المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحقيقة



رمزت ابراهيم عليا
18-04-2011, 09:14 AM
الحقيقة

حمل عكازه وانساح في سيره متجولا في حقول القمح التي يبست بفعل الجفاف ، كان يرنو بحسرة إلى السنابل التي امتنعت عن الإنحناء لأنها فارغة ، والسيقان النحيفة اليابسة ، والتربة المتشققة من شدة العطش
ابتسم ابتسامة خفيفة وقال :
ـــ فارغة ! نعم فارغة وترفع رأسها عاليا !!!
انسال العرق من جبينه الأسمر ، مسحه بكم قميصه وهو يتجول في حقله وتتكسر نباتات الزرع تحت قدميه وتنكسر رؤوس السنابل المرفوعة تحت حذائه المرقع
ـــ ما لك يا أبا توفيق ؟
فاجأه جاره المتعلم الذي يعمل معلما في القرية ويمارس الزراعة كذلك في حقله
أجاب أبو إبراهيم :
ـــ ألا ترى فعل القحط في أرزاقنا ؟
ـــ نعم يا سيدي ولكنه عام ويمر ،
ونظر محدقا في عينيه وهو يعب دخان سيجارته فرأى فيها كبرياء الأرض ، وعمق المحبة ، والرضا بحمة الخالق فأراد أن يمازحه ،وغمز بضحكة قال :
ـــ يا ابا توفيق ألا ترى معي سهولة تكسير هذه السنابل ورؤوسها ؟
نظر إليه نظرة استفهام الإنسان الذي قارب أن يجيب عن السؤال وقال :
ـــ ماذا تقصد ؟
ـــ لأنها فارغة سهلة التحطيم
ضحك أبو توفيق ضحكة عالية وقال :
ـــ ما أكثر الرؤوس الفارعة التي تحتاج للتكسير
ضحك الجاران وكل منهما يصفق يد الاخر


رمزت عليا

وطن النمراوي
18-04-2011, 02:17 PM
مرحبا، أستاذي الفاضل رمزت
جاءت الحقيقة هنا على لسانه عندما داس رؤوسها الفارغة فتكسرت تحت حذائه المرقع في موسم القحط حسبما أردت أن يصلنا
سلمت و سلم قلمك
هنا وجدت قفلة لقصة كان يمكن اختصارها جدا طالما أنت أردت التركيز على أن حذاء مرقع بقدم فلاح يمكنه أن يحني و يكسر رؤوسا فارغة ... صح ؟
فلم كل المقدمة التي جاءت ؟
مجرد رأي حماك الله و قد عودتني على أن أسألك ما أشاء لأتعلم منك و بكل رحابة صدر تتقبل مني الأسئلة و الملاحظات.
لحرفك الجميل الكريم و شخصك الأكرم تحياتي و تقديري.

فقط أنبه أستاذي إلى سقوط حرف الكاف من "حكمة" الله.

كاملة بدارنه
18-04-2011, 06:11 PM
ما أكثر الرؤوس الفارعة التي تحتاج للتكسير
هي حكمة ويحتاج تنفيذها إلى جرأة !
لكن اسمح لي أخي بالقول إنّ الرّؤوس والسّنابل الفارغة اليابسة لا تستحقّ التّكسير هنا؛ لأنّ النّص أظهر أنّ هناك قوى أعلى منها قد تسبّبت باليبس - الجفاف- ورغم الجفاف وتشقّق الأرض من شدّة العطش، امتنعت عن الانحناء، وظلّت صامدة ورافعة رأسها؛ لذا هي تستحقّ التقدير !
وجملة القفلة أرى فيها تحوّلا عن المضمون، وبعدا آخر غير المعروض في النّص ، حتّى وإن كانت تهكّميّة وتخفي غير ما تظهر .
هل من توضيح؟ ربّما لم أستطع الوصول إلى الأعماق .
تقديري وتحيّتي

ربيحة الرفاعي
19-04-2011, 02:43 AM
ـــ فارغة ! نعم فارغة وترفع رأسها عاليا !!!بعد ما سبق هذه العبارة من بيان عوامل الطبيعة التي حرمتها الامتلاء، قرأت هنا تعبيرا معجبا بشموخها وقد عجزت تلك العوامل عن إخضاعها
وفاجأني أن أجدها تتحول إلى رمز لمعنى مغاير تماما
أعتقد أن المعنى الآخر يشبه السنابل الفارغة التي تنتصب في أطراف حقول القمح الغنية في مواسم الخصب، وليس تلك التي أزهقها الجفاف وتحته انتصابا

مجرد رأي أتمنى أن يتسع له صدرك

دمت مبدعا

رمزت ابراهيم عليا
19-04-2011, 05:51 AM
عزيزتي وطن
تحية الصبح المفعم بانسام الوطن
ولقد مررت هنا وأنا الذي ينتظر هذا المرور
أسعدني حرفك
وتسعدني قراءتك المتأنية للنص
أما التطويل في المقدمة فكان لضرورة فنية
وهي ربط الواقعين : واقع الطبيعة وواقع ذوي الرؤوس الفارغة
شكرا لملحوظتك الطباعية
والقصة تركز على فراغ الراس في وطننا عند كبراء القوم
بشكل خفي
وليس الجفاف والقحط


دمت
وعلى المودة نلتقي

رمزت

رمزت ابراهيم عليا
19-04-2011, 05:55 AM
الأخت ربيحة
تحية وشكر لمرورك
وألف شكر لملحوظاتك
ولأنها لم تكن معجبة برفع راسها بل الفلاح يسخر
وكان التركيز فقط على فراغ الراس
والتكبر برفع الرأس

ألف شكر مرة أخرى

وعلى المودة نلتقي

رمزت

مازن لبابيدي
20-04-2011, 06:07 AM
لتسمح لي الأخوات بالاختلاف معهن هنا ،
هناك بعض الإطالة وتكرار الفكرة نعم ، لكن أتفق مع أديبنا الأخ رمزت في أن التركيز كان على فكرة الرؤوس الفارغة وأن رفع الرأس لا يدل بالضرورة على الشموخ والعزة بل ربما دل على الكبر والغطرسة .

