تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : " دموع الرجال لاتكفي "



سامح محرم السعيد
01-05-2011, 01:28 AM
"دموع الرجال لا تكفي "


أوقفتٌ تشغيل " التلفاز" منزعجاً ؛ مضطرباً وألقيتُ بأداة التَحَكٌم عن بُعد في الأرض ؛ لم أتحمل ما يحدث .. وما رأيت..
ولما كل هذا.. ؟ ما السبب ..؟
قمتُ .. جلستُ .. اتكأتُ.. قفزتُ من مكاني واقفاً ؛ وأنا أُحَدِثُ نفسي بصوتِ عالٍ صارخاً.. يا الله.. يا الله ؛ لما ترضي بهذا ..؟ أخبرني يا رب .. ؟ ما حِكْمَتَكَ في هذا .. ؟
أرجوكَ يا مولاي .. ألهمني الصبر ..ألهمني الحكمة حتى أعلمَ ..!
طَرْقُ عنيفُ علي الباب .. "رامى" .. "رامي" ما بكَ ..؟
افتحْ الباب .. ماذا هناك .. ؟
أَسْرَعْتُ إلي الباب أَجُرُ خُطاي كالمغشي عليه من المَس ..
خيراً لما تَصْرُخُ .. صَوتَكَ أَسْمَعَ من في المبني كله..
وصل حتى نهاية الشارع ...
لم أتمالكَ نفسي .. تَحَطَمَتْ قواي..
وخَارَ بدني فوق الأريكة القريبة وصَرَختُ في وجههِ :
أفقط سَمِعَهُ من في المبني ..؟
أفقط وصل صوتي لآخر الشارع..؟
ألم تَسْمَعَهُ الحيتانُ في البحر..؟
ألم تسمعهُ النوارسُ في السماء ..؟
ألم تسمعهُ جدارنُ بَيْتنَا العتيق هناك ..؟
ألم يسمعهُ ياسمينُ ضَيْعَتَنا الناعِسُ فوق بابِ الدار..؟
ألم يسمعهُ دُرًاقُ حديقتَنا ..؟
وأنْهَمرْتُ في البكاء وانتحبتُ كالنساء ..
وهو يحاول أن يُهَدِأُني ويلتفتَ حوله بعصبية ..
أأنت بخير.. أأفيكَ شيء..؟
أأفي المطبخ شيء حُرِقْ وأصابكَ بسوء ..
أَجِبْ.. أأحدُ مات..؟
أأهلك بخير ..؟
وكلما سأل ونجيبي يزداد ولا دموع ..
جَمُدَت ْ دمائي في عروقي ..
فَسَمِعْتُ الخنساء تَصْرُخُ في ذاكرتي المتعبة ..
" عيناي جودا ولا تَجْمُدا ألا تبكيانِ لِصَخْرِ الندا..
ألا تبكيانِ الجريءَ الجميلَ ألا تبكيانِ الفتي السيدا..
ورُحْتُ أُردِدُ " عيناي جودا ولاتجـ.... وفاضتْ دموعي سيولاً .. ألا تبكيانِ الجرىء الجـ..." وهو يصيح :
آه ياويلي ... الله يهديك طمئني.. ماذا هناك أعصابي لا تتحمل..؟
قلت له..
نحنٌ لسنا رجالاً يا صديقي .. علينا أن نرتدي عباءة النساء .. علينا قَصٌ شورابنا ونجلس في البيوت ؛ لا.. لا.. حتى عباءات النساء لا نَسْتَحِقَها.. علينا .. ماذا علينا ..
لا يكفى .. حتى هذا لا يكفي ...
ما هو الذي لا يكفي..؟
" الشامُ " يا " فادي " .. " الشامُ " تٌغتصب .." حمص " الأبية تُسْتباح.. و" حلب " الأموية ..و" دِرعه ".. آه يا " درعه " ..
يا وجعي .. يا ألمي وحرقة قلبي..
حاولتُ أن أعود لنفسي من جديد.. خفضتُ صوتي قليلاً..
واقتربتٌ منه.. اسمع " فادي "..
صديقى ..علينا أن نذهب..
علينا أن نسافر إلي دمشق ..
لماذا نجلسُ هنا..؟ ماذا نفعل هنا ..؟
علينا أن نعود .. بلادُنا تنادينا ..
أخبرني الآن .. ماذا نفعل هنا ..؟
أُخْبِرُكَ أنا..
نقوم في الصباح الباكر بعد غطيط في نوم عميق ..
وهم لا يناموا أصلاً..
نَلْبُس أفخمَ الثيابِ .. وهم يموتون ولا يكفنوا ولا يدفنوا..
نقود السيارة المكيفة ؛ الباردة ..
وأشلائهم تُجَرُ في برادات الخُضار إلي أين..؟ لا أحد يدري.
والجرحى .. أتعلم ماذا يفعلون بهم إذا راحوا إلي المشًفى .. يستكملوا جُرْمَهُم ..
نذهبُ إلي مكاتبنا المكييفه .. نَشْرَبُ " المَتْه" والقهوة التركية وهم يشربون الذل والمهانة .. الم تسمع صيحاتهم .. عَبْرَ " الشاشات "
" الموت ولا المذلة"
"بالروح.. بالدم .. نفديك يا درعه"
ماتوا قُتٍلُوا نُكِلَ بهم .. أخواتنا يا "فادي" أمهاتنا.. بناتنا ..
ليسوا في" كوسوفا ".. ليست " البوسنه "..
عُزَل ْ.. صدورُ عارية ..
" الله ..سُورِيه.. حرية و بس.. "
"سلمية .. سلمية.." هم عرب .. " سوريون "..
أحرار .. الله خلقهم أحرار..
أخبرني بالله عليك يا صديقي ألسنا عاراً عليهم ..؟
ننام في أحضان زوجاتنا ونلاعبهم ونداعب أطفالنا ..
وهم حتى لا يستطيعوا دفن موتاهم .. هم شهداء.. أليس كذلك ..؟
شهداء صحيح .. لما لا تجيب ..؟
ابتلعتَ لسانكَ .. تكلم أخبرنى .
جلسَ "فادى" ينظر إليً وعيناه غارقةُ في بحرِ من الدموع..
ووجنتيه تخضبتْ بدموع ِ غَمَرَتْ لحيتهُ البيضاء الوقورة..
واحمرت عيناه الزرقاء الجميلة .. وحركَ شفتيه ببطيء شديد .. نحن لا نملكُ سوي الدموع والدعاء لهم ..
لملمتُ انفعالي المبعثر في الغرفة ..
و حاولتُ أن أُزيلَ تلك الفوضى من فوق ملامحي..
واقتربتُ من أريكتهِ وهمستُ في أذنه..
هل قمتَ بالدعاء لسوريا اليوم يا صديقى .. !؟

