تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كم أحببتك يا مدينتي



عبد الله راتب نفاخ
28-04-2011, 06:31 PM
كم أحببتك يا مدينتي :

دمشق ..
أحببتك كثيراً يا مدينتي ...
أحببت إطلالتك من قاسيون في أمسيات الصيف ، حين تسترجع أضواؤك معاني الحب الجميل الذي عشته يوماً في ردهات كلية آدابك بعيد مغرب الشمس .
أحببت الزقاق العتيق الذي كنت أعبره ليلاً فيختلج قلبي تأثراً ، و تتشظى خطواتي على هدأة السكون ، ثم تعيدني إلى الواقع أنوار الشارع الباهتة ، المثبتة مصابيحها على جدران البيوت القديمة .
أحببت ذلك الجالس دوماً بجانب مدرستنا الثانوية ، وسخ الثياب ، منسياً نفسه مآسيها بزجاجة شرابه التي يمسكها دوماً بيده في صحوه و في نومه ، ذلك الذي كنت كلما مررت به وجدت مشهده مقززاً و منفراً ، لكنه في الوقت نفسه لم يكن يوماً إلا على غاية من السكينة و الوداعة ، كان مشهده ذاك يتكرر أمام ناظريَّ كل يوم ، قبل أن تصعد فوقه سيارة مسرعة لسائق طائش بعيد منتصف إحدى الليالي .
أحببت في حينا سوقه التراثي ، و مسجد الشيخ محيي الدين الذي يتوسطه ، و أزقته الملتوية التي لا يمل السير فيها من عرفها ، أحببت حتى أولئك الشحاذين و الفقراء و أصحاب العاهات الجالسين عند بوابة جامع الشيخ الأكبر يرجون زائريه العون مما تجود به الأكف .
أحببت الفتاة التي كانت تخرج من بيتها المقابل لمدرستنا كل يوم ، يزغرد شعرها الأسود الفاحم و هو يتمايل على ظهرها ، و تنحني أوراق شجيرات الحي لنعومتها و عذوبتها ، حتى تكاد تنطق بمغازلتها .
أحببت بائع الحمص الشعبي الواقف عند باب مدرستنا منذ عقود ، لم تتغير وقفته على أن شكله و لون شاربيه و شعره تغيرا كثيراً ، يبيع الطلاب الداخلين و الخارجين المزدحمين عليه حتى لا يبدو للمارين في الطريق ، و على أن نظافة ما يصنع لم تكن كما ينبغي ، فإنني لم أمنع نفسي يوماً تناول الحمص الحار الذي يهيئه للمشترين .
أحببت خادمة الجيران التي كانت تطل كل يوم سبت من النافذة المقابلة لغرفة صفنا في الأول الثانوي ، أحببت ملابسها البسيطة ، و بياض جلدها المدهش ، و عملها الدؤوب في التنظيف الذي كان يستغرق الحصتين الثالثة و الرابعة كليهما .
أحببت كل شبر من حينا المتسع بقلوبنا و ذكرياتنا ، أحببت طرقه و مسالكه و دروبه القديمة منها و الحديثة ، أحببت سكانه و زواره ، أحببت أخياره و شراره ، أحببت كل ما فيه ، و ما أحسب يوماً أن ما عشت من ذكرياته سيخلو منه قلبي ،مهما يكن من أمر هذه الدنيا و ما فيها .
صحيح أن كثيراً مما كان معلماً راسخاً فيه قد تبدل بشكل أو بآخر ، لكنَّ هواه في قلبي و الأحاسيس المرتبطة به لم تبدلها السنون .
نعم .. تبقى الصالحية ، و تبقى دمشق ، و تبقى سورية كلها ، و إن تبدلت الأرض و من عليها ، و غدا وجهها مغبراً قبيحاً .
تبقى راسخة في الأرواح قبل العيون ..
تبقى لأنها وحدها الحسناء التي عرفناها و ألفناها و أحببناها ، و لم تغادر قلوبنا لحظة من ليل أو نهار .
و لئن رحل راحلون ، و تغيرت بلدان و سكان ....
فستبقى يا وطني أنت الوحيد الخالد ، و من سواك يمضون و ينساحون في مساربهم ، فتودي بهم الرياح .
لأنك أنت دوماً .. الثابت الذي لا يتحول ، و الراسخ الذي لا يزول ، و غيرك المتحولون الذين لا يثبتون ، و الزائلون الذين لا يخلدون .

