تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : العودة إلى الله



د.جمال مرسي
29-06-2004, 07:34 AM
العودة إلى الله

شعر: د. جمال مرسي
هذه الزهدية كنت قد كتبتها و أنا على أعتاب الأربعين
فيا تُرى ماذا سأكتب و أنا على مشارف الخمسين .... الله أعلم



يا نفسُ هل مِنْ عودةٍ ومآبِ=من قبل طيِّ صحيفتي و كتابي
مالي أراكِ بظلمةٍ ومتاهةٍ= تستعذبينَ مَشَقَّتِي وعذابي
زَحَفَتْ جيوشُ الشَّيْبِ زَحْفاً فَاْعتَلَتْ =عَرْشَ الفؤادِ تَدُكُّ صَرْحَ شبابي
و الأربعونَ تُذيعُ سِرّاً ، لمْ أَكُنْ = مِنْ قَبْلِها أدخلته بحسابي
هذا الشبابُ الغضُّ راحَ زَمَانُهُ=وَ الدَّهْرُ كشَّر غاضباً عن نابِ
واْنقَضَّتْ الدُّنيا على طُلاّبِها=بزخارفٍ براقةٍ و ثيابِ
فسقتهمو لما تـَنـَاسَوْا غَدرَها=كأساً من الآلامِ و الأوصابِ
كم أنْشَبَتْ أظـفارَها بِلحومِهِمْ=فاستسلموا كفريسةٍ لعُقابِ
وَلَكم هَوَتْ بالمُولَعينَ بسحرها=من سامقاتٍ في السما لترابِ
ولكم تمنَّاهَا أخو الدنيا ، فَلَمْ =يظفرْ طوالَ حياتِهِ بِطِلابِ
أعيتهُ ركضاً خلفها ورَمَت بِهِ=ظَمِئاً ، كمن أعيتهُ خلف سرابِ
لا تدهشي يا نفسُ لا تتعجبي=لا تنظري ليْ نظرةَ اْستغرابِ
هذي هي الدنيا ، ألم تـتـعلمي ؟=أم أنتِ ممنْ سفَّهوا أسبابي ؟
فتشدَّقوا بالقولِ أنِّي يائسٌ=أبصرتُها من أضيقِ الأثقابِ
وبأنني لما زهدتُ أطايبي=أوصدتُ في وجه الدُّنا أبوابي
وحبستُ نفسي في قيودِ تَغَرُّبي=و زجرتُها أن بَادَرَتْ بعتابي
كَلا َّ، فلستُ من الذين توهموا=زوراً ، و لكن من أولي الألبابِ
والمرءُ إنْ أعطاهُ ربي حكمةً=كانت كبدرٍ ساطعٍ خلاّبِ
يسبي العقولَ بهاؤهُ ، فيزينُها=كالوشيِ يُبدي زينةَ الأثوابِ
هذي هيَ الدنيا كما أبصرتُها=مرَّت أمام العين مرَّ سحابِ
حدَّقْتُ فيها ناظريَّ ، فلم أجد=إلا ذئاباً أَوْقَعَتْ بذئابِ
و الكلُّ فيها شاخِصٌ مُتَرَبِصٌ=بقواطعٍ مسلولةٍ و حِرابِ
و رأيتُ خلقاً يلهثون وراءها=فأنَخْتُ في وسَطِ الطريقِ رِكابي
وعلمتُ أنَّ العمرَ فيها لحظةٌ=قد تنقضي في جيْئَةٍ و ذَهابِ
و الموتُ آتٍ لا يُفَرِّقُ سيفُهُ=بين الصبيِّ و ذلك المُتَصابي
فأخذتُ حِذري بالرجوع إلى الذي =خَلَقَ الدُّنا، أرجو قبولَ متابي
فَوَجَدْتُهُ ربّاً غفوراً راحِماً=أنعم بِهِ من غافِرٍ توّابِ
أنَّبتُ نفسي ، لُمتُها ، وبَّختُها =أن لم يكن من قبل ذاكَ إيابي
تحياتي و دمتم

سلطان السبهان
29-06-2004, 06:52 PM
عدد مرات سماع هذه القصيدة : أكثر من خمس مرات .