آمال المصري
01-05-2011, 02:38 AM
"دموع الرجال لا تكفي "

حقيقة لانغفل عنها
وإلا كما ذكرت لايستحق الرجال حتى أن يرتدون عباءات النساء
نص اختزل مأساة الشعوب في عجزنا
فلم نملك لهم إلا الدعاء
أديبنا المكرم ...
صياغتك للنص جاءت ملحمة أدبية رائعة راقية البيان
لكن حبذا لو التزمت باستخدام الفقرة والكتابة على يمين الصفحة في النصوص القصصية
تحيتي والأوركيد

محمد ذيب سليمان
01-05-2011, 07:08 AM
أيها الكبير

سامح

كنت فذا يحرقك الألم ويعتصر قلبك ولهذا جاءت هذه وأبكتنا

حتى اننا نردد تماما مارددته منذ بداية الفقرة الأولى

حتى آخر نزف

نعم انها سوريا انهم اهلنا في درعا وفي الشمال وفي كل شبر على ترابها

انهم الرجال الرجال الذين بصدورهم العارية يتلقون دفقات الرصاص

ولا يهابون الموت ... الحرية .. لا تقدر بثمن والدم الأحمر النازف هو ثمنها ومهرها المستحق

فمنذ متى يتخلى سلطان عن كرسيه

نعم يا اخي والله ان دموع الرجال لا تكفي

بارك الله بك

سامح محرم السعيد
01-05-2011, 10:42 AM
[QUOTE=رنيم مصطفى;603019]"دموع الرجال لا تكفي "

حقيقة لانغفل عنها
وإلا كما ذكرت لايستحق الرجال حتى أن يرتدون عباءات النساء
نص اختزل مأساة الشعوب في عجزنا
فلم نملك لهم إلا الدعاء
أديبنا المكرم ...
صياغتك للنص جاءت ملحمة أدبية رائعة راقية البيان
لكن حبذا لو التزمت باستخدام الفقرة والكتابة على يمين الصفحة في النصوص القصصية
تحيتي والأوركيد[/SIالفر

[FONT="Traditional Arabic"][SIZE="6"]الفرلشة المهذبة/ رنيم مصطفي

منذ خط قلمي أول مشاركة في هذه الواحة الراقية وأنا أتعلم ُ منكِ كثيراً ولاسيما الترقيم والتنسق للجمل واليوم درس جديد هو تنسيق الفقرات والكتابة إلي يمين الصفحة ..