السرد والحوار كانا ماتعين ، وأقف عند اختيار الكاتب لشخصية الجار التي جمعت بين العلم والفلاحة وأنتجت الحكمة إضافة للتراحم والنصيحة والصبر ، وجميعها كانت مقابل القحط والسنابل الفارغة ، وتوجت آصرة الجيرة تلك بالصفقة الأخيرة وما تحمله من معاني الأخوة والتعاضد .

بالمجمل أرى القصة ناجحة وقوية المغزى وتحتاج إلى شيء من التكثيف .

دمت أخي رمزت مبدعا ولك التقدير والتحية

رمزت ابراهيم عليا
21-04-2011, 05:20 AM
الأخ مازن
مع المحبة
وأجمل ما في الأدب أن يلتقي الإخوة في نقاش فكري هادئ
سررت جدا بحواركم
وكنت سعيدا بالنقد

ارجو أن تمر على قصيدة / الآتي / للنقد وهي في الصفحة الثانية


رمزت

نادية بوغرارة
01-06-2011, 02:21 PM
لا أرى أن السنابل الفارغة الممتنعة عن الانحناء تستحق التقدير أو الثناء كما رأى البعض ،

لأنها يصدق فيها قول الشاعر في بيت من أروع ما قرأت :

ملأى السنابل تنحني بتواضع == و الفارغات رؤوسهن شوامخ

====

في زمن القحط ، يحلو للسنابل الفارغة أن تتطاول برؤوسها ، مسكينة، تتمايل مع أخف النسمات ،

وحين يحصحص الحق، تُكَسِّر فراغَها الأرجلُ ، فلا تقوم لها قائمة ..

فزمن القحط لا يلبث أن يمر ، لتتوارى الفراغات و لا تلفت انتباه أحد ،

و تنحني ملأى السنابل بالخير ، تواضعا .

قصة رائعة ، فيها عطر الأرض و صدق الرجال و نقاء السريرة.

الأخ رمزت

دمت بإبداع .

رمزت ابراهيم عليا
17-07-2011, 07:39 PM
الأخت نادية
تقصيري واضح
وتأخري في الرد طويل
لعلي أجد عذرا
مع تقديري

رمزت

أحمد عيسى
17-07-2011, 07:55 PM
قصة مبدعة وجميلة ، والمعنى واضح جلي ، وقد صدقت الأخت : نادية أبو غرارة باستعانتها ببيت الشعر الجميل :
ملأى السنابل تنحني بتواضع == و الفارغات رؤوسهن شوامخ

أحييك أيها الرائع

آمال المصري
09-10-2013, 10:34 AM
كانت علامات التعجب من رؤوس رغم فراغها ترتفع كبرا واستعلاء تستحق السحق تحت الأقدام
استمتعت بالنص فكر وحرف ثر وترميز وحبكة قوية البيان والبنيان
أبدعت شاعرنا الفاضل
بوركت واليراع
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

نداء غريب صبري
13-04-2014, 01:20 AM
قصة جميلة تستفيد من ما تعلمناه عن رؤوس السنابل الفارغة المرفوعة، وتسقطها على الرؤوس الفارغة في الناس والتي تستحق السحق

أنا أؤيد وجهة نظر استاذتنا ربيحة لأن القصة مع أنها تركز على الرؤوس الفارغة، لكنها أعطتها وصفا مؤثرا عندما نسبت فراغها للقحط والجفاف، فصارت برأيي تشبيها للشعوب التي أوصلوها لما وصلته وما زالت شامخة مرفوعة الراس مصرة على حريتها وكرامتها

شكرا لك اخي

بوركت

خلود محمد جمعة
15-04-2014, 07:47 PM
كثيرة هي الرؤوس الفارغة وتستحق التكسير خاتمة لخصت القصة بذكاء
راقني النص
دمت بخير
مودتي وتقديري

د. سمير العمري
23-07-2014, 07:57 PM
هي قصة تترجم بيت الشعر المشهور وتوصل الفكرة المهمة في حالة الكبر والصلف التي تصيب أكثر أبناء الأمة كسنابل فارغة ، ونسأل الله أن يكون موسم الجفاف العربي قصيرا جدا.

دمت بخير!

تقديري

ناديه محمد الجابي
10-10-2021, 07:18 PM
ملأى السنابل تنحني بتواضع ** و الفارغات رؤوسهن شوامخ
جميل هذا البيت الذي يدل على أن رفع الرؤوس الفارغة ليس من الشموخ
وإنما هو يدل على الكبر والغطرسة
بإسقاط على الرؤوس الفارغة التي تستحق السحق.
قصة رائعة جميلة قوية المعنى والمغزى.
بورك القلم والمداد.
:hat::001::hat:

أسيل أحمد
22-10-2021, 07:14 PM
رفع الرأس لا يدل بالضرورة على الشموخ والعزة بل ربما دل على الكبر والغطرسة
بإسقاط على فراغ الرأس عند كبار القوم
قصة جميلة قوية المعنى والمغزى ـ دام إبداعك