تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قراءة في القصّة الشّاعرة (على ثراها) لربيحة الرّفاعي



كاملة بدارنه
22-04-2011, 08:11 PM
قراءة في القصّة الشّاعرة: (على ثراها) لربيحة الرّفاعي

قصّة للون أدبيّ جديد استوقفتني .. وكنت قد علّقت عليها، وأودّ نقل ما كتبت لمنتدى النّقد مع بعض الإضافات ؛ كي يطّلع عليه الإخوة القرّاء، ولأنّها قصّة تستحقّ قراءة سطورها وما بين تلك السّطور .. فشكرا للأخت ربيحة وللأستاذ محمّد الشّحات صاحب الفضل في وجود هذا اللون من الأدب في منتدانا

مفتاح النّصّ أو عتبة النّصّ هو العنوان
عنوان القصّة : (على ثراها ) شبه جملة تبدأ بحرف الجرّ على، وشبه الجملة لا يكتمل معناها إذا جاءت منفردة، وغير متّصلة بجملة ويفيد حرف حرف الجرّ في هذا السّياق معنى الاستعلاء والفوقيّة يقف على ثراها . والثّرى هو التّراب النّدي... الهاء حلّت محل كلمة كانت في الأصل مضافا إليه، لكنّ القارئ لا يعرف الكلمة . فالعنوان يثير في ذهنه تساؤلات كثيرة؛ لأنّ مكان الثّرى غير محدّد ، ومن سيقف على هذا الثّرى غير معروف . ففي العنوان تعميم ، والعتبة يكتنفها الغموض ، ورغم ذلك سندخل النّص كي يزال الغموض!

على أملٍ بأن غدا سيحمل نكهة أحلى[

بداية تبعث على التّفاؤل المستقبلي بنكهة حلوة .
يبدأ النّص ّ أيضا بحرف الجرّ (على) ويفيد هنا المصاحبة _ بمصاحبة الأمل، إنّ الغد سيحمل نكهة أحلى ..الحاضر يقول إنّ هناك نكهة حلوة، ولكن المستقبل سيحمل نكهة أحلى.
(يحمل) فعل مضارع يدلّ على الاستمراريّة، واقترن بسين التّسويف التي تدلّ على التّنفيس ، ومعناها الاستقبال
، ومع الأمل؛ فإنّ هناك يقينا بأنّ النكهة ستكون أحلى
في الغد وهو المستقبل خاصة إذا اقترن بالطّهر ..

[]توضأ ثم سار نحو البيت بخطوة عجلى []

]يصارع فكرة التضييع كيف "أتى الذي ولّى"[/


الوضوء هو طهارة الجسد قبل أداء المقدّس- وهو الصّلاة ، ويستلزم النّيّة . وهنا جاء الوضوء لدخول مكان يرتبط بالقدسيّة (البيت) ، وبخطوة عجلى ( الحثّ على الإسراع) ..
الوقت يداهم من يخطو ، وفي داخله صراعات وتساؤلات بسبب تضييع ما ضاع،أو ربّما مضى بخطوة عجلى يقاتل فكرة تضييع ما سيذهب لاسترداده، وقد أتى بعد أن ولّى .. أي كان وعاد، ولا يرغب في عودته!...ولكن أراها صراعات داخليّة؛ لأنّ الجمل اللاحقة جاءت معطوفة على هذة الجملة ... لا تزال الفكرة غامضة!
الفعلان توضّأ وسار في الزمّن الماضي الذي سنرى لاحقا أنّه يسيطر على النّص – ورد فعلان بصيغة المضارع (سيحمل ويصارع)، والأفعال الأخرى في الماضي – كون الأفعال وردت بصيغة الفعل الماضي؛ فإنّها توحي بالانتهاء .. لكن في هذا النّصّ، الزّمن في الماضي والحدث في المستقبل، وهو يفيد تحقيق الفعل. وقد ورد ذلك في القرآن الكريم " وسيّرت الجبال فكانت سرابا" . " أتى أمر الله ( سيأتي) ... والقصّة بدأت على أمل .. إشارة إلى أنّه سيحدث وإن وردت الأفعال في الزّمن الماضي ...