أرجو التكرم بعمل هذا النسيق في هذا النص كما تشائين.. ليظهر جميلاً كما تريدين .. أنا أثقُ بكِ...

لأنني لاأعرف عمل ذلك بعد عرض المشاركه .. وفي المره القادمه سأعمل بالنصيحة الغالية..

وشكراً لكي وطوق ياسمين ...

ولا ننسا سوريا وليبيا من دعائنا..

سامح محرم السعيد
01-05-2011, 10:50 AM
أيها الكبير

سامح

كنت فذا يحرقك الألم ويعتصر قلبك ولهذا جاءت هذه وأبكتنا

حتى اننا نردد تماما مارددته منذ بداية الفقرة الأولى

حتى آخر نزف

نعم انها سوريا انهم اهلنا في درعا وفي الشمال وفي كل شبر على ترابها

انهم الرجال الرجال الذين بصدورهم العارية يتلقون دفقات الرصاص

ولا يهابون الموت ... الحرية .. لا تقدر بثمن والدم الأحمر النازف هو ثمنها ومهرها المستحق

فمنذ متى يتخلى سلطان عن كرسيه

نعم يا اخي والله ان دموع الرجال لا تكفي

بارك الله بك

أستاذي / محمد ذيب سليمان

والله إن الألم رهيب والجرح عميق والغُصة في الحلق وفي القلب وفي الكلمة والقلم..

هؤلاء أخي محمد / رجال شرفاء لاريضون بالذل أو المهانة .. أحرار.. وهم سوف يفعلونها أنا متأكد جدا .. وواثق بالله جداً..

لكن علينا الدعاء لهم بإخلاص وفي كل وقت .. هذا مهم جداً.. فليس هناك بشر في الدنيا يتخيل ماذا يحدث,, الله معهم وناصرهم بحوله وقوته..

طوق ياسمين أستاذي
ودمتَ بخير

ريمة الخاني
01-05-2011, 05:27 PM
السلام عليكم
لاأدري إن كنت أقرأ لك لأول مرة ..
انت أديب كبير آتٍ إلينا بقوة...
سوف انتظر منك الكثير فرغم الانفعال المبرر في النص, إلا انني أراك أعطيت القضية المطروحة والتي تمسنا وتقض مضجعنا جميعا حقها ...
دمت بخير وألق ..
( لم َ وليس لما)
الف تحية

مصطفى السنجاري
01-05-2011, 05:58 PM
نص ملتزم وشامخ سامق لا يكتبه إلاّ اديب كبير

يلتقط لنا صورة جميلة من ملامح مأساتنا

وما يحدث في كواليسها

لغة توثب الجمال والألق في أرجائها

وانتفض الهم العربي حييا

سلاسة في السرد وحوار شيق رشيق

تناسب الفكرة والموقف

بهي أنت سامح

ولو أنّ النهاية لم تكن بالومضة المرجوّة

إلاّ أنها كانت موفقة

دم سامقا فأنت أديب حقيقي نفخر به

نص ملتزم وشامخ سامق لا يكتبه إلاّ اديب كبير

يلتقط لنا صورة جميلة من ملامح مأساتنا

وما يحدث في كواليسها

لغة توثب الجمال والألق في أرجائها

وانتفض الهم العربي حييا

سلاسة في السرد وحوار شيق رشيق

تناسب الفكرة والموقف

بهي أنت سامح

ولو أنّ النهاية لم تكن بالومضة المرجوّة

إلاّ أنها كانت موفقة

دم سامقا فأنت أديب حقيقي نفخر به

تحياتي وتقديري

تحياتي وتقديري

مرمر القاسم
01-05-2011, 06:13 PM
نقوم في الصباح الباكر بعد غطيط في نوم عميق ..
وهم لا يناموا أصلاً..
نَلْبُس أفخمَ الثيابِ .. وهم يموتون ولا يكفنوا ولا يدفنوا..
نقود السيارة المكيفة الباردة ..
وأشلائهم تُجَرُ في برادات الخُضار إلي أين..؟



طي الهمس
طي النسيان
طي الفقد
طي التاريخ
طي الأمل


هكذا نحن ،

لأستاذي قوافل الزهر ،

آمال المصري
01-05-2011, 06:39 PM
أرجو التكرم بعمل هذا النسيق في هذا النص كما تشائين.. ليظهر جميلاً كما تريدين .. أنا أثقُ بكِ...
لأنني لاأعرف عمل ذلك بعد عرض المشاركه ..
..

