تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : إلى محبوبتي



محمدطارق عبدالهادي حليمة
25-04-2011, 09:42 AM
هذه محاولة لدمج التفعيلة مع العمودي
أحبيبتي لا تقلقي من غربتي
إني أحبك والفؤاد معذبٌ........................................ .....ومريدُ
فلتعلمي يا وردتي:
إني أراك ظبيّة وغزالةً و عروسة ....................و أريدُ
و أريد وردك دائماً حولي هنا متهللاً ..........
و بناالغرام يقودُ
و لتعلمي يا قُبلتي
إن الفؤاد بحب وردٍ مضْرجٌ..............................وشهي دُ
و بأن روحي قد تعلّق روحها...بوريدةٍ شرقية ٍ...... عطرية..... ذهبيةٍ..... عشقيةٍ.....سحريةٍ
في قربها توليعتي .......................................في بعدها تسهيدُ
من عطرها عطر الشآمَ ووردِها
من نورها أروى الضياء بعالمي
من شوقها أسقى الفضائل كلها
من فكرها تأتي جميع مكارمي
فلتهدأي يا مهجتي ..............................إني أحبك والجميع شهودُ
أحبيبتي لا تقلقي من لوعتي
هذا التياعٌ صادقٌ متوجهٌ ................ و مؤنفٌ
لا يرضَ غيرك في الغرام .......................بديلا
لا تحسبي شوقي اهتياجاً عابثاً لعواطفي
كالسيل ينحدر التلال يدمّر دربه
أولا يري ما حوله
إن كان وداً زا ئفا
أو كان وردا صادقاً.......................... و أصيلا
هي موجة الحب الأصيل تقودني وتدلني ....
نحو الصواب سها مها
وكفى الغرامُ موجهاً............................. ودليلا
أنا عاشق ورد الشآمِ حبيبتي .......
ومحبتي دوماً لها
كم صار وجهي بالغرام جميلا
و ذه ابتسامةُ واثق خلقت لها في مبسمي
ما كنت اعرف مثلها ......في غابري .....
كم صار بسمي بالغرام طويلا
أحبيبتي لا تقلقي من بعدنا........................... فمصيرنا يا مهجتي أن نجتمعْ
و سعادتي يا وردتي في حبنا.............................. و وفائنا إني بذلك مقتنعْ
ثوب اصطباري يا حياة خواطري..................... هرئ لبعدك عن عيوني والولعْ
وشقوقه عد الرمال بقافر ...............................لكن اداري الثوب جهداً بالرقعْ
و لكم اداري لوعتي و تهيمي............................. وأ قول مهْ, لكنها لا ترتدعْ
و اسير كالنمر الجسور بغابة ...........................كيما أداري حبها وكذا الوجعْ
لكن هيام العين يفضح حالتي:...................... هذا الذي صد الهوى زمناً وقعْ
هذا الذي صد الحسان وما رضي ....................درب اعوجاج مائل عاش الورعْ
ها قد أتته رصاصة من زهرةٍ........................... سهديةٌ تملي العيون و تلتمعْ
ترديه حبا واجتياح جوارحٍ ...................................وتنيله جُرعَ الغرامِ و تجترعْ
وتصب شوقا فوق نبت محبة ينمو هنا في خافقي...................
يا سحر من أهوى وقلبي يتبع
ياحسن حِبي في الأنام شهيةً ورديةً ...........
يا حسنها أشفى الوجع......................... أحيا الوجع
يا دفء صوتٍ في الصباح يسيلني ذهباً مراقا باهرا
يا دفءصوت في المساء يحيلني
درالزمان على الصخور لدى الأصيلْ
وجمال وجه ساحرٍ سمح لها
و ورود خدٍّ عطرها يشفي العليل
و قدود وردٍ ميدها متمايلٌ
مثل النسائم بعضها يحيي القتيل

أحبيبتي لا تقلقي من غيبتي
إني أحبك والفؤاد مريد ُ
إني أراك وريدة وغزالة
وشريكةً وعروسة و أريد ُ
أبو زياد

محمدطارق عبدالهادي حليمة
25-04-2011, 10:02 AM
أعتذر هي محاولة مزج وليس دمج

محمد البياسي
25-04-2011, 12:03 PM
أخي محمد طارق

تحيتي لك ايها الكريم
وتحية لهذا الشعر الجميل
هناك ومضات رائعة في محاولتك لدمج الطريف بالتليد

