تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : دمشق الفيحاء



حلمي العبدالله
01-05-2011, 09:55 AM
رُبوعُ الشَّامِ أَنهارٌ تَسيلُ = دِماءُ الشَّعبِ خَضَّبَها الأصِيلُ
تَموجُ ومَوجُهَا صَرَخَاتُ لَيثٍ = هديرُ البَحرِ جَللَهُ الصَّهيلُ
هُتافٌ ُيوقِدُ النيرانَ جَمْرا = فَيغْشَى الليلَ أرتالٌ تَصُولُ
أُسُودُ الغابِ طَالَ الضَّيْمُ دِرْعَا = يَقُودُ الموتَ سفَّاحٌ قَتُولُ
فَأسْدَافٌ تُبَدِدُهَا بُدُورٌ = لُعَابُ الشَّمْسِ إبْرِيزٌ مَسِيلُ
صَدَى الأَخْبارِ يُنْبِئُهُ مُذِيعٌ = هِرَقْلُ ، يَلُوحُ فِي الأُفُقِ الرَّحِيلُ
أَتَعْقِرُ كُلَّ مَنْ يَسْعَى طَلِيقًا = لَنَا فِي صَالِحٍ ، قَصٌّ جَمِيلُ
إِذَا مَا نَاقَةٌ صَدِيَتْ ، أُذِيقَتْ = مِنَ التَّنْكِيلِ أَطْرَافًا تَطُولُ
فَدَمْدَمَ ، وَالعَذابُ بِهِمْ مُحِيقٌ = فَلا مَنْجىً إِذَا ضَاقَ السَّبيلُ
ضَحَايَا الغَدْرِ بَشَّارٌ تُنَادي = فَأَيْنَ تَفِرُّ ، إِنْ أَنْتَ القَتِيلُ
فَفِي الأَسْمَاءِ مَا نَشْتَقُّ فَأْلٌ = وَلَكنْ لَيْسَ فِي الفَيْفَاءِ نِيلُ
أَتَخْشَى أَنْ يَقُولَ الشَّعْبُ آهٍ = أَسِيرُ القَيْدِ كَبَّلَهُ خَتُولُ
فُؤَادُكَ مُقْفِرٌ يَأْوِي الأَفَاعِي = يَحُومُ الصَّقْرُ ، قَدْ آنَ الوصُولُ
أَتَأْتِي النَّاسَ وَيْكَ ، وَهُمْ نِيَامٌ = فَسَادُ الذَّوْقِ تُنْشِئُهُ الوُحُولُ
إِذَا مَا الأَرْضَ تَفْرِشُهَا عِدَاءً = نَعَاكَ الكَرْمُ تَتْبَعُهُ الحُقُولُ
أَبِالتّنْكِيلِ وَالتَّعْذِيبِ تَنْجُو = سَفِيهٌ ، تَسْتخِفُّ بِكَ العُقُولُ
طُبُولُ الحَرْبِ تَقْرَعُهَا أَيَادٍ = لَهَا فِي الغَدْرِ أَضْرَاسٌ تَجُولُ
فَمَنْ أَوْرَى بِقَارِبِهِ ثِقَابًا = نَزِيرُ الفَهْمِ مَخْبُولٌ جَهُولُ
أَلَسْتَ وَأَنْتَ كَالنَّمْرُودِ جَهْلا = تَظُنُّ الظُّلْمَ غُلاًّ لا يَزُولُ
عَجِيبٌ تُورِدُ الرَّايَاتِ حُمْرًا = وَتُصْدُرُهُنَّ إِنْ طُمِسَ الدَّلِيلُ
فَأَنْتَ خَبِيرُ مَجْزَرَةٍ بِدِرْعَا = نَجِيعُ القّلْبِ تَقْذِفُهُ السُّيُولُ
حَرَمْتَ الطِّفْلَ بَسْمَتَهُ رَضِيعًا = نَزَعْتَ الرُّوحَ مِنْ أمٍّ تَعُولُ
نُفُوسُ القَوْمِ تَلْعَقُهَا ذِئَابٌ = تَدُوسُ الزَّرَعَ فِي الغَلَسِ الخُيُولُ
ألا فَلتَعْصِفِي يَا رِيحُ ثُورِي = لَهِيبُ النَّصْرِ يُضْرِمُهُ الغَلِيلُ
وَبِالفَيْحَاءِ هُبِّي كَيْ تَقِيلِي = إِذَا مَا غَالَ فِي الحَوْبَاءِ غُولُ
فِفِي الآفَاقِ إِنْ مَاسَتْ عَرُوسٌ = رَأَيْتَ الشَّامَ حَسْنَاءً تَمِيلُ
فَتِلكَ الأرْضُ بِالخَيْرَاتِ عَجَّتْ = فُرَاتُ النَّهْرِ فِيهَا سَلْسَبِيلُ

آمال المصري
01-05-2011, 08:54 PM
قذيفة تلك القصيدة في وجه الطغيان ... علها تصل إلى مسامعهم
على الوافر قرأت هنا إبداعا متفرداً في الصياغة
وسموق لحروف تدلت عناقيد من ألق
شاعرنا الفاضل ...
تقبل تطفلي هنا
ولك ينحني الحرف والقلم
تحيتي والجوري

عمار الزريقي
01-05-2011, 09:01 PM
بورك فيك أخي الشاعر حلمي العبدالله

وبورك هذا الهجس الثوري

دم مبدعا.