أستاذي المكرم ...
بعد إدراج النص لايوجد قانون بالواحة يصرح بالتعديل على أصل النص
ولكن لك أن تقوم بالتنسيق في مشاركة كرد على النص
وجزيل امتناني لردك الكريم
تحيتي وزهر القرنفل

سامح محرم السعيد
01-05-2011, 07:06 PM
السلام عليكم
لاأدري إن كنت أقرأ لك لأول مرة ..
انت أديب كبير آتٍ إلينا بقوة...
سوف انتظر منك الكثير فرغم الانفعال المبرر في النص, إلا انني أراك أعطيت القضية المطروحة والتي تمسنا وتقض مضجعنا جميعا حقها ...
دمت بخير وألق ..
( لم َ وليس لما)
الف تحية

لا أعتقد أنني نلتُ شرف هذا المرور العَطِر من قبل ,,

غير أني متابع جيد لكي ؛ وأحب أن أقرأ ماتكتبين ؛ ربما قرأتي يوماً تعليقي علي بعض ماتكتبين..

شاكر جداً ترحيبك وتشجيعك أختي الفاضلة/ ريمه الخاني

دمتِ بخير وطوق الياسمين

سامح محرم السعيد
01-05-2011, 07:14 PM
نص ملتزم وشامخ سامق لا يكتبه إلاّ اديب كبير

يلتقط لنا صورة جميلة من ملامح مأساتنا

وما يحدث في كواليسها

لغة توثب الجمال والألق في أرجائها

وانتفض الهم العربي حييا

سلاسة في السرد وحوار شيق رشيق

تناسب الفكرة والموقف

بهي أنت سامح

ولو أنّ النهاية لم تكن بالومضة المرجوّة

إلاّ أنها كانت موفقة

دم سامقا فأنت أديب حقيقي نفخر به

نص ملتزم وشامخ سامق لا يكتبه إلاّ اديب كبير

يلتقط لنا صورة جميلة من ملامح مأساتنا

وما يحدث في كواليسها

لغة توثب الجمال والألق في أرجائها

وانتفض الهم العربي حييا

سلاسة في السرد وحوار شيق رشيق

تناسب الفكرة والموقف

بهي أنت سامح

ولو أنّ النهاية لم تكن بالومضة المرجوّة

إلاّ أنها كانت موفقة

دم سامقا فأنت أديب حقيقي نفخر به

تحياتي وتقديري

تحياتي وتقديري

أستاذي الشاعر المدهش / مصطفي السنجاري

الفخر لي أنا إذ تتابع ما أكتب ؛ بكل هذا التواضع الراقي وهذا النقد الفعًال ..

مهما قلت .. أقف عاجزاً .. فمنكَ نتعلم ..

كن بالجوار دائماً ودمت بخير
تحيتي وطوق الياسمين

سامح محرم السعيد
01-05-2011, 07:26 PM
"دموع الرجال لا تكفي "



أوقفتٌ تشغيل " التلفاز" منزعجاً ؛ مضطرباً وألقيتُ بأداة التَحَكٌم عن بُعد في الأرض ؛ لم أتحمل ما يحدث .. وما رأيت.. ولمَ كل هذا.. ؟ ما السبب ..؟
قمتُ .. جلستُ .. اتكأتُ.. قفزتُ من مكاني واقفاً ؛ وأنا أُحَدِثُ نفسي بصوتِ عالٍ صارخاً.. يا الله.. يا الله ؛ لما ترضي بهذا ..؟ أخبرني يا رب .. ؟ ما حِكْمَتَكَ في هذا .. ؟
أرجوكَ يا مولاي .. ألهمني الصبر ..ألهمني الحكمة حتى أعلمَ ..!