عدد قرائتها : لاأحصي .

النتيجة : يكفي أن أقول جزاك الله خيرا ياأبا رامي حين تحرك المشاعر وتلهب العواطف .

عبد الوهاب القطب
30-06-2004, 08:31 PM
اخي الحبيب

ابا رامي

بوركت من شاعر رائع يعمر قلبه التواضع لله

وتغمره الدموع من خشية ورجاء.

حقظك الله لمن تحب وادامك على التقوى ايها الحبيب.

تحياتي ومحبتي

المخلص

عبدالوهاب القطب

ياسمين
01-07-2004, 02:10 AM
جميلة يادكتور جمال

فلابد ان نكون دائما على طريق العودة الى الله
لاننا لا ندرى متى يأتى الرحيل


دكتورنا الحبيب

تحياتى لجمال القلم


لك تحياتى ,,, وباقة ياسمين

علي حسين الموصلي
01-07-2004, 11:18 AM
استاذنا
كلمات جميلة
اسال اللة ان تبقى نبراسا لشعر

حنظلة
03-07-2004, 09:25 AM
قال تعالى في سورة الأحقاف : ( حتى إذا بلغ شده و بلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ و على والدي ) الأحقاف :15.

جزاك الله خيرا أخي جمال على كلماتك.

د.جمال مرسي
10-07-2004, 09:51 AM
عدد مرات سماع هذه القصيدة : أكثر من خمس مرات .

عدد قرائتها : لاأحصي .

النتيجة : يكفي أن أقول جزاك الله خيرا ياأبا رامي حين تحرك المشاعر وتلهب العواطف .

و انت أخي أبا عبد الرحمن .. جزاك الله كل الخير
اشكرك على قراءتك المتأنية
و أدعو الله ان يجعلها في ميزان حسناتنا
تحياتي
د. جمال

د.جمال مرسي
10-07-2004, 09:55 AM
اخي الحبيب

ابا رامي

بوركت من شاعر رائع يعمر قلبه التواضع لله

وتغمره الدموع من خشية ورجاء.

حقظك الله لمن تحب وادامك على التقوى ايها الحبيب.

تحياتي ومحبتي

المخلص

عبدالوهاب القطب

أخي الحبيب الذي اشتقت له كثيرا عبد الوهاب
و هأنذا أكتب لك من جديد بعد عودتي من رحلة العمرة التي أرجو الله أن يتقبلها مني
و أن يمن عليكم بالعمرة و الحج إن شاء الله
و انا لم أنس وصيتك .. فدعوت لك و لكل اخواني في الواحة كل بإسمه
و دعوت الله ان يمن على امتنا بنصر قريب إن شاء الله
بارك الله بك
و شكرا على مرورك
د. جمال

د.جمال مرسي
10-07-2004, 10:00 AM
جميلة يادكتور جمال

فلابد ان نكون دائما على طريق العودة الى الله
لاننا لا ندرى متى يأتى الرحيل


دكتورنا الحبيب

تحياتى لجمال القلم


لك تحياتى ,,, وباقة ياسمين




أختي الكريمة ياسمين
شكرا على وجودك العاطر هنا بصفحتي
نعم اختاه .. صدقت
يجب أن نكون دائما على أهبة الإستعداد للرحيل
و ندعو الله ان يتقبل منا أحسن أعمالنا
بارك الله بك
و أهلا بك من جديد
د. جمال

د.جمال مرسي
10-07-2004, 10:05 AM
استاذنا
كلمات جميلة
اسال اللة ان تبقى نبراسا لشعر


جزاك الله خيرا أخي الكريم علي حسين
تقبل ودي و احترامي
د. جمال

د.جمال مرسي
10-07-2004, 10:07 AM
قال تعالى في سورة الأحقاف : ( حتى إذا بلغ شده و بلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ و على والدي ) الأحقاف :15.

جزاك الله خيرا أخي جمال على كلماتك.