ولكن لماذا التكلف و اضاعة الجهد ايها الكريم

واضح انك متمكن من العمودي
والعمودي اشرف منزلة بكثير من التفعيلة
لان العمودي هو تراثنا و اصالتنا و قديمنا و جديدنا و حضارتنا الشعرية
اما التفعيلة فهي مرض طارئ اتى من اوروبا عن طريق العراق , و سوف يزول

برأيي المتواضع ان توجه ابداعك الى الخالد لا الى الزائل
فقدراتك الشعرية واضحة وظاهرة
فلو انفقت جهدك الى ما ينظر اليه العامة و الخاصة باكبار
افضل من ان تنفق جهدك الى ما ينظر اليه الكثيرون نظرة ريبة واستصغار
وان تكون فيمن هم قليلون من الكبار
افضل من ان تكون فيمن هم كثيرون من الصغار

اعذر تطفلي ايها الكريم
فوالله ما يدفعني الى ما قلت الا غيرتي على شعر وشاعر اراهما, بقليل من الجهد ,من الصفوة

تقبل احترامي ومحبتي و تقديري

وطن النمراوي
26-04-2011, 06:16 PM
سلمت لهذا المزج الموفق و الذي أتانا بحروف لطيفة و صور جميلة حماك الله
لقد قرأت للعديد من أساتذتي مثل محاولتك اللطيفة هذي و كل منكم أبدع بطريقة المزج فجاءت كمن مزج عطرين من عطور الزهور...
و يظل الأمر مسألة أذواق و تقبل و لقد وجدتها موفقة تماما و لم تغادرها نكهة الشعر و ظلت إيقاعاتها لطيفة رقيقة في سمعي.
و حتما لباقي أساتذتي من كبار الشعراء آراء أخرى و كلها بالتأكيد تجمع في مصلحة الشاعر و الشعر
لك و لحرفك الجميل تحياتي و تقديري.

وطن النمراوي
26-04-2011, 06:29 PM
أخي محمد طارق

تحيتي لك ايها الكريم
وتحية لهذا الشعر الجميل
هناك ومضات رائعة في محاولتك لدمج الطريف بالتليد

ولكن لماذا التكلف و اضاعة الجهد ايها الكريم

واضح انك متمكن من العمودي
والعمودي اشرف منزلة بكثير من التفعيلة
لان العمودي هو تراثنا و اصالتنا و قديمنا و جديدنا و حضارتنا الشعرية
اما التفعيلة فهي مرض طارئ اتى من اوروبا عن طريق العراق , و سوف يزول

برأيي المتواضع ان توجه ابداعك الى الخالد لا الى الزائل
فقدراتك الشعرية واضحة وظاهرة
فلو انفقت جهدك الى ما ينظر اليه العامة و الخاصة باكبار
افضل من ان تنفق جهدك الى ما ينظر اليه الكثيرون نظرة ريبة واستصغار
وان تكون فيمن هم قليلون من الكبار
افضل من ان تكون فيمن هم كثيرون من الصغار

اعذر تطفلي ايها الكريم
فوالله ما يدفعني الى ما قلت الا غيرتي على شعر وشاعر اراهما, بقليل من الجهد ,من الصفوة

تقبل احترامي ومحبتي و تقديري


من بعد إذن أستاذي الفاضل محمد طارق

أستاذي الفاضل محمد، مساء الخير
أحترم رأيك و ما تراه عن العمودي و التفعيلة رغم أني أختلف معك فيما يخص مستقبل التفعيلة فإني أجد المستقبل له مثلما للعمودي تماما و قلما تجد شاعرا ينظم الشعر عموديا إلا و جرب شعر التفعيلة أيضا
و لا أحسب نازك الملائكة و بدر شاكر السياب كانا عاجزين عن النظم عموديا ليهربا من الأمر بالتفعيلة بل كان اجتهادا
أما ما جاءنا من أوربا فهو النص النثري و الذي تشبث الكثيرون بأن يطلقوا عليه اسم "قصيدة النثر" و هذه هي التي نقف بوجه كل من يطلق عليها اسم "قصيدة" لأنها أبعد ما تكون عن الشعر إلا بالتصوير...
و مثلك أنا لا أقل غيرة على الشعر و لكنني أختلف معك في أنني أعرف أن من يخوضون في العمودي و التفعيلة على حد سواء هم كبار؛ و لم أعرف يوما أننا ننظر بعين الريبة و الاستصغار لهذا اللون و لم أعرف أننا نطلق على شعراء التفعيلة - و أنا منهم- "صغارا"
و لك التحيات و التقدير.