طَرْقُ عنيفُ علي الباب .. "رامى" .. "رامي" ما بكَ ..؟ افتحْ الباب .. ماذا هناك .. ؟
أَسْرَعْتُ إلي الباب أَجُرُ خُطاي كالمغشي عليه من المَس ..
خيراً لما تَصْرُخُ .. صَوتَكَ أَسْمَعَ من في المبني كله.. وصل حتى نهاية الشارع ...

لم أتمالكَ نفسي .. تَحَطَمَتْ قواي..
وخَارَ بدني فوق الأريكة القريبة وصَرَختُ في وجههِ :
أفقط سَمِعَهُ من في المبني ..؟
أفقط وصل صوتي لآخر الشارع..؟
ألم تَسْمَعَهُ الحيتانُ في البحر..؟
ألم تسمعهُ النوارسُ في السماء ..؟
ألم تسمعهُ جدارنُ بَيْتنَا العتيق هناك ..؟
ألم يسمعهُ ياسمينُ ضَيْعَتَنا الناعِسُ فوق بابِ الدار..؟
ألم يسمعهُ دُرًاقُ حديقتَنا ..؟
وأنْهَمرْتُ في البكاء وانتحبتُ كالنساء ..
وهو يحاول أن يُهَدِأُني ويلتفتَ حوله بعصبية ..

أأنت بخير.. أأفيكَ شيء..؟
أأفي المطبخ شيء حُرِقْ وأصابكَ بسوء ..
أَجِبْ.. أأحدُ مات..؟
أأهلك بخير ..؟

وكلما سأل ونجيبي يزداد ولا دموع ..
جَمُدَت ْ دمائي في عروقي ..
فَسَمِعْتُ الخنساء تَصْرُخُ في ذاكرتي المتعبة ..
" عيناي جودا ولا تَجْمُدا ألا تبكيانِ لِصَخْرِ الندا..
ألا تبكيانِ الجريءَ الجميلَ ألا تبكيانِ الفتي السيدا..
ورُحْتُ أُردِدُ " عيناي جودا ولاتجـ.... وفاضتْ دموعي سيولاً .. ألا تبكيانِ الجرىء الجـ..."

وهو يصيح :آه ياويلي ... الله يهديك طمئني.. ماذا هناك أعصابي لا تتحمل..؟

قلت له..نحنٌ لسنا رجالاً يا صديقي .. علينا أن نرتدي عباءة النساء .. علينا قَصٌ شورابنا ونجلس في البيوت ؛
لا.. لا.. حتى عباءات النساء لا نَسْتَحِقَها.. علينا .. ماذا علينا ..
لا يكفى .. حتى هذا لا يكفي ...

ما هو الذي لا يكفي..؟

" الشامُ " يا " فادي " .. " الشامُ " تٌغتصب .." حمص " الأبية تُسْتباح.. و" حلب " الأموية ..و" دِرعه ".. آه يا " درعه " ..
يا وجعي .. يا ألمي وحرقة قلبي..
حاولتُ أن أعود لنفسي من جديد.. خفضتُ صوتي قليلاً..واقتربتٌ منه.. اسمع " فادي "..
صديقى ..علينا أن نذهب.. علينا أن نسافر إلي دمشق ..لماذا نجلسُ هنا..؟ ماذا نفعل هنا ..؟
علينا أن نعود .. بلادُنا تنادينا ..أخبرني الآن .. ماذا نفعل هنا ..؟
أُخْبِرُكَ أنا.. نقوم في الصباح الباكر بعد غطيط في نوم عميق ..وهم لا يناموا أصلاً..
نَلْبُس أفخمَ الثيابِ .. وهم يموتون ولا يكفنوا ولا يدفنوا..
نقود السيارة المكيفة ؛ الباردة .. وأشلائهم تُجَرُ في برادات الخُضار إلي أين..؟ لا أحد يدري.
والجرحى .. أتعلم ماذا يفعلون بهم إذا راحوا إلي المشًفى .. يستكملوا جُرْمَهُم ..
نذهبُ إلي مكاتبنا المكييفه .. نَشْرَبُ " المَتْه" والقهوة التركية وهم يشربون الذل والمهانة .. الم تسمع صيحاتهم .. عَبْرَ " الشاشات "

" الموت ولا المذلة"

"بالروح.. بالدم .. نفديك يا درعه"

ماتوا قُتٍلُوا نُكِلَ بهم .. أخواتنا يا "فادي" أمهاتنا.. بناتنا ..
ليسوا في" كوسوفا ".. ليست " البوسنه "..عُزَل ْ.. صدورُ عارية ..