و أنتم كذلك أخي حنظلة

تقبل ودي و تحياتي

د. جمال

يسرى علي آل فنه
10-07-2004, 03:55 PM
والمرءُ إنْ أعطـاهُ ربـي حكمـةً***كانـت كبـدرٍ سـاطـعٍ خــلاّبِ

نعم أيها الشاعر الرائع انه لكذلك وهنا وجدت من الحكمة نوراً وبهاءً وسكينة تتغلغل الى القلوب وتنشرح الروح لها ، كيف لا وهي تعود بنا الى رحاب استعطاف المولى عز وجل والتعرض لنفحات رحمته ورضوانه
ودائماً وابدا نسأله تعالى أن يردنا اليه رداً جميلاً وان يجعل خير أيامنا يوم أن نلقاه.

اللهم آمين

شاعرنا الفاضل.د.جمال
متعت بسعادة الدارين
وبورك في عمرك الكريم

أبو جاسم
10-07-2004, 09:10 PM
بارك الله فيك أخي جمال. لله درك ماأجمل هذه القصيدة معنى وماألطفها مبنى وماأعذبها لغة ولحنا وماأروع وقعها على السمع وتأثيرها في النفوس.

د. سمير العمري
03-09-2004, 12:31 AM
لا زلت تسرج الحرف بصهوة الموهبة الفذة وتسبح فينا معك في آفاق بعيدة ساطعة بالألق والنقاء.

أنت جمال الفكر والشعر وأنق الحرف والمعنى.


أذهلتني حتى أكاد لا أجد ما يعبر عن انبهاري بها فلك مني الشكر العميم أيها الشاعر الكبير.


تحياتي وانبهاري
:os:

عدنان أحمد البحيصي
28-08-2005, 11:02 AM
العودة إلى الله

شعر: د. جمال مرسي
هذه الزهدية كنت قد كتبتها و أنا على أعتاب الأربعين
فيا تُرى ماذا سأكتب و أنا على مشارف الخمسين .... الله أعلم



يا نفسُ هل مِنْ عودةٍ ومآبِ=من قبل طيِّ صحيفتي و كتابي
مالي أراكِ بظلمةٍ ومتاهةٍ= تستعذبينَ مَشَقَّتِي وعذابي
زَحَفَتْ جيوشُ الشَّيْبِ زَحْفاً فَاْعتَلَتْ =عَرْشَ الفؤادِ تَدُكُّ صَرْحَ شبابي
و الأربعونَ تُذيعُ سِرّاً ، لمْ أَكُنْ = مِنْ قَبْلِها أدخلته بحسابي
هذا الشبابُ الغضُّ راحَ زَمَانُهُ=وَ الدَّهْرُ كشَّر غاضباً عن نابِ
واْنقَضَّتْ الدُّنيا على طُلاّبِها=بزخارفٍ براقةٍ و ثيابِ
فسقتهمو لما تـَنـَاسَوْا غَدرَها=كأساً من الآلامِ و الأوصابِ
كم أنْشَبَتْ أظـفارَها بِلحومِهِمْ=فاستسلموا كفريسةٍ لعُقابِ
وَلَكم هَوَتْ بالمُولَعينَ بسحرها=من سامقاتٍ في السما لترابِ
ولكم تمنَّاهَا أخو الدنيا ، فَلَمْ =يظفرْ طوالَ حياتِهِ بِطِلابِ
أعيتهُ ركضاً خلفها ورَمَت بِهِ=ظَمِئاً ، كمن أعيتهُ خلف سرابِ
لا تدهشي يا نفسُ لا تتعجبي=لا تنظري ليْ نظرةَ اْستغرابِ
هذي هي الدنيا ، ألم تـتـعلمي ؟=أم أنتِ ممنْ سفَّهوا أسبابي ؟
فتشدَّقوا بالقولِ أنِّي يائسٌ=أبصرتُها من أضيقِ الأثقابِ
وبأنني لما زهدتُ أطايبي=أوصدتُ في وجه الدُّنا أبوابي
وحبستُ نفسي في قيودِ تَغَرُّبي=و زجرتُها أن بَادَرَتْ بعتابي
كَلا َّ، فلستُ من الذين توهموا=زوراً ، و لكن من أولي الألبابِ
والمرءُ إنْ أعطاهُ ربي حكمةً=كانت كبدرٍ ساطعٍ خلاّبِ
يسبي العقولَ بهاؤهُ ، فيزينُها=كالوشيِ يُبدي زينةَ الأثوابِ
هذي هيَ الدنيا كما أبصرتُها=مرَّت أمام العين مرَّ سحابِ
حدَّقْتُ فيها ناظريَّ ، فلم أجد=إلا ذئاباً أَوْقَعَتْ بذئابِ
و الكلُّ فيها شاخِصٌ مُتَرَبِصٌ=بقواطعٍ مسلولةٍ و حِرابِ
و رأيتُ خلقاً يلهثون وراءها=فأنَخْتُ في وسَطِ الطريقِ رِكابي
وعلمتُ أنَّ العمرَ فيها لحظةٌ=قد تنقضي في جيْئَةٍ و ذَهابِ
و الموتُ آتٍ لا يُفَرِّقُ سيفُهُ=بين الصبيِّ و ذلك المُتَصابي
فأخذتُ حِذري بالرجوع إلى الذي =خَلَقَ الدُّنا، أرجو قبولَ متابي
فَوَجَدْتُهُ ربّاً غفوراً راحِماً=أنعم بِهِ من غافِرٍ توّابِ
أنَّبتُ نفسي ، لُمتُها ، وبَّختُها =أن لم يكن من قبل ذاكَ إيابي
تحياتي و دمتم


