجربة رائعة وقد أحسنت الابحار
.