ربيحة الرفاعي
02-05-2011, 12:30 AM
ألا فَلتَعْصِفِي يَا رِيحُ ثُورِي = لَهِيبُ النَّصْرِ يُضْرِمُهُ الغَلِيلُ
وَبِالفَيْحَاءِ هُبِّي كَيْ تَقِيلِي = إِذَا مَا غَالَ فِي الحَوْبَاءِ غُولُ

تصوير فاق أدق التقارير صدقا وعمقا، ولم يقع في فخ المباشرة والتقريرية
بصور نسجها حرف مكلوم فأسكنها عذاباته، وتراكيب جميلة تستوقف القاريء طويلا أمام توهجها

تحيتي لهذا الحس الثائر والروح الكريمة الشامخة

دمت بألق

نبيل أحمد زيدان
02-05-2011, 12:59 AM
الأخ الفاضل حلمي عبد الله الموقر
بورك اليراع وبوركت النفس الطاهرة
التي عطرت هذا النص الجميل
من أنفاسها
لك كل الود والمحبة
دمت بحفظ الله ورعايته

أبو سائد العدوي
02-05-2011, 07:45 AM
الشاعر حلمي العبدالله قصيدة كتبت بمشاعر متقدة وصادقة ، مجللة بالألم الذي يعصر القلب ، فيفجر القلم خاطا والمداد مسطرا أجمل الأنغام ليُطرب الصفحات ولتهتز منه السطور إجلالا وإعجابا ، لقد استدعيت الماضي ووظفته بدقة ولباقة عبر تناص ديني وتاريخي
فلا فض فوك .

حلمي العبدالله
02-05-2011, 12:05 PM
الأخت رنيم يسعدني مرورك الكريم

نداء غريب صبري
03-05-2011, 06:56 AM
صح لسانك اخي
ولا فض فوك
قصيدة رائعة
والفيحاء اهل لها وتستحقها

بوركت

حلمي العبدالله
03-05-2011, 07:37 AM
الأخ عمار سلمت وحييت لمرورك الطيب

حلمي العبدالله
03-05-2011, 07:39 AM
الأخت ربيحة كل التقدير والاحترام لتشجيعك

مرشدة جاويش
03-05-2011, 11:19 AM
الاستاذ حلمي المحترم

تهجد جميل في عبق دمشق الفيحاء
وتنديد وقهر لما يجري بها
صياغة ولغة قادرة ومتمكنة يحسها الصادق
و الخلاص قادم باذن الله
ولكل شئ نهاية
تحاياي

حلمي العبدالله
03-05-2011, 11:50 AM
الأخ نبيل الشكر والتقدير لمرورك الطيب

حلمي العبدالله
03-05-2011, 11:52 AM
الأخ أبو سائد أفلج صدري مرورك وتعليقك

محمد ذيب سليمان
03-05-2011, 01:17 PM
قصيدة شاعر ..

ما أروعك وانت تقول ما في النفوس بأسلوب الشعراء الكبار

دون المباشرة والتقرير

ومتعة المتابعة تزيد من وهجها وقدرتها علىسحب الأنفاس

ثائر انت هنا متوجع تسرد وجعك بأسلوبك الشعري الجميل

شكرا لك

حلمي العبدالله
03-05-2011, 04:17 PM
الأخت نداء نشكر مرورك وتشجيعك

حلمي العبدالله
04-05-2011, 08:13 AM
الأخت مرشدة سررت لمرورك وتعليقك المشجع

حلمي العبدالله
04-05-2011, 08:14 AM
الأخ محمد ذيب كل التقدير والاحترام لمرورك

مصطفى السنجاري
04-05-2011, 12:30 PM
نص ثوري متوهج متأجج

أبدعت فيما وصفت

وكنت رائع البيان ساحر الحرف

دم مبدا اخي الحبيب

حلمي العبدالله
04-05-2011, 02:37 PM
الأخ مصطفى سررت لمرورك

مازن عبد الجبار
05-05-2011, 06:03 PM
جواهر ابداع توزعت الى سطور ذهبية

حلمي العبدالله
06-06-2011, 07:28 PM
الأخ مازن كل التقدير والاحترام لمرورك العطر

د. سمير العمري
11-03-2013, 04:18 PM
نص قوي وحس ثوري وحرف أبي ، لكني افتقدت السبك هنا.

ستنتصر الشام بإذن ربها وسينزوي عنها كل غادر فاسد ختول.

دمت بخير وبركة!

تقديري

سامية الحربي
11-03-2013, 11:30 PM
أُسُودُ الغابِ طَالَ الضَّيْمُ دِرْعَا
يَقُـودُ المـوتَ سفَّـاحٌ قَتُـولُ
فَأسْـدَافٌ تُبَـدِدُهَـا بُــدُورٌ
لُعَابُ الشَّمْسِ إبْرِيـزٌ مَسِيـلُ
صَدَى الأَخْبـارِ يُنْبِئُـهُ مُذِيـعٌ
هِرَقْلُ ، يَلُوحُ فِي الأُفُقِ الرَّحِيلُ
آن لتلك الأساد أن تنتفض و أن يرى الناس كل تبسط الملائكة أجنحتها على الشام و أن حجبها ألف متخاذل و منبره. رائعة بحق. تقديري.