أستاذي وأخي الحبيب د.جمال مرسي

لا أدري كيف فاتتني هذه لكني رجعت إليها متأملا داعيا

قمة في الخضوع والرجوع إلى الله

أمد الله في عمرك في طاعته عز وجل


لعلي أقف عندها طويلا هناك في منتدى النقد الأدبي

والله الموفق وهو هادي السبيل

زاهية
05-09-2005, 02:52 AM
هذي هيَ الدنيا كما أبصرتُها=مرَّت أمام العين مرَّ سحابِ
حدَّقْتُ فيها ناظريَّ ، فلم أجد=إلا ذئاباً أَوْقَعَتْ بذئابِ
و الكلُّ فيها شاخِصٌ مُتَرَبِصٌ=بقواطعٍ مسلولةٍ و حِرابِ

*
و المـوتُ آتٍ لا يُفَـرِّقُ سيفُـهُ=بين الصبـيِّ و ذلـك المُتَصابـي
فأخذتُ حِذري بالرجوع إلى الـذي=خَلَقَ الدُّنا، أرجـو قبـولَ متابـي
فَوَجَدْتُـهُ ربّـاً غفـوراً راحِـمـاً=أنعـم بِـهِ مـن غافِـرٍ تــوّابِ
أنَّبتُ نفسي ، لُمتُهـا ، وبَّختُهـا=أن لم يكن مـن قبـل ذاكَ إيابـي

أحسنت

أحسن الله إليك

وصدقتْ

جعلك الله مع الصادقين والصدِّيقين

ونفع بك وهدى الناس

أخي الفاضل

د0جمال مرسي

أختك

بنت البحر

د. سلطان الحريري
06-09-2005, 12:26 AM
أبدا نكد ونسعى ، وأبدا عن آفاق الأدب نضل وننأى ، فلتكسر الأقلام وللتتحطم على أعتاب الراحة والهناء في القرب من الخالق..
رائعة هذه المناجاة ، وهذا الوقوف على أعتاب الحبيب..
لك دائما خالص المحبة أيها السامق..

رائد ابو مغصيب
06-09-2005, 12:52 PM
الاستاذ الرائع صاحب الادب الرفيع والتواضع السخي

قصيدة رائعة لشاعر يعرف قدر نفسه

اعجبني

زَحَفَتْ جيوشُ الشَّيْبِ زَحْفاً فَاْعتَلَتْ =عَرْشَ الفؤادِ تَدُكُّ صَرْحَ شبابي
انت على مشارف الاربعين وتقول هذا
فماذا عني انا ابن العشرين ماذا اقول
والراس يعلوه الشيب انت زحفت عليك جيوش
اما انا فجافل الشيب كلها عندي
دمت ناصعا واطال الله عمرك