[]وكيف القوم باعوا القدس في ترنيمة القتلى[/]

وضحت الصّورة، وكشف النّقاب عن المغطّى .. إنّها القدس .. على ثرى القدس .. أصبح المفتاح في يدنا. باع القوم القدس، وجعلوا من بيعها ترنيمة ( كلمات وأشعار مغنّاة، وترتبط بالدّيانة المسيحيّة) _ ربّما هنا إشارة لمسؤوليّة المسلمين والمسيحيين عن ضياع القدس أو بيعها مثلما ورد- تنشد عن القتلى. أي باعوها وبكوا عليها وعلى قدسيّتها!
وكيف أتى بنو صهيون كيف استأسدوا في الناس تنكيلا وكيف بغزة الثّكلى أقام العزل والتجويع

يستمر الصّراع والتّساؤل حول القدس، ومجيء من استأسد ونكّل بالنّاس .... وتجويع وعزل غزّة الثّكلى ( شريط صور وأحداث غطّى سنوات قهر وذلّ عديدة)

[B]والإقدام ما كلّ، وعند الباب غازل غص زيتون على كتف الجدار أقام واستعلى،
تأمله بإعجابٍ وفي ظل استدارة أمه الخضراء أغرق في تسابيح قبيل العصر ثمّ بظلّها صلّى [/]

الأمل رفرف لواؤه بالإقدام – الجهاد – عند الباب –الباب معرفة ، مكان محدّد ومعروف .. وقف عنده وغازل غصن زيتون... ثمّ صلّى بظلّها
نهاية رائعة زاد من بهائها التّثليث – عدد الاكتمال –
لقد صلّى بظلّ البركة الإلهيّة " زيتونة مباركة" ... مستديرة _ الاستدارة رمز الكمال والتّناغم وعدم الانقسام ... خضراء – رمز الحياة الدّائمة والخلاص ... هذا الثّالوث هو ثالوث الاكتمال الذي يفرض بيئة الاغراق في التّسبيح ، وهو الحمد والشّكر والتّنزيه .. والزّمن هو العصر أو قبيل العصر ... استحضار لسورة " العصر" التي يغلب عليها طابع الإنذار : " إنّ الإنسان لفي خسر" .. ومع الإنذار كان باب الأمل مفتوحا للذين" آمنوا وعملوا الصّالحات .."
إنّ اختيار وقت العصر جاء موفّقا؛ لأنّ العصر هو بداية نهاية اليوم .. وقت الضّغوطات لإنهاء ما بدئ في أوّل اليوم ..
فما هو فيه يستلزم إجراء حسابات (إنّه في خسر) ويجب التّفكير في الرّبح ؛ لذلك غازل غصن الزّيتون وهو رمز البركة . والمغازلة هي الكلام الطيّب مع من نحبّ، ولن يجد من يحبّه أفضل من الله وبركته ، هذه البركة المتجسّدة والمقيمة باستعلاء على كتف الجدار الذي يجب اختراقه؛ كي لا يبقى في خسر ... فالكتف هو الجزء العلويّ من الجسم .. والبركة قيمة علويّة، وطالما غازلها؛ فإنّها ستبقى حبيبته التي يعمل على الاحتفاظ بها .. والحفاظ جاء بالصّلاة : إنّ الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا" .. أجد هنا إشارة بالتّذكير الدّائم ( كتابا موقوتا) لاختراق الجدار وتحرير المقدّس للذين" آمنوا وعملوا الصّالحات " كي ينعموا براحة الصّلاة التعبديّة . " أرحنا بها يا بلال "
للصلاة في النّهاية دلالتان : الجهاد والعبادة ( الرّاحة والاستقرار) .
ومن النّهاية الجهاديّة نعود إلى العنوان : على ثراها، فالتّراب مبلّل بالماء الطّهور،أو( ماء الجهاد) إشارة إلى قدسيّة وطهر المدينة!
آمل أن أكون قد أعطيت النّصّ حقّه.