" الله ..سُورِيه.. حرية و بس.. "

"سلمية .. سلمية.." هم عرب .. " سوريون "..

أحرار .. الله خلقهم أحرار..

أخبرني بالله عليك يا صديقي ألسنا عاراً عليهم ..؟ ننام في أحضان زوجاتنا ونلاعبهم ونداعب أطفالنا ..
وهم حتى لا يستطيعوا دفن موتاهم .. هم شهداء.. أليس كذلك ..؟ شهداء صحيح .. لما لا تجيب ..؟
ابتلعتَ لسانكَ .. تكلم أخبرنى .

جلسَ "فادى" ينظر إليً وعيناه غارقةُ في بحرِ من الدموع..
ووجنتيه تخضبتْ بدموع ِ غَمَرَتْ لحيتهُ البيضاء الوقورة..
واحمرت عيناه الزرقاء الجميلة .. وحركَ شفتيه ببطيء شديد .. نحن لا نملكُ سوي الدموع والدعاء لهم ..

لملمتُ انفعالي المبعثر في الغرفة .. و حاولتُ أن أُزيلَ تلك الفوضى من فوق ملامحي..
واقتربتُ من أريكتهِ وهمستُ في أذنه.. هل قمتَ بالدعاء لسوريا اليوم يا صديقى .. !؟

حاولتُ أن أُعَدل في طريقة العرض حيث رأي الأديبة رنيم

سامح محرم السعيد
01-05-2011, 07:37 PM
نقوم في الصباح الباكر بعد غطيط في نوم عميق ..
وهم لا يناموا أصلاً..
نَلْبُس أفخمَ الثيابِ .. وهم يموتون ولا يكفنوا ولا يدفنوا..
نقود السيارة المكيفة الباردة ..
وأشلائهم تُجَرُ في برادات الخُضار إلي أين..؟



طي الهمس
طي النسيان
طي الفقد
طي التاريخ
طي الأمل


هكذا نحن ،

لأستاذي قوافل الزهر ،

كنا هكذا.. وخلاص " مش هنخاف تاني"

هم شهداء عند ربهم يرزقون ..

طوق الياسمين ودمتِ بخير ..

سهى رشدان
06-05-2011, 09:39 AM
ايها الكبير القدير نصك في غاية الروعه موضوعك عظيم جسدته بطريقه مدهشه
لغتك قويه لم أرى موقفا في القصه ليس بمكانه امتعتني
وخذتني القصه الى درعاوسوريا الحبيبه
ابدعت
تحياتي

سامح محرم السعيد
07-05-2011, 12:45 PM
ايها الكبير القدير نصك في غاية الروعه موضوعك عظيم جسدته بطريقه مدهشه
لغتك قويه لم أرى موقفا في القصه ليس بمكانه امتعتني
وخذتني القصه الى درعاوسوريا الحبيبه
ابدعت
تحياتي


المورقة عبقاً وذوقاً وكبرياء / سهي رشدان
صباح الياسمين الدمشقي الفواح

وشكراً وجودك هنا بين الألم والدموع ؛ وعطًرتِ صفحتي المتواضعه برؤية ذائقة محترمة..

طوق الياسمين ودمتِ بخير

ربيحة الرفاعي
04-04-2012, 11:55 AM
قصة قوية الفكرة جميلة المضمون تحرشت بذكاء بالوجع الذي تعيشه الأمة
وددت لو أنك كتبتها مرسلة باسلوب الفقرة وباستخدام علامات الترقيم لتسهيل قرائتها على المتلقي

أهلا بك ايها الكريم في واحتك

تحاياي

نادية بوغرارة
04-04-2012, 09:09 PM
نص باذخ شكلا و مضمونا ،

أحييك على مهارتك في نقل الصورة المؤلمة إلى نص أدبي مدهش ،

يخاطب الجرح و الوجدان .

المبدع سامح السعيد ،

دمت و هذا الألق .

نداء غريب صبري
17-02-2013, 05:47 PM
كنت صادقا ومنصفا في قصتك
ما يعيشه أهلنا في الشام لا تكفي معه دموع الرجال

قصى جميلة أخي

شكرا لك

لانا عبد الستار
15-06-2013, 02:41 AM
دموع الرجال لا تكفي
وعلى غير الدعاء لا يقدرون في ظل هذه الأنظمة
فهل يقتلون أنفسهم
كثيرا ما أسأل نفسي هذا السؤال
أشكرك