مصطفى السنجاري
28-04-2011, 07:36 PM
حين نتغزل بالوطن يكون كل شيء مباحا

لله درّ لغتك الفينانة

تحية حب وتقدير

أماني عواد
28-04-2011, 10:48 PM
الاستاذ عبد الله نفاخ


عندما تمتلئ القلوب حبا يتمدد حجمها حتى ليطال هوامش الحياة وحواشيها وتغدو التفاصيل محفورة فينا نديرها كلما فاض بنا الحنين

عبد الله راتب نفاخ
29-04-2011, 06:53 AM
حين نتغزل بالوطن يكون كل شيء مباحا

لله درّ لغتك الفينانة

تحية حب وتقدير


صدقت أستاذي الكريم ..
يغدو كل شيء مباحاً ..
دمت كريماً معطاء ...
حياكم الله

محمد رامي
29-04-2011, 07:07 AM
فلا عجب ان نعشقها
لانها تاريخ مديد وحضارة ترسخت في نفوسنا
فعشقناها بكل اصرار
لاننا نعرف انها مجدنا القديم والحديث
فهي المستقبل الذ1ي نريد
ففي كل حبة من ثراها ينبض دفء هوانا
ومع شمس كل يوم تتقد في نفوسنا نشوة الحب الكبير
انها دمشق التي كانت وستبقى في القلب لا تغيب
سلمت اناملك
تحيتي

صفاء الزرقان
29-04-2011, 11:19 AM
"أحببت الزقاق العتيق الذي كنت أعبره ليلاً فيختلج قلبي تأثراً ، و تتشظى خطواتي على هدأة السكون ، ثم تعيدني إلى الواقع أنوار الشارع الباهتة ، المثبتة مصابيحها على جدران البيوت القديمة ."

كلمات رائعة مست شغاف قلبي . لله در شوارع دمشق العتيقة وما تحدثه في نفس الماريين فيها تشعر فيها انك على موعد مع التاريخ وعبقه .تجعلك رائحتها تغوص بعيدا في نفسك وذكرياتك.

التفاصيل التي تحدثت عنها استاذ عبدالله لحيك و لذكريات طفولتك زادت من حميمية النص وألقه. التفاصيل هي من يؤثث مكاناً رائعا للذكريات .

حفظ الله دمشق وسوريا من كل سوء هي ويلاد المسلمين

عايدة عبد الله
29-04-2011, 04:17 PM
الأستاذ عبد الله راتب نفاخ
لتراب الوطن عطر يسكن الحنايا
كل حبة رمل فيه تنطق حكاية قديمة
و كل مكان يعبق برائحة الذكريات الجميلة
تحية احترام و تقدير

نهيل عبد المعطي
29-04-2011, 08:07 PM
سيدي



اكتفي بقول الشاعر الفلسطيني

محمود درويش


آأه ياجرحي المكابر

أنا لست مسافر

ووطني ليس حقيبة

أنا العاشق والأرض حبيبة


تحياتي والياسمين

ربيحة الرفاعي
30-04-2011, 01:52 AM
جميل هو الوطن حين يرسمه يراع عاشق بصور بهيّة ولغة قوية
وجميلة هي أحلامنا حين تحتضنه وتناغيه محبّة وولاء

وصل نصك في يموسم جفاف القلوب فترطبت بنداه واستعادت خضرة الوطن فيه وبهاه

أهلك بحرفك وعظيم حسك

دمت بألق بني

عبد الله راتب نفاخ
30-04-2011, 12:23 PM
الاستاذ عبد الله نفاخ


عندما تمتلئ القلوب حبا يتمدد حجمها حتى ليطال هوامش الحياة وحواشيها وتغدو التفاصيل محفورة فينا نديرها كلما فاض بنا الحنين



أستاذتي الكريمة القديرة ..
بورك مروركم البهي العطر
لكم أغلى التحايا

محمد ذيب سليمان
30-04-2011, 05:09 PM
وهل اجمل من الوطن
شيءيذكر ؟؟
لك يا سيدي ان تتغنى وتتغزل ونحن معك فالشام شامنا وتاريخنا