محمود فرحان حمادي
22-04-2011, 09:28 PM
قراءةٌ مميزة بأدوات لامست غيوم الإبداع
بنكهة نقدية مستحسنة، سبرت غور النص
وحلقت بأجنحة التفرد لفضاء أرحبي جميل
أشرقت خمائل النص ندية بهذه القراءة الجذلى
وتبخترت حروف الكلمة بعد كبريائها لتلبس بردَ الإبداع المزركش
قراءة كاملة من مبدعة ثرّة في العطاء
لنص أمتعنا وقصة شاعرة لشاعرة مبهرة في الأدء الفني الخلاب
تحياتي

رفعت زيتون
22-04-2011, 10:14 PM
.

أقدم عظيم شكري هنا

كما قدّمته هناك أختي الكريمة كاملة

ما شاء الله عليك وأنتِ تتمتعين بهذه النظرة الثاقبة

وهذه الأدوات المتمكنة في دراساتك وقراءاتك التي تقدمين لنا

أتمنى أن نقرأ لك دائما هذه القراءات

فلا تبخلي علينا

.

عبدالرحمن لطفي
22-04-2011, 10:47 PM
تميز بانتقاء النص

وتميز في سبر أغواره

سلمت يا كاملة وسلمت ربيحة صاحبة النص

كنت هنا وعلى ثراها

ودي

ربيحة الرفاعي
22-04-2011, 11:38 PM
كان النص لحظة ولادته ردا على مبدع هذا الجنس الأدبي "القصة الشاعرة " في واحدة من أقاصيصه الشاعرة الرائعة
ولكني كنت مسكونة بأحاسيس تتقاذفني أمام ما تبثه نشرات الأخبار من عناوين التضييع وملامح النهايات القاتلة في صفحة الأمة
فجاء النص ناطقا بها ، محملا بمعانيها واستعارها في أعماقي بما لم يكن متعمدا ولا أردت له ردا
أيتها الكاملة .. أمر على سطور قراءتك البديعة هذه ذاهلة أتساءل
أكانت تقطن صدري لحظة ولدت الفكرة؟
أشاركتني رسم ملامح اللوحة واختيار مفرداتها؟
أهو التوافق الانفعالي تجاه الواقع يحدث هذه القدرة الباهرة على استقراء ما وراء التعابير؟
أم أنه فن النقد المتعملق في وجه الاصطلاحات النقدية المستحدثة تساميا نحو القدرة على اكتشاف دخيلة الكاتب وادق خلجاته لحظة انهماره على الورق

وددت لو استطعت اقتباس درتها فأنا تواقة لاقتباس درة ما أرد عليه في ردودي
ولكنها جاءت طوقا من عقيق ليس لأحد ان يفرط حبات سحره

اشكرك أيتها الرائعة لتكرمك بقراءتي بهذه الكفاءة وهذا الألق

دمت مبدعة

أماني عواد
23-04-2011, 12:28 PM
الأستاذة الكبيرة كاملة بدارنة


والزّمن هو العصر أو قبيل العصر ... استحضار لسورة " العصر" التي يغلب عليها طابع الإنذار : " إنّ الإنسان لفي خسر" .. ومع الإنذار كان باب الأمل مفتوحا للذين" آمنوا وعملوا الصّالحات .."

مدهش هذا الربط وخارق وهذا التحليل اتضح من خلالة جليا ابداع الكاتبة وذكاء الناقدة


وبمجملها كانت دراسة رائعة أظهرات بمنتهى الدقة مدلولات تذوقنا طعم جمالها دون ان نعي كنهها ,
اكررها ثانية الكتابة فيض احساسنا الداخلي أما القراءة فهي فيض احساسنا بالاخرين ومشاركتهم الحدث الذي لامسنا اذ لامسهم ذات نزف

دمت مبدعة
تقديري واحترامي

محمد ذيب سليمان
23-04-2011, 09:54 PM
الكريمة كاملة بدارنة

كل التحايا لهذا الجهد الجميل والرائع

وهذا التحليل المتلاحم

وما اظنني بعد متابعات عدة إلا وساكون قد استفدت

منكم كأساتذة لي في هذا اللون الجميل

لك الود والتقدير

محمد الشحات محمد
24-04-2011, 03:20 PM
قراءة في القصّة الشّاعرة: (على ثراها) لربيحة الرّفاعي

