المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ديني دينٌ سامٍ !



مرمر القاسم
01-05-2011, 09:47 AM
http://www13.0zz0.com/2010/05/05/22/969189673.jpg





تائهة يا خلق الله ، ديني دينٌ سامٍ، مَرّ أو مرّتْ فوق تراب بلادنا قبل عصور ، أقام أو أقامت في الشرق مرة و مرة في الجنوب ، و مرة هاجرت إلى الشمال ، و حين جاء دور الغرب أقام بين الثلاثي راقولا (1 ) تصعد به و تهبط ، و ما بين فمي و كَسرَةِ الخبز أفواه يستكين على حواف شفاهها الشُّقاق (2)، و ينضج الجوع نضوج التّمر فيتساقط سعفا نحو الشرق ، هل جربت الجوع المخمور ؟ حتى جوع الشرق تميز ،
رَتِّلْ معي ترتيلا و أمترِ بالقول و أجعل من قولك كــ المِرْوة (3) إذا احتَكَت بالسَمْعِ أشعلته نارا و اسْتَغْلظ بالقول : ( فأمّا اليَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ (9)) . ( قرآن )
هناك على مقرُبة من اللوعة كثيراً ما يُدَقُ الطبل ، كي أُذكّر أنّ قلبي حجر ، و كأنه حفرة عميقة مدورة ،
فيه تجاويف ملأَى بأشياء غير قابلة للتحليل ، بعض اليمامات اتخذت منها أعشاشا لها تهاجر منها إليها كلما مرّ يُتم مُرْجَحنٌّ (5) باسطا ذراعيه على المدى ،
كثيراً ما يُدَقُ الطبل فتتلوى الخاصرة من كثرة الحصى في الكلى أو في الرّحم سيّان ، صراخ و عويل ، غربة ، وقلوب ميتة ، ضمائر غائبة و أمة في (برواز ) محاصرة من الزوايا الأربعة ، يستطيل البرواز و يتربع ، يتربع و يستطيل لا فرق حين يتمدد الجرح و يمتد و يصير النزف نهراً طويلاً يصل الشرق بالغرب و الشمال بالجنوب ، كــالحبل الموصول من الوريد إلى الوريد و تسقى الأرض ، فتبلغ التربة أقصى حدود الإرتواء ،
محراث الصبر بيد طفلة تمارس الحرث على قلوب ممارِث العرب و عجوز طاعنٌ بالسّن تُكسِّر الصخر بمنديل على أبواب مؤسسات الرِّفق بالعجز ، و دموع صبية كما رُضابُ النّدى المالح تَقاطرت أخاديد على صفحات الوجه البائس تُعلّلُ النفس أن مازال في العمر بقية باقية لتمارس أنوثتها المخنوقة و ثلم الوجه وصّدْع في صدر الفِكرِ عقيم و هي الآن تجري أكبر مناورة في تاريخها بين الإصلاح و إعادة تكوين ، و تُكَفكِف عن اليتيم و تقتلع شرور الأذى في عالم أصيب بالاضطراب و الهلوسة يهذي بامتداد و استمرار كـالبعوض يطنطن في الخلف و يردد بلا ملل أو كلل كصوتٍ يأتي من القاع : ( أنا لغة أخرى ) ،
إن المرء ليحتار أمام ممالك الصمت المرعبة و جنون الخوف ، أيها العربي إذا الموت عَسعَسَ في الفراش و جاء يغتاس (4) عليك أن تختار و ليكن خيارك أن تمضيَ راغبا لا مكرها ، حيث تنام و تضطجع على مقربة منك الأنوار تنام متوسدا طمأنينة مستوطنا قلوب الملايين ،
في ليالي الفَقْدْ تتراقص وراء الستار خلف الايقاع أنثى من صخر ( فاطمة) و الجوع المتربص بها فغر فاه و كاد يبتلعها و الرقصات ، و اللحن المنهوب و مذاق التوت و العنب ، و اختلف شكل الدّراق و بَدَّلَ لونه الربيع بالأحمر القاني ،
أمة دخرت و طفل ( الحارة ، الحجارة ، الحرب ) يتناسل في أحشاء الشوارع منهمكاً باليتم سائراً في طريق الحتف على نهج الضياع تستقبله العتمة لا يَسْكَّفُ (6) لأحد بابا ليس لأنه لم يشأ بل لأن الأبواب جميعها استغلقت و تضاءل حتى كاد لا يرى ،

يا أمة مُنْتهِشة يا أمة الأيتام يا أولياء الأمور أيها الأوصياء لما كل المعاناة في أوطاننا مضاعفة . لمَ التشرّد مضاعف لمَ الجوع أضعاف ؟







)وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11 }
( الضحى (






1- الرَّاقول: حَبْل يُصْعدُ به النخل .
2- الشُّقاق : داء يكون بالدواب وهو يُشَقِّق الحوافر و قد يصل إلى الصدوع .
3- المَرْوة : القدَّاحات التي يخرج منها النار.
4- الإغتِساس : الطلب او الإكتساب .
5- مُرْجَحِنٌّ: ثقيل واسع.
6- لا يَسْكَّفُ : يطأ عتبة الباب




لوحة يتيم الحرب للأستاذ مصطفى رمضان حسين

عبدالله المحمدي
01-05-2011, 10:49 AM
نظرة غضب ...

ثوران للقلب...
.....
....
...

...

إحباط..


سكوت ..