ربيحة الرفاعي
27-04-2011, 02:04 AM
أعجبني هذا المزيج العذب
بموسيقاه الشجية تنثال سطورا ماتعة وأبيات شعر بهية رائعة.
ولا أخفيك اني خامرتني هذه الفكرة يوما ،
غير أني كنت أقل جرأه في التعاطي معها فكتبت قصيدتي "سقط القناع" وكانت قصيدة تفعيلة عادية الملامح، أختتم كل مقطع منها ببيت من الكامل، بيت مستتر بلا ملامح تكشفه

تحيتي لجمال وجرأة الفكرة، ما لم ننكر على الشعر حقه بثوابت وصفه " كلام موزون مقفى"

دمت بألق

آمال المصري
27-04-2011, 05:46 AM
بعيدا عن الآراء حول شعر التفعيلة والمزج بينه وبين العمودي لأني لاأتجرأ على إبداء الرأي فيما فوق
فموسيقى الكلمات تنطق طربا يهدهد الروح
شاعرنا الفاضل ...
سعيدة بتواجدي في واحتك
دام المداد بعطر الحروف
تحية صباحية مزهرة

محمدطارق عبدالهادي حليمة
28-04-2011, 04:23 AM
أخي محمد طارق

تحيتي لك ايها الكريم
وتحية لهذا الشعر الجميل
هناك ومضات رائعة في محاولتك لدمج الطريف بالتليد

ولكن لماذا التكلف و اضاعة الجهد ايها الكريم

واضح انك متمكن من العمودي
والعمودي اشرف منزلة بكثير من التفعيلة
لان العمودي هو تراثنا و اصالتنا و قديمنا و جديدنا و حضارتنا الشعرية
اما التفعيلة فهي مرض طارئ اتى من اوروبا عن طريق العراق , و سوف يزول

برأيي المتواضع ان توجه ابداعك الى الخالد لا الى الزائل
فقدراتك الشعرية واضحة وظاهرة
فلو انفقت جهدك الى ما ينظر اليه العامة و الخاصة باكبار
افضل من ان تنفق جهدك الى ما ينظر اليه الكثيرون نظرة ريبة واستصغار
وان تكون فيمن هم قليلون من الكبار
افضل من ان تكون فيمن هم كثيرون من الصغار

اعذر تطفلي ايها الكريم
فوالله ما يدفعني الى ما قلت الا غيرتي على شعر وشاعر اراهما, بقليل من الجهد ,من الصفوة

تقبل احترامي ومحبتي و تقديري

محبتي وتقديري
أشكرك و اخالفك الرأي في شأن شعر التفعيلة
و أؤكد التزامي بكتابة العمودي وكذالك التفعيلة
فأنا لا أختار شكل القصيدة بل هي من يختاره
و ساظل أبذل الجهد في كلا الشكلين للشعر
أشكر مرورك وتقويمك سيدي شرفتني

محمدطارق عبدالهادي حليمة
28-04-2011, 04:27 AM
سلمت لهذا المزج الموفق و الذي أتانا بحروف لطيفة و صور جميلة حماك الله
لقد قرأت للعديد من أساتذتي مثل محاولتك اللطيفة هذي و كل منكم أبدع بطريقة المزج فجاءت كمن مزج عطرين من عطور الزهور...
و يظل الأمر مسألة أذواق و تقبل و لقد وجدتها موفقة تماما و لم تغادرها نكهة الشعر و ظلت إيقاعاتها لطيفة رقيقة في سمعي.
و حتما لباقي أساتذتي من كبار الشعراء آراء أخرى و كلها بالتأكيد تجمع في مصلحة الشاعر و الشعر
لك و لحرفك الجميل تحياتي و تقديري.