قصّة للون أدبيّ جديد استوقفتني .. وكنت قد علّقت عليها، وأودّ نقل ما كتبت لمنتدى النّقد مع بعض الإضافات ؛ كي يطّلع عليه الإخوة القرّاء، ولأنّها قصّة تستحقّ قراءة سطورها وما بين تلك السّطور .. فشكرا للأخت ربيحة وللأستاذ محمّد الشّحات صاحب الفضل في وجود هذا اللون من الأدب في منتدانا

مفتاح النّصّ أو عتبة النّصّ هو العنوان
عنوان القصّة : (على ثراها ) شبه جملة تبدأ بحرف الجرّ على، وشبه الجملة لا يكتمل معناها إذا جاءت منفردة، وغير متّصلة بجملة ويفيد حرف حرف الجرّ في هذا السّياق معنى الاستعلاء والفوقيّة يقف على ثراها . والثّرى هو التّراب النّدي... الهاء حلّت محل كلمة كانت في الأصل مضافا إليه، لكنّ القارئ لا يعرف الكلمة . فالعنوان يثير في ذهنه تساؤلات كثيرة؛ لأنّ مكان الثّرى غير محدّد ، ومن سيقف على هذا الثّرى غير معروف . ففي العنوان تعميم ، والعتبة يكتنفها الغموض ، ورغم ذلك سندخل النّص كي يزال الغموض!

على أملٍ بأن غدا سيحمل نكهة أحلى[

بداية تبعث على التّفاؤل المستقبلي بنكهة حلوة .
يبدأ النّص ّ أيضا بحرف الجرّ (على) ويفيد هنا المصاحبة _ بمصاحبة الأمل، إنّ الغد سيحمل نكهة أحلى ..الحاضر يقول إنّ هناك نكهة حلوة، ولكن المستقبل سيحمل نكهة أحلى.
(يحمل) فعل مضارع يدلّ على الاستمراريّة، واقترن بسين التّسويف التي تدلّ على التّنفيس ، ومعناها الاستقبال
، ومع الأمل؛ فإنّ هناك يقينا بأنّ النكهة ستكون أحلى
في الغد وهو المستقبل خاصة إذا اقترن بالطّهر ..

[]توضأ ثم سار نحو البيت بخطوة عجلى []

]يصارع فكرة التضييع كيف "أتى الذي ولّى"[/


الوضوء هو طهارة الجسد قبل أداء المقدّس- وهو الصّلاة ، ويستلزم النّيّة . وهنا جاء الوضوء لدخول مكان يرتبط بالقدسيّة (البيت) ، وبخطوة عجلى ( الحثّ على الإسراع) ..
الوقت يداهم من يخطو ، وفي داخله صراعات وتساؤلات بسبب تضييع ما ضاع،أو ربّما مضى بخطوة عجلى يقاتل فكرة تضييع ما سيذهب لاسترداده، وقد أتى بعد أن ولّى .. أي كان وعاد، ولا يرغب في عودته!...ولكن أراها صراعات داخليّة؛ لأنّ الجمل اللاحقة جاءت معطوفة على هذة الجملة ... لا تزال الفكرة غامضة!
الفعلان توضّأ وسار في الزمّن الماضي الذي سنرى لاحقا أنّه يسيطر على النّص – ورد فعلان بصيغة المضارع (سيحمل ويصارع)، والأفعال الأخرى في الماضي – كون الأفعال وردت بصيغة الفعل الماضي؛ فإنّها توحي بالانتهاء .. لكن في هذا النّصّ، الزّمن في الماضي والحدث في المستقبل، وهو يفيد تحقيق الفعل. وقد ورد ذلك في القرآن الكريم " وسيّرت الجبال فكانت سرابا" . " أتى أمر الله ( سيأتي) ... والقصّة بدأت على أمل .. إشارة إلى أنّه سيحدث وإن وردت الأفعال في الزّمن الماضي ...