ومصدر الهامنا وعزة اسلامنا و,,,

اخي

بارك الله بالشام واهله

شكرا لك

عبد الله راتب نفاخ
01-05-2011, 04:14 PM
فلا عجب ان نعشقها
لانها تاريخ مديد وحضارة ترسخت في نفوسنا
فعشقناها بكل اصرار
لاننا نعرف انها مجدنا القديم والحديث
فهي المستقبل الذ1ي نريد
ففي كل حبة من ثراها ينبض دفء هوانا
ومع شمس كل يوم تتقد في نفوسنا نشوة الحب الكبير
انها دمشق التي كانت وستبقى في القلب لا تغيب
سلمت اناملك
تحيتي


صدقت أستاذي ..
إنها دمشق .. إنها دمشق ..
سلمكم الله و بارك بكم

عبد الله راتب نفاخ
01-05-2011, 04:16 PM
"أحببت الزقاق العتيق الذي كنت أعبره ليلاً فيختلج قلبي تأثراً ، و تتشظى خطواتي على هدأة السكون ، ثم تعيدني إلى الواقع أنوار الشارع الباهتة ، المثبتة مصابيحها على جدران البيوت القديمة ."

كلمات رائعة مست شغاف قلبي . لله در شوارع دمشق العتيقة وما تحدثه في نفس الماريين فيها تشعر فيها انك على موعد مع التاريخ وعبقه .تجعلك رائحتها تغوص بعيدا في نفسك وذكرياتك.

التفاصيل التي تحدثت عنها استاذ عبدالله لحيك و لذكريات طفولتك زادت من حميمية النص وألقه. التفاصيل هي من يؤثث مكاناً رائعا للذكريات .

حفظ الله دمشق وسوريا من كل سوء هي ويلاد المسلمين


سلمك الله و بارك بك أيتها الكريمة ..
مرورك شرفني ..
لك كل التحايا و التقدير

عبد الله راتب نفاخ
05-05-2011, 01:54 PM
الأستاذ عبد الله راتب نفاخ
لتراب الوطن عطر يسكن الحنايا
كل حبة رمل فيه تنطق حكاية قديمة
و كل مكان يعبق برائحة الذكريات الجميلة
تحية احترام و تقدير



أستاذتي الكريمة ..
مرور ألق ....
سلمك الله
لك التحايا

عبد الله راتب نفاخ
05-05-2011, 01:55 PM
سيدي



اكتفي بقول الشاعر الفلسطيني

محمود درويش


آأه ياجرحي المكابر

أنا لست مسافر

ووطني ليس حقيبة

أنا العاشق والأرض حبيبة


تحياتي والياسمين

مرور عطر ..
و تعليق بهي ..
سلمت أيها الكريم ..
بوركت

عبد الله راتب نفاخ
16-05-2011, 09:35 PM
جميل هو الوطن حين يرسمه يراع عاشق بصور بهيّة ولغة قوية
وجميلة هي أحلامنا حين تحتضنه وتناغيه محبّة وولاء

وصل نصك في يموسم جفاف القلوب فترطبت بنداه واستعادت خضرة الوطن فيه وبهاه

أهلك بحرفك وعظيم حسك

دمت بألق بني


أستاذتي الكبيرة القديرة ..
ما أقول في ردكم الرائع و مروركم البهي ..
سلمكم ربي و بارك بكم ..
لكم كل تقدير و تحية

عبد الله راتب نفاخ
06-06-2011, 07:27 AM
وهل اجمل من الوطن
شيءيذكر ؟؟
لك يا سيدي ان تتغنى وتتغزل ونحن معك فالشام شامنا وتاريخنا

ومصدر الهامنا وعزة اسلامنا و,,,

اخي

بارك الله بالشام واهله

شكرا لك

أستاذي الكريم القدير ..
أهلاً و سهلاً بكم دوماً ..
لكم كل التقدير ..
حياكم الله

وطن النمراوي
06-06-2011, 09:04 AM
أحببتها فصدقت بحبك و تغزلت بها فكشفت عن كل محاسنها و بثثت حبك لها هنا بحرف راق جميل رصين فأبدعت حبا و شعورا
سلمك الله ابنا بارا بها و سلمك أديبا أدَّب حرفه فخرج لنا بأحلى المشاعر
هي الأوطان أستاذي الفاضل عبد الله لا تحلو حروفنا إلا عندما تكون لها و بها.
لك و لمدينتك التي تحبها و تحبك و أهلها دعواتي بالخير و اليمن و الأمان
و لك و لحرفك الجميل المزدان بحبها تحياتي و تقديري.