ما زلت ياأخت وطن تشرفينني منذ البدء بعبارات التشجيع والحث
أشكر مروك
يشرفني دائما أن تزوري مشاركاتي

محمدطارق عبدالهادي حليمة
28-04-2011, 04:30 AM
أعجبني هذا المزيج العذب
بموسيقاه الشجية تنثال سطورا ماتعة وأبيات شعر بهية رائعة.
ولا أخفيك اني خامرتني هذه الفكرة يوما ،
غير أني كنت أقل جرأه في التعاطي معها فكتبت قصيدتي "سقط القناع" وكانت قصيدة تفعيلة عادية الملامح، أختتم كل مقطع منها ببيت من الكامل، بيت مستتر بلا ملامح تكشفه

تحيتي لجمال وجرأة الفكرة، ما لم ننكر على الشعر حقه بثوابت وصفه " كلام موزون مقفى"

دمت بألق

سيدتي
أعتقد ان الأفكار التي أعتنقها وقناعاتي حول الشعر فيها الكثير المشترك معك سيدتي ويشرفني
أشكر الإطراء عى متواضعتي

محمدطارق عبدالهادي حليمة
28-04-2011, 04:34 AM
بعيدا عن الآراء حول شعر التفعيلة والمزج بينه وبين العمودي لأني لاأتجرأ على إبداء الرأي فيما فوق
فموسيقى الكلمات تنطق طربا يهدهد الروح
شاعرنا الفاضل ...
سعيدة بتواجدي في واحتك
دام المداد بعطر الحروف
تحية صباحية مزهرة

الأخت رنيم
مشكور اطراؤك سيدتي على متواضعتي

نداء غريب صبري
28-04-2011, 05:52 AM
قصديدة جميلة وفكرة جميلة ايضا

أعجبني هذا المزيج أخي

بوركت

محمدطارق عبدالهادي حليمة
28-04-2011, 05:44 PM
قصديدة جميلة وفكرة جميلة ايضا

أعجبني هذا المزيج أخي

بوركت

بارك الله بك
وضاء أيامك بالسعادة كما أسعدتني بمرورك وبصمتك

محمد البياسي
28-04-2011, 06:37 PM
من بعد إذن أستاذي الفاضل محمد طارق

أستاذي الفاضل محمد، مساء الخير
أحترم رأيك و ما تراه عن العمودي و التفعيلة رغم أني أختلف معك فيما يخص مستقبل التفعيلة فإني أجد المستقبل له مثلما للعمودي تماما و قلما تجد شاعرا ينظم الشعر عموديا إلا و جرب شعر التفعيلة أيضا
و لا أحسب نازك الملائكة و بدر شاكر السياب كانا عاجزين عن النظم عموديا ليهربا من الأمر بالتفعيلة بل كان اجتهادا
أما ما جاءنا من أوربا فهو النص النثري و الذي تشبث الكثيرون بأن يطلقوا عليه اسم "قصيدة النثر" و هذه هي التي نقف بوجه كل من يطلق عليها اسم "قصيدة" لأنها أبعد ما تكون عن الشعر إلا بالتصوير...
و مثلك أنا لا أقل غيرة على الشعر و لكنني أختلف معك في أنني أعرف أن من يخوضون في العمودي و التفعيلة على حد سواء هم كبار؛ و لم أعرف يوما أننا ننظر بعين الريبة و الاستصغار لهذا اللون و لم أعرف أننا نطلق على شعراء التفعيلة - و أنا منهم- "صغارا"
و لك التحيات و التقدير.

من بعد اذن الاخ طارق

اختلف معك تماما يا سيدتي وطن النمراوي

لان التفعيلة لا مستقبل لها , و اذكرك بمحاولات المروق في التاريخ الشعري و التي باءت بالفشل رغم جمالها و انتشارها , كالشعر الاندلسي مثلا
وباعتراف نازك الملائكة نفسها في مقدمة ديوانها شجرة القمر قالت : سيعود الناس الى العمودي في وقت ليس ببعيد وسوف تموت التفعيلة ,( هذا قول مخترعة التفعيلة )
و اختلف معك ايضا في انك قلما تجدين شاعرا يكتب العمودي و لا يكتب التفعيلة , لان المتمكن من العمود يترفع عن التفعيلة
واختلف معك ايضا في ان نازك الملائكة و السياب لم يكونا عاجزين عن العمودي , بل كانا كذلك و هذا باعتراف نازك , عندما كتبت قصيدتها , الكوليرا .
واختلف معك في ان التفعيلة كانت اجتهادا من نازك , بل كانت هروبا من العمودي و هذا باعترافها ايضا .