[]وكيف القوم باعوا القدس في ترنيمة القتلى[/]

وضحت الصّورة، وكشف النّقاب عن المغطّى .. إنّها القدس .. على ثرى القدس .. أصبح المفتاح في يدنا. باع القوم القدس، وجعلوا من بيعها ترنيمة ( كلمات وأشعار مغنّاة، وترتبط بالدّيانة المسيحيّة) _ ربّما هنا إشارة لمسؤوليّة المسلمين والمسيحيين عن ضياع القدس أو بيعها مثلما ورد- تنشد عن القتلى. أي باعوها وبكوا عليها وعلى قدسيّتها!
وكيف أتى بنو صهيون كيف استأسدوا في الناس تنكيلا وكيف بغزة الثّكلى أقام العزل والتجويع

يستمر الصّراع والتّساؤل حول القدس، ومجيء من استأسد ونكّل بالنّاس .... وتجويع وعزل غزّة الثّكلى ( شريط صور وأحداث غطّى سنوات قهر وذلّ عديدة)

[B]والإقدام ما كلّ، وعند الباب غازل غص زيتون على كتف الجدار أقام واستعلى،
تأمله بإعجابٍ وفي ظل استدارة أمه الخضراء أغرق في تسابيح قبيل العصر ثمّ بظلّها صلّى [/]

الأمل رفرف لواؤه بالإقدام – الجهاد – عند الباب –الباب معرفة ، مكان محدّد ومعروف .. وقف عنده وغازل غصن زيتون... ثمّ صلّى بظلّها
نهاية رائعة زاد من بهائها التّثليث – عدد الاكتمال –
لقد صلّى بظلّ البركة الإلهيّة " زيتونة مباركة" ... مستديرة _ الاستدارة رمز الكمال والتّناغم وعدم الانقسام ... خضراء – رمز الحياة الدّائمة والخلاص ... هذا الثّالوث هو ثالوث الاكتمال الذي يفرض بيئة الاغراق في التّسبيح ، وهو الحمد والشّكر والتّنزيه .. والزّمن هو العصر أو قبيل العصر ... استحضار لسورة " العصر" التي يغلب عليها طابع الإنذار : " إنّ الإنسان لفي خسر" .. ومع الإنذار كان باب الأمل مفتوحا للذين" آمنوا وعملوا الصّالحات .."
إنّ اختيار وقت العصر جاء موفّقا؛ لأنّ العصر هو بداية نهاية اليوم .. وقت الضّغوطات لإنهاء ما بدئ في أوّل اليوم ..
فما هو فيه يستلزم إجراء حسابات (إنّه في خسر) ويجب التّفكير في الرّبح ؛ لذلك غازل غصن الزّيتون وهو رمز البركة . والمغازلة هي الكلام الطيّب مع من نحبّ، ولن يجد من يحبّه أفضل من الله وبركته ، هذه البركة المتجسّدة والمقيمة باستعلاء على كتف الجدار الذي يجب اختراقه؛ كي لا يبقى في خسر ... فالكتف هو الجزء العلويّ من الجسم .. والبركة قيمة علويّة، وطالما غازلها؛ فإنّها ستبقى حبيبته التي يعمل على الاحتفاظ بها .. والحفاظ جاء بالصّلاة : إنّ الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا" .. أجد هنا إشارة بالتّذكير الدّائم ( كتابا موقوتا) لاختراق الجدار وتحرير المقدّس للذين" آمنوا وعملوا الصّالحات " كي ينعموا براحة الصّلاة التعبديّة . " أرحنا بها يا بلال "
للصلاة في النّهاية دلالتان : الجهاد والعبادة ( الرّاحة والاستقرار) .
ومن النّهاية الجهاديّة نعود إلى العنوان : على ثراها، فالتّراب مبلّل بالماء الطّهور،أو( ماء الجهاد) إشارة إلى قدسيّة وطهر المدينة!
آمل أن أكون قد أعطيت النّصّ حقّه.