زاهية
07-10-2005, 06:54 PM
العودة إلى الله

شعر: د. جمال مرسي
هذه الزهدية كنت قد كتبتها و أنا على أعتاب الأربعين
فيا تُرى ماذا سأكتب و أنا على مشارف الخمسين .... الله أعلم



يا نفسُ هل مِنْ عودةٍ ومآبِ=من قبل طيِّ صحيفتي و كتابي
مالي أراكِ بظلمةٍ ومتاهةٍ= تستعذبينَ مَشَقَّتِي وعذابي
زَحَفَتْ جيوشُ الشَّيْبِ زَحْفاً فَاْعتَلَتْ =عَرْشَ الفؤادِ تَدُكُّ صَرْحَ شبابي
و الأربعونَ تُذيعُ سِرّاً ، لمْ أَكُنْ = مِنْ قَبْلِها أدخلته بحسابي
هذا الشبابُ الغضُّ راحَ زَمَانُهُ=وَ الدَّهْرُ كشَّر غاضباً عن نابِ
واْنقَضَّتْ الدُّنيا على طُلاّبِها=بزخارفٍ براقةٍ و ثيابِ
فسقتهمو لما تـَنـَاسَوْا غَدرَها=كأساً من الآلامِ و الأوصابِ
كم أنْشَبَتْ أظـفارَها بِلحومِهِمْ=فاستسلموا كفريسةٍ لعُقابِ
وَلَكم هَوَتْ بالمُولَعينَ بسحرها=من سامقاتٍ في السما لترابِ
ولكم تمنَّاهَا أخو الدنيا ، فَلَمْ =يظفرْ طوالَ حياتِهِ بِطِلابِ
أعيتهُ ركضاً خلفها ورَمَت بِهِ=ظَمِئاً ، كمن أعيتهُ خلف سرابِ
لا تدهشي يا نفسُ لا تتعجبي=لا تنظري ليْ نظرةَ اْستغرابِ
هذي هي الدنيا ، ألم تـتـعلمي ؟=أم أنتِ ممنْ سفَّهوا أسبابي ؟
فتشدَّقوا بالقولِ أنِّي يائسٌ=أبصرتُها من أضيقِ الأثقابِ
وبأنني لما زهدتُ أطايبي=أوصدتُ في وجه الدُّنا أبوابي
وحبستُ نفسي في قيودِ تَغَرُّبي=و زجرتُها أن بَادَرَتْ بعتابي
كَلا َّ، فلستُ من الذين توهموا=زوراً ، و لكن من أولي الألبابِ
والمرءُ إنْ أعطاهُ ربي حكمةً=كانت كبدرٍ ساطعٍ خلاّبِ
يسبي العقولَ بهاؤهُ ، فيزينُها=كالوشيِ يُبدي زينةَ الأثوابِ
هذي هيَ الدنيا كما أبصرتُها=مرَّت أمام العين مرَّ سحابِ
حدَّقْتُ فيها ناظريَّ ، فلم أجد=إلا ذئاباً أَوْقَعَتْ بذئابِ
و الكلُّ فيها شاخِصٌ مُتَرَبِصٌ=بقواطعٍ مسلولةٍ و حِرابِ
و رأيتُ خلقاً يلهثون وراءها=فأنَخْتُ في وسَطِ الطريقِ رِكابي
وعلمتُ أنَّ العمرَ فيها لحظةٌ=قد تنقضي في جيْئَةٍ و ذَهابِ
و الموتُ آتٍ لا يُفَرِّقُ سيفُهُ=بين الصبيِّ و ذلك المُتَصابي
فأخذتُ حِذري بالرجوع إلى الذي =خَلَقَ الدُّنا، أرجو قبولَ متابي
فَوَجَدْتُهُ ربّاً غفوراً راحِماً=أنعم بِهِ من غافِرٍ توّابِ
أنَّبتُ نفسي ، لُمتُها ، وبَّختُها =أن لم يكن من قبل ذاكَ إيابي
تحياتي و دمتم


من حق هذه القصيدة علينا

أن نقرأها دائماً

وخاصة في هذا الشهر الفضيل

سلمتَ لنا جميعاً د0جمال مرسي

معلماً ودالاً على الخير

أختك
:0014:
بنت البحر