اما التفعيلة ذاتها فقد خرجت من رحم التأثير الاوروبي الحداثي الطاغي , و انت تعرفينه جيدا.

اما بخصوص الذين يخوضون في التفعيلة و العمودي و قولك انهم سواء , فقد ظلمتِ الشعر العربي الاصيل باقسى ما يكون الظلم
لان معظم اصحاب التفعيلة لا يكادون يميزون الفعل من الفاعل , و لان التفعيلة تخفي ضعف التفعيلي في النحو و اللغة و اتحداكِ اذا كان احد التفعيليين يحفظ فوق عشرة الاف بيت .
اما العمودي فهو كميزان الذهب , يميز و بسهولة الخبيث من الطيب و يدلك مباشرة على قوة او ضعف الشاعر .

اعذراني , انت و السيد طارق ..
فالشعر العربي اكبر بكثير و اعظم و اعرق من ان يحتاج الى تطوير في الشكل .
وهو انقى بكثير من ان تعبث به ايادي الريبة و الصعلكة .

https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=40070

https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=40241

https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=46771

https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=47869

https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=46982

https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=46945

https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=46616

https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=47061

https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=47934

https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=46909

https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=46803

https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=46867


و هذا بعض ما قالته نازك عن اكتشافها العبقري :

وبعد صدور (عاشفة الليل) باشهر قليلة عام 947 م انتشر وباء الكوليرا في مصر الشقيقة، وبدأنا نسمع الاذاعة تذكر اعداد الموتى يومياً، وحين بلغ العدد ثلاثمائة في اليوم انفعلت انفعالاً شعرياً، وجلست انظم قصيدة استعلمت لها شكل الشطرين المعتاد، مغيرة القافية بعد كل اربعة ابيات او نحو ذلك، وبعد ان انتهيت من القصيدة، قرأتها فأحسست انها لم تعبر عما في نفسي، وان عواطفي ما زالت متاججة. واهملت القصيدة وقررت ان اعتبرها من شعري الخائب (الفاشل) وبعد ايام قليلة ارتفع عدد الموتى بالكوليرا الى ستمائة في اليوم، فجلست ، ونظمت قصيدة شطرين ثانية اعبر فيها عن احساسي، واخترت لها وزناً غير القصيدة الاولى، وغبرت اسلوب تقفيتها ظانة انها ستروي ظمأ التعبير عن حزني، ولكني حين انتهيت منها شعرت انها لم ترسم صورة احساسي المتأجج، وقررت ان القصيدة قد خابت كالاولى، واحسست انني احتاج الى اسلوب آخر اعبر به عن احساسي، وجلست حزينة حائرة لا ادري كيف استطيع التعبير عن مأساة الكوليرا التي تلتهم المثات من الناس كل يوم. وفي يوم الجمعة 27 – 10 – 1947 افقت من النوم، وتكاسلت في الفراش استمع الى المذيع وهو يذكر ان عدد الموتى بلغ الفاً، فاستولى علي حزن بالغ، وانفعال شديد، فقفزت من الفراش، وحملت دفتراً، وغادرت منزلنا الذي يموج بالحركة، والضجيج يوم الجمعة، وكان الى جوارنا بيت شاهق يبنى، وقد وصل البناؤون الى سطح طابقه الثانية، وكان خالياً لانه يوم عطلة العمل، فجلست على سياج واطيء، وبدأت انظم قصيدتي المعروفة الآن " الكوليرا" وكنت قد سمعت في الاذاعة ان جثث الموتى كانت تحمل في الريف المصري مكدسة في عربات تجرها الخيل، فرحت اكتب وانا اتحسس صوت اقدام الخيل:
سكن الليل
اصغ، الى وقع صدى الانات
في عمق الظلمة، تحت الصمت، على الاموات
ولاحظت في سعادة بالغة انني اعبر عن احساسي اروع تعبير بهذه الاشطر غير المتساوية الطول، بعد ان ثبت لي عجز الشطرين عن التعبير عن مأساة الكوليرا، ووجدتني اروي ظمأ النطق في كياني، وانا اهتف:
الموت، الموت، الموت
تشكو البشرية تشكو ما يرتكب الموت
وفي نحو ساعة واحدة انتهيت من القصيدة بشكلها الاخير، ونزلت ركضاً الى البيت، وصحت باختي "احسان" "انظري لقد نظمت قصيدة عجيبة الشكل اظنها ستثير ضجة فظيعة، وما كادت احسان تقرأ القصيدة – وهي اول من قرأها – حتى تحمست لها تحمساً فظيعاً، وركضت بها الى امي فتلقتها ببرودة، وقالت لي: ما هذا الوزن الغريب؟ ان الاشطر غير متساوية، وموسيقاها ضعيفة يا بنتي، ثم قرأها ابي، وقامت الثورة الجامحة في البيت فقد استنكر ابي القصيدة، وسخر منها واستهزأ بها على مختلف الاشكال، وتنبأ لها بالفشل الكامل، ثم صاح بي ساخراً، "وما هذا الموت الموت الموت؟"
لكل جديد لذة عير انني وجدت جديد لموت غير لذيذِ
وراح اخوتي يضحكون وصحت انا بابي: قل ما تشاء، اني واثقة ان قصيدتي هذه ستغير خريطة الشعر العربي"وكنت مندفعة اشد الاندفاع في عبارتي هذه، وفي امثال لها كثيرة قلتها رداً على التحدي بالتحدي، ولكن الله سبحانه وتعالى كان يسبغ على رحمته في تلك اللحظات الحرجة من حياتي الشعرية، فكتب لقصيدتي ان يكون لها شأن كما تمنيت وحلمت، في ذلك الصباح العجيب في بيتنا.
ومنذ ذلك التاريخ انطلقت في نظم الشعر الحر، وان كنت لم اتطرف الى درجة نبذ شعر الشطرين نبذاً تاماً، كما فعل كثير من الزملاء المندفعين الذين احبوا الشعر الحر، واستعملوه بعد جيلنا .( انتهى كلامها )