و قراءة متمكنة في قصةٍ شاعرة رائعة


استمتعتُ بقراءة التعليق هناك ، و هنا استمتعتُ به ثانيةً -بعد الإضافات- كقراءة نقدية


كما بدأتْ القراءة بالوقوف عند العنوان كباب رئيسي -رغم بعض غموضه- لأشرعة النص ، و كما كان هناك إبداع في تحليل النص و رمزياته و معالمه اللغوية وصِوَره ،

و كما استمتعتُ كثيراً بالقصة الشاعرة "على ثراها" ، و قراءتها النقدية ، و إيماناً بالمشاركة في إثارة ميزة الإبداع التي فُردتْ أشرعتها هنا بفضل المبدعتين "ربيحة الرفاعي" و "كاملة بدارنة" ، فإنني أودُّ الإشارة إلى أن القصة الشاعرة تستدعي -لا إرادياًّ-عند قراءاتها أهمية تناولها باعتبارها توليفة موضوعية ذاتية تتجلى من خلال القناع الكلي لتمتدُّ بتميزها الأسلوبي كي تقدّم شيئاً جديداً ومختلفاً ،

و من معاييرها -أي القصة الشاعرة- الرئيسية التزام التدويرين العروضي و القصصي لأنها وحدة متماسكة لا تحتاج إلى تسكين أو قواف داخلية ،
و التدوير يعني اتصال النفس الشعري و القصصي ،
كما تهتم بتوظيف علامات الترقيم ، و تنقسم هذه العلامات في القصة الشاعرة إلى ثلاثة أنواع :
- علامات معنى : و هي علامات لايتم السكوت عليها ، و ليس لها علاقات زمنية ، و إنما تفيد التوضيح للقارئ
- علامات زمن : و تتفرع إلى فرعين أحدهما تمثله النقط الأفقية ،و بناءً على عدد هذه النقط يتحدد زمن الوقف ، و بدون تسكين و أماّ الفرع الثاني يُمثّله الفضاء البصري ، و يعبر عن سكتة أطول
-علامة قطع: وهى النقطة التى تأتى فى ختام النص، وهى تقطع التدوير القصصى، ومع ذلك فقد تأتى نادرا ً فى وسط النص لتوضيح المعنى، وفى هذه الحالة يحتاج المبدع إلى حرفية عالية كى لا يقع فى قطع التدوير القصصى، وقد لا يستعمل المبدع النقطة فى نصه لإفادة استمرارية الحدث

و لاتغفل القراءة النقدية لأي "قصة شاعرة" أهمية اختيار التفعيلة -التي تعامل كمفردة لا يمكن استبدالها بما تنفجر منها حمولات خاصة غير القاموسية- ، و كذلك مدى توافر تقنيات الشعر ومَدى نجاح المبدع في أن يجعل القص ركناً مُتبطنا في النص من أوّله ، وحتى خاتمته كنفس متّصل ، ومِماَّ يجعل مُحتوى هذا النص لا يُمكن التعبير عنه إلاّ من خلال القصة الشاعرة ، و لا تجد القدرة في أي فن كتابي آخر للتعبير عن هذا المحتوى بمَوْسقته الإيقاعية و السردية التدويرية المتصلة كدفقة واحدة كما تتجلى هذه القدرة في فن القصة الشاعرة التي تؤكد نصوصها دوماً على الهوية بخصوصية و أصالة ،
و تقدم إنجازاً يختلف عما تقدّمه الفنون الكتابية الأخرى .. ،
و بكوْنها كجنس أدبي يقف جنباً إلى جانب مع غيره من الأجناس

و في القصة الشاعرة "على ثراها" تظهرُ عدة "علامات ترجيحية" تستحق مناّ التوقف و الدراسة والقراءات أكثر و أكثر ،

و كلما كان الناقد مبدعاً أعاد قراءاته لنصوص القصص الشاعرة ، و أضاف إليها الكثير ، و بما هو من مكنونات و خصائص هذا الفن ،

و مِنْ حُسْن الطالع تزامن هذه القراءة مع الإعداد للمؤتمر العربي الثاني للقصة الشاعرة ، و ذلك يوم 7/5/2011 ،

و الذي يُشارك فيه عدد من مبدعي القصة الشاعرة و النقاد و أدباء ثورات التحرير ، و التي تعالج نصوصهم أهم الأحداث ، وذلك من خلال ثلاث جلسات بحثية ، و من بين هذه النصوص نص "على ثراها" لقدس القضية ، و مواكبة ثورة الأجناس الأدبية الجديدة