نكس ...

ألم..

ثم نوم لذيذ ....


(حرروا خيوطها .....حتى تحتلكم ....وانثروها دمعا ....وازرعوها الما ....واحصدوا قبورا ......اهداء من كاتبة المقال الينا )

مرمر :

شكراً../.لكِ..ولما..أرتكبتِ../.من..وعي..

مصطفى السنجاري
01-05-2011, 12:08 PM
مرمر القاسم


صورة مؤلمة

تلك التي التقطتها عدستك الدقيقة

من ملايين الصور التي نمر بها

في الوطن الذي في شارع واحد من شوارعه الكثيرة

ما بين جامع وجامع جامع

كلها تخطب وتفتي وتذكر

وهي للأسف تجمع الاجساد فقط والقلوب شتى

وهكذا يكون وضع المجتمع الذي يشخر في ارجائه الجشع

وتجأر الأنانية المقيتة

نص صارخ بوجه الامة التي نسيت انها من خيرة الأمم

وأمّا اليتيم .................


ومن الذي يتمه ...؟؟؟

أحسنت تجسيد الصورة في لوحة من كلمات بلغة مرمر القاسم التهكمية

جاء زاخرا وساخرا ومتوهجا بعبارات تعيدنا غلى التاريخ

وكأنك تلفتين النظر إلى غابر التاريخ للتذكر وأخذ العبرة

من لليتامى غير الذي يغير ولا يتغير

حروفك دموع متناثرة من وجع الأمة

دمت سيدتي مبدعة

تحياتي

محمد البياسي
01-05-2011, 12:16 PM
قلم كبير
و أدب كبير
ومشاعر أكبر

اخذتِنا يا مرمر القاسم الى حيث اردتِ
مع ما في نصك من سوريالية
سأدعني الان ابحر معك الى الجهات الثلاث
ثم بعد ذلك لي مرور
استفز به مقالتك
كما استفززتِ بها مشاعرنا

تحياتي ايتها البطلة

سامح محرم السعيد
01-05-2011, 12:48 PM
حين وقفتٌ بسيارتي الفارهة الفخمة في إشارة المرور جاء بيعني بعض الماء فتعجبتُ ؛

لما يقف هنا في هذا الَحُر الشديد يبيع ماء مثلج للمرور ؛ وأضاء اللون الأخضر فانطلقتْ ..

سمعتُ صوتُ الآذان ؛ أوقفتُ سيارتي .. وجدته يساعدُ سيدة عجوز تجلس في البرد القارس فوق الأسلفت تبيعُ " المسواكَ" للمصلين ؛؛ وفي حجرها طفلُ رضيع يبدو أنه ولدها..

يبدوا أنهم متسولون..

شكراً أستاذة / مرمر القاسم
ودائماً فياضةُ مشارعرك وسامقةُ لغتك الثورية

دمتِ بخير وطوق الياسمين

سهى رشدان
07-05-2011, 10:49 PM
اسجل اعجابي بقوة حرفك
وكل تقديري لنبضك الصادق
نص جميل
اتحفينا بمزيد من ابداعاتك

محمد السبعاوي
10-05-2011, 11:13 PM
رغماً عني أيتها المبدعة أمر بما تكتبين ولابد أتوقف كثيراً لأقرأ النص في كل مرة بعين مختلفة وأتذوقه بمذاق مختلف ولابد أن لايغادر القلم إلا وقد خط لك من الشكر والتقدير مايقارب قدرك ولايصله غاليتي
بستانك يطيب لي به المكوث وروحك تتجلى بوضوح في كل نص اقرأه لك
ولك دوما الاحترام والمودة اجزلها
دمت بطيب الرياحين

مرمر القاسم
16-05-2011, 10:22 PM
نظرة غضب ...

ثوران للقلب...
.....
....
...

...

إحباط..


سكوت ..

نكس ...

ألم..

ثم نوم لذيذ ....


(حرروا خيوطها .....حتى تحتلكم ....وانثروها دمعا ....وازرعوها الما ....واحصدوا قبورا ......اهداء من كاتبة المقال الينا )

مرمر :

شكراً../.لكِ..ولما..أرتكبتِ../.من..وعي..

هي رسالتي لمن يعقلن و يعقلون .
و هي ألوان الرسام سوط سلطه على النظر ،
مرحبا بأستاذي عبدالله ، شكرا لك ، زهر ، زهر ،

حسن مناصرة
16-05-2011, 10:37 PM
مرمر كنت بين سطر جعلتني اعيش ما بينها كانها امام ناظري
اجدت بحيث تجذبين القاريء بشكل يستحيل فيه ان يخرج من بين سطروك الجميلة الا والفكرة اكتملت واختمرت
تحياتي

محمد ذيب سليمان
17-05-2011, 10:44 AM
ألم وحرقة ومعاناة وفجيعة

كل ما حمله حرفك من بين أظهرنا

ذهبت بنا الى الحرات المليئة بالتعب والمعاناة

ودرت بنا في الزقة وعلى زوايا الشوارع

حيث العجز والجوع والإنهاك

فهل لنا قلب ينبض لما رأى

وهل لنا عين دمعت

وهل دعانا المنظر العام لكل ذلك الألم

الى الأخذبيد طفلة أو عجوز يبحث بين القمامة عن كسرة خبز

حتى ذلك الحين سيلاحقنا العجز والبكاء

وقافل من الوجع

لك التحايا