هي تعترف بعجزها عن التعبير بالعمودي , و هذا واضح , فلا تقولي لي رجاء إنها و السياب ليسا عاجزين عن العمودي .
و الذي يغيظني انها حمدت الله على اكتشافه , ولم تك تدري انها بفعلتها هذه مزقت وجه الشعر العربي بكل برود .

ذكرتني , بفيفي عبده, عندما تحمد الله على حصولها على عقد جديد .


وهذه قصيدتها " الكوليرا " المعلقة , التي جعلتها تكفر بكل التراث العربي :


سكَنَ الليلُ

أصغِ إلى وَقْع صَدَى الأنَّاتْ

في عُمْق الظلمةِ, تحتَ الصمتِ, على الأمواتْ

صَرخَاتٌ تعلو, تضطربُ

حزنٌ يتدفقُ, يلتهبُ

يتعثَّر فيه صَدى الآهاتْ

في كلِّ فؤادٍ غليانُ

في الكوخِ الساكنِ أحزانُ

في كل مكانٍ روحٌ تصرخُ في الظُلُماتْ

في كلِّ مكانٍ يبكي صوتْ

هذا ما قد مَزَّقَهُ الموت

الموتُ الموتُ الموتْ

يا حُزْنَ النيلِ الصارخِ مما فعلَ الموتْ - انتهت -


ناشدتك الله : هل هذه قصيدة معبرة تستحق كل تلك الطبول و الابواق .
حسبي الله و نعم الوكيل .

محمد البياسي
28-04-2011, 06:40 PM
محبتي وتقديري
أشكرك و اخالفك الرأي في شأن شعر التفعيلة
و أؤكد التزامي بكتابة العمودي وكذالك التفعيلة
فأنا لا أختار شكل القصيدة بل هي من يختاره
و ساظل أبذل الجهد في كلا الشكلين للشعر
أشكر مرورك وتقويمك سيدي شرفتني

أخي الفاضل ..

هذا شأنك و لا استطيع ان افرض رايي عليك و لا على غيرك

و الحَكَمُ هو التاريخ

تحياتي