شكراً للأديبة الناقدة/ كاملة بدارنة لقراءتها العميقة ، و المُثيرة لقراءات و إضافات و رؤى شتى

و تحية لمبدعتنا القديرة/ ربيحة الرفاعي ،
و لنصها المُميّز ، و يكفيها الثقة الإبداعية و الحكمة التأريخية في رحاب الفن الإنساني العظيم



دمتما و الواحة بخيرٍ و نقاء

كاملة بدارنه
24-04-2011, 03:59 PM
قراءةٌ مميزة بأدوات لامست غيوم الإبداع
بنكهة نقدية مستحسنة، سبرت غور النص
وحلقت بأجنحة التفرد لفضاء أرحبي جميل
أشرقت خمائل النص ندية بهذه القراءة الجذلى
وتبخترت حروف الكلمة بعد كبريائها لتلبس بردَ الإبداع المزركش
قراءة كاملة من مبدعة ثرّة في العطاء
لنص أمتعنا وقصة شاعرة لشاعرة مبهرة في الأدء الفني الخلاب
تحياتي
تعليق شاعريّ من شاعر مبدع أراه يجيد الغوص في الأعماق ناثرا لؤلؤ صدفات كلماته ...
شكرا لك شاعرنا الأستاذ محمود ولكلماتك
تقديري وتحيّتي

كاملة بدارنه
24-04-2011, 04:05 PM
أقدم عظيم شكري هنا

كما قدّمته هناك أختي الكريمة كاملة

ما شاء الله عليك وأنتِ تتمتعين بهذه النظرة الثاقبة

وهذه الأدوات المتمكنة في دراساتك وقراءاتك التي تقدمين لنا

أتمنى أن نقرأ لك دائما هذه القراءات

فلا تبخلي علينا

وشكري لك مرّتين على القراءة الأولى والثّانية أخي وشاعرنا رفعت ...

هي قراءات متواضعة لنصوص عظيمة أحبّ الغوص بين حروفها ومعانيها ..والشّكر لمن يجود علينا بالنّصوص لنقرأها

بارك الله فيك ..

تقديري وتحيّتي

كاملة بدارنه
24-04-2011, 04:09 PM
تميز بانتقاء النص

وتميز في سبر أغواره

سلمت يا كاملة وسلمت ربيحة صاحبة النص

كنت هنا وعلى ثراها

ودي
شكرا لك الأستاذ الشّاعر عبد الرّحمن...

أعتزّ أن أراك ممّن يقرأ حروفي

دمت بكلّ خير

تقديري وتحيّتي

كاملة بدارنه
24-04-2011, 04:25 PM
[QUOTE]كان النص لحظة ولادته ردا على مبدع هذا الجنس الأدبي "القصة الشاعرة " في واحدة من أقاصيصه الشاعرة الرائعة
ولكني كنت مسكونة بأحاسيس تتقاذفني أمام ما تبثه نشرات الأخبار من عناوين التضييع وملامح النهايات القاتلة في صفحة الأمة
فجاء النص ناطقا بها ، محملا بمعانيها واستعارها في أعماقي بما لم يكن متعمدا ولا أردت له ردا
أيتها الكاملة .. أمر على سطور قراءتك البديعة هذه ذاهلة أتساءل
أكانت تقطن صدري لحظة ولدت الفكرة؟
أشاركتني رسم ملامح اللوحة واختيار مفرداتها؟
أهو التوافق الانفعالي تجاه الواقع يحدث هذه القدرة الباهرة على استقراء ما وراء التعابير؟
أم أنه فن النقد المتعملق في وجه الاصطلاحات النقدية المستحدثة تساميا نحو القدرة على اكتشاف دخيلة الكاتب وادق خلجاته لحظة انهماره على الورق

وددت لو استطعت اقتباس درتها فأنا تواقة لاقتباس درة ما أرد عليه في ردودي
ولكنها جاءت طوقا من عقيق ليس لأحد ان يفرط حبات سحره

اشكرك أيتها الرائعة لتكرمك بقراءتي بهذه الكفاءة وهذا الألق

دمت مبدعة[/QUOTE ]

وما أجمله من ردّ يأتي من قلم غذاه فكر حذق مبدع سريع البديهة مستجيب وجاهز للجود الرّائع!

أرى هذا النّص مميّزا... أوجَد ترابطا فكريا بين ثلاثتنا، وأحاطت بالمثّلث دوائر من الآراء الرّائعة من قبل من مرّوا به

أسعدني ما تفضّلت به من تعليق، وسرّني أنّني استطعت التّغلغل إلى أعماق النّصّ، عزيزتي وشاعرتنا المبدعة ربيحة

تقديري وتحيّتي

زهراء المقدسية
25-04-2011, 05:24 AM
الرائعة كاملة

أجدت انتقاء حروف العزيزة ربيحة لتغوصي في بحرها
وكم كنت ماهرة في استخراج الدرر
وكم كنت كريمة معنا لأنك لم تبخلي علينا بما وصلت إليه

أسعدني طرق باب لم أطرقه قبلا

فشكرا لكما نجمتي الواحة
الكبيرتين الكاملة والربيحة

كاملة بدارنه
01-05-2011, 09:26 PM
مدهش هذا الربط وخارق وهذا التحليل اتضح من خلالة جليا ابداع الكاتبة وذكاء الناقدة


وبمجملها كانت دراسة رائعة أظهرات بمنتهى الدقة مدلولات تذوقنا طعم جمالها دون ان نعي كنهها ,
اكررها ثانية الكتابة فيض احساسنا الداخلي أما القراءة فهي فيض احساسنا بالاخرين ومشاركتهم الحدث الذي لامسنا اذ لامسهم ذات نزف
شكري الجزيل لك الأخت الأديبة أماني لمرورك وكلامك الطيّب
جميل ما جاء من تعريف للكتابة والقراءة
تقديري وتحيّتي

كاملة بدارنه
01-05-2011, 09:28 PM
وما اظنني بعد متابعات عدة إلا وساكون قد استفدت

منكم كأساتذة لي في هذا اللون الجميل
"العين لا تعلو على الحاجب" أستاذنا محمّد
شكرا لك ولمرورك الذي أعتزّ به
تقديري وتحيّتي

كاملة بدارنه
03-05-2011, 07:59 PM
الشّكر والودّ والتّقدير لك أوّلا أستاذنا مبدع ومبتكر فنّ القصّة الشّاعرة التي تحتاج شعراء وأدباء متميّزين أمثالك أخ محمّد وأمثال الأخت ربيحة
وددت لو أستطيع الغوص في كلّ جوانب النّص والعناصر التي تفضّلت بذكرها، وأضفت على القراءة قراءات
كلّي ثقة أنّ مؤتمر القصّة الشّاعرة الثاني سيكون مثريا وموفقا ومكللا بالخير والبركة - بإذن الله - لتواجدكم وإشرافكم عليه ومشاركة العزيزة ربيحة وغيرها من المتألّقين
تمنيّاتي لكم بالتّألق الدّائم، والنّجاح المتواصل الذي يرفع الأدب الرّاقي وأصحابه عاليا، ويخدم الأوطان وأصحابها، ويرفرف برايات الحقّ سامقة.
تقديري وتحيّتي ودعائي لكم بالتّسهيل والتّوفيق من الله عزّ وجل...

كاملة بدارنه
13-05-2011, 10:32 AM
الرائعة كاملة

أجدت انتقاء حروف العزيزة ربيحة لتغوصي في بحرها
وكم كنت ماهرة في استخراج الدرر
وكم كنت كريمة معنا لأنك لم تبخلي علينا بما وصلت إليه

أسعدني طرق باب لم أطرقه قبلا

فشكرا لكما نجمتي الواحة
الكبيرتين الكاملة والربيحة

شكرا لك عزيزتي زهراء... وسعيدة أنا أيضا لطرقك بابا جديدا من ألوان الأدب وهو القصّة الشّاعرة
دمت بكلّ الودّ والخير
تقديري وتحيّتي